المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إلى متى هذا التشرذم أيها العاملين للإسلام...؟


أحمد بن مهدي
2009-03-06, 23:42
في ظل الأزمات التي تعيشها الحركات الإسلامية والتشرذم الذي تعرفه الصفوف وفي عز الضيق الذي انتابني لحال حملة المشروع الإسلامي الذين كنا بعواطفنا نترقب عطاءاتهم للمجتمع عثرت على هذه الكلمات التي تعايش الواقع من فكر داعية إسلامية عايشت هذا النوع من الخلافات ، فأردت أن أضعها بين يدي المهتمين بهذا الشأن للإسهام من خلال مناقشات مستضيفة في تحليل الظاهرة .
خاطرة من وحي صراع العاملين للإسلام

عجبت لهؤلاء الذين تسموا بأسماء مختلفة ، ورفعوا شعارات مختلفة للعمل الإسلامي ، ثم لم يتقوا الله في المسلمين ، ولم يكفوا عن عبثهم بأعراض بعضهم بعضا من خلال الشعارات والأسماء! ! ! عجبت لهؤلاء كيف لا يفكرون بما هي عليه أحوالهم الذاتية ، من تدهور و إهمال وانكفاء ، وبما هي عليه أحوال أمتهم من ارتكاس وذل وتخلف !
إنما المسلمون إخوة مهما تعددت الرايات ، ومهما اختلفت الواجهات ، وإن الأزمات التي تمر بها الأمة أكبر من التنابذ والتشاكس ، والاتهامات التي لا غرض من ورائها إلا إثارة الفتن والعداوة والبغضاء وتعميق الخلاف.
إن العمل الإسلامي ساحة واسعة، تستوعب ضمن حدودها كل مخلص ، لديه من صفاء البصيرة ما يمكنه من العمل دون
أن يرى كل عامل معه خصما له ، ودون أن تحمله الأنانية ووسوسة الشيطان على الانشغال بمعارك جانبية سخيفة مع إخوانه عن عدو يتهدد الساحة كلها بما فيها.
أعجب لامرىء مسلم ملتزم بالإسلام،لا يفهم من الأخوة في الله إلا أن يكون الطرف الآخر عضوا في جماعته وحركته
فإن لم يكن كذلك انقلب عدوا لدودا له ، ولو جاء الآخر بالمعجزات ليدلل له على حبه له في الله وثقته به وطمعه في أخوته !
لا بأس من اختلاف أطر العمل الإسلامي ، ولا بأس أن يختلف تصورنا عن وسائل العمل ما دام العمل لله .
ولا بأس أن تتفرق بنا الطرق ما دام هدفنا واحدا، لا بأس أن يستقل كل منا بأسلوبه في الدعوة إلى الله ، لا بأس ، ولكن البأس كل البأس ، والمصيبة كل المصيبة في اقتتال الإخوة، واختلافهم الشديد
فهذه دعوة يرفعها إبليس ليزرع بين الذين قل إيمانهم وساءت أخلاقهم العداوة والبغضاء ليصدهم عن سبيل الله ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا!
كان نقد القيادات ، والتعبير عن الرأي ، والقول بالحق فيما مضى نصرة للحق ، وتعزيزا لوضع الجماعة، ورفعا لشأن الإنسان المسلم ، واحتراما لآراء الأفراد . . . حتى قال عمر : و ا"لا خير فيكم إن لم تقولوها ، ولا خير فينا إن لم نسمعها و حمد الله على أن جعل في رعيته من يقوم اعوجاج عمر. . و عمر هو عمر! فأصبحنا اليوم وقول كلمة الحق مدمر لوحدة الصف !! ومفكك لأواصر الأخوة !! ومزلزل لوضع القيادات ! ومكروه منكر من قبل القائمين على الجماعات الإسلامية! ! ! ما تكاد تقول كلمة حق أو نقد أو تكتب شيئا تعبر فيه عن رأيك حتى يلحقوا اسمك بأسماء المنشقين المخربين في الصف الإسلامي وربما حذروك حذرهم من الداء الأصفر، وربما آذوك في نفسك إيذاء بليغا، وربما كلموك حتى جعلوك تشعر بالذنب لأنك أقدمت على القول بما ترى
وربما ألجؤوك إلى التقاعس عن تصحيح الخطأ وزينوا لك أن ما تفعله إثم عظيم وإساءة لإخوانك من القياديين !
عجبا لجماعات إسلامية هذه حالها يخاف المسئولون فيها على مواقع مسئولياتهم ، أشد من خوفهم على مصير الجماعة، وتذبذب شخصيات أفرادها، وسوء حاضرها ومستقبلها وهي ترتجي أفرادا عاجزين عن عمل أي شيء حتى لو كان قول كلمة حق ! ! !
اللهم أعطنا قوة نواجه بها النفس والشيطان ، وثباتا للاستمرار في مواقع الجهاد
اللهم هب لنا من لدنك صبرا و مصابرة، واجعلنا من جندك المخلصين الذين لا يركعون أمام المحن . اللهم ارزقنا الحكمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والبدء بأنفسنا في ذلك كله . وارزقنا الشدة في الحق ، ولو على أنفسنا، والغضب لك ، والخوف منك في السر وفي العلن .
اللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا.