المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أمــور واجبــة الحضـور عندما نكتب*


السلفية الجزائرية
2012-10-02, 20:52
أمــور واجبــة الحضـور عندما نكتب* (http://www.imam-malik.net/vb/newthread.php?do=postthread&f=129#_ftn1)




(الحمدُ لله، هَادي الورى طُرُقَ الهُدَى، وَزَاجِرِهم عن أسباب التهلكة والرَّدَى، وصلاتُهُ وسلامُهُ على عباده الذين اصطفى، مَنْ كُلِّ مَلَكٍ مقرَّبٍ ونبيٍّ مُرْتَضَى، وعبدٍ صالحٍ اتَّبَعَ ما شَرَعه فَاهْتَدَى، وإيَّـاهُ نسألُ بمنِّه وفضله أن ينفعنا بالعلم وأن يجعلنا من أهله، وأن يوفِّقنا للعمل بما علمنا وتعلم ما جهلنا، وإليه نرغب في أن يعيذنا من إتِّباع الهوى وركوب ما لا يُرْتَضَى، وأن نشرع في دينه ما لم يشرع، أو أن نقول عليه ما لم يصح أو يسمع، وأن يعصمنا في الأقوال والأفعال من تزيين الشيطان لنا سوء الأعمال، وأن يقينا زلة العالم وأن يبصرنا بعيوبنا فما خلق من العيب بسالم، وأن يرشدنا لقبول نصح الناصح وسلوك الطريق الواضح فما أسعد مَنْ ذُكِّر فَتَذَكَّر، وبصَر بعيوبه فتبصَّر.
وصلى الله على من بعثه بالدِّين القويم والصراط المستقيم فأكمل به الدِّين وأوضح به الحق المستبين، محمد بن عبدالله أبي القاسم المصطفى الأمين صلاة الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين)[1] (http://www.imam-malik.net/vb/newthread.php?do=postthread&f=129#_ftn2)، أمَّا بعدُ ...
فأكتب الآن ولستُ أهلًا لذلك؛ ولكن لما كانت الحاجة لبيان بعض الأمور التي يكثر حدوثها في المنتديات السلفية ورأيت أني أكرر بعض النقاط في مشاركاتي أو مع أخواتي الفضليات؛ فمن أجل هذا وذاك عزمتُ على جمع ما أريد قوله هنا، وأتذكر في هذا المقام كلمةً قرأتها قديمًا وما زلت عندما أرى بعض كتابات البعض أتذكرها حيث قال صاحبها[2] (http://www.imam-malik.net/vb/newthread.php?do=postthread&f=129#_ftn3):
(ليس المهمُّ أن نكتبَ، أو أن نتكلَّم، فهذه ـ واللهِ ـ شهوةٌ قد تزيدُ ولا تنقصُ، وتَعْظُم ولا تَقِلُّ، وتَكبُرُ ولا تَصْغُرُ!
إِنَّما المهمُّ ـ جدًّا جدًّا ـ أن نُفَكِّر بما نكتب، وأن نتدبَّر ما نتكلَّم، وأن ندرُس ـ هذا وذاك ـ بتأنٍّ وتأمُّلٍ:
ـ هل قُلنا حقًّا؟!
ـ هل كلامُنا ـ الحقُّ ـ يُصلِحُ؟!
ـ هل أدَّينا به واجبًا، أم نَفَّسْنَا بهِ عن شهوةً؟!
ـ هل صَدَقْنا مع أنفُسِنا؟!
ـ هل قدَّمنا لغيرِنا ما نُحِبُّ أن يُقدَّم لنا سواءً بسواءٍ؟!
أسئلةٌ صريحة، تحتاج إجاباتٍ صحيحة …) أ.هـ.

فيا رعاكم الله هل عندما نكتب نراعي أمـورًا معينة في كتابتنا؟!! ... لعلي أذكر بعضًا منها على سبيل الإيجاز:

1) الإخــلاص: فإن أحق ما يجب أن نستحضره عند الكتابة والمشاركة، معالجة النيَّة، وتعهدها بالإصلاح، وحمايتها من أن تكون مصحوبة بشيءٍ من اللوث على اختلاف أنواعه: من حب التصدر أو رياسة المجالس أو حب الشهرة أو حب المناظرة والدعاوى، فكما نعلم أن قبول الأعمال متوقف على إخلاصها وصلاحها، كما قال تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء) [البينة: 5]، وعن أبي حفص عمر بن الخطاب رَضِي اللَّه عَنْه قال سمعتُ رسولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقولُ: (إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى)[3] (http://www.imam-malik.net/vb/newthread.php?do=postthread&f=129#_ftn4)، وكلما كانت نيتنا خالصة لله سبحانه وتعالى كان التوفيق والسداد مصاحبًا لنا في ما نقول ونذر والله الموفق لذلك، فعن عبدالله بن المبارك رحمه الله قال: قيل لحمدون بن أحمد رحمه الله تعالى: (ما بال كلام السلف أنفع من كلامنا؟!! قال: لأنهم تكلموا لعِزِّ الإسلام، ونجاةِ النفوس، ورضا الرحمن؛ ونحن نتكلم لعز النفوس، وطلب الدنيا، ورضا الخَلْق)[4] (http://www.imam-malik.net/vb/newthread.php?do=postthread&f=129#_ftn5)، وتذكرْ أنَّه كُلَّما كان العملُ بعيدًا عن الإخلاصِ ـ والعياذ بالله ـ كان سريعُ الاضمحلالِ لا فائدة فيه.

2) العِلْـمُ: فمن الواجبات عندما تكتب أن يكون لديك العلم الذي يؤهلك للكتابة في هذه المسألة أو تلك، وخاصة في أمور الشريعة والدِّين، فالبعض قد يجهل أو يتجاهل مقدار علمه، فيؤدي به ذلك إلى التعالم والخوض فيما لا يحسن ومن نتيجة هذا التعالم تحدث الكثير من الأمور الغير محبذة منها: الاختلافات والفتن والمشاحنات بين الأعضاء بسبب جهل في مقال، أو سوء فهمٍ لكلام، وقيل:
وكم مَنْ عائبٍ قولًا صحيحًا ***** وآفتـه مِنَ الفَهْمِ السَّقِيْمِ
وتذكرْ قبل هذا وذاك قول الله تعالى: (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا) [الإسراء: 36]، ونقولها صراحة كما تعلمنا ذلك من مشايخنا أن الجاهل يهدم ولا يبني، ويفسد ولا يصلح، فتذكر هذا دائمًا وضعْهُ نصب عينيك!! الجاهـــل يهدم ولا يبني، ويُفســد ولا يُصْلِح.

