تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لنبدأ معا رحلة ° سحر الدنيا °


شوق الجنة
2012-10-07, 17:21
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته و الصلاة والسلام على رسول الله (صلى الله عليه وسلم )
فنحن بإذن الله سنبدأ رحلة نتجول فيها داخل نفوسنا، نخرج خارج الدنيا،
نرى هل يا ترى لما تفاعلت رغبات أنفسنا وشهواتنا ومتطلباتنا مع نعم ومتع الدنيا
هل كانت الدنيا باب إلى الله للتعرف إليه، والمتعة المباحة لنا،
أو أن الدنيا أخذتنا وفتنتنا وسُحرنا بسحرها؟؟
فتعالوا معنا في رحلة صريحة نواجه أنفسنا هل نحن قادرون على العيش عيشة
يرضى عنها الله أو أننا فتنا وسحرنا بسحر الدنيا؟

***********************************************
كثير من الناس ،، كثير من الأحداث،، كثير من البيوت،، كثير من الناس،،
كثير من الأفراح،، كثير من الهموم،، كثير من الأحزان،،
كثير من الأصحاب،، كثير من المال ،،،والكثير ...

فالدنيا صخب، ولكن هناك أمران لا ثالث لهما :
أولهما: أن تعيش وأنت متذكر رب العالمين سبحانه وتعالى،
تستخيره في كل خطوة، ترجع له في كل فكرة تمر ببالك
أو ثانيهما: أن تأخذك الدنيا بأيامها وسنينها وأحداثها وأفراحها وهمومها ،

تأخذك وتخطف قلبك، وتعيش معها ،، فهنا تذكرها ولا تذكر رب العالمين

تسحرك،، وتبعدك ،، وتصبح حجابا بينك وبين الله سبحانه وتعالى

************************************************** ******
لقد كان لغزا كبيرا بالنسبة لنا لما نزل الله سبحانه وتعالى أبونا آدم من الجنة ،
وقال له أن الدنيا هي المكان الذي اخترته لك لكي تعيش فيه أنت وذريتك إلى يوم الحساب
اللغز أن الله تعالى اختار الدنيا لنعيش فيها، ثم حذرنا منها
(يا رب أنت من اختارها، ثم تحذرنا منها؟)
يجب علينا حل هذا اللغز معاً.

************************************************** **********
إن فكرة سحر الدنيا هي أن الله عز وجل يعلم تفاعل رغبات الإنسان
مع فتن الدنيا ، فقال لنا انتبهوا،،
فإنه لما تتفاعل رغباتك وشهواتك مع زينة الدنيا وفتنتها :
1) إما ستكون الدنيا معبر إلى الله، أي أنك لست بناس الله وفي كل لحظة في الدنيا
" اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار"
2) أو ستكون الدنيا بمثابة حجاب عن الله، ستنشغل بها للذاتها ولمتعها وفتنها فتسحرك،،
******************************************
هي الدنيا التي قال عنه محمد – صلى الله عليه وسلم –
" لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء"
ليس هذا فقط، فرسول الله – صلى الله عليه وسلم – حذرنا من سحر الدنيا
" ما الدنيا في الآخرة إلا كما أن يضع أحدكم إصبعه في اليم"
فحجم الدنيا الرهيب وهذه المساحات الشاسعة والأبراج البراقة،
والحياة الفاتنة كمن وضعه يده في البحر وخرج بنصف نقطة ماء،
هذا هو حجم الدنيا بالنسبة للآخرة.
حذار أن تسحرك !!
************************************************** **********
كن معنا في هذه الرحلة، رحلة الصراحة التي سنواجه بها أنفسنا،
هل خطفنا وسحرنا، أم أننا ما زلنا مستيقظين وغير مسحورين بسحر الدنيا؟

***********************************************
سنشرح بالتفصيل السريع فكرة سحر الدنيا


إن كل نعمة في الدنيا أنعم الله بها علينا تحقق رغبة أو احتياجا عند الإنسان،
كل نعمة فيها المتعة المباحة التي سمح الله للإنسان أن يستغلها ويتمتع بها
في الدنيا، متعة عاجلة، لكن داخل نفس المتعة هناك شهوة ساحرة،
************************************************** *******

فالشخص المسحور هو شخص أخذ حظ نفسه من النعمة ونسي حق الله،
فلم يتوقف فقط عند الاستمتاع بالمتع المباحة، إنما استمتع بالمباح ودخل على الفتنة الساحرة.
لما فسر العلماء قوله تعالى:
" زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالبَنِينَ وَالقَنَاطِيرِ المُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ
وَالفِضَّةِ وَالخَيْلِ المُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا "
قالوا أن هذه الحاجات ليست حراما، لكن الله يزين للإنسان الحلال فيها
بينما الشيطان يزين له الحرام فيها،،
فالشخص المسحور المخطوف ببهرجة الدنيا لم يستطع أن يمسك نفسه
بأن يتجاوز الحلال، فتجاوز الحلال للحرام وانفتن، فاستعبده المال،
واستعبدته النساء، واستعبدته الشهرة، واستعبده أصحابه.. فأحب أصحابه كثر من حبه لله لرب العالمين، سحر، افتتن،،
هذه الأمور هي أصلا نعم مباحة، لكنه تجاوز للفتنة الساحرة.
************************************************** ***************
لقد انقسم الناس في سحرهم للدنيا إلى ثلاث مستويات:
- أقصى درجات السحر المفتون الكافر
- ثم المسحور الغافل
- ثم اليقظ العاقل
فالمفتون الكافر هو الشخص الذي خطفت الدنيا قلبه تماما ويريد الاستمتاع
بشهوته كما يشاء ورفض فكرة الرقيب على استمتاعه بمتعته، فرفض فكرة
" الإله "
أن هناك إلها في الدنيا يقول لك إفعل ولا تفعل بما يناسبك ويناسب الأفراد
الذين تعيش معهم، فكفر بالله وعاش لذته.
هذا الصنف موجود، تراه في كل بلاد العالم،
وقد ذكره الله تعالى في القرآن حيث قال:
"وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا
وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ
بِغَيْرِ الْحَقِّ"
ليس من حقك أن تقول لله " لا يوجد إله.. أريد الاستمتاع كما أريد أنت مسحور أنت كافر مفتون بهذه الطريقة
***************************************
الصنف الثاني من أصناف البشر الذين تفاعلت احتياجاتهم ورغباتهم مع نعم
الدنيا بعد المفتون الكافر هو صنف المسحور الغافل
ويمكن أن يكون هذا الصنف هو موضوعنا
فالشخص المسحور الغافل هو شخص يحب الله ، يحب سيدنا محمد ،
يحب الدين، لكن هناك لذة ونعمة حلال استحوذت على قلبه وتعلق قلبه بها
فتملكته، وأصبحت مركزية حياته، فصار لا يكتفي بالاستمتاع بالمتعة الحلال
التي فيها، بل تعدى إلى الشهوة والسحر الحرام،،

************************************************** ****
لما يُسحر الإنسان تصبح النعمة مركزية حياته،، لأجلها يغضب ولأجلها يرضى،،
يفرح لما يحصل على فتنته،، ويحزن في البعد عنها،،
وقد ذكر سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – هذا الصنف
في السنة فقال – صلى الله عليه وسلم –
" تعس عبد الدرهم وتعس عبد الدينار"
والحب: الحب نعمة حلال،، لكن لما يكون في غير وقته والطريقة خطأ،
ينقلب لفتنة ساحرة يخطف القلب، ويبعده عن حب الله
لما امرأة العزيز سحرت نفسها بحب سيدنا يوسف ،
كل النسوة انتبهن لكونها مسحورة

" امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ"
المسحور
لن يعود يميز بين الحق والباطل
كذلك قوم لوط لما نهاهم بقوله

" أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ"

فكان ردهم
" أَخْرِجُوا آَلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ"
لقد سحروا وأصبحوا يرون أن الطهارة والآداب والقيم والحشمة والحجاب والصدق والأمانة هي أمور خاطئة.
************************************************** *************


حتى سحر الجاه والتسلط ، الشخص الذي تسيطر عليه فكرة أنه يريد جعل الناس عبيدا له
فرعون يقول:
"مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ"
لقد سحر
هل رأيت؟ الشيطان هو الراعي الرسمي
" وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ"
"المسحور الغافل"
هو موضوع سحر الدنيا


ولكن ..
مصير الإنسان أن يستفيق من سحر الدنيا إما في الدنيا برسالة من رب العالمين
(نعمة أو ابتلاء) أو شخص يكلمه فيستفيق
أو في الآخرة "

"وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ وَنُفِخَ فِي الصّورِ ذَلِكَ
يَوْمَ الْوَعِيدِ وَجَآءَتْ كُلّ نَفْسٍ مّعَهَا سَآئِقٌ وَشَهِيدٌ
لّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مّنْ هَـَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ"


وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" لا يأتي أحد يوم القيامة بالدنيا على ظهره فيقول يا محمد أدركني
فيقول قد بلغت"


حقِّق الاتزان الذي ذكره الله تعالى في القرآن:

" االَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ
وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ"

********** اسفة على الاطالة*************
تحياتى

**د لا ل**
2012-10-07, 22:30
جزاااااااااكي الله كل خير

YouCefo_dz
2012-10-08, 08:32
Baraka allaho fiki

شوق الجنة
2012-10-08, 10:30
لا شكر على واجب سلمت اناملكم

khadija a
2012-10-08, 12:19
بارك الله فيك أختي الكريمة و جزاك الجنة بإذنه تعالى

شوق الجنة
2012-10-08, 16:07
ان شاءالله