تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : البيان الرفيع في خطر تعري النساء في الحفلات ولبسهن الخليع


السلفية الجزائرية
2012-09-30, 12:24
البيان الرفيع في خطر تعري النساء
في الحفلات ولبسهن الخليع

مقال/ للشيخ جمال بن فريحان الحارثي

●∫●∫●∫●

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فقد انتشر واشتُهر بين أوساط النساء اليوم وخاصة في الحفلات ـ وبالذات ( حفلات الزواجات وما يسمونها بالمِلْكَة ) ـ لِبس الملابس الخليعة والمتعرية بأنواع وأشكالٍ شتى ويسمون ذلك بـ ( الموضة ) من إظهارٍ للظهر والبطن والإبط والساقين وربما شي من الفخذين.

والله سبحانه وتعالى أمر المرأة المسلمة بالحشمة والستر والعفاف فقال تعالى: { .. وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ ..}.

والمقصود من قوله ( وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ ): الزينة هنا: أي؛ مواضع الزينة، وليس النهي مقصود به الزينة نفسها كالخاتم والعقد والخل خال وغيرها مما تتزين بها المرأة عادة.

والزينة التي كانت في صدر الإسلام والتي أباح الله تعالى إظهار مواضعها لمن ذكر في الآية هي:

الخواتم والأساور في المعصم، والدُملُج كان يوضع في عضد المرأة، والطوق ـ العقد ـ، و الخلخال في أسفل الساق.

والمعنى: لا يبدين النساء المسلمات مواضع الزينة من أجسامهن إلا لهؤلاء الذين ذكرهم الله تعالى في الآية من المحارم والنساء المسلمات لا غير.

●∫●∫●∫●

فالسؤال للمرأة المسلمة التي تحب الحشمة والستر وتحب رضا ربها عز وجل هو:
هل من مواضع الزينة أن تكشف المرأة عن ظهرها وبطنها وشيء من صدرها وسيقانها و بعض أفخاذها ـ سواء بشق الفستان أو التنورة إما من الخلف أو من الجوانب ـ أو بلبس القصير الفاحش ؟

الجواب أتركه لكل مسلمة عاقلة .

●∫●∫●∫●

ثم إن نزع المرأة اللباس عن كثير من بدنها؛ هو من نزغات الشيطان ومن فتنته التي فتن بها الأبوين ـ عليهما السلام ـ وقد حذرنا الله تعالى من فتنة الشيطان ووسوسته وإغوائه وبين سبحانه أنه عدو لنا مبين في موضع كثيرة من كتابه العزيز كقوله تعالى: { يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنزعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا }.

قال ابن جرير رحمه الله في تفسيره: "يقول تعالى ذكره: يا بني آدم، لا يخدعنكم الشيطان فيبدي سوءاتكم للناس بطاعتكم إياه عند اختباره لكم، كما فعل بأبويكم آدم وحواء عند اختباره إياهما فأطاعاه وعصيا ربهما، فأخرجهما بما سبَّب لهما من مكره وخدعه، من الجنة، ونزع عنهما ما كان ألبسهما من اللباس، ليريهما سوءاتهما بكشف عورتهما، وإظهارها لأعينهما بعد أن كانت مستترةً".

●∫●∫●∫●

وسؤالي الأخير للنساء اللآتي يفعلن ذلك:

ماذا تستفيدين أيتها المسلمة من كشفك لمفاتنك أمام النساء ؟

لن أجيب، لأن التي تفعل ذلك هي التي تعرف الإجابة في داخلها وفي ضميرها.

●∫●∫●∫●

ثم أُنبه لأمر يحصل وقد حصل بالفعل، وذلك أن كثيراً من النساء اللآتي يلبسن الخليع في الحفلات يتعرضن للعين ـ الحسد ـ التي تهلكها فالنظرة حتى من باب الإعجاب قد تضر وتهلك المنظور "المعيون" وهذه قصة حدثت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لأحد أصحابه وكان يغتسل في ماء :

عَنْ أَبِى أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ قَالَ:

" مَرَّ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ بِسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ وَهُوَ يَغْتَسِلُ فَقَالَ لَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ وَلاَ جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ.

