مشاهدة النسخة كاملة : المولد بدعة ..ومن كان له شبهة أو استفسار فليتفضل..ونحن في الخدمة
مهاجر إلى الله
2009-03-06, 11:30
السلام عليكم ورحمة الله .......
يبدو أن الموضوع جاء متأخرا .....ومع ذلك نطرحه للمناقشة و الفائدة.......
من كانت له شبهة او استفسار حول الاحتفال المولد ويرى انها حجة ودليل على جواز او وجوب الاحتفال بالمولد فليطرحه هنا وسنحاول بتوفيق من الله عز وجل ان نبين الأمر ونطرح الشبهة والالتباس......
مقدمات :
لا أحتفل بالمولد لأنني :
1- لم أجد له دليلا من القران
2 -ولا من السنة
3- ولا من عمل البصحابة
4- عاش النبي عليه الصلاة والسلام 63 سنة ولم يحتفل بمولده
5 - أبو بكر الصديق وسائر الخلفاء والصحابة والائمة الأعلام أشد حبا للنبي عليه الصلاة والسلام وتعظيما له واتباعا له ومع ذلك لم يحتفلوا به كما يفعل اليوم
6- لو كان المولد خيرا لأخبر عنه الشارع فقد مات عليه الصلاة والسلام ولم يترك خيرا إلا دل أمته عليه ولا شرا إلا حذرهم منه
7- لو كان المولد خيرا لسبقونا إليه ( السلف الصالح )
8- قوله عليه الصلاة والسلام {{ من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد}} فبحثت عن امر المولد فلم أجده من أمره عليه الصلاة والسلام
9- قال تعالى {{ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا}} وقد اكتمل الدين بموته عليه الصلاة والسلام ولم يشرع لأمته الاحتفال بمولده ...فكيف نفسر تمام الدين واكتماله وأصحاب البدع يلصقون به يوميا عشرات البدع ويزعمون أنها من الدين ؟
وووووووو
وووو
ووووو
والله الموفق
http://newromio.jeeran.com/ALLAH_copy.jpg
ربوح ميلود
2009-03-06, 14:15
بارك الله فيك على هذا الطرح واضافة الى ماقلت فهناك قاعدة اصولية تعضد القول ببدعية الاحتفال وتؤيد الكلام وتنسف الادعاءات ومفادها,
وكل ترك تركه رسول الله وصحبه مما يحسب انه قربة لله مع دواعي وجود اسبابه فتركه سنة .
وبالمقابله : وكل ترك تركه رسول الله وصحبه مما يحسب انه قربة لله مع دواعي وجود اسبابه ففعله بدعة.
فيتبين ان من قام بهذا الاحتفال فنقول له هل تحتفل به من باب العبادة ؟ فيقول نعم لانه تقرب الى الله زعما فنقول لما لم يفعله المصطفى صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم .هل علموه وسكتوا عنه ام جهلوه وعلمته انت ايها المحتفل بالمولد .
فان علموه وسكتوا عنه فليسعنا من السكوت ماوسعهم وان جهلوه وعلمته انت فيالكع فعل يجهله الرسول وصحبه وتعلمه انت .
اخوك ابو انس ميلود ربوح
الشاعر70
2009-03-08, 12:37
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا كان ولا بد فلا بأس من جمع شمل العائلة في مثل هذا اليوم وتذكيرهم بسيرة المصطفى والثناء عليه بما يستوجبه حق الثناء وليتصدر ذلك احد افراد
العائلة ممن له القدرة على الكلام في المجالس ولتكن فرصة ستغله المسلم في بيته لزرع حب النبي في القلوب
والله اعلم
جمال البليدي
2009-03-08, 23:05
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا كان ولا بد فلا بأس من جمع شمل العائلة في مثل هذا اليوم وتذكيرهم بسيرة المصطفى والثناء عليه بما يستوجبه حق الثناء وليتصدر ذلك احد افراد
العائلة ممن له القدرة على الكلام في المجالس ولتكن فرصة ستغله المسلم في بيته لزرع حب النبي في القلوب
والله اعلم
إن كل ما ذكر من المصالح لا يجيز لنا إحداث شيء في الدين لم يشرعه الله لنا ولا رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ولم يسبقنا إليه أحد من سلف هذه الأمة)خاصة إذا كانت هذه المصالح تتغير بدون تلك البدعة ، بل هو من محدثات الأمور التي نهينا عنها والعبرة بالوسائل الشرعية لا بغايتها لأن الغاية لا تبرر الوسيلة وإلا لأبحنا السرقة لغاية سد الفقر ومعاونة الفقراء ولأبحنا الخمر لغاية التداوي والنبي صلى الله عليه وسلم يقول((لا تداوو بالحرام)).
قال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله((إذن ماذكر من أن الغاية تبرر الوسيلة هذا باطل وليس في الشرع ، وإنما في الشرع أن الوسائل لها أحكام المقاصد بشرط كون الوسيلة مباحة أما إذا كانت الوسيلة محرمة كمن يشرب الخمر للتداوي فإنه ولوكان فيه الشفاء ، فإنه يحرم فليس كل وسيلة توصل إلى المقصود لها حكم المقصود بل بشرط أن تكون الوسيلة مباحة ليست كل وسيلة يظنها العبد ناجحة بالفعل يجوز فعلها مثال ذلك المظاهرات, مثلاً : إذا أتى طائفة كبيرة وقالوا: إذا عملنا مظاهرة فإن هذا يسبب الضغط على الوالي وبالتالي يصلح وإصلاحه مطلوب
والوسيلة تبرر الغاية نقول :هذا باطل ، لأن الوسيلة في أصلها محرمة فهذه الوسيلة وإن صلحت وإصلاحها مطلوب لكنها في أصلها محرمة كالتداوي بالمحرم ليوصل إلى الشفاء فثم وسائل كثيرة يمكن أن تخترعها العقول لاحصر لها مبررة للغايات وهذا ليس بجيد ، بل هذا باطل بل يشترط أن تكون الوسيلة مأذوناً بها أصلاً ثم يحكم عليها بالحكم على الغاية إن كانت الغاية مستحبة صارت الوسيلة مستحبة وإن كانت الغاية واجبة صارت الوسيلة واجبة.))
2-العبادات التي ذكرتها أمر مطلوب شرعا لكن تخصيص يوم معين لها على سائر الأيام وجعله عيدا يعود كل سنة يعتبر بدعة بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم نهانا أن نخصص يوم الجمعة بصيام أو قيام مع أن الصيام والقيام من العبادات.
إن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة حسنة فلا وجه لإنكاره، بل هو جدير بأن يسمى سنة حسنة لأنه من جملة ما شمله قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شىء" وإن كان الحديث واردًا في سبب معين وهو أن جماعة أدقع بهم الفقر جاؤوا إلى رسول الله وهم يلبسون النِّمار مجتبيها أي خارقي وسطها، فأمر الرسول بالصدقة فاجتمع لهم شىء كثير فسرّ رسول الله لذلك فقال: "من سنَّ في الإسلام ..." الحديث.
فلا ضيرإن احتفلنا به صلى الله عليه سلم بالوقوف عند محطات من سيرته العطرة ...
مهاجر إلى الله
2009-03-09, 08:27
إن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة حسنة فلا وجه لإنكاره !!!!!!!،
عجيب منك هذا القطع وكأن المولد أمر ثابت بالشرع من غير خلاف فيه.......
وأعجب منه أن هناك في الدين بدعة حسنة ...وهذا مناف لقوله عليه الصلاة والسلام {{ كل بدعة ضلالة}} وكل تفيد العموم.....
بل هو جدير بأن يسمى سنة حسنة لأنه من جملة ما شمله قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شىء"
اتقوا الله في كلام رسول الله اتقوا الله ولا تفسروا الحديث على أهوائكم وما تميلون اليه.....و إن كنتم ترون ان الحديث دليل على جواز المولد فلدي سؤال بسيط حوله أرجئه في الأخيربعد ردكم........
وأورد هنا كلام العلامة الشاطبي المالكي في كتابه النفيس " الاعتصام " وهو يرد على من استدل بهذا الحديث على استحسان البدع "
قال :
أما الوجه الأول : وهو قوله صلى الله عليه وسلم :
[ من سن سنة حسنة ] الحديث فليس المراد به الاختراع البتة وإلا لزم من ذلك التعارض بين الأدلة القطعية ـ إن زعم مورد السؤال أن ما ذكره من الدليل مقطوع به فإن زعم أنه مظنون فما تقدم من الدليل على ذم البدع مقطوع به فيلزم التعارض بين القطعي والظني والاتفاق من المحققين ولكن فيه بحثا ـ أو نظرا ـ من وجهين :
أحدهما : أنه يقال : إنه من قبيل المتعارضين إذ تقدم اولا أن أدلة الذم تكرر عمومها في أحاديث كثيرة من غير تخصيص وإذا تعارضت أدلة العموم والتخصيص لم يقبل بعد ذلك التخصيص
والثاني : على التنزل لفقد التعارض فليس المراد بالحديث الاستنان بمعنى الاختراع وإنما المراد به العمل بما ثبت من السنة النبوية وذلك لوجهين :
أحدهما : أن السبب الذي جاء لأجله الحديث هو الصدقة المشروعة بدليل ما في الصحيح من حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنهما قال :
[ كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر النهار فجاءه قوم حفاة عراة مجتابي النمار ـ أو العباء ـ متقلدي السيوف عامتهم مضر بل كلهم من مضر فتعمر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رآهم من الفاقة فدخل ثم خرج فأمر بلالا فأذن وأقام فصلى ثم خطب فقال :
{ يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة } والآية التي في سورة الحشر : { اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد } تصدق رجل من ديناره من درهمه من ثوبه من صاع بره من صاع تمره حتى قال : ولو بشق تمرة قال : فجاءه رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها بل قد عجزت قال : ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كأنه مذهبة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء ]
فتأملوا أين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سن سنة سيئة ؟ تجدوا ذلك فيمن عمل بمقتضى المذكور على أبلغ ما يقدر عليه حتى بتلك الصرة فانفتح بسببه باب الصدقة على الوجه الأبلغ فسر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قال : [ من سنة في الإسلام سنة حسنة ] الحديث فدل على أن السنة ها هنا مثل ما فعل ذلك الصحابي وهو العمل بما ثبت كونه سنة وأن الحديث مطابق لقوله في الحديث الآخر : [ من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي ـ الحديث إلى قوله ـ ومن ابتدع بدعة ضلالة ] فجعل مقابل تلك السنة الابتداع فظهر أن السنة الحسنة ليست بمبتدعة وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم : [ ومن أحيا سنتي فقد أحبني ]
ووجه ذلك في الحديث الأول ظاهر لأنه صلى الله عليه وسلم لما مضى على الصدقة أولا ثم جاء ذلك الأنصاري بما جاء به فانثال بعده العطاء إلى الكفاية فكأنها كانت سنة أيقظها رضي الله تعالى عنه بفعله فليس معناه من اخترع سنة وابتدعها ولم تكن ثابتة
[ الاعتصام 1/ 133]
فلا ضيرإن احتفلنا به صلى الله عليه سلم بالوقوف عند محطات من سيرته العطرة ...شنشنة نعرفها من أخزم ونفس الحجج المطاطة التي تلاك هنا وهناك.....
كنا بانتظار حجج شرعية وأدلة صحيحة ثابتة لا تقبل التفنيد....ولكنه كالعادة كلام عاطفي وآراء عقلية لا تسمن ولا تغني من جوع......
والله ولي التوفيق
الشاعر17
2009-03-09, 10:29
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ المكنى بجمال يبدو انك لم تفهم كلامي وان كنت أرى انه كتب بلفظ عربي هو أقرب الى حديث العامة
انا لم أبرر العمل ولا يوجد في كلامي ما يشير الى أدنى من ذلك
وعليه ساشرح لك ما أردت ان اقوله لك بالعامية لعلك ان تستوعبه من جديد حتى لا نقع في الالتباس بين الأصل والقياس
هناك جملة شرطية مفادها
إذا كان ولا بد ... اظن هذا مفهوم ...
وهناك جواب شرط
وهو ما أشرت إليه من جملة تلك النصائح بخصوص ما ينبغي إذا اقتضى الامر ذلك
فالاحتفال بالمولد ليس امرا حادثا بل هو ما اعتاده الناس وأشربوه في نفوسهم وليس من اليسير أن يتخلى عنه الناس بهذه السهولة
بل ربما يتطلب الامر توعية كبيرة وصبرا اطول
فالامر واقع لا محالة شئنا ام ابينا
فماذا عسانا نعمل نلبس المسوح والسواد ونندب حظنا ام نواجه الناس بالعصي والحجارة والشغب ولعلك من اكثر الناس دعوة الى نبذ العنف
ثم هذا الاحتفال يتخذ شكلا رسميا وقانونيا تتبناه الدولة بجميع هياكلها وترى فيه مصلحة لا تراها انت لقصور فهمك وقلة خبرتك بواقع الناس
فلما نظرت الى كل هذه المعطيات قلت :
إذا كان ولا بد .....
يعني بالعامية مثل ما يقال عندنا
كي تكمل وما نلقاوش واش نديرو نحاول نخمو في رأي زين ومليح
أظن هذي ساهلة ما هيش صعيبة
وعليه يحاول أي شاب ما دام لا يقدر ان يدفع هذا الامر حتى في بيتهم يحاول كل شاب مسلم ان يجد طريقة مثل ان تجتمع الاسرة على التذكير
بسيرة المصطفى وعدم ترك الحبل على الغارب للجهال في الاسر فيتخذ الاحتفال شكلا من تلك الاشكال التي فيها مشابهة لاعياد الكفار
وربما مع تكرار الامر يستطيع ان يمرر ذلك الشاب الطيب فرصة حتى يستطيع ان يقنع خاصته ومن يليه من أهله بالامر فيترك الامر بالكلية
ولنا في تحريم الخمر بالتدرج أسوة حسنة
لا تقل لي بعد هذا انك لم تفهم
سأظطر الى ان أسجل لك مداخلتي بالصوت وأرسلها لك
مفهوم يا ابني
أبو سمير
2009-03-09, 11:02
أرى أنه كلما حانت مناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ، تجد الوهابية (الصهيونية) وأزلامها تكشر عن أنيابها وتشرع في الفتاوى التي ملها الناس والتي هي نسخة غير مصادق عليها وفي كل المنتديات ، فتخلط بين البدعة في الدين وهي المذمومة والتي يحرم الاتيان بها لأنها من اختصاص الشرع وحده وبين البدعة الحسنة التي تقرب إلى الله وتحبب في رسوله وفي سيرته ، وإذا رجعنا إلى التاريخ نجد قرونا من الزمن والمسلمون يحتفلون بالمولد فهل هؤلاء كلهم ضالون إلا الوهابية وازلامها الذين جاؤوا بفتح جديد ، فالنقاش في هذا الموضوع ممل وسخيف ولا يستحق أن يرد عليه فالببغاء تبقى ببغاء ، والمسلمون في حاجة إلى تقوية الايمان ليواجهوا أعداء الله الذين يتربصون بنا وبنبينا.
مهاجر إلى الله
2009-03-09, 13:11
فالاحتفال بالمولد ليس امرا حادثا بل هو ما اعتاده الناس وأشربوه في نفوسهم
!!!!!!!!!
ربما زلت لوحة مفاتيحك أخي الشاعر.....
لو لم يكن حادثا لم يكن كل هذا الخلاف والنزاع......بل هو حادث ومن شر المحدثات التي ألصقت بالدين تدليسا وتلبيسا
قال عليه الصلاة والسلام {{ من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد}}
وقوله {{ وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة}}
وقانا الله واياكم شر المحدثات
مهاجر إلى الله
2009-03-09, 13:28
أرى أنه كلما حانت مناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ، تجد الوهابية (الصهيونية) وأزلامها تكشر عن أنيابها وتشرع في الفتاوى التي ملها الناس والتي هي نسخة غير مصادق عليها وفي كل المنتديات .
هون عليك يا أخي.....وطلبي واضح جدا إن كانت لديك شبهة ..حجة ...دليل مقنع فتفضل.....ومع ان كلامك قذف للكرة خارج الملعب ولكن سأجيبك ولو بالقليل......
فتخلط بين البدعة في الدين وهي المذمومة والتي يحرم الاتيان بها لأنها من اختصاص الشرع وحده وبين البدعة الحسنة التي تقرب إلى الله وتحبب في رسوله وفي سيرته
للأسف كلامك هو الخلط بعينه.......الرجاء وضح لنا بمثال واحد البدعة المذمومة والتي هي من اختصاص الشرع لنقارنها بالبدعة الحسنة التي تقرب إلى الله......
ثم
كيف نحكم على بدعة انها مذمومة او حسنة ؟
بالشرع أم بالعقل ؟
وإذا رجعنا إلى التاريخ نجد قرونا من الزمن والمسلمون يحتفلون بالمولد
هل هم خير القرون يا أخي ؟
أم هو القرن الخامس وظهور الدولة الفاططمية الرافضية الخبيثة التي جاءت بأعياد واحتفالات ما انزل الله بها من سلطان ؟
فإن كان سلفك هولاء الفاطميون الخبثاء فاربع على نفسك وبئس السلف هم.....
وإن كنت تقصد بالقرون الأولى الصحابة والتابعون ومن بعدهم حتى الآئمة الأربعة فهاتوا برهانكم إن كنتم سابقون...والشرع لا يستدل عليه بفعل الناس فكيف إذا كانوا أوباش الناس
فهل هؤلاء كلهم ضالون إلا الوهابية وازلامها الذين جاؤوا بفتح جديد
بل هولاء المحتفلون هم من أتى بالجديد كبدعة المولد وغيرها...ولو تمسكوا بالقديم الذي ينادي ويدعو إليه الوهابية كما تزعمون ...لما حدث كل هذا التنازع والفتنة
والمسلمون في حاجة إلى تقوية الايمان ليواجهوا أعداء الله الذين يتربصون بنا وبنبينا
وذلك بالرجوع إلى الوحيين الصافيين ويتركوا البدع والمحدثات
والله الموفق
ليتيم الشافعي
2009-03-09, 18:38
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخى مهاجر وجزاك الله خيرا...
آه ..لو تعلم ماحصل ليلة أمس آه ثم آه ...خرجوا كبارا وصغارا صياح وصراخ مفرقعات وصواريخ هذا أصيب فى وجهه
وذاك فى رأسه.....آه ثم آه سباب وشتام .....لاإله إلا الله.....أهكذا يعظم رسول رب الأرباب ...كلا والذى بعثه بالحق...
تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم يكون بالتباعه والتمسك بسنته فى كل وقت وحال ليل نهار
دائما وأبدا......نسأل الله العافية .....اللهم إنا نبرأ مما صنع جيراننا بالأمس ...اللهم أنت تعلم بأنا ذكرنا
ونهينا وبينا ......ولاحول ولاقوة إلا بالله العظيم.
الشاعر17
2009-03-10, 12:46
بسم الله الرحمن الرحيم
المكنى مهاجر .. لا أعلم الى أين تحديدا لا يهم
لوحة مفاتيحي لم تزل بل والعبارة مقصودة ولا مقارنة بين لفظ حادث وبين أحدث الوادرة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم
فحادث التي قصدتها من الحداثة أي ليس بالامر الجديد حدوثه عن الناس واحدث التي في الحديث المذكور بمعنى احداث امر دونما مثال سابق في الشرع
وهو الموصوف بالبدعة وراجع في ذلك الاعتصام للشاطبي
ولا تتسرع في الاجابة على الاخرين حتى لا تنال صفر في الامتحان
وانا اعلم جيدا ان الاحتفال من محدثات الامور المنكرة في الشرع بل هو بدعة
وانما اردت ان اقول انه يجب ان ينظر الى واقع الناس اليوم قبل اصدار الحكام عليهم مادام الامر ليس حديث عهد او قريب من احداثه
تحب اشرحهالك بالعامية .. ام تراك فهمت مقصدي وان كنت ارى انه لا يحتاج الى كثرة توضيح فكلمة أشربو التي تلت لفظ حادث تكفي لشرح
الموضوع وانما انت تلقفت المفردة تعصبا واستعجالا وحبا في الرد لا غير فجئت على تماما كالقطر المستعجل
تنبه في المرة القادمة يا ولدي لشارات المرور
.. الساعة الان 12.44 شهية طيبة
عجيب منك هذا القطع وكأن المولد أمر ثابت بالشرع من غير خلاف فيه.......
وأعجب منه أن هناك في الدين بدعة حسنة ...وهذا مناف لقوله عليه الصلاة والسلام {{ كل بدعة ضلالة}} وكل تفيد العموم.....
اتقوا الله في كلام رسول الله اتقوا الله ولا تفسروا الحديث على أهوائكم وما تميلون اليه.....و إن كنتم ترون ان الحديث دليل على جواز المولد فلدي سؤال بسيط حوله أرجئه في الأخيربعد ردكم........
وأورد هنا كلام العلامة الشاطبي المالكي في كتابه النفيس " الاعتصام " وهو يرد على من استدل بهذا الحديث على استحسان البدع "
قال :
أما الوجه الأول : وهو قوله صلى الله عليه وسلم :
[ من سن سنة حسنة ] الحديث فليس المراد به الاختراع البتة وإلا لزم من ذلك التعارض بين الأدلة القطعية ـ إن زعم مورد السؤال أن ما ذكره من الدليل مقطوع به فإن زعم أنه مظنون فما تقدم من الدليل على ذم البدع مقطوع به فيلزم التعارض بين القطعي والظني والاتفاق من المحققين ولكن فيه بحثا ـ أو نظرا ـ من وجهين :
أحدهما : أنه يقال : إنه من قبيل المتعارضين إذ تقدم اولا أن أدلة الذم تكرر عمومها في أحاديث كثيرة من غير تخصيص وإذا تعارضت أدلة العموم والتخصيص لم يقبل بعد ذلك التخصيص
والثاني : على التنزل لفقد التعارض فليس المراد بالحديث الاستنان بمعنى الاختراع وإنما المراد به العمل بما ثبت من السنة النبوية وذلك لوجهين :
أحدهما : أن السبب الذي جاء لأجله الحديث هو الصدقة المشروعة بدليل ما في الصحيح من حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنهما قال :
[ كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر النهار فجاءه قوم حفاة عراة مجتابي النمار ـ أو العباء ـ متقلدي السيوف عامتهم مضر بل كلهم من مضر فتعمر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رآهم من الفاقة فدخل ثم خرج فأمر بلالا فأذن وأقام فصلى ثم خطب فقال :
{ يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة } والآية التي في سورة الحشر : { اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد } تصدق رجل من ديناره من درهمه من ثوبه من صاع بره من صاع تمره حتى قال : ولو بشق تمرة قال : فجاءه رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها بل قد عجزت قال : ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كأنه مذهبة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء ]
فتأملوا أين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سن سنة سيئة ؟ تجدوا ذلك فيمن عمل بمقتضى المذكور على أبلغ ما يقدر عليه حتى بتلك الصرة فانفتح بسببه باب الصدقة على الوجه الأبلغ فسر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قال : [ من سنة في الإسلام سنة حسنة ] الحديث فدل على أن السنة ها هنا مثل ما فعل ذلك الصحابي وهو العمل بما ثبت كونه سنة وأن الحديث مطابق لقوله في الحديث الآخر : [ من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي ـ الحديث إلى قوله ـ ومن ابتدع بدعة ضلالة ] فجعل مقابل تلك السنة الابتداع فظهر أن السنة الحسنة ليست بمبتدعة وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم : [ ومن أحيا سنتي فقد أحبني ]
ووجه ذلك في الحديث الأول ظاهر لأنه صلى الله عليه وسلم لما مضى على الصدقة أولا ثم جاء ذلك الأنصاري بما جاء به فانثال بعده العطاء إلى الكفاية فكأنها كانت سنة أيقظها رضي الله تعالى عنه بفعله فليس معناه من اخترع سنة وابتدعها ولم تكن ثابتة
[ الاعتصام 1/ 133]
شنشنة نعرفها من أخزم ونفس الحجج المطاطة التي تلاك هنا وهناك.....
كنا بانتظار حجج شرعية وأدلة صحيحة ثابتة لا تقبل التفنيد....ولكنه كالعادة كلام عاطفي وآراء عقلية لا تسمن ولا تغني من جوع......
والله ولي التوفيق
أختصر كلامك لأقول يكفيه صلى الله عليه وسلم أنه كان يصوم يوم الإثنين وصومه يوم مولده سنة فهل نستكثر عليه صلى الله عليه وسلم الإحتفال بهذا اليوم؟
احتفلت بميلاده بالاستماع الى درس الشيخ صفوت حجاري في قناتنا اليتيمة كان رائعا
أوا تعرف كيف احتفلت النسوة في منطقتنا غليزااااااان؟؟؟ ..بعيدا عن تلك البدع المتوارثة كالرقص والمفرقعات و وووووووو التي واضح أنها بدع بديهيا
اجتمعت الناس في المسجد لتدارس القرآن على شكل مسابقات و وقفوا عند أهم محطات حياته وكيف كان الرسول القدوة أبا وأخا وزوجا وعما........
وان لم يأت دليلا شرعيا على سنية الإحتفال به يكفي أن نفتخر بأنه من عرفنا وعاداتنا التي تميزنا كشعب مسلم
والله ولي التوفيق
و كما يقول الامام البصيري رحمه الله تعالى في همزيته المشهورة:
كيف ترقى رقيك الأنبياء يا سماء ما طاولتها سماء
لم يساووك في علاك وقد حال سنا منك دونهم وسناء
أنت مصباح كل فضل فما تصدر إلا عن ضوئك الأضواء
ما مضت فترة من الرسل إلا بشرت قومها بك الأنبياء
وبدا للوجود منك كريم من كريم آباؤه كرماء
حبذا عقد سؤدد وفخار أنت فيه اليتيمة العصماء
ومحيا كالشمس منك مضيء أسفرت عنه ليلة غراء
ليلة المولد الذي كان للدين سرور بيومه وازدهار
وتوالت بشرى الهواتف أن قد ولد المصطفى وحق الهناء
فهنيئا به لآمنة الفضل الذي شرفت به حواء
يوم نالت بوضعه ابنة وهب من فخار ما لم تنله النساء
وأتت قومها بأفضل مما حملت قبل مريم العذراء
شمتته الأملاك إذ وضعته وشفتنا بقولها الشفاء
رافعا رأسه وفي ذلك الرفع إلى كل سؤدد إيماء
رامقا طرفه السماء ومرمى عين من شأنه العلو العلاء
وتدلت زهر النجوم إليه فأضاءت بضوئها الأرجاء
السلام عليكم
اولا التحدث عن البدعة كلها ضلالة هذا من الاخطاء التي يوقع فيها كثيرا من الناس و الاسف ينقاد الكثير وراء هذا القول و ما هذه الا بدعة اتى بها هؤلاء ( اي اعتبار كل شيء جديد بدعة ) فالمعروف عندنا و هو من قول المصطفى صلى الله عليه و سلم من سن سنة حسنة فله اجرهاو اجر من عمل بها الى يوم القيامة و هنا يدخل الاحتفال بمولده عليه الصلاة و السلام كسنة حسنة و المعروف انه كان يصوم يوم الاثنين الانه فيه ولد و فيه بعث اليس هذا احتفال ( الصيام ) فالاحتفال عندنا هو التقرب الى الله بعبادة فتارة تكون الاكثار من النوافل و تارة ذكر الله و تارة مدح الرسول صلى الله عليه و سلم و التصدق و.....اذن البدعة هنا هو ايقاف السنة الحسنة من طرف هؤلاء و هذا هو الجمود الفكري المعروف عنهم .
علماء الجزائر والمولد النبوي الشريف
ليلة مولده خير من ليلة القدر
لا يزال أهل العلم والصلاح في الجزائر يحتفلون بمولده صلى الله عليه وسلم ويؤلفون في ذلك المؤلفات والتصانيف، وقد ألف الإمام ابن مرزوق كتابا سماه ''جنا الجنتين في شرف الليلتين'' ذهب فيه إلى تفضيل ليلة مولده صلى الله عليه وسلم على ليلة القدر.
احتج لما ذهب إليه بإحدى وعشرين وجها من جملة الأدلة قوله:
ـ إن ليلة المولد ليلة ظهوره صلى الله عليه وسلم وليلة القدر معطاة له، وما شرف بظهوره ذات المشرف أشرف مما شرف بسبب ما أعطيه، وليلة القدر شرفت بنزول الملائكة فيها وليلة المولد شرفت بظهور النبي صلى الله عليه وسلم فيها ـ ومن شرفت به ليلة المولد أفضل ممن شرفت بهم ليلة القدر على الأصح ـ ثم قال ـ اعلم أن الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعينها لا ينبغي أن يختلف في تفضيلها على كل ليلة من الليالي على الإطلاق، باعتبار الواقع فيها، وإنما الكلام في تفضيل ما وافقها من ليالي السنة وهذا هو الذي ينظر فيه مع ليلة القدر. ولمن يرغب في التفاصيل مراجعة كتاب ـ المعيار المعرب ـ للإمام الونشريسي الجزائري ج 11 ص 280 ـ .289
أما الإمام الونشريسي نفسه فيصف المولد النبوي الشريف في معياره ج 8 ص 255 ''هو موسم عظيم عند أهل ملة الإسلام يعتنون به في الحواضر تعظيما لنبينا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم''. اهـ
أما شيخ الإسلام الإمام المحدث العربي التباني العالم الجزائري الذي ظل خمسين سنة وهو ينشر العلم الصحيح بالحرم المكي الشريف فيقول في كتابه ـ التوسل بالنبي وبالصالحين ـ ص 113 ''عمل المولد وإن حدث بعد السلف الصالح ليس فيه مخالفة لكتاب الله ولا لسنة رسوله صلى الله تعالى عليه وسلم ولا لإجماع المسلمين، فلا يقول من له مسكة من عقل ودين بأنه مذموم فضلا عن كونه منكرا عظيما، وكون السلف الصالح لم يفعلوه صحيحا، ولكنه ليس بدليل وإنما هو عدم دليل، ويستقيم الدليل على كونه ممنوعا أو منكرا لو نهى الله تعالى عنه في كتابه العزيز أو نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته الصحيحة، ولم ينه عنه فيهما..'' اهـ
ـ راجع أيضا كتابه براءة الأشعريين من عقائد المخالفين، الذي طبعه باسم ابن مرزوق ـ خوفا على نفسه من بطش ''الحشوية''.
أما الإمام المصلح المجدد ابن باديس مفسر القرآن، فكان يغتنم ذكرى المولد النبوي الشريف ليذكر الناس بشمائل المصطفى وسننه التي اندرست يقول في خطبة ألقاها بمناسبة المولد ''...لسنا وحدنا في هذا الموقف الشريف لإحياء هذه الذكرى العظيمة، بل يشاركنا فيها البشر في أقطار المعمورة كلهم تخفق أفئدتهم فرحا وسرورا وتخضع أرواحهم إجلالا وتعظيما لمولد سيد العالمين. بل تشاركنا في موقفنا هذا الإنسانية كلها، وإذا لم يكن بلسان مقالها فبلسان حالها. ما الداعي إلى إحياء هذه الذكرى؟ المحبة لصاحبها، فالشيء يحب لحسنه أو لإحسانه، وصاحب هذه الذكرى قد جمع على أكمل وجه بينهما ـ ثم يضيف هذا الإمام الجليل فيقول ـ هذه المحبة تدعونا إلى تجديد ذكرى مولده في كل عام/. ما الغاية من تجديد هذه الذكرى؟ استثمار هذه المحبة.. إن محبتنا فيه تجعلنا نحب كل خلق من أخلاقه وكل عمل من أعماله..
ففي ذكريات مولده نذكر من أخلاقه لا من أعماله ما يزيدنا فيه محبة ويحملنا على الاقتداء به، فنستثمر تلك المحبة بالهداية في أنفسنا ونشرها في غيرنا.. تلك الهداية التي لا يجد العالم سعادة حقة إلا إذا تمسك بها.. اهـ
جمعية العلماء المسلمين تحتج على حكومة مراكش
لم تكتف جمعية العلماء المسلمين بقيادة الإمام ابن باديس بإحياء المولد النبوي الشريف، بل أعلنت عن غضبها واحتجاجها لما أقدمت الحكومة الفرنسية الاستعمارية على منع المسلمين بمدينة مراكش المغربية من إقامة الاحتفال. جاء في نص برقية الاحتجاج ما يلي:
وزير الخارجية بباريس والمقيم العام بالرباط،
إن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تحتج بكل شدة وبالنيابة عن كافة المسلمين ضد منع الاحتفالات التي نوى إقامتها مسلمو مراكش بمناسبة موسم المولد النبوي الشريف وتعتبر هذا المنع اعتداء فادحا على الحرية الدينية وعلى شرف مسلمي المغرب الأقصى والعالم بأسره، وتعلمكم بأن تكرار حادث من هذا القبيل يقضي على عواطف المسلمين بلا استثناء نحو دولة فرنسا.
إمضاء: عبد الحميد بن باديس
هذا هو ابن باديس في صورته الحقيقية الناصعة لا يحتفل بالمولد فقط، بل يندد بالاستعمار الذي يمنعه ويهدد الحكومة الفرنسية إن كررت المنع يعتبر منع الاحتفال بالمولد اعتداء فادحا على شرف مسلمي العالم بأسره!!
أما الشيخ العلامة طاهر آيت علجات فيقول ''نحن في أشد الحاجة اليوم كما في الأمس إلى نشر سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام وعمارة المساجد بتلاوة سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام وبيان أخلاقه وسلوكه ونشر سيرته العطرة والتمسك بأخلاقه والاقتداء بسيرته في أفراحنا واجتماعاتنا وفي مدارسنا ليكون ذلك عونا في هذا الوقت العصيب''. اهـ
فإذا ذهبنا إلى الإمام الشيخ شارف مفتي المالكية بالعاصمة، نجده يقول ''الاحتفال بالمولد النبوي الشريف جائز إذا انتفت المحرمات التي تصاحب هذاالاحتفال، ثم احتج بفتوى لسعيد حوى مقرا لها جاء فيها ''والذي نقوله: أن يعتمد شهر المولد كمناسبة يذكر بها المسلمون بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وشمائله، فذلك لا حرج وأن يعتمد شهر المولد كشهر تهيج فيه عواطف المحبة نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم فذلك لا حرج فيه، وأن يعتمد شهر المولد كشهر يكثر فيه الحديث عن شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم فذلك لا حرج فيه... اهـ
أما فضيلة الشيخ العلامة المبتسم محمد شريف قاهر فيقول ''حبنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم جعلنا نستبشر ونفرح بهذا الشهر المبارك، والعائلات الجزائرية المسلمة تحتفل وخاصة في ليلة المولد النبوي الشريف، فتوقد الشموع وتشتري ''الوزيعة'' والناس كلهم يفرحون بهذا اليوم، فالإنسان ينبغي أن يشكر نعمة الله تبارك وتعالى عليه وما أكثر نعم الله، ولعل أعظم نعمة بالنسبة إلينا أن جعلنا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ولعل من نعم الله تبارك وتعالى أن جعلنا نستشفع برسول الله صلى الله عليه وسلم ونتمسك بسنته وبشريعته، ودائما نحترم من كان يتسمى بمحمد كما ذكر القاضي عياض في كتابه ''الشفا'' ونحتفل بهذا اليوم السعيد، ونذكر أبناءنا وبناتنا بحياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكيف نشأ وكيف تربى ونجعل الأولاد يفرحون ويسألون الأمهات والجدات والآباء والإخوان عن اليوم الذي ولد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقتدون بسيرته العطرة. انتهى.
هذه عينة من رأي علمائنا الفطاحل الجزائريين الذين ملأوا الدنيا علما وصلاحا. ولو رحنا نجمع كل ما قاله علماؤنا لملأنا المجلدات الطوال.
هذا رأي الإمام، ابن مرزوق التلمساني والإمام الونشريسي وشيخ الإسلام العربي التباني ومفتي المالكية الشيخ شارف والإمام محمد شريف قاهر وغيرهم كثير كلهم مجمعون على تعظيم ليلة مولده صلى الله عليه وسلم، منكرين للمخالفات الشرعية التي أحدثها الجهال في هذه الليلة يفرقون بين الليلة وما يقع فيها، ولنا أن نعجب كيف نترك فتاوى علمائنا الأجلاء لصالح فتاوى البدعة والغلو والتشدد التي لم تجن منها الأمة الجزائرية إلا مزيدا من التعصب والتشرذم.
أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا حشوي المجامع
الشيخ شمس الدين -جريدة الخبر بتاريخ 08 مارس 2009
01 algeroi
2009-03-11, 17:58
أختصر كلامك لأقول يكفيه صلى الله عليه وسلم أنه كان يصوم يوم الإثنين وصومه يوم مولده سنة فهل نستكثر عليه صلى الله عليه وسلم الإحتفال بهذا اليوم؟
احتفلت بميلاده بالاستماع الى درس الشيخ صفوت حجاري في قناتنا اليتيمة كان رائعا
أوا تعرف كيف احتفلت النسوة في منطقتنا غليزااااااان؟؟؟ ..بعيدا عن تلك البدع المتوارثة كالرقص والمفرقعات و وووووووو التي واضح أنها بدع بديهيا
اجتمعت الناس في المسجد لتدارس القرآن على شكل مسابقات و وقفوا عند أهم محطات حياته وكيف كان الرسول القدوة أبا وأخا وزوجا وعما........
وان لم يأت دليلا شرعيا على سنية الإحتفال به يكفي أن نفتخر بأنه من عرفنا وعاداتنا التي تميزنا كشعب مسلم
والله ولي التوفيق
اختي الكريمة : احتجاجك بتعليل النبي صلى الله عليه وسلم لصيام الاثنين بأنه يوم ولد فيه لا دلالة له على محل النزاع ذلك اننا نتفق واياكم على سنية صيام يوم الاثنين من كل اسبوع ونفارقكم في تخصيصكم ليوم 12 ربيع الاول بشئ من الاحتفال او الاحتفاء ذلك انها زيادة عمل تستوجب زيادة دليل ولا يكفي في مثلها التعلق بمثل ذلك الحديث الذي نتفق واياكم على العمل به وفق دلالته الشرعية
وتفارقوننا في اختراع دلالة جديدة لم يعرفها النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه ذلك أن :((المتقرر عند أهل العلم أن شرعية الأصل لا تستلزم شرعية الوصف ، فحبه صلى الله عليه وسلم فرض عين على كل أحد ، فيجب على كل مسلم أن يقدم محبة الله ورسوله على نفسه وولده ووالده والناس أجمعين ، إلا أن التعبير عن هذه المحبة ليس مفتوحا أمام الأهواء والشهوات والاستحسانات وما تهواه العقول وتمليه الشياطين بل التعبير عن هذه المحبة إنما هو بالإتباع لا بالابتداع قال تعالى " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله .... الآية " فعلامة محبته هي إتباعه ، ويا لله العجب إن الذين يحتفلون بمولده تجدهم من أبعد الناس عن سنته وشريعته ، فالدول التي تحتفل بمولده هي أصلا قد رفضت تحكيم شريعته التي جاء بها واستبدلتها بقوانين الشرق والغرب وتجد في الاحتفال بمولده الاختلاط والسفور والتبرج وتضييع الصلوات وآلات الملاهي ورقص النساء مع الرجال والقصائد الشركية وغير ذلك من المخالفات لشريعته صلى الله عليه وسلم , فلو كانوا صادقين في دعوى محبته لاتبعوه لو كانوا يعقلون ويفقهون , إذا فليس كل واحد يجوز له أن يعبر عن محبته بما يريد , بل التعبير عن هذه المحبة توقيفي على النص وقد ورد النص بأن محبته تقتضي الإيمان به وطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر وتصديقه فيما أخبر وأن لا يعبد لله تعالى إلا بما شرع وتقديم قوله على قول كل أحد وكثرة الصلاة والسلام عليه وتقديم محبته على محبة كل أحد , والاعتقاد بأنه أفضل الخلق وأنه صاحب المقام المحمود والحوض المورود وتحكيم شريعته ورفض ما خالفها من القوانين الأرضية , والجهاد في نشر دينه ونصر سنته وتعليمها للعامة والخاصة , وموالاته ونصرته وغير ذلك من مقتضيات محبته , وأما ما يفعل في ليلة المولد فإنه إعلان صريح على بغضه ومحاربته ولو زعم المحتفلون أنهم يحبونه , والمقصود أن محبته صلى الله عليه وسلم مبناها على الهدى والإتباع لا على الهوى والابتداع . .)) الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله في الفرع الحادي عشر من كتابه ((نصر الشرعة بقمع البدعة)) واللهأعلم
فائدة :
يقول العلامة الشاطبي رحمه الله في بيان بعض مآخذ أهل البدع في الاستدلال
((تحريف الأدلة عن مواضعها:
بأن يرِد الدليل على مناط فيصرف عن ذلك المناط إلى أمر آخر موهماً أن المناطين واحد، وهو من خفيات تحريف الكلم عن مواضعه والعياذ بالله، ويغلب على الظن أن من أقر بالإسلام، ويذم تحريف الكلم عن مواضعه، لا يلجأُ إليه صراحاً إلا مع اشتباهٍ يعرض له، أو جهل يصده عن الحق، مع هوى يعميه عن أخذ الدليل مأخذه، فيكون بذلك السبب مبتدعاً.
وبيان ذلك أن الدليل الشرعي إذا اقتضى أمراً في الجملة مما يتعلق بالعبادات ـ مثلاً ـ فأتى به المكلف في الجملة أيضاً، كذكر اللّه والدعاء والنوافل المسبحات وما أشبهها مما يعلم من الشارع فيها التوسعة. كان الدليل عاضداً لعلمه من جهتين: من جهة معناه، ومن جهة عمل السلف الصالح به، فإن أتى المكلف في ذلك الأمر بكيفية مخصوصة، أو زمان مخصوص، أو مكان مخصوص، أو مقارناً لعبادة مخصوصة، والتزم ذلك بحيث صار متخيلاً أن الكيفية، أو الزمان، أو المكان، مقصود شرعاً من غير أن يدل الدليل عليه، كان الدليل بمعزل عن ذلك المعنى المستدل عليه.
فإذا ندب الشرع مثلاً إلى ذكر الله فالتزم قوم الاجتماع عليه على لسان واحد وبصوت أو في وقت معلوم مخصوص عن سائر الأوقات ـ لم يكن في ندب الشرع ما يدل على هذا التخصيص الملتزم، بل فيه ما يدل على خلافه، لأن التزام الأُمور غير اللازمة شرعاً شأنها أن تفهم التشريع، وخصوصاً مع من يقتدي به في مجامع الناس كالمساجد.))
01 algeroi
2009-03-11, 18:34
علماء الجزائر والمولد النبوي الشريف
[b]الشيخ شمس الدين -جريدة الخبر بتاريخ 08 مارس 2009
يقول العلامة ابن رجب رحمه الله : (( ولما كثر اختلاف الناس في مسائل الدين ، وكثر تفرقهم ، كثر بسبب ذلك تباغضهم وتلاعنهم ، وكل منهم يظهر أنه يبغض لله ، وقد يكون في نفس الأمر معذوراً ، وقد لا يكون معذوراً ، بل يكون متبعاً لهواه مقصراً في البحث عن معرفة ما يبغض عليه ، فإن كثيراً من البغض إنما يقع لمخالفة متبوع يظن أنه لا يقول إلا الحق ، وهذا الظن خطأ قطعاً ، وإن أريد أنه لا يقول إلا الحق فيما خولف فيه . وهذا الظن قد يخطئ ويصيب . وقد يكون الحامل على الميل إليه مجرّد الهوى والألفة، أو العبادة، وكل هذا يقدح في أن يكون هذا البغض لله .فالواجب على المؤمن أن ينصح لنفسه ، ويتحرز في هذا غاية التحرز . وما أشكل منه فلا يدخل نفسه فيه خشية أن يقع فيما نهى عنه من البغض المحرّم. [color="red"][size="7"]وههنا أمر خفي ينبغي التفطن له، وهو أن كثيراً من أئمة الدين قد يقول قولاً مرجوحاً ، ويكون مجتهداً فيه مأجوراً على اجتهاده فيه . موضوعاً عنه خطؤه فيه، ولا يكون المنتصر لمقالته تلك بمنزلته في هذه الدرجة ، لأنه قد لا ينتصر لهذا القول إلا لكون متبوعه قد قاله ، بحيث لو أنه قد قاله غيره من أئمة الدين لما قبله ، ولا انتصر له، ولا والى من يوافقه ، ولا عادى من يخالفه ، ولا هو مع هذا يظن أنه إنما انتصر للحق بمنزلة متبوعه . وليس كذلك ، فإن متبوعه إنما كان قصده الانتصار للحق، وإن أخطأ في اجتهاده . وأما هذا التابع فقد شاب انتصاره لما يظنه أنه الحق، إرادة علو متبوعه ، وظهور كلمته ، وأنه لا ينسب إلى الخطأ ، وهذه دسيسة تقدح في قصده الانتصار للحق ، فافهم هذا فإنه مهم عظيم ))
اختي الكريمة : احتجاجك بتعليل النبي صلى الله عليه وسلم لصيام الاثنين بأنه يوم ولد فيه لا دلالة له على محل النزاع ذلك اننا نتفق واياكم على سنية صيام يوم الاثنين من كل اسبوع ونفارقكم في تخصيصكم ليوم 12 ربيع الاول بشئ من الاحتفال او الاحتفاء ذلك انها زيادة عمل تستوجب زيادة دليل ولا يكفي في مثلها التعلق بمثل ذلك الحديث الذي نتفق واياكم على العمل به وفق دلالته الشرعية
وتفارقوننا في اختراع دلالة جديدة لم يعرفها النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه ذلك أن :((المتقرر عند أهل العلم أن شرعية الأصل لا تستلزم شرعية الوصف ، فحبه صلى الله عليه وسلم فرض عين على كل أحد ، فيجب على كل مسلم أن يقدم محبة الله ورسوله على نفسه وولده ووالده والناس أجمعين ، إلا أن التعبير عن هذه المحبة ليس مفتوحا أمام الأهواء والشهوات والاستحسانات وما تهواه العقول وتمليه الشياطين بل التعبير عن هذه المحبة إنما هو بالإتباع لا بالابتداع قال تعالى " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله .... الآية " فعلامة محبته هي إتباعه ، ويا لله العجب إن الذين يحتفلون بمولده تجدهم من أبعد الناس عن سنته وشريعته ، فالدول التي تحتفل بمولده هي أصلا قد رفضت تحكيم شريعته التي جاء بها واستبدلتها بقوانين الشرق والغرب وتجد في الاحتفال بمولده الاختلاط والسفور والتبرج وتضييع الصلوات وآلات الملاهي ورقص النساء مع الرجال والقصائد الشركية وغير ذلك من المخالفات لشريعته صلى الله عليه وسلم , فلو كانوا صادقين في دعوى محبته لاتبعوه لو كانوا يعقلون ويفقهون , إذا فليس كل واحد يجوز له أن يعبر عن محبته بما يريد , بل التعبير عن هذه المحبة توقيفي على النص وقد ورد النص بأن محبته تقتضي الإيمان به وطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر وتصديقه فيما أخبر وأن لا يعبد لله تعالى إلا بما شرع وتقديم قوله على قول كل أحد وكثرة الصلاة والسلام عليه وتقديم محبته على محبة كل أحد , والاعتقاد بأنه أفضل الخلق وأنه صاحب المقام المحمود والحوض المورود وتحكيم شريعته ورفض ما خالفها من القوانين الأرضية , والجهاد في نشر دينه ونصر سنته وتعليمها للعامة والخاصة , وموالاته ونصرته وغير ذلك من مقتضيات محبته , وأما ما يفعل في ليلة المولد فإنه إعلان صريح على بغضه ومحاربته ولو زعم المحتفلون أنهم يحبونه , والمقصود أن محبته صلى الله عليه وسلم مبناها على الهدى والإتباع لا على الهوى والابتداع . .)) الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله في الفرع الحادي عشر من كتابه ((نصر الشرعة بقمع البدعة)) واللهأعلم
فائدة :
يقول العلامة الشاطبي رحمه الله في بيان بعض مآخذ أهل البدع في الاستدلال
((تحريف الأدلة عن مواضعها:
بأن يرِد الدليل على مناط فيصرف عن ذلك المناط إلى أمر آخر موهماً أن المناطين واحد، وهو من خفيات تحريف الكلم عن مواضعه والعياذ بالله، ويغلب على الظن أن من أقر بالإسلام، ويذم تحريف الكلم عن مواضعه، لا يلجأُ إليه صراحاً إلا مع اشتباهٍ يعرض له، أو جهل يصده عن الحق، مع هوى يعميه عن أخذ الدليل مأخذه، فيكون بذلك السبب مبتدعاً.
وبيان ذلك أن الدليل الشرعي إذا اقتضى أمراً في الجملة مما يتعلق بالعبادات ـ مثلاً ـ فأتى به المكلف في الجملة أيضاً، كذكر اللّه والدعاء والنوافل المسبحات وما أشبهها مما يعلم من الشارع فيها التوسعة. كان الدليل عاضداً لعلمه من جهتين: من جهة معناه، ومن جهة عمل السلف الصالح به، فإن أتى المكلف في ذلك الأمر بكيفية مخصوصة، أو زمان مخصوص، أو مكان مخصوص، أو مقارناً لعبادة مخصوصة، والتزم ذلك بحيث صار متخيلاً أن الكيفية، أو الزمان، أو المكان، مقصود شرعاً من غير أن يدل الدليل عليه، كان الدليل بمعزل عن ذلك المعنى المستدل عليه.
فإذا ندب الشرع مثلاً إلى ذكر الله فالتزم قوم الاجتماع عليه على لسان واحد وبصوت أو في وقت معلوم مخصوص عن سائر الأوقات ـ لم يكن في ندب الشرع ما يدل على هذا التخصيص الملتزم، بل فيه ما يدل على خلافه، لأن التزام الأُمور غير اللازمة شرعاً شأنها أن تفهم التشريع، وخصوصاً مع من يقتدي به في مجامع الناس كالمساجد.))
أخي الكريم الفاضل استنبطت من ردك على كلامي "أن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم بدعة في نظركم"؟؟؟
نصوم يوم الإثنين لأنه مميز فهو مولد المصطفى الذي في نفس الوقت الجدير بنا أن نحتفل به..
موافقة الشرع ومخالفته لا ينازعك فيها منازع لكن أفي حبنا لرسولنا ووقوفنا عند سيرته العطرة مخالفة؟؟ نتظر حتى نجد دليلا واضحا ؟؟؟ :o
وبدلا من الحديث عن بدعية الاحتفال بالمولد التي وان كان بدعة فلها مزايا وايجابيات أهمها تربية النشء على حب رسوله الكريم خاصة ونحن فهذا الوقت العصيب الذي أصبحت فيه قيمنا تداس بالأقدام ونحن نفك ونربط هل نحتفل أم لا ..بدلا من هذا تحدثوا وخصصوا مواصضيع لبدعية الاحتفالات التي فيها من التشبه بالغرب والانحلال الخلقي الشيء الكثير..كعيد الحب وغيره..
01 algeroi
2009-03-12, 08:52
أخي الكريم الفاضل استنبطت من ردك على كلامي "أن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم بدعة في نظركم"؟؟؟
نصوم يوم الإثنين لأنه مميز فهو مولد المصطفى الذي في نفس الوقت الجدير بنا أن نحتفل به..
موافقة الشرع ومخالفته لا ينازعك فيها منازع لكن أفي حبنا لرسولنا ووقوفنا عند سيرته العطرة مخالفة؟؟ نتظر حتى نجد دليلا واضحا ؟؟؟ :o
وبدلا من الحديث عن بدعية الاحتفال بالمولد التي وان كان بدعة فلها مزايا وايجابيات أهمها تربية النشء على حب رسوله الكريم خاصة ونحن فهذا الوقت العصيب الذي أصبحت فيه قيمنا تداس بالأقدام ونحن نفك ونربط هل نحتفل أم لا ..بدلا من هذا تحدثوا وخصصوا مواصضيع لبدعية الاحتفالات التي فيها من التشبه بالغرب والانحلال الخلقي الشيء الكثير..كعيد الحب وغيره..
أختي الفاضلة : كيف استنتجتي ذلك ؟!!! ام تراك ممن يعبر عن حبه للنبي صلى الله عليه وسلم بمخالفة هديه والدوس على سنته ومناصرة شانئيه !!! أف لهذا الحب المشوه الذي يقود المحب لمعصية حبيبه واقتفاء مواطن بغضه وسخطه .. ياله من حب هذا الذي يدفع المحب للاعراض عن سنة حبيبه وموافقة اهواء اعدائه .. هو حب لا اثر له الا على ألسنة الادعياء فقد قال ربنا عز وجل ((( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ( 31 ) قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين ( 32 ) ))
يقول العلامة ابن كثير رحمه الله في شرحه ((هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله ، وليس هو على الطريقة المحمدية فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر ، حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأحواله ، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " ولهذا قال : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) أي : يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه ، وهو محبته إياكم ، وهو أعظم من الأول ، كما قال بعض الحكماء العلماء : ليس الشأن أن تحب ، إنما الشأن أن تحب ، وقال الحسن البصري وغيره من السلف : زعم قوم أنهم يحبون الله فابتلاهم الله بهذه الآية ، فقال : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) . ))
وعليه فالواجب هو لزوم هدي النبي صلى الله عليه وسلم واقتفاء سنته واتباع هديه وهدي اصحابه رضوان الله عليهم ذلك أن ((أعظم الناس حبا له هم صحابته الكرام ، فإنه ليس ثمة فرد من أفراد الأمة أعظم حبا له من صحابته الكرام رضوان الله عليهم ومع ذلك فإنه لم يثبت عن صحابي واحد أنه احتفل بمولده صلى الله عليه وسلم ، فلو كان الاحتفال بمولده من الشرع لكان الصحابة من أحرص الناس على تطبيقه ، لكن الصحابة أجمعوا على الترك ، أي ترك هذا الاحتفال ، بل لم يخطر ببال واحد منهم أن يحتفل بمولده صلى الله عليه وسلم فدل ذلك الاتفاق على أن الاحتفال ليس من الشرع بإجماع صحابة رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا يفيدك أنه محدث وبدعة وكل إحداث في الدين فهو رد))
ولو تلاحظ -اختي- لوازم قولها لخرت من ساعتها الى الارض تذرف دموع الندم وتتضرع الى الله ان يصفح عنها طعنها في النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه ولعلمت ان قولها سيئ جدا جدا يترتب عليه اتهام النبي صلى الله عليه وسلم -وحاشاه ذلك- بخيانة الرسالة وعدم التبليغ واتهام اصحابه -وحاشاهم ذلك-بالغفلة والقصور عن فهم وادراك دلالات التشريع الى ان جاءت الاخت الفاضلة وامثالها من المتنورين ولعل هذا الامر هو الذي اشار اليه امامنا مالك رحمه الله بقوله (( ( من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً خان الرسالة لأن الله يقول: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فما لم يكن يومئذ لا يكون اليوم ديناً ) )) الى هذا الحد اتصور بأن قول اختي (لكن أفي حبنا لرسولنا ووقوفنا عند سيرته العطرة مخالفة؟؟ ) ما هو في حقيقته إلا مغالطة مفضوحة -وانزه اختى من ان تنالها الفصائح- ذلك ان محل الخلاف ليس في محبة النبي صلى الله عليه وسلم وهي عندنا حد فاصل بين الاسلام والكفر وارجوا ان لا تكون -اختي- ممن يكفر اخوانها وهم الذين يريدون لها ولغيرها الجنة ونعيمها ويخافون عليها من النار وحرها بل الخلاف في صور التعبير عن تلك المحبة التي هي سلوكات من غير معصومين لابد وان نرجع للحكم عليها الى الشرعة وقواعدها وقد تقرر ((أن الأصل عدم هذه الأحكام وأن الأصل براءة الذمة فيها وأن الأصل فيها التوقيف ، فلا يجوز لأحد كائناً من كان أن يثبت منها شيئاً إلا وعلى هذا الإثبات دليل صحيح صريح ، لأن إثبات شيء من هذه الأحكام هو من خصائص الشارع وهي من جملة حقوقه التي يجب علينا أن نوحده بها فكما أنه لا رب إلا الله ولا إله إلا هو و لا خالق ولامحيي ولا مميت إلا هو ـ جل وعلا ـ فكذلك لا حاكم إلا هو ـ جل وعلا ـ ، فمن قال : ـ هذا واجب فقل له : أين الدليل؟ لأن الأصل عدم الوجوب ومن قال هذا مستحب أو هذا محرم أو هذا مكروه أو هذا مبطل ونحو ذلك فقل له :ـ أين الدليل؟ لأن هذه الأشياء أحكام شرعية ، وإضافة الأحكام على الشريعة من باب إضافة الشيء إلى مصدر تلقيه أي أحكام لا تتلقى إلا من قبل الشارع ، فلا مدخل للعقول في إثباتها ولا مدخل للأهواء ولا للمكاشفات ولا للأذواق في إثباتها ، ولا مدخل للعادات والتقاليد ومراسيم الدول في إثباتها ولا مدخل للآراء و المنامات في إثباتها ، بل الدول كلها والأقوال كلها والمذاهب كلها.إنما توزن بميزان الكتاب والسنة فما وافقهما فهو المقبول لأنه وافقهما ومخالفهما فإنه المردود لأنه خالفهما فالأقوال توزن بالحق ولا يوزن الحق بالمذاهب , والرجال يوزنون بالحق ولايوزن الحق بالرجال فمن قال قولا ً خالف به الكتاب أوالسنة فقوله مردود عليه أياً كان قائله , والمذاهب إذا خالف المتقرر بالدليل فإنه مردود ,ولا عبرة بقول أو رائي أو مذهب أو أي شيء في الدنيا إذا كان مخالفاً للدليل , فالدليل هو الأصل وما سواه ففرع والفرع لايتقدم على أصله .والدليل هو السيد المطاع وما سواه فعبد تابع والعبد لا يتقدم على سيده , والدليل هو الميزان وما سواه فهو زون ولا ينبغي اعتماد الموزون وإهمال الميزان واعلم أنه لا نجاة ولا سعادة ولا فوز ولا صلاح ولا فلاح إلا باعتماد والدليل في كل مصادرنا ومواردنا ,فنحن تابعون للشرع ولسنا بالمتقدمين عليه بقول أو فعل معتمدين في ذلك قوله تعالى "يأيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله" فالأحكام الشرعية وقف على الأدلة الشرعية , فما أثبته الشارع منها فهو الثابت ومانفاه فهو المنفي))*
وهذه القواعد هي هي لا تغير سواء أتعلق الأمر بالموالد أم بغيرها من الاعياد الكفرية والبدعية وكلام علمائنا في هذه هو كلامهم في تلك ولست ادري ان كان هذا التجاهل لجهل ام لقصد؟ !! والعجيب ان من ينبري للدفاع عن الاعياد الحادثة البدعية هو نفسه من يدافع عن عيد الحب ورأس السنة الميلادية وغيرها وهذه كتب علمائنا ومحاضراتهم منتشرة ومشتهرة فلينظر الصادق من غيره والسلام عليكم اجمعين
فائدة أخرى عن الشاطبي رحمه الله :
فصل [من البدع الإضافية كل عمل اشتبه أمره]
ويمكن أن يدخل في البدع الإضافية كل عمل اشتبه أمره فلم يتبين أهو بدعة فينهى عنه؟ أم غير بدعة فيعمل به؟ فإنا إذا اعتبرناه بالأحكام الشرعية وجدناه من المشتبهات التي قد ندبنا إلى تركها حذراً من الوقوع في المحظور، والمحظور هنا هو العمل بالبدعة، فإذاً العامل به لا يقطع أنه عمل ببدعة، كما أنه لا يقطع أنه عمل بسنة، فصار من جهة هذا التردد غير عامل ببدعة حقيقية، ولا يقال أيضاً: إنه خارج عن العمل بها جملة.
وبيان ذلك أن النهي الوارد في المشتبهات إنما هو حماية أن يقع في ذلك الممنوع الواقع فيه الاشتباه، فإذا اختلطت الميتة بالذكية نهيناه عن الإقدام، فإن أقدم أمكن عندنا أن يكون آكلاً للميتة في الاشتباه؛ فالنهي الأَخف إذاً منصرف نحو الميتة في الاشتباه، كما انصرف إليها النهي الأشد في التحقيق.
وكذلك اختلاط الرضيعة بالأجنبية : النهي في الاشتباه منصرف إلى الرضيعة كما انصرف إليها في التحقيق، وكذلك سائر المشتبهات إنما ينصرف نهي الإقدام على المشتبه إلى خصوص الممنوع المشتبه، فإذاً الفعل الدائر بين كونه سنة أو بدعة إذا نهى عنه في باب الاشتباه نهى عن البدعة في الجملة؛ فمن أقدم على منهى عنه في باب البدعة لأنه محتمل أن يكون بدعة في نفس الأمر، فصار من هذا الوجه كالعامل بالبدعة المنهي عنها، وقد مرَّ أن البدعة الإضافية هي الواقعة ذات وجهين ـ فلذلك قيل: إن هذا القسم من قبيل البدع الإضافية، ولهذا النوع أمثلة:
(أحدها): إذا تعارضت الأدلة على المجتهد في أن العمل الفلاني مشروع يتعبد به، أو غير مشروع فلا يتعبد به، ولم يتبين له جمع بين الدليلين، أو إسقاط أحدهما بنسخ أو ترجيح أو غيرهما، فالصواب الوقوف عن الحكم رأساً، وهو الفرض في حقه.
(الثاني): إذا تعارضت الأقوال على المقلد في المسألة بعينها؛ فقال بعض العلماء: يكون العمل بدعة، وقال بعضهم: ليس ببدعة، ولم يتبين له الأرجح من العالمين بأعلمه أو غيرها؛ فحقه الوقوف والسؤال عنهما حتى يتبين له الأرجح فيميل إلى تقليده دون الآخر؛ فإن أقدم على تقليد أحدهما من غير مرجح كان حكمه حكم المجتهد إذا أقدم على العمل بأحد الدليلين من غير ترجيح، فالمثالان في المعنى واحد.
................................................
*-الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله
الشاعر70
2009-03-12, 08:53
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الكلام الطيب من الاخوة له اكثر من معنى
اولا حبهم للنبي صلى الله عليه وسلم
ثانيا تمسكهم بما هو سنة ومخالفة البدعة ولو استحسنها الناس وهذا كله من مقتضيات لا اله الا الله وهو امر محمود وبشارة خير إن شاء الله
ومع ذلك فأقول يجب ان ينظر الى الموضوع من زاوية اخرى ..
وهي ان الاحتفال بالمولد أصبح من الامور التي لا نقدر على دفعها جملة لاسباب كثيرة
تمسك الناس بها وحبهم الذي غلب على الناس وهذا ايضا امر محمود فليس من اليسير ان يأتي أيا كان بعد كل هذه القرون لينكر عليهم امرهم ولنا
في رسول الله اسوة حسنة عندما يقول لامنا عائشة
لولا ان قومك حديثو عهد بالاسلام لهدمت الكعبة ..
فلقد كان في نية رسول الله صلى الله عليه وسلم . ان يغير في شكل الكعبة ويهدما الى اساس سيدنا ابراهيم عليه السلام ولم بفعل .. لا خشية
من قومه وقد واجههم وهو مستضعف في مكة بقوله يا معشر قريش والله لقد جئتكم بالذبح
وكان يملك ان يفعل ذلك ولكنه لم يفعل
فلننظر الى الموضوع من هذه الزاوية ويحاول اهل العلم من الشباب ان يتصرفو بشيئ من العقل حول هذا الموضوع
ما جدوى ان يقوم شاب وسط مسجد والناس شيوخ وشباب يتحلقون حول امام المسجد ينظر في زاد المعاد لابن القيم رحمة الله عليه ويهم ان يشرح
لهم فصولا منه وقد قام احد الفضلاء بجلب بعض الحلويات والشاي الى المسجد فيقوم ذلك السلفي يصرخ
بدعة .. بدعة ... بدعة
ما جدوى مثل هذا التصرف هل من باب تغيير المنكر واقرار السنة ام ماذا اريد ان اعرف فقط
ولقد اوشك ان يذهب هذا السلفي في شربة ماء لولا حفظ الله فقد كان من بين الحاضرين احد الاعيان حدثته نفسه ان يطلب من هاتفه النقال رجال
الامن .. ولكن الله قدر وستر
وامام المسجد لديه توصية من الهيئات الحكومية الرسمية بإحياء هذه الليلة و تعريف الناس بسيرة المصطفى ولو تدخل الامن لاصبح هذا السلفي في عداد كتائب الخوارج في العصر
الحديث لمجرد صرخة انطلقت بلا ترو منه
بدعة .. بدعة ... ولو ذهب الى مخفر الشرطة وصفعتين واحدة على خديه الأيمن تنسيه البدعة .. وأخرى على خده الأيسر تنسيه السنة .. وثاثلة أخرى
ربما تنسيه لا اله الا الله جملة وتفصيلا .. ومن يريد ان يجادل في هذا الامر فليجرب ..