3) مَنْ تخاطب في كتابتِك؟: إنَّ معرفةَ طبيعة المتلقي والقارئ لِمَا تكتب تجعلك تضع أولويات معينة في الكتابة، منها: الموضوع الذي تكتب فيه، الأسلوب الذي ستتبعه في طرح الموضوع، وغيرها من الأمور التي تُعنى بمراعاة حال المخاطب والحرص على نفعه، وكُلُّ ذلك يدل على فقه المرء عندما يكتب، ومعرفة هذا الأمر مهمة جدًا؛ لأنه سيكون مظنة لتقليل الخلاف والجدل المذموم فيما كُتِب؛ ومن الأمثلة على سوء الفهم لهذا الأمر أن البعض يكتب لقوم لا يعلمون حقيقة التوحيد ويقعون في الكثير من الشركيات، فيكتب لهم عن العبادات وفقهها ـ وهذا طيب ـ ولكن ألا تذكر قول الله عزَّ وجلَّ: (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا) [النساء: 48]، فيجب أن نعرف مَن نخاطب لنعرف الأولويات في الكتابة، ولنضع دائمًا في مقدمة ما نكتب فيه وندعو له التوحيد التوحيد ... فَهم الكلمة الطيبة (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ).

4) الرفق واللين في الكتابة: فأنت عندما تكتب هل غايتك دعوة الناس لإتباع الصراط المستقيم والبعد عن كل الطرق المؤدية للانحراف عن الطريق المستقيم أم غايتك تنصيب نفسك حكمًا على النَّاس تأمر وتنهى؟ فباب الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كُلّ ذلك له ضوابط وأصول ينبغي معرفتها لمن أراد الكتابة فيها قبل الدخول والشروع في الكتابة؛ فتأمل أيُّها الكاتب لمصنفات أهل العلم انظر مثلًا لأسلوب شيخ الإسلام مُحَمَّد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى في مصنفاته تجده رحمه الله تعالى مستخدمًا لألفاظ (اعلم رحمك الله، اعلم أرشدك الله لطاعته، وغيرها) من عبارات التلطف بالمتلقي فأنت عندما تكتب تريد أن تبين الحق وتؤيده بالأدلة والبراهين والحجج التي تسوقها في كتابتك وكُل هذا من أبواب الدعوة إلى الله المقرونة بالعلم الشرعي، ومبنى هذا العلم الرحمة بالمتلقي، ونتيجته الرحمة في الدنيا، وغايته الرحمة في الآخرة كما أشار لذلك الشيخ صالح آل الشيخ في أحد دروسه حفظه الله تعالى، وأنبه على أمر أن هذا العصر عصر الرفق في الدعوة كما أشار لذلك من قبل الشيخين ابن باز والألباني رحمهما الله تعالى وتذكر قول النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ)[5] (http://www.imam-malik.net/vb/newthread.php?do=postthread&f=129#_ftn6)؛ ولكن لا يمنع استعمال الشدة في موضعها وبحكمة وهذا لا يعرفها ولا يقدرها أي كاتب إلا لمن كان له حظ في طلب العلم الشرعي وتلقيه من العلماء الراسخين والمشايخ المعتبرين.

5) التأمل والتأني فيما تكتب: إنَّ الكاتب الحاذق يحرص دائمًا على التأني فيما يكتبه، وينظر ماذا تكون ثمرته؟ ويحرص على ضبط العبارة التي يكتبها، لكي لا يقع في المحظور؛ وينظر متى ينشر ما كتبه؟ وأين ينشره؟ ولذا نجد كثيرًا من الكُتَّابِ يَعْرِضُ نتاج كتابته أمَّا على شيخه أو قرينه في الطلب أو على العامة من الناس، والعرض على الشيخ والقرين في الطلب أمرٌ مستحسنٌ لاشك في ذلك وهو فعل السلف في عرض مصنفاتهم على مشايخهم كما فعل الإمام مسلم النيسابوري رحمه الله تعالى كما قال: (عرضت كتابي هذا المسند على أبي زرعة الرازي فكل ما أشار أن له علة تركته وكل ما قال إنه صحيح وليس له علة أخرجته)[6] (http://www.imam-malik.net/vb/newthread.php?do=postthread&f=129#_ftn7) وكل هذا في سبيل خروج مادة الصحة فيها متحققة ـ ما أمكن ذلك ـ رواية ودراية، وكذا يأخذ بنصيحة الناصح هل ينشر الآن؟ هل ينشر بين أولئك الناس؟! قَالَ أبُو عَمرو الداني رحمه الله تعالى[7] (http://www.imam-malik.net/vb/newthread.php?do=postthread&f=129#_ftn8):

وَاطْلُبْ هُدِيتَ العِلْمَ بِالوَقَـارِ ***** وَاعْقِـدْ بِأنْ تَطْلُبَـهُ لِلبَـارِي
فِـإنْ رَغِبْتَ العَرْضَ لِلحُرُوفِ ***** وَالضَبْطَ لِلصَحِيـحِ وَالمَعْرُوفِ
فَاقْصِدْ شُيُوخَ العِلْمِ وَالرِوَايَـه ***** وَمَنْ سَمَا بِالفَهْـمِ وَالدِرَايَـه
ولكن البعض هذه الأيام أول كتاباته العلمية! يعرضها مباشرة على المنتديات التي تتبنى أسلوب الحوار ويدخلها أصنافٌ مختلفة من الناس، وهذا من الخطأ وعدم التأني والتأمل ... يقع فيه الكاتب وقد لا يدرك خطورة هذا الأمر في بعض الأحيان، لهذا نرى هذه الأيام المقالات الكثيرة للشخص الواحد يقفز فيها بين أصناف العلوم المختلفة ولكن عند النظر تعجب أشد العجب من عدم تحرير المقال ولا معرفة في كيفية السرد والاستدلال بل قلْ ولا معرفة في فهم المنقول من الكلام، فيا عبدالله هلا تأملت فيما تكتب فلا تخزي نفسك بين الخلائق واحرصْ على الفهم والضبط قبل النشر والخوض، وقد قيل[8] (http://www.imam-malik.net/vb/newthread.php?do=postthread&f=129#_ftn9):

