المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غزة الجريحة بين محور الذل و محور الصمت


ابودحمان
2009-03-09, 20:49
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة والسلام على اشرف المرسلين وخير الخلق اجمعين سيدي و حبيبي محمد الامين

اتشرف بالمشاركة في المنتدى بتقديم موضوع عن غزة الحبيبة ..

غزة الجريحة بين محور الذل و محور الصمت

ان الجرائم التي تحدث في غزة ليست جديدة فضلا على أنها متوقعة من عدو لا يعرف من الإنسانية و المواثيق الدولية الا الكلمة و لنا في تاريخ الحروب الصليبية صفحات مخزية من وقائع الجرائم الشنعاء التي ارتكبتها أئمة الكفر و الإلحاد فقد قتل ألاف من المسلمين في بيت المقدس ويقول المؤرخون انه كلما مددت بصرك الى زقاق أو حارة الا و شاهدت الرؤوس و الأطراف مترامية هنا و هناك واستمر القتل الى ان وصل الدم الى بادرة الفرس.
و على نقيض كل ذلك و بعد قرنين من الزمن عندما كان القائد صلاح الدين الأيوبي يتأهب لدخول المعركة لفتح بيت المقدس وصله خبر مرض عدوه قائد الجيش الصليبي رتشارد قلب الأسد فبعث له صلاح الدين طبيبه الخاص و ليعلم الغرب الذي يتشدق بالحضارة و الإنسانية ان أطباء بلا حدود كان يعمل بها المسلمون منذ أكثر من ثمانية قرون مضت و عندما دخل القائد صلاح الدين الى بيت المقدس قال للافرنجة اخرجوا فنحن لا نعاملكم كما عمل المسلمون من قبل أجدادكم و أعطى بذلك أسمى معاني الإباء و اصدق صور لسماحة الإسلام و المسلمين .
ان المتتبع لسجل التاريخ الخاص بالصراع العربي الاسرائلي قي العصر الحديث يلاحظ انه كان هناك تخاذل لبعض الأنظمة العربية عبر القنوات المظلمة لكن ليس على الصورة و الحدة التي أصبح عليها الآن وقد أصبح العالم العربي منقسم الى محورين .
محور الذل و الهوان و الذي يسمى اصطلاحا عند الغرب بالمعتدلين و أصبحت رؤيته واضحة جلية وهي التآمر علانية على المقاومة في غزة و يتمنون دحرها اتقاء من مد فكر و اديوليجية هذا التيار المشبع بمفهوم المقاومة و قد يجرف هذا التيار صروحهم الكرتونية التي يتوهمون بحصانتها .
المحور الثاني هو محور الصمت الاصم الذي لا يتامر علانية على المقاومة و لكنه يرقب الأحداث و كأن الآمر لا يعنيه و يتحاشى الخوض في مسرح هذه الأحداث حتى لا يشار أليه و في ذات الوقت يوهم الشعوب بأنه يمثل الجبهة الصامدة.
ومن شدة الخوف و الهوان الذي أصابهم أصبحوا لا يستطيعون حتى عقد قمة عربية بل لا يستطيعون حتى الاتفاق على مكان انعقاد القمة و ان انعقدت فلا يمكنهم على الإطلاق الخروج بقرار حده الأقصى الشجب و الاستنكار ومن المؤكد أيضا ان القمة ستنعقد حتما و في لمح البصر إذ ما قدر و لا قدر الله ان تسحق آلة الدمار الاسرائلية المقاومة الشريفة ليس لنعي المقاومة ولكن لتبادل التهاني بالانتصار المحقق و لمباركة قوى الشر على جريمتها في حق الإنسانية .
و أكد من جديد ان ما يحدث في غزة ما كان له ان يحدث لو لا التواطؤ الدولي والإقليمي العربي والتي دعمت بالصمت من بعض الأنظمة التي لم تتواطأ علانية على ما يحدث و لكن صمتها دليل على الرضا و في مثل هذه الظروف لم يعد الصمت حكمة بل تواطئا جبانا و لتعلم هذه الأنظمة المتآمرة و المتخاذلة انه في حالة سقوط المقاومة فإنكم ستطلبون الإذن من أسيادكم الاسرائليين و الأمريكان من اجل الذهاب الى دورة المياه لان الدرع الواقي الذي يحميكم اليوم هو هؤلاء الرجال المقاومون الصامدون في وجه العدو
و هي النافذة التي يتنفس منها ضغط الشارع العربي و بات أكيدا ان هذا الشارع سينتفض يوما و سيثور في وجه هؤلاء الزعماء الجبناء و سيرميهم السيل من فوق أسوار قصورهم .