هذا فقط باختصار
01 algeroi
2009-03-12, 09:09
أخي الشاعر .. أحسن الله إليك .. حديثنا في الحكم الشرعي وليس في طرق تغير المنكر ولعل اخي يلاحظ بأن أول خطوة في تغيير المنكر
هي اقناع الناس بأنه منكر وتعليمهم بعض القواعد التي تسمح لهم تمييز المنكر عن غيره ومن ثم تعليمهم قواعد تغيير المنكر ولا اظن بان خطوة من هذه الخطوات تغني عن الاخرى اما عن الصفع وغيره فأرجوا أن يترفع اخي عن هذا الخطاب اذ لو كان اخوانه ممن يبيع الدنية في الدين لسارع -كغيره- الى حلق اللية ولبس لباس الفرنجة والسكوت عن الباطل ولرضي بالمناصب والمكاسب وكل ذلك لمصلحة الدعوة -زعموا- ولرأينا -كما سبق وان رأينا - من يدعوا الى تحكيم الشريعة بتحكيم غير الشريعة والفرق بين الدعوة السلفية وغيرها ان السلفية دعوة عامة تشمل الحاكم والمحكوم وليست دعوة انتقائية تغتنم الفرص للانقاض على الاوهام وحسب اخي ان يوفقه الله للسير في ركب الغرباء جعلني -الله -واخي منهم وما همه بعد ذلك على أي جنبيه يقبض والله هو الهادي الى سواء السبيل
وهل في احتفالنا وتقديرنا لمولد خير الأنام كل هذا؟؟ يا ألله وموافقة أهواء أعدائه"" أوا يسعد أعداؤه بهذا الإحتفال ؟؟ بل تجدهم يضجرون ؟؟ أي منطق هذا أخي قليلا من الحكمة فقط لا تحتاج لتفكير ولا لنقل ونسخ ..
.. هو حب لا اثر له الا على السنة الادعياء فقد قال ربنا عز وجل ((( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ( 31 ) قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين ( 32 ) ))
من خالف هذا ؟؟ وهل ترى في الاحتفال مخالفة ؟؟
المخالفة بالنظر على ما يترتب عن القيام بالأمر ..معك إن كنت تقصد بعض المغالاة التي نراها عند البعض منه مثل الرقص والمفرقعات وأشياء أخرى كالإختلاط يوم المولد والتبذير وووو هذا واضح يا أخانا لا أجادلك فيه لكن نحتفل بتذكر حبيبنا المصطفى تراه بدعة؟؟ نتدارس سيرته بدعة؟؟ أيعقل هذا ؟؟
حفظ الله الشيخ وحفظك أخي الفاضل ..
قلت وكررت كل يؤخد من كلامه ويترك إلا المعصوم من الخطأ صلى الله عليه وسلم
01 algeroi
2009-03-12, 14:52
وهل في احتفالنا وتقديرنا لمولد خير الأنام كل هذا؟؟ يا ألله وموافقة أهواء أعدائه"" أوا يسعد أعداؤه بهذا الإحتفال ؟؟ بل تجدهم يضجرون ؟؟ أي منطق هذا أخي قليلا من الحكمة فقط لا تحتاج لتفكير ولا لنقل ونسخ ..
.. هو حب لا اثر له الا على السنة الادعياء فقد قال ربنا عز وجل ((( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ( 31 ) قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين ( 32 ) ))
من خالف هذا ؟؟ وهل ترى في الاحتفال مخالفة ؟؟
المخالفة بالنظر على ما يترتب عن القيام بالأمر ..معك إن كنت تقصد بعض المغالاة التي نراها عند البعض منه مثل الرقص والمفرقعات وأشياء أخرى كالإختلاط يوم المولد والتبذير وووو هذا واضح يا أخانا لا أجادلك فيه لكن نحتفل بتذكر حبيبنا المصطفى تراه بدعة؟؟ نتدارس سيرته بدعة؟؟ أيعقل هذا ؟؟
حفظ الله الشيخ وحفظك أخي الفاضل ..
قلت وكررت كل يؤخد من كلامه ويترك إلا المعصوم من الخطأ صلى الله عليه وسلم
نعم .. بل فيه أكثر !! وحسب البدعة شرا أن يرفع مثلها من السنة أم تراك لا تعتبرين الاستدراك على الشريعة شيئا ؟! أما إن كان يسعد أعداءه فالأمر أظهر من ان يبحث له عن الدلائل وكونك تعجزين عن فقه هذه اللطيفة فهذا شأنك إلا إذا كنت تعتبرين إدراكك حجة على الخلق وميزانا تحاكم إليه نصوص الكتاب والسنة وحتى لا أطيل بل حتى لا تتهمين -أخاك- بالنسخ واللصق تعريضا به-كما فعلت سابقا- أكتفي بتذكيرك بأن مأخذ المشرعين من دون الله ومأخذ المبتدعة واحد وهو الاستدراك على الشرع واعتقاد قصوره وكفى بالشيطان عدوا يفرح لوقوع المسلمين في البدع ومخالفتهم لهدي نبيهم صلى الله عليه وسلم ولا أظنك ممن يجهل العربية حتى تضطري للتساؤل (من خالف هذا ؟؟ وهل ترى في الاحتفال مخالفة ؟؟) فالمخالف هو من استدرك على الشرع وخالف هدي النبي صلى الله عليه وسلم وكفى بها دليلا على عدم جواز الاحتفال الحادث المسمى بالمولد أما عن كون تخصيص تلك الليلة المزعومة ببعض الأعمال بدعة فقد تقدم شرح القاعدة- نقلا ونسخا- فلا مزيد ..
حفظ الله أختي ووفقها لاحياء السنن والبراءة من البدع و كل يؤخد من كلامه ويترك إلا المعصوم من الخطأ صلى الله عليه وسلم فلنلزم هديه ولنقتفي أثره ولا نخالفه إلى ما نهانا عنه تعصبا وغلوا في الآباء والأجداد والسلام عليكم أجمعين
السلام عليكم و رحمة الله.انا على ما اظن ان البدعة في العبادات والمولد النبوي ليس عبادة فلما هدا كله .جابلي ربي ما فيها والو خاصة كي الناس ف هداك النهار تتفكر وتتقرب الى الله وتصلي على الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام.عندكم لمحارق صح مكانش منها لانها تؤدي
جمال البليدي
2009-03-12, 15:59
السلام عليكم و رحمة الله.انا على ما اظن ان البدعة في العبادات والمولد النبوي ليس عبادة فلما هدا كله .جابلي ربي ما فيها والو خاصة كي الناس ف هداك النهار تتفكر وتتقرب الى الله وتصلي على الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام.عندكم لمحارق صح مكانش منها لانها تؤدي
والجواب على ذلك من وجوه :
1 – أننا لا نسلم أن " المولد " من العادات ، فإنه يشتمل على جملة من العبادات والقربات : كقراءة القرآن ، والذكر ، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، وقراءة السيرة النبوية ، وهذه كلها عبادات لا عادات .
2 – أن هذا يناقض دعوى أكثر المحتفلين " بالمولد " ، لأنهم يرونه من القربات ، ولهذا احتجوا عليه بالأدلة الشرعية ، من القرآن والسنة والقياس ، كما تقدم ذكربعضها في هذا الكتاب .
3 – يؤيد ذلك ، أن أكثرهم أقروا ببدعة " المولد " ، لكنهم قالوا : إنه بدعة حسنة ، لاشتماله على عبادات مشروعة منصوص على أفرادها ، وقياساً على تقسيم البدع إلى قسمين ، أو أكثر .
4 – بل ذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك ، فجعلوا " المولد " من السنن الحسنة ، ونفوا عنه وصف البدعة ، واحتجوا على ذلك بعمومات الأدلة التي تنص على استحباب القراءة والذكر ودراسة العلم والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم .
بل إننا سمعنا من شط ّ منهم وصرح بوجوب فعل " المولد " ، إما باللفظ الصريح ، وإما باللزوم ، حيث قال : إن الاحتفال " بالمولد " دلالة على محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وتعظيمه وإجلاله ، ومعلوم – قطعاً – أن ذلك من الفرائض والواجبات لا من المستحبات .
وسمعت ، أكثر من مرة ، من يرمي المنكرين " للمولد " ، بأنهم مبغضون للرسول صلى الله عليه وسلم ، وهو رمي بالكفر ، شعر القائل بذلك أم لم يشعر .
وكلّ هذا ينقض دعوى من يزعم أن " المولد " من العادات .
5- ثم لو كان " المولد " " عادة " من جملة " العادات " ، فلمَ كل تلك " الضجة " وذلك " الصخب " وتلك المناظرات والخصومات ، بل والتهم والقذف بين الفريقين ، المؤيد " للمولد " والمنكر له ؟ أيعقل أن يكون كل ذلك من أجل عادة من العادات ؟.
6 – ونقول أخيراً : إن القول بأن " المولد " من العادات ، ليس مذهباً للقوم ، ولا لبعضهم ، وإنما هو قول اخترعه بعض المتحذلقين منهم ، من أجل إفحام خصومهم ، المنكرين " للمولد " .
فإنهم ، لما رأوا حجج المنكرين منصبة على مسألة الابتداع في الدين ، ورأوا أن كفتهم راجحة ، لقوة تلك الحجج ، وتواتر الأدلة من الكتاب والسنة ، وإجماع سلف الأمة ، على ذم البدعة والتحذير منها ، ورأوا أن وصف البدعة لازم " للمولد " وللقائمين عليه ، أرادوا التنصّل من ذلك الوصف ، فاخترعوا القول بأنه عـــــــــادة لا عبــــادة .
تنبيه:لفظ-جابلي ربي" لفظ غير شرعي وغير صحيح منافي للعقيدة الإسلامية فاحذري من البدع والألفاظ الغير الشرعية أحسن الله إليك
نعم .. بل فيه أكثر !! وحسب البدعة شرا أن يرفع مثلها من السنة أم تراك لا تعتبرين الاستدراك على الشريعة شيئا ؟! أما إن كان يسعد أعداءه فالأمر أظهر من ان يبحث له عن الدلائل وكونك تعجزين عن فقه هذه اللطيفة فهذا شأنك إلا إذا كنت تعتبرين إدراكك حجة على الخلق وميزانا تحاكم إليه نصوص الكتاب والسنة وحتى لا أطيل بل حتى لا تتهمين -أخاك- بالنسخ واللصق تعريضا به-كما فعلت سابقا- أكتفي بتذكيرك بأن مأخذ المشرعين من دون الله ومأخذ المبتدعة واحد وهو الاستدراك على الشرع واعتقاد قصوره وكفى بالشيطان عدوا يفرح لوقوع المسلمين في البدع ومخالفتهم لهدي نبيهم صلى الله عليه وسلم ولا أظنك ممن يجهل العربية حتى تضطري للتساؤل (من خالف هذا ؟؟ وهل ترى في الاحتفال مخالفة ؟؟) فالمخالف هو من استدرك على الشرع وخالف هدي النبي صلى الله عليه وسلم وكفى بها دليلا على عدم جواز الاحتفال الحادث المسمى بالمولد أما عن كون تخصيص تلك الليلة المزعومة ببعض الأعمال بدعة فقد تقدم شرح القاعدة- نقلا ونسخا- فلا مزيد ..
حفظ الله أختي ووفقها لاحياء السنن والبراءة من البدع و كل يؤخد من كلامه ويترك إلا المعصوم من الخطأ صلى الله عليه وسلم فلنلزم هديه ولنقتفي أثره ولا نخالفه إلى ما نهانا عنه تعصبا وغلوا في الآباء والأجداد والسلام عليكم أجمعين
بارك الله فيك أخي المفضال مرة أخرى على ردك.. هذه المرة سأعتمد على تقنية النسخ واللصق لكن سيكون مختصرا وبحول الله غير ممل :
1) لم يقل أحد من علماء المسلمين – سلفاً وخلفاً – بأن الاحتفال واجب، بل اعتبره جمهور العلماء من البدع المستحسنة، منهم على سبيل المثال لا الحصر الحافظ شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني، وتلميذه الحافظ السخاوي، والإمام ناصر السنة وقامع البدعة عبد الرحمن بن إسماعيل المعروف بأبي شامة، حيث قال في رسالته النافعة " الباعث على إنكار البدع والحوادث " ما يلي :-
فالبدعة الحسنة متفق على جواز فعلها والاستحباب لها ورجاء الثواب لمن حسنت نيته فيها، وهي كل مبتدع موافق لقواعد الشريعة غير مخالف لشئ منها ولا يلزم من فعله محذور شرعي، ومن أحسن ما ابتُدع في زماننا هذا من هذا القبيل ما كان يُفعل بمدينة " إربل " جبرها الله تعالى، كل عام في اليوم الموافق ليوم مولد النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ من الصدقات والمعروف وإظهار الزينة والسرور، فإن ذلك مع ما فيه من الإحسان إلى الفقراء مُشعر بمحبة النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ وتعظيمه وجلالته في قلب فاعله وشكر الله تعالى على ما من به من إيجاد رسول الله صلي الله عليه وسلم ـ الذي أرسله رحمة للعالمين ـ صلي الله عليه وسلم ـ وعلى جميع الأنبياء والمرسلين .{ أنظر للتفصيل سبل الهدى والرشاد 1/439}.
2) أما القياس - فلا يكون فيما فيه نص ـ كما لايخفى على علمكم ـ ولكنه يكون في المستجدات التي لم يرد فيها نص، قال الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي : إن الطلب في المندوب تارة يكون بالنص، وتارة يكون بالقياس، وهذا ـ أي المولد ـ وإن لم يرد فيه نص ففيه القياس على الأصلين الآتي ذكرهما :ـ
أحدهما .. ما قاله الحافظ شيخ الإسلام :-
أصل عمل المولد بدعة لم تنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة، ولكنها مع ذلك قد اشتملت على محاسن وضدها فمن تحرى في عمله المحاسن وتجنب ضدها كان بدعة حسنة ومن لا فلا. قال: وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت ، وهو ما ثبت في الصحيحين من أن رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ قدم المدينة فوجد اليهود يصومون عاشوراء فسألهم فقالوا : هذا يوم أغرق الله فيه فرعون وأنجى فيه موسى فنحن نصومه شكراً لله تعالى . فقال : أنا أحق بموسى منكم . فصامه وأمر بصيامه . فيستفاد من فعل ذلك شكراً لله تعالى على ما منَّ به في يوم معين من إسداء نعمة أو دفع نقمة ، ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة ، والشكر لله تعالى يحصل بأنواع العبادات والسجود والصيام والصدقة والتلاوة ، وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي الكريم نبىِّ الرحمة في ذلك اليوم؟
والثاني : قال السيوطي :-
وقد ظهر لي تخريجه على أصل آخر غير الذي ذكره الحافظ ، وهو ما رواه البيهقي عن أنس ـ رضي الله تعالى عنه ـ أن النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ عَـقَّ عن نفسه بعد النبوة مع أنه ورد أن جده عبد المطلب عَقَّ عنه في سابع ولادته ، والعقيقة لا تُعاد مرة ثانية ، فيُحْمَل ذلك على أن هذا فعله ـ صلي الله عليه وسلم ـ إظهاراً للشكر على إيجاد الله تعالى إياه رحمة للعالمين وتشريعاً لأمته ـ صلي الله عليه وسلم ـ ، كما كان يصلي على نفسه لذلك ، فيستحب لنا أيضاً إظهار الشكر بمولده ـ صلي الله عليه وسلم ـ بالاجتماع وإطعام الطعام ونحو ذلك من وجوه القُربات والمسرات . ( انظر الحاوي للفتاوي حـ 1/189 وما بعدها ، وسبل الهدى والرشاد 1 /444)
وكان ينبغي للشيخ أن يتحرز قبل أن يشبه من قاس في هذه المسألة بإبليس ، لأن ذلك يشمل كثيراً من السلف الصالح.
3) أما تقسيم البدعة إلى حسنة وقبيحة فمذهب جماهير العلماء ومنهم الإمام الشافعي . روى البيهقي بإسناده في" مناقب الشافعي " عن الشافعي – رحمه الله تعالى ـ ورضى عنه قال : المحدثات من الأمور ضربان : أحدهما ما أحدث مما يخالف كتاباً أو سُنة أو أثراً أو إجماعاً فهذه البدعة الضلالة والثاني : ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا . وهذه مُحدثة غير مذمومة وقد قال عمر ـ رضى الله عنه ـ في قيام شهر رمضان : نِعمتْ البدْعة هذه . يعني أنها محدثة لم تكن وإذا كانت ليس فيها رد لما مضى . هذا آخر كلام الشافعي ( المراجع السابقة ).
4) أما الطواف بالقبور فغير مشروع عند كل علماء المسلمين بمن فيهم الصوفية واختلفوا هل هو حرام أو مكروه، ولم يقل أحد بأنه شرك إلا بعض المعدودين على الأصابع ممن ينسب إلى العلم . قال ابن تيمية ـ وهو من أشد الناس في المسألة ـ في مجموع الفتاوى 27/10 ما يلي :
وأما مسجد النبي صلي الله عليه وسلم ـ والمسجد الأقصى وسائر المساجد فليس فيها ما يطاف به، ولا فيها ما يتمسح به، ولا ما يقبل، فلا يجوز لأحد أن يطوف بحجرة النبي صلي الله عليه وسلم ، ولا بغير ذلك من مقابر الأنبياء والصالحين، ولا بصخرة بيت المقدس ، ولا بغير هؤلاء : كالقبة التي فوق جبل عرفات وأمثالها، بل ليس في الأرض مكان يطاف به كما يطاف بالكعبة.
ومن اعتقد أن الطواف بغيرها مشروع فهو شر ممن يعتقد جواز الصلاة إلى غير الكعبة . ولم يقل بأنه مشرك ، أو أنه يعبد من في القبر !!
وقلت في المقابلة : بعض الناس يقولون من يطوف بالقبر مشرك ، لأنه يعبد من في القبر ! قلت : وهذا خلط ، لأن هذا لم يعرف العبادة ، فالعبادة شرعاً أقوال وأفعال مخصوصة تشترط فيها النية، انظر موسوعة فقه ابن تيمية 3/179، وأوضح للقارئ فمن يصوم للرجيم " التخسيس " ليس متعبداً للرجيم ولا نقول عنه بأنه صائم، ولا يمكن أن نحرم فعله ، لأن هذا يتوقف على نيته ، وكذلك من يطوف بالملعب سبعة أشواط للرياضة، هل يقول عنه أحد بأنه يعبد الملعب؟!
قلت : إذا كان من يطوف بالقبر يعبد القبر ، إذن يجب ـ بهذا المفهوم ـ أن نعتبر من يطوف بالبيت الحرام يعبد الكعبة ، هل يقول مسلم بهذا !؟ لكن نقول الأول غير مشروع والثاني مشروع ـ أي الطواف بالبيت ـ ولا نقول الطواف بالقبر شرك ، بل العلماء مختلفون هل هو حرام أو مكروه ؟!.
وأنا شخصياً اختار رأي من قال بحرمة الطواف بالقبور ، ولكن هناك من العلماء من قال بكراهة الطواف حول القبر ومنهم:
العلامة الحجاوي في كتابه الإقناع المعتمد في الفتوى لدى السادة الحنابلة، قال : " ويكره المبيت عنده – أي القبر- وتجصيصه وتزويقه وتخليقه وتقبيله والطواف به وتبخيره وكتابة الرقاع إليه ودسها في الأنقاب والاستشفاء بالتربة من الأسقام" . ولم يعترضه العلامة البهوتي في الكشاف ، ومثله في متن الدليل للعلامة مرعي، ولم يعترضه الشارع التغلبي ولا اللبدي في الحاشية . نعم ، اعترضه الشيخ الضويان فقال هو حرام ، ولم يقل بأنه شرك .. (انظر الإقناع 1/368هجر ، إرشاد السالك 2/770، 779 ، هداية الناسك 450، الشرواني على التحفة 4/145)
ولا يفهم من هذا أننا نحض على الطواف بالقبور أو نرغب فيه ، بل نقول ينبغي للعلماء والمربين أن يوجهوا طلابهم ومن ينتصح بنصحهم إلى الآداب الشرعية في زيارة القبور وأن يقولوا لهم إنه لا يجوز أن يطاف بقبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا بقبر غيره من الصالحين ، ولكن إذا حصل هذا من بعض العوام فإنا لا نحكم بكفره ولا خروجه من ملة التوحيد . بل نحسن الظن بالمسلمين امتثالا لأمر الله وأمر رسوله ـ صلي الله عليه وسلم ـ ( والآيات والأحاديث معلومة للشيخ في ذلك) قال الإمام الذهبي ـ رحمه الله ـ وكذلك القول في سجود المسلم لقبر النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ على سبيل التعظيم والتبجيل لا يكفر به ـ أصلاً ـ ، بل يكون عاصياً ، فليعرف أن منهي عنه ، وكذلك الصلاة إلى القبر ـ ( معجم الشيوخ 1/73) وانظر (العلل ومعرفة الرجال لعبدالله بن أحمد 2/35 ، سير أعلام النبلاء 11/212 ، وفاء الوفا 4/1402 وغيرها).
ثم ليسمح لي فضيلة الشيخ بسؤال : ما هو رأي فضيلتكم بمن يسعى بين بيوت النواب والمسئولين في الدولة رغبة ورهبة وحباً وخوفاً ورجاء ، هل هو مشرك ـ لأن السعي طواف وعباده بنص القرآن الكريم . وأكثر من يفعل هذا في بلادنا المتسربلون بجلباب الدين- كما يعلم الناس ـ أم أن الشيخ يقول عن هؤلاء المسئولين بأنهم أحياء وقادرون على الاستجابة لطلب هؤلاء بعكس الموتى. والسؤال الوارد ـ هنا ـ ، من الذي خلق أفعالهم وقدراتهم ، هل هو الله ، أم أنهم هم الذين يخلقون أفعالهم؟!
إن كان الجواب الأول ـ وهو مذهب أهل السنة ـ فهل يمتنع أن يخلق الله مثل تلك القدرات للأموات ، وهو الذي خلق قدرة النطق والإرادة للجماد ، كما في حنين الجذع ، وحب أحدٍ للمسلمين .. الخ-؟
5) وأصعب ما في كلام الشيخ ـ حفظه الله ـ تفسيره لكلام الإمام ابن تيمية في اقتصاء السراط المستقيم 2/126 " ففعل المولد قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه أجر عظيم " قال الشيخ " معنى كلام شيخ الإسلام ابن تيمية أن الإنسان يؤجر على نيته الصالحة لا على البدعة فإنه يأثم بفعلها ..الخ".
فهنا يرد هذا السؤال لم لم تقل مثل هذا فيمن يطوف بالقبر بنية التقرب، بل اعتبرته من وسائل الشرك؟!
وهل يقال مثل هذا فيمن يسرق ليتصدق؟ أو يعبد الأصنام ليتقرب بها إلى الله كما كان يفعل مشركوا العرب ؟!
إن لازم هذا التعليل أن يوافق الشيخ على السؤالين وغيرهما من الأسئلة التي يمكن طرحها .
والسؤال الآخر هل للشيخ سلف في قوله هذا ؟ لو تكرم بذكر أسماء العلماء الذين قالوا بمثل قوله وذكر المصادر ، فأكون ممتناً له ، لأنه أطلعني على علم لم أطلع عليه.
وكلمتي الأخيرة إلى فضيلة الشيخ العلامة صالح الفوزان : إنني لم أرد بهذا التوضيح إلا وضع الأمور في نصابها – إن شاء الله - ، وأربأ بفضيلته أن يستغل اسمه ومكانته العلمية بعض المغرضين بهدف كسب مصالح سياسية أو انتخابية، وإذا كان هؤلاء يعرفون آداب النصيحة ، ما كانوا يسارعون إلى نشر فتوى الشيخ في الصحف والمجلات دون إذن منه ، بل حتى أن من نشر الفتوى استدرك على فضيلته خطأ في الآية التي استدل بها . ومن المعروف في آداب البحث أن الآيات تصحح دون الإشارة إلى الخطأ في الحفظ ، فهذا لا يسلم منه أحد.
دمتم لنا وللمسلمين ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
الشيخ : محمد الشريف
01 algeroi
2009-03-13, 08:51
بارك الله فيك أخي المفضال مرة أخرى على ردك.. هذه المرة سأعتمد على تقنية النسخ واللصق لكن سيكون مختصرا وبحول الله غير ممل :
[/color][/font][/size][/b][/center]
لست أدري لم يتملكني العجب كلما قرأت ردا من ردود -اختي- او تعقيبا من تعقيباتها وكأني بها وقد ركبت رأسها وأصرت على الدخول إلى تلك الزوايا الضيقة والأركان المظلمة من أفكارها فكلما سلطت أضواء الحقيقة على كلماتها أغمضت عينيها وأصمّت أذنيها وجرت على عادتها لا تلوى على شئ ودخلت لزوايا أخرى أكثر ضيقا وأشد عتمة ولا أدلّ على ذلك من تعلّقها برد منقوض لأحد صوفية العصر ممن أفحمه العلماء وطلاب العلم ردودا وبينوا عوار منهجه وكشفوا عن حقيقته للعالمين وحسبي من الرد هذا التعقيب المبارك للعلامة الفوزان ولن أزيد من ورائه حرفا فقد أتممت ما عندي ولم يبق إلا الدعاء
فالله أسأل أن يوفقني وأختي للصواب وأن يهديني وإياها لما اختلف فيه من الحق باذنه إنه ولي ذلك والقادر عليه والسلام عليكم أجمعين
»الردُّ يكون بالأدلةِ الشرعيةِ لا بالعاطفة وتكرارِ الأخطاء«
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام من الله على نبيه الامين، نبينا محمد وعلى آله واصحابه والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين وبعد:
فقد اطلعت في جريدة <الوطن> الكويتية عدد 10850 الصادر يوم الخميس 15 ربيع الاول 1427هـ على رد للاستاذ الدكتور محمد بن عبدالغفار الشريف على الأجوبة الصادرة مني على أسئلة وردت عن شبهاتٍ يستدل بها من يقيمون الاحتفال البدعي بمناسبة مولد النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد جاء في هذا الردِّ عدةُ مؤاخذات لا يسعني إلا بيانها من باب النصيحة لا من باب الانتصار للنفس ؛ لأنني كنت أودُّ أن أجد في ردِّه فائدة أنتبه بها على خطأ حصل مني.. لكني مع الأسف لم أجد في ذلك الرد إلا ترديداً لما يقال في تبرير إقامة هذه البدعة كل سنة فمما جاء في رده:
1 ـ اعتراضه على ما أجبتُ به عن ذكر ما يحصل لأبي لهب من مص أنملته في النار في مقابل إعتاق لمملوكته ثويبة لما بشرته بولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ من أنَّ ما ورد في القصة ليس فيه انه يخفف عنه العذاب.
إنما هو مكافأة له على عتق ثويبة والله سبحانه لا يظلم أحداً بإضاعة شيء من حسناته. ونظرت بالآية (( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلونكم في الدين ولم يخرجونكم من دياركم أن تبروهم)) وهذه حسنة من أبي لهب جوزي عليها لكنها لم تخلصه من العذاب الأليم.
وأقول للاستاذ قياسكم لإقامة المولد على ما يحصل لأبي لهب في مقابل حسنته في حق الرسول صلى الله عليه وسلم قياسٌ مع الفارق ؛ لأن عمل أبي لهب يعدُّ من الإحسان إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وعملكم بدعةٌ وقد حذركم النبي من البدع فعصيتموه بإقامة هذه البدعة والبدع لا ثواب عليها بل يعذب عليها.
وقولكم ( هل يكون مثل هذا عبدالله بن جدعان والمطعم بن عدي وحاتم الطائي وغيرهم من محسني العرب المشركين ..الخ)
نقول: أولاً: هؤلاء لم يحسنوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
ثانياً: نحن نقف عند ما جاء به النص ولا نزيد عليه.
و أخيراً نحمد الله حيث لم تجدوا لكم دليلاً إلا قصة أبي لهب.!
2 ـ قول الأستاذ: محمد بن عبدالغفار: ( لست ممن يقول بعمل المولد لكنني اردت ان ابين ان جمهور العلماء يرون استحباب عمل المولد )ـ
أقول عنه:
أولاً: نحن نعرف بأن هناك من يرى مشروعيته عمل المولد ، فلسنا بحاجة الى أن تبيِّن لنا ذلك.
ثانياً: إذا كان هناك من يرى مشروعيته فما هو دليله من كتاب الله أو من سنة رسول الله أو من عمل الصحابة والتابعين والقرون المفضلة.
لأنَّ العبرة بالدليل لا بالآراء والاجتهادات والأقوال المخالفة للدليل.
قال تعالى: (( فإن تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً )).
ثالثاً: قول الأستاذ:( لست ممن يقول بعمل المولد ) ـ
نقول له: إذا أيّدت من يعمله ودافعت عنه فأنت مثل من يعمله لا فرق ؛ لأنَّ هذا من التعاون على الإثم والعدوان.
3 ـ ما ذكره الاستاذ محمد بن عبدالغفار من أنَّ هناك من العلماء من يرى ذلك.
نقول له: ليس قوله في ذلك حجة ؛ لأنه مخالفٌ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( فإنَّ كل محدثة بدعة.. وكل بدعة ضلالة) والمراد بذلك : البدع في الدين ومنها بدعة المولد .
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) وفي رواية: ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردٌّ )
وكون عمر رضي الله عنه لمّا جمع الناس على إمام واحد في صلاة التراويح.. كانوا جماعة واحدة خلف النبي صلى الله عليه وسلم ليالي من رمضان ثم تأخر عنهم بعد ذلك خشية أن تفرض عليهم.
فعمر أعاد ما كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة التراويح بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم .
فيكون مراد عمر ليس البدعة في الشريعة وإنما أحيا سنة الرسول صلى الله عليه وسلم - بعد ما تركها الناس - جماعةً خلف إمام واحد.
4 ـ قول الاستاذ محمد بن عبدالغفار : (وأنا شخصياً أختار رأي من قال بحرمة الطواف بالقبور. ولكن هناك من العلماء من قال بكراهة الطواف حول القبر).
إلى أن قال: ( ولكن إذا حصل هذا من بعض العوام فإنا لا نحكم بكفره ولا خروجه من ملة التوحيد) ـ.
نقول للأستاذ: إذا كنت ترى تحريم الطواف بالقبور فلماذا تسوق الخلاف فيه ليروج بين العوام والجهال فيكون هذا من باب التسهيل في شأنه والدعوة غير المباشرة إليه.؟
وأما قولك:( لا نحكم بكفره ولا خروجه من ملة التوحيد) ، فنقول عنه : هذا ليس على إطلاقه. بل لا بد من التفصيل : فمن طاف بالقبر تقرباً إلى الميت بالطواف واستغاثة به فهذا شركٌ أكبر يخرج من الملة.
لأنَّ الطواف عبادة. قال تعالى (( وليطوفوا بالبيت العتيق )) فالطواف بالبيت عبادة لله وامتثال لأمره ولذلك يلهج الطائفون بذكر الله ودعائه.
جاء في الأثر: (الطواف بالبيت صلاة ) فالطواف عبادة لله ومكانها حول البيت العتيق خاصة ، و أما من طاف بالقبر تقرّباً إلى الله لا يقصد به الميت فهذا العمل بدعةٌ ووسيلةٌ إلى الشرك ؛ لأنه عبادة في مكانٍ لم يشرع الله الطواف به.
و قياس الأستاذ محمد بن عبدالغفار : للطواف بالقبور لطلب الحوائج بالطواف ببيوت المسؤولين والأغنياء لطلب الحوائج فلا يسمى شركا ـ
نقول له: هذا قياس مع الفارق الكبير. فإن الذهاب إلى بيوت المسؤولين والأغنياء الأحياء لطلب قضاء الحوائج منهم ـ هو طلبٌ ممن يقدر على قضاء حاجة السائل ؛ لأنه حيٌّ حاضرٌ قادرٌ فيكون مثل قوله تعالى: (( فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه )) وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( و الله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه )
وأما الميت فإنه قد انقطع عمله بالموت فلا يقدر على شيء: (( إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم )) وإذا كان الميت لا يستطيع أن يعمل لنفسه فكيف يعمل لغيره ـ
ثم ألستَ تقول يا استاذ في أول كلامك : ( إنك ترى حرمة الطواف بالقبور ) فلماذا تورد هذا التساؤل البارد !
وقولك: ( هل يمتنع أن يخلق الله للأموات قدرات كما خلق للأحياء قدرات.)
نقول عنه: لا يمتنع على الله شيء فهو لا يعجزه شيء ، ولكنه سبحانه أخبر أن الأموات لا يقدرون على شيء ، و أنه لا يخلق لهم قدرات قال تعالى: (( إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم)). وقال تعالى: (( والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون أموات غير احياء وما يشعرون أيان يبعثون )).
5 ـ اعترض الأستاذ محمد على بياني لقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في بدعة إحياء المولد النبوي حيث قال الشيخ رحمه الله فيمن يقيمون هذا الاحتفال بدافع محبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم: ( والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد لا على البدعة ) هذا نص كلامه ـ
وقد اعترض الاستاذ فقال: ( وأصعب ما في كلام الشيخ ـ يعنيني ـ تفسيره لكلام الامام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم: ففعل المولد قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه اجر عظيم ) .
أقول : قطَعَ الاستاذ كلامَ الشيخ ، و تمامُهُ كما في الكتاب المذكور:( ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده وتعظيمه للنبي صلى الله عليه وسلم ).كما قدمته لك
ـ أقول: ليس هذا تفسيراً من عندي يا أستاذ وإنما هو نص كلام الشيخ لكنك تجاهلته أو لم تقرأه. فلذلك وقعتَ فيما وقعتَ فيه.
هذا وما أردت بهذا الرد إلا الإيضاح والنصيحة للأستاذ محمد وغيره وفق الله الجميع لمعرفة الحق والعمل به وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
كتبه
د.صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
تاريخ النشر: الثلاثاء 18/4/2006
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=76353
الشاعر70
2009-03-13, 09:38
بسم الله الرحمن الرحيم
موافقة الشرع ومخالفته لا ينازعك فيها منازع لكن أفي حبنا لرسولنا ووقوفنا عند سيرته العطرة مخالفة؟؟ ننتظر حتى نجد دليلا واضحا ؟؟؟
** ـــــــــــــــــــــ **
يقول شيخ الإسلام بن تيمية رحمة الله عليه في كتابه القيم
اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم
في فصل
تعظيم يوم لم تعظمه الشريعة أصلا
وكذلك ما يحدثه بعض الناس ،إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيما له ، والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد ، لا على البدع ، ومن اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيدا ، مع اختلاف الناس في مولده ، فان هذا لم يفعله السلف مع قيام المقتضى له وعدم المانع منه ، ولو كان هذا خيرا محضا أو راجحا : لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيما له منا وهم على الخير أحرص ، وإنما كمال محبته وتعظيمه في متابعته وطاعته وإتباع أمره .
............... ، وأكثر هؤلاء الذين تجدونهم حرصاء على أمثال هذه البدع ، مع ما لهم فيها من حسن القصد والاجتهاد الذي يرجى لهم به المثوبة ، تجدهم فاترين في أمر الرسول صلى الله عليه وسلم عما أمروا بالنشاط فيه ..*
انتهى كلام شيخ الإسلام بن تيمية رحمة الله عليه من كتابه الاقتضاء صفحة 351 / طبعة دار بن الهيثم القاهرة / الطبعة الأولى 2003 بتحقيق
فتحي صالح توفيق
وقد أوردنا هذا الكلام تنبيها للأخ العضو المكنى بزهيرة وتعقيبا على قوله الذي أثبتناه، أعلاه بلون مغاير
ونعود فنقول إن المسألة يجب كما أسلفنا أن ينظر إليها من زاوية أخرى فمسألة الاحتفال بيوم مولده صلى الله عليه وسلم ليست بالأمر الهين بل يجب أن
تُراعى فيها مصالح الأمة لأسباب كثيرة قد تحتاج إلى تفصيل وتأصيل وتبيان يختلف بحسب حال الناس والزمان والمكان
ولا يترك الأمر على عواهنه لمن شاء حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ، فلقد تعارف الناس في البلاد الإسلامية والعربية على اتخاذا هذا اليوم
يوما للاحتفال والذكرى ، والناس فيه على صنفين
قوم يتخذونه عيدا تقليدا للنصارى ، وهؤلاء بلاؤهم أعظم بل هو شرٌ دفعه واجب شرعي لا يتخلف عنه إلا منافق لما فيه من مشابهة الكفار في
أعيادهم ... بل هم إلى الكفر أقرب
وصنف آخر من الناس يرون فيه حبا للنبي صلى الله عليه وسلم وهم كما وصفهم شيخ الإسلام بن تيمية من حيث حسن القصد والحب يرجون الثواب عند الله بذلك الحب وتلك المولاة للنبي صلى الله عليه وسلم .
وهم الفئة الغالبة في المجتمعات الإسلامية، والحق الذي ينبغي الإشارة إليه
أن عملهم هذا قد يكون خالصا لله - ولا نشك في ذلك أبدا - لكنه جانب الصواب ، وتطاول العهدُ على هذا الأمر بين فئام الناس حتى صار عرفا متبعا ..
وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم مخاطبا أم المؤمنين عائشة
.. لولا أن قومك حديثي عهد بالإسلام لهدمت الكعبة وبنيتها على قواعد إبراهيم.
ما نلوذ به لتبرير تصرفات الناس في مثل هذا الأمر
فلا يكون الإنكار على الناس إلا بشيء من الرفق مع التدرج في تبيان الحق في المسالة ، فالنبي صلى الله عليه وسلم عندما وجد الناس في أول دعوته ولهم في حب الخمر مذهب عجيب إنكارها أعظم في نفوسهم من التنكر لآلهتهم التي يعظمونها ويعبدونها من دون الله ، كان تحريمها بالتدرج من – لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى – إلى قول الله جل علا – إنما الخمر والميسر – إلى قوله جل وعلا عندما ترسخت العقيدة في نفوس الناس- فهل انتم منتهون – والحب يعبث بالنفوس عبث الخمر بالعقول ، بل أحيانا يكون الناس في حبهم لأمر ما كالسَّكارى أو أشد من ذلك ، فإذا كان ولا بد فليكن كما أشار الأخ والعضو المكنى زهيرة من وصف حال احتفال الناس في تلك البلدة – غليزان – من اجتماعهم في المساجد للتذكير بسيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام ، والحد من بعض التقاليد التي تشبه في وصفها ونعتها مشابهة الكفار كالشموع والمزامير والتوسل اللامشروع وما شابهها .
ويختلف الناس من مكان إلى آخر، فقد يكونون في بعض البلاد اقرب إلى السنة فيُؤخذون بالنهي والزجر والتنبيه على بدعية الأمر دون محاباة ، وقد يكون الناس في بلاد أخرى أقرب إلى البدعة وتنتشر فيهم الخرافات وهم أولو نهي وأمر وقوة فيؤخذون بالرفق وعدم التنفير والمواجهة التي تفضي إلى فتنة لا محالة ، وقد رأينا من بعضهم تصرفات لا توحي بإخلاص النية لله مطلقا ، فما جدوى أن يقوم شاب لا أثرة له من علم ليواجه جمعا من الشيوخ يحتفلون بهذه الليلة ويصطدم معهم ..وهو يعلم يقينا انه لن يغير من حالهم قيد أنملة
ولعلي أميل إلى رأي آخر في الموضوع من زاوية أصولية بحتة
أليس ترك هذه البدعة فعل من الأفعال
تترتب عليه شروط وأحكام تتعلق بالمحكومين والمكلفين
ومن أهم شروط صحة التكليف بالأحكام ما جاء في كتب الأصول
تحت باب شروط صحة التكليف بالفعل
الشرط الأول
أن يكون الفعل معلوما للمكلف علما تاما حتى يتصور قصده إليه ويستطيع القيام به كما طلب منه ، فلا يكلف الإنسان بالصلاة مثلا حتى يعرف أركانها
وشروطها وكيفية أدائها
فلا تنتظر من عامة المسلمين ترك هذا الفعل الذي يرون فيه حبا للنبي صلى الله عليه وسلم ، ولمّا يتبين لهم الحق في ذلك ، وقد قلنا إن تبيان هذا الأمر قد يتطلب وقتا طويلا للشبهة التي تجمع بين حب النبي صلى الله عليه وسلم وإظهار مظاهر هذا الحب وتخصيص يوم كيوم ميلاده واتخاذه عيدا ، ويوما لم تعظمه الشريعة ، ولا يخفى هذا عن ذي نظر عاقل أبدا .
و الشرط الثاني
أن يكون الفعل المكلف به ممكنا فيستطيع المكلف أن يفعله أو يتركه ويترتب عن هذا الشرط أمور ثلاثة منها
انه لا يصح التكليف بالمستحيل سواء أكان مستحيلا لذاته أو مستحيلا لغيره كالجمع بين ضدين أو نقيضين
ومثاله إيجاب الشيئي وتحريمه على شخص واحد في وقت واحد
فكيف نوجب حب النبي صلى الله عليه وسلم وموالاته وإظهار هذا الحب والولاء على الناس ، وندعوهم لترك ما تعارفوا على أنه مظهر من مظاهر الولاء جملة ، هكذا دون تفصيل وقد سبق وان قلنا أن هذا التفصيل قد يحتاج إلى وقت طويل يختلف باختلاف حال الناس والزمان والمكان ، للشبهة العالقة بمظاهر هذا الحب
أي نعم لقد قرر الفقهاء انه لا يقبل في دار الإسلام الاعتذار بالجهل بالأحكام
ونعود فنقول إن دور المسلمين اليوم لا تكتسب هذه الصفة إلا من حيث الشكل العام أما من حيث واقع الناس فيختلف الأمر بالكلية وليس هذا إخراج للناس من ملة الإسلام بل إقرار لواقع مرير تعيشه امة الإسلام منذ قرون طويلة قد تحتاج إلى تبيان وتفصيل وصبر طويل .. وليس هذا اجتهاد في المسألة فهو مجرد رأي ، نرى فيه شيئا من الصواب حررناه ، ولم ننقله من أي مصدر آخر وقد يكون رأيا فاسدا ، لا يصح منه شيء في الأذهان ، وإنما أدرجناه هنا لعل بعض الإخوان ممن لهم علم بالموضوع أن يجدوا فيه فسحة للنقاش بعيدا عن التعصب الممقوت فإن أصبت فمن الله وحده ، وإن اخطأت فمن نفسي ومن الشيطان
ولا ينبغي أن يُحْمَل كلامي هذا على إقرار بدعية المسألة فأنا أبرأ إلى الله من كل يتأول كلامي على أن فيه شبهة الإقرار بهذه البدعة ، بدعة الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم
نسأل الله السلامة والعافية في الدين والدنيا
هذا ما عنّ لي قلته على عجل ../ حرره العبد الفقير الى عفو ربه .. ثم الى دعاء إخوانه الشاعر
والله أعلم
و الله المستعان
الشاعر70
2009-03-13, 09:56
أخي الشاعر
............اما عن الصفع وغيره فأرجوا أن يترفع اخي عن هذا الخطاب اذ لو كان اخوانه ممن يبيع الدنية في الدين لسارع -كغيره- الى والله هو الهادي الى سواء السبيل
الصفع نوع من التعزير الذي بيد ولي الامر والحاكم والسلطان ... ورأي بعضهم في مسألة المولد تستوجب تعزيرهم وصفعهم على الاشهاد ولا أرى في
ذلك ما يستوجب الاستنكار ، إذا ما تولى الحاكم ذلك فقط تمنيت ان إمام المسجد هو الذي كان يجب ان يبلغ عن ذلك الفتى ، لانه هو المسؤول داخل
المسجد ، ولا يُؤم الرجل في سلطانه .. أما باقي تعقيبك فالواقع يكذبه .. جدا جدا جدا .. من غير جرح ولا تعديل أرجو انك فهمتني أخي
لالجيروا ....رقم 01
انتهى
01 algeroi
2009-03-13, 11:51
استنكاري متعلق بأسوبك في خطاب مخالفيك اما عن حق السلطان في التعزير فهو حق كفلته الشريعة للحاكم وضبطته بشروط وقواعد لا تخفى على مثلك ورحم الله زمانا كان التعزير فيه قائما على من يخالف السنة ويدعوا الى البدع حتى جاء زمان يدعوا فيه طلاب العلم والمثقفون الحكام الى تعزير من يدعوا الى السنة ويحارب البدع فأنعم بها من صفعة يلقى بها الرجل ربه ما لم أفهمه في مداخلتك هو قولك (ورأي بعضهم في مسألة المولد تستوجب تعزيرهم وصفعهم على الاشهاد ) وهذه والله من العجائب ؟!!
نعم .. قد احمل قولك على احسن المحامل لو قلت (وطريقة البعض في انكار البدع مخالفة لفقه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر) ولقلت ناصح مخلص !! اما ان تحاكم اخوانك على آرائهم في الوقت الذي تدعوا فيه للرفق بالمخالفين فهذا هو التناقض بعينه .. فأين كان حديث الصفع وأنت تنظر للتدرج مع من واقع البدع؟!! ام الصفع لمن تلبس بتهمة (انكار البدع) فقط؟ !! اما عن الواقع فهو قطعا لا يكذبني .. بل اي مطلع على الحقائق يدرك اي نوع من الناس هم (المخالفون)
وسيأتي اليوم الذي يدرك فيه الناس من كان على الحق ومن كان على الباطل .. وعندها سيتمنى أخي الشاعر ان تكون له مثل تلك ... (الصفعة)!!!! ... انتهى
[quote=01 algeroi;845311]لست أدري لم يتملكني العجب كلما قرأت ردا من ردود -اختي- او تعقيبا من تعقيباتها وكأني بها وقد ركبت رأسها وأصرت على الدخول إلى تلك الزوايا الضيقة والأركان المظلمة من أفكارها فكلما سلطت أضواء الحقيقة على كلماتها أغمضت عينيها وأصمّت أذنيها وجرت على عادتها لا تلوى على شئ ودخلت لزوايا أخرى أكثر ضيقا وأشد عتمة ولا أدلّ على ذلك من تعلّقها برد منقوض لأحد صوفية العصر ممن أفحمه العلماء وطلاب العلم ردودا وبينوا عوار منهجه وكشفوا عن حقيقته للعالمين وحسبي من الرد هذا التعقيب المبارك للعلامة الفوزان ولن أزيد من ورائه حرفا فقد أتممت ما عندي ولم يبق إلا الدعاء
فالله أسأل أن يوفقني وأختي للصواب وأن يهديني وإياها لما اختلف فيه من الحق باذنه إنه ولي ذلك والقادر عليه والسلام عليكم أجمعين
»الردُّ يكون بالأدلةِ الشرعيةِ لا بالعاطفة وتكرارِ الأخطاء«
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام من الله على نبيه الامين، نبينا محمد وعلى آله واصحابه والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين وبعد:
فقد اطلعت في جريدة <الوطن> الكويتية عدد 10850 الصادر يوم الخميس 15 ربيع الاول 1427هـ على رد للاستاذ الدكتور محمد بن عبدالغفار الشريف على الأجوبة الصادرة مني على أسئلة وردت عن شبهاتٍ يستدل بها من يقيمون الاحتفال البدعي بمناسبة مولد النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد جاء في هذا الردِّ عدةُ مؤاخذات لا يسعني إلا بيانها من باب النصيحة لا من باب الانتصار للنفس ؛ لأنني كنت أودُّ أن أجد في ردِّه فائدة أنتبه بها على خطأ حصل مني.. لكني مع الأسف لم أجد في ذلك الرد إلا ترديداً لما يقال في تبرير إقامة هذه البدعة كل سنة فمما جاء في رده:
1 ـ اعتراضه على ما أجبتُ به عن ذكر ما يحصل لأبي لهب من مص أنملته في النار في مقابل إعتاق لمملوكته ثويبة لما بشرته بولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ من أنَّ ما ورد في القصة ليس فيه انه يخفف عنه العذاب.
إنما هو مكافأة له على عتق ثويبة والله سبحانه لا يظلم أحداً بإضاعة شيء من حسناته. ونظرت بالآية (( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلونكم في الدين ولم يخرجونكم من دياركم أن تبروهم)) وهذه حسنة من أبي لهب جوزي عليها لكنها لم تخلصه من العذاب الأليم.
وأقول للاستاذ قياسكم لإقامة المولد على ما يحصل لأبي لهب في مقابل حسنته في حق الرسول صلى الله عليه وسلم قياسٌ مع الفارق ؛ لأن عمل أبي لهب يعدُّ من الإحسان إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وعملكم بدعةٌ وقد حذركم النبي من البدع فعصيتموه بإقامة هذه البدعة والبدع لا ثواب عليها بل يعذب عليها.
وقولكم ( هل يكون مثل هذا عبدالله بن جدعان والمطعم بن عدي وحاتم الطائي وغيرهم من محسني العرب المشركين ..الخ)
نقول: أولاً: هؤلاء لم يحسنوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
ثانياً: نحن نقف عند ما جاء به النص ولا نزيد عليه.
و أخيراً نحمد الله حيث لم تجدوا لكم دليلاً إلا قصة أبي لهب.!
2 ـ قول الأستاذ: محمد بن عبدالغفار: ( لست ممن يقول بعمل المولد لكنني اردت ان ابين ان جمهور العلماء يرون استحباب عمل المولد )ـ
أقول عنه:
أولاً: نحن نعرف بأن هناك من يرى مشروعيته عمل المولد ، فلسنا بحاجة الى أن تبيِّن لنا ذلك.
ثانياً: إذا كان هناك من يرى مشروعيته فما هو دليله من كتاب الله أو من سنة رسول الله أو من عمل الصحابة والتابعين والقرون المفضلة.
لأنَّ العبرة بالدليل لا بالآراء والاجتهادات والأقوال المخالفة للدليل.
قال تعالى: (( فإن تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً )).
ثالثاً: قول الأستاذ:( لست ممن يقول بعمل المولد ) ـ
نقول له: إذا أيّدت من يعمله ودافعت عنه فأنت مثل من يعمله لا فرق ؛ لأنَّ هذا من التعاون على الإثم والعدوان.
3 ـ ما ذكره الاستاذ محمد بن عبدالغفار من أنَّ هناك من العلماء من يرى ذلك.
نقول له: ليس قوله في ذلك حجة ؛ لأنه مخالفٌ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( فإنَّ كل محدثة بدعة.. وكل بدعة ضلالة) والمراد بذلك : البدع في الدين ومنها بدعة المولد .
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) وفي رواية: ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردٌّ )
وكون عمر رضي الله عنه لمّا جمع الناس على إمام واحد في صلاة التراويح.. كانوا جماعة واحدة خلف النبي صلى الله عليه وسلم ليالي من رمضان ثم تأخر عنهم بعد ذلك خشية أن تفرض عليهم.
فعمر أعاد ما كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة التراويح بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم .
فيكون مراد عمر ليس البدعة في الشريعة وإنما أحيا سنة الرسول صلى الله عليه وسلم - بعد ما تركها الناس - جماعةً خلف إمام واحد.
4 ـ قول الاستاذ محمد بن عبدالغفار : (وأنا شخصياً أختار رأي من قال بحرمة الطواف بالقبور. ولكن هناك من العلماء من قال بكراهة الطواف حول القبر).
إلى أن قال: ( ولكن إذا حصل هذا من بعض العوام فإنا لا نحكم بكفره ولا خروجه من ملة التوحيد) ـ.
نقول للأستاذ: إذا كنت ترى تحريم الطواف بالقبور فلماذا تسوق الخلاف فيه ليروج بين العوام والجهال فيكون هذا من باب التسهيل في شأنه والدعوة غير المباشرة إليه.؟
وأما قولك:( لا نحكم بكفره ولا خروجه من ملة التوحيد) ، فنقول عنه : هذا ليس على إطلاقه. بل لا بد من التفصيل : فمن طاف بالقبر تقرباً إلى الميت بالطواف واستغاثة به فهذا شركٌ أكبر يخرج من الملة.
لأنَّ الطواف عبادة. قال تعالى (( وليطوفوا بالبيت العتيق )) فالطواف بالبيت عبادة لله وامتثال لأمره ولذلك يلهج الطائفون بذكر الله ودعائه.
جاء في الأثر: (الطواف بالبيت صلاة ) فالطواف عبادة لله ومكانها حول البيت العتيق خاصة ، و أما من طاف بالقبر تقرّباً إلى الله لا يقصد به الميت فهذا العمل بدعةٌ ووسيلةٌ إلى الشرك ؛ لأنه عبادة في مكانٍ لم يشرع الله الطواف به.
و قياس الأستاذ محمد بن عبدالغفار : للطواف بالقبور لطلب الحوائج بالطواف ببيوت المسؤولين والأغنياء لطلب الحوائج فلا يسمى شركا ـ
نقول له: هذا قياس مع الفارق الكبير. فإن الذهاب إلى بيوت المسؤولين والأغنياء الأحياء لطلب قضاء الحوائج منهم ـ هو طلبٌ ممن يقدر على قضاء حاجة السائل ؛ لأنه حيٌّ حاضرٌ قادرٌ فيكون مثل قوله تعالى: (( فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه )) وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( و الله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه )
وأما الميت فإنه قد انقطع عمله بالموت فلا يقدر على شيء: (( إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم )) وإذا كان الميت لا يستطيع أن يعمل لنفسه فكيف يعمل لغيره ـ
ثم ألستَ تقول يا استاذ في أول كلامك : ( إنك ترى حرمة الطواف بالقبور ) فلماذا تورد هذا التساؤل البارد !
وقولك: ( هل يمتنع أن يخلق الله للأموات قدرات كما خلق للأحياء قدرات.)
نقول عنه: لا يمتنع على الله شيء فهو لا يعجزه شيء ، ولكنه سبحانه أخبر أن الأموات لا يقدرون على شيء ، و أنه لا يخلق لهم قدرات قال تعالى: (( إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم)). وقال تعالى: (( والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون أموات غير احياء وما يشعرون أيان يبعثون )).
5 ـ اعترض الأستاذ محمد على بياني لقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في بدعة إحياء المولد النبوي حيث قال الشيخ رحمه الله فيمن يقيمون هذا الاحتفال بدافع محبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم: ( والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد لا على البدعة ) هذا نص كلامه ـ
وقد اعترض الاستاذ فقال: ( وأصعب ما في كلام الشيخ ـ يعنيني ـ تفسيره لكلام الامام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم: ففعل المولد قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه اجر عظيم ) .
أقول : قطَعَ الاستاذ كلامَ الشيخ ، و تمامُهُ كما في الكتاب المذكور:( ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده وتعظيمه للنبي صلى الله عليه وسلم ).كما قدمته لك
ـ أقول: ليس هذا تفسيراً من عندي يا أستاذ وإنما هو نص كلام الشيخ لكنك تجاهلته أو لم تقرأه. فلذلك وقعتَ فيما وقعتَ فيه.
هذا وما أردت بهذا الرد إلا الإيضاح والنصيحة للأستاذ محمد وغيره وفق الله الجميع لمعرفة الحق والعمل به وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
كتبه
د.صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
تاريخ النشر: الثلاثاء 18/4/2006
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=76353 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=76353)[/quote
لا تعجب يا بني فكل العجب في تضخيمكم لموضوع الإحتفال ونسخي السابق كان رد ا من الشيخ محمد الشريف على الشيخ بن عبدالله الفوزان بالضبط على نسخك هذا
بالتوفيق
بسم الله الرحمن الرحيم
موافقة الشرع ومخالفته لا ينازعك فيها منازع لكن أفي حبنا لرسولنا ووقوفنا عند سيرته العطرة مخالفة؟؟ ننتظر حتى نجد دليلا واضحا ؟؟؟
** ـــــــــــــــــــــ **
يقول شيخ الإسلام بن تيمية رحمة الله عليه في كتابه القيم
اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم
في فصل
تعظيم يوم لم تعظمه الشريعة أصلا
وكذلك ما يحدثه بعض الناس ،إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيما له ، والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد ، لا على البدع ، ومن اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيدا ، مع اختلاف الناس في مولده ، فان هذا لم يفعله السلف مع قيام المقتضى له وعدم المانع منه ، ولو كان هذا خيرا محضا أو راجحا : لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيما له منا وهم على الخير أحرص ، وإنما كمال محبته وتعظيمه في متابعته وطاعته وإتباع أمره .
............... ، وأكثر هؤلاء الذين تجدونهم حرصاء على أمثال هذه البدع ، مع ما لهم فيها من حسن القصد والاجتهاد الذي يرجى لهم به المثوبة ، تجدهم فاترين في أمر الرسول صلى الله عليه وسلم عما أمروا بالنشاط فيه ..*
انتهى كلام شيخ الإسلام بن تيمية رحمة الله عليه من كتابه الاقتضاء صفحة 351 / طبعة دار بن الهيثم القاهرة / الطبعة الأولى 2003 بتحقيق
فتحي صالح توفيق
وقد أوردنا هذا الكلام تنبيها للأخ العضو المكنى بزهيرة وتعقيبا على قوله الذي أثبتناه، أعلاه بلون مغاير
ونعود فنقول إن المسألة يجب كما أسلفنا أن ينظر إليها من زاوية أخرى فمسألة الاحتفال بيوم مولده صلى الله عليه وسلم ليست بالأمر الهين بل يجب أن
تُراعى فيها مصالح الأمة لأسباب كثيرة قد تحتاج إلى تفصيل وتأصيل وتبيان يختلف بحسب حال الناس والزمان والمكان
ولا يترك الأمر على عواهنه لمن شاء حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ، فلقد تعارف الناس في البلاد الإسلامية والعربية على اتخاذا هذا اليوم
يوما للاحتفال والذكرى ، والناس فيه على صنفين
قوم يتخذونه عيدا تقليدا للنصارى ، وهؤلاء بلاؤهم أعظم بل هو شرٌ دفعه واجب شرعي لا يتخلف عنه إلا منافق لما فيه من مشابهة الكفار في
أعيادهم ... بل هم إلى الكفر أقرب
وصنف آخر من الناس يرون فيه حبا للنبي صلى الله عليه وسلم وهم كما وصفهم شيخ الإسلام بن تيمية من حيث حسن القصد والحب يرجون الثواب عند الله بذلك الحب وتلك المولاة للنبي صلى الله عليه وسلم .
وهم الفئة الغالبة في المجتمعات الإسلامية، والحق الذي ينبغي الإشارة إليه
أن عملهم هذا قد يكون خالصا لله - ولا نشك في ذلك أبدا - لكنه جانب الصواب ، وتطاول العهدُ على هذا الأمر بين فئام الناس حتى صار عرفا متبعا ..
وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم مخاطبا أم المؤمنين عائشة
.. لولا أن قومك حديثي عهد بالإسلام لهدمت الكعبة وبنيتها على قواعد إبراهيم.
ما نلوذ به لتبرير تصرفات الناس في مثل هذا الأمر
فلا يكون الإنكار على الناس إلا بشيء من الرفق مع التدرج في تبيان الحق في المسالة ، فالنبي صلى الله عليه وسلم عندما وجد الناس في أول دعوته ولهم في حب الخمر مذهب عجيب إنكارها أعظم في نفوسهم من التنكر لآلهتهم التي يعظمونها ويعبدونها من دون الله ، كان تحريمها بالتدرج من – لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى – إلى قول الله جل علا – إنما الخمر والميسر – إلى قوله جل وعلا عندما ترسخت العقيدة في نفوس الناس- فهل انتم منتهون – والحب يعبث بالنفوس عبث الخمر بالعقول ، بل أحيانا يكون الناس في حبهم لأمر ما كالسَّكارى أو أشد من ذلك ، فإذا كان ولا بد فليكن كما أشار الأخ والعضو المكنى زهيرة من وصف حال احتفال الناس في تلك البلدة – غليزان – من اجتماعهم في المساجد للتذكير بسيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام ، والحد من بعض التقاليد التي تشبه في وصفها ونعتها مشابهة الكفار كالشموع والمزامير والتوسل اللامشروع وما شابهها .
ويختلف الناس من مكان إلى آخر، فقد يكونون في بعض البلاد اقرب إلى السنة فيُؤخذون بالنهي والزجر والتنبيه على بدعية الأمر دون محاباة ، وقد يكون الناس في بلاد أخرى أقرب إلى البدعة وتنتشر فيهم الخرافات وهم أولو نهي وأمر وقوة فيؤخذون بالرفق وعدم التنفير والمواجهة التي تفضي إلى فتنة لا محالة ، وقد رأينا من بعضهم تصرفات لا توحي بإخلاص النية لله مطلقا ، فما جدوى أن يقوم شاب لا أثرة له من علم ليواجه جمعا من الشيوخ يحتفلون بهذه الليلة ويصطدم معهم ..وهو يعلم يقينا انه لن يغير من حالهم قيد أنملة
ولعلي أميل إلى رأي آخر في الموضوع من زاوية أصولية بحتة
أليس ترك هذه البدعة فعل من الأفعال
تترتب عليه شروط وأحكام تتعلق بالمحكومين والمكلفين
ومن أهم شروط صحة التكليف بالأحكام ما جاء في كتب الأصول
تحت باب شروط صحة التكليف بالفعل
الشرط الأول
أن يكون الفعل معلوما للمكلف علما تاما حتى يتصور قصده إليه ويستطيع القيام به كما طلب منه ، فلا يكلف الإنسان بالصلاة مثلا حتى يعرف أركانها
وشروطها وكيفية أدائها
فلا تنتظر من عامة المسلمين ترك هذا الفعل الذي يرون فيه حبا للنبي صلى الله عليه وسلم ، ولمّا يتبين لهم الحق في ذلك ، وقد قلنا إن تبيان هذا الأمر قد يتطلب وقتا طويلا للشبهة التي تجمع بين حب النبي صلى الله عليه وسلم وإظهار مظاهر هذا الحب وتخصيص يوم كيوم ميلاده واتخاذه عيدا ، ويوما لم تعظمه الشريعة ، ولا يخفى هذا عن ذي نظر عاقل أبدا .
و الشرط الثاني
أن يكون الفعل المكلف به ممكنا فيستطيع المكلف أن يفعله أو يتركه ويترتب عن هذا الشرط أمور ثلاثة منها
انه لا يصح التكليف بالمستحيل سواء أكان مستحيلا لذاته أو مستحيلا لغيره كالجمع بين ضدين أو نقيضين
ومثاله إيجاب الشيئي وتحريمه على شخص واحد في وقت واحد
فكيف نوجب حب النبي صلى الله عليه وسلم وموالاته وإظهار هذا الحب والولاء على الناس ، وندعوهم لترك ما تعارفوا على أنه مظهر من مظاهر الولاء جملة ، هكذا دون تفصيل وقد سبق وان قلنا أن هذا التفصيل قد يحتاج إلى وقت طويل يختلف باختلاف حال الناس والزمان والمكان ، للشبهة العالقة بمظاهر هذا الحب
أي نعم لقد قرر الفقهاء انه لا يقبل في دار الإسلام الاعتذار بالجهل بالأحكام
ونعود فنقول إن دور المسلمين اليوم لا تكتسب هذه الصفة إلا من حيث الشكل العام أما من حيث واقع الناس فيختلف الأمر بالكلية وليس هذا إخراج للناس من ملة الإسلام بل إقرار لواقع مرير تعيشه امة الإسلام منذ قرون طويلة قد تحتاج إلى تبيان وتفصيل وصبر طويل .. وليس هذا اجتهاد في المسألة فهو مجرد رأي ، نرى فيه شيئا من الصواب حررناه ، ولم ننقله من أي مصدر آخر وقد يكون رأيا فاسدا ، لا يصح منه شيء في الأذهان ، وإنما أدرجناه هنا لعل بعض الإخوان ممن لهم علم بالموضوع أن يجدوا فيه فسحة للنقاش بعيدا عن التعصب الممقوت فإن أصبت فمن الله وحده ، وإن اخطأت فمن نفسي ومن الشيطان
ولا ينبغي أن يُحْمَل كلامي هذا على إقرار بدعية المسألة فأنا أبرأ إلى الله من كل يتأول كلامي على أن فيه شبهة الإقرار بهذه البدعة ، بدعة الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم
نسأل الله السلامة والعافية في الدين والدنيا
هذا ما عنّ لي قلته على عجل ../ حرره العبد الفقير الى عفو ربه .. ثم الى دعاء إخوانه الشاعر
والله أعلم
و الله المستعان
في البدايه لست بأخ ولست بمكنى ولسنا هنا بشخصيات كرتونية
المهم بارك الله فيك أخي على التنبيه لكن أسألك ما الدليل على أن أسلافنا لم يحتفوا بمولده ؟؟ هل عايشتهم ؟؟
01 algeroi
2009-03-13, 14:40
[quote=01 algeroi;845311]ونسخي السابق كان رد ا من الشيخ محمد الشريف على الشيخ [COLOR=seagreen]بن عبدالله الفوزان بالضبط على نسخك هذا
بالتوفيق [/CENTER]
بل نسخي هذا هو رد من الشيخ الفوزان على تعقيب الشيخ الشريف في نسخك السابق .. فقليلا من الدقة أخيتي ولا تعجلي على أخيك ... مع فائق الاحترام والتقدير .. وداعا
الشاعر17
2009-03-13, 17:12
...... ورحم الله زمانا كان التعزير فيه قائما على من يخالف السنة ويدعوا الى البدع حتى جاء زمان يدعوا فيه طلاب العلم والمثقفون الحكام الى تعزير من يدعوا الى السنة ويحارب البدع ........ ما لم أفهمه في مداخلتك هو قولك (ورأي بعضهم في مسألة المولد تستوجب تعزيرهم وصفعهم على الاشهاد ) وهذه والله من العجائب ؟!!
