بنت الواد
2012-09-24, 11:19
حرق الوقت..!!
التقى جزائري بماليزي في إحدى المناسبات السياحية،وتبادلا الحديث عن طموحاتهما، وإذا بالماليزي يقول للجزائري:أغلى شيء عندكم،فقال له: الذهب، والعقار، والسكن،والزواج وما يتبعه،والعملة الصعبة، والسيارات، والحج الخ. فرد الجزائري وانتم ماهو الأمر الغالي لديكم؟ فأجاب بسرعة ودون تردد،الوقت.الوقت..الوقت..
فابتسم الجزائري وقال:نحن نعاني من فائض الوقت.. نستطيع أن نصدر ونبيع ونرمي في البحر،ولا نصل إلى درجة الاحتياج،فأزمتنا أزمة إشباع وفراغ وثقوب في التفكير والضمير، فنحن أشقى الناس لأننا لانعرف كيف نستخدم وقتنا في ماينفعنا وينفع وطننا الذي يبحث عن النجاح والانتصارات المستدامة في شتى الميادين الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والعلمية والدينية.فمشكلتنا أننا خبراء في تعذيب الوقت والتنكيل به وحرقه أمام الأشهاد،وتضييعه،واحتقاره،وعدم معرفة قيمته الحقيقية التي تفوق الذهب،(فهو الشيء الوحيد الذي لايمكن شراؤه).فخسارتنا طالت وعمّرّت وفرّخّت،وتضاعفت النفقات والخسائر إلى درجة كبيرة فاقت التصورات(تأخر حضاري مخيف،وتعطيل صناعة التطوير،وغياب القلق
الحضاري،الذي يحرّك الأمة صوب أهدافها، بإرادة جازمة وقدرة مبصرة، وضعف المقروئية نتيجة القراءات الكثيرة للصور،والتفرج القليل على المكتوب) لأننا نضيّع الوقت ونقتله بشهادة بعضنا البعض ـ مع سبق الإصرار والترصد ـ فثقافة الحفاظ على الوقت معدومة وليس لها اثر في سلوكنا وتربيتنا،وغائبة مادامت هناك الثرثرة الفارغة ( دق لحنك)،وكثرة القيل والقال... والمناقشات البيزنطية،والنوم في الكسل،والعشوائية في التعامل مع الواجبات،والتسكع في الشوارع بكؤوس الشاي"طّيش" ..بلا هدف،ولا تخطيط،ولا برنامج،ولا خريطة طريق ،والتمارض،والتشكي اليومي المبالغ فيه،والتسويف المحطم للأعصاب والمسمم للأعمال،والمقاهي التي تعتبر مصانع حرق الوقت ، فهي محرقة صناعية متطورة بكراسيها وتليفزيونها وشيشتها،ومشروباتها، وديوان الصالحين فيها، ومقابلات الدومينو والكارطة، وسحق الوقت تحت الأقدام بالدّوس والدهس الخ.
مازال اليوم عندنا غير مستغل 24على 24 ،قتل الوقت بالشبعة، بكثرة الملهيات والمغريات والتوافه،والنوم إلى درجة التخمة،والنفور من الالتزام والواجب والهروب منهما بسرعة البرق،فالوقت المحترم الوحيد هو الصلوات الخمس فقط أما الباقي فحدث ولا حرج. فعندما ينطلق الإنسان في احترام نفسه،ويبدأ في تغيير أساليب التعامل مع الوقت،يستهزئ المجتمع به،ويسخرون منه،ويشبعونه بالحكايات والأمثال والقوالب الفولكلورية المكرّسة للكسل والتخلف،والمنفّرة للعمل وتعظيم الفراغ واللهو، وإمتاع النفس الأمارة بالسوء،ومرافقة العابثين بالوقت،وتضييعه سدى،وضياع العمر وطاقات الشباب في الأمور التافهة والمحطمة للنفس والمثبطة للعزائم.
قال معاوية بن أبي سفيان لابن الكوى: صف لي الزمن ؟ قال أنت الزمان إن صلحت يصلح وإن فسدت يفسد. أخي القارئ..امنع نفسك من تضييع الوقت،واعص الشيطان في كل الأمور،فالوقت من ذهب، والوقت والد الحقيقة ،فهو مبرد يقطع بدون صوت.فلا نملك إرجاع عقارب الساعة أو إبطاء سرعتها،فدنياك كلها وقتك الذي أنت فيه.وأخيرا إذا لم تعرف قيمة الوقت فلن تعرف الراحة النفسية،والانتصار والنجاح في الحياة والعبادة الحقة،وكل لحظة في الحياة كنز لايتكرر،والله المستعان.