ومن باب اضعف الإيمان يجب على كل حر شريف ان يضم صوته لأصوات كل شرفاء هذه الأمة الرافضون للاستسلام و الانبطاح و مخطئ من يعتقد أن غزة ستنكسر تحت طول الحصار و بشاعة الحرب و ان صمود غزة وأهل غزة هي وقفة عز في زمن الذل و لحظة إشراق في زمن الإحباط الذي أصبحت تعيشه الأمة و لن تخضع غزة لشروط التسوية المفروضة من قبل الإدارة الأمريكية المتسلطة الراعية للإرهاب تحت غطاء شرعية جمعية الأمم الملحدة و دولة الكيان الصهيوني هذه الدولة اللقيطة التي لا تاريخ لها ولا جذور.
ان تاريخ غزة سيكتب يوما بدماء شهدائها وأن هذه الدماء الطاهرة هي التي ستعيد المؤشر الى اتجاهه الصحيح و ستفتح الفرصة لإماطة اللثام عن الكثير من الأنظمة الخائنة والمتواطئة و هي التي ستكشف عورة الموقف العربي المخزي و المخجل الذي أصبح شريكا في الجريمة و القتل و الخيانة بدلا ان يهب هبة الرجل الواحد دفاعا عن غزة و أهل غزة ارض الرباط المقدسة ارض الجهاد و التاريخ .
ان أنيين و أهات الجرحى ستصم آذان الناعقين المنافقين المتقاعسين المتخلفين عن الصفوف, لقد قتل الطفل و المرأة و الرجل و الشيخ و لكن ليعلم العدو و أزلامه من العرب
و أحبائهم من أئمة الكفر و الإلحاد ان أرحام الأمة لم تجف و لن تجف و ستلد يوما جيلا يحمل في صدره إيمان و حنكة القائد صلاح الدين لأننا امة أبت أخلاقها شرفا ان تموت فيها النخوة و العزة و الكرامة و لن تنعدم فينا الروح الرافضة و المستنكرة للذل و الاحتقار نحن امة اعزها الله بالإسلام و سنبقى نمثل صوت الحق المنبعث من أعماق الشعوب المقهورة
و لن يسقط من معتقدنا و فكرنا ان الكيان الصهيوني هو بمثابة شوكة في حلق هذه الأمة يجب استئصالها طال الزمن أم قصر ولن يبقى على ارض الإسلام كفر والحاد فاصبروا و صابروا و رابطوا يا أهل غزة فان جيل النصر قادم وان الدماء التي تقدمونها ما هي الا شحذ للعزائم و رفع للهمم و مع موت كل شهيد ستنبعث حياة جديدة للقضية.
أما بالنسبة للواقع المعاش في فلسطين و ان كان إخواننا الفلسطينيون بين مجاهد مقاوم وسياسي مساوم فان الذي يهمنا هو ارض فلسطين و شعب فلسطين بكل أطيافه السياسية لان القضية ليست قضية سياسية بين أطراف بل قضية امة و قضية معتقد و قضية مقدسات تهم كل مسلم غيور على دينه و مقدساته و ستظل القضية حية في حسنا و وجداننا ما دام القدس أسير و تحضرني في هذا المقام وقفة من وقفات القائد صلاح الدين الأيوبي , كان رواة الحديث الشريف يتلون الحديث مع تبيان الوضعية التي كان عليها الرسول صلى الله عليه و سلم حيث يقولون.... وكان النبي متكئا على جنبه الشريف واقفا , جالسا , مبتسما... وذات يوم كان القائد صلاح الدين بين قادة جيشه يتلو عليهم حديث نبوي شريف و كان الرسول قد ابتسم في هذا الحديث و عندما أكمل صلاح الدين رواية الحديث قال له احد الحاضرين انك لم تكمل الحديث يا صلاح الدين فقال له لعلك تقصد الابتسامة فقال نعم فرد عليه صلاح الدين قائلا و الله ان الابتسامة لا تلازمني و القدس أسير هكذا يجب ان نكون اذا أردنا فعلا ان نحرر بيت المقدس ثالث الحرمين و أولى القبلتين يجب ان نكون على قدر من إيمان و نخوة و حنكة صلاح الدين و هذا ليس على الله بعزيز إذ ما توفرت فينا النية الصادقة و الإخلاص لوجه الله وان تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم.