نعم .. قد احمل قولك على احسن المحامل لو قلت (وطريقة البعض في انكار البدع مخالفة لفقه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر) ولقلت ناصح مخلص !! اما ان تحاكم اخوانك على آرائهم في الوقت الذي تدعوا فيه للرفق بالمخالفين فهذا هو التناقض بعينه .. فأين كان حديث الصفع وأنت تنظر للتدرج مع من واقع البدع؟!! ام الصفع لمن تلبس بتهمة (انكار البدع) فقط؟ !! اما عن الواقع فهو قطعا لا يكذبني .. بل اي مطلع على الحقائق يدرك اي نوع من الناس هم (المخالفون)
وسيأتي اليوم الذي يدرك فيه الناس من كان على الحق ومن كان على الباطل .. وعندها سيتمنى أخي الشاعر ان تكون له مثل تلك ... (الصفعة)!!!! ... انتهى
ــــــــــــــــــــــ
ما زلنا نقول ان هناك من يتلبس بالدعوة الى السنة وهم احق الناس بالتعزير على رؤوس الاشهاد ، وحالهم اشبه بطائفة الحنابلة التي ظهرت على عهد الامام احمد تدعو الى تغيير المنكر واحياء السنة وتبرأ منهم الامام بل دعا الى تعزيرهم ..
ولقد ذكرت نموذجا لواحد من هؤلاء .. ويجب ان يعزر وقد حضر مجلسنا بعض طلاب العلم ممن يحلو لك ان تسميهم ان شئت سلفيون وكان مجلس ود فلما انقضى المجلس بعيد صلاة العشاء أفاض القوم في حديث طويل على شكل مجموعات صغيرة الى ساعة متاخرة من الليل ولعل فائدته عمت من حضر .. فجزاهم الله كل خير وهؤلاء بمنأى من التعزير إن شاء الله .. ولا أحسب انه قد فاتك التفرقة بين الطريقة والرأي
فالطريقة سلوك والرأي نظر العقل في ذلك السلوك
وبني قومك ممن تنافح عنهم ولك الحق في كل ذلك صنفان من الناس أصحاب طريقة وأصحاب رأي
فأصحاب الطرائق أكثرهم جهال .. يتصدرون مجالس الناس ويواجهون العامة تماما مثل فعل صاحبك الذي يستحق التعزير .. وانكاره لبدعة المولد ، وأصحاب الرأي منهم من لهم علم ويغلب عليهم التواضع والتثبت وعدم التسرع
وكثرة الصمت في كثير من المواقف وهم أيضا صنفان ..
صنف منهم يفقهون جيدا واقع الناس ولا اجد لهم تشبيها الا بالطبيب الحاذق الجراح الماهر فهو يعرف الداء ويصف الدواء بعلم وحكمة ، وصنف داخلهم الغرور فهم يوحون الى الاتباع برأيهم لتصدوا للعامة ويتلذذون بذلك حتى إذا ما حل الصفع .. كانو في مأمن منه
اما مسألة الرفق التي ندعو اليها فنحن ندعو الى الرفق بالعامة لا بالمخالفين .. فمن كان ذا علم بمسألة ما كيف نرفق به بل نعزره على رؤوس الاشهاد ونرى في ذلك مصلحة للامة وندعو الى التحذير منهم والغلظة معهم في الرد والفعل
ولا نخجل من ابداء ذلك الرأي أبدا ... والله أعلم وأرجو ان لا نكون قد أفسدنا على صاحب الموضوع موضوعه وإن كان الحديث ذو شجون فهو موضوع الساعة بحكم مناسبة الحال
الشاعر17
2009-03-13, 17:24
في البدايه لست بأخ ولست بمكنى ولسنا هنا بشخصيات كرتونية
المهم بارك الله فيك أخي على التنبيه لكن أسألك ما الدليل على أن أسلافنا لم يحتفوا بمولده ؟؟ هل عايشتهم ؟؟
الحمد لله انك لست بأخ ولا بمكنى ..ولا شخصية كرتونية .. ولا يهمنا من كل هذا سوى موضوعنا المتعلق ببدعة المولد
اما عن الدليل فسبحان الله
هل عَميت عليهم الانباء .. امَا يكفي قول شيخ الاسلام بن تيمية الذي اوردناه في تعقيبنا أم انك لم تقرأ أيها العضو المحترم ما كتبناه .. ثم دعك من كل هذا هل تريد دليلا
دعك من كل ما كتب على هذا المنتدى من تعليقات شافية كافية في بدعية الاحتفال بهذا اليوم واتخاذه عيدا
وانصحك بقراءة كتاب شيخ الاسلام بن تيمية أقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم
والله .. ثم والله ... ثم والله العظيم ستجد فيه كلاما طيبا نافعا شافيا علميا ترتاح له نفس المؤمن ويصفو له قلبه
هذا دليلنا في المسألة وكل كلام يخالف كلام شيخ الاسلام بن تيمة فهو عندنا إما باطل او موضوع اضرب به عرض الحائط .. وإن كان كلام الشيخ الالباني
فإذا لم ينفعك ما في هذا الكتاب ولم تقتنع بما فيه .. فالمشكلة فيك أيها العضوالمحترم ساعتها أنت لا تحتاج الى بيان بل تحتاج الى امر آخر
والكتاب متوفر في جميع المكتبات بطبعات فاخرة وتعليقات جيدة لكثير من اهل العلم ولقد قال كثير من اهل العلم ان كتاب الاقتضاء .. من الكتب التي تعد أصولا في عقائد المسلمين رحم الله شيخ الاسلام بن تيمية
الحمد لله انك لست بأخ ولا بمكنى ..ولا شخصية كرتونية .. ولا يهمنا من كل هذا سوى موضوعنا المتعلق ببدعة المولد
اما عن الدليل فسبحان الله
هل عَميت عليهم الانباء .. امَا يكفي قول شيخ الاسلام بن تيمية الذي اوردناه في تعقيبنا أم انك لم تقرأ أيها العضو المحترم ما كتبناه .. ثم دعك من كل هذا هل تريد دليلا
دعك من كل ما كتب على هذا المنتدى من تعليقات شافية كافية في بدعية الاحتفال بهذا اليوم واتخاذه عيدا
وانصحك بقراءة كتاب شيخ الاسلام بن تيمية أقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم
والله .. ثم والله ... ثم والله العظيم ستجد فيه كلاما طيبا نافعا شافيا علميا ترتاح له نفس المؤمن ويصفو له قلبه
هذا دليلنا في المسألة وكل كلام يخالف كلام شيخ الاسلام بن تيمة فهو عندنا إما باطل او موضوع اضرب به عرض الحائط .. وإن كان كلام الشيخ الالباني
فإذا لم ينفعك ما في هذا الكتاب ولم تقتنع بما فيه .. فالمشكلة فيك أيها العضوالمحترم ساعتها أنت لا تحتاج الى بيان بل تحتاج الى امر آخر
والكتاب متوفر في جميع المكتبات بطبعات فاخرة وتعليقات جيدة لكثير من اهل العلم ولقد قال كثير من اهل العلم ان كتاب الاقتضاء .. من الكتب التي تعد أصولا في عقائد المسلمين رحم الله شيخ الاسلام بن تيمية
رحم الله شيخنا الذي لم يترك كتبا وإنما كنوزا ... ابن تيمية يرى أن الإحتفال بالمولد فضيلة من الفضائل
فنجده يستحسن المولد في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم "طبع دار المعرفة ص297" فقال: فتعظيم المولد واتخاذه موسما قد يفعله بعض الناس فيكون له فيه أجر عظيم..قد يثاب بعض الناس على فعل المولد لحسن قصده وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم".
كما أن هناك اختلاف في تعريف البدعة، فقال الشافعي: البدعة بدعتان: بدعة محمودة وبدعة مذمومة فما وافق السنة فهو محمود، وما خالف السنة فهو مذموم.
وقال أيضاً: ما أحدث وخالف كتابًا أو سنة أو اجماعًا أو أثرًا فهو البدعة الضالة وما أحدث من الخير ولم يخالف شيئًا من ذلك فهو المحمود.
ولذا قيد العلماء حديث "كل بدعة ضلالة" بالبدعة السيئة، ويصرح بهذا القيد ما وقع من أكابر الصحابة والتابعين من المحدثات التي لم تكن في زمنه صلى الله عليه وسلم.
هذا باختصار وأظن في نفس القسم موضوعا كافيا وشافيا في هذا الشأن
جمال البليدي
2009-03-13, 18:05
رحم الله شيخنا الذي لم يترك كتبا وإنما كنوزا ... ابن تيمية يرى أن الإحتفال بالمولد فضيلة من الفضائل [/b][/color][/size][/font][/center]
فنجده يستحسن المولد في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم "طبع دار المعرفة ص297" فقال: فتعظيم المولد واتخاذه موسما قد يفعله بعض الناس فيكون له فيه أجر عظيم..قد يثاب بعض الناس على فعل المولد لحسن قصده وتعظيمه لرسول اللهصلى الله عليه وسلم
أختي الكريمة لو قرأتي كلام الشيخ الإسلام ابن تيمية قبل هذه الجملة لأنه مبتور على طريقة (ويل للمصلين)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله((" وكذلك ما يحدثه بعض الناس إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام , وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيماً , والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاحتفال والاجتهاد لا على البدع من اتخاذ مولد النبيصلى الله عليه وسلم عيداً ، مع اختلاف الناس في مولده , فإن هذا لم يفعله السلف مع قيام المقتضي وعدم المانع منه لو كان خيراً , ولو كان خيراً محضاً أو راجحاً لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله r وتعظيماً له منا ، وهم على الخير أحرص ". انتهى
وغاية ما ذكره شيخ الإسلام رحمه الله - بعد حكمه على بدعة الاحتفال بالمولد وتأكيده على أنه لو كان خيراً لسبقنا إليه السلف - أنه قد يؤجر بعض الناس على محبته للنبي صلى الله عليه وسلم لا على البدعة , وهو يعني العوام المضللين الذين يزين لهم هؤلاء البدع فيفعلونها محبة للنبي صلى الله عليه وسلم فقد - للتقليل والشك - يؤجر هؤلاء من جهة المحبة لا من جهة البدعة
وقال شيخ الإسلام كذلك((( فلو أن قوما اجتمعوا بعض الليالى على صلاة تطوع من غير أن يتخذوا ذلك عادة راتبة تشبه السنة الراتبة لم يكره لكن اتخاذه عادة دائرة بدوران الاوقات مكروه لما فيه من تغيير الشريعة وتشبيه غير المشروع بالمشروع ولو ساغ ذلك لساغ أن يعمل صلاة أخرى وقت الضحى أو بين الظهر والعصر أة تراويح فى شعبان أو أذان فى العيدين أو حج الى الصخرة ببيت المقدس وهذا تغيير لدين الله وتبديل له وهكذا القول فى ليلة المولد وغيرها والبدع المكروهة ما لم تكن مستحبة فى الشريعة وهى أن يشرع ما لم يأذن به الله فمن جعل شيئا دينا وقربة بلا شرع من الله فهو مبتدع ضال وهو الذى عناه النبى بقوله " كل بدعة ضلالة " ) مجموع الفتاوى 23/133. .
كما أن هناك اختلاف في تعريف البدعة، فقال الشافعي: البدعة بدعتان: بدعة محمودة وبدعة مذمومة فما وافق السنة فهو محمود، وما خالف السنة فهو مذموم.
وقال أيضاً: ما أحدث وخالف كتابًا أو سنة أو اجماعًا أو أثرًا فهو البدعة الضالة وما أحدث من الخير ولم يخالف شيئًا من ذلك فهو المحمود.
ولذا قيد العلماء حديث "كل بدعة ضلالة" بالبدعة السيئة، ويصرح بهذا القيد ما وقع من أكابر الصحابة والتابعين من المحدثات التي لم تكن في زمنه صلى الله عليه وسلم.
[center][font=comic sans ms][b]هذا باختصار وأظن في نفس القسم موضوعا كافيا وشافيا في هذا الشأن[
لا يوجد إختلاف في تعريف البدعة إنما الإختلاف لفظي فكلهم متفقون على أن البدعة كل ما ليس له أصل في الدين فهناك أمور لها أصل في الدين لكن لم يعمل بها النبي صلى الله عليه وسلم لوجود مانع يمنعه أو لعدم وجود مقتضى لذلك فلما فعلها الناس سميت بدعة حسنة عند البعض على أساس أنها لم تكن موجودة رغم أن اصلها في الدين موجود وهذا من الناحية اللغوية لا الشرعية .
فالإمام الشافعي أو غيره من اهل السنة يقصدون بالبدعة الحسنة البدعة في اللغة، وليس الإحداث في الدين، ويدل على هذا أن الإمام الشافعي نفسه يقول: "وهذا يدل على أنه ليس لأحد دون رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول إلا بالاستدلال، إلى أن قال: [SIZE="7"]ولا يقول بما استحسن، فإن القول بما استحسن شيء يحدثه لا على مثال سبق". (الرسالة 504) .
وفي هذا يقول ابن رجب: "فكل من أحدث شيئاً ونسبه إلى الدين، ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه، فهو ضلالة والدين بريء منه، وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات أو الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة، [COLOR="Red"]وأما ما وقع في كلام السلف من استحسان بعض البدع، فإنما ذلك في البدع اللغوية لا الشرعية. فمن ذلك قول عمر رضي الله عنه لمّا جمع الناس في قيام رمضان على إمام واحد في المسجد، وخرج ورآهم يصلون كذلك، فقال: "نعمت البدعة هذه ". (جامع العلوم والحكم ص 252).
وقال الشاطبي في معرض رده على المستحسن للبدع بقول عمر رضي الله عنه، فقال: "إنما سماها بدعة باعتبار ظاهر الحال من حيث تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم، واتفق أن لم تقع في زمان أبي بكر رضي الله عنه، لأنها بدعة في المعنى" (الاعتصام 1/195
ويقول شيخ الإسلام ابن تيميةرحمه الله: "كل ما لم يشرع من الدين فهو ضلالة، وما سمي بدعة، وثبت حسنه، بأدلة الشرع فأحد الأمرين فيه لازم، إما أن يقال ليس ببدعة في الدين، وإن كان يسمى بدعة من حيث اللغة كما قال نعمت البدعة هذه". (مجموع الفتاوى 10/471 ـ 22/ 234).
و يا سبحان الله كيف يذهب هؤلاء السادة العلماء إلى ما ذهب إليه المتأخرين،وهؤلاء العلماء كان عندهم قاعدة أن الأصل فى العبادات الحظر والمنع ،والمتقرر عند أهل السنة والجماعة أن العقول لا تستقل بإدراك المشروع على وجه التفصيل ولذلك احتاجت البشرية إلى إرسال الرسل وإنزال الكتب ، حتى يعرفوا الناس بشرائعهم العقدية والعملية علـى وجــه التفصيـل فبعث الله الرسل وأنزل الكتب ، ، ولولا الله ثم الرسل لما عرفت البشرية ما يجوز التعبد به لله ،وما لا يجوز على التفصيل أبدًا ، والشريعة لا تتلقى إلا من قبل الرسول ، فلا يجوز التعبد لله إلا بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فلا يجوز لأحدٍ أن يخترع من عند نفسه قولاً أو فعلاً ويقول هذا عبادة ، فالعبادة لاتثبت إلا بدليل شرعي ،ولا تدخل للعقل في تأسيسها أبدًا فالحلال ما أحله الله ورسوله ، والحرام ما حرمه الله ورسوله ، والدين ما شرعه الله ورسوله ، فمن ادعى في فعل أو قولٍ أنه عبادة طالبناه بالدليل المثبت لها ، فلا تتلقى العبادات إلا من قبل الشرع ، وبذلك تعلم حقيقة العبادة وحقيقة البدعة
أختي الكريمة لو قرأتي كلام الشيخ الإسلام ابن تيمية قبل هذه الجملة لأنه مبتور على طريقة (ويل للمصلين)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله((" وكذلك ما يحدثه بعض الناس إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام , وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيماً , والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاحتفال والاجتهاد لا على البدع من اتخاذ مولد النبيصلى الله عليه وسلم عيداً ، مع اختلاف الناس في مولده , فإن هذا لم يفعله السلف مع قيام المقتضي وعدم المانع منه لو كان خيراً , ولو كان خيراً محضاً أو راجحاً لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله r وتعظيماً له منا ، وهم على الخير أحرص ". انتهى
وغاية ما ذكره شيخ الإسلام رحمه الله - بعد حكمه على بدعة الاحتفال بالمولد وتأكيده على أنه لو كان خيراً لسبقنا إليه السلف - أنه قد يؤجر بعض الناس على محبته للنبي صلى الله عليه وسلم لا على البدعة , وهو يعني العوام المضللين الذين يزين لهم هؤلاء البدع فيفعلونها محبة للنبي صلى الله عليه وسلم فقد - للتقليل والشك - يؤجر هؤلاء من جهة المحبة لا من جهة البدعة
وقال شيخ الإسلام كذلك((( فلو أن قوما اجتمعوا بعض الليالى على صلاة تطوع من غير أن يتخذوا ذلك عادة راتبة تشبه السنة الراتبة لم يكره لكن اتخاذه عادة دائرة بدوران الاوقات مكروه لما فيه من تغيير الشريعة وتشبيه غير المشروع بالمشروع ولو ساغ ذلك لساغ أن يعمل صلاة أخرى وقت الضحى أو بين الظهر والعصر أة تراويح فى شعبان أو أذان فى العيدين أو حج الى الصخرة ببيت المقدس وهذا تغيير لدين الله وتبديل له وهكذا القول فى ليلة المولد وغيرها والبدع المكروهة ما لم تكن مستحبة فى الشريعة وهى أن يشرع ما لم يأذن به الله فمن جعل شيئا دينا وقربة بلا شرع من الله فهو مبتدع ضال وهو الذى عناه النبى بقوله " كل بدعة ضلالة " ) مجموع الفتاوى 23/133. .
لا يوجد إختلاف في تعريف البدعة إنما الإختلاف لفظي فكلهم متفقون على أن البدعة كل ما ليس له أصل في الدين فهناك أمور لها أصل في الدين لكن لم يعمل بها النبي صلى الله عليه وسلم لوجود مانع يمنعه أو لعدم وجود مقتضى لذلك فلما فعلها الناس سميت بدعة حسنة عند البعض على أساس أنها لم تكن موجودة رغم أن اصلها في الدين موجود وهذا من الناحية اللغوية لا الشرعية .
فالإمام الشافعي أو غيره من اهل السنة يقصدون بالبدعة الحسنة البدعة في اللغة، وليس الإحداث في الدين، ويدل على هذا أن الإمام الشافعي نفسه يقول: "وهذا يدل على أنه ليس لأحد دون رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول إلا بالاستدلال، إلى أن قال: ولا يقول بما استحسن، فإن القول بما استحسن شيء يحدثه لا على مثال سبق". (الرسالة 504) .
وفي هذا يقول ابن رجب: "فكل من أحدث شيئاً ونسبه إلى الدين، ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه، فهو ضلالة والدين بريء منه، وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات أو الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة، وأما ما وقع في كلام السلف من استحسان بعض البدع، فإنما ذلك في البدع اللغوية لا الشرعية. فمن ذلك قول عمر رضي الله عنه لمّا جمع الناس في قيام رمضان على إمام واحد في المسجد، وخرج ورآهم يصلون كذلك، فقال: "نعمت البدعة هذه ". (جامع العلوم والحكم ص 252).
وقال الشاطبي في معرض رده على المستحسن للبدع بقول عمر رضي الله عنه، فقال: "إنما سماها بدعة باعتبار ظاهر الحال من حيث تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم، واتفق أن لم تقع في زمان أبي بكر رضي الله عنه، لأنها بدعة في المعنى" (الاعتصام 1/195
ويقول شيخ الإسلام ابن تيميةرحمه الله: "كل ما لم يشرع من الدين فهو ضلالة، وما سمي بدعة، وثبت حسنه، بأدلة الشرع فأحد الأمرين فيه لازم، إما أن يقال ليس ببدعة في الدين، وإن كان يسمى بدعة من حيث اللغة كما قال نعمت البدعة هذه". (مجموع الفتاوى 10/471 ـ 22/ 234).
و يا سبحان الله كيف يذهب هؤلاء السادة العلماء إلى ما ذهب إليه المتأخرين،وهؤلاء العلماء كان عندهم قاعدة أن الأصل فى العبادات الحظر والمنع ،والمتقرر عند أهل السنة والجماعة أن العقول لا تستقل بإدراك المشروع على وجه التفصيل ولذلك احتاجت البشرية إلى إرسال الرسل وإنزال الكتب ، حتى يعرفوا الناس بشرائعهم العقدية والعملية علـى وجــه التفصيـل فبعث الله الرسل وأنزل الكتب ، ، ولولا الله ثم الرسل لما عرفت البشرية ما يجوز التعبد به لله ،وما لا يجوز على التفصيل أبدًا ، والشريعة لا تتلقى إلا من قبل الرسول ، فلا يجوز التعبد لله إلا بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فلا يجوز لأحدٍ أن يخترع من عند نفسه قولاً أو فعلاً ويقول هذا عبادة ، فالعبادة لاتثبت إلا بدليل شرعي ،ولا تدخل للعقل في تأسيسها أبدًا فالحلال ما أحله الله ورسوله ، والحرام ما حرمه الله ورسوله ، والدين ما شرعه الله ورسوله ، فمن ادعى في فعل أو قولٍ أنه عبادة طالبناه بالدليل المثبت لها ، فلا تتلقى العبادات إلا من قبل الشرع ، وبذلك تعلم حقيقة العبادة وحقيقة البدعة
هذا الكلام أخي جمال أصبح محفوظا على ظهر قلب وأظنه قد كرر جملة وتفصيلا في نفس الوقت
فقط الشيء الذي لفت انتباهي في بداية ردك.. أنك تقارن البتر من القرآن "ويل للمصلين" بالبتر من كلام الشيخ رحمه الله؟؟ اوا ترى أن هناك مجالا للمقارنة؟؟
فقط تصويب بسيط جدا لا نقول الغير مشروعة وإنما غير المشروعة
جمال البليدي
2009-03-13, 19:03
هذا الكلام أخي جمال أصبح محفوظا على ظهر قلب وأظنه قد كرر جملة وتفصيلا في نفس الوقت
نعم أختي زهيرة هذا أمر لا بد منه فكلما تكررت الشبه كررت عليك الرد .
فقط الشيء الذي لفت انتباهي في بداية ردك.. أنك تقارن البتر من القرآن "ويل للمصلين" بالبتر من كلام الشيخ رحمه الله؟؟ اوا ترى أن هناك مجالا للمقارنة؟؟
أردت فقط أن أبين أنه لا بد من الأمانة العلمية في النقل فلو بترنا كلام الخالق لتغير معناه فكيف بالمخلوق؟!
فقط تصويب بسيط جدا لا نقول الغير مشروعة وإنما غير المشروعة
أحسن الله إليك وسلمت يداك .
أليس من حق المسلمين الإحتفال بالمولد النبوي الشريف؟ فالرسول كان يصوم الإثنين وقال إن هذا يوم ولدت فيه
إليس من الواجب على المسلمين الإحتفال بهذا اليوم شكرا لله تعالى على أنع بعث من اصلاب بني هاشم هذا النبي الأغر؟
لو قرأنا فقط همزية أو بردة الإمام البصير لعرفتم قيمة هذا اليوم وأنت مشكور يا اخي على كتابة بعض الأبيات منها.
وشكرا
جمال البليدي
2009-03-13, 20:12
[أليس من حق المسلمين الإحتفال بالمولد النبوي الشريف؟
ماذا تقصد بالإحتفال؟
أتقصد تخصيص تاريخ يوم ولادته كل عام بالأناشيد والمدائح والحلوى ؟!
إن كان هذا قصدك فهو بدعة لكونه لم يثبت عن السلف مع وجود المقتضى لذلك ( ومالم يكن يومئذ دين فلا يكون اليوم دين ) كما قال الإمام مالك رحمه الله.
أم تقصد اتباع سنته وتوقيره وطاعته ومحبته؟
إن كان كذلك فنعم الإحتفال إذن الذي هو من هذا النوع .
فالرسول كان يصوم الإثنين وقال إن هذا يوم ولدت فيه
هذا القياس قياس فاسد ، والمستدل به قد نصب نفسه مشرعاً للأمة ، فهو يقول : شرع لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم الصيام يوم ولادته ، وشرعت لكم الاحتفال بغير الصيام .
قال الشيخ التويجري ـ رحمه الله ـ في "الرد القوي"(61–62) : ( ان النبي صلى الله عليه و سلم لم يكن يخص اليوم الثاني عشر من ربيع الأول ان صح ان ذلك هو يوم مولده بالصيام ولا بشيء من الأعمال دون سائر الأيام ولو كان يعظم يوم مولده ، كما يزعمون لكان يتخذ ذلك اليوم عيداً في كل سنة ، أو كان يخصه بالصيام أو بشيء من الأعمال دون سائر الأيام . وفي عدم تخصيصه بشيء من الأعمال دون سائر الأيام دليل على أنه لم يكن يفضله على غيره وقد قال تعالى : (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر).
إليس من الواجب على المسلمين الإحتفال بهذا اليوم شكرا لله تعالى على أنع بعث من اصلاب بني هاشم هذا النبي الأغر؟
لو كان واجبا أخي الحبيب لما فرط فيه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام فكيف توجب أمرا لم يوجبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
لو قرأنا فقط همزية أو بردة الإمام البصير لعرفتم قيمة هذا اليوم وأنت مشكور يا اخي على كتابة بعض الأبيات منها.
وشكرا
إن كنت تقصد يوم ولادته(قبل عشرين قرن) فنحن نعرف قيمته بلا شك فهو يوم ولادة خير البشر وقد حصل في ذلك اليوم أمور مبهرات .
أما إن كنت تقصد 12 ربيع الأول الذي يعود كل سنة فهو كباقي الأيام لم يأمرنا الله تعالى ولا رسوله أن نخصه بشيء من العبادات ولا حتى العادات .
أما قصيدة البردة ففيها الكثير من الغلو المؤدي للشرك والإطراء المنهي عنه شرعا وهذا من أثار الإحتفال وكفى بهذا حجة فهل من معتبر؟!!
و اجمل منك لم تر قط عينى ... و اكرم منك لم تلد النساء
خلقت مبرءا من كل عيب ... كأنك قد خلقت كما تشاء
الشاعر17
2009-03-13, 21:14
رحم الله شيخنا الذي لم يترك كتبا وإنما كنوزا ... ابن تيمية يرى أن الإحتفال بالمولد فضيلة من الفضائل
فنجده يستحسن المولد في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم "طبع دار المعرفة ص297" فقال: فتعظيم المولد واتخاذه موسما قد يفعله بعض الناس فيكون له فيه أجر عظيم..قد يثاب بعض الناس على فعل المولد لحسن قصده وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم".
** ــــــــــــــــــــــــــ ***
نظرنا في الاقتضاء فلم نجد فيها ما يوهم أو حتى يمكن تأويله على انه استحسان للمولد وتعظيمه وكل ما ذكره في باب تعظيم يوم لم تعظمه الشريعة وعنوان الباب يكفي لاثبات ذلك
وفي الباب ما ادرجناه في تعليقنا السابق بلفظه وحرفه ، واتفق اللفظ الذي ذكرناه بما نقله العضو جمال لاحقا
فمن أي النسخ نقل صاحب التعليق ما أدرجه
وأيم الله لم نجد شيئا يمكن أن يوصف به كلام هذا العضو إلا انه ضرب من ضروب التدليس الممقوت ، ونورد ها هنا أحكاما تتعلق بالتدليس لتجنب مثل هذه النقول والتأويلات الباطلة .. مستقبلا
يقول العلامة أبو الفضل محمد بن محمد الفارسي
المعروف بفصيح الهروي والمتوفي سنة 837 للهجرة
في كتابه القيم جواهر الأصول في علم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم بتحقيق العلامة القاضي أطهر المباركفوري
في تعريف المدلس
والمدلَّسُ : ما أُخْفي عيبه وهو قسمان :
أحدهما ما يقع في الإسناد ، بأن يروي عمن لقيه ، أو عاصره .. ولم يسمع منه مُوهما أنه سمعه منه ، وربما لم يسقط شيخه ،أو أسقط غيره .. ضعيفا أو صغيرا .. تحسينا للحديث
والقسم الثاني في الشيوخ
فقد أراد العضو المذكور أن يوهمنا أن هذا الكلام هو عين كلام شيخ الإسلام بن تيمية في الاقتضاء تحسينا لتلك البدعة بدعة المولد ، موهما بذكر دار الطبع والصفحة قارئه انها مثبتته هناك ولا فرق بين اخذ العلم بالوجادة أو المناولة أو السماع وان كان أشرفها ما كان سماعا وهذا ضرب من الأخذ بالوجادة فيستوي التدليس في الحالتين وقد قال العلامة الهروي رحمة الله عليه أن هذا الصنف من التدليس مكروه جدا ذَمَّهُ أكثر العلماء – بهذا اللفظ -
واختلفوا في قبول رواية من عُرف بذلك
وقال سليمان المنقري : التدليس والغش والغرور والخداع والكذب .. يحشر يوم تبلى السرائر في نفاذ واحد
وكان شعبة من أشدهم ذما له ، فقال : التدليس أخو الكذب
وقال : لأن أزني أحبُّ إليَّ من أن أُدلس
وقال العراقي : هو قادح فيمن تعمد فعله
وقال شيخ الإسلام بن حجر : لا شك أنه جرح
قلت والله أعلم أن مثل هذا الفعل يستوجب توبة صاحبه ، والتحذير من نقوله والتثبت منها قبل ادراجها لا حقا
فهل انتم منتهون
ولا حول ولا قوة إلا بالله
مهاجر إلى الله
2009-03-13, 22:26
لوحة مفاتيحي لم تزل بل والعبارة مقصودة ولا مقارنة بين لفظ حادث وبين أحدث الوادرة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم
فحادث التي قصدتها من الحداثة أي ليس بالامر الجديد حدوثه عن الناس واحدث التي في الحديث المذكور بمعنى احداث امر دونما مثال سابق في الشرع
لا تحرث في البحر أخي الشاعر.....وكلامك أشبه بالتفلسيف.........أليس لكل حادث محدث ؟
والحداثة يقصد بها الجديد خلاف ما فسرتها انت أي ليس بالجديد !!!!
فمحدث يعني مبتدع
نقطة نهاية
مهاجر إلى الله
2009-03-13, 22:44
أختصر كلامك لأقول يكفيه صلى الله عليه وسلم أنه كان يصوم يوم الإثنين وصومه يوم مولده سنة فهل نستكثر عليه صلى الله عليه وسلم الإحتفال بهذا اليوم؟
و المعروف انه كان يصوم يوم الاثنين الانه فيه ولد و فيه بعث اليس هذا احتفال ( الصيام )
أولا : إن كان الصيام احتفالا فهل تقولان بجواز او استحبابا اووجوب صوم يوم المولد ؟؟ فالذي نراه اليوم العكس تماما بل هو اكل واسراف وتبذير....فهلا احتفلتم بالصوم كما تزعمون ؟؟
ثانيا : من المعروف أن يوم المولد يتغير تارة السبت وتارة الأحد وووو....فإن كان صومه عليه الصلاة ليوم الاثنين من اجل مولده ؟ فماذا نفعل إن صادف يوم المولد 12 ربيع الأول غير يوم الاثنين ؟؟
ثالثا: عندها نجزم ان صومه لم يكن لأجل مولده لأنه لو كان ذلك كذك لكان عليه الصلاة والسلام يصوم غير الاثنين من كل عام أي ما يوافق 12 ربيع الأول وهذا لم ينقل عنه ...بل المشهور هو صوم يوم الاثنين سواء وافق المولد او خالفه
نصوم يوم الإثنين لأنه مميز فهو مولد المصطفى الذي في نفس الوقت الجدير بنا أن نحتفل به..
تصومون يوم الاثنين ام يوم المولد ؟؟؟؟
الشاعر17
2009-03-13, 22:48
لا تحرث في البحر أخي الشاعر.....وكلامك أشبه بالتفلسيف.........أليس لكل حادث محدث ؟
والحداثة يقصد بها الجديد خلاف ما فسرتها انت أي ليس بالجديد !!!!
فمحدث يعني مبتدع
نقطة نهاية
إن للمفردة ما يفسرها بصفة تتبعها بقولنا أشربوا - بصيغة المجهول - ولا يكون ذلك الا من تطاول العهد بالامر اما
تعريف البدعة
فهي إحداث أمر دونما مثال سابق
ومنها قول الله جل وعلا
-بديع السموات والارض -
أي خلقهن على صفة لم يسبقها مثال من ذي قبل
فإن كان الامر على نحو قبله من الشكل والمثال فلا يكون بدعا لغة ومعنى
والصبيان لو قرأو ما كتبت ما فهموا الذي ذهبت إليها .. فكيف وانت مشرف
اللهم الا ان يكون الامر من باب معزة ولو طارت او لدخيلة في نفسك ،إن أبديتها افتُضحت وان كتمتها أرّقتك
ام تراك نظرت الى الموضوع بعين واحدة ....
والاصوب ان تكون الشمال فلقد بلغني عن ذي علم بطب العيون ان الشمال تكون أقل في درجة الابصار عادة
فسبحان الذي أدبدع كل شيئ خلقه
01 algeroi
2009-03-14, 09:02
ــــــــــــــــــــــ
ما زلنا نقول ان هناك من يتلبس بالدعوة الى السنة وهم احق الناس بالتعزير على رؤوس الاشهاد ، وحالهم اشبه بطائفة الحنابلة التي ظهرت على عهد الامام احمد تدعو الى تغيير المنكر واحياء السنة وتبرأ منهم الامام بل دعا الى تعزيرهم ..
ولقد ذكرت نموذجا لواحد من هؤلاء .. ويجب ان يعزر وقد حضر مجلسنا بعض طلاب العلم ممن يحلو لك ان تسميهم ان شئت سلفيون وكان مجلس ود فلما انقضى المجلس بعيد صلاة العشاء أفاض القوم في حديث طويل على شكل مجموعات صغيرة الى ساعة متاخرة من الليل ولعل فائدته عمت من حضر .. فجزاهم الله كل خير وهؤلاء بمنأى من التعزير إن شاء الله .. ولا أحسب انه قد فاتك التفرقة بين الطريقة والرأي
فالطريقة سلوك والرأي نظر العقل في ذلك السلوك
وبني قومك ممن تنافح عنهم ولك الحق في كل ذلك صنفان من الناس أصحاب طريقة وأصحاب رأي
فأصحاب الطرائق أكثرهم جهال .. يتصدرون مجالس الناس ويواجهون العامة تماما مثل فعل صاحبك الذي يستحق التعزير .. وانكاره لبدعة المولد ، وأصحاب الرأي منهم من لهم علم ويغلب عليهم التواضع والتثبت وعدم التسرع
وكثرة الصمت في كثير من المواقف وهم أيضا صنفان ..
صنف منهم يفقهون جيدا واقع الناس ولا اجد لهم تشبيها الا بالطبيب الحاذق الجراح الماهر فهو يعرف الداء ويصف الدواء بعلم وحكمة ، وصنف داخلهم الغرور فهم يوحون الى الاتباع برأيهم لتصدوا للعامة ويتلذذون بذلك حتى إذا ما حل الصفع .. كانو في مأمن منه
اما مسألة الرفق التي ندعو اليها فنحن ندعو الى الرفق بالعامة لا بالمخالفين .. فمن كان ذا علم بمسألة ما كيف نرفق به بل نعزره على رؤوس الاشهاد ونرى في ذلك مصلحة للامة وندعو الى التحذير منهم والغلظة معهم في الرد والفعل
ولا نخجل من ابداء ذلك الرأي أبدا ... والله أعلم وأرجو ان لا نكون قد أفسدنا على صاحب الموضوع موضوعه وإن كان الحديث ذو شجون فهو موضوع الساعة بحكم مناسبة الحال
يؤسفني ان اعبر لك عن مدى خيبتي وانا أقرأ مشاركتك هذه فالظاهرانك اسير لصورة ذهنية تعجز عن دفعها كلما حاولت التواصل مع من تتهمه (بالسلفية) لتقوم باسقاط مفهومك الموهوم على الواقع فلا ترى من محاورك الا ما تريك اياه تلك الصورة المشوهة ولا تسمع منه الا ما تريده لك ان تسمعه والا فما وجه وصفك لي بما تقدم وليس في كلامي ما يشين بل فيه استفصال عن حقيقة رأيك وغاية موقفك حتى لا تتهمني بالتحامل والظلم فاذا بك وقد جردت حسام الطعن غير آبه بما يترتب على طريقتك المتشنجة في خطاب محاوريك ولا اعلم من نفسي اني قد صادفتك يوما حتى تصف صاحبك ذاك بأنه صاحبي وتصف من تلفق لهم التهم الباطلة بأنهم قومي فأنا لا أعرفك ولا أعرف هؤلاء الذين تتحدث عنهم
وقد استهجنت جدا طريقتك في الزام محاوريك بما لا يلزم بل جل حديثك هو محاولة فاشلة لتوضيف نموذجك الاسقاطي السيئ لغاية مجهولة وتوجه من خلاله سهامك الدامية بطريقة خفية لن ينفعك في دفعها دعوى التفريق بين انواع السلفيين اذ لا يكاد القارئ لكلامك التحرر من تلك النمطية التي تحاول جهدك ترسيخها في الاذهان ولست ادري لم تصر على تجاهل ما جاء في مشاركتي من دفع لتلك الدلالات السيئة التي تنضح بها مداخلاتك وتصفني بالمنافح عن قومي وكأنك من جذع مقطوع لا قوم لك لتدافع عنهم والغريب هو استهجانك لهذا الدفاع رغم كونه دفاعا بحق لا يقر الخطأ ولا يرد الصواب وللقارئ الكريم ان يراجع ما كتبته وما عقب به هذا المعترض ليقف على حقيقة امره وانه حاقد وليس بناقد وسأكتفي بنقل شاهدين تجاهلهما الشاعر ولم يعقب حولهما بشئ :
1- قولي في التعقيب الاول (أخي الشاعر .. أحسن الله إليك .. حديثنا في الحكم الشرعي وليس في طرق تغير المنكر ولعل اخي يلاحظ بأن أول خطوة في تغيير المنكر هي اقناع الناس بأنه منكر وتعليمهم بعض القواعد التي تسمح لهم تمييز المنكر عن غيره ومن ثم تعليمهم قواعد تغيير المنكر ولا اظن بان خطوة من هذه الخطوات تغني عن الاخرى)
2- قولي في تعقيبي الثاني (نعم .. قد احمل قولك على احسن المحامل لو قلت (وطريقة البعض في انكار البدع مخالفة لفقه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر) ولقلت ناصح مخلص !! ))
فها أنت ترى بأن محل الخلاف ليس في اعتبار فقه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بل الخلاف كل الخلاف بيني وبين الشاعر هو محاولته ترسيخ تصور نمطي عن السلفيين في اذهان القراء وهذا ما لا يمكن السكوت عنه اذ ليس ابدا من باب النصيحة او اعتبار قواعد تغيير المنكر التعامل مع المخالفين بمثل هذه الطريقة المتشنجة وان كان لا يفوتني تنبيهه على تناقض صغير قد وقع فيه سهوا -كما اظن- فقد جاء في مداخلته وصف بطل القصة بالجهل ومع ان صاحبنا يدعوا الى الرفق بالجهال نجده يصر على تعزير بطل قصته وهذا ما يثير التساؤل وويعمق الاشكال ؟!! ترى ما الذي صنعه هذا الجاهل حتى لا يعامله كاتب القصة بطريقته الكريمة في معاملة الجهال ؟؟ وما الذي جعله متوعدا دون غيره من الجهال بالتعزير؟؟ اظن بأن الامر غريب للغاية !!
ختاما هذه فتوى للشيخ فركوس حفظه الله تبين حقيقة الموقف الشرعي
من الصورة التي يحاول الشاعر وسم السلفيين بها رغم انها -على فرض صحتها- لا تعدوا ان تكون خطأ فرديا ينبه عليه من واقعه برفق ودون اثارة للفتن او وشاية للسلطان فقد جاء في الفتوى رقم 258 من باب فتاوى منهجية قوله :
في التعامل مع إمام مبتدع
السؤال: في مسجد حينا إمام مبتدع، كيف نتعامل معه؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا.
الجواب: أمّا التعامل مع أهل البدعة فيختلف المقام باختلاف حال الضعف وحال القوة، وبين المستتر ببدعته والمظهر لها الداعي إليها، أمّا في حالة الضعف وظهور أهل البدعة فالواجب أن يداريهم ويصبر عليهم، ولا يبدي لهم مواقف قد تشجعهم على الاستبداد وقهر أهل السنة وإبعادهم من المسجد وتطويق نشاطهم، مع القيام بالواجب اتجاه أهل البدع ببيان حالهم والتحذير منهم وإظهار السنة وتعريف المسلمين بها، أمّا إذا كان أهل السنة لهم الشوكة والقوة فينبغي قمع البدع بما يوجبه الشرع من ضوابط بالغلظة والشدة والهجر-إن اقتضى المقام ذلك- حتى يعودوا إلى السداد وهو مقتضى أوامر الشرع ونواهيه، ولمّا كان السالكون لطريقها مؤيدون، فمقتضى تعاليم السيرة النبوية تدفعنا إلى أن نسلك معهم سبيل المداراة من غير مداهنة، مع القيام بواجب البيان والتحذير.
أمّا المستتر ببدعته فنكل سريرته إلى الله تعالى كذا كان يعامل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحبه المنافقين في زمانه وزمن الصحابة الكرام.
والعلم عند الله، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
انتهى كلامه حفظه الله
أرجوا المعذرة ان كنت جاوزت حدي والمسؤولية تقع على من بدأ بظلم اخوانه والاعتداء عليهم وكان اجدر بالشاعر وانفع للقراء لو انه فتح موضوعا آخر تحدث فيه عن فقه النصيحة وآدابها ولا بأس عندها بسوق مثل تلك القصص ولوجد حينها من اخوانه انصارا واعتذر مجددا من الاخ المهاجر وآسف لتجاوزي ..
الشاعر17
2009-03-14, 12:39
يؤسفني ان اعبر لك عن مدى خيبتي وانا أقرأ مشاركتك هذه فالظاهرانك اسير لصورة ذهنية تعجز عن دفعها كلما حاولت التواصل مع من تتهمه (بالسلفية) لتقوم باسقاط مفهومك الموهوم على الواقع فلا ترى من محاورك الا ما تريك اياه تلك الصورة المشوهة
lلاأحسبك قد قرأت تعليقي ، او ربما اكتفيت بما تحتاجه منه ، وذلك من باب : ويل للمصلين
وسأذكرك بما كتبت فاحفظه فهو لا يختلف كثيرا عن كلام شيخك فركوس الذي لا أرى ان ثمة حاجة لادراجه سوى شيئا
بداخلك ، ولا [اس فقد أفصحت عنه وفي ذلك راجة للقلب والنفس معا فهنيئا لك
** ـــــــــــــــــ **
وهذا ما كتبته
فأصحاب الطرائق أكثرهم جهال .. يتصدرون مجالس الناس ويواجهون العامة تماما مثل فعل صاحبك الذي يستحق التعزير .. وانكاره لبدعة المولد ،
وأصحاب الرأي منهم من لهم علم ويغلب عليهم التواضع والتثبت وعدم التسرع
وكثرة الصمت في كثير من المواقف
وهم أيضا صنفان ..
صنف منهم يفقهون جيدا واقع الناس ولا اجد لهم تشبيها الا بالطبيب الحاذق الجراح الماهر فهو يعرف الداء ويصف الدواء بعلم وحكمة
وصنف داخلهم الغرور فهم يوحون الى الاتباع برأيهم لتصدوا للعامة ويتلذذون بذلك حتى إذا ما حل الصفع .. كانو في مأمن منه
راجع ما كتبتبه فقد اعدت إدراجه هاهنا بلونين مغايرين وبخط كبير واضح ربما لا يحتاج الى نظارات طبية
اللهم الا إذا كنت تضع عصابة على عينين فساعتها ليست مشكلتي
ونعتذر لصاحب الموضوع
انتهى
01 algeroi
2009-03-14, 16:29
lلاأحسبك قد قرأت تعليقي ، او ربما اكتفيت بما تحتاجه منه ، وذلك من باب : ويل للمصلين
وسأذكرك بما كتبت فاحفظه فهو لا يختلف كثيرا عن كلام شيخك فركوس الذي لا أرى ان ثمة حاجة لادراجه سوى شيئا
بداخلك ، ولا [اس فقد أفصحت عنه وفي ذلك راجة للقلب والنفس معا فهنيئا لك
** ـــــــــــــــــ **
-[/font]
[/color]
أما عن قراءة تعليقك الممتع!! والمفيد ! .. فأرجوا أن تكون على يقين من قراءتي له مرات ومرات وكنت في كل مرة احاول ان اكون اكثر دقة وابلغ اهتماما ولعل هذا الامر هو الذي جعلني اشعر بالخيبة بل بالحسرة على ما آلت اليه احوال بعض المنتسبين الى العلم الشرعي في بلدي اما عن موافقة كلامك لكلام الشيخ فكم كنت اتمنى ان يكون الامر كذلك اذا لجنبتنا مثل هذه المهاترات التي لا تفيد ولا تنفع بل حتى لو لم توافقه لكان في الامر سعة اذ المسألة تقديرية على حد تصوري وهي متعلقة بدفع المفاسد وجلب المصالح وغيرها من القواعد فاختلافكما في تطبيق القاعدة لا يثير اشكالا كبيرا بقدر ذلك الاشكال الذي يثيره اختلافكم في تقريرها والفرق بين النصيحة وقطع الطريق كما بين الثرى والثريا اذ لا يعقل ان ينبري احد الاشخاص في كل مرة تدفع فيها بدعة وتحيا فيها سنة بتحوير الموضوع الى اخذ ورد حول اخطاء بعض السلفيين هذا ماجعلني اتحفك بفتوى الشيخ لتعلم بان هذه الاخطاء قد تصدر عن الجهال او عن بعض صغار الطلاب وهذا ما يجعل كبار طلاب العلم والمشايخ والمثقفين يجتهدون في دفعها وعلاجها ودعوة اصحابها الى تركها والبراءة منها والاستقامة على الجادة دون افراط ولا تفريط وارجوا ان لا تحمل كلامي هذا على ما لم يخطر لي على بال فقد تزعم الاطلاع على السرائر كما جاء في تعقيبك الاخير وهذا الامر مخيف جدا جدا فما انا الا انسان بسيط بساطة هذا الشعب الطيب الذي شرفني الله بالانتماء اليه وكونك لا ترى حاجة لادراج كلام الشيخ فهذا شأنك ولا اظنك ترى في نفسك حجة على الخلق حتى يكون رأيك ميزانا تقاس به الاقوال والافعال فلكل رأيه ولكل منهجه
اما عن حديث النظارة فالحمد لله على نعمة البصر ف(أخوك؟؟ .. ) 10/10 ولله الحمد والمنة وحسبي من النظارات تلك التي يمنها الله على عباده المتقين وفقني-الله عز وجل- لنيلها وسيأتي يوم الفصل ويقدم كل على ما قدم والله يحكم بين العباد ... انتهى
الشاعر17
2009-03-14, 17:14
أما عن قراءة تعليقك الممتع!! والمفيد ! .. فأرجوا أن تكون على يقين من قراءتي له مرات ومرات وكنت في كل مرة احاول ان اكون اكثر دقة وابلغ اهتماما ولعل هذا الامر هو الذي جعلني اشعر بالخيبة بل بالحسرة على ما آلت اليه احوال بعض المنتسبين الى العلم الشرعي في بلدي اما عن موافقة كلامك لكلام الشيخ فكم كنت اتمنى ان يكون الامر كذلك اذا لجنبتنا مثل هذه المهاترات التي لا تفيد ولا تنفع بل حتى لو لم توافقه لكان في الامر سعة اذ المسألة تقديرية على حد تصوري وهي متعلقة بدفع المفاسد وجلب المصالح وغيرها من القواعد فاختلافكما في تطبيق القاعدة لا يثير اشكالا كبيرا بقدر ذلك الاشكال الذي يثيره اختلافكم في تقريرها والفرق بين النصيحة وقطع الطريق كما بين الثرى والثريا اذ لا يعقل ان ينبري احد الاشخاص في كل مرة تدفع فيها بدعة وتحيا فيها سنة بتحوير الموضوع الى اخذ ورد حول اخطاء بعض السلفيين هذا ماجعلني اتحفك بفتوى الشيخ لتعلم بان هذه الاخطاء قد تصدر عن الجهال او عن بعض صغار الطلاب وهذا ما يجعل كبار طلاب العلم والمشايخ والمثقفين يجتهدون في دفعها وعلاجها ودعوة اصحابها الى تركها والبراءة منها والاستقامة على الجادة دون افراط ولا تفريط وارجوا ان لا تحمل كلامي هذا على ما لم يخطر لي على بال فقد تزعم الاطلاع على السرائر كما جاء في تعقيبك الاخير وهذا الامر مخيف جدا جدا فما انا الا انسان بسيط بساطة هذا الشعب الطيب الذي شرفني الله بالانتماء اليه وكونك لا ترى حاجة لادراج كلام الشيخ فهذا شأنك ولا اظنك ترى في نفسك حجة على الخلق حتى يكون رأيك ميزانا تقاس به الاقوال والافعال فلكل رأيه ولكل منهجه
اما عن حديث النظارة فالحمد لله على نعمة البصر ف(أخوك؟؟ .. ) 10/10 ولله الحمد والمنة وحسبي من النظارات تلك التي يمنها الله على عباده المتقين وفقني-الله عز وجل- لنيلها وسيأتي يوم الفصل ويقدم كل على ما قدم والله يحكم بين العباد ... انتهى
ماذا أقول الله يهديك للخير
اما عن العلم الشرعي فيا .. صديقي أنا لا طالب علم شرعي ولا أيا من هذا الذي في تصورك فلواني استطعت أن أقرأ وردي وأصلي فرضي اكون قد
احسنت صنعا ..
اما تصنيف أصحابك الذي لا يروقك فانت وشأنك لكن لا مفر لك لا انت ولا غير من هذا الواقع المرير الذي نحياه بسبب اولئك الفتية الاحداث وانا على
يقين انه زوبعة في فنجان وستزول عم قريب إن شاء الله
وأرجو فقط ان تكون من الصنف الذي قلنا انهم أشبه بحذاق الاطباء .. فهذا انفع لك
والله المستعان .. وخلينا في بدعة المولد احسن ..
ربي يهدينا وإياك للخير
قول آمين .. ولا تستثقلها في نفسك
01 algeroi
2009-03-14, 17:33
ماذا أقول الله يهديك للخير
اما عن العلم الشرعي فيا .. صديقي أنا لا طالب علم شرعي ولا أيا من هذا الذي في تصورك فلواني استطعت أن أقرأ وردي وأصلي فرضي اكون قد
احسنت صنعا ..
اما تصنيف أصحابك الذي لا يروقك فانت وشأنك لكن لا مفر لك لا انت ولا غير من هذا الواقع المرير الذي نحياه بسبب اولئك الفتية الاحداث وانا على
يقين انه زوبعة في فنجان وستزول عم قريب إن شاء الله
وأرجو فقط ان تكون من الصنف الذي قلنا انهم أشبه بحذاق الاطباء .. فهذا انفع لك
والله المستعان .. وخلينا في بدعة المولد احسن ..
ربي يهدينا وإياك للخير
قول آمين .. ولا تستثقلها في نفسك
اتمنى ان يكون دعاؤك صادقا ... فاللهم آمين .
أولا : إن كان الصيام احتفالا فهل تقولان بجواز او استحبابا اووجوب صوم يوم المولد ؟؟ فالذي نراه اليوم العكس تماما بل هو اكل واسراف وتبذير....فهلا احتفلتم بالصوم كما تزعمون ؟؟
ثانيا : من المعروف أن يوم المولد يتغير تارة السبت وتارة الأحد وووو....فإن كان صومه عليه الصلاة ليوم الاثنين من اجل مولده ؟ فماذا نفعل إن صادف يوم المولد 12 ربيع الأول غير يوم الاثنين ؟؟
ثالثا: عندها نجزم ان صومه لم يكن لأجل مولده لأنه لو كان ذلك كذك لكان عليه الصلاة والسلام يصوم غير الاثنين من كل عام أي ما يوافق 12 ربيع الأول وهذا لم ينقل عنه ...بل المشهور هو صوم يوم الاثنين سواء وافق المولد او خالفه
تصومون يوم الاثنين ام يوم المولد ؟؟؟؟
أظنك تفهم قصدي لكن لا عليك سأشرح لك هذا:
رسولنا صلى الله عليه وسلم ولد يوم الإثنين ولما تزامن يوم مولده مع يوم الإثنين كان صومه سنة تقديرا واحتراما لمولده
وعليه نحتفل نحن به سواء أكان إثنين أم يوم أخر المهم يوم مولده
** ــــــــــــــــــــــــــ ***
نظرنا في الاقتضاء فلم نجد فيها ما يوهم أو حتى يمكن تأويله على انه استحسان للمولد وتعظيمه وكل ما ذكره في باب تعظيم يوم لم تعظمه الشريعة وعنوان الباب يكفي لاثبات ذلك
وفي الباب ما ادرجناه في تعليقنا السابق بلفظه وحرفه ، واتفق اللفظ الذي ذكرناه بما نقله العضو جمال لاحقا
فمن أي النسخ نقل صاحب التعليق ما أدرجه
وأيم الله لم نجد شيئا يمكن أن يوصف به كلام هذا العضو إلا انه ضرب من ضروب التدليس الممقوت ، ونورد ها هنا أحكاما تتعلق بالتدليس لتجنب مثل هذه النقول والتأويلات الباطلة .. مستقبلا
يقول العلامة أبو الفضل محمد بن محمد الفارسي
المعروف بفصيح الهروي والمتوفي سنة 837 للهجرة
في كتابه القيم جواهر الأصول في علم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم بتحقيق العلامة القاضي أطهر المباركفوري
في تعريف المدلس
والمدلَّسُ : ما أُخْفي عيبه وهو قسمان :
أحدهما ما يقع في الإسناد ، بأن يروي عمن لقيه ، أو عاصره .. ولم يسمع منه مُوهما أنه سمعه منه ، وربما لم يسقط شيخه ،أو أسقط غيره .. ضعيفا أو صغيرا .. تحسينا للحديث
والقسم الثاني في الشيوخ
فقد أراد العضو المذكور أن يوهمنا أن هذا الكلام هو عين كلام شيخ الإسلام بن تيمية في الاقتضاء تحسينا لتلك البدعة بدعة المولد ، موهما بذكر دار الطبع والصفحة قارئه انها مثبتته هناك ولا فرق بين اخذ العلم بالوجادة أو المناولة أو السماع وان كان أشرفها ما كان سماعا وهذا ضرب من الأخذ بالوجادة فيستوي التدليس في الحالتين وقد قال العلامة الهروي رحمة الله عليه أن هذا الصنف من التدليس مكروه جدا ذَمَّهُ أكثر العلماء – بهذا اللفظ -
واختلفوا في قبول رواية من عُرف بذلك
وقال سليمان المنقري : التدليس والغش والغرور والخداع والكذب .. يحشر يوم تبلى السرائر في نفاذ واحد
وكان شعبة من أشدهم ذما له ، فقال : التدليس أخو الكذب
وقال : لأن أزني أحبُّ إليَّ من أن أُدلس
وقال العراقي : هو قادح فيمن تعمد فعله
وقال شيخ الإسلام بن حجر : لا شك أنه جرح
قلت والله أعلم أن مثل هذا الفعل يستوجب توبة صاحبه ، والتحذير من نقوله والتثبت منها قبل ادراجها لا حقا
فهل انتم منتهون
ولا حول ولا قوة إلا بالله
عجيب أمرك العضو المكنى الشاعر في كل مرة تقول وتكرر نتحدث عن بدعية المولد لكني أراك تنحرف في كل مرة لتلصق كلاما لا علاقة له بالصلب .. وإن كان كلام الأخوة الأفاضل يعتمد على الحجة والدليل من كتاب الله وسنته وسير في نفس السياق فكلامك يشبه لعبة المتاهات ..
فأجدك هذه المرة تتحدث عن التدليس وما شابهه لأدري أي تدليس هذا الذي ذكرت؟؟
وإني لا أراك هنا مدلسا ، وإن كان الأمر كما تزعم ؟؟؟؟؟؟
التدليس لغةً هو كتمان عيب في شيء ما حتى لا يعلمه المستفيد من هذا الشيء. والتدليس عند علماء الحديث هو أن لا يسمِّي الراوي من حدَّثه، أو أن يوهِم أنه سمع الحديث ممن لم يسمعه منه. وقد اشتُقّ من الدَّلَس، وهو اختلاط الظلام بالنور,وينقسم التدليس في اصطلاح المحدثين إلى ثلاثة أقسام: (أ) تدليس الإسناد، و(ب) تدليس الشيوخ، و(ج) تدليس التسوية.
أ - تدليس الإسناد: تدليس الإسناد هو أول أنواع التدليس، وهو أن يُسقِط الراوي اسم شيخه الذي سمع منه إلى من يليه بلفظٍ لا يقتضي الاتّصال، كقوله عن فلان أو قال فلان. أو أن يروي عمَّن لقيه وسمع منه مالم يسمع، ولا يذكر ذلك.
قال البزَّاز : إن كان يدلس عن الثقات فتدليسه مقبول عند أهل العلم.
وكان الشافعي يردُّ مطلقاً من عُرف عنه التدليس في الإسناد ولو مرة واحدة. ولكن أكثر العلماء اتفقوا على أن الراوي الذي نُسب إليه التدليس، يُقبل من روايته ما صرح فيه بلفظ السماع، ويرد ما كانت عبارته محتملة مبهمة,
وأشهر من عُرف عنه تدليس الإسناد الأصبهاني أصبهاني صاحب حلية الأولياء وزيد بن أسلم العمري بن أسلم العمري ، والدارقطني صاحب السنن والبخاري وأبو داود وسفيان الثوري ، والإمام مسلم جامع الصحيح.
ب - تدليس الشيوخ: وهو أن يصرّح الراوي باسم المروي عنه باسمٍ أو كنية لم يُعرف بها لضعفه، كقول أبي بكر بن مجاهد أبي بكر بن مجاهد أحد أئمة القراء: حدَّثنا عبد الله بن أبي عبد الله يريد به عبد الله بن أبي داود السّجِستاني، وفي هذا تضييع للمروي عنه.
الخلاصة أن التدليس ليس دوما منبوذا حسب أقوال الأئمة
أراك أخي تنسخ وتلصق فقط ما يناسب هواك لغاية في نفسك
الشاعر17
2009-03-14, 18:22
عجيب أمرك العضو المكنى الشاعر في كل مرة تقول وتكرر نتحدث عن بدعية المولد لكني أراك تنحرف في كل مرة لتلصق كلاما لا علاقة له بالصلب .. وإن كان كلام الأخوة الأفاضل يعتمد على الحجة والدليل من كتاب الله وسنته وسير في نفس السياق فكلامك يشبه لعبة المتاهات ..
فأجدك هذه المرة تتحدث عن التدليس وما شابهه لأدري أي تدليس هذا الذي ذكرت؟؟
وإني لا أراك هنا مدلسا ، وإن كان الأمر كما تزعم ؟؟؟؟؟؟
التدليس لغةً هو كتمان عيب في شيء ما حتى لا يعلمه المستفيد من هذا الشيء. والتدليس عند علماء الحديث هو أن لا يسمِّي الراوي من حدَّثه، أو أن يوهِم أنه سمع الحديث ممن لم يسمعه منه. وقد اشتُقّ من الدَّلَس، وهو اختلاط الظلام بالنور,وينقسم التدليس في اصطلاح المحدثين إلى ثلاثة أقسام: (أ) تدليس الإسناد، و(ب) تدليس الشيوخ، و(ج) تدليس التسوية.
أ - تدليس الإسناد: تدليس الإسناد هو أول أنواع التدليس، وهو أن يُسقِط الراوي اسم شيخه الذي سمع منه إلى من يليه بلفظٍ لا يقتضي الاتّصال، كقوله عن فلان أو قال فلان. أو أن يروي عمَّن لقيه وسمع منه مالم يسمع، ولا يذكر ذلك.
قال البزَّاز : إن كان يدلس عن الثقات فتدليسه مقبول عند أهل العلم.
وكان الشافعي يردُّ مطلقاً من عُرف عنه التدليس في الإسناد ولو مرة واحدة. ولكن أكثر العلماء اتفقوا على أن الراوي الذي نُسب إليه التدليس، يُقبل من روايته ما صرح فيه بلفظ السماع، ويرد ما كانت عبارته محتملة مبهمة,
وأشهر من عُرف عنه تدليس الإسناد الأصبهاني أصبهاني صاحب حلية الأولياء وزيد بن أسلم العمري بن أسلم العمري ، والدارقطني صاحب السنن والبخاري وأبو داود وسفيان الثوري ، والإمام مسلم جامع الصحيح.
ب - تدليس الشيوخ: وهو أن يصرّح الراوي باسم المروي عنه باسمٍ أو كنية لم يُعرف بها لضعفه، كقول أبي بكر بن مجاهد أبي بكر بن مجاهد أحد أئمة القراء: حدَّثنا عبد الله بن أبي عبد الله يريد به عبد الله بن أبي داود السّجِستاني، وفي هذا تضييع للمروي عنه.
الخلاصة أن التدليس ليس دوما منبوذا حسب أقوال الأئمة
أراك أخي تنسخ وتلصق فقط ما يناسب هواك لغاية في نفسك
ما زلنا ننتظر توضيحا في المسألة بخصوص نقلك عن شيخ الاسلام بن تيمية انه يستحسن المولد وقد ورد في معرض حديثك بهذا اللفظ
قال : وهو أشبه بالتصريح بالسماع ولا فرق بين الوجادة والسماع عند اكثر أهل العلم وغالب أخذ العلم اليوم يكون وجادة لا سماعا وهذا عين التدليس
بإحالتك القراء على الصفحة ودار الطبع في الموضوع ..وقلنا اننا لم نجد ما ذكرت في الاقتضاء .. وإذا لم يكن هذا تدليسا فليت شعري كيف يكون
وهل يصح في الاذهان شيئ ** إذا احتاج النهار الى دليل
ونكرر ونقول مقولة الامام الشعبي التي أوردها العلامة فصيح الهروي في جواهر الاصول
الزنا أهون من التدليس
ما زلنا ننتظر .. أين وجدت ذلك في الاقتضاء .. نريد صورة .. من الصفحة ... والا كلامك مردود عليك
اما عن النسخ واللصق .. فنحن أبعد الناس عنه والحمد لله بل لا نتقنه إطلاقا وما تعودنا هذا فإما إملاءا .. او من كتاب ..
