تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أمريكا ستحترق في هذا .


الزمزوم
2012-10-08, 16:58
أمريكا ستحترق في هذا


هي أيام عصيبة بانتظار الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط، فإذا كان البعض حتى الآن يشيع أجواء من الإحباط السياسي والاجتماعي في أوساط المجتمعات المسلمة، فإن الأعاصير الموجهة للمسلمين الغاضبين من الإساءة السخيفة للنبي الأكرم (محمد صلى الله عليه وآله وسلم) سترتد على الغرب أيضاً.

لقد أدت الموجة الكبيرة من غضب المسلمين جراء إنتاج الفيلم المسيء للنبي الكريم من قبل يهودي إسرائيلي في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن يساور الأمريكيين قلق شديد، فطبقاً لتقرير موقعنا، فقد لعب "سام باسيل"، وهو إسرائيلي يبلغ من العمر 56 عاما ومقيم في كاليفورنيا الامريكية، دور المعد والمخرج والكاتب لهذا الفيلم السخيف بمدة زمنية تصل إلى 120 دقيقة، كما انه يدعي انه جمع لإنتاج هذا الفيلم ميزانية تصل إلى 5 مليون دولار بمساعدة يهودي غير معروف.

http://www.alintiqad.com/uploaded1/essayimages2012/0912/usaamb01.jpg

لقد أنتج هذا الفيلم قبل سنة في صيف 2011 بمشاركة 59 ممثلاً، وقد اعتبر "باسيل" الفيلم فيلماً سياسياً، كما ادعى أن الولايات المتحدة الأمريكية فقدت القوة وأموالا كثيرة في حروبها على العراق وأفغانستان، في حين أنه يريد أن يحارب بالأفكار من خلال هذا الفيلم، ليتوارى بعد ذلك عن الأنظار وذلك بمجرد بدء احتجاجات المسلمين.

يبدأ الفيلم بإشارة إلى الصراع المذهبي في مصر والعنف ضد الأقليات المسيحية القبطية ومن ثم يعود إلى السعودية في صدر الإسلام موجهاً إهانة كبيرة إلى النبي الأكرم (ص) والدين الإسلامي، وبالطبع يدعي "باسيل" أن مشاهد من هذا الفيلم نشرت عام 2011 في الانترنت إلا أن دبلجته باللغة العربية هي التي أثارت هذه الضجة، في غضون ذلك،أعلن "تيري جونز" القس الأمريكي المجنون أنه سيعرض مقطعاً بمدة 11 دقيقة من هذا الفيلم في كنيسته وذلك بمناسبة ذكرى أحداث 11 أيلول، وإلى جانب القسيس جونز، فقد اشتهر كل من "عصمت زقلمة " الذي نصب نفسه رئيساً للأقباط (الهيئة العليا للدولة القبطية في المهجر) وكذلك "موريس صادق" المحامي القبطي في محكمة النقض، كمدافعين روحيين عن هذا الفيلم.

ردود الأفعال

وفي الحديث عن ردود الأفعال بشأن نشر هذا الفيلم، فقد اجتاحت موجة كبيرة من الاحتجاجات بلدانا إسلامية عديدة ؛ ففي مصر، حاولت السفارة الأمريكية أن تلفت الانتباه إلى أن هذا الأمر مرتبط بحرية المعتقد والرأي، ولكنها أدانته فيما بعد، حيث اجتمع آلاف المصريين ليلة الثلاثاء حول السفارة الأمريكية وقاموا بإنزال وإحراق العلم الأمريكي كرد فعل منهم.
ونظراً لكون بعض الأقباط المتطرفين على علاقة بإنتاج هذا الفيلم، فقد كان أملهم أن يشعلوا نار العنف والفتنة الطائفية في مصر، كما أدان الرئيس المصري محمد مرسي وكذلك رئيس الوزراء هشام قنديل هذا الأمر وطالبوا بمحاسبة منتجيه، في حين طالبت أحزاب مصرية من الرئيس المصري أن يلغي سفره إلى أمريكا.