التقى جزائري بماليزي في إحدى المناسبات السياحية،وتبادلا الحديث عن طموحاتهما، وإذا بالماليزي يقول للجزائري:أغلى شيء عندكم،فقال له: الذهب، والعقار، والسكن،والزواج وما يتبعه،والعملة الصعبة، والسيارات، والحج الخ. فرد الجزائري وانتم ماهو الأمر الغالي لديكم؟ فأجاب بسرعة ودون تردد،الوقت.الوقت..الوقت..
فابتسم الجزائري وقال:نحن نعاني من فائض الوقت.. نستطيع أن نصدر ونبيع ونرمي في البحر،ولا نصل إلى درجة الاحتياج،فأزمتنا أزمة إشباع وفراغ وثقوب في التفكير والضمير، فنحن أشقى الناس لأننا لانعرف كيف نستخدم وقتنا في ماينفعنا وينفع وطننا الذي يبحث عن النجاح والانتصارات المستدامة في شتى الميادين الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والعلمية والدينية.فمشكلتنا أننا خبراء في تعذيب الوقت والتنكيل به وحرقه أمام الأشهاد،وتضييعه،واحتقاره،وعدم معرفة قيمته الحقيقية التي تفوق الذهب،(فهو الشيء الوحيد الذي لايمكن شراؤه).فخسارتنا طالت وعمّرّت وفرّخّت،وتضاعفت النفقات والخسائر إلى درجة كبيرة فاقت التصورات(تأخر حضاري مخيف،وتعطيل صناعة التطوير،وغياب القلق
الحضاري،الذي يحرّك الأمة صوب أهدافها، بإرادة جازمة وقدرة مبصرة، وضعف المقروئية نتيجة القراءات الكثيرة للصور،والتفرج القليل على المكتوب) لأننا نضيّع الوقت ونقتله بشهادة بعضنا البعض ـ مع سبق الإصرار والترصد ـ فثقافة الحفاظ على الوقت معدومة وليس لها اثر في سلوكنا وتربيتنا،وغائبة مادامت هناك الثرثرة الفارغة ( دق لحنك)،وكثرة القيل والقال... والمناقشات البيزنطية،والنوم في الكسل،والعشوائية في التعامل مع الواجبات،والتسكع في الشوارع بكؤوس الشاي"طّيش" ..بلا هدف،ولا تخطيط،ولا برنامج،ولا خريطة طريق ،والتمارض،والتشكي اليومي المبالغ فيه،والتسويف المحطم للأعصاب والمسمم للأعمال،والمقاهي التي تعتبر مصانع حرق الوقت ، فهي محرقة صناعية متطورة بكراسيها وتليفزيونها وشيشتها،ومشروباتها، وديوان الصالحين فيها، ومقابلات الدومينو والكارطة، وسحق الوقت تحت الأقدام بالدّوس والدهس الخ.
مازال اليوم عندنا غير مستغل 24على 24 ،قتل الوقت بالشبعة، بكثرة الملهيات والمغريات والتوافه،والنوم إلى درجة التخمة،والنفور من الالتزام والواجب والهروب منهما بسرعة البرق،فالوقت المحترم الوحيد هو الصلوات الخمس فقط أما الباقي فحدث ولا حرج. فعندما ينطلق الإنسان في احترام نفسه،ويبدأ في تغيير أساليب التعامل مع الوقت،يستهزئ المجتمع به،ويسخرون منه،ويشبعونه بالحكايات والأمثال والقوالب الفولكلورية المكرّسة للكسل والتخلف،والمنفّرة للعمل وتعظيم الفراغ واللهو، وإمتاع النفس الأمارة بالسوء،ومرافقة العابثين بالوقت،وتضييعه سدى،وضياع العمر وطاقات الشباب في الأمور التافهة والمحطمة للنفس والمثبطة للعزائم.
قال معاوية بن أبي سفيان لابن الكوى: صف لي الزمن ؟ قال أنت الزمان إن صلحت يصلح وإن فسدت يفسد. أخي القارئ..امنع نفسك من تضييع الوقت،واعص الشيطان في كل الأمور،فالوقت من ذهب، والوقت والد الحقيقة ،فهو مبرد يقطع بدون صوت.فلا نملك إرجاع عقارب الساعة أو إبطاء سرعتها،فدنياك كلها وقتك الذي أنت فيه.وأخيرا إذا لم تعرف قيمة الوقت فلن تعرف الراحة النفسية،والانتصار والنجاح في الحياة والعبادة الحقة،وكل لحظة في الحياة كنز لايتكرر،والله المستعان.