مهاجر إلى الله
2009-03-14, 18:31
أظنك تفهم قصدي لكن لا عليك سأشرح لك هذا:
رسولنا صلى الله عليه وسلم ولد يوم الإثنين ولما تزامن يوم مولده مع يوم الإثنين كان صومه سنة تقديرا واحتراما لمولده
وعليه نحتفل نحن به سواء أكان إثنين أم يوم أخر المهم يوم مولده
لازلتم تدندون ان صومه ليوم الاثنين عليه الصلاة والسلام احتفال بمولده.....فهل صيام يوم المولد يعد احتفالا ؟؟
فإن كان الصوم احتفالا ......فهل ندعو الناس اليوم إلى صوم يوم المولد ؟
عبد الله ياسين
2009-03-14, 19:24
الأخ " مهاجر إلى الله " وفقك الله :
مقدمات :
لا أحتفل بالمولد لأنني :
1- لم أجد له دليلا من القران
2 -ولا من السنة
3- ولا من عمل البصحابة
هل تقصد بالدّليل :
(1) النّص الحرفيّ الذي يدلّ علي حكم المسألة دلالة عينيّة
أم :
(2) النّص الشرعي الذي يُستنبطُ منه حكم المسألة
فانعدام وجود الأوّل لا يقتضي بالضرورة التحريم و الاّ تعطّل استنباط حكم الشريعة في المُستجدّات من المسائل ! ... ، و لهذا استنبط الحافظ ابن حجر العسقلاني أصلاً لعمل المولد لأنّ عدم الدّليل التفصيلي لا يقضي بعدم الدّليل الاستنباطي.
جاء في فَتَاوَى خاتمة الحفّاظ جلال الدّين السُّيُوطِيّ :
سُئِلَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ حَافِظُ الْعَصْرِ أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ حَجَرٍ عَنْ عَمَلِ الْمَوْلِدِ ؟
( فَأَجَابَ بِمَا نَصُّهُ ) :
أَصْلُ عَمَلِ الْمَوْلِدِ بِدْعَةٌ لَمْ يُنْقَلْ عَنْ أَحَدٍ مِنْ السَّلَفِ الصَّالِحِ مِنْ الْقُرُونِ الثَّلَاثَةِ وَلَكِنَّهَا مَعَ ذَلِكَ قَدْ اشْتَمَلَتْ عَلَى مَحَاسِنَ وَضِدِّهَا فَمَنْ تَحَرَّى فِي عَمَلِهَا الْمَحَاسِنَ وَتَجَنَّبَ ضِدَّهَا كَانَ بِدْعَةً حَسَنَةً وَمَنْ لَا فَلَا قَالَ وَ قَدْ ظَهَرَ لِي تَخْرِيجُهَا عَلَى أَصْلٍ ثَابِتٍ وَهُوَ مَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَوَجَدَ الْيَهُودَ يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَسَأَلَهُمْ فَقَالُوا هَذَا يَوْمٌ أَغْرَقَ اللَّهُ فِيهِ فِرْعَوْنَ وَنَجَّى فِيهِ مُوسَى فَنَحْنُ نَصُومُهُ شُكْرًا لِلَّهِ تَعَالَى } فَيُسْتَفَادُ مِنْهُ فِعْلُ الشُّكْرِ لِلَّهِ عَلَى مَا مَنَّ بِهِ فِي يَوْمٍ مُعَيَّنٍ مِنْ إسْدَاءِ نِعْمَةٍ وَدَفْعِ نِقْمَةٍ وَيُعَادُ ذَلِكَ فِي نَظِيرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ كُلِّ سَنَةٍ وَالشُّكْرُ لِلَّهِ يَحْصُلُ بِأَنْوَاعِ الْعِبَادَةِ كَالسُّجُودِ وَالصِّيَامِ وَالصَّدَقَةِ وَالتِّلَاوَةِ وَأَيُّ نِعْمَةٍ أَعْظَمُ مِنْ النِّعْمَةِ بِبُرُوزِ هَذَا النَّبِيِّ الَّذِي هُوَ نَبِيُّ الرَّحْمَةِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ وَ عَلَى هَذَا فَيَنْبَغِي أَنْ يُتَحَرَّى الْيَوْمُ بِعَيْنِهِ حَتَّى يُطَابِقَ قِصَّةَ مُوسَى فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ وَمَنْ لَمْ يُلَاحِظْ ذَلِكَ لَا يُبَالِي بِعَمَلِ الْمَوْلِدِ فِي أَيِّ يَوْمٍ مِنْ الشَّهْرِ بَلْ تَوَسَّعَ قَوْمٌ فَنَقَلُوهُ إلَى يَوْمٍ مِنْ السَّنَةِ وَفِيهِ مَا فِيهِ هَذَا مَا يَتَعَلَّقُ بِأَصْلِ عَمَلِهِ . وَأَمَّا مَا يُعْمَلُ فِيهِ فَيَنْبَغِي أَنْ يَقْتَصِرَ فِيهِ عَلَى مَا يُفْهِمُ الشُّكْرَ لِلَّهِ تَعَالَى مِنْ نَحْوِ مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ مِنْ التِّلَاوَةِ وَالْإِطْعَامِ وَالصَّدَقَةِ وَإِنْشَادِ شَيْءٍ مِنْ الْمَدَائِحِ النَّبَوِيَّةِ وَالزُّهْدِيَّةِ الْمُحَرِّكَةِ لِلْقُلُوبِ إلَى فِعْلِ الْخَيْرِ وَالْعَمَلِ لِلْآخِرَةِ وَأَمَّا مَا يَتْبَعُ ذَلِكَ مِنْ السَّمَاعِ وَاللَّهْوِ وَغَيْرِ ذَلِكَ فَيَنْبَغِي أَنْ يُقَالَ مَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ مُبَاحًا بِحَيْثُ يَتَعَيَّنُ لِلسُّرُورِ بِذَلِكَ الْيَوْمِ لَا بَأْسَ بِإِلْحَاقِهِ بِهِ وَمَهْمَا كَانَ حَرَامًا أَوْ مَكْرُوهًا فَيَمْتَنِعُ وَكَذَا مَا كَانَ خِلَافَ الْأَوْلَى.انتهى
فحتى و إن لم يثبت دليل بعينه يحثّ على استحباب عمل المولد الاّ أنّ الأصول الشرعية و القواعد الفقهية تؤيّده.
و قد استُنبط لعمل المولد أصولاً اخرى كما تجده في مظانه...
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح :
" الْمُحْدَثَات " بِفَتْحِ الدَّالّ جَمْع مُحْدَثَة وَالْمُرَاد بِهَا مَا أُحْدِث , وَ لَيْسَ لَهُ أَصْل فِي الشَّرْع وَيُسَمَّى فِي عُرْف الشَّرْع " بِدْعَة " وَ مَا كَانَ لَهُ أَصْل يَدُلّ عَلَيْهِ الشَّرْع فَلَيْسَ بِبِدْعَةٍ.انتهى
و الحافظ أفتى باستحباب عمل المولد لأنّ احياء ليلة المولد له أصلٌ يدلُّ عليه الشرع فليس ببدعة و لهذا جاء في فتوى الحافظ أعلاه ما نصّه : { هَذَا مَا يَتَعَلَّقُ بِأَصْلِ عَمَلِهِ } أي هذ الأصل الذي بنينا عليه حكم عمل المولد ؛ فتأمّل
و قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح :
فَالْبِدْعَة فِي عُرْف الشَّرْع مَذْمُومَة بِخِلَافِ اللُّغَة فَإِنَّ كُلّ شَيْء أُحْدِث عَلَى غَيْر مِثَال يُسَمَّى بِدْعَة سَوَاء كَانَ مَحْمُودًا أَوْ مَذْمُومًا. وَ كَذَا الْقَوْل فِي الْمُحْدَثَة وَفِي الْأَمْر الْمُحْدَث الَّذِي وَرَدَ فِي حَدِيث عَائِشَة " مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمَرْنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدّ " كَمَا تَقَدَّمَ شَرْحه وَمَضَى بَيَان ذَلِكَ قَرِيبًا فِي " كِتَاب الْأَحْكَام " وَقَدْ وَقَعَ فِي حَدِيث جَابِر الْمُشَار إِلَيْهِ " وَكُلّ بِدْعَة ضَلَالَة " وَفِي حَدِيث الْعِرْبَاض بْن سَارِيَة " وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَات الْأُمُور فَإِنَّ كُلّ بِدْعَة ضَلَالَة " وَهُوَ حَدِيث أَوَّله " وَعَظَنَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَة بَلِيغَة " فَذَكَرَهُ وَفِيهِ هَذَا أَخْرَجَهُ أَحْمَد وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيّ وَصَحَّحَهُ اِبْن مَاجَهْ وَابْن حِبَّان وَالْحَاكِم , وَهَذَا الْحَدِيث فِي الْمَعْنَى قَرِيب مِنْ حَدِيث عَائِشَة الْمُشَار إِلَيْهِ وَهُوَ مِنْ جَوَامِع الْكَلِم.
قَالَ الشَّافِعِيّ " الْبِدْعَة بِدْعَتَانِ :
(1) مَحْمُودَة
وَ
(2) مَذْمُومَة
فَمَا وَافَقَ السُّنَّة فَهُوَ : مَحْمُود وَ مَا خَالَفَهَا فَهُوَ : مَذْمُوم
أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْم بِمَعْنَاهُ مِنْ طَرِيق إِبْرَاهِيم بْن الْجُنَيْد عَنْ الشَّافِعِيّ.
وَ جَاءَ عَنْ الشَّافِعِيّ أَيْضًا مَا أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي مَنَاقِبه قَالَ " الْمُحْدَثَات ضَرْبَانِ :
(1) مَا أُحْدِث يُخَالِف :
(أ) كِتَابًا
أَوْ
(بـ) سُنَّة
أَوْ
(جـ) أَثَرًا
أَوْ
(د) إِجْمَاعًا
فَهَذِهِ : بِدْعَة الضَّلَال.
(2) وَ مَا أُحْدِث مِنْ الْخَيْر لَا يُخَالِف شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ - أي لم يُخالف (أ) ، (بـ) ، (جـ) ، (د) - : فَهَذِهِ : مُحْدَثَة غَيْر مَذْمُومَة "
اِنْتَهَى.انتهى
فاحياء ليلة المولد قد : " يُحمد " كما أنّه قد : " يذم " ؛ و باعتبار الاصول التي أصّلها الأئمّة فهو محمود.
4- عاش النبي عليه الصلاة والسلام 63 سنة ولم يحتفل بمولده
سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه و سلم لم يفعل كلّ المُستحبّات و الاّ لما وسعه العمر كله للاتيان بها بعينها.
5 - أبو بكر الصديق وسائر الخلفاء والصحابة والائمة الأعلام أشد حبا للنبي عليه الصلاة والسلام وتعظيما له واتباعا له ومع ذلك لم يحتفلوا به كما يفعل اليوم
6- لو كان المولد خيرا لأخبر عنه الشارع فقد مات عليه الصلاة والسلام ولم يترك خيرا إلا دل أمته عليه ولا شرا إلا حذرهم منه
7- لو كان المولد خيرا لسبقونا إليه ( السلف الصالح )
لم يثبت و ان أقام سلفنا ملتقى سنوي للتعريف بجهود الأئمة في نصرة دين الله ، و لم يقل أحدٌ أنّ اقامة ملتقى سنوي للتعريف بالامام ابن باديس بدعة لأنّ السلف لم يفعله !
8- قوله عليه الصلاة والسلام {{ من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد}} فبحثت عن امر المولد فلم أجده من أمره عليه الصلاة والسلام
من أخبركَ أنّ عمل المولد عبادة ! ؛ لم يقل هذا أحدٌ من الأئمة المُجيزين ، فاستدلالك بالحديث أجنبيٌّ على محلّ النّزاع !
عليك أن ترجع الى شرّاح الحديث ...فسيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم وضع شرطًا لردّ العمل : { من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد } فاذا كان العمل ممّا يدلّ عليه أمر الشريعة فالحكم يرتفع لانتفاء الشرط.
9- قال تعالى {{ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا}} وقد اكتمل الدين بموته عليه الصلاة والسلام ولم يشرع لأمته الاحتفال بمولده ...فكيف نفسر تمام الدين واكتماله وأصحاب البدع يلصقون به يوميا عشرات البدع ويزعمون أنها من الدين ؟
أصل عمل المولد مُستنبط من أصول هذا الدّين الكامل ؛ فتنبّه !
ملحوظة مهمة :
نظراً لظروف معيّنة و اخرى تتعلّق بأوقات التفرّغ للكتابة ...! ، احبّذ أن احاور فقط الأخ صاحب الموضوع . و الله من وراء القصد.
أمة الله55
2009-03-14, 19:34
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
كل ما أريد أن أقوله هوأنّ الإحتفال بالمولد النبوي الشريف بدعة ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك لكن أرى أنها بدعة مستحبة و الله أعلم.
لازلتم تدندون ان صومه ليوم الاثنين عليه الصلاة والسلام احتفال بمولده.....فهل صيام يوم المولد يعد احتفالا ؟؟
فإن كان الصوم احتفالا ......فهل ندعو الناس اليوم إلى صوم يوم المولد ؟
تنهاه عن التفلسف وأراك فاعل ..ولا زلتم كذلك تدندنون في أمور نرحب بها أكثر مما نستبعدها في وقتنا وإن لم يثبتها الشرع
ونتغافل عن أمور أحق لنا أن نستحضرها ونعلم أبناءنا إياها ..نترك اللب ونتلهى بالقشور قد تطمس معالم شخصيتنا الإسلامية أولها-التوحد-ونحن نغالي في أمور لا تستحق كل هذه البلبلة
الشاعر17
2009-03-14, 21:23
لازلتم تدندون ان صومه ليوم الاثنين عليه الصلاة والسلام احتفال بمولده.....فهل صيام يوم المولد يعد احتفالا ؟؟
فإن كان الصوم احتفالا ......فهل ندعو الناس اليوم إلى صوم يوم المولد ؟
التطوع بالصيام والقيام مشروع، لكن التخصيص بأيام أو ليال معينة لا يجوز إلا في حدود المنصوص عليه والوارد شرعاً. كصيام الاثنين مع عدم
الاعتقاد ان ذلك متعلق بيوم مولده ، او كصيام يوم عرفة ، والايام البيض .. وغيرها ..
وبناءً عليه فإن تخصيص يوم بالصيام، أو بالقيام بدعة منكرة ..
والاصل في التعبد توقيفي .. فلا عبادة الا بنص ..
يجب التنبيه على هذا
والله أعلم
الشاعر17
2009-03-14, 21:39
أظنك تفهم قصدي لكن لا عليك سأشرح لك هذا:
رسولنا صلى الله عليه وسلم ولد يوم الإثنين ولما تزامن يوم مولده مع يوم الإثنين كان صومه سنة تقديرا واحتراما لمولده
وعليه نحتفل نحن به سواء أكان إثنين أم يوم أخر المهم يوم مولده
صوم يومي الاثنين والخميس, سنة لأنهما يومان تعرض فيهما أعمال العباد على الله تبارك وتعالى, ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((إني أحب أن
يعرض عملي وأنا صائم)) ولهذا كان يصومهما.فالحكمة من صوم اليومين المذكورين بينها هذا الحديث
أما صوم يوم الاثنين فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يصوم ويقول: ((ذلك يوم ولدت فيه وبعثت فيه وأنزل علي فيه))
فخاصية الصيام متعلقة بعرض أعمال العباد وخاصية اليوم متعلقة بمولده لا بصيامه ولو تدبرنا قليلا في الحديث لفهمنا هذا جليا دون عناء فمن الجهل
المركب قرن صيام الاثنين بخاصية مولده .. بل هو تاويل فاسد .. وما سمعنا بأحد من أهل الاهواء والبدع قال بمثله أبدا
ولا حول ولا قوة الا بالله
ونكرر ونقول المولد بدعة منكرة وهذا قول شيخ الاسلام بن تيمية في كتابه الاقتضاء
مهاجر إلى الله
2009-03-15, 17:56
الأخ عبد الله ياسين وفقه الله
للأسف الشديد كلامك خارج مجال التغطية......طلبت أدلة على جواز الاحتفال ولم أطلب قضايا أصولية ووووو......وقول بن حجر ليس حجة بل هو متناقض فكيف الجمع بين البدعية وأن له أصل ؟؟ والرد على تأويل بن حجر وتخريجه الرد عليه موجود وجاهز......ولكن أحببت أن يبدأ الموضوع بالأدلة مباشرة بعيدا عن أقوال الأئمة والعلماء......والله الموفق
بارك الله فيكم جميعا على النقاش الجاد
وفقكم الله جميعا
وألف شكر لصاحب الموضوع
عبد الله ياسين
2009-03-16, 10:18
الأخ مهاجر إلى الله أعانك الله :
للأسف الشديد كلامك خارج مجال التغطية......
كيف ذلك ؟!
طلبت أدلة على جواز الاحتفال ولم أطلب قضايا أصولية ووووو......
الشاهد من الكلام عن طرق الاستدلال هو بيان أنّ احياء المولد له أصلٌ في الشريعة و إن لم يثبت بنصٍّ حرفيّ ، فادّعاؤكَ عدم الدّليل غيرُ صحيح اللّهمّ الاّ اذا حمل كلامكَ على عدم الدّليل الحرفيّ و فيه ما فيه كما سبق بيانه ، فتأمّل !
وقول بن حجر ليس حجة بل هو متناقض فكيف الجمع بين البدعية وأن له أصل ؟؟
نعم ، قول الحافظ المُجرّد من الدّليل ليس بحجة ، أمّا مع قيامه رحمه الله بالتأصيل الشرعي للمسألة ، فكلامكَ مردود حتى تنقض نقضًا علميّا هذا التأصيل الشرعي و أنّى لكَ ذلك !
أمّا دعوى التناقض في كلام الحافظ فاعجب بها من دعوى !
فالحافظ أصّل لعمل المولد بأصلٍ شرعيّ واضح و كلامه عن بدعية احياء المولد ينطبق على البدعة اللّغوية و ليس البدعة الشرعية المذمومة ، فكلّ مُحدث فهو بدعة بمعنى أنه لم يعمل على مثال سابق أمّا أن يكون هذ المُحدث مذموم أم محمود فذاكَ يترتّب على ثبوت أم عدم الثبوت التأصيل الشرعي للعمل.
قال الحافظ بن رجب الحنبلي رحمه الله في " جامع العلوم والحكم " :
المراد بالبدعة : ما أحدث مما ليس له أصل في الشريعة يدل عليه و أما ما كان له أصل في الشرع يدل عليه فليس ببدعة و إن كان بدعة لغة.انتهى المُراد
و كلام الحافظ ابن حجر في الفتح جدّ واضح فعليك أن تراجعه بتمعّن مرة اخرى !
ثمّ من أين لكَ بدعوى التناقض ؟
(1) هل هو رأيكَ الشخصي ؟!!!
(2) تتبع فيه رأي امام ؟!
في كلا الحالين ، اشرح لنا باختصار وجه التناقض !
والرد على تأويل بن حجر وتخريجه الرد عليه موجود وجاهز......ولكن أحببت أن يبدأ الموضوع بالأدلة مباشرة بعيدا عن أقوال الأئمة والعلماء......والله الموفق
أخي الكريم العلماء لهم أهلية استنباط الحكم الشرعي للمسائل و ليس لأحد غيرهم فعل ذلك و قد ذكرنا لك بعض كلام اهل العلم فيما تحسبهُ حجة تمنع احياء المولد ، فتنبّه !
صالح القسنطيني
2009-03-16, 12:13
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد:
ليعلم الجميع أن البدع في ديننا ثلاثة أقسام:
(1) بدعة حقيقية.
(2) بدعة إضافية نسبية.
(3) بدعة تركية.
ثم ليعلم الجميع أن كل ما تعمد رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم تركه و تعمد الصحابة رضي الله عليهم أجمعين تركه، مع قيام ما يقتضي الفعل، دل ذلك على أن تركهم كان مقصودا، و فعل ما تعمدوا و قصدوا تركه مع قيام ما يقتضي ذلك الفعل بدعة محدثة في دين الله.
ثم لنعلم أن الأدلة الشرعية منحصرة في أربعة أمور:
1- نص من كتاب الله.
2- نص من سنة رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم.
3- أجماع من يعتد بإجماعهم.
4- القياس و النظر الصحيح.
ثم لنعلم أن كل مسألة مفتقرة من جهة التأصيل العلمي إلى لثلاثة أمور:
1- صحة الدليل.
2- صحة وجه الاستدلال.
3- السلامة من المعارض.
و كلما تخلف شرط من هذه الشروط الثلاثة كان هناك قدح في تلك المسألة.
ثم ينبغي لكل مستدل أن يعلم أن كلام العلماء يستدل له و لا يستدل به عند الخلاف إلا الإجماع، و كذلك ليعلم كل من استدل بفهم أو كلام عالم أنه يجب عليه معرفة خلفية ذلك العالم و أصول مذهبه و كما لا يخفى على أحد أن ابن حجر شافعي المذهب و استدلالاته و استنباطاته تكون وفق أصول المذهب الشافعي. و من أصولهم القول بالبدعة الحسنة. و هذا الأصل الذي اعتمدوا عليه ساقط، و قد خالف في ذلك الصحابة رضي الله عنهم و خالف الإمام مالك بن أنس (صاحب المذهب المالكي) و هو الحق
قال العلامة المحدث عبد المحسن العباد البدر: المحدثات في الدين هي البدع (وكل بدعة ضلالة) وهذا لفظ عام يشمل البدع كلها التي أحدثت في الدين مما ليس له أساس
فإن كل بدعة في الدين هي ضلال لأنها مخالفة لما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه, ولا يستثنى من ذلك شيء ولا يقال: إن في الإسلام بدعة حسنة فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (كل بدعة ضلال) فكيف يقال: إن في الإسلام بدعة حسنة؟! ليس في الإسلام بدعة حسنة, بل البدع كلها ضلال كما جاء في هذه الجملة العامة
وقد ثبت أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة فإن استحسنها الناس واستساغوها وألفوها فإنها إذا لم يكن لها أساس في الدين فإنها مما أحدث ومما ابتدع، وهي ضلال ولا يستثنى من ذلك شيء, فليس في الإسلام بدعة حسنة
وقد جاء عن الإمام مالك رحمة الله عليه أنه قال: من زعم أن في الإسلام بدعة حسنة فقد زعم أن محمداً خان الرسالة؛ لأن الله تعالى يقول:(لْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا ( ثم قال ( ما لم يكن يومئذ ديناً لا يكون اليوم ديناً )
يعني: ما لم يكن يومئذ ديناً -يعني يوم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه- فإنه لا يكون اليوم ديناً فالدين في هذا الزمان وفي كل زمن هو الدين في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أما هذه البدع المحدثة المبتدعة التي ما أنزل الله بها من سلطان فهي ضلال وقد حمى الله عنها وحفظ الله منها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابتلي بها من بعدهم فلا يجوز ولا يعقل أن يقال: إن هذه الأمور المحدثة التي أحدثها الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حق وهدى! فكيف تكون حقاً وهدى ويحجب عنها الصحابة ويظفر بها أناس يجيئون بعدهم؟! فهذا ليس بمعقول ولا مقبول بل الحق والهدى ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، كما جاء في هذا الحديث: (فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ) هذا هو الحق والهدى
بعد هذه المقدمة القصيرة أقول:
إن القول بإباحة الاحتفال بذكرى المولد النبوي بدعة باتفاق المخالف والموافق في الاحتفال به، حتى من أجازها لم يرفع عنها مسمى البدعة والإحداث، وإنما انساق بحسب مذهبه إلى القول بحسنها. و ابن حجر العسقلاني رحمه الله قد صرح بكون هذا الاحتفال بدعة محدثة و لم ينفي عنها هذا الاسم كما يحاول البعض، لكنه صرح بأنها بدعة حسنة بناء على أصوله الفقهية فهو شافعي المذهب. و هذا الأصل في مذهبهم ساقط كما ذكرته من قبل
فدفع القول ببدعية الاحتفال بذكرى المولد النبوي مكابرة وتعنت. حتى عند من أجازه على انه بدعة حسنة لكنهم لم يقولو هو من قبيل المباح او المسكوت عنه في الشرع كما قد يدعي البعض.
ربوح ميلود
2009-03-16, 21:52
شكرا الاخ الكريم على المعلومات
مهاجر إلى الله
2009-03-16, 22:59
بسم الله الرحمن الرحيم
كثرت الظباء على خراش ** فلم يدر خراش ما يصيد
اظن ان الموضوع قد تشعب عند أول خطواته....ولكن سأحاول توجيهه إلى الأحسن بتوفيق الله تعالى
كلمة لابد منها
رأيت والله أعلم أن أغلب الذين ينافحون من أجل تجويز المولد او استحبابه أن مادفعهم لذلك إلا أنهم وجدوه وتوارثوه ولو لم يكن.... وقيل لأحدهم اخرج للناس بهذا الاحتفال لخنس وتلكأ ولكن ما نفعل حينما يكون لسان القوم { إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ }الزخرف22
الأخ " مهاجر إلى الله " وفقك الله :
هل تقصد بالدّليل :
(1) النّص الحرفيّ الذي يدلّ علي حكم المسألة دلالة عينيّة
أم :
(2) النّص الشرعي الذي يُستنبطُ منه حكم المسألة
هب أنني عامي كل نقاطي 01 من 10 وأغلبها هبات من المعلم.....هل انا ملزم بما ما تفضلت به أم يكفيني أن أعرف ان هذا الأمر ( أي أمر) ورد في الشرع المطهرفأعمل به أو لم يرد فأجتنبه.......هل أنا مصيب إن امتنعت من الاحتفال بالمولد أم مخطيء ؟؟
فانعدام وجود الأوّل لا يقتضي بالضرورة التحريم و الاّ تعطّل استنباط حكم الشريعة في المُستجدّات من المسائل ! ... ،
والعكس بالعكس فعدم وجود نص صريح على تحريم الاحتفال بالمولد أو بدعيته لا يلزم منه منع اطلاق حكم التحريم أو البدعية عليه ...وإلا :sdf:
أَصْلُ عَمَلِ الْمَوْلِدِ بِدْعَةٌ لَمْ يُنْقَلْ عَنْ أَحَدٍ مِنْ السَّلَفِ الصَّالِحِ مِنْ الْقُرُونِ الثَّلَاثَةِ وَلَكِنَّهَا مَعَ ذَلِكَ قَدْ اشْتَمَلَتْ عَلَى مَحَاسِنَ وَضِدِّهَا فَمَنْ تَحَرَّى فِي عَمَلِهَا الْمَحَاسِنَ وَتَجَنَّبَ ضِدَّهَا كَانَ بِدْعَةً حَسَنَةً وَمَنْ لَا فَلَا قَالَ .
الجواب عن هذه الشبهة : من وجوه : ( من رد الشيخين الانصاري والتويجري رحمهما الله تعالى)
الوجه الأول :
أن ابن حجر-رحمه الله- صرح في بداية جوابه أن أصل عمل المولد بدعة لم تنقل عن أحد من السلف الصالح، من القرون الثلاثة، وهذا كافٍ في ذمِّ الاحتفال بالمولد ؛ إذا لو كان خيراً لسبق إليه الصحابة والتابعون ، وأئمة العلم والهدى من بعدهم .
الوجه الثاني :
أن تخريج ابن حجر في فتواه عمل المولد على حديث صوم عاشوراء ، لا يمكن الجمع بينه وبين جزمه أول تلك الفتوى بأن ذلك العمل بدعة لم تنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة ، فإن عدم عمل السلف الصالح بالنص على الوجه الذي يفهمه منه من بعدهم، يمنع اعتبار ذلك الفهم صحيحاً؛ إذا لو كان صحيحاً لم يعزب عن فهم السلف الصالح،ويفهمه من بعدهم.
كما يمنع اعتبار ذلك النص دليلاً عليه ؛ إذا لو كان دليلاً عليه لعمل به السلف الصالح ، فاستنباط ابن حجر الاحتفال بالمولد النبوي من حديث صوم يوم عاشوراء ،مخالف لما أجمع عليه السلف ، من ناحية فهمه، ومن ناحية العمل به ، وما خالف إجماعهم فهو خطأ ؛ لأنهم لا يجتمعون إلا على هدى .
وقد بسط الشاطبي – رحمه الله – الكلام على تقرير هذه القاعدة في كتابه الموافقات في أصول الأحكام..
الوجه الثالث :
أن تخريج بدعة المولد على صيام يوم عاشوراء ، إنما هو من التكلُّف المردود ؛ لأنَّ العبادات مبناها على الشرع والاتباع ، لا على الرأي والاستحسان والابتداع.
الوجه الرابع
أن صيام يوم عاشوراء قد فعله النبي صلى الله عليه وسلم ، ورغب فيه ، بخلاف الاحتفال بمولده ، واتخاذه عيداً ، فإنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله ، ولم يرغّب فيه ، ولو كان في ذلك شيء من الفضل لبين ذلك لأمته لأنَّهُ صلى الله عليه وسلم لا خير إلا وقد دلَّهم عليه ، ورغَّبهم فيه، ولا شر إلا وقد نهاهم عنه وحذَّرهم منه، والبدع من الشر الذي نهاهم عنه، وحذرهم منه.
قال صلى الله عليه وسلم : (( وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة)) .
قال صلى الله عليه وسلم : (( أما بعد : فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة))
وقد رد الشيخ رشيد رضا رحمه الله على كلام بن حجر بقوله :
(أن المحاسن التي وردت في فتوى الحافظ أن من تحراها في عمل المولد وتجنب ضدها كان عمل المولد بدعة حسنة لا تعد هي بنفسها من البدع وإنما البدعة فيها جعل ذلك الاجتماع المخصوص بالهيئة المخصوصة في الوقت المخصوص واعتبار ذلك العمل من قبيل شعائر الإسلام التي لا تثبت إلا بنص من كتاب أو سنة بحيث يظن العوام الجاهلون بالسنن أن عمل المولد من أعمال القرب المطلوبة شرعا!.
وعمل المولد بهذه القيود بدعة سيئة وجناية على دين الله وزيادة فيه تعد من شرع
ما لم يأذن به الله ومن الافتراء على الله والقول في دينه بغير علم.
ثم أن حديث صوم يوم عاشوراء لنجاة موسى عليه السلام فيه وإغراق فرعون فيه ليس فيه سوى أن النبي صلى الله عليه و سلم صامه وأمر بصومه دون زيادة على ذلك)
وكذا: أن الشرط الذي أشترطه الحافظ ابن حجر للاحتفال بالمولد النبوي وهو تحري ذلك اليوم بعينه حتى يطابق قصة موسى عليه السلام لا يلتزمه كثير ممن تبعوه في الاستدلال بهذا الحديث على مشروعية الاحتفال بالمولد فقد قال محمد بن علوي المالكي في "حول الاحتفال بالمولد"(ص6):(أننا لا نقول بسنية الاحتفال بالمولد المذكور في ليلة مخصوصة !!!!!!!!!!!!بل من اعتقد ذلك فقد ابتدع !!!!!في الدين، لأن ذكره صلى الله عليه و سلم والتعلق به يجب أن يكون في كل حين، ويجب أن تمتلئ به النفوس … الخ).
وعلى كلامه فإن الإمام ابن حجر العسقلاني يكون قد وقع في الابتداع في الدين فإنه خصص الاحتفال بيوم واحد في العام كما هو واضح في كلامه السابق!!!!!!
ثم :(ان الرسول صلى الله عليه و سلم قد صام يوم عاشوراء وحث على صيامه فكان صيامه سنة وسكت عن يوم ولادته الذي هو الثاني عشر من ربيع الأول كما يقول به اكثر المحتفلين فلم يشرع فيه شيئاً فوجب أن نسكت كذلك، ولا نحاول أن نشرع فيه صياماً ولا قياماً فضلاً .
فحتى و إن لم يثبت دليل بعينه يحثّ على استحباب عمل المولد الاّ أنّ الأصول الشرعية و القواعد الفقهية تؤيّده.
هي على فهمكم فقط أخي الكريم.....و إن كنت ترى ما تفضلت به دليلا على جواز الاحتفال بالمولد فلدي عدة اعمال اطرحها عليك وأرجوا ان تفعلها وتدعو الناس إليها ......ولكن هيهات
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح :
" الْمُحْدَثَات " بِفَتْحِ الدَّالّ جَمْع مُحْدَثَة وَالْمُرَاد بِهَا مَا أُحْدِث , وَ لَيْسَ لَهُ أَصْل فِي الشَّرْع وَيُسَمَّى فِي عُرْف الشَّرْع " بِدْعَة " وَ مَا كَانَ لَهُ أَصْل يَدُلّ عَلَيْهِ الشَّرْع فَلَيْسَ بِبِدْعَةٍ.انتهى
ولكن من يسلم بصحة هذا الأصل فأنت تراه أصلا واما انا ومن اتبعهم من العلماء لا يرونه أصلا بل هو تكلف وتحميل للنصوص مالا تحتمل.....والعبادات لا تثبت بالقياس
و قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح :
فَالْبِدْعَة فِي عُرْف الشَّرْع مَذْمُومَة بِخِلَافِ اللُّغَة فَإِنَّ كُلّ شَيْء أُحْدِث عَلَى غَيْر مِثَال يُسَمَّى بِدْعَة سَوَاء كَانَ مَحْمُودًا أَوْ مَذْمُومًا. فإن كانت في الدين فهي مذمومة ...هكذا أفضل ويستقيم الكلام
فَمَا وَافَقَ السُّنَّة فَهُوَ : مَحْمُود وَ مَا خَالَفَهَا فَهُوَ : مَذْمُوم
حجة عليكم فمن قال بان الاحتفال بالمولد موافق للسنة ؟ فلم يبق من قول الشافعي إلا الثاني !!!!
من أخبركَ أنّ عمل المولد عبادة !
ما هو إذا ؟؟؟؟
صالح القسنطيني
2009-03-17, 08:10
السللام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد:
جزاك الله خيرا مشرفنا (المهاجر إلى الله)، و بارك الله فيك.
ثم أقول لقائل هذه المقولة - عبد الله ياسين- : (الشاهد من الكلام عن طرق الاستدلال هو بيان أنّ احياء المولد له أصلٌ في الشريعة و إن لم يثبت بنصٍّ حرفيّ ).
كم يعاب على المتكلم أن ينساق وراء كلام العلماء المتقدمين، دون أن يعرف مذهبهم و أصول مذهبهم و الأصول التي اعتمدوها لإستنباط الأحكام، فابن حجر شافعي المذهب و أصوله في الاستنبط أصول الشافعية و هذا لا يجهله احد و من بين اصول مذهبهم أو قواعد إستنباطهم للأحكام القول بـ ((البدعة الحسنة)). فابن حجر لما استنبط ذلك الحكم أقر و أثبت بأنه بدعة محدثة ثم انساق إلى القول بأنها حسنة بناء على أصول مذهبه.
و أما أن يتبع ابن حجر في دليله و لا يتبع في حكمه الذي توصل إليه فهذه مكابرة ظاهرة، ثم أنا أسالك: هل ابن حجر صرح بأن هذا الاحتفال بدعة أو لم يصرح؟؟ فإن قلت لم يصرح، كان هذا القول من أمثالك لا يغتفر. و إن قلت قد صرح و هو الحق. تجد لزاما عليه أن تنساق إلى ما انساق إليه ابن حجر و هو القول بالبدعة الحسنة...
و لا أظنك تجهل أن النبي عليه الصلاة و السلام و الصحابة رضي الله عنهم و الإمام مالك (صاحب المذهب) قد أنكروا بالأدلة على من قال بالبدعة الحسنة.....
عبد الله ياسين
2009-03-17, 23:14
الأخ " مهاجر إلى الله " سلام الله عليكم ...
أمّا قولك :
ما هو إذا ؟؟؟؟
احياء ليلة المولد شعيرة من شعائر الله و ليس عبادة من العبادات التوقيفية التي وقّف الشارع الحكيم كيفيّاتها و هيئاتها.
و هذه كوكبة يسيرة من أقوال الدّاعين لاحياء ليلة المولد و هي كلّها تدور في فلكٍ واحد حيثُ تعدّدت التعابير و اتّحدت المآلات :
يقول الأستاذ الدكتور الشيخ أحمد بن الشيخ محمد نور سيف في مقال له " الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف بين كونه عبادة أو شعيرة من شعائر الإسلام " :
يقول الله تعالى: (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ الله ِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ) (الحج:30)، (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّه ِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) (الحج:32) .
الحرمات : جمع حُرُمة - بضمتين - وهو ما يجب احترامه .
والاحترام : اعتبار الشيء ذا حَرَم - كناية عن عدم الدخول فيه، أي عدم انتهاكه بمخالفة أمر الله في شأنه، تعظيماً كان أو تعظيماًَ وعبادة، إذ ليس كل معظم في نظر الشارع معبوداً، أمَّا المعبود أو المتعبد به فهو عند الشارع لا بد أن يكون معظماً - والحرمات يشمل كل ما أوصى الله بتعظيم أمره، فتشمل مناسك الحج كلها.
والذي يظهر أن الحرمات يشمل الهدايا، والقلائد، والمشعر الحرام، وغير ذلك من أعمال الحج . كالغسل في مواقعه، والحلق ومواقيته ومناسكه .
والشعائر : جمع شعيرة ؛ المعلم الواضح، مشتقة من الشعور. و شعائر الله لقب لمناسك الحج . جمع شعيرة بمعنى مشعرة، أي معلمة بما عينه الله .
لذا فجملة (وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ) أخص من مضمون جملة (وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللهِ)، وذكر الأخص بعد الأعم للاهتمام، فكل ما أمر الله به، بزيارته أو بفعل يوقع فيه فهو من شعائر الله، أي مما أشعر الله الناس وقرره وشهره، كما في قوله تعالىإِنََّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ الله) (البقرة:158)، وهي معالم الحج؛ الكعبة، والصفا والمروة، وعرفة، والمشعر الحرام، ونحوها من معالم الحج. (انظر التحرير والتنوير 17/256).
والعبادة : فعل يدل على الخضوع أو التعظيم الزائدين على المتعارف عليه .
وفي الشرع : فعل ما يرضي الرب من خضوع وامتثال واجتناب، أو فعل ما يحبه الله من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة.
وهو بذلك يشمل :
- ما كان الاستجابة فيه لأمر فرضاً كان أو مستحباً.
- أو الامتناع عما كان النهي عنه تحريماً أو كراهة.
- أو مباحاً انقلب بنية إلى مطلوب أو محظور.
- أو دلَّ الدليل على تعظيمه من الشارع، وهذا الأخير لا تتحقق فيه صفة العبادة بملاحظة قصد الشارع من التعظيم لذاته، وإنما العبادة تأتي من جهة وجوب ارتباط التعظيم من العبد لما عظم الخالق. فإذا أشار الدليل إلى منزلة معتبرة ومعظمة عند الشارع لمكان، أو فعل فيه، أو زمان، أو ذات، طلب من العبد أن يلتزم بما التزم الشرع به من هذا التعظيم، فكان عبادة بهذا المعنى .
وفارق هذا النوع غيره من الأنواع الأخرى التي هي مطلوبة من الشارع قصداً فعلاً أو تركاً، كالصلاة والزكاة وفعل النوافل، أو اجتناب الزنا والمسكرات أو المكروهات، فهذا الامتثال عبادة مقصودة من الشارع.
ولذا فما روعي موقف الشارع منه لاعتبار من الاعتبارات، لا يصدق فيه صفة العبادة على الحقيقة، فليس تعظيمنا للكعبة مثلا لكونها حجارة مرصوصة في شكل من الأشكال، أو البُدْن لأنها لحيوان من لحم ودم، وإنما من جهة ارتباطها بتعظيم الشارع لها ، لارتباطها بمعنى معظم عند الشارع ، فلزم العبد تعظيمها وإن لم يكن عابداً لها.
وهذه صفة الشعيرة المعظمة عند الشارع، فلم يأمر الشرع بعبادتها ولا التذلل لها، وإنما أمر بأن تكرم وتعظم لمعنى فيها أراده الشارع .
فالكعبة ، و الصفا والمروة ، و البُدْن من شعائر الله ، و من حرماته ، ومن معالم الإسلام، جعل الشارع منها رموزاً للتكريم والإجلال لا لذاتها، وإنما لملاصقتها وملازمتها أمراً معظماً عند الله وهو العبادة .
قال الإمام الفخر الرازي (23/24/32) في التفسير الكبير :
والأصل في الشعائر الأعلام التي بها يعرف الشيء ويكون وسيلة إلى رحمة الله تعالى؛ فتعظيم شعائر الله تعالى أن يعتقد أن طاعة الله تعالى في التقرب بها، فإن تعظيمها من أفعال ذوي تقوى القلوب، فمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم طاعة لما يحتوي عليه الاحتفاء من تعريف الأمة بقدر هذا النبي صلى الله عليه وسلم، من خلال شمائله، وسرد سيرته نثراً أو شعراً، وغرس محبته وإجلاله في قلوب المسلمين، والدعوة إلى التأسي والاقتداء به .
ومن هنا يتضح الفرق بين الشعيرة والعبادة، فالشعيرة أعم والعبادة أخص، فكل عبادة شعيرة، وليس كل شعيرة عبادة.
فالشارع أمرنا بتعظيم البيت الحرام، وبناء المساجد، وتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيره، ولم يأمرنا بعبادة الكعبة، ولا بعبادة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا بعبادة المساجد، ولا بعبادة أصحابه والصالحين من عباد الله، مع أن توقيرهم واجب واحتقارهم كفر لأنهم يمثلون الدين، وكذلك طباعة المصحف، والتذلل للأبوين والمؤمنين، تعد من شعائر الله وليس ذلك عبادة لتلك الشعائر.
فالمولد النبوي بهذا المقتضى يعتبر شعيرة من شعائر الدين، بل هو الدين؛ لأنه يحكي سيرة الأمين صلى الله عليه وسلم، فالقرآن الكريم هو خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل دستور الإسلام، وقد مثله رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل تمثيل في ذاته وفي حياته، وفي مجتمعه، فحينما نحتفل بمولد النبي صلى الله عليه وسلم إنما نحتفل بالقرآن الذي يحمل قيم وأخلاق الإسلام العظيمة.
وبهذا يعتبر مظهراً من مظاهر الدين، وشعيرة من شعائره، ووسيلة مشروعة لبلوغ محبة الله عز وجل (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)، وقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده والناس أجمعين» .
فلا يكون الاتباع إلا بمعرفة، ولا تكون المعرفة إلا بالذكر والتذكير والتعريف والبيان، بأي وسيلة عرفها الإنسان بحسب مقتضى كل عصر ومجتمع، وليس في الشريعة ما يمنع من الاستفادة من وسائل التعريف والبيان المستجد في كل عصر ومصر، بحيث لا يصطدم بحكم أو نص شرعي مقرر، وقد جاءت القاعدة الأصولية في هذا البيان أن الوسائل لها حكم المقاصد، إذا كان المقصد شرعياً.
أمَّـا تشبيه المـولد النـبوي بالعيـدين، وبما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله: «لقد أبدلنا الله بعيدين: عيد الفطر، وعيد الأضحى» فتشبيه للشيء بغير جنسه، واستدلال في غير محله .
وذلك أن الله أبدل الأمة الإسلامية بعيدين بدلا من عيدين أو أعياد كان المشركون وأهل الكتاب يتعبدون بها، فرحاً بتلك العبادة الشركية أو الكفرية التي كانوا يتعبدون بها ويقيمون الأفراح تعبداً بها، كعيد النيروز عند الفرس عبدة النار، والمهرجان، وغيرهما من طقوس العبادة والتقرب إلى غير الله.
فاختار الإسلام بدلاً من ذلك فرحاً للمسلمين بعبادتين عظيمتين هما: ختام الصيام، وختام الحج، فكانا عيدين لا مثيل لهما، وكانا عبادتين تؤديان فيهما الصلاة ويعلن فيهما بأسباب الفرح .
قال ابن حجر رحمه الله في كتاب العيدين، في شرحه لحديث الجـاريتين المغنيـتين في حـضـــرة النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنــكار أبي بــكر عليــهما، وقــوله صلى الله عليه وسلم: «دعهما»: «عَرَّفه الحكم مقروناً ببيان الحكمة بأنه يوم عيد، أي يوم سرور شرعي، فلا ينكر فيه مثل هذا، كما لا ينكر في الأعراس».الفتح (116/3) .
فأين هذا الأمر من الفرح بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، أو الفرح بالأعراس، أو الفرح بعودة الحاج، أو الفرح بختم القرآن والاجتماع لذلك والفرح به، وبذل الخير والمعروف شكراً لله على تلك النعم، ولو لم تكن عبادة في ذاتها، إنما سبب للفرح بنعمة الله تعالى المتجددة (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا) .
ولذا قررنا سابقاً أن هناك فرقاً كبيراً بين ما شرع في أصله عبادة، وبين ما عظمه الشارع وأمر بتعظيمه وإظهار الفرح به، وليس في أصله عبادة، وإنما يأخذ صورة العبادة في رضى الله سبحانه ومحبته لمن عظَّم ما عظَّم الله سبحانه، وفرح بما أمر الله أن يفرح به من محابه وتعظيم شعائره، وأن ذلك من تقوى القلوب .
ولذا فلا مدخل للابتداع في مثل ذلك، ولا تتضح هذه الصورة لعقلاء القوم إلا ويذعنوا بصوابها، ويكفي هذا لمن ألقى السمع وهو شهيد، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.انتهى
قال الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله [ "مجالس التّذكير من حديث البشير النّذير" ، من مطبوعات وزارة الشؤون الدينية ، صفحة 287 ] :
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، وعلى اسم الجزائر الرّاسخة في إسلامها، المتمسّكة بأمجاد قوميتها وتاريخها ـ أفتتح الذّكرى الأولى بعد الأربعمائة والألف من ذكريات مولد نبي الإنسانيّة ورسول الرّحمة سيّدنا ومولانا محمّد بن عبد اللّه عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام ـ في هذا النّادي العظيم الّذي هو وديعة الأمّة الجزائريّة عند فضلاء هذه العاصمة ووجهائها.لسنا وحدنا في هذا الموقف الشّريف لإحياء هذه الذّكرى العظيمة، بل يشاركنا فيها نحو خمسمائة مليون من البشر في أقطار المعمور كلّهم تخفق أفئدتهم فرحا وسرورا وتخضع أرواحهم إجلالا وتعظيما لمولد سيّد العالمين.انتهى
وقال أيضا [ نفس المصدر ، صفحة 289 ] :
ما الدّاعي إلى إحياء هذه الذّكرى ؟
المحبّة في صاحبها.
إنّ الشّيء يحبّ لحسنه أو لإحسانه وصاحب هذه الذّكرى قد جمع ـ على أكمل وجه ـ بينهما.انتهى
وقال [ المصدر ذاته ، صفحة 289-290 ] :
فمن الحقّ والواجب أن يكون هذا النّبيّ الكريم أحبّ إلينا من أنفسنا وأموالنا ومن النّاس أجمعين ولو لم يقل لنا في حديثه الشّريف : "لا يؤمن أحدكم حتّى أكون أحبّ إليه من ولده ووالده والنّاس أجمعين" وكم فينا من يحبّه هذه المحبّة ولم يسمع بهذا الحديث ؟ فهذه المحبّة تدعونا إلى تجديد ذكرى مولده في كلّ عام.
ما الغاية من تجديد هذه الذّكرى ؟
استثمار هذه المحبّة.انتهى
وقال أيضا في قصيدته المشهورة [ المصدر ذاته ، صفحة 307-309 ] :
تحية المولد الكريم
أحـيـيـت مـولـد من بـه *** حـييَ الأنـام على الحِـقَـبْ
أحـيـيـت مـولـوده بـما *** يُبرى النـفـوسَ مـن الوصبْ
بالـعـلـم والآداب و الـ *** أخـلاق في نـشءٍ عـجـبْ
الى آخر القصيدة التي ألقاها الشيخ بن باديس رحمه الله ليلة حفلة جمعية التربية والتعليم الإسلامية بقسنطينة.
قال الشيخ محمّد البشير الإبرهيمي [ " آثار الإمام محمّد البشير الإبرهيمي " جمع و تقديم نجله الدكتور أحمد طالِب الإبرهيمي ، طبعة دار الغرب الإسلامي ، الجزء الثاني صفحة 341 ] :
أوقفنا مقالات " تاريخ المولد النبوي في المغرب العربي " عن قصد لأنها طالت ، و لأن ما كُتب منها يدخل في رسالة مستقلة ، و لأن المهم منها إنما هو الجانب التاريخي ، أما الحكم الشرعي فيها فنحن لا نقر ذالك الإستحسان الذي يبالغ فيه بعض من نقل الكاتب كلامهم من علماء تلك العصور ، فهم يجعلون من حبّ المولود العظيم عذراً في ارتكاب بدع المولد ، و مسوغًا لأعمال الملوك الذين لا غاية لهم من تلك الموالد إلا الدعاية لأنفسهم ، و قرن أسمائهم باسم النبي صلى الله عليه و سلم في مديح الشعراء ، و استجلاب العامة بذالك كله . و لو أنهم جعلوا تلك الإحتفالات ذرائع لإصلاح حال الأمة ، و حملها على الرجوع الى السنن النبوية ، و الإهتداء بالهدي المحمدي ، لكان لفعلهم محمل سديد ، وأثر حميد ، لأن الأمور بمقاصدها.
أما الحبُّ الصحيح لمحمَّد صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم فهو الذي يَدَعُ صاحبَه عن البدع، ويحملُه على الاقتداء الصحيح، كما كان السلف يحبُّونه، فيُحيون سُننه، ويَذُودون عن شريعته ودينه، من غير أن يقيموا له الموالد و ينفقُوا منها الأموال الطائلة التي تفتقر المصالحُ العامَّةُ إلى القليل منها فلا تَجدُه.
ونحن نحتفل بالمولد على طريقة غير تلك الطريقة ، و بأسلوب غير ذلك الأسلوب ، فنجلي فيه السيرة النبوية ، و الأخلاق المحمدية ، و نكشف عما فيها من السر ، و ما لها من الأثر في إصلاحنا إذا اتبعناها ، و في هلاكنا إذا أعرضنا عنها ، ففي احتفالاتنا تجديد للصلة بنبيّنا في الجهات التي هو بها نبيّنا و نحن فيها أمّته.انتهى
و قال الشيخ البشير الإبراهيمي أيضاً [ نفس المصدر : " آثار الإمام محمّد البشير الإبرهيمي " ، صفحة 343 ] :
إحياء ذكرى المولد النبوي إحياء لمعاني النبوة ، و تذكير بكل ما جاء به محمد صلى الله عليه و سلم من هدى ، وما كان عليه من كمالات نفسية ، فعلى المتكلمين في هذه الذكرى أن يذكّروا المسلمين بما كان عليه نبيهم من خلق عظيم ، و بما كان لديهم من استعلاء بتلك الأخلاق.
لهذه الناحية الحية نجيز إقامَ هذه الاحتفالات ، و نعدّها مواسم تربية ، ودروس هداية ، و القائلون ببدعيتها إنما تمثلوها في الناحية الميتة من قصص المولد الشائعة.انتهى
فهذا هو معًا المفهوم و المقصود من دعوى المسلمين لاحياء ذكرى المُصطفى سيّدنا مُحمّد - صلى الله عليه و سلم - النبيّ الأميّ الأوفى.
يُتبع / ...
عبد الله ياسين
2009-03-17, 23:29
بسم الله الرحمن الرحيم
كثرت الظباء على خراش ** فلم يدر خراش ما يصيد
اظن ان الموضوع قد تشعب عند أول خطواته....ولكن سأحاول توجيهه إلى الأحسن بتوفيق الله تعالى
كلمة لابد منها
رأيت والله أعلم أن أغلب الذين ينافحون من أجل تجويز المولد او استحبابه أن مادفعهم لذلك إلا أنهم وجدوه وتوارثوه ولو لم يكن.... وقيل لأحدهم اخرج للناس بهذا الاحتفال لخنس وتلكأ ولكن ما نفعل حينما يكون لسان القوم { إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ }الزخرف22
أخي الكريم @ :
أفضّل أن تبتعد عن مثل هذا الأسلوب في الحوار فمُخالفيك في هذه المسألة اتّبعوا فهم حفّاظ الاسلام و لم يتّبعو آباء المُترفين كما هو الحال في الآية التي تستشهد بها في غير موضعها ؛ فتأمّل !
عبد الله ياسين
2009-03-18, 15:30
هب أنني عامي كل نقاطي 01 من 10 وأغلبها هبات من المعلم.....هل انا ملزم بما ما تفضلت به أم يكفيني أن أعرف ان هذا الأمر ( أي أمر) ورد في الشرع المطهرفأعمل به أو لم يرد فأجتنبه.......هل أنا مصيب إن امتنعت من الاحتفال بالمولد أم مخطيء ؟؟
أنتَ حر في اتّباع أحد الآراء...لكن ليس لأحد من أيّ الفريقين رشق الآخر بالبدعة أو مجافاة حضرة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ؛ فالمسألة فرعية تطرّق اليها اجتهاد أهل العلم و على كلٍّ فالمُصيب فيها له أجرين كاملين و المُخطئ له أجرٌ واحد و الحمدُ لله على هذه النّعمة.
يقول الأستاذ الدكتور محمود أحمد الزين في مقدّمة " البيان النبوي عن فضل الاحتفال بمولد النبي " :
هل يمكن أن يكون النبي صلى الله عليه و آله و سلم قد بين حكم الاحتفال بمولده ثم يقع حوله هذا الخلاف الكبير بين أن يكون سنة مستحبة و أن يكون بدعة ضلالة مع أن كل ضلالة في النار ؟!
لا هذا غير ممكن إلا إذا تركنا قواعد ديننا في النظر إلى المسائل الاجتهادية وفي حكم الاختلاف فيها و هو قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : { إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر }.
وهذا صريح في أن المخطئ غير مبتدع و لا ضال لأن الله لا يأجر على البدعة بل : { كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار } .
فالذي يضلل مخالفه إما أنه :
(1) يغفل عن هذا الميزان !
(2) و إما أنه يتجاهله لغاية في نفسه ضد مخالفه !
(3) و إما أنه يزعم أن هذه المسألة و أمثالها ليست مسائل اجتهادية ! ، بل هي من البينات التي يضل الناس بالإعراض عنها أو يعاندونها !
و أيًّا ما كان الأمر فالمولد لا يمكن أن يدعي أحد على مستحبيه أنهم عاندوا البيّنات !!! ؛ لأنهم أئمة ثقات كالحافظ ابن حجر و السيوطي رحمهما الله .
و لكن يزعم منكر الاستحباب أنهم أخطؤوا ، فلا يجوز اتباعهم !
( فيقال له حينئذٍ ) :
أأخطؤوا في البيّنات التي لا تحتمل الخطأ أم في الاجتهاديات ؟
( إن كانت ) :
الأولى : فهو عناد و قد قال الله تعالى عمن يفعل ذلك : { وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } [ آل عمران : 105 ] ، فهل يليق بهم هذا ؟!!!
و إن كانت :
الثانية : فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " فله أجر " و الله لا يأجر على البدعة ، و لا يحل لك أن تبدعه و تضلله ، و إن كنت تراه مخطئاً ، بل يمكن أن تكون أنت المخطئ.
و قولك إن المولد بدعة لا يصح ، إلا إذا عنيت أنه كذلك من حيث وجهة نظرك ، أو وجهة نظر العلماء الذين تتبعهم ، فأنت لو عملت مولداً تكون مبتدعاً ضالاً ؛ لأنك عملت أمراً تراه - حسب فهمك للأدلة - بدعة ضلالة ، أما مخالفك فلا.انتهى
يُتبع / ...
جمال البليدي
2009-03-18, 23:11
هل تقصد بالدّليل :
(1) النّص الحرفيّ الذي يدلّ علي حكم المسألة دلالة عينيّة
أم :
(2) النّص الشرعي الذي يُستنبطُ منه حكم المسألة
بل نقصد الدليل الشرعي الذي يثبت أن تخصيص تاريخ يوم ولادة النبي صلى الله عليه وسلم بالإحتفال وجعله عيد يعود كل سنة ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه
جاء في فَتَاوَى خاتمة الحفّاظ جلال الدّين السُّيُوطِيّ :
سُئِلَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ حَافِظُ الْعَصْرِ أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ حَجَرٍ عَنْ عَمَلِ الْمَوْلِدِ ؟
( فَأَجَابَ بِمَا نَصُّهُ ) :
أَصْلُ عَمَلِ الْمَوْلِدِ بِدْعَةٌ لَمْ يُنْقَلْ عَنْ أَحَدٍ مِنْ السَّلَفِ الصَّالِحِ مِنْ الْقُرُونِ الثَّلَاثَةِ وَلَكِنَّهَا مَعَ ذَلِكَ قَدْ اشْتَمَلَتْ عَلَى مَحَاسِنَ وَضِدِّهَا فَمَنْ تَحَرَّى فِي عَمَلِهَا الْمَحَاسِنَ وَتَجَنَّبَ ضِدَّهَا كَانَ بِدْعَةً حَسَنَةً وَمَنْ لَا فَلَا قَالَ وَ قَدْ ظَهَرَ لِي تَخْرِيجُهَا عَلَى أَصْلٍ ثَابِتٍ وَهُوَ مَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَوَجَدَ الْيَهُودَ يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَسَأَلَهُمْ فَقَالُوا هَذَا يَوْمٌ أَغْرَقَ اللَّهُ فِيهِ فِرْعَوْنَ وَنَجَّى فِيهِ مُوسَى فَنَحْنُ نَصُومُهُ شُكْرًا لِلَّهِ تَعَالَى } فَيُسْتَفَادُ مِنْهُ فِعْلُ الشُّكْرِ لِلَّهِ عَلَى مَا مَنَّ بِهِ فِي يَوْمٍ مُعَيَّنٍ مِنْ إسْدَاءِ نِعْمَةٍ وَدَفْعِ نِقْمَةٍ وَيُعَادُ ذَلِكَ فِي نَظِيرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ كُلِّ سَنَةٍ وَالشُّكْرُ لِلَّهِ يَحْصُلُ بِأَنْوَاعِ الْعِبَادَةِ كَالسُّجُودِ وَالصِّيَامِ وَالصَّدَقَةِ وَالتِّلَاوَةِ وَأَيُّ نِعْمَةٍ أَعْظَمُ مِنْ النِّعْمَةِ بِبُرُوزِ هَذَا النَّبِيِّ الَّذِي هُوَ نَبِيُّ الرَّحْمَةِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ وَ عَلَى هَذَا فَيَنْبَغِي أَنْ يُتَحَرَّى الْيَوْمُ بِعَيْنِهِ حَتَّى يُطَابِقَ قِصَّةَ مُوسَى فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ وَمَنْ لَمْ يُلَاحِظْ ذَلِكَ لَا يُبَالِي بِعَمَلِ الْمَوْلِدِ فِي أَيِّ يَوْمٍ مِنْ الشَّهْرِ بَلْ تَوَسَّعَ قَوْمٌ فَنَقَلُوهُ إلَى يَوْمٍ مِنْ السَّنَةِ وَفِيهِ مَا فِيهِ هَذَا مَا يَتَعَلَّقُ بِأَصْلِ عَمَلِهِ . وَأَمَّا مَا يُعْمَلُ فِيهِ فَيَنْبَغِي أَنْ يَقْتَصِرَ فِيهِ عَلَى مَا يُفْهِمُ الشُّكْرَ لِلَّهِ تَعَالَى مِنْ نَحْوِ مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ مِنْ التِّلَاوَةِ وَالْإِطْعَامِ وَالصَّدَقَةِ وَإِنْشَادِ شَيْءٍ مِنْ الْمَدَائِحِ النَّبَوِيَّةِ وَالزُّهْدِيَّةِ الْمُحَرِّكَةِ لِلْقُلُوبِ إلَى فِعْلِ الْخَيْرِ وَالْعَمَلِ لِلْآخِرَةِ وَأَمَّا مَا يَتْبَعُ ذَلِكَ مِنْ السَّمَاعِ وَاللَّهْوِ وَغَيْرِ ذَلِكَ فَيَنْبَغِي أَنْ يُقَالَ مَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ مُبَاحًا بِحَيْثُ يَتَعَيَّنُ لِلسُّرُورِ بِذَلِكَ الْيَوْمِ لَا بَأْسَ بِإِلْحَاقِهِ بِهِ وَمَهْمَا كَانَ حَرَامًا أَوْ مَكْرُوهًا فَيَمْتَنِعُ وَكَذَا مَا كَانَ خِلَافَ الْأَوْلَى.انتهى
فحتى و إن لم يثبت دليل بعينه يحثّ على استحباب عمل المولد الاّ أنّ الأصول الشرعية و القواعد الفقهية تؤيّده.
و قد استُنبط لعمل المولد أصولاً اخرى كما تجده في مظانه...
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح :
" الْمُحْدَثَات " بِفَتْحِ الدَّالّ جَمْع مُحْدَثَة وَالْمُرَاد بِهَا مَا أُحْدِث , وَ لَيْسَ لَهُ أَصْل فِي الشَّرْع وَيُسَمَّى فِي عُرْف الشَّرْع " بِدْعَة " وَ مَا كَانَ لَهُ أَصْل يَدُلّ عَلَيْهِ الشَّرْع فَلَيْسَ بِبِدْعَةٍ.انتهى
و الحافظ أفتى باستحباب عمل المولد لأنّ احياء ليلة المولد له أصلٌ يدلُّ عليه الشرع فليس ببدعة و لهذا جاء في فتوى الحافظ أعلاه ما نصّه : { هَذَا مَا يَتَعَلَّقُ بِأَصْلِ عَمَلِهِ } أي هذ الأصل الذي بنينا عليه حكم عمل المولد ؛ فتأمّل
و قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح :
فَالْبِدْعَة فِي عُرْف الشَّرْع مَذْمُومَة بِخِلَافِ اللُّغَة فَإِنَّ كُلّ شَيْء أُحْدِث عَلَى غَيْر مِثَال يُسَمَّى بِدْعَة سَوَاء كَانَ مَحْمُودًا أَوْ مَذْمُومًا. وَ كَذَا الْقَوْل فِي الْمُحْدَثَة وَفِي الْأَمْر الْمُحْدَث الَّذِي وَرَدَ فِي حَدِيث عَائِشَة " مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمَرْنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدّ " كَمَا تَقَدَّمَ شَرْحه وَمَضَى بَيَان ذَلِكَ قَرِيبًا فِي " كِتَاب الْأَحْكَام " وَقَدْ وَقَعَ فِي حَدِيث جَابِر الْمُشَار إِلَيْهِ " وَكُلّ بِدْعَة ضَلَالَة " وَفِي حَدِيث الْعِرْبَاض بْن سَارِيَة " وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَات الْأُمُور فَإِنَّ كُلّ بِدْعَة ضَلَالَة " وَهُوَ حَدِيث أَوَّله " وَعَظَنَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَة بَلِيغَة " فَذَكَرَهُ وَفِيهِ هَذَا أَخْرَجَهُ أَحْمَد وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيّ وَصَحَّحَهُ اِبْن مَاجَهْ وَابْن حِبَّان وَالْحَاكِم , وَهَذَا الْحَدِيث فِي الْمَعْنَى قَرِيب مِنْ حَدِيث عَائِشَة الْمُشَار إِلَيْهِ وَهُوَ مِنْ جَوَامِع الْكَلِم.
قَالَ الشَّافِعِيّ " الْبِدْعَة بِدْعَتَانِ :
(1) مَحْمُودَة
وَ
(2) مَذْمُومَة
فَمَا وَافَقَ السُّنَّة فَهُوَ : مَحْمُود وَ مَا خَالَفَهَا فَهُوَ : مَذْمُوم
أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْم بِمَعْنَاهُ مِنْ طَرِيق إِبْرَاهِيم بْن الْجُنَيْد عَنْ الشَّافِعِيّ.
وَ جَاءَ عَنْ الشَّافِعِيّ أَيْضًا مَا أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي مَنَاقِبه قَالَ " الْمُحْدَثَات ضَرْبَانِ :
(1) مَا أُحْدِث يُخَالِف :
(أ) كِتَابًا
أَوْ
(بـ) سُنَّة
أَوْ
(جـ) أَثَرًا
أَوْ
(د) إِجْمَاعًا
فَهَذِهِ : بِدْعَة الضَّلَال.
(2) وَ مَا أُحْدِث مِنْ الْخَيْر لَا يُخَالِف شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ - أي لم يُخالف (أ) ، (بـ) ، (جـ) ، (د) - : فَهَذِهِ : مُحْدَثَة غَيْر مَذْمُومَة "
اِنْتَهَى.انتهى
أولا:هؤلاء العلماء الذين أجازوا الاحتفال بالمولد اعترفوا بأنه بدعة وحسبنا ذلك مهم , وأما دعواهم أنه بدعة حسنة فمردود عليهم , فليس في الدين وفيما شرع وجوباً أو استحباباً بدعة حسنة
يقول الصحابي الجليل عبدالله بن عمر رضي الله عنه: { كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة } [أخرجه الدارمي بإسناد صحيح].