لقد بلغ السيل الزبا وان هؤلاء اليهود الكفرة الفجرة استعلوا في الأرض و ملؤها
فسادا بدعم من الإدارة الأمريكية الدولة الرعية للإرهاب و الداعمة للكيان الصهيوني الغاشم الظالم و لم نجد وسيلة عملية ندعم بها إخواننا في ارض الرباط تمكنهم من ردع هؤلاء الخنازير قتلة الأنبياء و الرسل الا الكلمة الصادقة و الموقف المشرف ومناشدة كل مسلم غيور شريف على أحياء كلمة الجهاد بالنفس و النفيس و ان لا نبخل على إخواننا بالدعاء لعل يكون بيننا احد الصالحين قد تستجاب دعوته .
أما انتم أيها المجاهدون المقاومون المدافعون عن مشروع الأمة الجهادي لا تلتفتوا الى من شغلتهم زينة الحياة الدنيا من المال و البنون و حق فيهم قول الله كما حق في المخلفون في غزوة تبوك.
انتم يا أصحاب الوجوه المضيئة المتوضئة الطاهرة انتم أحباب الله الذين تشرفتم بالدفاع عن شرف هذه الأمة بأحيائكم لروح الجهاد و إيقاظ الضمير الحي في وجدان كل إنسان حر شريف انتم الذين قدمتم و لازلتم تقدمون دروسا في الجهاد و الصبر انتم نبض هذه الأمة الذي لا يتوقف و لا خيار لكم عن الجهاد مهما تشدق أصحاب السياسة بطروحاتهم السلمية التي لم تحقق للقضية الفلسطينية الا الاستسلام و الدمار و الذل و الهوان .
أيها المجاهدون المقاومون انتم أمام تجربة ميدانية و تقدمون انجازا رائعا و ستحققون به صدقية العلاقة مع الشعوب و تبعثون فيهم روح الأمل للانتصار.
أيها المجاهدون المقاومون نحن نعيش على وقع انتصاراتكم التي ستسجل بأحرف من نور في تاريخ هذه الأمة و يكفيكم شرفا أنكم فضلتم ان تموتوا شهداء أو تعيشوا أعزة كرماء .
تحية الى كل أحرار العالم الذين وقفوا بجانب المقاومة و تحية خاصة الى شعب تركيا و الى الزعيم التركي رجب طيب اردوغان على الموقف التاريخي الذي أعاد به عجلة التاريخ الى زمن سلاطين الدولة العثمانية العظماء.
تحية الى الزعيم فنزويلا الرئيس شافيز و الرئيس البوليفي على طردهم لسفراء إسرائيل و هو عمل لم يتجرأ زعماء عرب على القيام به خوفا من عدم إرضاء أمريكا عنهم لقد لقنتم أصحاب الزعامة الجوفاء درسا في الرجولة و الفحولة.
و اعذرونا يا أهل غزة الجريحة فإننا في حقيقة الأمر لا نملك الا الدموع وخالص الدعاء الصادر من أعماق قلبوبنا وحسبكم الله ونعم الوكيل في كل من تأمر عليكم و أراد بكم الشماتة والسوء .

بوزيد عبد العزيز
البيض

beent falasteen1991
2009-03-17, 20:49
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

بداية موضوع جدا راقي بما يحويه من افكار مهمه واضحه ومختصره في نفس الوقت ذات تعبير جيد

انا للحظة توقعت أن يصف الكاتب العرب على انهم معتدلين اي ضد القضيه وغير معتدلين اي لهم الدور الاكبر ولكن حقا قد اصبت

فالعرب سواء كان من المعتدلين ام لا فكلهم عامل رئيسي في تقدم الكيان الصهيوني من عربي معتدل يطمح لتحقيق كامل الامن

للصهاينه وبين عربي لا حول ولا قوة له سوى الصمت والصمت وكأنه ان كان الكلام من فضه فالسكوت من ذهب !!!

اذا الساحه الفلسطينيه وحيده في الميدان بين متخاذل وصامت عن الدفاع ولو بالكلمه !!!والثاني برأي اخطر وأشد!....

كلامك جدا واضح شكرا لك...