أُوصِيْكَ فِي نَظْمِ الكَلامِ بخَمْسَةٍ ***** إنْ كُنْتَ لِلْمُوصِي الشَّفيقِ مُطِيعَا
لاَ تُغْفِلَـنْ سَبَبَ الكلامِ وَوَقْتَهُ ***** وَالكَيْفَ وَالكَمَ وَالمكَانَ جَمِيعَـا

6) الثناء على مَنْ يستحق الثناء[9] (http://www.imam-malik.net/vb/newthread.php?do=postthread&f=129#_ftn10): فالكاتب عليه أن يتذكر دائمًا أن يُثني على الله سبحانه وتعالى عند ذكره، وهذا من باب الأفضلية وإلا فليس ذلك بواجب؛ لكن كلما عوّد الإنسان نفسه على ذلك كُلَّما ازداد تعظيم الله سبحانه وتعالى في قلبه، وأيضًا مسألة الصلاةُ والسلام على النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ عند ذكره فالبعض اليوم يتعاجز ويتهاون في كتابة الصلاة على النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ وقد يرمز لذلك بحرف [ص] أو كلمة [صلعم] وهذا فيه تعطيل لهذه العبادة وفيه حرمان لأجر القارئ، وقد حذَّر العلماء من ذلك في مصنفاتهم وفتاويهم، وكذلك الحال في الترضي عن الصحابة الكرام رضي الله عنهم جميعًا، وأيضًا الترحم على العلماء، والدعاء لكل من استفدنا منه فائدة فيما نكتب، ويجدر بطالب العلم الانتباه لمثل هذه الأمور في مشاركاته، وليضعْ نصب عينيه حديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: (مَنْ صُنِعَ إليْهِ مَعْرُوفٌ فَقَالَ لِفَاعِلِهِ جَزَاكَ اللهُ خَيْرًا فَقَد أَبْلَغَ في الثَّنَاءِ)[10] (http://www.imam-malik.net/vb/newthread.php?do=postthread&f=129#_ftn11).

7) العزو والتثبت في النقل[11] (http://www.imam-malik.net/vb/newthread.php?do=postthread&f=129#_ftn12): فعلى الكاتب أن يعزو كل شيء ليس من كلامه لمصدره أكان: من القرآن الكريم، أو الحديث النبوي، أو النقل من أحد الكتب، فيجب عليه العزو من باب الأمانة العلمية وخاصة في النقل عن مصنفات أهل العلم من: علماء، ومشايخ، وطلبة علم؛ فالواجب على الناقل والآخذ منهم بفائدة أن يعزوها لمصدرها، ولا يفوتني أن أذكر أن البعض ينقل من بعض المنتديات مواضيع مهمة ومؤصلة تأصيلًا علميًا اجتهد كاتبها في ذلك، فجاء الناقل ووضعها باسمه ولم ينسب العلم لصاحبه وهذا ليس من الأمانة العلمية في شيء، فهلا تنبهنا!!! وتأملنا!! فالعزو العزو يا أهل الخير ...
والعزو لا يعني أن تكتب تحت المقال (منقول) بل الواجب أن تبين للمتلقي والقارئ من أين نُقِل ومن قائله فلا ننسى قول ابن سيرين رحمه الله تعالى: (هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم)، فليس كل ما ينشر على الشابكة هو شيء موثوق نأخذ به، وليس كل من أدعى العلم وكُتِبَ تحت اسمه داعيــة إسلامي أو مفكر أو غيرها من الألقاب التي يحملها البعض!!!! هو أهلٌ للأخذ منه، فتنبه وتأمل.
ومع العزو الواجب على الكاتب أن يتثبت في نقل الأقوال ونسبتها لقائليها وأوَّل ذلك وأهمه أحاديث الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ فالواجب على الكاتب أن يتجنب الاستشهاد بالأحاديث الضعيفة والموضوعة، وإن كان ولابُدّ في أمرٍ يقتضي إيراد الحديث لسبب ما فالواجب على الكاتب أن يُبيَّن درجة الحديث وذلك نقلًا من كتب أهل الحديث المعتبرة في مثل هذا الأمر، فالأمر خطير جدًا، فقد قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ)[12] (http://www.imam-malik.net/vb/newthread.php?do=postthread&f=129#_ftn13).

8) وضع العنوان المناسب: مما ابتلينا فيه هذه الأيام العناوين الغير مناسبة ـ وهذه أقل كلمة يمكن أن نقولها في وصف بعض العناوين؛ فوالله بعضها يمكن أن يكون فيها سوء أدب مع الله سبحانه وتعالى أو استهزاء برسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ أو بأحد الصحابة أو بشرائع الدِّين أعاذنا الله وإياكم من هذه الشرور ـ، وسبب وضع هذه العناوين: أما جهل الكاتب فيكتب ما لا يفقه، أو غايته في ذلك إدخال أكبر عدد من المشاهدين لموضوعه وهذا من أساليب الإثارة والتشويق للدخول إلى الموضوع وقرأته ومتابعته؛ ولكن ألا تنبه ذلك الكاتب إلى عِظَمِ فعله؟!! وقد يحدث أحيانًا أن يُنَبَّه لذلك من قبل بعض من قرأ عنوانه فيُوَضح له بالدليل؛ ولكن سبحان الله قد يحدث أن يجمع إلى جهله كبر لا يعلمه إلا الله، فتأبى نفسه أن يأخذ بالنصيحة فيعتبرها مسبة ومذمة في حقه، فيا له من مسكين جاهل جنى على نفسه، والله المستعان، فيا مَن تكتب اخترْ وتأملْ وتفكرْ في عنوان مقالك فهو العلامة الأولى لما تريد من المُتلقي أن يعرفه، وتذكر عندما تكتب أن هناك من يقرأ ويفهم، ولا يكتب فقط (جزاك الله خيرًا) ولم يطلع على المقال!! وقبل هذا وذاك فعنوانك قد يوردك المهالك إذا لم تحسن اختياره وفهم معناه ... وهذا حاصل في كثير من العناوين التي نراها ونقرأها كل يوم والله المستعان ... وعلى الكاتب إذا رأى أن عنوانه قد يكون في معناه شيء باطل فليتقِ الله وليبتعد عن موضع الشبهة وليبدله لعنوان مناسب في المعنى والمبنى، والله الموفق لذلك إذا أخلص الكاتب لله تعالى في كتابته.