قال الإمام مالك -رحمه الله تعالى-: ( من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدا خان الرسالة لأن الله يقول " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ " فما لم يكن يومئذ دينا لا يكون اليوم دينا ) .
وفي هذا النص دلالة قاطعة على فساد هذا التقسيم الجديد .
أما من قسم البدعة إلى حسنة وسيئة كالإمام الشافعي أو غيره من اهل السنة فهم بذلك يقصدون البدعة في اللغة، وليس الإحداث في الدين-وقد نقلت أنت ذلك-، ويدل على هذا أن الإمام الشافعي نفسه يقول: "وهذا يدل على أنه ليس لأحد دون رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول إلا بالاستدلال، إلى أن قال: ولا يقول بما استحسن، فإن القول بما استحسن شيء يحدثه لا على مثال سبق". (الرسالة 504) .
وفي هذا يقول ابن رجب: "فكل من أحدث شيئاً ونسبه إلى الدين، ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه، فهو ضلالة والدين بريء منه، وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات أو الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة، وأما ما وقع في كلام السلف من استحسان بعض البدع، فإنما ذلك في البدع اللغوية لا الشرعية. فمن ذلك قول عمر رضي الله عنه لمّا جمع الناس في قيام رمضان على إمام واحد في المسجد، وخرج ورآهم يصلون كذلك، فقال: "نعمت البدعة هذه ". (جامع العلوم والحكم ص 252).
وقال الشاطبي في معرض رده على المستحسن للبدع بقول عمر رضي الله عنه، فقال: "إنما سماها بدعة باعتبار ظاهر الحال من حيث تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم، واتفق أن لم تقع في زمان أبي بكر رضي الله عنه، لأنها بدعة في المعنى" (الاعتصام 1/195
ويقول شيخ الإسلام ابن تيميةرحمه الله: "كل ما لم يشرع من الدين فهو ضلالة، وما سمي بدعة، وثبت حسنه، بأدلة الشرع فأحد الأمرين فيه لازم، إما أن يقال ليس ببدعة في الدين، وإن كان يسمى بدعة من حيث اللغة كما قال نعمت البدعة هذه". (مجموع الفتاوى 10/471 ـ 22/ 234).
و يا سبحان الله كيف يذهب هؤلاء السادة العلماء إلى ما ذهب إليه المتأخرين،وهؤلاء العلماء كان عندهم قاعدة أن الأصل فى العبادات الحظر والمنع ،والمتقرر عند أهل السنة والجماعة أن العقول لا تستقل بإدراك المشروع على وجه التفصيل ولذلك احتاجت البشرية إلى إرسال الرسل وإنزال الكتب ، حتى يعرفوا الناس بشرائعهم العقدية والعملية علـى وجــه التفصيـل فبعث الله الرسل وأنزل الكتب ، ، ولولا الله ثم الرسل لما عرفت البشرية ما يجوز التعبد به لله ،وما لا يجوز على التفصيل أبدًا ، والشريعة لا تتلقى إلا من قبل الرسول ، فلا يجوز التعبد لله إلا بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فلا يجوز لأحدٍ أن يخترع من عند نفسه قولاً أو فعلاً ويقول هذا عبادة ، فالعبادة لاتثبت إلا بدليل شرعي ،ولا تدخل للعقل في تأسيسها أبدًا فالحلال ما أحله الله ورسوله ، والحرام ما حرمه الله ورسوله ، والدين ما شرعه الله ورسوله ، فمن ادعى في فعل أو قولٍ أنه عبادة طالبناه بالدليل المثبت لها ، فلا تتلقى العبادات إلا من قبل الشرع ، وبذلك تعلم حقيقة العبادة وحقيقة البدعة.
وقد أنكر الاحتفال بالمولد النبوي جماعة من العلماء عارضوا هؤلاء كابن الحاج المالكي في ( المدخل ) والعدوي في (حاشيته على شرح مختصر خليل ) والفاكهاني في ( المورد ) وابن تيمية في ( اقتضاء الصراط المستقيم ) وغيرهم رحمهم الله تعالى , فبقيت الحجة مع المانع لاسيما وأن السلف الصالح أجمعين من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة وغيرهم لم يستحب أحد منهم الاحتفال بالمولد النبوي ولم يذكروه وحسبنا من الدين ما كانوا عليه .
ثانيا:بحمد الله نحن متفقون في تعريف البدعة وأنها (ما أحدِث مما لا أصل له في الشريعة يدلّ عليه، وأما ما كان له أصل من الشرع يدلّ عليه فليس ببدعة شرعًا وإن كان بدعة لغة) قاله ابن رجب .
ولكن هل للمولد أصل في الشريعة؟
الجواب:
قال ابن حجر فيما نقلته أنت عنه(("]أَصْلُ عَمَلِ الْمَوْلِدِ بِدْعَةٌ لَمْ يُنْقَلْ عَنْ أَحَدٍ مِنْ السَّلَفِ الصَّالِحِ مِنْ الْقُرُونِ الثَّلَاثَةِ وَلَكِنَّهَا مَعَ ذَلِكَ قَدْ اشْتَمَلَتْ عَلَى مَحَاسِنَ وَضِدِّهَا )) فهذا إقرار منه على أنه ليس له أصل في الشرع وبالتالي قوله أنها بدعة حسنة مردودة عليه بحمد الله.
قال الإمام تاج الدين عمر بن سالم اللخمي المشهور بالفاكهاني- رحمه الله - في "المورد في عمل المولد"(ص20-21): (لا أعلم لهذا المولد أصلا في كتاب ولا سنة، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة، الذين هم القدوة في الدين، المتمسكون بآثار المتقدمين، بل هو بِدعة).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - عن الاحتفال بالمولدالنبوي في "اقتضاء الصراط المستقيم"(2/619): (لم يفعله السلف، مع قيام المقتضى له وعدم المانع منه، ولو كان هذا خيراً محضا، أو راجحاً لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا، فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيماً له منا، وهم على الخير أحرص، وإنما كمال محبته وتعظيمه في متابعته وطاعته واتباع أمره، وإحياء سنّته باطناً وظاهراً، ونشر ما بعث به، والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان، فإن هذه طريقة السابقين الأولين، من المهاجرين والأنصار،والذين اتبعوهم بإحسان) اهـ.
ثالثا:أما دعوى أنه ليس كل مالم يفعله السلف يعتبر بدعة إنا قد يدخل في المقاصد الحسنة فيقال :
ما كان مقتضاه وموجبه موجوداً في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم أو السلف ولم يمنع منه مانع فإن تركه مقصود وفعله بدعة ، ومقتضى الاحتفال بالمولد النبوي موجود وهو الفرح بالرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا مانع منه , فلما تركوه مع ذلك دل على أنه بدعة .
قال الشاطبي رحمه الله :
سكوت الشارع عن الحكم على ضربين :
أحدهما : أن يسكت عنه لأنه لا داعية له تقتضيه ، ولا موجب يقدر لأجله ، كالنوازل التي حدثت بعد ذلك ، فاحتاج أهل الشريعة إلى النظر فيها وإجرائها على ما تقرر في كلياتها ، وما أحدثه بعد السلف الصالح راجع إلى هذا القسم ، كجمع المصاحف وتدوين العلم وتضمين الصناع ، وما أشبه ذلك مما لم يجر له ذكر في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم تكن من نوازل زمانه ولا عرض للعمل بها موجب يقتضيها ، فهذا القسم جارية فروعه على أصوله المقررة شرعاً بلا إشكال ، فالقصد الشرعي فيها معروف …
والثاني : أن يسكت عنه وموجبه المقتضي له قائم ، فلم يقرر فيه حكم عند نزول النازلة زائد على ما كان في ذلك الزمان ، فهذا الضرب السكوت فيه كالنص على أن قصد الشارع أن لا يزاد فيه ولا ينقص ، لأنه لما كان هذا المعنى الموجب لشرع الحكم العملي موجوداً ثم لم يشرع الحكم دلالة عليه ، كان ذلك صريحاً في أن الزائد على ما كان هنالك بدعة زائدة ، ومخالفة لما قصده الشارع ، إذ فهم من قصده الوقوف عندما هنالك ، لا زيادة عليه ولا نقصان منه .))
رابعا:أما دعوى أن الدليل قد إستنبطتموه من الكتاب والسنة فيقال لكم:
لماذا لم يتستنبطها السلف الصالح وقد كان هناك مقتضى لذلك ؟قال الإمام مالك(فما لم يكن يومئذ دينا لا يكون اليوم دينا ) . .
وقال الإمام أحمـد -رحمـه الله-: ( أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والاقتداء وترك البدع وكل بدعة فهي ضلال ) .
وقال أبو حنيفة -رحمه الله-: ( عليك بالأثر وطريق السلف ، وإياك وكل محدثة فإنها بدعة ) ،
ثم ما هي الأدلة التي استنبطتم منها الحكم؟!
أهي تلك التي رددنا عليها مرارا وتكرارا أم أنك جئتم بالجديد؟!!
وما هو ظابط الإستنباط عندك ؟ هل كل فعل قد نراها بعقولنا حسن نستنبطه ولولم يعلم به السلف؟!!
لم يثبت و ان أقام سلفنا ملتقى سنوي للتعريف بجهود الأئمة في نصرة دين الله ، و لم يقل أحدٌ أنّ اقامة ملتقى سنوي للتعريف بالامام ابن باديس بدعة لأنّ السلف لم يفعله !
1-قياسك فاسد لأن الملتقيات ليست عيدا يتكرر كل عام وليس لها يوم مخصص على وجه التعبد إذ يمكنك أن تلقي محاضرة في أي يوم تشاء ولست ملزم بتخصيص يوم معين لا يتغير ولا يتبدل .
2-الملتقيات لها أصل في الشرع فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقص على أصحابه العديد من القصص عن الأمم السالفة والقرآن مليء بقصص الأنبياء والصالحين وكذلك أحاديث أشارط الساعة ومايحدث فيها من فتن لكن بدون أن يخصص يوم معين على وجه التعبد فكذلك لو قمنا بدراسة سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلاة دون تخصيص ليوم معين يعود كل سنة على وجه التعبد فإن هذا سنة وليس بدعة.
3-القيام بملتقى لسيرة ابن باديس لم يكن مقتضاه موجود في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لأن ابن باديس لم يكن موجودا أصلا آنذاك بخلاف المولد فلم يثبت عنه مع وجود المقتضى له .[/size]
جمال البليدي
2009-03-18, 23:23
الشاهد من الكلام عن طرق الاستدلال هو بيان أنّ احياء المولد له أصلٌ في الشريعة و إن لم يثبت بنصٍّ حرفيّ ، فادّعاؤكَ عدم الدّليل غيرُ صحيح اللّهمّ الاّ اذا حمل كلامكَ على عدم الدّليل الحرفيّ و فيه ما فيه كما سبق بيانه ، فتأمّل !
ماهو دليلك على أن المولد له أصل في الشرع مع العلم أنه:
1-لم يثبت عن السلف الصالح مع وجود المقتضى لذلك
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - عن الاحتفال بالمولدالنبوي في "اقتضاء الصراط المستقيم"(2/619): (لم يفعله السلف، مع قيام المقتضى له وعدم المانع منه، ولو كان هذا خيراً محضا، أو راجحاً لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا، فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيماً له منا، وهم على الخير أحرص، وإنما كمال محبته وتعظيمه في متابعته وطاعته واتباع أمره، وإحياء سنّته باطناً وظاهراً، ونشر ما بعث به، والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان، فإن هذه طريقة السابقين الأولين، من المهاجرين والأنصار،والذين اتبعوهم بإحسان) اهـ.
قال الإمام تاج الدين عمر بن سالم اللخمي المشهور بالفاكهاني- رحمه الله - في "المورد في عمل المولد"(ص20-21): (لا أعلم لهذا المولد أصلا في كتاب ولا سنة، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة، الذين هم القدوة في الدين، المتمسكون بآثار المتقدمين، بل هو بِدعة).
2-الأعياد في الإسلام توقيفية:
جاء في سنن أبي داود [ ح 1134 ] من حديث أنس رضي الله عنه قال " قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما ، فقال : ما هذان اليومان ؟ قالوا : كنا نلعب فيهما في الجاهلية . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله أبدلكم بهما خيراً منهما ، يوم الأضحى ويوم الفطر " . قال ابن تيمية " فوجه الدلالة : أن العيدين الجاهليين لم يقرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تركهم يلعبون فيهما على العادة ، بل قال : إن الله أبدلكم بهما يومين آخرين ، والإبدال من الشيء يقتضي ترك المبدل منه ، إذ لا يجمع بين البدل والمبدل منه .. " إلى أن قال " فالعيد يجمع أموراً : منها : يوم عائد ، كيوم الفطر ويوم الجمعة . ومنها : اجتماع فيه . ومنها : أعمال تتبع ذلك ، من العبادات والعادات ، وقد يختص العيد بمكان بعينه ، وقد يكون مطلقاً ، وكل من هذه الأمور قد يسمى عيداً .
* فالزمان : كقوله صلى الله عليه وسلم ليوم الجمعة (( إن هذا يوم جعلـه الله للمسلمين عيداً )) .
* والاجتماع والأعمال : كقول ابن عباس " شهدت العيد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم " .
* والمكان : كقوله صلى الله عليه وسلم (( لا تتخذوا قبري عيداً )) .
وقد يكون لفظ العيد اسماً لمجموع اليوم والعمل فيه ، وهو الغالب ، كقول النبي صلى الله عليه وسلم (( دعهما يا أبا بكر فإن لكل قوم عيداً وإن هذا عيدنا )) انتهى . انظر الاقتضاء [ 1 / 432 - 442 ] .
نعم ، قول الحافظ المُجرّد من الدّليل ليس بحجة ، أمّا مع قيامه رحمه الله بالتأصيل الشرعي للمسألة ، فكلامكَ مردود حتى تنقض نقضًا علميّا هذا التأصيل الشرعي و أنّى لكَ ذلك !
أمّا دعوى التناقض في كلام الحافظ فاعجب بها من دعوى !
فالحافظ أصّل لعمل المولد بأصلٍ شرعيّ واضح و كلامه عن بدعية احياء المولد ينطبق على البدعة اللّغوية و ليس البدعة الشرعية المذمومة ، فكلّ مُحدث فهو بدعة بمعنى أنه لم يعمل على مثال سابق أمّا أن يكون هذ المُحدث مذموم أم محمود فذاكَ يترتّب على ثبوت أم عدم الثبوت التأصيل الشرعي للعمل.
قال الحافظ بن رجب الحنبلي رحمه الله في " جامع العلوم والحكم " :
المراد بالبدعة : ما أحدث مما ليس له أصل في الشريعة يدل عليه و أما ما كان له أصل في الشرع يدل عليه فليس ببدعة و إن كان بدعة لغة.انتهى المُراد
و كلام الحافظ ابن حجر في الفتح جدّ واضح فعليك أن تراجعه بتمعّن مرة اخرى !
نحن متفقون أن البدعة مالا أصل له في الشرع؟
فهل المولد له أصل في الشرع مع وجود السببين المذكورين آنفا؟
ثم إن الحافظ ابن حجر رحمه الله قد قال((أَصْلُ عَمَلِ الْمَوْلِدِ بِدْعَةٌ )) فهو هنا يتكلم عن الأصل فتأمل.
لهذا عليك أن تبين لنا الأدلة على أن المولد له أصل في الشرع كما تقول .
مهاجر إلى الله
2009-03-18, 23:36
الأخ " مهاجر إلى الله " سلام الله عليكم ...
أمّا قولك :
احياء ليلة المولد شعيرة من شعائر الله!!!!!!!! و ليس عبادة من العبادات التوقيفية التي وقّف الشارع الحكيم كيفيّاتها و هيئاتها.
هداك الله أخي الكريم.....
يحلون الخمر ويسمونها بغير اسمها ومن باب خليه سعيد ونسموه يزيد ...فسمها يا أخي ما شئت فالمسميات لا تغير الحقائق ومن السذاجة ان نقف عند الحروف ونتعامى عما وراءها...فالمولد بدعة محدثة وقد أقر ذلك بن حجر ونطق به....
بل هو من شعائر الرافضة والصوفية الهالكة قاتلهم الله ....وحاشا ان تكون بدعة منكرة أحدثها الفاطميون المجرمون الخبثاء شعيرة من شعائر الله.....وأين خفيت هذه الشعيرة المزعومة عن السلف الأولين الطيبين حتى تكتشف في القرن الخامس الهجري على يد الكريستوف الشيعي الفاطمي الخبيث ؟؟ اللهم رحماك......
هذا إن سلمنا جدلا على جواز تسميتها بالشعيرة فبعد جولة في كتب المعاجم والتفسير تكاد تجمع على ان الشعائرُ هي : المعالمُ التي نَدَب اللّه إليها وأمر بالقِيام عليها....فأين ندب الله تعالى إلى المولد أو امر بالقيام عليه ؟؟؟
وكيف نفسر اختلاف المجيزين بالاحتفال بالمولد بل وتجد لواحد منهم عدة اقوال.... فتارة شعيرة وتارة عبادة وتارة قربة وتارة جائز وتارة واجب ووو.....
ثم : إن لم يكن عبادة فبماذا يحتفل فيه ؟ أليس بالذكر والقرآن وقراءة سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام هذا إن تحدثنا عن المشروع وكل هذه قربات وطاعات لله نتعبد الله بها ؟؟
و هذه كوكبة يسيرة من أقوال الدّاعين لاحياء ليلة المولد و هي كلّها تدور في فلكٍ واحد حيثُ تعدّدت التعابير و اتّحدت المآلات :
يقول الأستاذ الدكتور الشيخ أحمد بن الشيخ محمد نور سيف في مقال له " الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف بين كونه عبادة أو شعيرة من شعائر الإسلام " :
يقول الله تعالى: (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ الله ِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ) (الحج:30)، (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّه ِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) (الحج:32) .
الحرمات : جمع حُرُمة - بضمتين - وهو ما يجب احترامه .
والاحترام : اعتبار الشيء ذا حَرَم - كناية عن عدم الدخول فيه، أي عدم انتهاكه بمخالفة أمر الله في شأنه، تعظيماً كان أو تعظيماًَ وعبادة، إذ ليس كل معظم في نظر الشارع معبوداً، أمَّا المعبود أو المتعبد به فهو عند الشارع لا بد أن يكون معظماً - والحرمات يشمل كل ما أوصى الله بتعظيم أمره، فتشمل مناسك الحج كلها.
والذي يظهر أن الحرمات يشمل الهدايا، والقلائد، والمشعر الحرام، وغير ذلك من أعمال الحج . كالغسل في مواقعه، والحلق ومواقيته ومناسكه .
والشعائر : جمع شعيرة ؛ المعلم الواضح، مشتقة من الشعور. و شعائر الله لقب لمناسك الحج . جمع شعيرة بمعنى مشعرة، أي معلمة بما عينه الله .
لذا فجملة (وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ) أخص من مضمون جملة (وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللهِ)، وذكر الأخص بعد الأعم للاهتمام، فكل ما أمر الله به، بزيارته أو بفعل يوقع فيه فهو من شعائر الله، أي مما أشعر الله الناس وقرره وشهره، كما في قوله تعالىإِنََّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ الله) (البقرة:158)، وهي معالم الحج؛ الكعبة، والصفا والمروة، وعرفة، والمشعر الحرام، ونحوها من معالم الحج. (انظر التحرير والتنوير 17/256).
والعبادة : فعل يدل على الخضوع أو التعظيم الزائدين على المتعارف عليه .
وفي الشرع : فعل ما يرضي الرب من خضوع وامتثال واجتناب، أو فعل ما يحبه الله من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة.
وهو بذلك يشمل :
- ما كان الاستجابة فيه لأمر فرضاً كان أو مستحباً.
- أو الامتناع عما كان النهي عنه تحريماً أو كراهة.
- أو مباحاً انقلب بنية إلى مطلوب أو محظور.
- أو دلَّ الدليل على تعظيمه من الشارع، وهذا الأخير لا تتحقق فيه صفة العبادة بملاحظة قصد الشارع من التعظيم لذاته، وإنما العبادة تأتي من جهة وجوب ارتباط التعظيم من العبد لما عظم الخالق. فإذا أشار الدليل إلى منزلة معتبرة ومعظمة عند الشارع لمكان، أو فعل فيه، أو زمان، أو ذات، طلب من العبد أن يلتزم بما التزم الشرع به من هذا التعظيم، فكان عبادة بهذا المعنى .
وفارق هذا النوع غيره من الأنواع الأخرى التي هي مطلوبة من الشارع قصداً فعلاً أو تركاً، كالصلاة والزكاة وفعل النوافل، أو اجتناب الزنا والمسكرات أو المكروهات، فهذا الامتثال عبادة مقصودة من الشارع.
ولذا فما روعي موقف الشارع منه لاعتبار من الاعتبارات، لا يصدق فيه صفة العبادة على الحقيقة، فليس تعظيمنا للكعبة مثلا لكونها حجارة مرصوصة في شكل من الأشكال، أو البُدْن لأنها لحيوان من لحم ودم، وإنما من جهة ارتباطها بتعظيم الشارع لها ، لارتباطها بمعنى معظم عند الشارع ، فلزم العبد تعظيمها وإن لم يكن عابداً لها.
صراحة هذا ما كنت اخشاه وقد حدث...وهو حشد النقولات نسخ - لصق فيصعب اتباعها وتذهب ثمرة النقاش بكثرتها واتمنى من اخي ان يعرض حجته مجردة من كل تبعية اخرى.......
اما ما مضى من اقتباسك ...ففيه من التلبيس مالله به عليم....فهل يا أخي الكريم اتباعنا للرسول عليه الصلاة والسلام وتعظينما له يعني أننا نعبده هو ؟ أم اننا نتعبد الله تعالى باتباع نبيه ومحبتنا له عليه الصلاة والسلام ؟
قال الإمام الفخر الرازي (23/24/32) في التفسير الكبير :
والأصل في الشعائر الأعلام التي بها يعرف الشيء ويكون وسيلة إلى رحمة الله تعالى؛ فتعظيم شعائر الله تعالى أن يعتقد أن طاعة الله تعالى في التقرب بها، فإن تعظيمها من أفعال ذوي تقوى القلوب، فمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم طاعة لما يحتوي عليه الاحتفاء من تعريف الأمة بقدر هذا النبي صلى الله عليه وسلم، من خلال شمائله، وسرد سيرته نثراً أو شعراً، وغرس محبته وإجلاله في قلوب المسلمين، والدعوة إلى التأسي والاقتداء به .
المطلع على المقتبس اعلاه يكاد يجزم بان ما جاء بالاحمر من كلام الرازي !!!!!! وانه يقول بالاحتفال بالمولد !!!!!فهلا ميزت و فصلت كلامك الأحمر عن كلام الرازي الأخضر....فهو ادعى للثقة والأمانة العلمية والبعد عن تهمة التلبيس والتدليس .....فاللهم هداك ورحماك
ومن هنا يتضح الفرق بين الشعيرة والعبادة، فالشعيرة أعم والعبادة أخص، فكل عبادة شعيرة، وليس كل شعيرة عبادة.
من صاحب هذا القول يا اخي ؟
فالشارع أمرنا بتعظيم البيت الحرام، وبناء المساجد، وتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيره، ولم يأمرنا بعبادة الكعبة، ولا بعبادة الرسول صلى الله عليه وسلم.... ولا بالاحتفال بمولده عله الصلاة والسلام :) هكذا أفضل
فالمولد النبوي بهذا المقتضى يعتبر شعيرة من شعائر الدين، بل هو الدين؛!!!!!!!!!
متى ظهر هذا الدين الجديد ...؟
والله ما أرى ان سلفنا إلا كفارا او قريبا منه على هذا القول لأنهم تركوا الدين ؟
لأنه يحكي سيرة الأمين صلى الله عليه وسلم، فالقرآن الكريم هو خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل دستور الإسلام، وقد مثله رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل تمثيل في ذاته وفي حياته، وفي مجتمعه، فحينما نحتفل بمولد النبي صلى الله عليه وسلم إنما نحتفل بالقرآن الذي يحمل قيم وأخلاق الإسلام العظيمة.
هذه هي الإهانة بعينها .....فمن أراد ان يهين نبيه عليه الصلاة والسلام فليحتفل به يوما وليتركه ويعرض عنه وعن سنته طيلة العام ...ونحن نجله عليه الصلاة والسلام ونرفعه فوق هذا الاحتفال الموهوم ..فهو اجل واعظم من ان يخصص له يوم او يحتفل به في يوم....بل هو معنا عليه الصلاة والسلام بسنته من حين ان نستيقظ قائلين " الحمد لله الذي أحيانا بعدما اماتنا وإليه النشور" حتى نضع جنوبنا على الفراش قائلين " بسمك اللهم وضعت جنبي وبك أرفعه......"فتلك هي حقيقة الاحتفال اتباع وانقياد لما جاء به وليس ان نبتدع بدعا منكرة ثم نزعم اننا بذلك نعظم المصطفى ونعظم الدين الذي جاء به.....
وبهذا يعتبر مظهراً من مظاهر الدين، وشعيرة من شعائره، ووسيلة مشروعة لبلوغ محبة الله عز وجل (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)
الوسيلة المشروعة لبلوغ محبة الله قد نطق بها لسانك (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)؟؟؟؟ سبحان الله ....كيف يحتجون بما هو عليهم ؟؟؟
جمال البليدي
2009-03-19, 00:15
يقول الأستاذ الدكتور الشيخ أحمد بن الشيخ محمد نور سيف في مقال له " الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف بين كونه عبادة أو شعيرة من شعائر الإسلام " :
يقول الله تعالى: (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ الله ِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ) (الحج:30)، (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّه ِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) (الحج:32) .
الحرمات : جمع حُرُمة - بضمتين - وهو ما يجب احترامه .
والاحترام : اعتبار الشيء ذا حَرَم - كناية عن عدم الدخول فيه، أي عدم انتهاكه بمخالفة أمر الله في شأنه، تعظيماً كان أو تعظيماًَ وعبادة، إذ ليس كل معظم في نظر الشارع معبوداً، أمَّا المعبود أو المتعبد به فهو عند الشارع لا بد أن يكون معظماً - والحرمات يشمل كل ما أوصى الله بتعظيم أمره، فتشمل مناسك الحج كلها.
والذي يظهر أن الحرمات يشمل الهدايا، والقلائد، والمشعر الحرام، وغير ذلك من أعمال الحج . كالغسل في مواقعه، والحلق ومواقيته ومناسكه .
والشعائر : جمع شعيرة ؛ المعلم الواضح، مشتقة من الشعور. و شعائر الله لقب لمناسك الحج . جمع شعيرة بمعنى مشعرة، أي معلمة بما عينه الله .
لذا فجملة (وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ) أخص من مضمون جملة (وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللهِ)، وذكر الأخص بعد الأعم للاهتمام، فكل ما أمر الله به، بزيارته أو بفعل يوقع فيه فهو من شعائر الله، أي مما أشعر الله الناس وقرره وشهره، كما في قوله تعالىإِنََّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ الله) (البقرة:158)، وهي معالم الحج؛ الكعبة، والصفا والمروة، وعرفة، والمشعر الحرام، ونحوها من معالم الحج. (انظر التحرير والتنوير 17/256).
والعبادة : فعل يدل على الخضوع أو التعظيم الزائدين على المتعارف عليه .
وفي الشرع : فعل ما يرضي الرب من خضوع وامتثال واجتناب، أو فعل ما يحبه الله من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة.
وهو بذلك يشمل :
- ما كان الاستجابة فيه لأمر فرضاً كان أو مستحباً.
- أو الامتناع عما كان النهي عنه تحريماً أو كراهة.
- أو مباحاً انقلب بنية إلى مطلوب أو محظور.
- أو دلَّ الدليل على تعظيمه من الشارع، وهذا الأخير لا تتحقق فيه صفة العبادة بملاحظة قصد الشارع من التعظيم لذاته، وإنما العبادة تأتي من جهة وجوب ارتباط التعظيم من العبد لما عظم الخالق. فإذا أشار الدليل إلى منزلة معتبرة ومعظمة عند الشارع لمكان، أو فعل فيه، أو زمان، أو ذات، طلب من العبد أن يلتزم بما التزم الشرع به من هذا التعظيم، فكان عبادة بهذا المعنى .
وفارق هذا النوع غيره من الأنواع الأخرى التي هي مطلوبة من الشارع قصداً فعلاً أو تركاً، كالصلاة والزكاة وفعل النوافل، أو اجتناب الزنا والمسكرات أو المكروهات، فهذا الامتثال عبادة مقصودة من الشارع.
ولذا فما روعي موقف الشارع منه لاعتبار من الاعتبارات، لا يصدق فيه صفة العبادة على الحقيقة، فليس تعظيمنا للكعبة مثلا لكونها حجارة مرصوصة في شكل من الأشكال، أو البُدْن لأنها لحيوان من لحم ودم، وإنما من جهة ارتباطها بتعظيم الشارع لها ، لارتباطها بمعنى معظم عند الشارع ، فلزم العبد تعظيمها وإن لم يكن عابداً لها.
وهذه صفة الشعيرة المعظمة عند الشارع، فلم يأمر الشرع بعبادتها ولا التذلل لها، وإنما أمر بأن تكرم وتعظم لمعنى فيها أراده الشارع .
فالكعبة ، و الصفا والمروة ، و البُدْن من شعائر الله ، و من حرماته ، ومن معالم الإسلام، جعل الشارع منها رموزاً للتكريم والإجلال لا لذاتها، وإنما لملاصقتها وملازمتها أمراً معظماً عند الله وهو العبادة .
قال الإمام الفخر الرازي (23/24/32) في التفسير الكبير :
والأصل في الشعائر الأعلام التي بها يعرف الشيء ويكون وسيلة إلى رحمة الله تعالى؛ فتعظيم شعائر الله تعالى أن يعتقد أن طاعة الله تعالى في التقرب بها، فإن تعظيمها من أفعال ذوي تقوى القلوب، فمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم طاعة لما يحتوي عليه الاحتفاء من تعريف الأمة بقدر هذا النبي صلى الله عليه وسلم، من خلال شمائله، وسرد سيرته نثراً أو شعراً، وغرس محبته وإجلاله في قلوب المسلمين، والدعوة إلى التأسي والاقتداء به .
ومن هنا يتضح الفرق بين الشعيرة والعبادة، فالشعيرة أعم والعبادة أخص، فكل عبادة شعيرة، وليس كل شعيرة عبادة.
فالشارع أمرنا بتعظيم البيت الحرام، وبناء المساجد، وتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيره، ولم يأمرنا بعبادة الكعبة، ولا بعبادة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا بعبادة المساجد، ولا بعبادة أصحابه والصالحين من عباد الله، مع أن توقيرهم واجب واحتقارهم كفر لأنهم يمثلون الدين، وكذلك طباعة المصحف، والتذلل للأبوين والمؤمنين، تعد من شعائر الله وليس ذلك عبادة لتلك الشعائر.
فالمولد النبوي بهذا المقتضى يعتبر شعيرة من شعائر الدين، بل هو الدين؛ لأنه يحكي سيرة الأمين صلى الله عليه وسلم، فالقرآن الكريم هو خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل دستور الإسلام، وقد مثله رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل تمثيل في ذاته وفي حياته، وفي مجتمعه، فحينما نحتفل بمولد النبي صلى الله عليه وسلم إنما نحتفل بالقرآن الذي يحمل قيم وأخلاق الإسلام العظيمة.
وبهذا يعتبر مظهراً من مظاهر الدين، وشعيرة من شعائره، ووسيلة مشروعة لبلوغ محبة الله عز وجل (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)، وقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده والناس أجمعين» .
فلا يكون الاتباع إلا بمعرفة، ولا تكون المعرفة إلا بالذكر والتذكير والتعريف والبيان، بأي وسيلة عرفها الإنسان بحسب مقتضى كل عصر ومجتمع، وليس في الشريعة ما يمنع من الاستفادة من وسائل التعريف والبيان المستجد في كل عصر ومصر، بحيث لا يصطدم بحكم أو نص شرعي مقرر، وقد جاءت القاعدة الأصولية في هذا البيان أن الوسائل لها حكم المقاصد، إذا كان المقصد شرعياً.
أولا:علينا تحديد مفهوم الشعيرة
قال الإمام الشوكاني في فتح القدير: (1/139) والشعائر جمع شعيرة وهي العلامة أي من أعلام مناسكه والمراد بها موضع العبادة التي أشعرها الله أعلاماً من الموقف والمسعى والمنحر انتهى.
وقال ابن عطية في تفسيره (2/73): ((إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ)) . معناه من معالمه ومواضع عبادته انتهى.
وقال الإمام البغوي في تفسيره: (1/132) وإنما عنى بهما الجبلين المعروفين بمكة في طرفي المسعى ولذلك أدخل فيهما الألف واللام وشعائر الله أ علام دينه أصلها من الإشعار وهو الإعلام واحدتها شعيرة وكل ما كان معلماً لقربات يتقرب به إلى الله من صلاة ودعاء وذبيحة فهو شعيرة فالمطاف والموقف والنحر كلها شعائر لله. ومثلها المشاعر والمراد بالمشاعر ههنا المناسك التي جعلها الله أعلاماً لطاعته. فالصفا والمروة منها – انتهى.
إذن فالشعيرة مرتبطة بالعبادة لا تنفك عنها فهي موضوع العبادة وعلاماتها ومعلوم أن العبادة توقيفية ومادام أن العبادة توقيفية فالشعيرة سترتبط بها لأنها موضوعها وبالتالي عدنا من حيث بدأنا .
فإن قلتم أن المولد شعيرة قلنا لكم:هذا يخالف تعريف العلماء للشعيرة فالشعيرة موضع العبادة وعلامتها فماهي هذه العبادة التي ارتبطت بها الشعيرة التي جئتم بها؟!
فإن قلتم:هي تذكر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه
قلنا لكم:لكن تخصيصكم ليوم معين وهيئة معينة لهذه العبادة تعتبر عبادة جديدة وليس شعيرة بدليل ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن تخصيص يوم الجمعة بصيام أو قيام .
أما عن تعظيم الكعبة وبيت الله الحرام فتعظيمها أمر لا يختلف فيه إثنان وذلك لكونهما موضوع العبادة فهل المولد موضوع للعبادة؟
وكذلك شعائر الإسلام كالطواف وغيرها فهي من الأمور التعبدية التي مرجعها النص قال الرسول صلى الله عليه وسلم: { إنما جعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة
ورمي الحجار لإقامة ذكر الله } رواه أبو داود و الترمذي و قال الترمذي حديث حسن
لو كان كذلك لسبقنا إليه السلف الصالح
ومعلوم بالضرورة أن الزيادة على تلك المناسك المشروعة : كاسـتلام الحجر أو تقبيله ، والتكبير عند كل طواف ، والرمل في الأشواط الثلاثة الأولى للمحرم ، في طواف القدوم أو طواف العمرة ، ثم الصلاة ركعتين خلف المقام ، والإسراع بين العلمين في السعي ، ورمي الجمرات بالحصى بعدد معين والهدي في الأيام المعلومات ... الخ ، معلوم أن الزيادة على ذلك مما لم يسنه النبي صلى الله عليه وسلم في الكيفية أو العدد أو الزمان أو المكان ، يعد من البدع المتفق على تحريمها ومنعها ، فكيف بمن قاس على تلك السنن المشروعة بدعاً متعلقة بعبادات أخرى محتجاً بأصل السبب ؟
فلا يكون الاتباع إلا بمعرفة، ولا تكون المعرفة إلا بالذكر والتذكير والتعريف والبيان، بأي وسيلة عرفها الإنسان بحسب مقتضى كل عصر ومجتمع، وليس في الشريعة ما يمنع من الاستفادة من وسائل التعريف والبيان المستجد في كل عصر ومصر، بحيث لا يصطدم بحكم أو نص شرعي مقرر، وقد جاءت القاعدة الأصولية في هذا البيان أن الوسائل لها حكم المقاصد، إذا كان المقصد شرعياً.
إن كل ما ذكر من المصالح لا يجيز لنا إحداث شيء في الدين لم يشرعه الله لنا ولا رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ولم يسبقنا إليه أحد من سلف هذه الأمة، بل هو من محدثات الأمور التي نهينا عنها والعبرة بالوسائل الشرعية لا بغايتها لأن الغاية لا تبرر الوسيلة وإلا لأبحنا السرقة لغاية سد الفقر ومعاونة الفقراء ولأبحنا الخمر لغاية التداوي والنبي صلى الله عليه وسلم يقول((لا تداوو بالحرام)).
قال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله((إذن ماذكر من أن الغاية تبرر الوسيلة هذا باطل وليس في الشرع ، وإنما في الشرع أن الوسائل لها أحكام المقاصد بشرط كون الوسيلة مباحة أما إذا كانت الوسيلة محرمة كمن يشرب الخمر للتداوي فإنه ولوكان فيه الشفاء ، فإنه يحرم فليس كل وسيلة توصل إلى المقصود لها حكم المقصود بل بشرط أن تكون الوسيلة مباحة ليست كل وسيلة يظنها العبد ناجحة بالفعل يجوز فعلها مثال ذلك المظاهرات, مثلاً : إذا أتى طائفة كبيرة وقالوا: إذا عملنا مظاهرة فإن هذا يسبب الضغط على الوالي وبالتالي يصلح وإصلاحه مطلوب
والوسيلة تبرر الغاية نقول :هذا باطل ، لأن الوسيلة في أصلها محرمة فهذه الوسيلة وإن صلحت وإصلاحها مطلوب لكنها في أصلها محرمة كالتداوي بالمحرم ليوصل إلى الشفاء فثم وسائل كثيرة يمكن أن تخترعها العقول لاحصر لها مبررة للغايات وهذا ليس بجيد ، بل هذا باطل بل يشترط أن تكون الوسيلة مأذوناً بها أصلاً ثم يحكم عليها بالحكم على الغاية إن كانت الغاية مستحبة صارت الوسيلة مستحبة وإن كانت الغاية واجبة صارت الوسيلة واجبة.))
.
أمَّـا تشبيه المـولد النـبوي بالعيـدين، وبما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله: «لقد أبدلنا الله بعيدين: عيد الفطر، وعيد الأضحى» فتشبيه للشيء بغير جنسه، واستدلال في غير محله .
وذلك أن الله أبدل الأمة الإسلامية بعيدين بدلا من عيدين أو أعياد كان المشركون وأهل الكتاب يتعبدون بها، فرحاً بتلك العبادة الشركية أو الكفرية التي كانوا يتعبدون بها ويقيمون الأفراح تعبداً بها، كعيد النيروز عند الفرس عبدة النار، والمهرجان، وغيرهما من طقوس العبادة والتقرب إلى غير الله.
فاختار الإسلام بدلاً من ذلك فرحاً للمسلمين بعبادتين عظيمتين هما: ختام الصيام، وختام الحج، فكانا عيدين لا مثيل لهما، وكانا عبادتين تؤديان فيهما الصلاة ويعلن فيهما بأسباب الفرح .
قال ابن حجر رحمه الله في كتاب العيدين، في شرحه لحديث الجـاريتين المغنيـتين في حـضـــرة النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنــكار أبي بــكر عليــهما، وقــوله صلى الله عليه وسلم: «دعهما»: «عَرَّفه الحكم مقروناً ببيان الحكمة بأنه يوم عيد، أي يوم سرور شرعي، فلا ينكر فيه مثل هذا، كما لا ينكر في الأعراس».الفتح (116/3) .
فأين هذا الأمر من الفرح بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، أو الفرح بالأعراس، أو الفرح بعودة الحاج، أو الفرح بختم القرآن والاجتماع لذلك والفرح به، وبذل الخير والمعروف شكراً لله على تلك النعم، ولو لم تكن عبادة في ذاتها، إنما سبب للفرح بنعمة الله تعالى المتجددة (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا) .
ولذا قررنا سابقاً أن هناك فرقاً كبيراً بين ما شرع في أصله عبادة، وبين ما عظمه الشارع وأمر بتعظيمه وإظهار الفرح به، وليس في أصله عبادة، وإنما يأخذ صورة العبادة في رضى الله سبحانه ومحبته لمن عظَّم ما عظَّم الله سبحانه، وفرح بما أمر الله أن يفرح به من محابه وتعظيم شعائره، وأن ذلك من تقوى القلوب .
ولذا فلا مدخل للابتداع في مثل ذلك، ولا تتضح هذه الصورة لعقلاء القوم إلا ويذعنوا بصوابها، ويكفي هذا لمن ألقى السمع وهو شهيد، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.انتهى
قال شيخ الإسلام رحمه الله: "فالدلالة من وجوه:
أحده: قوله: « إن لكل قوم عيداً وهذا عيدنا ». فإن هذا يوجب اختصاص كل قوم بعيدهم كما أن الله سبحانه لما قال: { وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا }، وقال: { لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجا } أوجب ذلك اختصاص كل قوم بوجهتهم وبشرعتهم وذلك أن اللام تورث الاختصاص.
الثاني: قوله: « وهذا عيدنا » فإنه يقتضي حصر عيدنا في هذا فليس لنا عيد سواه.
قلت: وثمة أدلة أخرى أيضاً غير هذه تدل على النهي عن إحداث عيد آخر سوى العيد الذي شرعه الله تعالى لهذه الأمة تركت ذكرها طلباً للاختصار.
وحسبك من ذلك الحديث المشهور: « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد » وفي لفظ: « من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ».
فهو أصل في رد كل المحدثات في الدين ومنها الأعياد الزمانية والمكانية.
وبيان ذلك: أن الأعياد بأنواعها هي من شعائر الدين حتى الأعياد المدنية فيشملها هذا الحديث بخلاف العادات الأخرى المخترعة كالصناعات ونحوها فإنها لا تدخل في النهي بل الأصل فيها الإباحة، والله تعالى أعلم.)) نقلا عن الشيخ سمير المالكي .
ثم إن الأعياد مرتبطة بالعبادات فعيد الجمعة مرتبط بالصلاة وعيد عاشرواء مرتبط بالزكاة وعيد الفطر مرتبط بالصوم وعيد الأضحى مرتبط بالحج فما هي العباددة التي ارتبط بها المولد؟!!!!
عبد الله ياسين
2009-03-20, 12:33
الأخ " مهاجر إلى الله " سدّد الله خطاك :
هداك الله أخي الكريم.....
يحلون الخمر ويسمونها بغير اسمها ومن باب خليه سعيد ونسموه يزيد ...فسمها يا أخي ما شئت فالمسميات لا تغير الحقائق ومن السذاجة ان نقف عند الحروف ونتعامى عما وراءها...
حفّاظ الاسلام افتوا باستحباب عمل المولد استنباطًا منهم للحكم الشرعي للمسألة ، من الشرع في حدّ ذاته . فقياسكَ ساقط لانّك تقيس المعلوم حكمه من الدّين بالضرورة بمسألة فرعية اجتهادية للمُصيب فيها منهم أجران و للمُخطئ أجرٌ واحد ؛ فتنبّه و لا تخلط مراتب الاعمال فهناك كلّ الدّاء و الوبال !
بل هو من شعائر الرافضة والصوفية الهالكة قاتلهم الله ....
سامحك مولاك !
حفّاظ أمة الاسلام يفتون لأمة الاسلام بالدّليل و لا علاقة لاجتهاداتهم باتّباع قول زيدٍ أو عمرٍ من النّاس ، فالعبرة بموافقة الدّليل للحق ؛ فصحّح !
هل كبار أهل العلم اخذو الحكم الشرعي لعمل المولد من أفواه الرافضة ام أنّهم أصّلو للمسألة وفق الأصول الشرعية ؟!!!!
هل كبار أهل العلم - و منهم من بلغ مرتبة الاجتهاد المُقيّد و آخرون الاجتهاد المُطلق - ممّن استحبوا عمل المولد كلّهم في مصاف الهلكة ((( قاتلهم الله !!! ))) ؟!!! :1- شيخ الإسلام و إمام الشراح الحافظ ابن حجر العسقلاني شارح البخاري
2- الإمام الحافظ محمد بن أبي بكر عبد الله القيسي الدمشقي ألف كتبا في المولد "جامع الآثار في مولد النبي المختار" و "اللفظ الرائق في مولد خير الخلائق" و كذلك "مورد الصادي في مولد الهادي".
3- الحافظ جلال الدين السيوطي ؛ ألّف رسالة "حُسن المقصد في عمل المولد" و هي ضمن كتاب "الحاوي للفتاوي".
4- الحافظ أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل المعروف بأبي شامة - شيخ الإمام النووي - ذكر ذالك في كتابه " الباعث على إنكار البدع والحوادث "
5 - الحافظ أبي الخطاب بن دِحية ألّف كتاب " التنوير في مَوْلِد البشير النذير "
6 - العلاّمة أبو عبد الله بن الحاج في كتابه " المدخل ".
7 - الحافظ ابن كثير في " البداية و النهاية " ذكر احياء المولد من الآثار الحسنة للملك المظفر أبو سعيد كوكبري.
8 - الإمام الحافظ العراقي ألّف " المورد الهني في المواد السني ".
9- الحافظ ملا علي قاري ألّف " المورد الروي في المولد النبوي ".
10- الإمام شمس الدين بن ناصر الدمشقي ألّف " مورد الصادي في مولد الهادي "
11- الإمام الحافظ شمس الدين ابن الجزري إمام القراء و صاحب التصانيف ألّف " عرف التعريف بالمولد الشريف ".
12- الإمام الحافظ ابن الجوزي.
13- شارح البخاري الأمام الشهاب أحمد القسطلاني.
14- الإمام الحافظ السخاوي تلميذ الحافظ ابن حجر العسقلاني.
15- الإمام الحافظ وجيه الدين بن علي بن الديبع الشيباني الزبيدي.
16- الإمام ابن باديس رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ممّن يستحبّون عمل المولد و كذالك الشيخ البشير الإبراهيمي كما تجده في آثارهم و غيرهم كثير.
و هذا غيضٌ من فيْض !
وأين خفيت هذه الشعيرة المزعومة عن السلف الأولين الطيبين
الأحكام الشرعية تؤخذ من المصادر الشرعية و لا يوجد في المصادر الشرعية أنّ تروكات السلف بالضرورة دليلٌ على التحريم ، فتنبّه !
(1) روى البخاري في صحيحه عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ قَالَ كُنَّا يَوْمًا نُصَلِّي وَرَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرَّكْعَةِ قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ قَالَ رَجُلٌ وَرَاءَهُ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ مَنْ الْمُتَكَلِّمُ قَالَ أَنَا قَالَ رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلَاثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلُ
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح و هو يعدّد فوائد الحديث : اسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى جَوَاز إِحْدَاث ذِكْر فِي الصَّلَاة غَيْر مَأْثُور إِذَا كَانَ غَيْر مُخَالِف لِلْمَأْثُورِ.انتهى
مع أنّ نبيُّ الرّحمة صلى الله عليه و سلم قال : " صَلُّو كَمَا رَأَيْتمُونِي أُصَلِّي " فمن أين لهذ الصحابي الجليل أنّ هذه الزيادة محمودة ان لم يكن اجتهادٌ منه في استنباط الحكم الشرعي في المسألة ؟!
لماذا لم يقُل نبيُّ الرحمة صلى الله عليه و سلم لهذا الصّحابي : لِمَ زِدتَ في أمرنا هذا ما ليس منه بل أقرّهُ و هنّأه بقبول الزيادة ، ان لم يكن اجتهاد هذ الصحابيّ قد لقي قبولاً في أصول الشرع ؟!
(2) روى الإمام البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِبِلَالٍ عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ يَا بِلَالُ حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الْإِسْلَامِ فَإِنِّي سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الْجَنَّةِ قَالَ مَا عَمِلْتُ عَمَلًا أَرْجَى عِنْدِي أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طَهُورًا فِي سَاعَةِ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ إِلَّا صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ مَا كُتِبَ لِي أَنْ أُصَلِّيَ
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح و هو يعدّد فوائد الحديث :
يُسْتَفَاد مِنْهُ جَوَاز الِاجْتِهَاد فِي تَوْقِيت الْعِبَادَة , لِأَنَّ بِلَالًا تَوَصَّلَ إِلَى مَا ذَكَرْنَا بِالِاسْتِنْبَاطِ فَصَوَّبَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .انتهى
من أين لهذا الصحابي الجليل أن الأمر محمود مع أنّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يدلّه عليه و لم يحدّثهُ به ؟!
كيف يخصص صلاة بعد كل طهور مع أنّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يفعله ؟!
لمَ أقرّه سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم و لم يقل له : ((( من أخبركَ بهذه الزيادة المزعومة !!! ))) ، ان لم يكن اجتهاد هذ الصحابيّ الجليل قد لقي قبولاً في أصول الشرع ؟!
ما هو دليل هذا الصحابي على هذا التخصيص ؛ هل هو نصٌ حرفيّ ام هو دليلٌ مبنيّ على الاستباط ؟!
(3) كان سيّدنا الإمام مالك يتوضأ قبل أن يُحدّث عن سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ؛ كما هو ثابت عنه ؛ فهل ثبت ذالك في حديث أو جاء من فعل الصحابة - رضوان الله عليهم - ما يدلّ عليه ؟!
ثمّ نودّ منك أن تعمل عقلك فيما يلي :
(1) هل صلّى سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلّم بالناس ختمة في صلاة التراويح كما هو عليه عمل الأمة منذ قرون ؟!!!
(2) هل خصّص سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلّم ليلة السابع و العشرون أو ليلة التاسع و العشرون من رمضان للختم في صلاة التراويح كما هو عليه عمل الأمة ؟!!!
(3) هل خصّص سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلّم مقدار محدّد ؛ حزبين أو ما يقاربهُ ؛ كل يوم للقراءة في صلاة التراويح كما هو عليه عمل الأمة ؟!!!
(4) هل جمع سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلّم النّاس لصلاة التهجّد في العشر الأواخر من رمضان كما هو عليه كما عليه عمل الأمة ؟!!!
و على حدّ علمنا :
(1) لم يُقِم السلف ملتقى سنوي للتعريف بالخلفاء الرّاشدين و مع ذالك لا يوجد عاقل يزعم أنّ اقامة " مؤتمر سنوي للتعريف بجهود الشيخ ابن باديس " ((( بدعة ضلالة !!!))) ؛ بحجّة كون هذا العمل (((عبادة !!!))) و ((( زيادة في دين الله !!!))) و ((( لم يفعله السلف !!!))) ؟!!!
(2) لم يُقم السلف مُسابقات للتنافس على حفظ كتاب الله و مع ذالك لا يوجد عاقل يزعم أنّ ترتيب مُسابقات دولية لحفظة كتاب الله ((( بدعة ضلالة !!!))) ؛ بحجّة كون هذا العمل (((عبادة !!!))) و ((( زيادة في دين الله !!!))) و ((( لم يفعله السلف !!!))) ؟!!!
(3) لم يَقم السلف بترتيب مناسبات سنوية لتوزيع الجوائز على حملة كتاب الله و مع ذالك لا يوجد عاقل يزعم أنّ ترتيب مثل هذه المُناسبات التشجيعية للقرّاء ((( بدعة ضلالة !!!))) ؛ بحجّة كون هذا العمل (((عبادة !!!))) و ((( زيادة في دين الله !!!))) و ((( لم يفعله السلف !!!))) ؟!!!
يُتبع / ...
بارك الله فيك اأخي ياسين وسدد خطاك على هذا الشرح والتفصيل
01 algeroi
2009-03-20, 14:37
بارك الله فيك اأخي ياسين وسدد خطاك على هذا الشرح والتفصيل
لا تفرحي كثيرا اختي الفاضلة والاولى ان لا تتدخلي لأن هذا شرط أخيك ولو كنت لأتدخل لاستغربت من حيدته وعجزه عن تقديم الدليل على هذه البدعة وتفضيله التشغيب بعيدا عن محل المباحثة ..
وتعلقه باخطاء الائمة مع خلطه الشديد بين البدعة وبعض الاصول الشرعية لن يفيده بشئ ..
على كل نحن في انتظار تعقيب الاخ الفاضل صاحب الموضوع
حفظ الله اختي ووفقني واياها وجميع المشاركين لقمع البدعة واحياء السنة
عبد الله ياسين
2009-03-20, 19:02
الأخ " مهاجر إلى الله " جعل الله مولاك الجنة دارك و مثواك :
فالمولد بدعة محدثة وقد أقر ذلك بن حجر ونطق به....
خطأ !!!
الحافظ ابن حجر العسقلاني أقرّ بأنّ عمل المولد بدعة بمفهومها اللّغوي بمعنى أنّ عمل المولد لم يكن في عهده صلى الله عليه و سلم ، و لم يقرّر بأنّ عمل المولد بدعة مذمومة - بمفهومها الشرعي - أي بدعة حقيقية كما تنوّه !
فكيف صحّ في ذهنكَ أن يفتي حافظ الدّنيا لأمة الاسلام ، باستحباب عمل البدع الشرعية المذمومة ؟!!!
هذا قول باطل عاطل !!!
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني :
أَصْلُ عَمَلِ الْمَوْلِدِ بِدْعَةٌ لَمْ يُنْقَلْ عَنْ أَحَدٍ مِنْ السَّلَفِ الصَّالِحِ مِنْ الْقُرُونِ الثَّلَاثَةِ ...انتهى
فالحافظ يقرّ بأنّ عمل المولد لم ينقل فعله عن أحدٍ من السّلف يعني تمامًا كما ذكر هو - رحمه الله - في الفتح عند تعريف البدعة اللّغوية :
الْبِدْعَة فِي عُرْف الشَّرْع مَذْمُومَة بِخِلَافِ اللُّغَة : فَإِنَّ كُلّ شَيْء أُحْدِث عَلَى غَيْر مِثَال يُسَمَّى بِدْعَة سَوَاء كَانَ : مَحْمُودًا أَوْ مَذْمُومًا.انتهى
فالبدعة اللّغوية كما قرّره الحافظ هي كلّ ما أُحدث على غير مثال ؛ كاحياء ليلة المولد فإنه أمر قد أحدث من غير مثال لدا فإنه لم ينقل عَنْ أَحَدٍ مِنْ السَّلَفِ الصَّالِحِ مِنْ الْقُرُونِ الثَّلَاثَةِ.
و الآن :
هل كلّ بدعة بمفهومها اللّغوي فهي بدعة شرعية مذمومة ؟!
بمعنى :
هل كلّ ما حدث بعد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم و عهد السلف بدعة ضلالة ؟!
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني :
كُلّ شَيْء أُحْدِث عَلَى غَيْر مِثَال يُسَمَّى بِدْعَة سَوَاء كَانَ :
(1) مَحْمُودًا
أَوْ
(2) مَذْمُومًا
.كلام الحافظ
و هذا يعني أنّ كلّ بدعة لغوية فهي إمّا مذمومة و إمّا محمودة...
و الآن :
ما هو الضابط للتفريق بين البدعة الشرعية و بين البدعة بمفهومها اللّغوي ؟!
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح :
" الْمُحْدَثَات " بِفَتْحِ الدَّالّ جَمْع مُحْدَثَة وَالْمُرَاد بِهَا مَا أُحْدِث , وَ لَيْسَ لَهُ أَصْل فِي الشَّرْع وَيُسَمَّى فِي عُرْف الشَّرْع " بِدْعَة " وَ مَا كَانَ لَهُ أَصْل يَدُلّ عَلَيْهِ الشَّرْع فَلَيْسَ بِبِدْعَةٍ.انتهى
و قال الحافظ بن رجب الحنبلي رحمه الله في " جامع العلوم والحكم " :
المراد بالبدعة : ما أحدث مما ليس له أصل في الشريعة يدل عليه و أما ما كان له أصل في الشرع يدل عليه فليس ببدعة و إن كان بدعة لغة.انتهى المُراد
( اذاً ) :
البدعة الشرعية هي ما لم يكن له أصلٌ في الشريعة يدلّ عليه ، و ليست البدعة الشرعية كلّ ما حدث بعد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم و عهد السلف ؛ انّما ذاك مفهوم البدعة اللّغوية و الأمر في البدع اللّغوية :
(1) اذا كان له أصل في الشرع يدل عليه فليس ببدعة ؛ أي هو بدعة بمفهومها اللّغوي لا الشرعي.
(2) اذا لم يكن له أصل في الشرع يدل عليه فهو بدعة ضلالة.
( فخلاصة كلام الحافظ ) :
(1) عمل المولد بدعة بمفهومها اللّغوي لأنّه أمر أحدث على غير مثال فإذا وجد في الشرع أصلٌ يدلّ عليه فهو محمود و إن لم يوجد فهو مذموم بمعنى كونه بدعة ضلالة تمامًا كما قال سيّدنا عمر بن الخطّاب – رضي الله عنه - في قيام رمضان : " نعمت البدعة هذه " يعني أنها محدثة لم تكن. و لم يقل عاقلٌ أنّ سيّدنا عمر بن الخطّاب – رضي الله عنه - اعترف بأنّ قيام رمضان بدعة ضلالة !!!
(2) الحافظ كما ذكر أهل العلم استعمل طريق الاستدلال بالأَوْلى لاستخراج أصلٍ لعمل المولد من الشرع ؛ فإذا كانت نعمة نجاة نبيّ الله سيّدنا موسى عليه الصلاة و السّلام و على نبيّنا ، تستحقُّ في أوقات تجدّدها السنويّة شكرنا لله فنعمة بروز النّعمة المسداة و الرحمة المهداة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أَوْلى . و النّعمة تطّرد نسبيًّا مع استحقاق الشكر فكلّما عظمت نعم الله علينا كان شكرها أحق.
لدا قال الحافظ ابن حجر :
وَ قَدْ ظَهَرَ لِي تَخْرِيجُهَا عَلَى أَصْلٍ ثَابِتٍ وَهُوَ مَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَوَجَدَ الْيَهُودَ يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَسَأَلَهُمْ فَقَالُوا هَذَا يَوْمٌ أَغْرَقَ اللَّهُ فِيهِ فِرْعَوْنَ وَنَجَّى فِيهِ مُوسَى فَنَحْنُ نَصُومُهُ شُكْرًا لِلَّهِ تَعَالَى } فَيُسْتَفَادُ مِنْهُ فِعْلُ الشُّكْرِ لِلَّهِ عَلَى مَا مَنَّ بِهِ فِي يَوْمٍ مُعَيَّنٍ مِنْ إسْدَاءِ نِعْمَةٍ وَدَفْعِ نِقْمَةٍ وَيُعَادُ ذَلِكَ فِي نَظِيرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ كُلِّ سَنَةٍ وَالشُّكْرُ لِلَّهِ يَحْصُلُ بِأَنْوَاعِ الْعِبَادَةِ كَالسُّجُودِ وَالصِّيَامِ وَالصَّدَقَةِ وَالتِّلَاوَةِ وَأَيُّ نِعْمَةٍ أَعْظَمُ مِنْ النِّعْمَةِ بِبُرُوزِ هَذَا النَّبِيِّ الَّذِي هُوَ نَبِيُّ الرَّحْمَةِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ.انتهى
فهذا هو مقصود الكلام الحافظ
يُتبع / ...
عبد الله ياسين
2009-03-20, 19:15
بارك الله فيك اأخي ياسين وسدد خطاك على هذا الشرح والتفصيل
و بارك الله فيكم و بكم
مهاجر إلى الله
2009-03-24, 18:04
الأخ " مهاجر إلى الله " سدّد الله خطاك :
آمين وإياك.....
ملاحظتي الأولى ان نقاطا من كلامي السابق تحتاج إلى وقفات منك ولكن لا أثر......
حفّاظ الاسلام افتوا باستحباب عمل المولد استنباطًا منهم للحكم الشرعي للمسألة ، من الشرع في حدّ ذاته . فقياسكَ ساقط لانّك تقيس المعلوم حكمه من الدّين بالضرورة بمسألة فرعية اجتهادية للمُصيب فيها منهم أجران و للمُخطئ أجرٌ واحد ؛ فتنبّه و لا تخلط مراتب الاعمال فهناك كلّ الدّاء و الوبال !
كلامي السابق لم يكن للقياس أصلا ولا أي شيء مما سبق إلى ذهنك ....و إنما أردت التنبيه إلى أن كثيرا من البدع والضلالات تسوّق وتروّج باسم الاسلام...ولو قال المحتفلون بالمولد أنه ليس من الدين وإنما هو.......لنفر الناس منه وتركوه ولكن عندما نلصق عليه كل ما فيه رائحة الاسلام فهذا يقول عبادة وآخر يقول شعيرة وثالث يقول قربة وطاعة ورابع يستحبه وخامس يوجبه وربما سادس يؤثم تاركه.....فالله المستعان
واما الاحتفال بالمولد لو وجدنا ما نقيسه عليه من الشرع لتجويزه لهان الامر ولكن الأمر عكس ذلك فكل النصوص ترده وتحذر من المبتدعات وان استحسنها اصحابها....فهو اخي الفاضل لم يرتق إلى درجة القياس وحتى لو ارتقاها لم نجزه فمن المعلوم ان القربات والعبادات لا تثبت بالقياس....
سامحك مولاك !
حفّاظ أمة الاسلام يفتون لأمة الاسلام بالدّليل و لا علاقة لاجتهاداتهم باتّباع قول زيدٍ أو عمرٍ من النّاس ، فالعبرة بموافقة الدّليل للحق ؛ فصحّح !
لو كان الأمر كما تقول لما اختلفنا أصلا سامحك الله ...وماتراه انت ومن تتبعهم دليلا وأصلا أخبرناك بأن علماء أجلاء يرون ذلك ابتداعا وتشريعا لما لم ينزل الله به سلطانا....فلا تحاكمني إلى أصول أصلّها بعض العلماء اجتهادا منهم واستحسانا ....ولكن إن حاكمتني إلى الكتاب والسنة وألزمتني بما فيهما فعلى الرأس والعين وأنّى لك ذلك...فهيهات هيهات....
هل كبار أهل العلم اخذو الحكم الشرعي لعمل المولد من أفواه الرافضة ام أنّهم أصّلو للمسألة وفق الأصول الشرعية ؟
!!!!
وهذه أيضا......من تصفهم حفاظ الأمة ليسوا هم من ابتدع المولد فتنبه...وإن كنت قد أشرت إلى ذلك في إحدى ردودي...وإنما هم وجدوه فأخذوا يرقعون له ويؤصلون له كما يحلو لك ذلك....وهذه مشكلة من يعتقد ثم يستدل ...ونحن والحمد لله مأمورن باتباع الشرع العتيق القديم وأما زلات العلماء وهناتهم فلا يلتصق بها إلا من اتخذ التقليد والتعصب دينا فلا يرى إلا ما استحسنه من يقلدهم .....وماتراه أصولا شرعية نراها نحن وعلماؤنا أصولا بدعية...فأرجوا أن لا يتكرر هذا منك معي .....لأنني لا أؤمن بتلك الأصول المزعومة.....فلو قبلنا بصحة تلك الأصول لاستحسنا كل بدعة ظهرت في الدين ولوجدنا لها أصولا شرعية تقوم عليها ....فوالله إنه لباب شرعلى الإسلام والمسلمين ولكن الله سخر لهذا الدين من يحفظه من ورثة الأنبياء علماء أجلاء يقولون بالحق وبه يعدلون لا يخافون في الله لومة لائم....
هل كبار أهل العلم - و منهم من بلغ مرتبة الاجتهاد المُقيّد و آخرون الاجتهاد المُطلق - ممّن استحبوا عمل المولد كلّهم في مصاف الهلكة ((( قاتلهم الله !!! ))) ؟!!!
لا تذهب بعيدا ولا تحمل كلامي أكثر مما تحمله نقطه وحروفه.......وكلامي واضح جدا ويخص من ابتدعه اولا... لامن جاء بعد فاستحسنه ورقع له ...فتبنه
الأحكام الشرعية تؤخذ من المصادر الشرعية و لا يوجد في المصادر الشرعية أنّ تروكات السلف بالضرورة دليلٌ على التحريم ، فتنبّه !
أولا : ماذا تقصد بالأحكام الشرعية
ثانيا : الشرع أتى بالعموم وأتى بالخصوص وأتى بالتفصيل وأتى بالإجمال......ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام << من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد>> فهو عام لرد كل محدثة وبدعة في الدين ولا يشترط التفصيل أو التنصيص......ثم بالله عليك كيف نرد هذه البدعة وهي التسبيح جهرا عقب آذان صلاة الصبح مباشرة كما هي منتشرة في كثير من مساجدنا ؟؟ أو بالأحرى كيف أرد على المحدثات وأبين للناس أن هذا الأمر محدث وبدعة ؟؟
مع أنّ نبيُّ الرّحمة صلى الله عليه و سلم قال : " صَلُّو كَمَا رَأَيْتمُونِي أُصَلِّي " فمن أين لهذ الصحابي الجليل أنّ هذه الزيادة محمودة ان لم يكن اجتهادٌ منه في استنباط الحكم الشرعي في المسألة ؟!