علاوة على ذلك فقد تم الهجوم على بناء القنصلية الأمريكية في بنغازي شرقي ليبيا، وبعد هروب السفير الأمريكي منها اقدم أفراد من مجموعة أنصار الشريعة بإطلاق القذائف الصاروخية على السيارة التي تقله برفقة ثلاثة أشخاص آخرين، وكرد فعلٍ على هذه الحادثة، زادت السفارات الأمريكية حول العالم من تدابيرها الأمنية بناء على أوامر من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وأرسل فريقا خاصا مؤلفا من 50 عسكريا أمريكيا لحفظ السفارة الأمريكية في ليبيا وطلب من كل الأمريكيين بأن يغادروا دول شمالي أفريقا في حال عدم اضطرارهم للبقاء فيها.

http://www.alintiqad.com/uploaded1/essayimages2012/0912/usaamb.jpg

كما أكد الرئيس الأمريكي في رد فعله على هذه الحادثة بأنه سيحاكم كل من تورط في قتل السفير الأميركي في ليبيا، هذا في حين نفى يغال بالمور المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية علاقة كيانه بهذا الفيلم، وفي المقابل تظاهرت شعوب دول شمال أفريقا من بينها تونس والجزائر، حيث احتشدت الشرطة حول السفارة الأمريكية في تونس وأطلقت الغاز المسيل للدموع حيث كان لدى المتظاهرين نية الدخول إلى السفارة الأمريكية . وأما الخرطوم، العاصمة السودانية فقد تظاهر البعض أمام السفارة الأمريكية فيها.
وأصدر الرئيس الافغاني حامد كرزاي أمراً يقضي بحظر موقع اليوتيوب في بلاده وذلك بغية الحؤول دون تأزم احتجاجات الشعب الافغاني. وفي غزة أقدم الناس على حرق العلم الأمريكي، تعبيرا منهم عن السخط، أما حزب الله اللبناني، وفي إدانته لإنتاج ذلك الفيلم، فقد طالب بسن قوانين ضد هذه الأعمال، والإخوان المسلمون في الأردن طالبوا أيضاً بخطوات شعبية ووطنية.

ليست الحادثة الأولى

وقبل هذا، فقد قتل خمسة سفراء أمريكيين في بلدان عدة أثناء أدائهم لمهامهم وكان آخرهم قتل السفير الأمريكي آدولف دايس الذي قتل عام 1979 في أفغانستان (بعد اختطافه في كابل) وقبله السفير الأمريكي في لبنان عام 1976 (السفير فرانسيس ميلوي بعد اختطافه في بيروت)، والسفير الأميركي في قبرص عام 1974 والسفير رودجر ديفيز قتل بإطلاق نار عليه خلال مظاهرة أمام السفارة في نيقوسيا، والسفير الأمريكي في السودان عام 1973 (بعد أن تم اختطافه) والسفير الأمريكي في غواتمالا عام 1948.

http://www.alintiqad.com/uploaded1/essayimages2012/0912/usaamb02.jpg

ولا يخفى على أحد أن حادثة مقتل السفير الأمريكي في ليبيا هذا العام هي المرة الثانية التي يقتل فيها سفير أمريكي في خضم تظاهرات في محيط الأماكن الدبلوماسية الأمريكية وذلك بعد مقتل السفير الأمريكي في قبرص عام 1974، ولعل هذه الحادثة يمكن أن نقارنها بحادثة مقتل "غريبايدوف" السفير الروسي في إيران عام 1839 وذلك على إثر هجوم قام به أناس غاضبون على عدد من الروس المتواجدين في السفارة الروسية وقتلوا كل واحد منهم، وفي رد الفعل على تلك الحادثة ولإخماد غضب نيكولاي الأول قيصر روسيا، أرسل فتحعلي شاه إيران في ذلك الوقت، مبعوثاً ومعه رسالة اعتذار وألماسة كبيرة إلى بلاط القيصر الروسي، إلا أنه هذه المرة وعلى الرغم من أن الحكومة الليبية اعتذرت بسرعة من أمريكا إلا أنه يرجح أن غضب الشعب لن يبرد ناره لأسباب تتعلق بالسخط الديني من أمريكا وكذلك الإحباط السياسي والاجتماعي.



27-09-2012