9) الحلم والصبر لباس العلم: إنَّ من المتقرر أن كل مَن يكتب شيئًا وينشره فلابد من ظهور مخالف يرد على الكاتب، فلذلك كان من الواجب على الكاتب أن يوطن نفسه على تلقي وجهات النظر المختلفة، فالمخالف قد يكون صاحبَ خلافٍ محمودٍ أو جائزٍ سائغ وقد يكون صاحبَ خلافٍ مذمومٍ يمليه الهوى، وما بين أصحاب هذا الخلاف أو ذاك تختلف ردود أفعالهم في التعبير عن ما يريدونه ما بين:
ـ متعلم على سبيل النجاة فتخرج من رده بفوائد لعل أولها طيب الرد وحسن النقاش والتزام الأدب في الحوار.
ـ وجاهل طائش غر يقرأ بالقفز على الأسطر ثم يسود ما أتى في ذهنه فيستحمق على الناس في رده، ويكون لسانه الفظ وفعله الأهوج أمام عقله الذي في قلبه، فلا يتريث ولا يتأنى بل ديدنه التشغيب والتهويل.
ـ وما بين هذا وذاك، رجل يطلب الحق؛ ولكن لا يعرف كيف يصوغ عباراته فتحركه مشاعره المحبة للحق وأهله فيغضب في محل الحلم، ويسخط في محل الرضا.
وكل هذه الأصناف وغيرها تحتاج في التعامل معها إلى ذلك الكاتب الحاذق المتسلح بالعلم والمتحلي بلباس الحلم والعفو في موضعه وأوانه، فيصبر ولا يستخفه هؤلاء وأولئك، وليتذكر قوله تعالى: (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ) [الروم: 60] وفيها يقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى: (فَاصْبِرْ على ما أمرت به وعلى دعوتهم إلى الله، ولو رأيت منهم إعراضًا فلا يصدنك ذلك، (إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ) أي: لا شك فيه وهذا مما يعين على الصبر فإن العبد إذا علم أن عمله غير ضائع بل سيجده كاملا هان عليه ما يلقاه من المكاره ويسر عليه كل عسير واستقل من عمله كل كثير، (وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ) أي: قد ضعف إيمانهم وقل يقينهم فخفت لذلك أحلامهم وقل صبرهم، فإياك أن يستخفك هؤلاء فإنك إن لم تجعلهم منك على بال وتحذر منهم وإلا استخفوك وحملوك على عدم الثبات على الأوامر والنواهي، والنفس تساعدهم على هذا وتطلب التشبه والموافقة وهذا مما يدل على أن كل مؤمن موقن رزين العقل يسهل عليه الصبر، وكل ضعيف اليقين ضعيف العقل خفيفه، فالأول بمنزلة اللب والآخر بمنزلة القشور فالله المستعان). انتهى كلام الشيخ رحمه الله تعالى وبه الكفاية.

10) لا تستعجلْ قطف الثمر: كثير من الناس يحب أن يرى ثمرة ما كتب ماثلة أمام عينيه، وقد يستعجل حتى أني رأيتُ في أحد المرات أحدهم كتب بحثًا محكمًا؛ ولكنه غفر الله تعالى له استعجل كثيرًا في الرد فقال: "العدد ـ كذا ـ دخل للموضوع ولم يرد أحدًا!" فما هكذا يجب أن يكون طالب العلم؛ ولا هكذا يكون المقياس لمعرفة الغث من السمين!، فليس بكثرة الردود تقاس قيمة المادة العلمية ولا بكثرة المادحين!! فلو كانت كذلك لكسر الكثيرون أقلامهم وكانت الفوضى التي لا زمام لها ولا خطام؛ ولكن الكاتب يكتب الحق ولا يشغل وقته بتتبع أثر ما كتب على الناس، فقد لا يُرى أثر ذلك إلا بعد وفاته كما أشار لذلك العلَّامة الفقيه الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في شرحه لـ (ثلاثة الأصول وأدلتها)، وانظرْ بنفسك أيُّها العاقل النبيه لمقالات بعض من كبار أهل العلم وانظر لعدد الردود! فهلا فهمتْ وتأملتْ؟!

وبعد فهذا ما استذكرته الآن، فما كان من صواب فمن الله، وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان، واستغفر الله تعالى منه، وأسأله سبحانه وتعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ...
وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنتَ، استغفرك وأتوب إليك.
وكتبته الغالية على قلبي
اختي أم سلمة فجزاها الله خيرا وبارك فيها
الجمعة 12 ـ صفر ـ 1433 للهجرة