لماذا لم يقُل نبيُّ الرحمة صلى الله عليه و سلم لهذا الصّحابي : لِمَ زِدتَ في أمرنا هذا ما ليس منه بل أقرّهُ و هنّأه بقبول الزيادة ، ان لم يكن اجتهاد هذ الصحابيّ قد لقي قبولاً في أصول الشرع ؟!
(2) روى الإمام البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِبِلَالٍ عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ يَا بِلَالُ حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الْإِسْلَامِ فَإِنِّي سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الْجَنَّةِ قَالَ مَا عَمِلْتُ عَمَلًا أَرْجَى عِنْدِي أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طَهُورًا فِي سَاعَةِ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ إِلَّا صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ مَا كُتِبَ لِي أَنْ أُصَلِّيَ
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح و هو يعدّد فوائد الحديث :
يُسْتَفَاد مِنْهُ جَوَاز الِاجْتِهَاد فِي تَوْقِيت الْعِبَادَة , لِأَنَّ بِلَالًا تَوَصَّلَ إِلَى مَا ذَكَرْنَا بِالِاسْتِنْبَاطِ فَصَوَّبَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .انتهى
من أين لهذا الصحابي الجليل أن الأمر محمود مع أنّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يدلّه عليه و لم يحدّثهُ به ؟!
كيف يخصص صلاة بعد كل طهور مع أنّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يفعله ؟!
لمَ أقرّه سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم و لم يقل له : ((( من أخبركَ بهذه الزيادة المزعومة !!! ))) ، ان لم يكن اجتهاد هذ الصحابيّ الجليل قد لقي قبولاً في أصول الشرع ؟!
ما هو دليل هذا الصحابي على هذا التخصيص ؛ هل هو نصٌ حرفيّ ام هو دليلٌ مبنيّ على الاستباط ؟!
مع التركيز مع ما لون بالأحمر تجد انه حجة عليك .....فالنبي عليه الصلاة والسلام صرحت بأنه أقرّ هولاء الصحابة على ما فعلوه ...فأخبرني بالله عليك من أقرك أو أقركم أو أي نبي أقركم على الاحتفال بالمولد ؟؟؟؟
فقياسك قياس باطل وبطلانه يغني عن التكلف في رده.....فالنبي عليه الصلاة والسلام كان حيا موجودا وكان يقر أشياء أفعالا وأقوالا تصدر من الصحابة وينكر أخرى وإن أردت الدليل اعطيناك فليس كل ماصدر من الصحابة الكرام قد أقره عليه الصلاة والسلام....بل غضب أحيانا على بعض التغييرات أو الزيادات...وحاشا رسول الله ان يقر شيئا خاطئا أو لا يجوز....وكان يصوّب فلان ويخطئ فلان ...وهذا بعد موته محال فبطل القياس فأين الرسول الذي يقول للمحتفل بالمولد إن احتفالك بالمولد جائز ؟؟ أويقره عليه ؟؟
ثمّ نودّ منك أن تعمل عقلك فيما يلي :
(1) هل صلّى سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلّم بالناس ختمة في صلاة التراويح كما هو عليه عمل الأمة منذ قرون ؟!!!
(2) هل خصّص سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلّم ليلة السابع و العشرون أو ليلة التاسع و العشرون من رمضان للختم في صلاة التراويح كما هو عليه عمل الأمة ؟!!!
(3) هل خصّص سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلّم مقدار محدّد ؛ حزبين أو ما يقاربهُ ؛ كل يوم للقراءة في صلاة التراويح كما هو عليه عمل الأمة ؟!!!
(4) هل جمع سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلّم النّاس لصلاة التهجّد في العشر الأواخر من رمضان كما هو عليه كما عليه عمل الأمة ؟!!!
و على حدّ علمنا :
(1) لم يُقِم السلف ملتقى سنوي للتعريف بالخلفاء الرّاشدين و مع ذالك لا يوجد عاقل يزعم أنّ اقامة " مؤتمر سنوي للتعريف بجهود الشيخ ابن باديس " ((( بدعة ضلالة !!!))) ؛ بحجّة كون هذا العمل (((عبادة !!!))) و ((( زيادة في دين الله !!!))) و ((( لم يفعله السلف !!!))) ؟!!!
(2) لم يُقم السلف مُسابقات للتنافس على حفظ كتاب الله و مع ذالك لا يوجد عاقل يزعم أنّ ترتيب مُسابقات دولية لحفظة كتاب الله ((( بدعة ضلالة !!!))) ؛ بحجّة كون هذا العمل (((عبادة !!!))) و ((( زيادة في دين الله !!!))) و ((( لم يفعله السلف !!!))) ؟!!!
(3) لم يَقم السلف بترتيب مناسبات سنوية لتوزيع الجوائز على حملة كتاب الله و مع ذالك لا يوجد عاقل يزعم أنّ ترتيب مثل هذه المُناسبات التشجيعية للقرّاء ((( بدعة ضلالة !!!))) ؛ بحجّة كون هذا العمل (((عبادة !!!))) و ((( زيادة في دين الله !!!))) و ((( لم يفعله السلف !!!))) ؟!!!
أرأيت أخي الكريم أن كلامك خارج عن شرطي وعن الموضوع ....فكيف تحاكمني إلى ما لاتعرف لي فيه رأيا....ثم هل ماذكرته آنفا أدلة شرعية من الكتاب والسنة نتحاكم إليها كما هو شرطي في بداية الموضوع ؟
ولذا أرجو منك أن تعود إلى أصل الموضوع وأن تأتي بأدلة شرعية صحيحة لا تقبل الشك ولا الدفع تجوز الاحتفال بالمولد...فإن أتيت بها أذعنا لك وسمعنا قولك فهو أفضل وأقرب للنقاش العلمي الهادف
موضوعي لا يتعد بضع سنتيمترات ...ولكن من بدايته تجاوز الكيلومترات.....فأرجوا منك يا أخي الكريم ....أن تعطيني أدلة واضحة لايشك أدنى عاقل او مسلم انها تجيز الاحتفال بالمولد.....والله الموفق
عجال علي
2009-03-25, 19:18
بسم الله الرحمان الرحيم
اخي الكريم بالنسبة لحديث مسلم....من سن سنة حسنة.......الحديث
فيه دلالة واضحة على وجود البدعة الحسنة
و لا توجد احسن بدعة من الاحتفال بمولد سيد الانام و احتجاجك به في غير موضعه لانك اهملت القسم الثاني منه ذلك لانه يقودك الى نسب السنة السيئة الى سيدنا محمد )معاذ الله)
ان اختلاف العلماء في جواز الاحتفال او عدمه راجع لاختلاف فهمهم للنصوص الشرعية
اما بالنسبة للحديث الذي تدندنون حوله كثيرا.....من احدث في .....
ففيه كلمة تنسف حججكم الا و هي =منه=
فتذكر الحبيب المصطفى جزء هام من الدين
هذا و صل اللهم على سيدنا و مولانا محمد و على اله الكرام
جمال البليدي
2009-03-25, 23:25
بسم الله الرحمان الرحيم
اخي الكريم بالنسبة لحديث مسلم....من سن سنة حسنة.......الحديث
فيه دلالة واضحة على وجود البدعة الحسنة
و لا توجد احسن بدعة من الاحتفال بمولد سيد الانام و احتجاجك به في غير موضعه لانك اهملت القسم الثاني منه ذلك لانه يقودك الى نسب السنة السيئة الى سيدنا محمد )معاذ الله)
ان اختلاف العلماء في جواز الاحتفال او عدمه راجع لاختلاف فهمهم للنصوص الشرعية
هذا و صل اللهم على سيدنا و مولانا محمد و على اله الكرام
أخي الحبيب لا يوجد بدعة حسنة في الدين ألبتة
يقول الصحابي الجليل عبدالله بن عمر رضي الله عنه: { كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة } [أخرجه الدارمي بإسناد صحيح].
وفي هذا النص دلالة قاطعة على فساد هذا التقسيم الجديد
قال الإمام مالك -رحمه الله تعالى-: ( من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدا خان الرسالة لأن الله يقول " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ " فما لم يكن يومئذ دينا لا يكون اليوم دينا ) . .
أما استدلالك بحديث(من سنة في الإسلام سنة حسنة)
الجواب :
(هذا الحديث لا يدل على ما يقوله هؤلاء؛ لأن الرسول لم يقل من ابتدع بدعة حسنة، وإنما قال: "من سن سنة حسنة"، والسنة غير البدعة، السنة هي ما كان موافقًا للكتاب والسنة، موافقًا للدليل، هذا هو السنة؛ فمن عمل بالسنة التي دل عليها الكتاب والسنة؛ يكون له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة؛ يعني: من أحيا هذه السنة وعلمها للناس وبينها للناس وعملوا بها اقتداءً به؛ فإنه يكون له من الأجر مثل أجورهم، وسبب الحديث معروف، وهو أنه لما جاء أناس محتاجون إلى النبي صلى الله عليه وسلم من العرب، عند ذلك رق لهم الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأصابه شيء من الكآبة من حالتهم، فأمر بالصدقة وحث عليها، فقام رجل من الصحابة وتصدق بمال كثير، ثم تتابع الناس وتصدقوا اقتداءً به؛ لأنه بدأ لهم الطريق، عند ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : "من سن في الإسلام سنة حسنة؛ فله أجرها وأجر من عمل بها"؛ فهذا الرجل عمل بسنة، وهي الصدقة ومساعدة المحتاجين، والصدقة ليست بدعة؛ لأنها مأمور بها بالكتاب والسنة، فهي سنة حسنة، من أحياها وعمل بها وبينها للناس حتى عملوا بها واقتدوا به فيها؛ كان له من الأجر مثل أجورهم.)(نقلا عن الشيخ الفوزان.
اما بالنسبة للحديث الذي تدندنون حوله كثيرا.....من احدث في .....
ففيه كلمة تنسف حججكم الا و هي =منه=
فتذكر الحبيب المصطفى جزء هام من الدين
نعم نحن متفقون في تعريف البدعة وأنها (ما أحدِث مما لا أصل له في الشريعة يدلّ عليه، وأما ما كان له أصل من الشرع يدلّ عليه فليس ببدعة شرعًا وإن كان بدعة لغة) قاله ابن رجب .
ولكن هل للمولد أصل في الشريعة؟
الجواب:
قال ابن حجر فيما نقلته أنت عنه((أَصْلُ عَمَلِ الْمَوْلِدِ بِدْعَةٌ لَمْ يُنْقَلْ عَنْ أَحَدٍ مِنْ السَّلَفِ الصَّالِحِ مِنْ الْقُرُونِ الثَّلَاثَةِ وَلَكِنَّهَا مَعَ ذَلِكَ قَدْ اشْتَمَلَتْ عَلَى مَحَاسِنَ وَضِدِّهَا )) فهذا إقرار منه على أنه ليس له أصل في الشرع وبالتالي قوله أنها بدعة حسنة مردودة عليه بحمد الله.
قال الإمام تاج الدين عمر بن سالم اللخمي المشهور بالفاكهاني- رحمه الله - في "المورد في عمل المولد"(ص20-21): (لا أعلم لهذا المولد أصلا في كتاب ولا سنة، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة، الذين هم القدوة في الدين، المتمسكون بآثار المتقدمين، بل هو بِدعة).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - عن الاحتفال بالمولدالنبوي في "اقتضاء الصراط المستقيم"(2/619): (لم يفعله السلف، مع قيام المقتضى له وعدم المانع منه، ولو كان هذا خيراً محضا، أو راجحاً لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا، فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيماً له منا، وهم على الخير أحرص، وإنما كمال محبته وتعظيمه في متابعته وطاعته واتباع أمره، وإحياء سنّته باطناً وظاهراً، ونشر ما بعث به، والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان، فإن هذه طريقة السابقين الأولين، من المهاجرين والأنصار،والذين اتبعوهم بإحسان) اهـ.
جمال البليدي
2009-03-25, 23:31
أكمل الرد على أخينا ياسين وفقه الله :
قال الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله [ "مجالس التّذكير من حديث البشير النّذير" ، من مطبوعات وزارة الشؤون الدينية ، صفحة 287 ] :
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، وعلى اسم الجزائر الرّاسخة في إسلامها، المتمسّكة بأمجاد قوميتها وتاريخها ـ أفتتح الذّكرى الأولى بعد الأربعمائة والألف من ذكريات مولد نبي الإنسانيّة ورسول الرّحمة سيّدنا ومولانا محمّد بن عبد اللّه عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام ـ في هذا النّادي العظيم الّذي هو وديعة الأمّة الجزائريّة عند فضلاء هذه العاصمة ووجهائها.لسنا وحدنا في هذا الموقف الشّريف لإحياء هذه الذّكرى العظيمة، بل يشاركنا فيها نحو خمسمائة مليون من البشر في أقطار المعمور كلّهم تخفق أفئدتهم فرحا وسرورا وتخضع أرواحهم إجلالا وتعظيما لمولد سيّد العالمين.اهــــ
وقال أيضا [ نفس المصدر ، صفحة 289 ] :
[/COLOR][/FONT][/SIZE][/quote]
1-الإمام السلفي الوهابي(على طريقة المخالف) ابن باديس رحمه الله موافق لأهل السنة في التأصيل ، من حيث تعريف البدعة وأنه ليس في الدين بدعة حسنة، فلو ثبت عنده أن هذا العمل بدعة لم يتردد في إنكاره إن شاء الله تعالى ، واضرب مثالا بأمر يعتقد كثير من السلفيين في هذا الزمان أنه بدعة، وقد قال بمشروعيته شيخ الإسلام ابن تيمية وهو استعمال السبحة، فهل يحق لأحد أن يتهم ابن تيمية بالابتداع؟
2-المولد النبوي ليس عيدا دينيا عند ابن باديس
رجال الجمعية لم يكونوا يعدون الاحتفال بالمولد النبوي من الاحتفالات الدينية، بل قد ثبت عن بعضهم التصريح بأنه عيد قومي تاريخي ، وقد وضع الشيخ العربي التبسي برنامجا للعطل السنوية بمناسبة الأعياد في مدارس جمعية العلماء وجعل أمام كل عيد نوعه، وقد قسمها ،إلى قسمين أعياد دينية وأعياد قومية ،وجعل من الأعياد القومية المولد النبوي (انظر المدرسة الجزائرية إلى أين؟ لمصطفى عشوي (ص135 –الملاحق) والتعليم القومي لرابح تركي (299)).
3-الحجة في كلام الله ورسوله صليى الله عليه وسلم ولا أحد معصوم خاصة وقد أنكر الاحتفال بالمولد النبوي جماعة من العلماء عارضوا هؤلاء كابن الحاج المالكي في ( المدخل ) والعدوي في (حاشيته على شرح مختصر خليل ) والفاكهاني في ( المورد ) وابن تيمية في ( اقتضاء الصراط المستقيم ) وغيرهم رحمهم الله تعالى , فبقيت الحجة مع المانع لاسيما وأن السلف الصالح أجمعين من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة وغيرهم لم يستحب أحد منهم الاحتفال بالمولد النبوي ولم يذكروه وحسبنا من الدين ما كانوا عليه .
ما الدّاعي إلى إحياء هذه الذّكرى ؟
المحبّة في صاحبها.
إنّ الشّيء يحبّ لحسنه أو لإحسانه وصاحب هذه الذّكرى قد جمع ـ على أكمل وجه ـ بينهما.اهــــ
ومحبته عليه الصلاة والسلام لا تقتضي فعل أمرا قد تركه صلى الله عليه وسلم بل محبته تستلزم متابعته ومن متباعته صيام يوم الإثنين فذاك يوم ولد فيه .
وعدم الإحتفال بالمولد لا يلزم منه عدم محبته
قال الشيخ علي بن حسن الحلبي - حفظه الله - في تعليقه على "المورد في عمل المولد" للفاكهاني (ص19): (يظن بعض الجهلة في زماننا أن الذين لا يجيزون عمل المولد والاحتفال به لا يحبون النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا ظن آثم، ورأي كاسد، إذ المحبة وصدقها تكون في الاتباع الصحيح للنبي صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى: ((قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ))[آل عمران:31[) اهـ
فهذه المحبّة تدعونا إلى تجديد ذكرى مولده في كلّ عام.
ما الغاية من تجديد هذه الذّكرى ؟
استثمار هذه المحبّة.اهــــ
إن النبي صلى الله عليه وسلم قد رفع له ذكره فلا نحتاج ليوم واحد في السنة حتى نتذكره .
قال الله تعالى في حقّه: ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾، فلا يُذكَرُ اللهُ عزَّ وجلَّ إلاَّ ذُكر معه صلى الله عليه وسلم في التَّشهدِ، والأذانِ، والصَّلواتِ، والخطبِ وغيرِ ذلك، روى ابن جرير الطَّبريُّ عن قتادةَ في تفسير هذه الآية أنَّه قال: «رَفع اللهُ ذكرَه في الدّنيا والآخرة، فليس خطيبٌ ولا متشهِّدٌ، ولا صاحبُ صلاةٍ إلاَّ ينادي بها: أشهدُ أن لا إله إلاَّ الله وأشهدُ أنَّ محمّدًا رسولُ الله
فإذا كان صلى الله عليه وسلم يذكرُ في هذه المواطن الكثيرة على مدار الأيَّامِ والشُّهور، فما فائدةُ تخصيصِ ليلةٍ أو لياليَ معدودةٍ من ثلاثمائةٍ وستِّين يومٍ وليلةٍ بذكرهِ والاحتفالِ به، أليسَ في هذا جفاءٌ في حقِّه وبخلٌ في ذكرِه، فأين دعوى محبَّتِه صلى الله عليه وسلم وتعظيمِه؟
قال الشيخ محمّد البشير الإبرهيمي [ " آثار الإمام محمّد البشير الإبرهيمي " جمع و تقديم نجله الدكتور أحمد طالِب الإبرهيمي ، طبعة دار الغرب الإسلامي ، الجزء الثاني صفحة 341 ] :
أوقفنا مقالات " تاريخ المولد النبوي في المغرب العربي " عن قصد لأنها طالت ، و لأن ما كُتب منها يدخل في رسالة مستقلة ، و لأن المهم منها إنما هو الجانب التاريخي ، أما الحكم الشرعي فيها فنحن لا نقر ذالك الإستحسان الذي يبالغ فيه بعض من نقل الكاتب كلامهم من علماء تلك العصور ، فهم يجعلون من حبّ المولود العظيم عذراً في ارتكاب بدع المولد ، و مسوغًا لأعمال الملوك الذين لا غاية لهم من تلك الموالد إلا الدعاية لأنفسهم ، و قرن أسمائهم باسم النبي صلى الله عليه و سلم في مديح الشعراء ، و استجلاب العامة بذالك كله . و لو أنهم جعلوا تلك الإحتفالات ذرائع لإصلاح حال الأمة ، و حملها على الرجوع الى السنن النبوية ، و الإهتداء بالهدي المحمدي ، لكان لفعلهم محمل سديد ، وأثر حميد ، لأن الأمور بمقاصدها.
أما الحبُّ الصحيح لمحمَّد صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم فهو الذي يَدَعُ صاحبَه عن البدع، ويحملُه على الاقتداء الصحيح، كما كان السلف يحبُّونه، فيُحيون سُننه، ويَذُودون عن شريعته ودينه، من غير أن يقيموا له الموالد و ينفقُوا منها الأموال الطائلة التي تفتقر المصالحُ العامَّةُ إلى القليل منها فلا تَجدُه.
ونحن نحتفل بالمولد على طريقة غير تلك الطريقة، و بأسلوب غير ذلك الأسلوب ، فنجلي فيه السيرة النبوية ، والأخلاق المحمدية ، ونكشف عما فيها من السر ، و ما لها من الأثر في إصلاحنا إذا اتبعناها ، و في هلاكنا إذا أعرضنا عنها ، ففي احتفالاتنا تجديد للصلة بنبيّنا في الجهات التي هو بها نبيّنا و نحن فيها أمّته.اهـــــ
و قال الشيخ البشير الإبراهيمي أيضاً [ نفس المصدر : " آثار الإمام محمّد البشير الإبرهيمي " ، صفحة 343 ] :
إحياء ذكرى المولد النبوي إحياء لمعاني النبوة ، و تذكير بكل ما جاء به محمد صلى الله عليه و سلم من هدى ، وما كان عليه من كمالات نفسية ، فعلى المتكلمين في هذه الذكرى أن يذكّروا المسلمين بما كان عليه نبيهم من خلق عظيم ، وبما كان لديهم من استعلاء بتلك الأخلاق.
لهذه الناحية الحية نجيز إقامَ هذه الاحتفالات، ونعدّها مواسم تربية ، ودروس هداية ، والقائلون ببدعيتها إنما تمثلوها في الناحية الميتة من قصص المولد الشائعة.اهـــــ
تابع القراءة على الرابط : المولد النبوي الشريف عند بن باديس و البشير الإبراهيمي (http://montada.echoroukonline.com/showthread.php?t=22220)
قراءة موفقة
1-لا يوجد حجة في كلام العلامة الوهابي السلفي إلا أنه أورد بعض مصالح المولد فيقال :إن كل ما ذكر من المصالح لا يجيز لنا إحداث شيء في الدين لم يشرعه الله لنا ولا رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ولم يسبقنا إليه أحد من سلف هذه الأمة(بإعتراف العلامة البشير الإبراهيمي نفسه وكفى بهذا حجة عليك)، بل هو من محدثات الأمور التي نهينا عنها والعبرة بالوسائل الشرعية لا بغايتها لأن الغاية لا تبرر الوسيلة وإلا لأبحنا السرقة لغاية سد الفقر ومعاونة الفقراء ولأبحنا الخمر لغاية التداوي والنبي صلى الله عليه وسلم يقول((لا تداوو بالحرام)).
قال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله((إذن ماذكر من أن الغاية تبرر الوسيلة هذا باطل وليس في الشرع ، وإنما في الشرع أن الوسائل لها أحكام المقاصد بشرط كون الوسيلة مباحة أما إذا كانت الوسيلة محرمة كمن يشرب الخمر للتداوي فإنه ولوكان فيه الشفاء ، فإنه يحرم فليس كل وسيلة توصل إلى المقصود لها حكم المقصود بل بشرط أن تكون الوسيلة مباحة ليست كل وسيلة يظنها العبد ناجحة بالفعل يجوز فعلها مثال ذلك المظاهرات, مثلاً : إذا أتى طائفة كبيرة وقالوا: إذا عملنا مظاهرة فإن هذا يسبب الضغط على الوالي وبالتالي يصلح وإصلاحه مطلوب
والوسيلة تبرر الغاية نقول :هذا باطل ، لأن الوسيلة في أصلها محرمة فهذه الوسيلة وإن صلحت وإصلاحها مطلوب لكنها في أصلها محرمة كالتداوي بالمحرم ليوصل إلى الشفاء فثم وسائل كثيرة يمكن أن تخترعها العقول لاحصر لها مبررة للغايات وهذا ليس بجيد ، بل هذا باطل بل يشترط أن تكون الوسيلة مأذوناً بها أصلاً ثم يحكم عليها بالحكم على الغاية إن كانت الغاية مستحبة صارت الوسيلة مستحبة وإن كانت الغاية واجبة صارت الوسيلة واجبة.))
جمال البليدي
2009-03-25, 23:33
الرد المسدد على من أجاز بدعة المولد
كتاب إلكتروني للتحميل
جمع وإعداد: جمال البليدي-ستر الله عيوبه-
المقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين،
أما بعد:فقد كثر الكلام عن الاحتفال بالمولد وحكمه في الإسلام ما بين مجيز وبين محرم لهذا ارتئيت أن أقوم ببحث حول المسألة حيث أنني رجعت لمن كتب قبلي من بحوث ورسائل وقد اعتمدت كثيرا على بحث أخونا أبو معاذ السلفي والأخ بشير أبو عبد الرحمان وكذلك كتاب المولد للشيخ سمير المالكي كما أضفت بعض المسائل والردود على بعض الشبهات الجديدة هذا مع الأخد بعين الإعتبار أنني لا أتحدث عن المولد الذي يعم بالمنكرات والمفاسد فهذا لا يختلف فيه اثنان إنما أتحدث عن أصله وقد فصت هذا البحث إلى ثمانية فصول .
الفهرس:
المقدمة
الفصل الأول :بيان أن المولد النبوي لم يقع من السلف الصالح وأنه من البدع المحدثة .
الفصل الثاني :إثبات أن الفاطميين أول من احتفل بالموالد.
الفصل الثالث : بيان كذب من يزعم أن من ينكر الاحتفال بالمولد بأنه مبغضللرسول صلى الله عليه وسلم ومكفر لمن يحضر ذلك الاحتفال.
الفصل الرابع:المولدُ النَّبوي بين الاتّباع والابْتداع.
الفصل الخامس : أقوال علماء الأمة في بدعة المولد.
الفصل السادس : : إعتراف القائلين بجواز الاحتفال أنه من المحدثات (وكفى بها حجة).
الفصل السابع :طرق أهل البدع في الاستدلال لبدعهم.
الفصل الثامن :كشف الشبهات ورد الاعتراضات.
*الشبهة الأولى:إستدلالهم بقوله تعالى ((قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ))
*الشبهة الثانية:إستدلالهم بقوله تعالى: ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً))[الأحزاب: 56[.
*الشبهة الثالثة:يقولون ان الله كرم بعض الأماكن المرتبطة بالأنبياء مثل مقام إبراهيم صلى الله عليه وسلم حيث قال الله تعالى: ((وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً))[البقرة:125[ وهذا فيه حث على الاهتمام بكل ما يتعلق بالأنبياء ومنها الاهتمام بيوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم.
*الشبهة الرابعة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم الاثنين فلما سئل عن ذلك قال: { ذلك يوم ولدت فيه وأنزل علي فيه } رواه أحمد ومسلم وأبو داود.
*الشبهة الخامسة:إستدلالهم بما ثبت في "الصحيحين" ان النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة رأى اليهود تصوم عاشوراء فقال: {ما هذا؟ } قالوا: (يوم صالح نجى الله فيه موسى وبني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى) فقال: { أنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه} .
*الشبهة السادسة:إستدلالهم بما جاء عن عروة أنه قال في ثويبة مولاة أبي لهب: وكان أبولهب أعتقها فأرضعت النبي صلى الله عليه وسلم فلما مات أبو لهب أريه بعض أهله بشر حيبة قال له: ماذا لقيت؟ قال أبو لهب: لم ألق بعدكم غير أني سقيت في هذه بعتاقتي ثويبة.
*الشبهة السابعة:إستدلالهم بقول الرسول صلى الله عليه وسلم في فضل يوم الجمعة : { إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه قبض } رواه أبو داود.
*الشبهة الثامنة: إستدلالهم بما أخرجه البيهقي عن انس رضي الله عنه: { أن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن نفسه بعد النبوة }
*الشبهة التاسعة:ان جبريل عليه السلام طلب ليلة الإسراء والمعراج من النبي صلى الله عليه وسلم، أن يصلي ركعتين ببيت لحم، ثم قال: (أتدري أين صليت؟ صليت ببيت لحم حيث ولد عيسى عليه السلام).
*الشبهة العاشرة: أن شعراء الصحابة كانوا يقولون قصائد المدح في الرسول صلى الله عليه وسلم مثل كعب بن زهير وحسان بن ثابت؛ فكان يرضى عملهم؛ ويكافئهم على ذلك بالصلات والطيبات.
*الشبهة الحادية عشر:أن الموالد اجتماع ذكر وصدقة ومدح وتعظيم للجناب النبوي وهذه أمور مطلوبة شرعاً وممدوحة وجاءت الآثار الصحيحة بها وبالحث عليها.
*الشبهة الثانية عشر: أن الاحتفال بالمولد النبوي أمر استحسنه العلماء وجرى به العمل في كل صقع فهو مطلوب شرعاً للقاعدة المأخوذة من أثر ابن مسعود رضي الله عنه: (ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن وما رآه المسلمون قبيحاً فهو عند الله قبيح).
*الشبهة الثالثة عشر:دعوى تلقي الأوامر النبوية بالاحتفال بذلك اليوم في المنام!
*الشبهة الرابعة عشر: قول السخاوي رحمه الله في "التبر المسبوك" (ص14): (إذا كان أهل الصليب اتخذوا ليلة مولد نبيهم عيداً أكبر فأهل الإسلام أولى بالتكريم وأجدر).
*الشبهة الخامسة عشر:أن الاحتفال بالمولد يعتبر إحياء لذكرى الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا مشروع في الإسلام.
*الشبهة السادسة عشر: قالوا ان الاحتفال بالمولد ليس بدعة بل هو سنة حسنة لقوله عليه الصلاة والسلام ( من سن في الاسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ..... الحديث ) رواه مسلم .
الشبهة السابعة عشر:إستدلالهم بقوله تعالى { وكلاً نقص عليك من أنبــــــاء الرســل ما نثبت به فــــــؤادك }. هود [120] .
*الشبهة الثامنة عشر:قالوا : إن " المولد " ليس من العبادات ، التي يدخل فيها الابتداع ، بل هو من العادات ، التي هي في الأصل مباحة ، استناداً إلى البراءة الأصلية
*الشبهة التاسعة عشر:الاحتجاج بفعل أكثر الناس ، وبتأييد كثير من العلماء ، وتحسينهم " للمولد
*الشبهة العشرون:إلزام القائلين ببدعية " المولد " ، بالحكم على المحتفلين به ، من العامة ، والمؤيدين له من العلماء ، بالضلال والهلاك .
*الشبهة الواحد العشرون:إحتجاجهم بقيام العلماء في السعودية بدورة حول حياة الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله .
*الشبهة الثانية والعشرون: إحتجاجهم بما ورد عن الإمام الذهبي وابن كثير رحمهما الله تعالى في تواريخهم ماحكاه المؤرخون عن صاحب إربل السلطان مظفر الدين أبي سعيد كوكبري من احتفاله بالمولد النبوي وتوسعه في ذلك ، فمدحاه ولم يذماه .
*الشبهة الثالثة والعشرون :نسبة جواز الإحتفال لشيخ الإسلام ابن تيمية .
*الشبهة الرابعة والعشرون:: قولهم ليس كل ما لم يعمل به السلف بدعة والمولد له حكم المقاصد الحسنة والمصالح المرسلة
*الشبهة الخامسة والعشرون : احتجاجهم بمسابقات القرآن الكريم السنوية .
الشبهة السادسة والعشرون:قولهم بأن المسألة الخلافية ولا إنكار في مسائل الخلاف
الخاتمة
تحميل الكتاب:
1-على شكل كتاب إلكتروني :
http://www7.0zz0.com/2009/03/06/22/751535540.jpg
لتحميل اضغط هنا (http://www.salafishare.com/26HV32LU5JU0/5PZXND0.rar)
2-على شكل ملف وورد:
حمله من هنا (http://www.salafishare.com/arabic/26XMWN5WG713/Q05IHPO.doc)
والشكر موصول للأخ بشير أبو عبد الرحمان على تصميمه للكتاب الإلكتروني .
والحمد لله رب العالمين .
عبد الله ياسين
2009-03-28, 17:10
الأخ الكريم " مهاجر إلى الله " :
الجواب عن هذه الشبهة : من وجوه : ( من رد الشيخين الانصاري والتويجري رحمهما الله تعالى)
الوجه الأول :
أن ابن حجر-رحمه الله- صرح في بداية جوابه أن أصل عمل المولد بدعة لم تنقل عن أحد من السلف الصالح، من القرون الثلاثة،
دعوى تناقض كلام الحافظ في الحكم على عمل المولد كلامٌ باطل و لا وزن له عند التحقيق العلمي لانّ المُخالف يريدُ أن يزن كلام الحافظ عن البدعة بمفهومه هو - أي المُخالف - للبدعة ! فالحافظ يتكلّم عن البدعة اللّغوية و المُخالف يُسقط كلام الحافظ على البدعة الشرعية فشتّان بين مشرّق و مغرّب !
و يكفي في بيان بطلان تفسير المُخالف لكلام الحافظ أنّه جعل الحافظ يُقرُّ بأنّ عمل المولد بدعة ضلالة و مع ذلك يُستحسن لامة الاسلام العمل بهذه البدعة الضلالة !!!
فهمٌ باطلٌ عاطلٌ لا يصرّ عليه الاّ مُتعصّب غير عاقل ! ؛ فصغار طلبة العلم لا يقعون في تناقض صريح و ضلال قبيح كهذا فما بالك بسيّد شرّاح الحديث !!!
يُراجع أعلاه شرحٌ لكلام الحافظ ففيه غنية.
وهذا كافٍ في ذمِّ الاحتفال بالمولد ؛ إذا لو كان خيراً لسبق إليه الصحابة و التابعون ، و أئمة العلم و الهدى من بعدهم .
قال واضع أسس علم الأصول سيّدنا الامام الشافعي كما أَخْرَجَهُ الحافظ الْبَيْهَقِيُّ فِي مَنَاقِب سيّدنا الامام الشافعي :
الْمُحْدَثَات ضَرْبَانِ :
(1) مَا أُحْدِث يُخَالِف :
(أ) كِتَابًا
أَوْ
(بـ) سُنَّة
أَوْ
(جـ) أَثَرًا
أَوْ
(د) إِجْمَاعًا
فَهَذِهِ : بِدْعَة الضَّلَال.
(2) وَ مَا أُحْدِث مِنْ الْخَيْر لَا يُخَالِف شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ - أي لم يُخالف (أ) ، (بـ) ، (جـ) ، (د) - : فَهَذِهِ : مُحْدَثَة غَيْر مَذْمُومَة ".انتهى
فهذه هي مصادر التشريع المُجمع عليها و لا يوجد فيها تروكات سيّد الخلق صلوات ربي و سلامه عليه فما بالك بتروك سادتنا الصحابة رضوان الله عليهم ، فكلّ مُحدث و ان لم يكن في الصدر الأول فيجب أن يعرض على أدلة الشرع و منه يُستبط الحكم الشرعي في المسألة.
ثمّ إنّ علماء الأصول عرّفو السنّة بأنّها : " أقواله صلى الله عليه و سلم و أفعاله و تقريراته " و لم يقولوا " تُروكه " لأنّ التّرك لوحده ليس بدليل.
قال عزّ من قائل [ سورة الحشر : 7 ] : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } صدق الله العظيم ؛ ولم يقل وما تركه فانتهوا عنه !
قال العلّامة المُفسّر الآلوسي - رحمه الله - في تفسيره " روح المعاني في تفسير القرآن العظيم و السبع المثاني " :
و استنبط من الآية أن وجوب الترك يتوقف على تحقق النهي ولا يكفي فيه عدم الأمر فما لم يتعرض له أمراً ولا نهياً لا يجب تركه.انتهى
وعليه فالترك وحده يدلّ على جواز الترك فقط أمّا وجوب الترك - كما يُريد المُخالف أن يستدلّ به في مسألتنا - فهو متوقف على تحقق النّهي...لأنّ التّرك لوحده يحتمل عدّة وجوه غير التّحريم فقد ترك سيّدنا رسول الله - صلى الله عليه و سلّم - جمع النّاس على امام واحد في صلاة التّراويح و كذالك تبعهُ سيّدنا أبو بكر الصّديق - رضي الله عنه - لكن سيّدنا الفاروق عمر بن الخطّاب - رضي الله عنه - جمع المُصلّين على امام واحد مع أنّه لم يثبت فعله لا في عهد سيّدنا رسول الله - صلى الله عليه و سلّم - و لا في عهد سيّدنا أبو بكر الصّديق - رضي الله عنه - ! بل إنّ سيّدنا الفاروق الخليفة الراشد قال عن فعله : " نعمت البدعة هذه " و مع ذلك لم يُعاتبه أحد من الصحابة - رضوان الله عليهم - و لم يقولوا : تركه من هم أفضل منك فهو حرام !!! و من أقرّ سيّدنا عمر بن الخطاب على هذه الزيادة إن لم يكن اجتهاده لاستنباط الحكم الشرعي في هذه الزيادة موافقٌ لأصول الشريعة ؟!!!
قال الامام المُفسّر القرطبي المالكي - رحمه الله - في قوله تعالى - سورة البقرة 117 - : { بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ } صدق الله العظيم ؛ ما نصّه :
{ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ }
فَعِيل لِلْمُبَالَغَةِ , وَارْتَفَعَ عَلَى خَبَر اِبْتِدَاء مَحْذُوف , وَاسْم الْفَاعِل مُبْدِع , كَبَصِيرِ مِنْ مُبْصِر . أَبْدَعْت الشَّيْء لَا عَنْ مِثَال , فَاَللَّه عَزَّ وَجَلَّ بَدِيع السَّمَاوَات وَالْأَرْض , أَيْ مُنْشِئُهَا وَمُوجِدهَا وَمُبْدِعهَا وَمُخْتَرِعهَا عَلَى غَيْر حَدّ وَ لَا مِثَال . وَكُلّ مَنْ أَنْشَأَ مَا لَمْ يُسْبَق إِلَيْهِ قِيلَ لَهُ مُبْدِع , وَمِنْهُ أَصْحَاب الْبِدَع . وَ سُمِّيَتْ الْبِدْعَة بِدْعَة لِأَنَّ قَائِلهَا اِبْتَدَعَهَا مِنْ غَيْر فِعْل أَوْ مَقَال إِمَام , وَ فِي الْبُخَارِيّ ( وَنِعْمَتْ الْبِدْعَة هَذِهِ ) يَعْنِي قِيَام رَمَضَان .
كُلّ بِدْعَة صَدَرَتْ مِنْ مَخْلُوق فَلَا يَجُوز أَنْ يَكُون لَهَا أَصْل فِي الشَّرْع أَوَّلًا ,فَإِنْ كَانَ لَهَا أَصْل كَانَتْ وَاقِعَة تَحْت عُمُوم مَا نَدَبَ اللَّه إِلَيْهِ وَخَصَّ رَسُوله عَلَيْهِ , فَهِيَ فِي حَيِّز الْمَدْح . وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مِثَاله مَوْجُودًا كَنَوْعٍ مِنْ الْجُود وَالسَّخَاء وَفِعْل الْمَعْرُوف , فَهَذَا فِعْله مِنْ الْأَفْعَال الْمَحْمُودَة , وَإِنْ لَمْ يَكُنْ الْفَاعِل قَدْ سُبِقَ إِلَيْهِ. وَ يَعْضُد هَذَا قَوْل عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ : نِعْمَتْ الْبِدْعَة هَذِهِ , لَمَّا كَانَتْ مِنْ أَفْعَال الْخَيْر وَدَاخِلَة فِي حَيِّز الْمَدْح , وَهِيَ وَإِنْ كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ صَلَّاهَا إِلَّا أَنَّهُ تَرَكَهَا وَلَمْ يُحَافِظ عَلَيْهَا , وَلَا جَمَعَ النَّاس عَلَيْهَا , فَمُحَافَظَة عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ عَلَيْهَا , وَجَمْع النَّاس لَهَا , وَنَدْبهمْ إِلَيْهَا , بِدْعَة لَكِنَّهَا بِدْعَة مَحْمُودَة مَمْدُوحَة . وَإِنْ كَانَتْ فِي خِلَاف مَا أَمَرَ اللَّه بِهِ وَرَسُوله فَهِيَ فِي حَيِّز الذَّمّ وَالْإِنْكَار , قَالَ مَعْنَاهُ الْخَطَّابِيّ وَغَيْره .
قُلْت : وَ هُوَ مَعْنَى قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خُطْبَته : ( وَشَرّ الْأُمُور مُحْدَثَاتهَا وَكُلّ بِدْعَة ضَلَالَة ) يُرِيد مَا لَمْ يُوَافِق كِتَابًا أَوْ سُنَّة , أَوْ عَمَل الصَّحَابَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ , وَقَدْ بَيَّنَ هَذَا بِقَوْلِهِ : ( مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَام سُنَّة حَسَنَة كَانَ لَهُ أَجْرهَا وَأَجْر مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْده مِنْ غَيْر أَنْ يَنْقُص مِنْ أُجُورهمْ شَيْء وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَام سُنَّة سَيِّئَة كَانَ عَلَيْهِ وِزْرهَا وَوِزْر مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْده مِنْ غَيْر أَنْ يَنْقُص مِنْ أَوْزَارهمْ شَيْء ) . وَهَذَا إِشَارَة إِلَى مَا اُبْتُدِعَ مِنْ قَبِيح وَحَسَن , وَهُوَ أَصْل هَذَا الْبَاب , وَبِاَللَّهِ الْعِصْمَة وَالتَّوْفِيق , لَا رَبّ غَيْره.انتهى
ثمّ انّ سيّدنا رسول الله - صلى الله عليه و سلّم - لم يفعل جميع المندوبات و الرغائب و لو حاول صلى الله عليه و سلّم أن يأتي بكلّ أفراد الخير و الفضائل فلن يسعه العمر كلّه لدا فإنّ حكمة الشارع الحكيم اقتضت تأصيل الأصول العامة للخير و الحثّ عليها في عموم النّصوص الشرعية فالتعلّل برفض بعض أفراد المُستحبّات لأنّ رسول الله - صلى الله عليه و سلّم - تركها و لم يفعلها فيه سدٌّ للخير و تعطيلٌ لكثير من افراد عموميات النّصوص الشرعية !!!
و لو كان عدم وجود قول لأئمّة السلف في المسألة دليلا على عدم المشروعية لكان لا يحق لأئمّة التابعين أن يتكلموا في مسألة سكت عنها الصحابة - رضوان الله عليهم - و كان لا يحق لأتباع التابعين أن يتكلموا في مسألة سكت عنها التابعون و هكذا !!! حتى لا يحلّ لأحدٍ من علماء المسلمين من غير الرّعيل الأوّل استنباط الأحكام الشرعية في المسائل التي سكت عنها أصحاب الرّعيل الأوّل و يتعطّل قول الله [ سورة النساء : 83 ] : { وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ } صدق الله العظيم ؛ و لم يزعم أحدٌ أنّ استنباط الأحكام الشرعية مُقتصرٌ على أفراد السّلف فقط !!!
قال الحافظ الذهبي في " سِيَرُ أَعْلاَمِ النُّبَلاَءِ " :
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ : كَانَ أَبِي يُصَلِّي فِي كُلِّ يَوْمٍ وَ لَيلةٍ ثَلاَثَ مائَةِ رَكْعَةٍ فَلَمَّا مَرِضَ مِن تِلْكَ الأَسواطِ أَضعفَتْه فَكَانَ يُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ وَليلَةٍ مائَةً وَ خَمْسِيْنَ رَكْعَةً.انتهى
فسيّدنا الامام أحمد كان يُصلّي :
(1) كُلِّ يَوْمٍ وَ لَيلةٍ : تخصيص وقت مُعيّن
(2) ثَلاَثَ مائَةِ رَكْعَةٍ : تخصيص كيفية مُعيّنة
و لم تثبت هذه الكيفية بعينها و تفاصيلها عند الرّعيل الأول ؛ فهل سيّدنا الامام أحمد كان يتعبّد ربّه بالبدعة ؟!!!
و الأمثلة في هذا جدّ كثيرة تدلّ دلالة واضحة على أنّ المُخالف شذّ في فهمه عن فهم الأكابر و السادة الفطاحل !
فمن أين لكم أنّ تروكات السّلف تدلّ حتمًا على التحريم ؟!!!
يُتبع / ...
عبد الله ياسين
2009-03-28, 18:09
الوجه الثالث :
أن تخريج بدعة المولد على صيام يوم عاشوراء ، إنما هو من التكلُّف المردود ؛ لأنَّ العبادات مبناها على الشرع والاتباع ، لا على الرأي والاستحسان والابتداع.
سبق و شرحنا وجه استدلال الحافظ و هو :
الحافظ كما ذكر أهل العلم استعمل طريق الاستدلال بالأَوْلى لاستخراج أصلٍ لعمل المولد من الشرع ؛ فإذا كانت نعمة نجاة نبيّ الله سيّدنا موسى عليه الصلاة و السّلام و على نبيّنا ، تستحقُّ في أوقات تجدّدها السنويّة شكرنا لله فنعمة بروز النّعمة المسداة و الرحمة المهداة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أَوْلى . و النّعمة تطّرد نسبيًّا مع استحقاق الشكر فكلّما عظمت نعم الله علينا كان شكرها أحق.
لدا قال الحافظ ابن حجر :
وَ قَدْ ظَهَرَ لِي تَخْرِيجُهَا عَلَى أَصْلٍ ثَابِتٍ وَهُوَ مَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَوَجَدَ الْيَهُودَ يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَسَأَلَهُمْ فَقَالُوا هَذَا يَوْمٌ أَغْرَقَ اللَّهُ فِيهِ فِرْعَوْنَ وَنَجَّى فِيهِ مُوسَى فَنَحْنُ نَصُومُهُ شُكْرًا لِلَّهِ تَعَالَى } فَيُسْتَفَادُ مِنْهُ فِعْلُ الشُّكْرِ لِلَّهِ عَلَى مَا مَنَّ بِهِ فِي يَوْمٍ مُعَيَّنٍ مِنْ إسْدَاءِ نِعْمَةٍ وَدَفْعِ نِقْمَةٍ وَيُعَادُ ذَلِكَ فِي نَظِيرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ كُلِّ سَنَةٍ وَالشُّكْرُ لِلَّهِ يَحْصُلُ بِأَنْوَاعِ الْعِبَادَةِ كَالسُّجُودِ وَالصِّيَامِ وَالصَّدَقَةِ وَالتِّلَاوَةِ وَأَيُّ نِعْمَةٍ أَعْظَمُ مِنْ النِّعْمَةِ بِبُرُوزِ هَذَا النَّبِيِّ الَّذِي هُوَ نَبِيُّ الرَّحْمَةِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ.انتهى
فالحافظ لم يُنشئ ابتداءً عبادة جديدة بله رحمه الله حثَّ أمّة الاسلام على شكر الله على نعمة بروز سيّد الخلق صلى الله عليه و سلم للوجود بعبادة الصوم و الفرق بين انشاء عبادة و شكر الله بالعبادة المشروعة لا يخفى على المُبتدئين ؛ فأين هذا من ذاك ؟!!!
و هل نشكر ربّنا على نعمه علينا بالعبادة المشروعة أم بغيرها ؟!!!
لقد ترك النبي صلى الله عليه وسلم صيام شهر كامل غير رمضان فهل يعني هذا أنّ التأصيل لصيام شهر كامل - غير رمضان - تطوّعًا لله ربّ العالمين يُعدُّ انشاءً لعبادة جديدة فهو بدعة ضلالة ؟!!!
كان سيّدنا الامام مالك يتوضأ قبل أن يُحدّث عن سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ؛ كما هو ثابت عنه ؛ و لم يزعم أحدٌ أنّ امام دار الهجرة سيّدنا الامام مالك أنشأ عبادةً جديدة سنّ بها بدعة ضلالة ؟!!!
يُتبع / ...
جمال البليدي
2009-03-28, 18:40
دعوى تناقض كلام الحافظ في الحكم على عمل المولد كلامٌ باطل و لا وزن له عند التحقيق العلمي لانّ المُخالف يريدُ أن يزن كلام الحافظ عن البدعة بمفهومه هو - أي المُخالف - للبدعة ! فالحافظ يتكلّم عن البدعة اللّغوية و المُخالف يُسقط كلام الحافظ على البدعة الشرعية فشتّان بين مشرّق و مغرّب !
و يكفي في بيان بطلان تفسير المُخالف لكلام الحافظ أنّه جعل الحافظ يُقرُّ بأنّ عمل المولد بدعة ضلالة و مع ذلك يُستحسن لامة الاسلام العمل بهذه البدعة الضلالة !!!
فهمٌ باطلٌ عاطلٌ لا يصرّ عليه الاّ مُتعصّب غير عاقل ! ؛ فصغار طلبة العلم لا يقعون في تناقض صريح و ضلال قبيح كهذا فما بالك بسيّد شرّاح الحديث !!!
يُراجع أعلاه شرحٌ لكلام الحافظ ففيه غنية.
بل كلام الحافظ في غاية الوضح فقد قال((أَصْلُ عَمَلِ الْمَوْلِدِ بِدْعَةٌ لَمْ يُنْقَلْ عَنْ أَحَدٍ مِنْ السَّلَفِ الصَّالِحِ مِنْ الْقُرُونِ الثَّلَاثَةِ وَلَكِنَّهَا مَعَ ذَلِكَ قَدْ اشْتَمَلَتْ عَلَى مَحَاسِنَ وَضِدِّهَا [/color])) فهذا إقرار منه على أنه ليس له أصل في الشرع وبالتالي قوله أنها بدعة حسنة مردودة عليه بحمد الله.
قال الإمام تاج الدين عمر بن سالم اللخمي المشهور بالفاكهاني- رحمه الله - في "المورد في عمل المولد"(ص20-21): (لا أعلم لهذا المولد أصلا في كتاب ولا سنة، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة، الذين هم القدوة في الدين، المتمسكون بآثار المتقدمين، بل هو بِدعة).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - عن الاحتفال بالمولدالنبوي في "اقتضاء الصراط المستقيم"(2/619): (لم يفعله السلف، مع قيام المقتضى له وعدم المانع منه، ولو كان هذا خيراً محضا، أو راجحاً لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا، فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيماً له منا، وهم على الخير أحرص، وإنما كمال محبته وتعظيمه في متابعته وطاعته واتباع أمره، وإحياء سنّته باطناً وظاهراً، ونشر ما بعث به، والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان، فإن هذه طريقة السابقين الأولين، من المهاجرين والأنصار،والذين اتبعوهم بإحسان) اهـ.
قال واضع أسس علم الأصول سيّدنا الامام الشافعي كما أَخْرَجَهُ الحافظ الْبَيْهَقِيُّ فِي مَنَاقِب سيّدنا الامام الشافعي :
الْمُحْدَثَات ضَرْبَانِ :
(1) مَا أُحْدِث يُخَالِف :
(أ) كِتَابًا
أَوْ
(بـ) سُنَّة
أَوْ
(جـ) أَثَرًا
أَوْ
(د) إِجْمَاعًا
فَهَذِهِ : بِدْعَة الضَّلَال.
(2) وَ مَا أُحْدِث مِنْ الْخَيْر لَا يُخَالِف شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ - أي لم يُخالف (أ) ، (بـ) ، (جـ) ، (د) - : فَهَذِهِ : مُحْدَثَة غَيْر مَذْمُومَة ".انتهى
.
الإمام الشافعي أو غيره من اهل السنة يقصدون البدعة في اللغة، وليس الإحداث في الدين، ويدل على هذا أن الإمام الشافعي نفسه يقول: "وهذا يدل على أنه ليس لأحد دون رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول إلا بالاستدلال، إلى أن قال: ولا يقول بما استحسن، فإن القول بما استحسن شيء يحدثه لا على مثال سبق". (الرسالة 504) .
قال الشيخ سليم الهلالي في «البدعة وأثرها السيئ في الأمة»راداً على من يستدل بقول الإمام الشافعي هذا (ص63- 66):
«أولاً: بالنسبة لما أخرجه أبو نعيم في «الحلية» (9/113) ففي سنده عبدالله بن محمد العطشي، ذكره الخطيب البغدادي في «تاريخه» والسمعاني في «الأنساب» ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وأما بالنسبة لما أخرجه البيهقي ففيه محمد بن موسى الفضل، لم أجد له ترجمة( 1 ).
ثانياً: قول الشافعي إن صح لا يصح أن يكون معارضاً أو مخصصاً لعموم حديث رسول الله r.
والشافعي نفسه- رحمه الله- نقل عنه أصحابه أن قول الصحابي إذا انفرد ليس حجة، ولا يجب على من بعده تقليده، ومع كون ما نسب إلى الإمام الشافعي فيه نظر بدليل ما في «الرسالة» للشافعي (ص597- 598)، فكيف يكون قول الشافعي حجة، وقول الصحابي ليس بحجة؟!
ثالثاً:كيف يقول الشافعي /بالبدعة الحسنة وهو القائل:«من استحسن فقد شرع».
والقائل في «الرسالة»(ص507):«إنما الاستحسان تلذذ».
وعقد فصلاً في كتابه «الأم» (7/293- 304) بعنوان:«إبطال الاستحسان».
لذلك؛ من أراد أن يفسر كلام الشافعي- /- فليفعل ضمن قواعد وأصول الشافعي، وهذا يقتضي أن يفهم أصوله، وهذا الأمر مشهود في كل العلوم، فمن جهل اصطلاحات أربابها جهل معنى أقاويلهم، وأبعد النجعة في تفسيرها.
إن المتأمل في كلام الشافعي- /- لا يشك أنه قصد بالبدعة المحمودة البدعة في اللغة، وهذا واضح في احتجاج الشافعي- /- بقول عمر، وعلى هذا الأصل يفسر كلام الشافعي، وأنه أراد ما أراده عمر بن الخطاب رضي الله عنه أي: البدعة اللغوية (كما سبق بيانه) لا الشرعية؛ فإنها كلها ضلالة؛ لأنها تخالف الكتاب، والسنة، والإجماع، والأثر» انتهى كلامه بتصرف.
فهذه هي مصادر التشريع المُجمع عليها و لا يوجد فيها تروكات سيّد الخلق صلوات ربي و سلامه عليه فما بالك بتروك سادتنا الصحابة رضوان الله عليهم ، فكلّ مُحدث و ان لم يكن في الصدر الأول فيجب أن يعرض على أدلة الشرع و منه يُستبط الحكم الشرعي في المسألة.
ثمّ إنّ علماء الأصول عرّفو السنّة بأنّها : " أقواله صلى الله عليه و سلم و أفعاله و تقريراته " و لم يقولوا " تُروكه " لأنّ التّرك لوحده ليس بدليل.
قال عزّ من قائل [ سورة الحشر : 7 ] : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } صدق الله العظيم ؛ ولم يقل وما تركه فانتهوا عنه !
قال العلّامة المُفسّر الآلوسي - رحمه الله - في تفسيره " روح المعاني في تفسير القرآن العظيم و السبع المثاني " :
و استنبط من الآية أن وجوب الترك يتوقف على تحقق النهي ولا يكفي فيه عدم الأمر فما لم يتعرض له أمراً ولا نهياً لا يجب تركه.انتهى
وعليه فالترك وحده يدلّ على جواز الترك فقط أمّا وجوب الترك - كما يُريد المُخالف أن يستدلّ به في مسألتنا - فهو متوقف على تحقق النّهي...لأنّ التّرك لوحده يحتمل عدّة وجوه غير التّحريم فقد ترك سيّدنا رسول الله - صلى الله عليه و سلّم - جمع النّاس على امام واحد في صلاة التّراويح و كذالك تبعهُ سيّدنا أبو بكر الصّديق - رضي الله عنه - لكن سيّدنا الفاروق عمر بن الخطّاب - رضي الله عنه - جمع المُصلّين على امام واحد مع أنّه لم يثبت فعله لا في عهد سيّدنا رسول الله - صلى الله عليه و سلّم - و لا في عهد سيّدنا أبو بكر الصّديق - رضي الله عنه - ! بل إنّ سيّدنا الفاروق الخليفة الراشد قال عن فعله : " نعمت البدعة هذه " و مع ذلك لم يُعاتبه أحد من الصحابة - رضوان الله عليهم - و لم يقولوا : تركه من هم أفضل منك فهو حرام !!! و من أقرّ سيّدنا عمر بن الخطاب على هذه الزيادة إن لم يكن اجتهاده لاستنباط الحكم الشرعي في هذه الزيادة موافقٌ لأصول الشريعة ؟!!!
قسم العلماء ترك النبي صلى الله عليه وآله وسلم لشيء ما ,على نوعين:
نوع لم يوجد ما يقتضيه في عهده ثم حدث له مقتضى بعده صلّى الله عليه وآله وسلم فهذا جائز على الأصل.
وقسم تركه النبي صلّى الله عليه وآله وسلم مع وجود المقتضى لفعله في عهده,وهذا الترك يقتضي منع المتروك,لأنه لو كان فيه مصلحة شرعيّـة لفعله النبي صلّى الله عليه وآله وسلم,فحيث لم يفعله دل على أنه لا يجوز.
قال الشاطبي رحمه الله :
سكوت الشارع عن الحكم على ضربين :
أحدهما : أن يسكت عنه لأنه لا داعية له تقتضيه ، ولا موجب يقدر لأجله ، كالنوازل التي حدثت بعد ذلك ، فاحتاج أهل الشريعة إلى النظر فيها وإجرائها على ما تقرر في كلياتها ، وما أحدثه بعد السلف الصالح راجع إلى هذا القسم ، كجمع المصاحف وتدوين العلم وتضمين الصناع ، وما أشبه ذلك مما لم يجر له ذكر في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم تكن من نوازل زمانه ولا عرض للعمل بها موجب يقتضيها ، فهذا القسم جارية فروعه على أصوله المقررة شرعاً بلا إشكال ، فالقصد الشرعي فيها معروف …
والثاني : أن يسكت عنه وموجبه المقتضي له قائم ، فلم يقرر فيه حكم عند نزول النازلة زائد على ما كان في ذلك الزمان ، فهذا الضرب السكوت فيه كالنص على أن قصد الشارع أن لا يزاد فيه ولا ينقص ، لأنه لما كان هذا المعنى الموجب لشرع الحكم العملي موجوداً ثم لم يشرع الحكم دلالة عليه ، كان ذلك صريحاً في أن الزائد على ما كان هنالك بدعة زائدة ، ومخالفة لما قصده الشارع ، إذ فهم من قصده الوقوف عندما هنالك ، لا زيادة عليه ولا نقصان منه .))
وحاصل كلام الشاطبي رحمهما الله : أن المصالح المرسلة تنقسم باعتبار السبب المحوج إليها إلى أقسام :
القسم الأول : أن يكون السبب أو المقتضي لفعلها موجوداً على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعلوها لكن تركهم لها كان لمانع زال بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم فهذا يجوز إحداثه ، الأمثلة على هذا القسم : جمع القرآن –لفظ السلفية-الأنترنت والأشرطة-صلاح التراويح - والإذاعة ومكبرات الصوت وغيرها
القسم الثاني : أن يكون المقتضي لفعله موجوداً على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعلوه وليس ثمة مانع ، فهذا ليس بمصلحة ، والقول به تغيير لدين الله كما قال ابن تيمية . إذ لو كان مصلحة أو خيراً لسبقونا إليه .
ويقال لمن استحسن مثل هذه المصالح : إن ترك السلف الصالح للأخذ بهذه المصالح المزعومة ، وأخذك بها ، راجع لأحد أمور أربعة :
الأول : أن يجهل جميعهم هذه المصالح ، وتعلمها أنت !
الثاني : أن يجتمعوا على الغفلة عن هذه المصالح ونسيانها ، وتستدركها أنت !
الثالث : زهدهم في العمل بالمصالح الشرعية ، والرغبة عنها ، وتحرص عليها أنت
الرابع : علمهم وفهمهم أن هذا العمل ليس بمصلحة شرعية،وإن بدا للخلوف أنه مصلحة .
أما الثلاثة الأولى ، فلا يسعه أن يقول بواحد منها لأنه لو فعل ذلك فقد فتح باب الفضيحة على نفسه وخرق الإجماع المنعقد على أن النبي صلى الله عليه وسلم ، الصحابة من بعده هم خير هذه الأمة علماً وعملاً ، كيف لا ؟ والله يقول عنهم : " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه " . وقال صلى الله عليه وسلم : " خير الناس قرني ".
فلو كان الخير في شيء لسبقونا إليه .
ومن الأمثلة على هذا القسم :بدعة المولد –التسبيح بالحصى-الأذكار المبتدعة وغيرها.
قال المقري:فما لهؤلاء المبتدعة اليوم يجزمون بتجويز أشياء مع المبالغة في مدحها و الدفاع عن شرعيتها بلا دليل إلا دعواهم أنّ ترك النبي صلّى الله عليه وآله وسلم لها يفيد جوازها وهذا أعظم دليل على حرمتها لأن الدين قد تم و لم يترك لكل ذي هوى شيئا يزيده بهواه فهم بتحليلهم لهذه البدع داخلون في عموم الآية المذكورة.
نماذج من الترك
هذه نماذج لأشياء لم يفعلها النبي صلّى الله عليه وآله وسلم:
1-الاحتفال بالمولد النبوي.
2-الاحتفال بليلة المعراج.
3-إحياء ليلة النصف من شعبان.
4-تشييع الجنازة بالذكر.
5-قراءة القرآن على الميت في الدار.
6-قراءة القرآن عليه في القبر قبل الدفن وبعده..
فمن حرّم هذه الأشياء ونحوها بدعوى أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم لم يفعلها فاتلُ عليه قول الله تعالى:
((ءآلله أذن لكم أم على الله تفترون)).
قال المقري: و من أحل هذه الأشياء و نحوها بدعوى أنها مباحة إذ لم يفعلها النبي عليه السلام فاتل عليه قول الله تعالى:
((ءآلله أذن لكم أم على الله تفترون)).ءآلله أذن لكم أن تحدثوا في أمره عليه السلام ما ليس منه
لا يقال:وإباحة هذه الأشياء ونحوها داخلة في عموم الآية لأنـا نقول :
ما لم يرد نهي عنه يفيد تحريمه أو كراهته ,فالأفضل فيه الإباحة لقول النبي صلّى الله عليه وآله وسلم: ((وما سكت عنه فهو عفو))أي مباح.
قال المقري:بل ما يستدل به ها هنا هو قوله عليه السلام:
"من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد"
قال الامام المُفسّر القرطبي المالكي - رحمه الله - في قوله تعالى - سورة البقرة 117 - : { بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ } صدق الله العظيم ؛ ما نصّه :
{ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ }
فَعِيل لِلْمُبَالَغَةِ , وَارْتَفَعَ عَلَى خَبَر اِبْتِدَاء مَحْذُوف , وَاسْم الْفَاعِل مُبْدِع , كَبَصِيرِ مِنْ مُبْصِر . أَبْدَعْت الشَّيْء لَا عَنْ مِثَال , فَاَللَّه عَزَّ وَجَلَّ بَدِيع السَّمَاوَات وَالْأَرْض , أَيْ مُنْشِئُهَا وَمُوجِدهَا وَمُبْدِعهَا وَمُخْتَرِعهَا عَلَى غَيْر حَدّ وَ لَا مِثَال . وَكُلّ مَنْ أَنْشَأَ مَا لَمْ يُسْبَق إِلَيْهِ قِيلَ لَهُ مُبْدِع , وَمِنْهُ أَصْحَاب الْبِدَع . وَ سُمِّيَتْ الْبِدْعَة بِدْعَة لِأَنَّ قَائِلهَا اِبْتَدَعَهَا مِنْ غَيْر فِعْل أَوْ مَقَال إِمَام , وَ فِي الْبُخَارِيّ ( وَنِعْمَتْ الْبِدْعَة هَذِهِ ) يَعْنِي قِيَام رَمَضَان .
كُلّ بِدْعَة صَدَرَتْ مِنْ مَخْلُوق فَلَا يَجُوز أَنْ يَكُون لَهَا أَصْل فِي الشَّرْع أَوَّلًا ,فَإِنْ كَانَ لَهَا أَصْل كَانَتْ وَاقِعَة تَحْت عُمُوم مَا نَدَبَ اللَّه إِلَيْهِ وَخَصَّ رَسُوله عَلَيْهِ , فَهِيَ فِي حَيِّز الْمَدْح . وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مِثَاله مَوْجُودًا كَنَوْعٍ مِنْ الْجُود وَالسَّخَاء وَفِعْل الْمَعْرُوف , فَهَذَا فِعْله مِنْ الْأَفْعَال الْمَحْمُودَة , وَإِنْ لَمْ يَكُنْ الْفَاعِل قَدْ سُبِقَ إِلَيْهِ. وَ يَعْضُد هَذَا قَوْل عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ : نِعْمَتْ الْبِدْعَة هَذِهِ , لَمَّا كَانَتْ مِنْ أَفْعَال الْخَيْر وَدَاخِلَة فِي حَيِّز الْمَدْح , وَهِيَ وَإِنْ كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ صَلَّاهَا إِلَّا أَنَّهُ تَرَكَهَا وَلَمْ يُحَافِظ عَلَيْهَا , وَلَا جَمَعَ النَّاس عَلَيْهَا , فَمُحَافَظَة عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ عَلَيْهَا , وَجَمْع النَّاس لَهَا , وَنَدْبهمْ إِلَيْهَا , بِدْعَة لَكِنَّهَا بِدْعَة مَحْمُودَة مَمْدُوحَة . وَإِنْ كَانَتْ فِي خِلَاف مَا أَمَرَ اللَّه بِهِ وَرَسُوله فَهِيَ فِي حَيِّز الذَّمّ وَالْإِنْكَار , قَالَ مَعْنَاهُ الْخَطَّابِيّ وَغَيْره .