فَمَا لَبِثَ أَنْ لُبِطَ بِهِ فَأُتِىَ بِهِ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم فَقِيلَ لَهُ: أَدْرِكْ سَهْلاً صَرِيعًا.

قَالَ: ( مَنْ تَتَّهِمُونَ بِهِ ).

قَالُوا: عَامِرَ بْنَ رَبِيعَةَ.

قَالَ: (عَلاَمَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ فَلْيَدْعُ لَهُ بِالْبَرَكَةِ ).

ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَأَمَرَ عَامِرًا أَنْ يَتَوَضَّأَ فَيَغْسِلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ وَرُكْبَتَيْهِ وَدَاخِلَةَ إِزَارِهِ وَأَمَرَهُ أَنْ يَصُبَّ عَلَيْهِ، أَنْ يَكْفَأَ الإِنَاءَ مِنْ خَلْفِهِ".
ابن ماجه، وصححه الألباني.

قال ابن حجر في "الفتح": " الْإِصَابَة بِالْعَيْنِ قَدْ تَقْتُل، وَأَنَّ الْعَيْن تَكُون مَعَ الْإِعْجَاب وَلَوْ بِغَيْرِ حَسَد ".

وقد بين النبي ضرر العين وهلاكها بالشخص فقال صلى الله عليه وسلم:
( العين تدخل الرجل القبر والجمل القدر ).
حسنه الألباني.

قال المناوي في "فيض القدير": " أي؛ تقتله فيدفن في القبر ".

وقال صلى الله عليه وسلم معظما أمر العين وضررها في أُمّتِه:
( أكثر من يموت من أمتي بعد كتاب الله عز وجل وقضائه وقدره بالأنفس ـ يعني العين ـ ).
وحسنه ابن حجر والألباني.


قال النووي في "شرح مسلم" في حديث نحوه: " وَفِيهِ صِحَّة أَمْر الْعَيْن ؛ وَأَنَّهَا قَوِيَّة الضَّرَر ".

ثمّ بعد أن تصاب المرأة بالعين وتمرض ـ وذلك بسبب كشفها عن بدنها وتعريضه للحاسدات والمعجبات ـ تلجأ إلى الرُّقاة ليرقوها وتطلب الاستشفاء وهكذا تظل تسعى وتتنقل من راقٍ إلى راق.

لماذا كل هذا التعب ؟ وقد أرشدنا الله تعالى ورسوله بالوقاية بل أمرنا بها، وهي التستر والحشمة وعدم إظهار المفاتن أمام النساء.

●∫●∫●∫●

كلمة أخيرة أهمسها في آذان الرجال ـ أولياء أمور النساء ـ فأقول:

اتقوا الله فيمن ولاكم الله أمرهن وارعوهم حق الرعاية، وليست الرعاية في تأمين المأكل والمشرب والملبس، بل ابعد من ذلك من تعلمهن العقيدة الصحيحة والآداب الإسلامية والحشمة والعفاف ومراقبتهن في الملبس وكيفيته وهيئته وشكله فلا يُتركن النساء هملا.

وأُذكركم يا معشر الرجال بقوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }.

وبقوله صلى الله عليه وسلم:
( كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالأَمِيرُ رَاعٍ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ).
متفق عليه.

والله اعلم.

كتبت هذا نصحاً للنساء عسى أن تبلغهن ويستجبن، والله المستعان.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

فقير إلى الله
2012-09-30, 17:15
بارك الله فيك وضاعف مثوبتك

السلفية الجزائرية
2012-09-30, 17:33
آمين...........بوركتم

hocine29
2012-09-30, 18:08
بارك الله فيك وضاعف مثوبتك

فقير إلى الله
2012-09-30, 18:35
آمين...........بوركتم
نسائيات




( الرجل والثوب الضيّق ) علاج التغريبيين لعمل المرأة (الإمارات أنموذجا) (http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/161.htm)


