المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة الى النفوس الحائرة ( الجزء الثاني )


غَــداً رَجُــلْ
2012-09-22, 18:32
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رسالة الى النفوس الحائرة

( الجزء الثاني )



النفوس صناديق مغلقة تتراكم فيها الرغبات ...
وللشهوات بريق أخآذ تحاول الخروج من خلال فتحات لم نحكم إغلاقها .....
تحاول التسلل داخل العقول بحثا عن تصاريح دخول الى القلوب !!! قد يحدث تأخير في إصدار تلك التصاريح ...
نتيجة لوجود تناقض فكري ...
تتفاوت نسبتة من شخص لأخر ...
عنوان الصراع كان في الماضي بين الحلال ... والحرام ...
أما الأن فقد اتخذ عنوانا جديدا ...!!!
يجوز ... أو لا يجوز ... !!!
يرجع الأمر في تغيير العنوان لأمر خطير ...
ألا وهو محاولة التخلص من الرقابة الإلهية ...
والقبول بالرقابة البشرية ...!!!
إن الإنحدار الخطير ليس نهاية الطريق ...!!!
بل هناك ما هو أخطر من ذلك ...
ألا وهو الإنزلاق من الرقابة البشرية ...
الى ما يسمى بالحرية الشخصية ... !!!
أن محاولة التخلص من الرقابة الإلهية ...
هي الحلقة المفقودة في مسيرة الحياة الضالة ...
وكأن الرقابة الإلهية أصبحت شيء لا قيمة له ...
فكان الحذر من البشر أشد من رب البشر ...
قد يكون أحد الأسباب لذلك ..
هو قرب ... و بعد العقاب ....
إن أكثر ما تخشاه تلك الفئة من البشر في هذه اللحظات ...
العقاب النفسي ... لا الجسدي ...
وخاصة الخزي ... أمام البشر ...
ودليل ذلك حرصهم الشديد على الستر والإختفاء من أعين البشر ... غير مبالين برب البشر ...
فالعقوبة في حالة الفضيحة مباشرة ... ولحظية ....
إن الفرق بين العقوبة الربانية ... والعقوبة البشرية ...
فرق شاسع ... ورائع .....
فالعقوبة البشرية مباشرة ... لا تحتمل المغفرة ... ولا الستر .... عكس العقوبة الربانية والتي تمنح قبل وقوعها مئات الفرص والإنذارات ...
تحت مظلة المغفرة والستر .....
لكن في النهاية ...
لمن لم يستفق ... تكون العقوبة الربانية أشد وأقوى ...
خزي في الدنيا والأخرة ....
عذاب جسدي ... ونهاية قاتمة
إن تعرية البشر للبشر ...
يدخل البعض في دوامة الحرية الشخصية ...
والمضحك المبكي في الامر ..
عند جدال الطرفين ...
يسارع الطرف المخطأ بالتبجح والتحجج أن الله هو الخالق والمحاسب .... وليس البشر ....!!!
إذاً هناك قناعة غريبة بوجود رقابة الخالق ...
لكننا رفضناها ....
ليس كفرا أو جحودا بل ... أملا بأن يأتي يوم ...
نعود فيه الى الله ونستغفر ....
وهذه هي معادلة التسويف الخاطئة ....
والرجاء فيها عقيم .......
أعود لصندوق النفس وأطرح سؤلاً كيف نغلق تلك الفتحات لنحكم ربط النفس الأمارة بالسوء ؟
الإجابة المتعارف عليها ...
العودة الى الله ... نعم هي إجابة صحيحة ...
لكنها تحتاج لبيان عملي وخطوة أولى ....
ترى ما هي هذه الخطوة ؟
لست عالما بالدين ...
لكن من تجربتي الشخصية ... تكمن الخطوة في الضيف القادم في الثلث الأخير من الليل ......
وهذا يحتم علينا الإستعداد العملي للتحضير لهذه الزيارة
من حيث المكان والمظهر ....
وإستعداد نفسي لهذه الزيارة .... ان العمل على ترتيب أوراقنا المبعثرة ...
من طلبات إسترحام ... وكلمات ...
سيكون لها الأثر الكبير ...
في إنجاح الزيارة والإستفادة منها قدر الإمكان ....
مما يفتح المجال أمام زيارات أخرى أكثر روعة وإتقان ................
إن القلوب مكدسة بما تبوح به ...
ولن أتقن الإستعداد لهذه الليلة ...
فسيشهد لحظة ربانية رائعة ...
تُخرج ما تكدس ... وتفيض بالدموع ...
غاسلة بأمر الرحمن ... ما مضى ...
فاتحة صفحة مشرقة في سجل الحياة ...
إن أعظم المداد ....
مداد ما تسكبه الروح من دموع ...
فالعيون تعجز عن طرح هذه النوعية من الدموع التائبة ...
الطاهرة ... وستبقى الروح تسكب دموع الأسى على مافات .... والفرح على ما غفر رب العباد .................
أفلح من جعل لقاء الليلة لقاء سرياً لا يعلم به أحد .....
فهنا تقبع روعة الحدث ....
تلك هي الخطوة الأولى لمن فكر في مشيئة الغفران لتقترن بمشيئة الرحمن ....
(انك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)

ستهطل عندها هداية الرحمن ...
لمن شاء الهداية ....

الباجيرو
2012-09-22, 21:33
رغمى انني لم استوعب ما قلت الا انني اشكرك

غَــداً رَجُــلْ
2012-09-24, 18:58
رغمى انني لم استوعب ما قلت الا انني اشكرك

تابع معنا بقية الحلقات...

شكرا لمرورك...

** لا أحد **
2012-09-27, 22:00
’’ إن كتَبتَ هذه من صفيّ فكرك ، ومبذول جُهدكَ وعقلك ، و خاصّةِ فلسفتِك
فاقبلني أتتَلمذُ

*مصطفى*
2012-09-27, 22:15
السلام عليكم

بارك الله فيك
قلمك أشد من السيف فاجعله مدرارا
تحية تقدير لك