قُلْت : وَ هُوَ مَعْنَى قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خُطْبَته : ( وَشَرّ الْأُمُور مُحْدَثَاتهَا وَكُلّ بِدْعَة ضَلَالَة ) يُرِيد مَا لَمْ يُوَافِق كِتَابًا أَوْ سُنَّة , أَوْ عَمَل الصَّحَابَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ , وَقَدْ بَيَّنَ هَذَا بِقَوْلِهِ : ( مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَام سُنَّة حَسَنَة كَانَ لَهُ أَجْرهَا وَأَجْر مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْده مِنْ غَيْر أَنْ يَنْقُص مِنْ أُجُورهمْ شَيْء وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَام سُنَّة سَيِّئَة كَانَ عَلَيْهِ وِزْرهَا وَوِزْر مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْده مِنْ غَيْر أَنْ يَنْقُص مِنْ أَوْزَارهمْ شَيْء ) . وَهَذَا إِشَارَة إِلَى مَا اُبْتُدِعَ مِنْ قَبِيح وَحَسَن , وَهُوَ أَصْل هَذَا الْبَاب , وَبِاَللَّهِ الْعِصْمَة وَالتَّوْفِيق , لَا رَبّ غَيْره.انتهى
بحمد الله نحن متفقون في تعريف البدعة وأنها (ما أحدِث مما لا أصل له في الشريعة يدلّ عليه، وأما ما كان له أصل من الشرع يدلّ عليه فليس ببدعة شرعًا وإن كان بدعة لغة) قاله ابن رجب .
ولكن هل للمولد أصل في الشريعة؟
الجواب:
قال ابن حجر فيما نقلته أنت عنه((أَصْلُ عَمَلِ الْمَوْلِدِ بِدْعَةٌ لَمْ يُنْقَلْ عَنْ أَحَدٍ مِنْ السَّلَفِ الصَّالِحِ مِنْ الْقُرُونِ الثَّلَاثَةِ وَلَكِنَّهَا مَعَ ذَلِكَ قَدْ اشْتَمَلَتْ عَلَى مَحَاسِنَ وَضِدِّهَا )) فهذا إقرار منه على أنه ليس له أصل في الشرع وبالتالي قوله أنها بدعة حسنة مردودة عليه بحمد الله.
قال الإمام تاج الدين عمر بن سالم اللخمي المشهور بالفاكهاني- رحمه الله - في "المورد في عمل المولد"(ص20-21): (لا أعلم لهذا المولد أصلا في كتاب ولا سنة، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة، الذين هم القدوة في الدين، المتمسكون بآثار المتقدمين، بل هو بِدعة).
قال الحافظ الذهبي في " سِيَرُ أَعْلاَمِ النُّبَلاَءِ " :
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ : كَانَ أَبِي يُصَلِّي فِي كُلِّ يَوْمٍ وَ لَيلةٍ ثَلاَثَ مائَةِ رَكْعَةٍ فَلَمَّا مَرِضَ مِن تِلْكَ الأَسواطِ أَضعفَتْه فَكَانَ يُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ وَليلَةٍ مائَةً وَ خَمْسِيْنَ رَكْعَةً.انتهى
فسيّدنا الامام أحمد كان يُصلّي :
(1) كُلِّ يَوْمٍ وَ لَيلةٍ : تخصيص وقت مُعيّن
(2) ثَلاَثَ مائَةِ رَكْعَةٍ : تخصيص كيفية مُعيّنة
و لم تثبت هذه الكيفية بعينها و تفاصيلها عند الرّعيل الأول ؛ فهل سيّدنا الامام أحمد كان يتعبّد ربّه بالبدعة ؟!!!
و الأمثلة في هذا جدّ كثيرة تدلّ دلالة واضحة على أنّ المُخالف شذّ في فهمه عن فهم الأكابر و السادة الفطاحل !
فمن أين لكم أنّ تروكات السّلف تدلّ حتمًا على التحريم ؟!!!
وهذا التدليس البين في أين البدعة هنا
هل إبتدع في الكيفية حيث غير القبلة أو غير كيفية الصلاة وهيئتها؟!!!
وهل خصص لها زمن معين أو مكان معين يعتقد بأفضليته دون دليل؟
هل زاد في ركعات الظهر أو العصر أو المغرب؟
فالصلاة النافلة:
1-لها أصل في الشرع
2-قام بها النبي صلى الله عليه وسلم وحث عليها
فأين البدعة؟!!!
عبد الله ياسين
2009-03-28, 19:01
الوجه الرابع
أن صيام يوم عاشوراء قد فعله النبي صلى الله عليه وسلم ، ورغب فيه ، بخلاف الاحتفال بمولده ، واتخاذه عيداً ، فإنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله ، ولم يرغّب فيه ، ولو كان في ذلك شيء من الفضل لبين ذلك لأمته لأنَّهُ صلى الله عليه وسلم لا خير إلا وقد دلَّهم عليه ، ورغَّبهم فيه، ولا شر إلا وقد نهاهم عنه وحذَّرهم منه، والبدع من الشر الذي نهاهم عنه، وحذرهم منه.
قال صلى الله عليه وسلم : (( وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة)) .
قال صلى الله عليه وسلم : (( أما بعد : فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة))
" كلّ " في الحديث ينطبقُ على البدعة الشرعية المذمومة لا غير و من ادّعى أنّ " كلّ " في الحديث تشمل جميع أنواع البدع بدون إستثناء وهي ضلالة فقد رمى سيّدنا عمر بن الخطّاب - رضي الله عنه - من حيث لا يشعر بالعظائم !!! لانّه أوّل من استحسن البدعة اذا وافقت أصول الشريعة و إن لم يسبقها مثال ؛ فقال : " نِعْمَتِ الْبِدْعَةُ هَذِهِ " كما روى الامام مالك في الموطأ و البخاري في صحيحه و غيرهم ؛ و " نِعْمَتِ " : كلمة استحسان كما هو معلوم.
قال امام السادة المالكية الامام الباجي في " المنتقى شرح موطأ مالك " ما نصّه :
( فَصْلٌ ) وَقَوْلُهُ فَجَمَعَهُمْ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ يَعْنِي أَنَّهُ جَمَعَهُمْ عَلَى الِائْتِمَامِ بِهِ وَالصَّلَاةِ مَعَهُ قَالَ ثُمَّ خَرَجْت مَعَهُ لَيْلَةً أُخْرَى وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلَاةِ قَارِئِهِمْ يَعْنِي الَّذِي جَمَعَهُمْ عَلَيْهِ عُمَرُ فَقَالَ نِعْمَتْ الْبِدْعَةُ هَذِهِ هَكَذَا وَقَعَتْ هَذِهِ اللَّفْظَةُ نِعْمَةُ فِيمَا رَأَيْت مِنْ النُّسَخِ نِعْمَةُ بِالْهَاءِ وَذَلِكَ وَجْهُ الصَّوَابِ عَلَى أُصُولِ الْكُوفِيِّينَ وَأَمَّا الْبَصْرِيُّونَ فَإِنَّمَا تَكُونُ عِنْدَهُمْ نِعْمَتْ بِالتَّاءِ الْمَمْدُودَةِ لِأَنَّ نِعْمَ عِنْدَهُمْ فِعْلٌ فَلَا تَتَّصِلُ بِهِ إِلَّا تَاءُ التَّأْنِيثِ دُونَ هَذَا وَ هَذَا الْقَوْلُ تَصْرِيحٌ مِنْ عُمَرَ رضي الله عنه بِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ جَمَعَ النَّاسَ عَلَى قِيَامِ رَمَضَانَ عَلَى إِمَامٍ وَاحِدٍ بِقَصْدِ الصَّلَاةِ بِهِمْ وَ رَتَّبَ ذَلِكَ فِي الْمَسَاجِدِ تَرْتِيبًا مُسْتَقِرًّا لِأَنَّ الْبِدْعَةَ هُوَ مَا ابْتَدَأَ فِعْلَهُ الْمُبْتَدَعُ دُونَ أَنْ يَتَقَدَّمَهُ إِلَيْهِ غَيْرُهُ فَابْتَدَعَهُ عُمَرُ وَ تَابَعَهُ عَلَيْهِ الصَّحَابَةُ وَالنَّاسُ إِلَى هَلُمَّ جَرًّا وَهَذَا أَبْيَنُ فِي صِحَّةِ الْقَوْلِ بِالرَّأْيِ وَالِاجْتِهَادِ وَإِنَّمَا وَصَفَهَا بنعمت الْبِدْعَةُ لِمَا فِيهَا مِنْ وُجُوهِ الْمَصَالِحِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا.انتهى
فسيّدنا عُمر بن الخطاب - رضي الله عنه - هو أوّل من جمع الناس على امام واحدٍ في صلاة التراويح و مع ذالك لم يُنكر عليه أحدٌ هذه الزيادة بحجّة أنّ سيّدنا رسول الله - صلى الله عليه و سلم - لم يجمع النّاس على إمام واحد و لا خليفته سيّدنا أبو بكر الصّديق - رضي الله عنه - و هذا ليس الاّ لأنّ اجتهاد سيّدنا الفاروق - رضي الله عنه - في استنباط الحكم الشرعي للمسألة قد وافقه الصواب.
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في شرحه على البخاري :
قَوْله : ( قَالَ عُمَرُ نِعْمَ الْبِدْعَةُ )
فِي بَعْض الرِّوَايَات " نِعْمَتْ الْبِدْعَةُ " بِزِيَادَةِ تَاءٍ , وَالْبِدْعَة أَصْلُهَا مَا أُحْدِثَ عَلَى غَيْر مِثَالٍ سَابِقٍ , وَتُطْلَقُ فِي الشَّرْع فِي مُقَابِلِ السُّنَّةِ فَتَكُونُ مَذْمُومَةً , وَ التَّحْقِيقُ أَنَّهَا إِنْ كَانَتْ مِمَّا تَنْدَرِجُ تَحْت مُسْتَحْسِنٍ فِي الشَّرْعِ فَهِيَ حَسَنَةٌ وَإِنْ كَانَ مِمَّا تَنْدَرِجُ تَحْتَ مُسْتَقْبَحٍ فِي الشَّرْعِ فَهِيَ مُسْتَقْبَحَةٌ وَإِلَّا فَهِيَ مِنْ قِسْمِ الْمُبَاحِ وَقَدْ تَنْقَسِمُ إِلَى الْأَحْكَامِ الْخَمْسَةِ .انتهى
لاجل هذا فقد جمع علماء الاسلام بين النصوص الواردة في هذا الشأن فقال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم :
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَكُلّ بِدْعَة ضَلَالَة )
هَذَا عَامّ مَخْصُوص , وَالْمُرَاد غَالِب الْبِدَع . قَالَ أَهْل اللُّغَة : هِيَ كُلّ شَيْء عُمِلَ عَلَى غَيْر مِثَال سَابِق . قَالَ الْعُلَمَاء : الْبِدْعَة خَمْسَة أَقْسَام : وَاجِبَة , وَمَنْدُوبَة وَمُحَرَّمَة , وَمَكْرُوهَة , وَمُبَاحَة . فَمِنْ الْوَاجِبَة : نَظْم أَدِلَّة الْمُتَكَلِّمِينَ لِلرَّدِّ عَلَى الْمَلَاحِدَة وَ الْمُبْتَدِعِينَ وَشِبْه ذَلِكَ . وَمِنْ الْمَنْدُوبَة : تَصْنِيف كُتُب الْعِلْم , وَبِنَاء الْمَدَارِس وَالرُّبُط وَغَيْر ذَلِكَ . وَمِنْ الْمُبَاح : التَّبَسُّط فِي أَلْوَان الْأَطْعِمَة وَغَيْر ذَلِكَ . وَالْحَرَام وَالْمَكْرُوه ظَاهِرَانِ . وَقَدْ أَوْضَحْت الْمَسْأَلَة بِأَدِلَّتِهَا الْمَبْسُوطَة فِي تَهْذِيب الْأَسْمَاء وَاللُّغَات , فَإِذَا عُرِفَ مَا ذَكَرْته عُلِمَ أَنَّ الْحَدِيث مِنْ الْعَامّ الْمَخْصُوص . وَكَذَا مَا أَشْبَهَهُ مِنْ الْأَحَادِيث الْوَارِدَة , وَيُؤَيِّد مَا قُلْنَاهُ قَوْل عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فِي التَّرَاوِيح : نِعْمَتْ الْبِدْعَة , وَ لَا يَمْنَع مِنْ كَوْن الْحَدِيث عَامًّا مَخْصُوصًا . قَوْله : ( كُلّ بِدْعَة ) مُؤَكَّدًا ( بِكُلِّ ) , بَلْ يَدْخُلهُ التَّخْصِيص مَعَ ذَلِكَ , كَقَوْلِهِ تَعَالَى : { تُدَمِّر كُلّ شَيْء }.انتهى
و قد ذهب بعض أهل العلم الى أنّ البدعة لا تنقسم الى أقسام و في الحقيقة الخلاف لفظي بين الفريقين كما حقّق ذالك أئمّة التحقيق كالامام المُحدّث الفقيه العلاّمة أبو الحسنات محمّد عبد الحيّ اللّكنوي في كتابه " إقامة الحجة على أنّ الإكثار في التعبّد ليس ببدعة "...
قال الأستاذ الدكتور محمود أحمد الزين في " البيان النبوي عن فضل الاحتفال بمولد النبي " :
... و مآل القولين واحد لأنَّ الأول يجعل البدعة هي ما أُحدث بعد النبي صلى الله عليه و سلّم و حينئذ لابدّ أن يقسم إلى ما : " وافق الدليل " و " ما خالفه " و الثاني يجعل البدعة هي ما " لا يوافق الدليل " و هذا لا ينقسم إلى قسمين بلهو الثاني نفسه.
أماَ من يزعم أن كل ما حدث بعد النبي صلى الله عليه و سلّم و عهد السلف بدعة دون تقسيم ، فهذا يخالف القولين معا !!!.انتهى
يُتبع / ...
جمال البليدي
2009-03-29, 22:59
سبق و شرحنا وجه استدلال الحافظ و هو :
الحافظ كما ذكر أهل العلم استعمل طريق الاستدلال بالأَوْلى لاستخراج أصلٍ لعمل المولد من الشرع ؛
لكن مادخل عاشوراء في المولد؟!!
هذا هو السؤال المطروح أي كيف يقيس على عبادة شرعها النبي صلى الله عليه وسلم بأمر من الله بعبادة لم يشرعها النبي صلى الله عليه وسلم؟!!!
ثم إن الشرط الذي أشترطه الحافظ ابن حجر للاحتفال بالمولد النبوي وهو تحري ذلك اليوم بعينه حتى يطابق قصة موسى عليه السلام لا يلتزمه كثير ممن تبعوه في الاستدلال بهذا الحديث على مشروعية الاحتفال بالمولد فقد قال محمد بن علوي المالكي في "حول الاحتفال بالمولد"(ص6): (أننا لا نقول بسنية الاحتفال بالمولد المذكور في ليلة مخصوصة بل من اعتقد ذلك فقد ابتدع في الدين، لأن ذكره صلى الله عليه وسلم والتعلق به يجب أن يكون في كل حين، ويجب أن تمتلئ به النفوس … الخ).
وعلى كلامه فإن الإمام ابن حجر العسقلاني يكون قد وقع في الابتداع في الدين فإنه خصص الاحتفال بيوم واحد في العام كما هو واضح في كلامه السابق!.
والرسول صلى الله عليه وسلم قد صام يوم عاشوراء وحث على صيامه فكان صيامه سنة وسكت عن يوم ولادته الذي هو الثاني عشر من ربيع الأول كما يقول به اكثر المحتفلين فلم يشرع فيه شيئاً فوجب أن نسكت كذلك، ولا نحاول أن نشرع فيه صياماً ولا قياماً فضلاً عن احتفالاً.
و هل يجوز أن نصوم أو نعمل أي عمل صالح في أي يوم غير يوم عاشورا شكراً لله لأنه نجى موسى عليه السلام وقومه من فرعون؟! وما هو ثواب ذلك ؟!.
وأما بالنسبة لقول المالكي وغيره: (ان النبي صلى الله عليه وسلمكان يلاحظ ارتباط الزمان بالحوادث الدينية العظمى التي مضت وانقضت فإذا جاء الزمان الذي وقعت فيه كان فرصة لتذكرها وتعظيم يومها لاجلها ولأنه ظرف لها)؛ فقد أجاب عنه الشيخ التويجري رحمه الله في "الرد القوي"(ص68-69) بقوله: (ان من أعظم الأمور التي وقعت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، مجيء الملك إليه بالنبوة وهو في غار حراء وتعليمه أول سورة ((اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ))[العلق:1[.
ومن أعظم الأمور أيضاً الإسراء به إلى بيت المقدس والعروج به إلى السموات السبع
وما فوقها وتكليم الرب تبارك وتعالى له وفرضه الصلوات الخمس، ومن أعظم الأمور أيضاً
هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ومن أعظم الأمور أيضاً وقعة بدر وفتح مكة، ولم يرد عنه صلى الله عليه وسلم أنه
كان يعمل الاجتماع لتذكر شيء من هذه الأمور العظيمة وتعظيم أيامها.
ولو كانت قاعدة ابن علوي التي توهمها وابتكرها صحيحة لكان النبي صلى الله عليه وسلم يهتم بأوقات هذه الأمور العظيمة ويعقد الاجتماعات لتذكرها وتعظيم أيامها.
وفي تركه صلى الله عليه وسلم ذلك أبلغ رد على مزاعم ابن علوي وغيره وتقولهم على النبي صلى الله عليه وسلم
فإذا كانت نعمة نجاة نبيّ الله سيّدنا موسى عليه الصلاة و السّلام و على نبيّنا ، تستحقُّ في أوقات تجدّدها السنويّة شكرنا لله فنعمة بروز النّعمة المسداة و الرحمة المهداة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أَوْلى . و النّعمة تطّرد نسبيًّا مع استحقاق الشكر فكلّما عظمت نعم الله علينا كان شكرها أحق.
و هل نشكر ربّنا على نعمه علينا بالعبادة المشروعة أم بغيرها ؟!!!
بل العبادة المشروعة كصيام يوم عاشوراء أما غيرها كالمولد فلا لأنه لم يثبت.
لقد ترك النبي صلى الله عليه وسلم صيام شهر كامل غير رمضان فهل يعني هذا أنّ التأصيل لصيام شهر كامل - غير رمضان - تطوّعًا لله ربّ العالمين يُعدُّ انشاءً لعبادة جديدة فهو بدعة ضلالة ؟!!!
لكنه حث على الصيام وجعله من القربات إلى الله ولم يحث على الإحتفال بالمولد فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يترك صيام النافلة بل صام حسب ظروفه عليه الصلاة والسلام .
كان سيّدنا الامام مالك يتوضأ قبل أن يُحدّث عن سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ؛ كما هو ثابت عنه ؛ و لم يزعم أحدٌ أنّ امام دار الهجرة سيّدنا الامام مالك أنشأ عبادةً جديدة سنّ بها بدعة ضلالة ؟!!!
الوضوء له أصل في الشرع وقد رغب فيه النبي صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث فمبالك تخلط بين فعل الخيرات والعبادات التي حث عليها الشرع ورغب فيها وبين العبادات التي ليس لها أصل في الشرع؟
سبحان الله هل إذا وجدت فقير في الشارع في يوم من الأيام وأنفقت عليه أكون فعلت بدعة لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينفق في ذلك الوقت والساعة والتاريخ؟
فعل الخيرات ليس له وقت معين أخي الكريم لكن بشرط ان تكون تلك الخيرات والعبادات لها أصل في الشرع لا مثل المولد الذي لا أصل له في الشرع ألبتة.
جمال البليدي
2009-03-29, 23:06
" كلّ " في الحديث ينطبقُ على البدعة الشرعية المذمومة لا غير و من ادّعى أنّ " كلّ " في الحديث تشمل جميع أنواع البدع بدون إستثناء وهي ضلالة فقد رمى سيّدنا عمر بن الخطّاب - رضي الله عنه - من حيث لا يشعر بالعظائم !!! لانّه أوّل من استحسن البدعة اذا وافقت أصول الشريعة و إن لم يسبقها مثال ؛ فقال : " نِعْمَتِ الْبِدْعَةُ هَذِهِ " كما روى الامام مالك في الموطأ و البخاري في صحيحه و غيرهم ؛ و " نِعْمَتِ " : كلمة استحسان كما هو معلوم.
قال امام السادة المالكية الامام الباجي في " المنتقى شرح موطأ مالك " ما نصّه :
( فَصْلٌ ) وَقَوْلُهُ فَجَمَعَهُمْ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ يَعْنِي أَنَّهُ جَمَعَهُمْ عَلَى الِائْتِمَامِ بِهِ وَالصَّلَاةِ مَعَهُ قَالَ ثُمَّ خَرَجْت مَعَهُ لَيْلَةً أُخْرَى وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلَاةِ قَارِئِهِمْ يَعْنِي الَّذِي جَمَعَهُمْ عَلَيْهِ عُمَرُ فَقَالَ نِعْمَتْ الْبِدْعَةُ هَذِهِ هَكَذَا وَقَعَتْ هَذِهِ اللَّفْظَةُ نِعْمَةُ فِيمَا رَأَيْت مِنْ النُّسَخِ نِعْمَةُ بِالْهَاءِ وَذَلِكَ وَجْهُ الصَّوَابِ عَلَى أُصُولِ الْكُوفِيِّينَ وَأَمَّا الْبَصْرِيُّونَ فَإِنَّمَا تَكُونُ عِنْدَهُمْ نِعْمَتْ بِالتَّاءِ الْمَمْدُودَةِ لِأَنَّ نِعْمَ عِنْدَهُمْ فِعْلٌ فَلَا تَتَّصِلُ بِهِ إِلَّا تَاءُ التَّأْنِيثِ دُونَ هَذَا وَ هَذَا الْقَوْلُ تَصْرِيحٌ مِنْ عُمَرَ رضي الله عنه بِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ جَمَعَ النَّاسَ عَلَى قِيَامِ رَمَضَانَ عَلَى إِمَامٍ وَاحِدٍ بِقَصْدِ الصَّلَاةِ بِهِمْ وَ رَتَّبَ ذَلِكَ فِي الْمَسَاجِدِ تَرْتِيبًا مُسْتَقِرًّا لِأَنَّ الْبِدْعَةَ هُوَ مَا ابْتَدَأَ فِعْلَهُ الْمُبْتَدَعُ دُونَ أَنْ يَتَقَدَّمَهُ إِلَيْهِ غَيْرُهُ فَابْتَدَعَهُ عُمَرُ وَ تَابَعَهُ عَلَيْهِ الصَّحَابَةُ وَالنَّاسُ إِلَى هَلُمَّ جَرًّا وَهَذَا أَبْيَنُ فِي صِحَّةِ الْقَوْلِ بِالرَّأْيِ وَالِاجْتِهَادِ وَإِنَّمَا وَصَفَهَا بنعمت الْبِدْعَةُ لِمَا فِيهَا مِنْ وُجُوهِ الْمَصَالِحِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا.انتهى
فسيّدنا عُمر بن الخطاب - رضي الله عنه - هو أوّل من جمع الناس على امام واحدٍ في صلاة التراويح و مع ذالك لم يُنكر عليه أحدٌ هذه الزيادة بحجّة أنّ سيّدنا رسول الله - صلى الله عليه و سلم - لم يجمع النّاس على إمام واحد و لا خليفته سيّدنا أبو بكر الصّديق - رضي الله عنه - و هذا ليس الاّ لأنّ اجتهاد سيّدنا الفاروق - رضي الله عنه - في استنباط الحكم الشرعي للمسألة قد وافقه الصواب.
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في شرحه على البخاري :
قَوْله : ( قَالَ عُمَرُ نِعْمَ الْبِدْعَةُ )
فِي بَعْض الرِّوَايَات " نِعْمَتْ الْبِدْعَةُ " بِزِيَادَةِ تَاءٍ , وَالْبِدْعَة أَصْلُهَا مَا أُحْدِثَ عَلَى غَيْر مِثَالٍ سَابِقٍ , وَتُطْلَقُ فِي الشَّرْع فِي مُقَابِلِ السُّنَّةِ فَتَكُونُ مَذْمُومَةً , وَ التَّحْقِيقُ أَنَّهَا إِنْ كَانَتْ مِمَّا تَنْدَرِجُ تَحْت مُسْتَحْسِنٍ فِي الشَّرْعِ فَهِيَ حَسَنَةٌ وَإِنْ كَانَ مِمَّا تَنْدَرِجُ تَحْتَ مُسْتَقْبَحٍ فِي الشَّرْعِ فَهِيَ مُسْتَقْبَحَةٌ وَإِلَّا فَهِيَ مِنْ قِسْمِ الْمُبَاحِ وَقَدْ تَنْقَسِمُ إِلَى الْأَحْكَامِ الْخَمْسَةِ .انتهى
لاجل هذا فقد جمع علماء الاسلام بين النصوص الواردة في هذا الشأن فقال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم :
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَكُلّ بِدْعَة ضَلَالَة )
هَذَا عَامّ مَخْصُوص , وَالْمُرَاد غَالِب الْبِدَع . قَالَ أَهْل اللُّغَة : هِيَ كُلّ شَيْء عُمِلَ عَلَى غَيْر مِثَال سَابِق . قَالَ الْعُلَمَاء : الْبِدْعَة خَمْسَة أَقْسَام : وَاجِبَة , وَمَنْدُوبَة وَمُحَرَّمَة , وَمَكْرُوهَة , وَمُبَاحَة . فَمِنْ الْوَاجِبَة : نَظْم أَدِلَّة الْمُتَكَلِّمِينَ لِلرَّدِّ عَلَى الْمَلَاحِدَة وَ الْمُبْتَدِعِينَ وَشِبْه ذَلِكَ . وَمِنْ الْمَنْدُوبَة : تَصْنِيف كُتُب الْعِلْم , وَبِنَاء الْمَدَارِس وَالرُّبُط وَغَيْر ذَلِكَ . وَمِنْ الْمُبَاح : التَّبَسُّط فِي أَلْوَان الْأَطْعِمَة وَغَيْر ذَلِكَ . وَالْحَرَام وَالْمَكْرُوه ظَاهِرَانِ . وَقَدْ أَوْضَحْت الْمَسْأَلَة بِأَدِلَّتِهَا الْمَبْسُوطَة فِي تَهْذِيب الْأَسْمَاء وَاللُّغَات , فَإِذَا عُرِفَ مَا ذَكَرْته عُلِمَ أَنَّ الْحَدِيث مِنْ الْعَامّ الْمَخْصُوص . وَكَذَا مَا أَشْبَهَهُ مِنْ الْأَحَادِيث الْوَارِدَة , وَيُؤَيِّد مَا قُلْنَاهُ قَوْل عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فِي التَّرَاوِيح : نِعْمَتْ الْبِدْعَة , وَ لَا يَمْنَع مِنْ كَوْن الْحَدِيث عَامًّا مَخْصُوصًا . قَوْله : ( كُلّ بِدْعَة ) مُؤَكَّدًا ( بِكُلِّ ) , بَلْ يَدْخُلهُ التَّخْصِيص مَعَ ذَلِكَ , كَقَوْلِهِ تَعَالَى : { تُدَمِّر كُلّ شَيْء }.انتهى
و قد ذهب بعض أهل العلم الى أنّ البدعة لا تنقسم الى أقسام و في الحقيقة الخلاف لفظي بين الفريقين كما حقّق ذالك أئمّة التحقيق كالامام المُحدّث الفقيه العلاّمة أبو الحسنات محمّد عبد الحيّ اللّكنوي في كتابه " إقامة الحجة على أنّ الإكثار في التعبّد ليس ببدعة "...
قال الأستاذ الدكتور محمود أحمد الزين في " البيان النبوي عن فضل الاحتفال بمولد النبي " :
... و مآل القولين واحد لأنَّ الأول يجعل البدعة هي ما أُحدث بعد النبي صلى الله عليه و سلّم و حينئذ لابدّ أن يقسم إلى ما : " وافق الدليل " و " ما خالفه " و الثاني يجعل البدعة هي ما " لا يوافق الدليل " و هذا لا ينقسم إلى قسمين بلهو الثاني نفسه.
أماَ من يزعم أن كل ما حدث بعد النبي صلى الله عليه و سلّم و عهد السلف بدعة دون تقسيم ، فهذا يخالف القولين معا !!!.انتهى
يُتبع / ...
1-بحمد الله نحن متفقون في تعريف البدعة وأنها (ما أحدِث مما لا أصل له في الشريعة يدلّ عليه، وأما ما كان له أصل من الشرع يدلّ عليه فليس ببدعة شرعًا وإن كان بدعة لغة) قاله ابن رجب .
ولكن هل للمولد أصل في الشريعة؟
الجواب:
قال ابن حجر فيما نقلته أنت عنه((أَصْلُ عَمَلِ الْمَوْلِدِ بِدْعَةٌ لَمْ يُنْقَلْ عَنْ أَحَدٍ مِنْ السَّلَفِ الصَّالِحِ مِنْ الْقُرُونِ الثَّلَاثَةِ وَلَكِنَّهَا مَعَ ذَلِكَ قَدْ اشْتَمَلَتْ عَلَى مَحَاسِنَ وَضِدِّهَا )) فهذا إقرار منه على أنه ليس له أصل في الشرع وبالتالي قوله أنها بدعة حسنة مردودة عليه بحمد الله.
قال الإمام تاج الدين عمر بن سالم اللخمي المشهور بالفاكهاني- رحمه الله - في "المورد في عمل المولد"(ص20-21): (لا أعلم لهذا المولد أصلا في كتاب ولا سنة، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة، الذين هم القدوة في الدين، المتمسكون بآثار المتقدمين، بل هو بِدعة).
وبالتالي لا يوجد بدعة حسنة في الدين إنما ذلك في اللغة وفي هذا يقول ابن رجب: "فكل من أحدث شيئاً ونسبه إلى الدين، ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه، فهو ضلالة والدين بريء منه، وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات أو الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة، وأما ما وقع في كلام السلف من استحسان بعض البدع، فإنما ذلك في البدع اللغوية لا الشرعية. فمن ذلك قول عمر رضي الله عنه لمّا جمع الناس في قيام رمضان على إمام واحد في المسجد، وخرج ورآهم يصلون كذلك، فقال: "نعمت البدعة هذه ". (جامع العلوم والحكم ص 252).
وقال الشاطبي في معرض رده على المستحسن للبدع بقول عمر رضي الله عنه، فقال: "إنما سماها بدعة باعتبار ظاهر الحال من حيث تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم، واتفق أن لم تقع في زمان أبي بكر رضي الله عنه، لأنها بدعة في المعنى" (الاعتصام 1/195
ويقول شيخ الإسلام ابن تيميةرحمه الله: "كل ما لم يشرع من الدين فهو ضلالة، وما سمي بدعة، وثبت حسنه، بأدلة الشرع فأحد الأمرين فيه لازم، إما أن يقال ليس ببدعة في الدين، وإن كان يسمى بدعة من حيث اللغة كما قال نعمت البدعة هذه". (مجموع الفتاوى 10/471 ـ 22/ 234).
مهاجر إلى الله
2009-03-31, 13:11
أخي جمال بارك الله فيك ولكن كأننا ننفخ في رماد أو نحدث في جماد......وقد ظهر لي ملاحظتان حول أخانا عبد الله ياسين :
الأولى : وكأنه دخل من أجل الرد والجدال والنقاش ....لا لأجل الافادة والاستفادة....فالحق يؤخذ من كل من نطق به....
الثانية : إن هناك كثيرا من النقاط في مداخلاتي السابقة ولكن دون تعريج منه عليها.....وقبل أن نناقش الجديد ليتنا نخلص من القديم أولا....فالموضوع قد اتسع أكبر من حجمه ......والله الموفق
عبد الله ياسين
2009-04-03, 10:37
الأخ الكريم " مهاجر إلى الله " :
وقد رد الشيخ رشيد رضا رحمه الله على كلام بن حجر بقوله :
(أن المحاسن التي وردت في فتوى الحافظ أن من تحراها في عمل المولد وتجنب ضدها كان عمل المولد بدعة حسنة لا تعد هي بنفسها من البدع وإنما البدعة فيها جعل ذلك الاجتماع المخصوص بالهيئة المخصوصة في الوقت المخصوص واعتبار ذلك العمل من قبيل شعائر الإسلام التي لا تثبت إلا بنص من كتاب أو سنة بحيث يظن العوام الجاهلون بالسنن أن عمل المولد من أعمال القرب المطلوبة شرعا!.
وعمل المولد بهذه القيود بدعة سيئة وجناية على دين الله وزيادة فيه تعد من شرع
ما لم يأذن به الله ومن الافتراء على الله والقول في دينه بغير علم.
ثم أن حديث صوم يوم عاشوراء لنجاة موسى عليه السلام فيه وإغراق فرعون فيه ليس فيه سوى أن النبي صلى الله عليه و سلم صامه وأمر بصومه دون زيادة على ذلك)
وجه استدلال الحافظ قد تمّ بيانه و خلاصته أنّ الحافظ رحمه الله استخرج أصلاً لعمل المولد ؛ صحيحًا مليحًا ؛ بناه عن طريق الاستدلال بالأَوْلى.
أمّا صيام يوم عاشوراء فقد أقرّ الشارع الحكيم علّة الصّيام في ذاك اليوم و هي شكر نعمة الله في أوقات تجدّدها السنوية لتصادف ذكرى نجاة نبيّ الله سيّدنا موسى عليه الصلاة و السّلام و على نبيّنا ؛ فإذا كانت هذه النعمة - نجاة نبيّ الله سيّدنا موسى عليه الصلاة و السّلام و على نبيّنا - تستحقُّ في أوقات تجدّدها السنويّة شكرنا لله فنعمة بروز النّعمة المسداة و الرحمة المهداة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أَوْلى.
فعليكَ أخي الكريم أن تفرّق بين الأحكام الشرعية المُعلّلة و بين الأحكام الشرعية التي أخفى الشارع الحكيم علّتها ؛ فالقسم الأوّل يجوز فيها القياس لظهور العلّة على عكس القسم الثاني ؛ فتنبّه !
ثمّ إنّ الكلام أعلاه الذي نسبته لرشيد رضا عليه بعض الملحوظات :
(1) أين ذكر الحافظ أنّ عمل المولد له " اجتماع مخصوص بهيئة مخصوصة " و أنّ هذا ثابتٌ بنصٍّ شرعيّ ؟!!!
فالظاهر من كلام الحافظ أنّه استنبط الحكم من النّص الشرعي و لم يزعم رحمه الله أنّ عمل المولد ورد به نصًّا شرعيًا يدلّ عليه دلالة عينيّة.
ثمّ إنّ الحافظ قال :
فَيُسْتَفَادُ مِنْهُ فِعْلُ الشُّكْرِ لِلَّهِ عَلَى مَا مَنَّ بِهِ فِي يَوْمٍ مُعَيَّنٍ مِنْ إسْدَاءِ نِعْمَةٍ وَدَفْعِ نِقْمَةٍ وَيُعَادُ ذَلِكَ فِي نَظِيرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ كُلِّ سَنَةٍ وَ الشُّكْرُ لِلَّهِ يَحْصُلُ بِأَنْوَاعِ الْعِبَادَةِ كَالسُّجُودِ وَالصِّيَامِ وَالصَّدَقَةِ وَالتِّلَاوَةِ.انتهى
فالحافظ لم يُحدّد هيئة بعينها بل كلّ عمل شرعيّ يتحقّق به شكر الله على هذه النّعمة فهو مطلوب.
فالعلّة هي شكر الله على نعمة بروز سيّد الثقلين صلى الله عليه و سلّم و شكر الله ليس منحصراً بحالة دون أخرى بلهُ يتأتى بأنواع العبادة المشروعة كالسجود و الصيام و الصدقة و التلاوة و غيرها من أعمال الطاعات.
(2) أين ذكر رشيد رضا هذا الرد على الحافظ ابن حجر العسقلاني ، وثّق نقلك من فضلك ؟
(3) ما هو موقف رشيد رضا من عمل المولد ؛ هل هو من المُجيزين لعمل المولد أم هو من المُبدّعين ؟!!!
يُتبع / ...
عبد الله ياسين
2009-04-03, 11:39
ثم :(ان الرسول صلى الله عليه و سلم قد صام يوم عاشوراء وحث على صيامه فكان صيامه سنة وسكت عن يوم ولادته الذي هو الثاني عشر من ربيع الأول كما يقول به اكثر المحتفلين فلم يشرع فيه شيئاً فوجب أن نسكت كذلك، ولا نحاول أن نشرع فيه صياماً ولا قياماً فضلاً .
و نحنُُ نقلبُ عليك فهمك :
حثّنا سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلّم على قيام رمضان و لم يثبت عنه صلى الله عليه و سلّم و جمع النّاس على امامٍ واحدٍ في صلاة التراويح لا في عهده صلوات ربي و سلامه عليه و لا في عهد الخليفة سيّدنا أبو بكر الصّديق رضي الله عنه ؛ فوجب - حسب منطقك - على سيّدنا الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يسكت و لا يزيد على فعل سيّدنا رسول الله - صلى الله عليه و سلّم - ليجمع الناس على امام واحد في صلاة التراويح ، خاصة و أنّ المقام مقامُ عبادة ؟!!!
حجة عليكم فمن قال بان الاحتفال بالمولد موافق للسنة ؟ فلم يبق من قول الشافعي إلا الثاني !!!!
تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى !
قاله حفّاظ الاسلام الذين خوّل لهم الشارع الحكيم استنباط الحكم الشرعي في المسائل و المُستجدّات و دليلهم مُعتبر و على المُعارض أن ينقض كلام الحفّاظ نقضًا علميًّا متينًا و دونه خرط القتاد !
قال سيّدنا الامام الشافعي :
الْمُحْدَثَات ضَرْبَانِ :
(1) مَا أُحْدِث يُخَالِف :
(أ) كِتَابًا
أَوْ
(بـ) سُنَّة
أَوْ
(جـ) أَثَرًا
أَوْ
(د) إِجْمَاعًا
فَهَذِهِ : بِدْعَة الضَّلَال.
(2) وَ مَا أُحْدِث مِنْ الْخَيْر لَا يُخَالِف شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ - أي لم يُخالف (أ) ، (بـ) ، (جـ) ، (د) - : فَهَذِهِ : مُحْدَثَة غَيْر مَذْمُومَة "
فعلى المُعارض أن يبرهن بأنّ عمل المولد كما حثّ عليه حفّاظ الاسلام ، يُخالف :" الكتاب " أو " السنة " أو " الأثر " أو " الإجماع " ؟!
ا هو إذا ؟؟؟؟
سبق الكلام فيه بلا مزيد عليه...
يُتبع / ...
السلام عليكم
يا كاتب الموضوع
قات العنوان ولم اقرا الوضوع مباشرة كتبت لك
انت لا تحتفل بالمولد النبوي الشريف ولا تقل لمن بقي قليلا في المسجد غير المعتاد يقرأ القرءان ويصلي على الرسول صلى الله عليه وسلم . واين المشكل في هذا ؟؟
اللهم اهدنا فيمن هديت
وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن
عبد الله ياسين
2009-04-03, 13:01
والعبادات لا تثبت بالقياس
عن أيّ قياس تتكلّم ؟!
يا أخي الكريم لم يزعم أحدٌ من المُجيزين بأنّ عمل المولد عبادة وقفية حدّد كيفيّتها و هيئتها الشارع الحكيم ؛ فكلامك مردود !
و عليكَ أن تفرّق بين القياس في العبادات التي ظهرت علّتها و بين االتعبّدات التي خفيت علّتها ؛ فتأمّل !
جاء في بحث لقسم الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء المصرية :
الاحتفال بالمولد الشريف: فقد اعترض على الاحتفال به بأنه عبادة، والأصل في العبادات أنها توقيفية، ولم يرد توقيف بالاحتفال بالمولد.
و الجواب - كما ذكر السيوطي - أن الطلب في المندوب تارة يكون بالنص، وتارة يكون بالقياس، والاحتفال بالمولد الشريف وإن لم يرد فيه نص ففيه القياس على أصلين استخرج أحدهما الحافظ ابن حجر العسقلاني، واستخرج الآخر الإمام السيوطي، وأصل الاجتماع لإظهار شعار المولد مندوب وقربة، وما ضم إليه من بعض الأمور المنكرات كالاختلاط المحرم مذموم ممنوع، كما يقع ذلك أحيانا عند اجتماع الناس في صلاة التراويح أو صلاة العيد في الساحات، فلا نمنع من الاجتماع لها ؛ لأجل هذه الأمور التي قرنت بهما، بل نقول: أصل الاجتماع لمثل هذه الشعائر سنة وقربة، وما ضم إليها من هذه الأمور قبيح وشنيع، أما بيان أن الاحتفال بالمولد الشريف قربة، فقياس على الأصل العام من الشريعة بالحث على إظهار شكر النعم، والحث على الصبر والسكون والكتم عند المصائب، وقد أمر الشارع بالعقيقة عند الولادة إظهارا للشكر والفرح بالمولود، ولم يأمر عند الموت بمثل ذلك، بل نهى عن النياحة وإظهار الضجر، فدلت قواعد الشريعة على أنه يحسن في شهر ربيع الأول إظهار الفرح بولادته صلى الله عليه وسلم، غير إظهار الحزن فيه بوفاته، قال الحافظ ابن حجر: ((وقد ظهر لي تخريجه على أصل ثابت، وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسألهم فقالوا: هو يوم أغرق الله فيه فرعون، ونجى موسى، فنحن نصومه شكرا لله تعالى... )) فيستفاد منه فعل الشكر لله تعالى على ما منّ به في يوم معين إسداء نعمة أو دفع نقمة، ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة، والشكر لله يحصل بأنواع العبادات كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلى هذا فينبغي أن يتحرَّى اليوم بعينه حتى يطابق قصة موسى عليه السلام في يوم عاشوراء... وأما ما يتبع ذلك من السماع واللهو وغير ذلك، فينبغي أن يقال: ما كان من ذلك مباحا بحيث يقتضى السرور بذلك اليوم، لا بأس بإلحاقه به، وما كان حراما أو مكروها فيمنع، وكذا ما كان خلاف الأولى.انتهى
للمزيد يُرجى مُراجعة هذا البحث القيّم على قسم الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء المصرية : القياس في العبادات (http://www.dar-alifta.com/viewResearch.aspx?ID=63)
فإن كانت في الدين فهي مذمومة ...هكذا أفضل ويستقيم الكلام
البدعة الشرعية التي لا أصل لها في الشريعة تندرج تحته ، هي المذمومة لا غير ؛ فتنبّه !
روى الامام مسلم في صحيحه عن سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ }
يعني من زاد في الاسلام ما هو منه بالاستنباط من الاصول الشرعية ؛ فامره ليس بمردود.
فقد قيّد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلّم المُحدث المردود بأن يكون " ليس من دين الله " ؛ فأين أنتَ من هذا ؟!!
قال الامام العلامة السّندي في " شرح سنن ابن ماجه " :
قَوْله ( مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرنَا )
أَيْ فِي شَأْننَا فَالْأَمْر وَاحِد الْأُمُور أَوْ فِيمَا أَمَرْنَا بِهِ فَالْأَمْر وَاحِد الْأَوَامِر أُطْلِقَ عَلَى الْمَأْمُورِيَّة وَالْمُرَاد عَلَى الْوَجْهَيْنِ الدِّين الْقَيِّم الْمَعْنَى عَلَى مَا ذَكَرَهُ الْقَاضِي فِي شَرْح الْمَصَابِيح مَنْ أَحْدَثَ فِي الْإِسْلَام رَأْيًا لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنْ الْكِتَاب وَ السُّنَّة : سَنَد ظَاهِر أَوْ خَفِيّ مَلْفُوظ أَوْ مُسْتَنْبَط .انتهى
يُتبع / ...
عبد الله ياسين
2009-04-03, 17:57
هي على فهمكم فقط أخي الكريم.....و إن كنت ترى ما تفضلت به دليلا على جواز الاحتفال بالمولد فلدي عدة اعمال اطرحها عليك وأرجوا ان تفعلها وتدعو الناس إليها ......ولكن هيهات
عندما قال الفقير : { فحتى و إن لم يثبت دليل بعينه يحثّ على استحباب عمل المولد الاّ أنّ الأصول الشرعية و القواعد الفقهية تؤيّده }
فالمعنى واضح لكلّ ذي عينين ؛ فقد تستجدّ في الامّة الاسلامية قضايا و نوازل جديدة نحتاجٌ الى حكم الله فيها ؛ فقلي بربك كيف يتأتى ذلك ان لم يستنبط أئمّة الاسلام الحكم من الأصول الشرعية و القواعد الفقهية ؟!
أمّا و ان كان عندك - كما يبدو - تحفّظ على طرائق استدلال الحفّاظ لعمل المولد ؛ فاطرحه هنا حتى نحاول مُناقشته سويًّا.
أخي الكريم :
(1) التأصيل الشرعي لعمل المولد مبنيٌّ على الاصول و القواعد الشرعية و قد استنبط حفّاظ الاسلام - و ليس فهمنا ! - دليلاً لعمل المولد عن طريق الاستدلال بالأَوْلى
(2) استنباط الحكم الشرعي في المسائل يتوقّف على أهليّة المُجتهد و قوّة الدّليل الموافق لاصول الشريعة و قد جاء عن سيّدنا عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - كما جوّده الامام النّسائي ؛ ما نصّه : { فَإِنْ جَاءَ أَمْرٌ لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَلَا قَضَى بِهِ نَبِيُّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا قَضَى بِهِ الصَّالِحُونَ : فَلْيَجْتَهِدْ رَأْيَهُ }
و قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح :
وَقَالَ اِبْنِ بَطَّال التَّوْفِيق بَيْن الْآيَة وَالْحَدِيث فِي ذَمِّ الْعَمَل بِالرَّأْيِ وَبَيْن مَا فَعَلَهُ السَّلَف مِنْ اِسْتِنْبَاط الْأَحْكَام , أَنَّ نَصَّ الْآيَة ذَمُّ الْقَوْل بِغَيْرِ عِلْم , فَخَصَّ بِهِ مَنْ تَكَلَّمَ بِرَأْيٍ مَحْمُود عَنْ اِسْتِنَاد إِلَى أَصْلٍ , وَمَعْنَى الْحَدِيث ذَمّ مَنْ أَفْتَى مَعَ الْجَهْل , وَلِذَلِكَ وَصَفَهُمْ بِالضَّلَالِ وَالْإِضْلَال , وَإِلَّا فَقَدْ مَدَحَ مَنْ اِسْتَنْبَطَ مِنْ الْأَصْل لِقَوْلِهِ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ , فَالرَّأْي إِذَا كَانَ مُسْتَنِدًا إِلَى أَصْلٍ مِنْ الْكِتَاب أَوْ السُّنَّة أَوْ الْإِجْمَاع فَهُوَ الْمَحْمُود , وَإِذَا كَانَ لَا يَسْتَنِد إِلَى شَيْء مِنْهَا فَهُوَ الْمَذْمُوم.انتهى
فتأمّل !
ولكن من يسلم بصحة هذا الأصل فأنت تراه أصلا واما انا ومن اتبعهم من العلماء لا يرونه أصلا بل هو تكلف وتحميل للنصوص مالا تحتمل.....
فَتَبَيَّنُواْ !
يُتبع / ...
عبد الله ياسين
2009-04-04, 10:57
والعكس بالعكس فعدم وجود نص صريح على تحريم الاحتفال بالمولد أو بدعيته لا يلزم منه منع اطلاق حكم التحريم أو البدعية عليه ...وإلا :sdf:
اذاً ، ليس كلّ مُحدثٍ :
(1) مذموم لذاته : مُحدث ضلالة
(2) محمود لذاته : مُحدث مستحسن
فكلّ مُحدث يُعرض على الاصول الشرعية فما وافقها و اندرج تحتها فهو مُستحسن و ما خالفها فهو مذموم ؛ هذا ما قرره علماء الشريعة و على رأسهم سيّدنا الامام الشافعي امام علم الاصول.
روى الامام مسلم في صحيحه : عن سيّدنا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : { مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ وَ مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ }
قال الامام النووي في المنهاج :
قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً وَمَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً ) الْحَدِيثُ وَ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ ( مَنْ دَعَا إِلَى الْهُدَى وَمَنْ دَعَا إِلَى الضَّلَالَةِ ) .
هَذَانِ الْحَدِيثَانِ صَرِيحَانِ فِي الْحَثِّ عَلَى اسْتِحْبَابِ سَنِّ الْأُمُورِ الْحَسَنَةِ ، وَ تَحْرِيمِ سَنِّ الْأُمُورِ السَّيِّئَةِ ، وَأَنَّ مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ كُلِّ مَنْ يَعْمَلُ بِهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ كُلِّ مَنْ يَعْمَلُ بِهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَ أَنَّ مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِثْلُ أُجُورِ مُتَابِعِيهِ ، أَوْ إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِثْلُ آثَامِ تَابِعِيهِ ، سَوَاءٌ كَانَ ذَلِكَ الْهُدَى وَ الضَّلَالَةُ هُوَ الَّذِي ابْتَدَأَهُ ، أَمْ كَانَ مَسْبُوقًا إِلَيْهِ ، وَ سَوَاءٌ كَانَ ذَلِكَ تَعْلِيمُ عِلْمٍ ، أَوْ عِبَادَةٍ ، أَوْ أَدَبٍ ، أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ .
قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( فَعَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ ) مَعْنَاهُ : إِنْ سَنَّهَا سَوَاءٌ كَانَ الْعَمَلُ فِي حَيَاتِهِ أَوْ بَعْدَ مَوْتِهِ . وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.انتهى
و قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في " جامع العلوم والحكم " عند الكلام على الحديث : { مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ } ؛ ما نصّه :
فَهَذَا الْحَدِيثُ بِمَنْطُوقِهِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ كُلَّ عَمَلٍ لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُ الشَّارِعِ ، فَهُوَ مَرْدُودٌ ، وَيَدُلُّ بِمَفْهُومِهِ عَلَى أَنَّ كُلَّ عَمَلٍ عَلَيْهِ أَمْرُهُ فَهُوَ غَيْرُ مَرْدُودٍ ، وَ الْمُرَادُ بِأَمْرِهِ هَاهُنَا : دِينُهُ وَشَرْعُهُ ، كَالْمُرَادِ بِقَوْلِهِ فِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى : مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ . فَالْمَعْنَى إِذًا : أَنَّ مَنْ كَانَ عَمَلُهُ خَارِجًا عَنِ الشَّرْعِ لَيْسَ مُتَقَيِّدًا بِالشَّرْعِ ، فَهُوَ مَرْدُودٌ .
وَ قَوْلُهُ : " لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا " إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ أَعْمَالَ الْعَامِلِينَ كُلِّهِمْ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ تَحْتَ أَحْكَامِ الشَّرِيعَةِ ، وَتَكُونُ أَحْكَامُ الشَّرِيعَةِ حَاكِمَةً عَلَيْهَا بِأَمْرِهَا وَنَهْيِهَا ، فَمَنْ كَانَ عَمَلُهُ جَارِيًا تَحْتَ أَحْكَامِ الشَّرْعِ مُوَافِقًا لَهَا ، فَهُوَ مَقْبُولٌ ، وَمَنْ كَانَ خَارِجًا عَنْ ذَلِكَ ، فَهُوَ مَرْدُودٌ.انتهى
فالضابط في كلّ مُحدث هو أصول الشريعة التي تحكم بالقبول أو الرفض ؛ فليس كلّ ما لم يكن في عهده - صلى الله عليه و سلّم - فهو بدعة ضلالة ، فما بالك بما لم يكن في عهد السلف رضوان الله عليهم ؛ فتأمّل !
يُتبع / ...
عبد الله ياسين
2009-04-04, 13:28
وكذا: أن الشرط الذي أشترطه الحافظ ابن حجر للاحتفال بالمولد النبوي وهو تحري ذلك اليوم بعينه حتى يطابق قصة موسى عليه السلام لا يلتزمه كثير ممن تبعوه في الاستدلال بهذا الحديث على مشروعية الاحتفال بالمولد فقد قال محمد بن علوي المالكي في "حول الاحتفال بالمولد"(ص6):(أننا لا نقول بسنية الاحتفال بالمولد المذكور في ليلة مخصوصة !!!!!!!!!!!! بل من اعتقد ذلك فقد ابتدع !!!!!في الدين، لأن ذكره صلى الله عليه و سلم والتعلق به يجب أن يكون في كل حين، ويجب أن تمتلئ به النفوس … الخ).
وعلى كلامه فإن الإمام ابن حجر العسقلاني يكون قد وقع في الابتداع في الدين فإنه خصص الاحتفال بيوم واحد في العام كما هو واضح في كلامه السابق!!!!!!
الحافظ حثّ الأمّة على شكر الله ، على نعمة بروز سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلّم ، في يوم مولده . لأنّ الشارع الحكيم أقرّ شكر اليهود لله عزّ و جلّ كلّ سنة ، في اليوم الذي يصادف ذكرى نعمة نجاة نبيّ الله سيّدنا موسى عليه الصلاة و السلام و على نبيّنا ، صحيحٌ أنّ الحافظ حبّذ شكر الله في هذه اللّيلة - ليلة المولد - بناءً منه على هذا الأصل المتين و الفهم القويم ؛ لانّه استخرج الأصل ليوم المولد في حدّ ذاته ، و لا يعني هذا بأيّ حال من الاحوال أنّ الحافظ خصّص شكر الله على هذه النّعمة في هذه اللّيلة بالذّات ، دون غيرها من اللّيالي !
و يُستحسن في هذا المقام ذكر كلام علاّمة الحجاز بـ :
(1) سابقه
و
(2) سياقه
و
(3) لاحقه
حتى تتّضح الصورة و يُرفع الاشكال بحسن المقال.
قال مسند الحجاز الامام العلامة سيّدي محمد بن العلوي المالكي الحسني عليه سحائب الرحمة والرضوان في كتابه " حول الاحتفال بالمولد النبوي الشريف " :
ونذكر مسائل هامة قبل ذكر أدلة جواز الاحتفال بالمولد النبوي :
الأولى : أننا نقول : بجواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف و الاجتماع لسماع سيرته و الصلاة و السلام عليه و سماع المدائح التي تقال في حقه و اطعام الطعام و إدخال السرور على قلوب الأمة.
الثانية : أننا لا نقول بسنية الاحتفال في ليلة مخصوصة بل من اعتقد ذلك فقد ابتدع في الدين لأن ذكره صلى الله عليه وسلم و التعلق به يجب أن يكون في كل حين و يجب أن تمتلأ به النفوس.
نعم إن في شهر ولادته يكون الداعي أقوى لإقبال الناس واجتماعهم وشعورهم الفياض بارتباط الزمان بعضه ببعض ، فيتذكرون بالحاضر الماضي وينتقلون من الشاهد إلى الغائب.
الثالثة : أن هذه الاجتماعات هي وسيلة كبرى للدعوة إلى الله و هي فرصة ذهبية ويجب على الدعاة والعلماء أن يذكّروا الأمة بالنبي صلى الله عليه و سلم بأخلاقه و آدابه و أحواله و سيرته و معاملته و عبادته ، و أن ينصحوهم و يرشدوهم إلى الخير و الفلاح و يحذروهم من البلاء و البدع و الشر و الفتن ، و ليس المقصود من هذه الاجتماعات مجرد الاجتماعات والمظاهر ، بل إن هذه وسيلة شريفة إلى غاية شريفة ، و من لم يستفد شيئاً لدينه فهو محروم من خيرات المولد الشريف.انتهى
يا أخي الكريم :
هل علّق الحافظ ابن حجر العسقلاني ذكر سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلّم ؛ بليلة مخصوصة دون غيرها من اللّيالي ، هي ليلة مولده بأبي هو و أمي صلى الله عليه و سلّم ؟!!!
هل علّق الحافظ ابن حجر العسقلاني سماع سيرته صلى الله عليه و سلّم ، و الصلاة و السلام عليه ، و سماع المدائح التي تقال في حقه ، و اطعام الطعام ، و إدخال السرور على قلوب الأمة ؛ بليلة مخصوصة دون غيرها من اللّيالي ، هي ليلة مولده بأبي هو و أمي صلى الله عليه و سلّم ؟!!!
يُتبع / ...
عبد الله ياسين
2009-04-04, 19:20
كلامي السابق لم يكن للقياس أصلا ولا أي شيء مما سبق إلى ذهنك ....و إنما أردت التنبيه إلى أن كثيرا من البدع والضلالات تسوّق وتروّج باسم الاسلام...
كلامك كان خارجًا عن الموضوع ؛ لانّك - سامحك مولاك - سُقتَ حُكمًا معلومًا في الدّين بالضرورة ؛ فأين ما هو قطعيّ الثبوت و قطعيّ الدّلالة ؛ ممّن هو فرعيّ اجتهاديّ احتماليّ ؟!!!
قد اختلف أئمّة كبار في مسائل أكبر من هذه بكثير ؛ و لم يحدث و أن أشهر أحدهم في وجه الثاني سيف " البدعة " ما دام دليل الثاني مُعتبر مُحتمل...
ولو قال المحتفلون بالمولد أنه ليس من الدين وإنما هو.......لنفر الناس منه وتركوه ولكن عندما نلصق عليه كل ما فيه رائحة الاسلام فهذا يقول عبادة وآخر يقول شعيرة وثالث يقول قربة وطاعة ورابع يستحبه وخامس يوجبه وربما سادس يؤثم تاركه.....فالله المستعان
حفّاظ الأمّة ذكروا أدلة قوية لحثّ أمّة الاسلام على احياء ليلة المولد فالعبرة بالدّليل لا غير ؛ و كلامُك هنا مردود لانّه ليس الاّ مُجرّد تخمينات مبنية على قراءة باطلة في النيّات ؛ لا وزن لها في المنهجية العلمية ؛ فتأمّل !
واما الاحتفال بالمولد لو وجدنا ما نقيسه عليه من الشرع لتجويزه لهان الامر ولكن الأمر عكس ذلك فكل النصوص ترده وتحذر من المبتدعات وان استحسنها اصحابها....
جلّ ما ذكرتم لحدّ الساعة ؛ الاحتجاج بـ " الترك " و هو غيرُ مُسلّم كما سبق بيانه.
هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا ؟
فهو اخي الفاضل لم يرتق إلى درجة القياس وحتى لو ارتقاها لم نجزه فمن المعلوم ان القربات والعبادات لا تثبت بالقياس....
سبق الكلام على هذه النقطة و أنصحك أن تحرّر طرائق الاستدلال في شريعتنا الاسلامية ؛ خاصة : " الاستدلال بالأَوْلى "
لو كان الأمر كما تقول لما اختلفنا أصلا سامحك الله ...وماتراه انت ومن تتبعهم دليلا وأصلا أخبرناك بأن علماء أجلاء يرون ذلك ابتداعا وتشريعا لما لم ينزل الله به سلطانا....فلا تحاكمني إلى أصول أصلّها بعض العلماء اجتهادا منهم واستحسانا....ولكن إن حاكمتني إلى الكتاب والسنة وألزمتني بما فيهما فعلى الرأس والعين وأنّى لك ذلك...فهيهات هيهات....
يا أخي أصول الشريعة التي نتكلّم عنها هي العمود الفقري الذي وضعه علماء الشريعة لضبط النّصوص الشرعية روايةً و درايةً ؛ حفظًا و فقهًا.
فعن أيّ اصول تحكي ؟!!!
أبِن مقصودك من هذا الكلام !
وهذه أيضا......من تصفهم حفاظ الأمة ليسوا هم من ابتدع المولد فتنبه...وإن كنت قد أشرت إلى ذلك في إحدى ردودي...
كلامٌ غير صحيح ؛ لانّ الأئمّة استدلوا لاستحباب عمل المولد بالأدلة الشرعية و كلامهم في هذا الشأن مبنيٌ على الدّليل و ليس على الاتّباع كما تنوّه ؛ فلا أدري ما وجه كلامك هذا ؟!
وإنما هم وجدوه فأخذوا يرقعون له ويؤصلون له كما يحلو لك ذلك....
يا أخي الكريم ، العلماء الذين أجازوا عمل المولد و ان كانوا ليسوا بمعصومين الاّ أنّهم أئمّة كبار بلغوا درجة الاجتهاد و كلامهم في المسألة مبنيٌّ على التأصيل الشرعيّ السّليم و حاشاهم من أن يكونوا كالإمّعة إن أحسن النّاس أحسنوا و إن أساء النّاس أساءوا ؛ فتنبّه !
وهذه مشكلة من يعتقد ثم يستدل ...
كلامكَ لا أساس له من الصّحة و دونكَ كلام القوم و فيه ذكرٌ للادلّة الشرعية التي استنبطوا منها الحكم الشرعي في المسألة ؛ فمن أين لك أنّ الاعتقاد سبق الاستدلال ؟!
ونحن والحمد لله مأمورن باتباع الشرع العتيق القديم وأما زلات العلماء وهناتهم فلا يلتصق بها إلا من اتخذ التقليد والتعصب دينا فلا يرى إلا ما استحسنه من يقلدهم
كلامٌ جميل يعوزه الدّليل !
.....وماتراه أصولا شرعية نراها نحن وعلماؤنا أصولا بدعية...فأرجوا أن لا يتكرر هذا منك معي .....لأنني لا أؤمن بتلك الأصول المزعومة.....فلو قبلنا بصحة تلك الأصول لاستحسنا كل بدعة ظهرت في الدين ولوجدنا لها أصولا شرعية تقوم عليها....فوالله إنه لباب شرعلى الإسلام والمسلمين ولكن الله سخر لهذا الدين من يحفظه من ورثة الأنبياء علماء أجلاء يقولون بالحق وبه يعدلون لا يخافون في الله لومة لائم....
يا أخي هذه الاصول التي تعارف عليها علماء الاسلام و على رأسهم سيّدنا الامام الشافعي رحمه الله ؛ فلا أدري ما هي الاصول التي تتحدّث عنها !!!
أخي الكريم ما هي هذه الاصول التي تحتكم اليها ؛ ما هو تعريفكَ للبدعة و ما هي ضوابطها عندكَ ؛ أفصح ؟!
لامن جاء بعد فاستحسنه ورقع له ...فتبنه
أعرف - عفا الله عنّا و عنك - أنّك لا تقصد ؛ لكن المقام يتطلّب منك أن تحسن اختيار الالفاظ المُناسبة عند الكلام على مُخالفيك ، فأمثال الحافظ ابن حجر العسقلاني ليسوا كذلك ؛ فتنبّه لالفاظك أخي الكريم !
الشرع أتى بالعموم وأتى بالخصوص وأتى بالتفصيل وأتى بالإجمال......ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام << من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد>> فهو عام لرد كل محدثة وبدعة في الدين ولا يشترط التفصيل أو التنصيص
سبق الكلام على هذا الحديث
ثم بالله عليك كيف نرد هذه البدعة وهي التسبيح جهرا عقب آذان صلاة الصبح مباشرة كما هي منتشرة في كثير من مساجدنا ؟؟
هذه المسألة اختلف فيها أهل العلم فهي مسألة اجتهادية ؛ و ليس هذا موضع التفصيل في الامر...راجع كتاب " ثلاث رسائل في استحباب الدعاء ورفع اليدين فيه بعد الصلوات المكتوبة لثلاثة من كبار الفقهاء المُحدّثين : الشيخ محمد هاشم التّتوي السّندي ، الشيخ أحمد بن الصّدّيق الغماري المغربي ، الشيخ محمد بن عبد الرحمن الأهدل اليمني " باعتناء العلامة عبد الفتّاح أبو غُدّة ؛ و كذالك كتاب " سباحة الفكر في الجهر بالذكر " للامام المُحدّث أبو الحسنات محمد عبد الحيّ اللّكنوي الهندي ؛ و كذالك " نتيجة الفكر في الجهر بالذكر " لخاتمة الحفّاظ جلال الدّين السّيوطي ؛ و يُستحسن أن تعرّج على ردّ الامام ابن لبّ الغرناطيّ على تلميذه الامام الشاطبيّ في هذه المسألة بالذات و قد ذكر بعضه الامام الونشريسي في كتابه الماتع " المعيار" ؛ و غيرها من المؤلفات ...
يُتبع / ...