كتابي : ( الخطوة الأولى ) .. أهديه لدعاة الفضيلة + بيان مهم لعلماء مكة (http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/158.htm)


كتابان مهمان .. لمن أراد النقاش مع دعاة تغريب المرأة (http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/152.htm)


خدعوك فقالوا : ( عدم الاختلاط عادة سعودية ) !! (http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/136.htm)


من عبدالله بن محمد الداوود إلى قاسم بك أمين - رحم الله أموات المسلمين - (http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/126.htm)


بدايات السفور في العالم الإسلامي ( 8 ) : .. المرأة الألبانية (http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/122.htm)



بدايات السفور في العالم الإسلامي ( 7 ) : .. المرأة التونسية (http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/120.htm)


بدايات السفور في العالم الإسلامي ( 6 ) : الكويت (http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/72.htm)



بدايات السفور في العالم الإسلامي ( 5 ) : المغرب (http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/66.htm)


بدايات سفور المرأة في العالم الإسلامي (4) : المرأة اللبنانية (http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/57.htm)



بدايات سفور المرأة في العالم الإسلامي (3) : العراق (http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/49.htm)


بدايات سفور المرأة في العالم الإسلامي (2) : سوريا (http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/42.htm)



بدايات السفور في العالم الإسلامي (1) : الجزائر (http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/32.htm)


( 3 ) يُفسدون البلاد ... تحت نظر حكومة خائنة .. ! (http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/89.htm)


تراجع رأس من رؤوس تغريب المرأة في مصر واعترافه بخطئه ..! (http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/88.htm)


ذكـاء عـالـم ... ( موقف الشيخ أحمد شاكر من دعاة إفساد المرأة بمصر ) (http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/mm/23.htm)



( الاختلاط ) .. بين ( هند الخثيلة ) و ( فوزية أبوخالد ) ..! (http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/69.htm)


صوتان عاقلان من مصر .. ( نسخة لدعاة تغريب المرأة ) (http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/62.htm)


أسماء القائلين بوجوب ستر المرأة لوجهها (من غير النجديين) ‍! وفوائد أخرى (http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/29.htm)


وقفات مع من يرى جواز كشف الوجه (http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/30.htm)



كيف تجيب عن شبهات المطالبين بقيادة المرأة ؟ (http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/21.htm)


أحوال النساء في الجنة (http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/10.htm)


هل تصدق ؟ ( زوجة قاسم أمين تغطي وجهها ! ودرية شفيق انتحرت ! ) (http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/20.htm)


هكذا بدأ الاختلاط (http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/04.htm)


تبيين الحقائق في قضايا مهمة -1- حكم الاختلاط (http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/mm/1.htm)


الملك عبدالعزيز وقضية تحرير المرأة (http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/02.htm)


حركة تحرير المرأة (http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/03.htm)


وقفات مع من يرى جواز كشف الوجه (http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/30.htm)


كيف تجيب عن شبهات المطالبين بقيادة المرأة ؟ (http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/21.htm)

السلفية الجزائرية
2012-09-30, 19:33
عورة المرأة المسلمة بالنسبة للمرأة المسلمة - لفضيلة العلامة الألباني رحمه الله
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد ألَّا إله الا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ﴿ يَا أَيها الذين آ مَنُوا اتقُوا اللهَ حَق تُقَاته ولاتموتن إلا وأنتم مُسلمُون﴾، ﴿يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا﴾، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا عظيما﴾ ،