ـــــــــــــ

[1] (http://www.imam-malik.net/vb/newthread.php?do=postthread&f=129#_ftnref2) الباعث على إنكار البدع والحوادث: عبدالرحمن بن إسماعيل المقدسي المعروف بأبي شامة، 49-50، ط. دار الراية 1410هـ.
[2] (http://www.imam-malik.net/vb/newthread.php?do=postthread&f=129#_ftnref3) كم تمنيت لو أنَّ صاحب المقولة وكثيرًا من أتباعه ألتزموها وحققوها، لكان في ذلك خير لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى؛ ولكن قدر الله وما شاء فعل.
[3] (http://www.imam-malik.net/vb/newthread.php?do=postthread&f=129#_ftnref4) صحيح البخاري: كِتَابُ (بَدْءُ الْوَحْيِ)، بَاب (بَدْءُ الْوَحْيِ)، رقم الحديث (1)، صحيح مسلم: كِتَاب (الْإِمَارَةِ)، بَاب (قَوْلِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ وَأَنَّهُ يَدْخُلُ فِيهِ الْغَزْوُ وَغَيْرُهُ مِنَ الْأَعْمَالِ)، رقم الحديث (3530).
[4] (http://www.imam-malik.net/vb/newthread.php?do=postthread&f=129#_ftnref5) صفة الصفوة: عبدالرحمن بن علي أبو الفرج ابن الجوزي، 4/122، ط. الثالثة 1405 هـ، دار المعرفة.
[5] (http://www.imam-malik.net/vb/newthread.php?do=postthread&f=129#_ftnref6) صحيح البخاري: كِتَاب (اسْتِتَابَةِ الْمُرْتَدِّينَ وَالْمُعَانِدِينَ وَقِتَالِهِمْ)، بَاب (إِذَا عَرَّضَ الذِّمِّيُّ وَغَيْرُهُ بِسَبِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يُصَرِّحْ نَحْوَ قَوْلِهِ السَّامُ عَلَيْكَ)، رقم الحديث (6528)، صحيح مسلم: كِتَاب (الْبِرِّ وَالصِّلَةِ وَالْآدَابِ)، بَاب (فَضْلِ الرِّفْقِ)، رقم الحديث (2593)، واللفظ له.
[6] (http://www.imam-malik.net/vb/newthread.php?do=postthread&f=129#_ftnref7) صيانة صحيح مسلم من الإخلال والغلط وحمايته من الإسقاط والسقط: أبو عمرو عثمان بن عبدالرحمن بن عثمان الشهرزوري (ابن الصلاح)، س64، نقلًا عن نسخة المكتبة الشاملة.
[7] (http://www.imam-malik.net/vb/newthread.php?do=postthread&f=129#_ftnref8) الأرجوزة المنبهة على أسماء الـقراء والرواة وأصول القراءات وعقد الديانات بالتجويد والدلالات: أبو عمرو الداني، نسخة نُشرت على الشابكة.
[8] (http://www.imam-malik.net/vb/newthread.php?do=postthread&f=129#_ftnref9) مجمع الأمثال: أبو الفضل النيسابوري، 2/265، ت: محمد محيي الدين عبدالحميد، نقلًا عن نسخة المكتبة الشاملة.
[9] (http://www.imam-malik.net/vb/newthread.php?do=postthread&f=129#_ftnref10) بعض الفقرات في هذه النقطة نُقِلَتْ بتصرف يسير من كتاب (معالم في طريق طلب العلم): عبدالعزيز السدحان، ص 129-130.
[10] (http://www.imam-malik.net/vb/newthread.php?do=postthread&f=129#_ftnref11) سنن الترمذي: كتاب (البر والصلة)، باب (ما جاء في المتشبع بما لم يعطه)، رقم الحديث (2035)، صححه الألباني.
[11] (http://www.imam-malik.net/vb/newthread.php?do=postthread&f=129#_ftnref12) عنوان الفقرة هي فائدة منقولة بتصرف يسير من كتاب (معالم في طريق طلب العلم).
[12] (http://www.imam-malik.net/vb/newthread.php?do=postthread&f=129#_ftnref13) صحيح البخاري: كِتَاب (الْجَنَائِزِ)، بَاب (مَا يُكْرَهُ مِنَ النِّيَاحَةِ عَلَى الْمَيِّتِ)، رقم الحديث (1229)، صحيح مسلم: (مُقَدِّمَةٌ)، بَاب (تَغْلِيظِ الْكَذِبِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، رقم الحديث (4)، واللفظ للبخاري.

السلفية الجزائرية
2012-10-02, 20:59
ومن المقالات الرائعة الماتعة التي تطرقت إلى بعض ما ذُكِرَ في هذا المقال، مقالة للشيخ الأصولي الفقيه أبي عبدالمعز محمد علي فركوس حفظه الله تعالى وهي:
نصيحـة إلى مغرور


الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فإنَّ الواجب على المسلم أن لا يظهر في غيرِ مظهرِه، ولا خلافَ ما يُبطِن، ولا خلافَ حاله، ولا يحكم على نفسه بعُلُوِّ مرتبته وسُموِّها، ولا يتكلَّف ما ليس له، فإنَّ هذا الخُلُقَ من صدق الحال، وقد قال صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «الْمُتَشَبِّعْ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلاَبِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ»(1)، وقد جاء من أقوالهم:
وَمَن يَدَّعِي بِمَا لَيْسَ فِيهِ ***** فَضَحَتْهُ شَوَاهِدُ الامْتِحَانِ

لذلك لا يجوز أن يَدَّعي العلمَ فيما لا يَعلم، والإتقانَ فيما لا يُتقِن، ولا أن يتصدَّر قبل التأهُّل، فإنَّ ذلك آفةُ العلم والعمل، لذلك جاء في أقوالهم: «من تصدَّر قبل أوانه؛ فقد تصدَّى لهوانه»، وقد جاء –أيضًا- عن بعض الأندلسيِّين قولهم:
نَعُـوذُ بِاللهِ مِنْ أُنَاسٍ ****** تَشَيَّخُوا قَبْلَ أَنْ يَشِيخُوا
ثمَّ ينبغي أن يُعلَم أنَّ من كان سائرًا على مثل هذا الخُلُق من الصِّدق، أنَّ الصدقَ من مُتمِّمات الإيمان، ومُكمِّلات الإسلام، وقد أمر اللهُ به، وأثنى على المتَّصفين به في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ [التوبة: 119]، وقال عزّ وجلّ: ﴿وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ [الزمر: 33]، وقال سبحانه وتعالى -أيضًا- في الثناء على أهله: ﴿رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ﴾ [الأحزاب: 23]، ويكفي أن يكون الصدق يهدي إلى البِرِّ، وأنَّ البِرَّ يهدي إلى الجَنَّة، كما في الحديث المتَّفق عليه: «عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا زَالَ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا»(2 (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3e:appendpopup%28this,%27pjdefoutline_2%27%29))، ولا يخفى أنَّ الجنَّة هي أسمى غاياتِ المسلم، وأقصى أمانيه، والصدق في اللَّهجة عنوان الوقار، وشرف النفس، وصنعة العلم، لا يرتفع فيها إلاَّ صادق، فالصدق أَوْلَى تخلُّقًا من تحصيل العلم، وعلى المسلم أن يبدأ بتربية نفسه على الصدق قبل تحصيل العلم، كما جاء في بعض آثار السلف.