أما بعد، فقد بدا لي أن أذكر إخواننا الحاضرين في هذه الجلسة المباركة إن شاء الله ومن يبلغهم كلمتي بأمرٍ أظن أن كثير من المسلمين هم عنه من الغافلين وليس يخفى على أحد بأن تذكير الناس بما هم عنه غافلون وله جاهلون أولى من أن نطرق مسامعهم بأمور طالما سمعوها من الخطباء والمدرسين والوعاظ والإذاعات ونحو ذلك من الوسائل التي يسرها الله عز وجل في هذا العصر الحاضر، ولما كان من قوله عليه الصلاة والسلام " خير الناس أنفعهم للناس " فلا شك أننا نأخذ منه أن نفع الناس إنما يكون بتعليمهم بما هم له جاهلون أو بتذكيرهم بما هم عنه غافلون .
ومن هذا القبيل أن نعلم ما هي عورة المرأة المسلمة بالنسبة للمرأة المسلمة فإن من المذكور في بعض الكتب الفقهية أن عورة المرأة أمام المرأة المسلمة هي كعورة الرجل مع الرجل أي من السرة إلى الركبة ، ومعنى هذا أنه يجوز للمرأة المسلمة أن تظهر أمام أختها المسلمة وقسمها الأعلى أي نصف بدنها الأعلى عاري ومكشوف، وكذلك ما تحت ركبتيها، والذي أريد أن أذكركم به هو أن نعلم قبل كل شيء أن هذا الحكم ليس له دليل في كتاب الله ولا في حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وشيء آخر أن كتاب الله يدل على خلاف هذا التوسع في تحديد عورة المرأة مع أختها المسلمة .
إن علماء التفسير يذكرون أن هناك بالنسبة للمرأة زينتين، زينة ظاهرة وزينة باطنة وأخذوا هذا من آيتين كريمتين، الآية الأولى قوله تبارك تعالى : ﴿وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾ ، ولا يبدين زينتهن للرجال الأجانب إلا ما ظهر منها، الزينة الظاهرة لها علاقة بالأجانب، والزينة الظاهرة كما ثبت في غير ما حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إنما هو بالنسبة للمرأة، الوجه والكفان فقط، وما سوى ذلك فهي زينة باطنة وهى التي لا يجوز لها أن تظهر شيئا منها أمام الغرباء عنها.
أما الزينة الباطنة فهي مما أباح الله عز وجل أن تظهرها لمحارمها كلهم ولنساء المسلمين في الآية المعروفة إذ قال ربنا عز وجل : ﴿وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ﴾، يسرد الله ربنا تتمة المحارم حتى يقول (أو نسائهن) وقوله تبارك وتعالى: أو نسائهن فيه دلالة صريحة على أنه يجوز للمرأة المسلمة أن تظهر من زينتها الباطنة ما تظهر لأبيها ولأخيها وأختها وغير ذلك من المحارم وكذلك عورة المرأة مع المرأة المسلمة محدودة بهذه الزينة الباطنة ولنفهم ما هي الزينة الباطنة يجب أن نرجع إلى ما كان عليه النساء في الجاهلية وقبل دخولهن في الإسلام وحينما آمن بالله ورسوله وتبنوا الإسلام دينا جاءت هذه الأحكام تبين لهذه النسوة ما يجوز لهن بالنسبة للأجانب وهو الوجه والكفين فقط وهي الزينة الظاهرة وما يجوز لهن بالنسبة للمحارم وهى الزينة الباطنة .
فما هي الزينة الباطنة ؟ هنا يجب أن نقف قليلا عند تفسير العلماء لقول الله تبارك وتعالى ﴿وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ﴾، ما المقصود بهذه الكلمة لا يبدين زينتهن ، هل المقصود الزينة نفسها أم موضع الزينة أي هل معنى الآية لا يبدين مواضع الزينة ولو لم يكن عليها شيء من الزينة أم المقصود لا يبدين تلك المواضع وعليها الزينة ، فلا شك أن القول الصحيح الذي اعتمده علماء التفسير أن المعنى لا يبدين مواضع الزينة وليس المقصود لا يبدين الزينة ذلك لأن المرأة إذا أخذت عقداً تضعه على صدرها، في يدها فقد أبدت الزينة هل هذا هو ما نهيت عنه؟؟ الجواب لا، وإنما نهيت عن إبداء الزينة وهى في موضعها ، إذن المقصود من الآية ولا يبدين زينتهن أي مواضع الزينة إلا لهؤلاء المحارم ثم للنساء المسلمات كما ذكرنا.
ومعنى هذا أننا نستحضر في أذهاننا أن هناك مواطن لم يكن حتى هذه الساعة من عادة النساء أن يضعن زينة عليها فمثلاً : هل في الفخذ زينة؟؟ الجواب لا، هل في الظهر زينة؟ الجواب لا، هل على الثديين زينة؟؟ الجواب لا، هل تحت الإبط زينة؟ الجواب لا، إذن ربنا عز وجل في هذه الآية إنما أباح للنساء أن يظهرن للمحارم مواضع الزينة من أبدانهن ولا أكثر من ذلك أبداً.
ولكي نتأكد من ذلك يجب أن نستحضر قول الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، "المرأة عورة فإذا خرجت من بيتها إستشرفها الشيطان" يعنى تطلع إليها وأوحى إليها مما يوحي لإفتانها بمثل ما لو قال الشخص لآخر أهلا وسهلا ما أجملكِ ، ما أحسنكِ ، ما أحلاكِ وهكذا ..، إذن هذه المرأة التي هي كلها عورة إلا ما استثنى الشارع ، فقد عرفنا من الزينة الظاهرة أن الشارع أكثر ما استثنى بالنسبة لزينتها الظاهرة أمام الأجانب إنما هو الوجه والكفين فقط ، وبالنسبة للمحارم إنما استثنى مواطن الزينة ، فما هي مواطن الزينة التي كانت في عهد الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذلك محصور في مواضع معروفة ، أول ذلك مثلا الأساور في المعصم ثاني ذلك الدُملج الذي كان يوضع في عضد المرأة، ثالثًا الطُوق (السلسلة) توضع على الرقبة وعلى شيء من الصدر، أخيرًا الخَلخَال الذي أشار ربنا عز وجل إليه وبين أنه من الزينة الباطنة حين قال: ﴿وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ﴾، فكانت المرأة التي تنحرف ولو بعض الشيء عن الحجاب الشرعي والآداب الإسلامية التي يجب على المرأة المسلمة أن تتزين بها، وأن تتخلق بها أنها تضرب بأرجلها ليَسمع الرجالُ صوت الأجراس التي كانت تُوضَع على الخَلخَال فيكون له رَنَّة فهذه الرنَّة تُلفت نظر الرجال إليها هكذا كان يفعل بعض النساء ولا سِيما في أول الإسلام حينما كانوا حديثي عهد به فأدّبهنَّ الله تبارك وتعالى في هذه الآية فقال : ﴿وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ﴾
إذًن هذه آخر زينة معروفة في زمن الإسلام الأول، فإذا ما علمنا من الآية السابقة أنَّ الله عز وجل أباحَ للنساء أن يُظهرنَّ مواطن الزينة وقد عرفنا هذه المواطن ينكشف لنا بوضوح ما هي المواضع التي يجوز للمرأة أن تظهر بها أمام أبيها، و أخيها ، وابن أخيها، ثم بالنهاية أمام نساء المسلمات. إذن عندنا اليد و الذراع وإلى قريبًا من العَضُد حيث كان الدُملج، ثم عندنا الرأس حيث عليه شيء من الزينة في الأذنين و العنق كما ذكرنا، ثم القدم وشيء من الساق الذي عليه الخلخال هذا، هذه هي المواطن التي أباح الله عز وجل للمرأة أن تكشفها أمام محارمها وأيضًا أمام أختها المسلمة.