ثمَّ ينبغي –أيضًا- توقيرُ العلماء، وأنَّ توقيرَهم وتقديرَهم واحترامَهم من السُّنَّة، وأنَّهم بَشَرٌ يخطئون، لكنَّ الواجب على المؤمن أن يظنَّ بأهل الإيمان والدِّين والصلاحِ الخيرَ، وعلى الطالب أن يترك الاعتراض على أهل العلم والأمانة والعدل، ويتَّهم رأيه عندهم، ولا يسعى بالاعتراض والمبادرة إليهم في موضع الاحتمال والاجتهاد قبل التوثُّق، ودون تثبُّتٍ وتبيُّنٍ؛ ذلك لأنَّ اتِّهامهم به غيرُ صحيحٍ، وإن ورد من غير عالِمٍ فهو لا يعرف خطأ نفسه، فأنَّى له أن يحكم عليه بالخطإ، فضلاً عن انتقاصهم، والاستدراكِ عليهم، بل الواجب أن يضع الطالبُ أو المسلم ثقتَه في أهلِ العلم، ويصونَ لسانه عن تجريحهم أو ذمِّهم، فإنَّ ذلك يُفقدهم الهَيبةَ، ويجعلهم محلَّ تُهمَةٍ، كما عليه أن يتحلَّى برعاية حُرمتهم، وتركِ التطاولِ والمماراة والمداخلات، وخاصَّة مع ملإٍ من الناس، فإنَّ ذلك يوجب العُجْبَ، ويورث الغرورَ.. نعم، إن وقع خطأٌ منهم أو وَهْمٌ، نَبَّهَ عليه من غيرِ انتقاصٍ منهم، ولا يثير البلبلةَ والهرج عليهم، ويفرحُ بالحطِّ فيهم، وما يفعل ذلك إلاَّ متعالِمٌ، «يريد أن يكحِّل عَيْنَه فيعميها»! أو «يريد أن يُطِبَّ زكامًا فيحدث جذامًا»!
هذا، وأريدُ أن أَصِلَ كلامي بالكلام السابق، وهو أنَّ العبد ينبغي عليه أن يعلم أنَّ مصدر كلِّ فضلٍ، وواجبَ كلِّ خيرٍ إنَّما هو الله سبحانه وتعالى، وأنَّ الله سبحانه وتعالى إذا أعطى اليومَ المالَ والعلمَ والقُوَّةَ والعزَّة والشرف، قد يسلبه غدًا إن شاء، فهو سبحانه المانع الضارُّ، المعطي النافعُ، يعطي ويأخذُ، ومن شكر نعمَه وأحسن الشكر زاده: ﴿لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ﴾ [إبراهيم: 7]، ومن جَحَدها ظاهرًا وباطنًا وسلوكًا، واتصف بغير ما أمر به سبحانه وتعالى، وعمل ما نهى عنه، وجحد نعمَه، فإنَّ النعمةَ تنقلب عليه نِقمةً، ومن أعظم المهالك -في الحال والمآل- هو ذلك العُجْبُ بالنفس والعمل، والزهو والغرور، وما يترتَّب عليه في باب العلم من ترك الاستفادة، ويحمله العجب والغرور إلى التعالم، واحتقار الناس، واستصغار من سواه، فهذه العوالق والعوائق من أكبر المثبِّطات، ومن أكبر الحواجز التي تمنع كمال المسلم، أو كمال طالب العلم، فهي تصيِّر العزَّ ذلاًّ، وتحوِّل القوَّة ضعفًا، وتنقلب بها النعمة نقمةً، لذلك جاء في الكتاب والسنَّة ما ينفِّر ويحذِّر من العجب والغرور في كونها آفةً تحبط العمل، فالإخلاص آفتُه العجب، فمَن أُعجب بعمله حبطَ عملُه، وكذلك من استكبر حبط عملُه، وإذا كان الرياء يدخل في باب الإشراك بالخَلق، فإنَّ العجب يدخل في باب الإشراك بالنفس، على ما نصَّ عليه شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيِّم(3 (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3e:appendpopup%28this,%27pjdefoutline_3%27%29))، فالعجب أخو الرياء، فالمرائي لا يحقِّق: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾[الفتحة: 5]، والمعجَب بنفسه، المغرور بذاته وعمله لا يحقِّق: ﴿إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾[الفتحة: 5]، وقد جاء القرآن الكريم محذِّرًا من هذه الآفة في قوله تعالى: ﴿وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللهِ، وَغَرَّكُم بِاللهِ الغَرُورُ﴾ [الحديد: 14]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا﴾[التوبة: 25]، وقال سبحانه وتعالى –أيضًا-: ﴿يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الكَرِيمِ﴾[الانفطار: 6]، وفي الحديث: «ثَلاَثٌ مُهْلِكُاتٌ: شُحٌّ مُطَاعٌ، وَهَوًى مُتَّبَعٌ، وَإِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ»(4 (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3e:appendpopup%28this,%27pjdefoutline_4%27%29)).
وعلى المسلم أن يتعامل مع الناس بالحُسْنَى، ويعترف بحقوقهم، ويكفَّ الأذى عنهم بعدم ارتكاب ما يضرُّهم، أو فعل ما يؤذيهم خاصَّةً إذا كانوا أكبر منه سِنًّا وعِلمًا وشرفًا، أو كانوا سببًا في توجيهه، أو لحقه منهم شيءٌ من فضلهم، فلهم الفضل عليه فهم بمثابة والديه، والواجب نحوهما البرّ وإيصال الخير لهما، وكفُّ الأذى عنهما، والدعاء، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما، فإنَّ ذلك كلّه من الإحسان، والإحسان -كما لا يخفى- جزءٌ من عقيدة المسلم، وشَقْصٌ كبيرٌ من إسلامه، ذلك لأنَّ مبنى الدِّين على ثلاثة أصول، وهي الإيمان، والإسلام، والإحسان، كما جاء في حديث جبريل عليه السلام المتَّفق عليه، حيث قال رسول الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم فيه عقب انصراف جبريل عليه السلام، قال: «هَذَا جِبْرِيلُ، أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ أَمْرَ دِينِكُمْ»(5 (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3e:appendpopup%28this,%27pjdefoutline_5%27%29))، فجعل الإحسانَ من الدِّين، أمَّا العبارات التي يأتي بها غالبًا هؤلاء الطلبة في غاية القبح، من السبِّ، والفزاعة، والفحش، وغيرها من الكلمات، واللَّمز، والطعن، ومختلف آفات اللِّسان؛ فليست من الإحسان في شيء، وقد قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾[البقرة: 83]، وقال الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ﴾[النحل: 90]، وأهل الصلاح والدِّين يتحاشون مثل هذه الكلمات، وقد قال صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ، وَلاَ اللَّعَّانِ، وَلاَ الفَاحِشِ، وَلاَ البَذِيءِ»(6)، بل إنَّ الإسلام نوَّه بالخُلُق الحسن، ودعا إلى تربيته في المسلمين، وتنميته في نفوسهم، وأثنى الله سبحانه وتعالى على نبيِّه صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم بحسن الخلق، وقد قال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم: 4]، وأمره بمحاسن الأخلاق، فقال: ﴿اِدْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ [فصّلت: 34]، ورسالة الإسلام كُلُّها حُصِرت في هذا المضمون من التزكية والتطهير، فقد قال صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم في الحديث: «إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُِتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ»(7 (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3e:appendpopup%28this,%27pjdefoutline_7%27%29))، ومنه نعلم أنَّ النبيَّ صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم قد أتمَّ هذه التزكية منهجًا وعملاً؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى أتمَّ دينَه ونعمتَه على رسوله وعلى المؤمنين، فالتزكية التي هي غاية الرسالات وثَمرتُها تُعَدُّ من أصول الدعوة السلفية، وإحدى أركانها الأساسية.
والذي يمكن أن أنصحه –أخيرًا- هو أنَّ الإسلام ليس عقيدةً وعبادةً فَحَسْب، بل هو أخلاقٌ ومُعامَلة، فالأخلاقُ المذمومة في الإسلام جريمةٌ مَمقوتةٌ، والممقوتُ لا يكون خُلقًا للمسلم، ولا وصفًا له بحالٍ من الأحوال؛ ذلك لأنَّ الطهارةَ الباطنية مكتسبةٌ من الإيمان والعمل الصالح، وهي لا تتجانس مع الصفات الممقوتةِ، ولا تتفاعل مع الأخلاق الذميمة، التي هي شرٌّ محضٌ، لا خيرَ فيها، فعلينا أن نجتنب الشرَّ، ونقترب من الخير، وعلينا أن نتحلَّى بالصلاح والتقوى، فهو مقياس التفاضل، وميزانُ الرجال.