و الآن كيف يعيش المسلمين في بيوتهم، يعيشون بتعرٍّ أشبه ما يكون بتعري النساء اللاتي لا يعرفن دين الله تبارك و تعالى؛ لا أدري ما مبلغ هذا التعري في البيوت لأني حديث عهدٍ بهذه البلاد، لكن عندنا في سوريّة وفي مصر حدّث ولا حَرج عن توسع الناس في بيوتهم بالتكشف، تَكشِف المرأة عن شيء كثير من بدنها فوق ما أباح الله لها من إظهاره ألا وهو مواطن الزينة فقط مثلا قد ابتلينا باللباس القصير الذي ليس له أكمام، اللباس الداخلي والذي يسمى في لغة العرب القديمة بالتُبان ويعرف اليوم بالشُورت (بنطلون الشورت القصير) الذي يظهر دونه الأفخاد، فالنساء اليوم تلبس الأم والبنت مثل هذا اللباس القصير فتجلس البنت أمام أمها، بل وأمام أخيها فترفع رجلها وتضعها على فخذها فيظهر فخذها مكشوفًا عاريًا بحجة ماذا ؟! بحجة ما في أحد غريب هذا أخوها !! هذا خلاف الآية السابقة لأنّ الله كما ذكرنا إنما أباح الكشف عن مواضع الزينة فالفخذان لم يكونا يومًا ما مواطن للزينة وعسى أن لا يكون ذلك أبدًا، كذلك تخرج المرأة أمام أخيها فضلا عن أنها تخرج كذلك أمام أبيها وهي عارية الزندين، هذا خلاف النص السابق لا يبدين زينتهنّ إلاّ لبعولتهنّ فهنا العضد ليس زينة، والإبط ليس زينة، فكل هذا باق على التحريم في حدود تصريح قوله صلى الله عليه و آله و سلّم: ((المرأة عورة)).
وأكثر من ذلك يقع .. تدخل المرأة الأم الحمام (حمام المنزل) فتأمر ابنتها بأن تُدِّلك لها ظهرها فتكشف عن ظهرها وعن صدرها، والقسم الأعلى كما قلنا من البدن، و لا حرج إطلاقًا، من أين جاء هذا ؟! مع أنّ الآية صريحة بأنه إنما أجازَ ربنا عز وجل للمرأة أن تكشف فقط عن مواضع الزينة، و الصدر ليس موضعًا للزينة، و الظهر ليس موضعًا للزينة، لذلك كان سلفنا الصالح رضي الله عنهم يعيشون في بيوتهم في حدود السترة التي رخص الله عز وجل لهنّ بها، فلم يكن هناك هذا التعري الذي فشا اليوم في البلاد الإسلامية.
فأنا أريد أن أذكّر بهذا المفهوم الصريح في القرآن وأن نتأدب بأدب القرآن وأن نؤدب بذلك نساءنا و بناتنا، و لا نتأثر بالأجواء المحيطة حولنا لأنّ هذه الأجواء إنما تحكي تقاليد أوروبّية كافرة في الغالب، وإذًا علينا أن نقف عند هذه الآية : ﴿وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ﴾ ثم قال تعالى: ((أو نسائهنَّ)) و النساء هنا هنّ نساء المسلمات ولذلك هنا أدب آخر يجب أن نتنبَّه له وهذا يقع في هذه البلاد التي امتنّ الله تبارك وتعالى عليها بالمال الوفير فقد رأيتُ هذه البلوى حيث لا نراها في البلاد الفقيرة الأخرى، و هي استكثار المسلمين من استخدام النساء الكافرات فضلا عن الرجال خدمًا لهم في بيوتهم، فتدخل المرأة الخادم الكافرة إلى غرفة المرأة المسلمة ، هذا لا يجوز، يجب على المرأة المسلمة أن تتحجب أمام المرأة الكافرة كما لو كانت هذه المرأة رجلا مسلمًا فضلًا عن كافر.
فلا يجوز للمرأة المسلمة أن تكشف عن شيء من زينتها الباطنة للمرأة الكافرة ، لأن الله عز وجل إنما أباح لها أن تكشف عن مواضع الزينة للمرأة المسلمة، ولذلك فلم يكن عبثًا قول الله تبارك وتعالى حين أضاف النساء اللاتي يجوز للمرأة أن تظهر أمامها إلى المسلمات فقال: ((أو نسائهنَّ))، ولم يقل أو النساء، فيشمل حين ذاك النساء كلهنّ سواءً كنّ مسلمات أو كافرات، لم يقل شيئًا من ذلك، وإنما قال: أو نسائهنّ. فلا يجوز إذًا للمرأة المسلمة أن تتسامح مع الخادم الكافرة فتظهر أمامها كما تظهر أمام المرأة المسلمة، وفي هذه الحدود التي ذكرناها من كتاب الله تبارك وتعالى هذا ما أردتُ أن أذكر به و الذكرى تنفع المؤمنين.