اللهمَّ إنَّا نعوذ بك من كلِّ خُلُقٍ لا يُرضي، وكلِّ عمل لا يَنفع، واللهُ من وراء القصد، وهو يهدي السبيل، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على محمَّد وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.

الجزائر في: 29 ربيع الثاني 1429ﻫ
الموافق ﻟ: 04 ماي 2008م

ـــــــــــ
[1] أخرجه البخاري: (9/317) في «النكاح»، باب المتشبِّع بما لم ينل، وما ينهى من افتخار الضَّرَّة، ومسلم: (14/110) في اللِّباس: باب النهي عن التزوير في اللِّباس، وأبو داود: (5/269) في الأدب: باب في المتشبِّع بما لم يعط، من حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما. ومعنى الحديث عند العلماء: «المكثر بما ليس عنده بأن يظهر أنَّ عنده ما ليس عنده يتكثَّر بذلك عند الناس ويتزيَّن بالباطل فهو مذموم كما يذمّ من لبس ثوبي زور» [«شرح مسلم للنووي»: (14/110)].
قال ابن حجر في «الفتح»: (9/318): «وأمَّا حكم التثنية في قوله (ثوبي زور) فللإشارة إلى أنَّ كذب المتحلّى مثنى، لأنّه كذب على نفسه بما لم يأخذ وعلى غيره بما لم يعط، وكذلك شاهد الزور يظلم نفسه ويظلم المشهود عليه».
[2] أخرجه البخاري: (10/507) في «الأدب»، باب قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ وما ينهى عن الكذب، ومسلم: (16/160) في البرِّ والصلة: باب قبح الكذب وحسن الصدق وفعله، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
[3] «التفسير القيّم»فيما جمع لابن القيِّم: (48).
[4] أخرجه ابن عبد البرّ في «جامع بيان العلم وفضله»: (1/143) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، والحديث له طرق حسَّنه الألباني بمجموع طرقه، وبه جزم المنذري. [انظر: «سلسلة الأحاديث الصحيحة» للألباني: (4/412 -416)].
[5] أخرجه مسلم: (1/150) في «الإيمان»، باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان، وأبو داود: (5/69) في السنّة: باب في القدر، والترمذي: (5/5) في الإيمان، باب ما جاء في وصف جبريل للنبيّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم الإيمان والإسلام وابن ماجه: (1/24) في «المقدّمة»، باب في الإيمان. من حديث عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه.
[6] أخرجه الترمذي: (4/350) في «البرّ والصلة»، باب ما جاء في اللعنة؛ وصحَّحه الحاكم: (1/12)؛ والألباني في الصحيحة (320) وفي «صحيح الترمذي»: (2/370)؛ وقوى إسناده الأرناؤوط في «شرح السنة»: (13/134).
[7] أخرجه أحمد: (2/318). والبخاري في: «الأدب المفرد» رقم (273) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، والحديث صحَّحه الألباني في «السلسلة الصحيحة» رقم: (45).
المصـدر (http://www.ferkous.com/rep/M27.php)

zekri abdennacer
2012-10-03, 08:54
احسنت ... احسن الله اليك

ابو الحارث مهدي
2012-10-03, 10:36
4) الرفق واللين في الكتابة: فأنت عندما تكتب هل غايتك دعوة الناس لإتباع الصراط المستقيم والبعد عن كل الطرق المؤدية للانحراف عن الطريق المستقيم أم غايتك تنصيب نفسك حكمًا على النَّاس تأمر وتنهى؟ فباب الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كُلّ ذلك له ضوابط وأصول ينبغي معرفتها لمن أراد الكتابة فيها قبل الدخول والشروع في الكتابة؛ فتأمل أيُّها الكاتب لمصنفات أهل العلم انظر مثلًا لأسلوب شيخ الإسلام مُحَمَّد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في مصنفاته تجده رحمه الله تعالى مستخدمًا لألفاظ (اعلم رحمك الله، اعلم أرشدك الله لطاعته، وغيرها) من عبارات التلطف بالمتلقي فأنت عندما تكتب تريد أن تبين الحق وتؤيده بالأدلة والبراهين والحجج التي تسوقها في كتابتك وكُل هذا من أبواب الدعوة إلى الله المقرونة بالعلم الشرعي، ومبنى هذا العلم الرحمة بالمتلقي، ونتيجته الرحمة في الدنيا، وغايته الرحمة في الآخرة كما أشار لذلك الشيخ صالح آل الشيخ في أحد دروسه حفظه الله تعالى، وأنبه على أمر أن هذا العصر عصر الرفق في الدعوة كما أشار لذلك من قبل الشيخين ابن باز والألباني رحمهما الله تعالى وتذكر قول النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ)؛ ولكن لا يمنع استعمال الشدة في موضعها وبحكمة وهذا لا يعرفها ولا يقدرها أي كاتب إلا لمن كان له حظ في طلب العلم الشرعي وتلقيه من العلماء الراسخين والمشايخ المعتبرين.
.


هناك أمرٌ مُهِمٌ لا بدَّ من تسليط الضوء عليه
وهو بيان وجه المفارقة بين دعوة الناس إلى الخير بالرفق واللين، فهذا واجب شرعي على كل مسلم أن يتحلى به
وبين الرد على أهل الأهواء والبدعة من ذوي المكابرة والعناد

قال تعالى :
( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )
[النحل:125]


قال ابن قيم الجوزية _ رحمه الله _ في " مفتاح دار السعادة " ( 1 / 53 ) :

" جعل سبحانه مراتب الدعوة بحسب مراتب الخلق فالمتسجيب القابل الذكي الذي لا يعاند الحق ولا يأباه
يدعى بطريق الحكمة والقابل الذي عنده نوع غفلة وتأخر يدعى بالموعظة الحسنة
وهي الأمر والنهي المقرون بالرغبة والرهبة والمعاند الجاحد يجادل بالتي هي أحسن
هذا هو الصحيح في معنى هذه الآية " .

ثم بَيَّنَ بقوله في " مفتاح دار السعادة " ( 1 / 171 ) :

" وأما المعارضون المدعون للحق فنوعان نوع يدعون بالمجادلة بالتي هي أحسن فان استجابوا وإلا فالمجادلة،
فَهَؤُلاَءِ لاَ بُدَّ لَهُمْ مِنْ جِدَالٍ أَوْ جَلاَّدٍ " .

مثالين على من يستحقون الجلد

المثال الأول (http://www.djelfa.info/vb/showpost.php?p=11548671&postcount=151)
المثال الثاني (http://www.djelfa.info/vb/showpost.php?p=11132756&postcount=21)

.kiki
2012-10-03, 10:47
نعم الطرح اختي
بارك الله فيك و نفع بك
جزاك الله عنا كل خير

موفقة

hicham1986
2012-10-03, 11:06
تشكر على هذه المعلومات

السلفية الجزائرية
2012-10-03, 16:43
هناك أمرٌ مُهِمٌ لا بدَّ من تسليط الضوء عليه
وهو بيان وجه المفارقة بين دعوة الناس إلى الخير بالرفق واللين، فهذا واجب شرعي على كل مسلم أن يتحلى به
وبين الرد على أهل الأهواء والبدعة من ذوي المكابرة والعناد

قال تعالى :
( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )
[النحل:125]


قال ابن قيم الجوزية _ رحمه الله _ في " مفتاح دار السعادة " ( 1 / 53 ) :

" جعل سبحانه مراتب الدعوة بحسب مراتب الخلق فالمتسجيب القابل الذكي الذي لا يعاند الحق ولا يأباه
يدعى بطريق الحكمة والقابل الذي عنده نوع غفلة وتأخر يدعى بالموعظة الحسنة
وهي الأمر والنهي المقرون بالرغبة والرهبة والمعاند الجاحد يجادل بالتي هي أحسن
هذا هو الصحيح في معنى هذه الآية " .


ثم بَيَّنَ بقوله في " مفتاح دار السعادة " ( 1 / 171 ) :

" وأما المعارضون المدعون للحق فنوعان نوع يدعون بالمجادلة بالتي هي أحسن فان استجابوا وإلا فالمجادلة،
فَهَؤُلاَءِ لاَ بُدَّ لَهُمْ مِنْ جِدَالٍ أَوْ جَلاَّدٍ " .

مثالين على من يستحقون الجلد

المثال الأول (http://www.djelfa.info/vb/showpost.php?p=11548671&postcount=151)
المثال الثاني (http://www.djelfa.info/vb/showpost.php?p=11132756&postcount=21)

بوركتم على الاضافة
وتم الاشارة الى ذلك " ولكن لا يمنع استعمال الشدة في موضعها وبحكمة وهذا لا يعرفها ولا يقدرها أي كاتب إلا لمن كان له حظ في طلب العلم الشرعي وتلقيه من العلماء الراسخين والمشايخ المعتبرين.

السلفية الجزائرية
2013-08-08, 19:29
يرفع للأهمية

استاذ ت ا
2013-08-08, 19:33
https://fbcdn-sphotos-b-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/1004528_409641442469772_1742233063_n.jpg

Abd_el_kader
2013-08-08, 21:02
ماشاء الله

كلام رصين ومقال موفق ينبأ عن علم وحلم وإن شاء الله حرص على نشر الخير

بارك الله في كاتبه وناقله