مهاجر إلى الله
2009-04-04, 22:03
الأخ الكريم " مهاجر إلى الله " :
دعوى تناقض كلام الحافظ في الحكم على عمل المولد كلامٌ باطل و لا وزن له عند التحقيق العلمي لانّ المُخالف يريدُ أن يزن كلام الحافظ عن البدعة بمفهومه هو - أي المُخالف - للبدعة ! فالحافظ يتكلّم عن البدعة اللّغوية و المُخالف يُسقط كلام الحافظ على البدعة الشرعية فشتّان بين مشرّق و مغرّب
ليست دعوى ....فالذي يقرر بان كذا بدعة ثم يؤصل لهذه البدعة فهو عين التناقض...فلو كان للبدعة أصل ولها اصول تؤيدها كما تزعمون لما كان هناك خلاف بين السنة والبدعة إذ الجميع له اصل ؟ وكل واحد ياتي ببدعة جديدة !!!زاعما أن له أصل !!!!!
ثم من أين لك أن الحافظ يقصد بها البدعة اللغوية ؟
ثم هب أنه يقصد بها البدعة اللغوية ؟ ولكن بالنظر لبدعة المولد وما فيها من أفعال وأقوال هل يقول أحد بأنها مجرد بدعة لغوية ؟ كلا والله
و يكفي في بيان بطلان تفسير المُخالف لكلام الحافظ أنّه جعل الحافظ يُقرُّ بأنّ عملالمولد بدعة ضلالة و مع ذلك يُستحسن لامة الاسلام العمل بهذه البدعة الضلالة !!!
تأمل جيد :
قال بن حجر : ولكنها مع ذلك قد اشتملت على محاسن وضدها فمن تحرى في عملها المحاسن وتجنب ضدها كان بدعة حسنة وإلا فلا.
ماذا تعني ولكنها ؟ ولكنها وما بعدها في محل عمل مردود وعلامة رده البدعة الظاهرة عليه ....فقد أقر الحافظ كونه بدعة ثم استدرك بلكن ؟ وعلى مذهب من نتبعه ان استدراكه ذلك يناقض اقراره الأول وأن مارآه رحمه الله من محاسن فهذه وجهة نظره وزلة منه بلا شك ونحن ولله الحمد لا نبني ديننا على الزلات
فهذه هي مصادرالتشريع المُجمع عليها و لا يوجد فيها تروكات سيّد الخلق صلوات ربي و سلامه عليهفما بالك بتروك سادتنا الصحابة رضوان الله عليهم ،فكلّمُحدث و ان لم يكن في الصدر الأول فيجب أن يعرض على أدلة الشرع و منه يُستبط الحكمالشرعي في المسألة.
طيب.....عرضت عليك التسبيح جهرا عقب أذان الصبح في بعض مساجدنا ؟ أريد أن أعرف هل هي سنة بدعة ماذا ؟ أجبني وبارك الله فيك
فهذه هي مصادرالتشريع المُجمع عليها و لا يوجد فيها تروكات سيّد الخلق صلوات ربي و سلامه عليهفما بالك بتروك سادتنا الصحابة رضوان الله عليهم ،فكلّمُحدث و ان لم يكن في الصدر الأول فيجب أن يعرض على أدلة الشرع و منه يُستبط الحكمالشرعي في المسألة.
الترك انواع فما فعله عليه الصلاة والسلام فعلناه وماتركه تركناه فتركه سنة كما أن فعله سنة والقاعدة المتفق عليها (أن ماتركه النبي عليه الصلاة والسلام مع قيامالمقتضى على فعله فتركه السنة وفعله بدعة مذمومة) وأكثر الغلط حاصل بسبب الغفلة عن هذه القاعدة....فهذا الذي يهمنا من أنواع الترك
وهنا نسأل هل كان المقتضي الداعي للاحتفال بالمولد في عهده عليه الصلاة والسلام قائما أم لا ؟
فإن قلتم نعم ؟ قلنا فلم تركه ؟ ألا يسعكم ما وسعه ؟
وإن قلتم لا ؟ قلنا فما المانع الذي جعله عليه الصلاة والسلام يتركه ؟ ثم كيف تفعلون شيئا تركه عليه الصلاة والسلام وكان قادرا على فعله ؟
لأنّ التّرك لوحده ليس بدليل.
ومع ذلك لا يخلوا من تفصيل كما تقدم ؟ وإلا لو اعترض معترض بتجويز الأذان للعيدين والجنازة بأن تركه عليه الصلاة والسلام لهما ليس بدليل لكان اعتراضه صوابا ؟ أو له حظ من النظر ؟
و استنبط من الآية أنوجوب الترك يتوقف على تحقق النهيولا يكفي فيه عدم الأمرفما لم يتعرض لهأمراً ولا نهياًلا يجبتركه.انتهىوعليه فالترك وحده يدلّ على جوازالترك فقط أمّا وجوب الترك - كما يُريد المُخالف أن يستدلّ به في مسألتنا - فهومتوقف على تحقق النّهي...لأنّ التّرك لوحده يحتمل عدّة وجوه غير التّحريم
أجبني بصراحة .....على تقعيدك هذا أرى التأذين للجنازة جائز:
1-لأن مجرد الترك ليس بدليل
2-أن الترك متوقف على النهي لكي يفيد التحريم وهنا نسأل أين نهى الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام عن التأذين للجنازة ؟
قال الحافظ الذهبي في " سِيَرُ أَعْلاَمِ النُّبَلاَءِ " :
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ : كَانَ أَبِييُصَلِّي فِيكُلِّيَوْمٍ وَ لَيلةٍثَلاَثَ مائَةِ رَكْعَةٍفَلَمَّا مَرِضَ مِن تِلْكَ الأَسواطِ أَضعفَتْه فَكَانَ يُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍوَليلَةٍ مائَةً وَ خَمْسِيْنَ رَكْعَةً.انتهىفسيّدنا الامام أحمدكان يُصلّي :
(1)كُلِّ يَوْمٍ وَ لَيلةٍ: تخصيص وقتمُعيّن(2)ثَلاَثَ مائَةِ رَكْعَةٍ : تخصيص كيفية مُعيّنة
و لم تثبت هذه الكيفيةبعينها و تفاصيلها عند الرّعيل الأول ؛ فهلسيّدنا الامام أحمد كان يتعبّد ربّه بالبدعة ؟!!!
خارج مجال الشرط ؟ نريد أدلة من الكتاب والسنة ؟ واما أفعال الرجال فليست من شرطنا وقد نبهتك على ذلك سابقا ولكن لا حياة لمن تنادي .......
والله الموفق
عبد الله ياسين
2009-04-07, 21:16
الأخ الكريم " مهاجر إلى الله " قلت :
أرأيت أخي الكريم أن كلامك خارج عن شرطي وعن الموضوع ....فكيف تحاكمني إلى ما لاتعرف لي فيه رأيا....ثم هل ماذكرته آنفا أدلة شرعية من الكتاب والسنة نتحاكم إليها كما هو شرطي في بداية الموضوع ؟
ولذا أرجو منك أن تعود إلى أصل الموضوع وأن تأتي بأدلة شرعية صحيحة لا تقبل الشك ولا الدفع تجوز الاحتفال بالمولد...فإن أتيت بها أذعنا لك وسمعنا قولك فهو أفضل وأقرب للنقاش العلمي الهادف
يبدو أنك نسيت أو تناسيت أنّ عمدتكَ في منع عمل المولد هو عدم ثبوت الفعل بعينه في عهد سيّدنا رسول الله صلوات ربي و سلامه عليه ! فكيف تزعم - هداك مولاك - أنّ مُخالفك يغرّد خارج السّرب و القاعدة التي بنيت عليها استدلالك السابق مخرومة بالكذا حالة التي سردناها لك من باب الذكر لا الحصر ، اذ تبيّن جليًّا أنّ هذه القاعدة التي تحتكم إليها قد تطّرد على بعض أفراد الكلّ ؛ دون الباقي !. فصلاحية اطّراد الحكم على كلّ الأفراد ، مفقودة !
أخي الكريم قد تقرّر أنّ شريعة الاسلام لا تفرّق بين المتماثلات و لا تجمع بين المُتناقضات ؛ فإذا كان الأمر كذالك فأنت مُطالب في ضوء قاعدتك التي حكمتَ بها على بدعية عمل المولد أن تبيّن حكم ما سبق ذكره من مُحدثات لم تكن في عهده صلوات ربي و سلامه عليه و لا في عهد السّلف !
فإمّا يطّرد حكمك فتطّرد معه قاعدتك ، و إمّا تأتينا بوجه التفريق ؟!
يُتبع / ...
satamouni
2009-04-08, 00:34
بارك الله فيك
مهاجر إلى الله
2009-04-08, 13:09
الأخ الكريم " مهاجر إلى الله " قلت :
يبدو أنك نسيت أو تناسيت أنّ عمدتكَ في منع عمل المولد هو عدم ثبوت الفعل بعينه في عهد سيّدنا رسول الله صلوات ربي و سلامه عليه ! فكيف تزعم - هداك مولاك - أنّ مُخالفك يغرّد خارج السّرب و القاعدة التي بنيت عليها استدلالك السابق مخرومة بالكذا حالة التي سردناها لك من باب الذكر لا الحصر ، اذ تبيّن جليًّا أنّ هذه القاعدة التي تحتكم إليها قد تطّرد على بعض أفراد الكلّ ؛ دون الباقي !. فصلاحية اطّراد الحكم على كلّ الأفراد ، مفقودة !
أخي الكريم قد تقرّر أنّ شريعة الاسلام لا تفرّق بين المتماثلات و لا تجمع بين المُتناقضات ؛ فإذا كان الأمر كذالك فأنت مُطالب في ضوء قاعدتك التي حكمتَ بها على بدعية عمل المولد أن تبيّن حكم ما سبق ذكره من مُحدثات لم تكن في عهده صلوات ربي و سلامه عليه و لا في عهد السّلف !
فإمّا يطّرد حكمك فتطّرد معه قاعدتك ، و إمّا تأتينا بوجه التفريق ؟!
يُتبع / ...
والله دائما تذهب بعيدا .....ولكن سأختصر لك الطريق هذه المرة....لتفهم مقصودي واضحا
سألني سائل أو سألك سائل أو سال سائل عن ادلة ما يلي فعلا او تركا ( من غير تفصيل أحكام الفعل والترك)
الصلاة
الزاكة
الصيام
الحج
صلاة الجماعة
الصدق
الصدقة
التطوع
الامر بالمعروف
النهي عن المنكر
الكذب
الربا
الغش
السرقة
الأذان
الاقامة
الوضوء
فضائل الوضوء
الذكر بعد الصلاة
الأذكار التي تقال في الصلاة
قراءة القران
طلب العلم
بر الوالدين
عقوق الوالدين
التكبر
السب
النفاق
الخيانة
.
.
.
.
.
..
والقائمة طويلة جدا
ولو طلب من احدنا ولا أبالغ إن كان تلميذا في الإبتدائي ان ياتي بأدلة واضحة وصريحة على فعل بعض ما سبق أو ترك البعض الآخر....
ولكن هل نستطيع ان نجد أدلة واضحة وصريحة لا تقبل الجدال كما تقدم في المذكورات اعلاه .
أم أننا نحفر 70 كيلومتر لنجد عشر معشار شبهة دليل ؟
انا من النوع الأول ؟
والله الموفق
عبد الله ياسين
2009-04-09, 15:13
الأخ الكريم " مهاجر إلى الله " قلت :
مع التركيز مع ما لون بالأحمر تجد انه حجة عليك .....فالنبي عليه الصلاة والسلام صرحت بأنه أقرّ هولاء الصحابة على ما فعلوه ...فأخبرني بالله عليك من أقرك أو أقركم أو أي نبي أقركم على الاحتفال بالمولد ؟؟؟؟
فقياسك قياس باطل وبطلانه يغني عن التكلف في رده.....فالنبي عليه الصلاة والسلام كان حيا موجودا وكان يقر أشياء أفعالا وأقوالا تصدر من الصحابة وينكر أخرى وإن أردت الدليل اعطيناك فليس كل ماصدر من الصحابة الكرام قد أقره عليه الصلاة والسلام....بل غضب أحيانا على بعض التغييرات أو الزيادات...وحاشا رسول الله ان يقر شيئا خاطئا أو لا يجوز....وكان يصوّب فلان ويخطئ فلان ...وهذا بعد موته محال فبطل القياس فأين الرسول الذي يقول للمحتفل بالمولد إن احتفالك بالمولد جائز ؟؟ أويقره عليه ؟؟
قال الأستاذ عيسى بن عبد الله بن محمد بن مانع الحميري في بحثه " البدعة الحسنة أصل من أصول التشريع " :
إن السنة التقريرية تعني أن يقول أحد الصحابة قولاً أو أن يفعل فعلاً ابتداءً من نفسه دون أن يكون له سند من كتاب أو سنة يخصه بعينه ثم يبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فيسكت عنه صلى الله عليه وسلم و لا ينكره ، أو يقرره بقول منه أو فعل من جنسه أو استبشار به أو دعاء لفاعله إلى غير ذلك مما يعلم به جواز هذا الفعل أو القول ، فيصير سنة نبوية شريفة بهذا الإقرار يعلم بها جواز ما أقره له و لغيره من الأمة كما فصله و قرره علماء الشريعة الغراء.
فالناظر في هذا الكلام يعلم أن للسنة التقريرية أركاناً لا بدّ منها :
(1) إحداث أحد الصحابة الكرام شيئاً لم يكن.
(2) بلوغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم.
(3) إقراره صلى الله عليه وسلم لذلك بسكوت أو قول أو فعل أو غير ذلك.
و من هذا البيان و التفصيل تتبيّن لنا العلاقة الوثقى بين سنة الإقرار و مفهوم البدعة حيث إنّ سنة الإقرار في أصلها بدعة أحدثها الصحابي ثم بلغت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقرّ فاعلها و جوّز فعلها.
و لو أنّ " كل بدعة ضلالة في الدين " لا يجوز فعلها لأنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم كل فعل للصحابة لم يكن لهم به سند من كتاب أو سنة و لكن الناظر في سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم يعلم أنه يقرّرهم على كثير من الأفعال و الأقوال التي ابتدؤوها من أنفسهم إن كانت داخلة في عموم دليل شرعي أو راجعة إلى قاعدة شرعية.انتهى
سنكتفي بمحاولة تسليط الضوء على مثال واحد من الأمثلة السالفة الذكر و التي تدلّ دلالة واضحة على هديه صلى الله عليه و سلّم في التعامل مع ما أحدثه سادتنا الصّحابة - رضوان الله عليهم - و لم يسبق و أن حثهم عليه الشارع الحكيم بالدّليل التفصيلي لا أمراً و لا فعلاً.
روى الإمام البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِبِلَالٍ عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ يَا بِلَالُ حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الْإِسْلَامِ فَإِنِّي سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الْجَنَّةِ قَالَ مَا عَمِلْتُ عَمَلًا أَرْجَى عِنْدِي أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طَهُورًا فِي سَاعَةِ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ إِلَّا صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ مَا كُتِبَ لِي أَنْ أُصَلِّيَ
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح و هو يعدّد فوائد الحديث :
يُسْتَفَاد مِنْهُ جَوَاز الِاجْتِهَاد فِي تَوْقِيت الْعِبَادَة , لِأَنَّ بِلَالًا تَوَصَّلَ إِلَى مَا ذَكَرْنَا بِالِاسْتِنْبَاطِ فَصَوَّبَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .انتهى
فسيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم قد ترك التوقيت لهاتين الرّكعتين ، و الصّحابي الجليل سيّدنا بلال - رضوان الله عليه - لم يفهم من هذا التّرك ما فهمه المُخالف مع أنّ المقام مقام عبادة كما لا يخفى !
قال الأستاذ عيسى بن عبد الله بن محمد بن مانع الحميري :
فانظر ـ رعاك الله ـ إلى سيدنا بلال رضي الله عنه كيف أحدث عبادة لم يرد بها نص من قرآن أو أمر من رسول الله صلى الله عليه و سلم يخصّها بعينها و واظب عليها مدّة من الزّمن دون الرّجوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم و وقعت موقع القبول من الله تعالى بحيث كانت سبباً في دخوله الجنة فقد قال له صلى الله عليه وسلم ـ كما في رواية الترمذي ـ " بهما " أي : بهاتين الركعتين نلت هذه المنزلة العظيمة ، فكان ذلك إقراراً منه صلى الله عليه و سلم لسيّدنا بلال على ما أحدث و أضحت هاتان الركعتان بعد الوضوء سنة في حق الأمة كلها.انتهى
أخي الكريم " مهاجر إلى الله " :(1) حسب منطق المُخالف ؛ كان يتوجّب على سيّدنا بلال - رضي الله عنه - ألاّ يخصّص وقتًا للعبادة حتى يسأل عن هذه الزيادة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلّم ! و لمّا لم يعنّفهُ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلّم على ذلك علم أنّ الترك وحده ليس بدليل بلهُ عدم دليل واحد من الأدلة الشرعية المتبقية ، كالأدلة القولية نصًّا و استنباطاً و من الثاني زيادة سيّدنا بلال رضي الله عنه .
فما هو جوابك ؟!
(2) لماذا لم يقُل سيّدنا رسول صلى الله عليه و سلم لهذا الصّحابي الجليل : لِمَ زِدتَ في أمرنا هذا ما ليس منه ؟! و لو كان خيراً لسبقتكَ إليه ؟!
فلمّا أقرّه صلى الله عليه و سلم على استنباطه بهذه الطّريقة فهذا اقرار لأمّته كذالك على هذه الطّريقة ؛ و ان لم يكن الأمر كذلك لكان بيّن ذلك سيّدنا المُصطفى صلوات ربي و سلامه عليه.
فما هو تفسيرك ؟!
أمّا تشبتكَ بوجود سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلّم بين سادتنا الصّحابة - رضوان الله عليهم - لينظر في تلك الزيادات ، على عكس الحال بعد موته بأبي هو و أمي ؛ فكلامك مردود لأنّ سيّدنا رسول الله - صلى الله عليه و سلّم - أقرّ سيّدنا بلالاً - رضي الله عنه - :(1) على الرّكعتين و كذالك التوقيت لهما.
( و لم يقل له ) :
{ لمَ فعلتهما قبل أن تعرف الحكم التفصيلي للشرع في هذه الزيادة ؟! }
( أو ) :
{ لمَ واظبت عليها مدة من الزمن دون الرجوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! }
( أو ) :
{ أصبت حكم الله في الأمر و لكن لا ينبغي لك أن تفعل ذلك قبل أن تسألني ؟! }
( هذا و قد تقرّر في شرعنا ) : " امتناع تأخير البيان عن وقت الحاجة " ؛ فتأمّل !
(2) صلاة الصّحابي الجليل سيّدنا خبيب بن عدي - رضي الله عنه - ركعتين قبل أن يقتل ، حيث جاء في صحيح البخاري عن سيّدنا أبي هريرة قال :
بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشَرَةَ رَهْطٍ سَرِيَّةً عَيْنًا وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَاصِمَ بْنَ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيَّ جَدَّ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَانْطَلَقُوا حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْهَدَأَةِ وَهُوَ بَيْنَ عُسْفَانَ وَمَكَّةَ ذُكِرُوا لِحَيٍّ مِنْ هُذَيْلٍ يُقَالُ لَهُمْ بَنُو لَحْيَانَ فَنَفَرُوا لَهُمْ قَرِيبًا مِنْ مِائَتَيْ رَجُلٍ كُلُّهُمْ رَامٍ فَاقْتَصُّوا آثَارَهُمْ حَتَّى وَجَدُوا مَأْكَلَهُمْ تَمْرًا تَزَوَّدُوهُ مِنْ الْمَدِينَةِ فَقَالُوا هَذَا تَمْرُ يَثْرِبَ فَاقْتَصُّوا آثَارَهُمْ فَلَمَّا رَآهُمْ عَاصِمٌ وَأَصْحَابُهُ لَجَئُوا إِلَى فَدْفَدٍ وَأَحَاطَ بِهِمْ الْقَوْمُ فَقَالُوا لَهُمْ انْزِلُوا وَأَعْطُونَا بِأَيْدِيكُمْ وَلَكُمْ الْعَهْدُ وَالْمِيثَاقُ وَلَا نَقْتُلُ مِنْكُمْ أَحَدًا قَالَ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ أَمِيرُ السَّرِيَّةِ أَمَّا أَنَا فَوَاللَّهِ لَا أَنْزِلُ الْيَوْمَ فِي ذِمَّةِ كَافِرٍ اللَّهُمَّ أَخْبِرْ عَنَّا نَبِيَّكَ فَرَمَوْهُمْ بِالنَّبْلِ فَقَتَلُوا عَاصِمًا فِي سَبْعَةٍ فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ بِالْعَهْدِ وَالْمِيثَاقِ مِنْهُمْ خُبَيْبٌ الْأَنْصَارِيُّ وَابْنُ دَثِنَةَ وَرَجُلٌ آخَرُ فَلَمَّا اسْتَمْكَنُوا مِنْهُمْ أَطْلَقُوا أَوْتَارَ قِسِيِّهِمْ فَأَوْثَقُوهُمْ فَقَالَ الرَّجُلُ الثَّالِثُ هَذَا أَوَّلُ الْغَدْرِ وَاللَّهِ لَا أَصْحَبُكُمْ إِنَّ لِي فِي هَؤُلَاءِ لَأُسْوَةً يُرِيدُ الْقَتْلَى فَجَرَّرُوهُ وَعَالَجُوهُ عَلَى أَنْ يَصْحَبَهُمْ فَأَبَى فَقَتَلُوهُ فَانْطَلَقُوا بِخُبَيْبٍ وَابْنِ دَثِنَةَ حَتَّى بَاعُوهُمَا بِمَكَّةَ بَعْدَ وَقْعَةِ بَدْرٍ فَابْتَاعَ خُبَيْبًا بَنُو الْحَارِثِ بْنِ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَكَانَ خُبَيْبٌ هُوَ قَتَلَ الْحَارِثَ بْنَ عَامِرٍ يَوْمَ بَدْرٍ فَلَبِثَ خُبَيْبٌ عِنْدَهُمْ أَسِيرًا فَأَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عِيَاضٍ أَنَّ بِنْتَ الْحَارِثِ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهُمْ حِينَ اجْتَمَعُوا اسْتَعَارَ مِنْهَا مُوسَى يَسْتَحِدُّ بِهَا فَأَعَارَتْهُ فَأَخَذَ ابْنًا لِي وَأَنَا غَافِلَةٌ حِينَ أَتَاهُ قَالَتْ فَوَجَدْتُهُ مُجْلِسَهُ عَلَى فَخِذِهِ وَالْمُوسَى بِيَدِهِ فَفَزِعْتُ فَزْعَةً عَرَفَهَا خُبَيْبٌ فِي وَجْهِي فَقَالَ تَخْشَيْنَ أَنْ أَقْتُلَهُ مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ ذَلِكَ وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ أَسِيرًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ خُبَيْبٍ وَاللَّهِ لَقَدْ وَجَدْتُهُ يَوْمًا يَأْكُلُ مِنْ قِطْفِ عِنَبٍ فِي يَدِهِ وَإِنَّهُ لَمُوثَقٌ فِي الْحَدِيدِ وَمَا بِمَكَّةَ مِنْ ثَمَرٍ وَكَانَتْ تَقُولُ إِنَّهُ لَرِزْقٌ مِنْ اللَّهِ رَزَقَهُ خُبَيْبًا فَلَمَّا خَرَجُوا مِنْ الْحَرَمِ لِيَقْتُلُوهُ فِي الْحِلِّ قَالَ لَهُمْ خُبَيْبٌ ذَرُونِي أَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ فَتَرَكُوهُ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قَالَ لَوْلَا أَنْ تَظُنُّوا أَنَّ مَا بِي جَزَعٌ لَطَوَّلْتُهَا اللَّهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَدًا
مَا أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا
عَلَى أَيِّ شِقٍّ كَانَ لِلَّهِ مَصْرَعِي
وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الْإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ
يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ
فَقَتَلَهُ ابْنُ الْحَارِثِ فَكَانَ خُبَيْبٌ هُوَ سَنَّ الرَّكْعَتَيْنِ لِكُلِّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ قُتِلَ صَبْرًا فَاسْتَجَابَ اللَّهُ لِعَاصِمِ بْنِ ثَابِتٍ يَوْمَ أُصِيبَ فَأَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ خَبَرَهُمْ وَمَا أُصِيبُوا وَبَعَثَ نَاسٌ مِنْ كُفَّارِ قُرَيْشٍ إِلَى عَاصِمٍ حِينَ حُدِّثُوا أَنَّهُ قُتِلَ لِيُؤْتَوْا بِشَيْءٍ مِنْهُ يُعْرَفُ وَكَانَ قَدْ قَتَلَ رَجُلًا مِنْ عُظَمَائِهِمْ يَوْمَ بَدْرٍ فَبُعِثَ عَلَى عَاصِمٍ مِثْلُ الظُّلَّةِ مِنْ الدَّبْرِ فَحَمَتْهُ مِنْ رَسُولِهِمْ فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى أَنْ يَقْطَعَ مِنْ لَحْمِهِ شَيْئًا.انتهى
فها هو الصّحابي الجليل سيّدنا خبيب بن عدي - رضي الله عنه - اجتهد في توقيت العبادة مع أنّه يدرك تمام الادراك أنّه سيموت قبل أن يعرض عمله هذا على الرسول صلى الله عليه وسلم و يقرّه عليه ؟!
قال الدكتور محمود عبود هرموش في كتابه " البدعة وأثرها في اختلاف الأمة " :
في هذا تصريح واضح بأن خبيباً اجتهد في توقيت العبادة و لم يسبق من الرسول صلى الله عليه وسلم أمر و لا فعل و هو علم أنه سيموت قبل أن يعرض عمله هذا على الرسول صلى الله عليه وسلم و مع ذلك أقدم على هذا العمل وهو يعلم أنه لن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلو أراد أحد إيقاع الصلاة في غير أوقات الكراهة التي نهى الشارع عن إيقاع الصلاة فيها فإن هذا الفعل يكون من قبيل السنة الحسنة و أما من يوقعها في أوقات النهي فإن فعله يكون من قبيل البدعة المذمومة لكونها وقعت مخالفة لهديه و سنته صلى الله عليه وسلم.انتهى
فتأمّل !
و أختم بهذا الكلام العلمي المتين للأستاذ العلامة عيسى بن عبد الله بن محمد بن مانع الحميري في بحثه القيّم " البدعة الحسنة أصل من أصول التشريع " :
الأدلة على ما قلناه كثيرة و الأمثلة وفيرة لمن طالع كتب السنة بعين التحقيق والإنصاف فسوف يرى أن سنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مواجهة البدع و المحدثات لم تكن بردها دائماً بل منها ما يقبله بل و يرتضيه و يقرره و يذكر له فضيلة عظيمة كما في الأمثلة السابقة و منها ما يرده إن كان يخالف مقاصد الشريعة ويفوت مصالحها أو يصادم نصوصها ، كإنكاره صلى الله عليه وسلم على النفر الذين سألوا عن عمله فتقالوه فشددوا على أنفسهم بصوم الدهر و اعتزال النساء و قيام الليل كله ؛ لما في ذلك من التشديد والتنطع المخالف لروح الدين اليسر الحنيف.
( فنستطيع أن نقول ) :
إنّه صلى الله عليه وسلم لم ينكر مبدأ الإحداث قطّ و إنما كان ينكر المحدثات إذا لم تتوفر فيها شروط القبول والموافقة للشرع الإسلامي الحنيف.
بل إنّنا لنلاحظ أيضاً أن الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم مع شدة حرصهم على متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله لم يفهموا من ذلك أن كل محدثة بدعة ضلالة لا ينبغي الإتيان بها بل كانوا يفعلون كما رأينا بعض مالم يكن لهم فيه نص من كتاب أو سنة إن علموا أن مقاصد الشريعة تسعه و نصوصها لا تأباه.
( فإن قال قائل ) :
إنّ ذلك جائز في حياته صلى الله عليه وسلم لأنه سيعلمه إما بإخبارهم أو بوحي من الله تعالى ، فإن كان هدىً أقره ، و إن كان ضلالة رده ، أما بعد حياته صلى الله عليه وسلم و انقطاع الوحي فذلك غير جائز !
( قلنا ) :
إنّ من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم من أحدث أشياء ليس له فيها نص بعينها و هو يعلم أنه لن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعد لينظر فيما فعل أهو سنة حسنة أم بدعة ضلالة و من ذلك صلاة سيدنا خبيب بن عدي رضي الله عنه ركعتين قبل أن يقتل حيث جاء في حديث البخاري : " فكان خبيب هو سن الركعتين لكل امرئ مسلم قتل صبراً "...
( أقول ) :
فهل مات سيدنا خبيب ضالاً مبتدعاً بإحداثه هاتين الركعتين قبل أن يعلم بأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقره عليهما ؟! - حاشا و كلا - بل هو المؤمن الصالح و الشهيد الكريم الـذي رد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم سلامه فقال: " وعليك السلام يا خبيب قتلته قريش ".
ثم إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان قد انتقل إلى الرفيق الأعلى و انقطع الوحي فإنّ نصوص القرآن و السنة ما زالت موجودة محفوظة و لله الحمد ، و ما زالت قواعد الشرع الحنيف و مقاصده قائمة معلومة يعرض عليها كل محدث و جديد. فإن قبل في ميزانها كان : " بدعة حسنة " و إلا فهو : " بدعة ضلالة " نبرأ إلى الله منها ، و لسنا ندّعي حسن البدعة دون ضوابط و قواعد و عرض على الكتاب و السنة.انتهى
يُراجع كتاب " السنة و البدعة " للعلامة أبو محمد عبد الله بن محفوظ بن محمد بن إبراهيم الحدّاد باعلوي الحسيني الحضرمي - رحمه الله - ؛ رئيس القضاء الشرعي بحضرموت سابقا ، فقد جمع فأوعى و أجاد و أفاد في المسألة و ما ترك زيادة لمستزيد.
يُتبع / ...
عبد الله ياسين
2009-04-09, 17:49
ليست دعوى ....فالذي يقرر بان كذا بدعة ثم يؤصل لهذه البدعة فهو عين التناقض...فلو كان للبدعة أصل ولها اصول تؤيدها كما تزعمون لما كان هناك خلاف بين السنة والبدعة إذ الجميع له اصل ؟ وكل واحد ياتي ببدعة جديدة !!!زاعما أن له أصل !!!!!
لا يوجد في أصول الشريعة ما هو ضلال ، و البدعة الضلالة هي كلّ ما لم يندرج تحت أيّ أصل من هذه الأصول و ليست البدعة الشرعية ما لم يكن في عهد سيّدنا - رسول الله صلى الله عليه و سلّم - و قد سبق ذكر كلام أهل العلم بما يغني عن الإعادة ، فكلامك هنا أخي الكريم - سامحك مولاك - فيه خلط و جلط !
ثم من أين لك أن الحافظ يقصد بها البدعة اللغوية ؟
سبق توضيح كلام الحافظ بكلام الحافظ نفسه في المشاركة رقم : 80 (http://djelfa.info/vb/showpost.php?p=869500&postcount=80)
اقرأ ما كتب هناك جيّداً !
ثم هب أنه يقصد بها البدعة اللغوية ؟ ولكن بالنظر لبدعة المولد وما فيها من أفعال وأقوال هل يقول أحد بأنها مجرد بدعة لغوية ؟ كلا والله
يبدو أنّك لم تطالع ما سبق و كتبناه فيما يخصّ فتوى الحافظ !
جاء في المشاركة رقم 80 (http://djelfa.info/vb/showpost.php?p=869500&postcount=80) :
عمل المولد بدعة بمفهومها اللّغوي لأنّه أمر أحدث على غير مثال فإذا وجد في الشرع أصلٌ يدلّ عليه فهو محمود و إن لم يوجد فهو مذموم بمعنى كونه بدعة ضلالة تمامًا كما قال سيّدنا عمر بن الخطّاب – رضي الله عنه - في قيام رمضان : " نعمت البدعة هذه " يعني أنها محدثة لم تكن. و لم يقل عاقلٌ أنّ سيّدنا عمر بن الخطّاب – رضي الله عنه - اعترف بأنّ قيام رمضان بدعة ضلالة !!!
تأمل جيد :
قال بن حجر : ولكنها مع ذلك قد اشتملت على محاسن وضدها فمن تحرى في عملها المحاسن وتجنب ضدها كان بدعة حسنة وإلا فلا.
ماذا تعني ولكنها ؟ ولكنها وما بعدها في محل عمل مردود وعلامة رده البدعة الظاهرة عليه ....فقد أقر الحافظ كونه بدعة ثم استدرك بلكن ؟ وعلى مذهب من نتبعه ان استدراكه ذلك يناقض اقراره الأول وأن مارآه رحمه الله من محاسن فهذه وجهة نظره وزلة منه بلا شك ونحن ولله الحمد لا نبني ديننا على الزلات
( بالله عليك ) :
كيف صحّ في ذهنك أن يفتي حافظ الدّنيا لأمة الاسلام باستحباب عمل البدع الشرعية المذمومة ؟!!!
كيف استقام في عقلك أن يعترف مثل الحافظ ابن حجر العسقلاني بضلال عمل المولد ثمّ يُفتي للأمة باستحباب الاتيان بهذا الضلال بلهُ يستخرج لهذا الضلال أصلاً من الشريعة ؟!!!
فهمك لكلام الحافظ عجيب غريب مُريب !
يا أخي الكريم كلام الحافظ يعني كلّ بدعة لغوية فهي إمّا مذمومة و إمّا محمودة و هو المقصود الواضح من صدر كلام الحافظ لأنّ سياق كلامه يدلُّ على أنّه - رحمه الله - يتكلّم عن عدم ثبوت عمل المولد عند الرّعيل الأوّل حيث قال : { أَصْلُ عَمَلِ الْمَوْلِدِ بِدْعَةٌ لَمْ يُنْقَلْ عَنْ أَحَدٍ مِنْ السَّلَفِ الصَّالِحِ مِنْ الْقُرُونِ الثَّلَاثَةِ } فالحافظ يقرّر أنّ عمل المولد بدعة من حيث اللّغة بمعنى أنّه لم يكن لها سابق في عهد السّلف لهذا قال : { لَمْ يُنْقَلْ عَنْ أَحَدٍ مِنْ السَّلَفِ الصَّالِحِ مِنْ الْقُرُونِ الثَّلَاثَةِ } و لم يقل - رحمه الله - أنّ عمل المولد : { لا أصل له في الشريعة } بمعنى كونه بدعة شرعية.
فالحافظ يقرّر بأنّ عمل المولد لم ينقل فعله عن أحدٍ من السّلف يعني تمامًا كما ذكر هو - رحمه الله - في الفتح عند تعريف البدعة اللّغوية : الْبِدْعَة فِي عُرْف الشَّرْع مَذْمُومَة بِخِلَافِ اللُّغَة : فَإِنَّ كُلّ شَيْء أُحْدِث عَلَى غَيْر مِثَال يُسَمَّى بِدْعَة سَوَاء كَانَ : مَحْمُودًا أَوْ مَذْمُومًا.انتهى
أمّا البدعة الشرعية فهي عند الحافظ : { كلّ ما ليس له أصل في الشريعة } و ليس : { ما لم ينقل فعله عن السلف - بدعة من حيث اللغة - } حتى يكون لفهمك معنًى ! ؛ قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح :
" الْمُحْدَثَات " بِفَتْحِ الدَّالّ جَمْع مُحْدَثَة وَالْمُرَاد بِهَا مَا أُحْدِث , وَ لَيْسَ لَهُ أَصْل فِي الشَّرْع وَيُسَمَّى فِي عُرْف الشَّرْع " بِدْعَة " وَ مَا كَانَ لَهُ أَصْل يَدُلّ عَلَيْهِ الشَّرْع فَلَيْسَ بِبِدْعَةٍ.انتهى
فتأمّل !
أحيلك مرة اخرى الى المشاركة رقم 80 (http://djelfa.info/vb/showpost.php?p=869500&postcount=80)
فهذه هي مصادرالتشريع المُجمع عليها و لا يوجد فيها تروكات سيّد الخلق صلوات ربي و سلامه عليهفما بالك بتروك سادتنا الصحابة رضوان الله عليهم ،فكلّمُحدث و ان لم يكن في الصدر الأول فيجب أن يعرض على أدلة الشرع و منه يُستبط الحكمالشرعي في المسألة.
الترك انواع فما فعله عليه الصلاة والسلام فعلناه وماتركه تركناه فتركه سنة كما أن فعله سنة والقاعدة المتفق عليها (أن ماتركه النبي عليه الصلاة والسلام مع قيامالمقتضى على فعله فتركه السنة وفعله بدعة مذمومة) وأكثر الغلط حاصل بسبب الغفلة عن هذه القاعدة....فهذا الذي يهمنا من أنواع الترك
وهنا نسأل هل كان المقتضي الداعي للاحتفال بالمولد في عهده عليه الصلاة والسلام قائما أم لا ؟
فإن قلتم نعم ؟ قلنا فلم تركه ؟ ألا يسعكم ما وسعه ؟
وإن قلتم لا ؟ قلنا فما المانع الذي جعله عليه الصلاة والسلام يتركه ؟ ثم كيف تفعلون شيئا تركه عليه الصلاة والسلام وكان قادرا على فعله ؟
قال الأستاذ الدكتور محمود أحمد الزين أثناء الردّ على مثل هذا الاعتراض ، كما تجده في كتابه الماتع " البيان النبوي عن فضل الاحتفال بمولد النبي " :
هذا الاعتراض لا يصح إلا إذا كان القائلون بمشروعية المولد يجعلونه " واجبا " ، أما الاستحباب فلا يصح الاعتراض عليه بهذا.
فسيّدنا عمر - رضي الله عنه - قال : إنَّ الاجتماع في التراويح على قارئ واحد أمثل - أي أفضل - و ترك ذلك سنتين من خلافته و لم يطلبه منه أحد من الصحابة و لم يقولوا : تركه أبو بكر و هو أفضل منك !!! ؛ لأنَّ الأفضلية تقتضي الفعل و لا توجبه ، و إلا لما كانت أفضلية بل تكون إلزاماً !!!
و كذلك استسقى عمر بالعبَّاس - رضي الله عنه - مع وجود أكثر العشرة المبشرين بالجنة ، و هم أفضل ، و مثل ذلك أن أهل المدينة في ولاية - أبان بن عثمان - بين : ( 76 و 83 ) قد صلُّوا التّراويح ستًا و ثلاثين ، مع وجود صغار الصحابة وكبار التّابعين ، و لم ينكروا ذلك ، ولم يقولوا لهم : إنّ الخلفاء الراشدين تركوا هذه الزيادة ، مع وجود المقتضي وهو التقرب إلى الله، و مع عدم المانع !!! ؛ و ذلك لأنّ التّرك - إذا وجد دليل قولي للاستحباب - يدلّ على عدم الوجوب و لا يدل على وجوب التّرك ، سواء كان الذي أحدثوه فاضلاً أو مفضولاً ، فالمفضول مشروع يقابله مشروع أفضل منه ، و كلاهما حق وهدى و مثله أيضا أنّ الصحابة لم يبنوا مثلا مستشفى للفقراء وقفاً لله تعالى ، مع قيام المقتضي و عدم المانع ، و قد فعل ذلك الملوك المتأخّرون عنهم ، فأقرّهم أهل العلم و قالوا : إنّه من أفضل العمل لدخوله ضمن عموم الصدقة الجارية في أقواله صلى الله عليه و سلّم ، و إن لم يوجد مثله في أفعاله فإن مقتضي وجود المستشفى للفقراء هو وجود المرضى والجرحى منهم و المال المحتاج إليه كان موجوداً لاسيّما بعد الفتوحات العظمى و ذوو الخبرة موجودون و هم الذين كانوا يعالجون الجرحى قبل وجود المستشفيات و لا مانع من إقامة المستشفى.
و كذا يقال في كل المستحبات : إنّ عدم فعلهم لها يدلّ على عدم الوجوب فقط و لا يدلّ على عدم المشروعية فإذا وجد دليل الاستحباب من أقواله أو أي دليل آخر فيستحب العمل به...انتهى
فتدبّر كلامه فإنّه جدّ نفيس...
خارج مجال الشرط ؟ نريد أدلة من الكتاب والسنة ؟ واما أفعال الرجال فليست من شرطنا وقد نبهتك على ذلك سابقا ولكن لا حياة لمن تنادي .......
نحنُ لا نحتجّ بأفعال الرّجال للتأصيل لاستحباب عمل المولد - كما سبق توضيحه - و لكن أفعال الكبار تدلّ دلالة واضحة على أنّ تحريركم لمفهوم البدعة الشرعية يخالف تمامًا فهم أئمّة المذاهب السنيّة المتّبعة ؛ فافهم !
يُتبع / ...
عبد الله ياسين
2009-04-09, 19:15
ومع ذلك لا يخلوا من تفصيل كما تقدم ؟ وإلا لو اعترض معترض بتجويز الأذان للعيدين والجنازة بأن تركه عليه الصلاة والسلام لهما ليس بدليل لكان اعتراضه صوابا ؟ أو له حظ من النظر ؟أجبني بصراحة .....على تقعيدك هذا أرى التأذين للجنازة جائز:
1-لأن مجرد الترك ليس بدليل
2-أن الترك متوقف على النهي لكي يفيد التحريم وهنا نسأل أين نهى الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام عن التأذين للجنازة ؟
أخي الكريم أصول العبادة كأحكام صلاة الجنازة من العبادات التي تعرّض لها الشارع الحكيم و حدّد هيئاتها ، فكيفيّاتها لا تعدّ ممّا تركه سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلّم ؛ فتنبّه !
فالعبادة التي حدّد كيفيّاتها الشّارع الحكيم لا علاقة لها بالتّرك اذ كيف تكون تروكاً و قد ضبطت الشريعة الغرّاء دقائقها ! فالعبادات المُحدّدة لا يجوز الزّيادة عليها لأنّه تقرّر أنّ : " السكوت في مقام البيان يُفيد الحصر " ، فأين ضوابط العبادة المُحدّدة ممّا نحن بصدد تحريره في مسألة المولد و لم يزعم عاقل يعي ما يقول ؛ أنّها عبادة ؟!!!
قال الأستاذ عيسى بن عبد الله بن محمد بن مانع الحميري في بحثه " البدعة الحسنة أصل من أصول التشريع " :
قسّم ابن تيمية ما تركه النبي صلى الله عليه وسلم قسمين :
الأول : ما تركه مع وجود المقتضي لفعله في عهده صلى الله عليه وسلم و هذا التّرك يدلّ على أنّه ليس بمصلحة و لا يجوز فعله. و يمثّل لذلك بالأذان لصلاة العيدين حيث أحدثه بعض الأمراء فمثل هذا الفعل تركه الرسول صلى الله عليه وسلم مع وجود ما يعتقد مقتضياً مما يمكن أن يستدلّ به من ابتدعه ككونه ذكر الله و دعاء للخلق إلى عبادة الله فيدخل في العمومات كقوله تعالى [ الأحزاب: 41 ] : { اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا } و قوله [ فصلت: 33 ] : { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا } و يدخل أيضاً في القياس على صلاة الجمعة.
وهذه الأمور كانت موجودة على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم فلما أمر بالأذان للجمعة و صلى العيدين بلا أذان ولا إقامة دلّ تركه على أن ترك الأذان هو السنة فليس لأحد أن يزيد في ذلك بل الزيادة فيه كالزيادة في أعداد الصلوات وأعداد الركعات أو زيادة أيام الصوم المفروضة أو شعائر الحج المطلوبة و نحو ذلك.
و الثاني : ما تركه النبي صلى الله عليه وسلم لعدم وجود ما يقتضيه لحدوث المقتضي له بعد موته صلى الله عليه وسلم و مثل هذا قد يكون مصلحة وقد يكون جائزاً.
ويمثل ابن تيمية لهذا النوع بجمع القرآن فقد كان المانع من جمعه على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم أنّ الوحي كان لا يزال ينزل فيغيّر الله ما يشاء و يحكم ما يريد فلو جمع في مصحف واحد لتعسّر أو لتعذّر تغييره في كل وقت فلما استقرّ القرآن و استقرّت الشريعة بموته صلى الله عليه وسلم أمن النّاس من زيادة القرآن و نقصه و أمنوا من زيادة الإيجاب و التحريم.انتهى بتصرف.
( أقول ) :
هذا كلام ليس بمحرّر و لا محقّق فقد اشتبهت عليه هذه المسألة كما قال الشيخ عبدالله بن الصديق بمسألة السكوت في مقام البيان.
صحيح أنّ الأذان في العيدين بدعة غير مشروعة لكن لا لأنّ النّبي صلى الله عليه وسلم تركه و إنّما لأنّه صلى الله عليه وسلم بيّن في الحديث ما يعمل في العيدين و لم يذكر الأذان فدلّ سكوته على أنّه غير مشروع.
و القاعدة : أنّ السكوت في مقام البيان يفيد الحصر ، و إلى هذه القاعدة تشير الأحاديث التي نهت عن السؤال ساعة البيان.
روى البزار عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وما أحل الله في كتابه فهو حلال وما حرم فهو حرام و ما سكت عنه فهو عفو فاقبلوا من الله عافيته فإن الله لم يكن لينسى شيئاً ثم تلا : وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا". قال البزار : إسناده صالح و صححه الحاكم.
وروى الدارقطني عن أبي ثعلبة الخشني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله فرض فرائض فلا تضيّعوها و حدّ حدوداً فلا تعتدوها و حرّم أشياء فلا تنتهكوها و سكت عن أشياء رحمة بكم من غير نسيان فلا تبحثوا عنها ".
ففي هذين الحديثين إشارة واضحة إلى القاعدة المذكورة و هي غير التّرك الذي هو محلّ بحثنا في هذه الرّسالة فخلط إحداهما بالأخرى ممّا لا ينبغي.اهـ.
و قال الدكتور عزت عطية : و ما قاله هؤلاء العلماء الأجلاّء يمكن أن نصل إليه بغير ما استدلّوا به فالأذان مثلاً خاص بالصلاة المفروضة فنقله إلى غيرها ليس له ما يبرّره و القياس لا يدخل في باب العبادات و ليس الأذان للعيدين ممّا سكت عنه الشّرع و إنّما بيّن الشّرع أحكام العيدين بما لم يترك زيادة لمستزيد فأيّ زيادة على ذلك تغيير للدّين بالزيادة.
أما جمع القرآن و نحوه فمن الأمور المصلحية و قد اكتفى الرّسول صلى الله عليه وسلم بجمعه في الصّحف على عهده بالنسبة إلى مجموع الصحابة وتداوله بينهم و إن قال بعض العلماء أو أغلبهم بجمع المصحف على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم و هكذا ما يماثله.اهـ.انتهى
فتأمّل !
يُتبع / ...
عبد الله ياسين
2009-04-09, 19:25
والله دائما تذهب بعيدا .....ولكن سأختصر لك الطريق هذه المرة....لتفهم مقصودي واضحا
سألني سائل أو سألك سائل أو سال سائل عن ادلة ما يلي فعلا او تركا ( من غير تفصيل أحكام الفعل والترك)
الصلاة
الزاكة
الصيام
الحج
صلاة الجماعة
الصدق
الصدقة
التطوع
الامر بالمعروف
النهي عن المنكر
الكذب
الربا
الغش
السرقة
الأذان
الاقامة
الوضوء
فضائل الوضوء
الذكر بعد الصلاة
الأذكار التي تقال في الصلاة
قراءة القران
طلب العلم
بر الوالدين
عقوق الوالدين
التكبر
السب
النفاق
الخيانة
.
.
.
.
.
..
والقائمة طويلة جدا
ولو طلب من احدنا ولا أبالغ إن كان تلميذا في الإبتدائي ان ياتي بأدلة واضحة وصريحة على فعل بعض ما سبق أو ترك البعض الآخر....
ولكن هل نستطيع ان نجد أدلة واضحة وصريحة لا تقبل الجدال كما تقدم في المذكورات اعلاه .
أم أننا نحفر 70 كيلومتر لنجد عشر معشار شبهة دليل ؟
انا من النوع الأول ؟
والله الموفق
أخي الكريم الأمثلة التي ذكرناها تصبّ في صلب الموضوع و عليك أن ترفع الاشكال الواقع على فهمك و ذلك ببيان موقفك من تلك المُحدثات ؛ ثمّ انّه أمامك جملة من الاشكالات تتعلّق بالبدعة و ضوابطها و غيرها من الأسئلة التي رفعناها لحضرتك - في جلّ المُشاركات السابقة - يتعيّن عليك الفصل فيها بالبيان الشافي و الجواب الكافي.
و الله يقول الحقّ و هو يهدي السّبيل
أخوكم /
مهاجر إلى الله
2009-04-10, 09:58
قال الأستاذ عيسى بن عبد الله بن محمد بن مانع الحميري في بحثه " البدعة الحسنة أصل من أصول التشريع " :
للأسف الشديد فهذا الأستاذ مانع الحميري له نصيب من اسمه وقد منعه الله الفهم السلفي المؤصل على منهاج النبوي فهو داعية للبدعة الضلالة بكل ما أوتي من قوة وما كتابه هذا إلا دليل على تخريف الرجل وما أتى فيه من قواعد فاسدة تهدم منهج السلف من أساسه...فاللهم لطفك
ومن جعل الغراب له دليلا ** يمر به على جيف الكلاب
إن السنة التقريرية تعني أن يقول أحد الصحابة قولاً أو أن يفعل فعلاً ابتداءً من نفسه دون أن يكون له سند من كتاب أو سنة يخصه بعينه ثم يبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فيسكت عنه صلى الله عليه وسلم و لا ينكره ، أو يقرره بقول منه أو فعل من جنسه أو استبشار به أو دعاء لفاعله إلى غير ذلك مما يعلم به جواز هذا الفعل أو القول ، فيصير سنة نبوية شريفة بهذا الإقرار يعلم بها جواز ما أقره له و لغيره من الأمة كما فصله و قرره علماء الشريعة الغراء.
فالناظر في هذا الكلام يعلم أن للسنة التقريرية أركاناً لا بدّ منها :
(1) إحداث أحد الصحابة الكرام شيئاً لم يكن.
(2) بلوغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم.
(3) إقراره صلى الله عليه وسلم لذلك بسكوت أو قول أو فعل أو غير ذلك.
و من هذا البيان و التفصيل تتبيّن لنا العلاقة الوثقى بين سنة الإقرار و مفهوم البدعة حيث إنّ سنة الإقرار في أصلها بدعة أحدثها الصحابي ثم بلغت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقرّ فاعلها و جوّز فعلها.
و لو أنّ " كل بدعة ضلالة في الدين " لا يجوز فعلها لأنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم كل فعل للصحابة لم يكن لهم به سند من كتاب أو سنة و لكن الناظر في سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم يعلم أنه يقرّرهم على كثير من الأفعال و الأقوال التي ابتدؤوها من أنفسهم إن كانت داخلة في عموم دليل شرعي أو راجعة إلى قاعدة شرعية.انتهى
سنكتفي بمحاولة تسليط الضوء على مثال واحد من الأمثلة السالفة الذكر و التي تدلّ دلالة واضحة على هديه صلى الله عليه و سلّم في التعامل مع ما أحدثه سادتنا الصّحابة - رضوان الله عليهم - و لم يسبق و أن حثهم عليه الشارع الحكيم بالدّليل التفصيلي لا أمراً و لا فعلاً.
روى الإمام البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِبِلَالٍ عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ يَا بِلَالُ حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الْإِسْلَامِ فَإِنِّي سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الْجَنَّةِ قَالَ مَا عَمِلْتُ عَمَلًا أَرْجَى عِنْدِي أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طَهُورًا فِي سَاعَةِ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ إِلَّا صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ مَا كُتِبَ لِي أَنْ أُصَلِّيَ
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح و هو يعدّد فوائد الحديث :
يُسْتَفَاد مِنْهُ جَوَاز الِاجْتِهَاد فِي تَوْقِيت الْعِبَادَة , لِأَنَّ بِلَالًا تَوَصَّلَ إِلَى مَا ذَكَرْنَا بِالِاسْتِنْبَاطِ فَصَوَّبَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .انتهى
فسيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم قد ترك التوقيت لهاتين الرّكعتين ، و الصّحابي الجليل سيّدنا بلال - رضوان الله عليه - لم يفهم من هذا التّرك ما فهمه المُخالف مع أنّ المقام مقام عبادة كما لا يخفى !
قال الأستاذ عيسى بن عبد الله بن محمد بن مانع الحميري :
فانظر ـ رعاك الله ـ إلى سيدنا بلال رضي الله عنه كيف أحدث عبادة لم يرد بها نص من قرآن أو أمر من رسول الله صلى الله عليه و سلم يخصّها بعينها و واظب عليها مدّة من الزّمن دون الرّجوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم و وقعت موقع القبول من الله تعالى بحيث كانت سبباً في دخوله الجنة فقد قال له صلى الله عليه وسلم ـ كما في رواية الترمذي ـ " بهما " أي : بهاتين الركعتين نلت هذه المنزلة العظيمة ، فكان ذلك إقراراً منه صلى الله عليه و سلم لسيّدنا بلال على ما أحدث و أضحت هاتان الركعتان بعد الوضوء سنة في حق الأمة كلها.انتهى
أخي الكريم " مهاجر إلى الله " :(1) حسب منطق المُخالف ؛ كان يتوجّب على سيّدنا بلال - رضي الله عنه - ألاّ يخصّص وقتًا للعبادة حتى يسأل عن هذه الزيادة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلّم ! و لمّا لم يعنّفهُ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلّم على ذلك علم أنّ الترك وحده ليس بدليل بلهُ عدم دليل واحد من الأدلة الشرعية المتبقية ، كالأدلة القولية نصًّا و استنباطاً و من الثاني زيادة سيّدنا بلال رضي الله عنه .
فما هو جوابك ؟!
(2) لماذا لم يقُل سيّدنا رسول صلى الله عليه و سلم لهذا الصّحابي الجليل : لِمَ زِدتَ في أمرنا هذا ما ليس منه ؟! و لو كان خيراً لسبقتكَ إليه ؟!
فلمّا أقرّه صلى الله عليه و سلم على استنباطه بهذه الطّريقة فهذا اقرار لأمّته كذالك على هذه الطّريقة ؛ و ان لم يكن الأمر كذلك لكان بيّن ذلك سيّدنا المُصطفى صلوات ربي و سلامه عليه.
فما هو تفسيرك ؟!
أمّا تشبتكَ بوجود سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلّم بين سادتنا الصّحابة - رضوان الله عليهم - لينظر في تلك الزيادات ، على عكس الحال بعد موته بأبي هو و أمي ؛ فكلامك مردود لأنّ سيّدنا رسول الله - صلى الله عليه و سلّم - أقرّ سيّدنا بلالاً - رضي الله عنه - :(1) على الرّكعتين و كذالك التوقيت لهما.
( و لم يقل له ) :
{ لمَ فعلتهما قبل أن تعرف الحكم التفصيلي للشرع في هذه الزيادة ؟! }
( أو ) :
{ لمَ واظبت عليها مدة من الزمن دون الرجوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! }
( أو ) :
{ أصبت حكم الله في الأمر و لكن لا ينبغي لك أن تفعل ذلك قبل أن تسألني ؟! }
( هذا و قد تقرّر في شرعنا ) : " امتناع تأخير البيان عن وقت الحاجة " ؛ فتأمّل !
(2) صلاة الصّحابي الجليل سيّدنا خبيب بن عدي - رضي الله عنه - ركعتين قبل أن يقتل ، حيث جاء في صحيح البخاري عن سيّدنا أبي هريرة قال :
بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشَرَةَ رَهْطٍ سَرِيَّةً عَيْنًا وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَاصِمَ بْنَ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيَّ جَدَّ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَانْطَلَقُوا حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْهَدَأَةِ وَهُوَ بَيْنَ عُسْفَانَ وَمَكَّةَ ذُكِرُوا لِحَيٍّ مِنْ هُذَيْلٍ يُقَالُ لَهُمْ بَنُو لَحْيَانَ فَنَفَرُوا لَهُمْ قَرِيبًا مِنْ مِائَتَيْ رَجُلٍ كُلُّهُمْ رَامٍ فَاقْتَصُّوا آثَارَهُمْ حَتَّى وَجَدُوا مَأْكَلَهُمْ تَمْرًا تَزَوَّدُوهُ مِنْ الْمَدِينَةِ فَقَالُوا هَذَا تَمْرُ يَثْرِبَ فَاقْتَصُّوا آثَارَهُمْ فَلَمَّا رَآهُمْ عَاصِمٌ وَأَصْحَابُهُ لَجَئُوا إِلَى فَدْفَدٍ وَأَحَاطَ بِهِمْ الْقَوْمُ فَقَالُوا لَهُمْ انْزِلُوا وَأَعْطُونَا بِأَيْدِيكُمْ وَلَكُمْ الْعَهْدُ وَالْمِيثَاقُ وَلَا نَقْتُلُ مِنْكُمْ أَحَدًا قَالَ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ أَمِيرُ السَّرِيَّةِ أَمَّا أَنَا فَوَاللَّهِ لَا أَنْزِلُ الْيَوْمَ فِي ذِمَّةِ كَافِرٍ اللَّهُمَّ أَخْبِرْ عَنَّا نَبِيَّكَ فَرَمَوْهُمْ بِالنَّبْلِ فَقَتَلُوا عَاصِمًا فِي سَبْعَةٍ فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ بِالْعَهْدِ وَالْمِيثَاقِ مِنْهُمْ خُبَيْبٌ الْأَنْصَارِيُّ وَابْنُ دَثِنَةَ وَرَجُلٌ آخَرُ فَلَمَّا اسْتَمْكَنُوا مِنْهُمْ أَطْلَقُوا أَوْتَارَ قِسِيِّهِمْ فَأَوْثَقُوهُمْ فَقَالَ الرَّجُلُ الثَّالِثُ هَذَا أَوَّلُ الْغَدْرِ وَاللَّهِ لَا أَصْحَبُكُمْ إِنَّ لِي فِي هَؤُلَاءِ لَأُسْوَةً يُرِيدُ الْقَتْلَى فَجَرَّرُوهُ وَعَالَجُوهُ عَلَى أَنْ يَصْحَبَهُمْ فَأَبَى فَقَتَلُوهُ فَانْطَلَقُوا بِخُبَيْبٍ وَابْنِ دَثِنَةَ حَتَّى بَاعُوهُمَا بِمَكَّةَ بَعْدَ وَقْعَةِ بَدْرٍ فَابْتَاعَ خُبَيْبًا بَنُو الْحَارِثِ بْنِ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَكَانَ خُبَيْبٌ هُوَ قَتَلَ الْحَارِثَ بْنَ عَامِرٍ يَوْمَ بَدْرٍ فَلَبِثَ خُبَيْبٌ عِنْدَهُمْ أَسِيرًا فَأَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عِيَاضٍ أَنَّ بِنْتَ الْحَارِثِ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهُمْ حِينَ اجْتَمَعُوا اسْتَعَارَ مِنْهَا مُوسَى يَسْتَحِدُّ بِهَا فَأَعَارَتْهُ فَأَخَذَ ابْنًا لِي وَأَنَا غَافِلَةٌ حِينَ أَتَاهُ قَالَتْ فَوَجَدْتُهُ مُجْلِسَهُ عَلَى فَخِذِهِ وَالْمُوسَى بِيَدِهِ فَفَزِعْتُ فَزْعَةً عَرَفَهَا خُبَيْبٌ فِي وَجْهِي فَقَالَ تَخْشَيْنَ أَنْ أَقْتُلَهُ مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ ذَلِكَ وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ أَسِيرًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ خُبَيْبٍ وَاللَّهِ لَقَدْ وَجَدْتُهُ يَوْمًا يَأْكُلُ مِنْ قِطْفِ عِنَبٍ فِي يَدِهِ وَإِنَّهُ لَمُوثَقٌ فِي الْحَدِيدِ وَمَا بِمَكَّةَ مِنْ ثَمَرٍ وَكَانَتْ تَقُولُ إِنَّهُ لَرِزْقٌ مِنْ اللَّهِ رَزَقَهُ خُبَيْبًا فَلَمَّا خَرَجُوا مِنْ الْحَرَمِ لِيَقْتُلُوهُ فِي الْحِلِّ قَالَ لَهُمْ خُبَيْبٌ ذَرُونِي أَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ فَتَرَكُوهُ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قَالَ لَوْلَا أَنْ تَظُنُّوا أَنَّ مَا بِي جَزَعٌ لَطَوَّلْتُهَا اللَّهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَدًا
مَا أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا
عَلَى أَيِّ شِقٍّ كَانَ لِلَّهِ مَصْرَعِي
وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الْإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ
يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ
فَقَتَلَهُ ابْنُ الْحَارِثِ فَكَانَ خُبَيْبٌ هُوَ سَنَّ الرَّكْعَتَيْنِ لِكُلِّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ قُتِلَ صَبْرًا فَاسْتَجَابَ اللَّهُ لِعَاصِمِ بْنِ ثَابِتٍ يَوْمَ أُصِيبَ فَأَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ خَبَرَهُمْ وَمَا أُصِيبُوا وَبَعَثَ نَاسٌ مِنْ كُفَّارِ قُرَيْشٍ إِلَى عَاصِمٍ حِينَ حُدِّثُوا أَنَّهُ قُتِلَ لِيُؤْتَوْا بِشَيْءٍ مِنْهُ يُعْرَفُ وَكَانَ قَدْ قَتَلَ رَجُلًا مِنْ عُظَمَائِهِمْ يَوْمَ بَدْرٍ فَبُعِثَ عَلَى عَاصِمٍ مِثْلُ الظُّلَّةِ مِنْ الدَّبْرِ فَحَمَتْهُ مِنْ رَسُولِهِمْ فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى أَنْ يَقْطَعَ مِنْ لَحْمِهِ شَيْئًا.انتهى
فها هو الصّحابي الجليل سيّدنا خبيب بن عدي - رضي الله عنه - اجتهد في توقيت العبادة مع أنّه يدرك تمام الادراك أنّه سيموت قبل أن يعرض عمله هذا على الرسول صلى الله عليه وسلم و يقرّه عليه ؟!
قال الدكتور محمود عبود هرموش في كتابه " البدعة وأثرها في اختلاف الأمة " :
في هذا تصريح واضح بأن خبيباً اجتهد في توقيت العبادة و لم يسبق من الرسول صلى الله عليه وسلم أمر و لا فعل و هو علم أنه سيموت قبل أن يعرض عمله هذا على الرسول صلى الله عليه وسلم و مع ذلك أقدم على هذا العمل وهو يعلم أنه لن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلو أراد أحد إيقاع الصلاة في غير أوقات الكراهة التي نهى الشارع عن إيقاع الصلاة فيها فإن هذا الفعل يكون من قبيل السنة الحسنة و أما من يوقعها في أوقات النهي فإن فعله يكون من قبيل البدعة المذمومة لكونها وقعت مخالفة لهديه و سنته صلى الله عليه وسلم.انتهى
فتأمّل !
و أختم بهذا الكلام العلمي المتين للأستاذ العلامة عيسى بن عبد الله بن محمد بن مانع الحميري في بحثه القيّم " البدعة الحسنة أصل من أصول التشريع " :
الأدلة على ما قلناه كثيرة و الأمثلة وفيرة لمن طالع كتب السنة بعين التحقيق والإنصاف فسوف يرى أن سنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مواجهة البدع و المحدثات لم تكن بردها دائماً بل منها ما يقبله بل و يرتضيه و يقرره و يذكر له فضيلة عظيمة كما في الأمثلة السابقة و منها ما يرده إن كان يخالف مقاصد الشريعة ويفوت مصالحها أو يصادم نصوصها ، كإنكاره صلى الله عليه وسلم على النفر الذين سألوا عن عمله فتقالوه فشددوا على أنفسهم بصوم الدهر و اعتزال النساء و قيام الليل كله ؛ لما في ذلك من التشديد والتنطع المخالف لروح الدين اليسر الحنيف.
( فنستطيع أن نقول ) :
إنّه صلى الله عليه وسلم لم ينكر مبدأ الإحداث قطّ و إنما كان ينكر المحدثات إذا لم تتوفر فيها شروط القبول والموافقة للشرع الإسلامي الحنيف.
بل إنّنا لنلاحظ أيضاً أن الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم مع شدة حرصهم على متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله لم يفهموا من ذلك أن كل محدثة بدعة ضلالة لا ينبغي الإتيان بها بل كانوا يفعلون كما رأينا بعض مالم يكن لهم فيه نص من كتاب أو سنة إن علموا أن مقاصد الشريعة تسعه و نصوصها لا تأباه.
( فإن قال قائل ) :
إنّ ذلك جائز في حياته صلى الله عليه وسلم لأنه سيعلمه إما بإخبارهم أو بوحي من الله تعالى ، فإن كان هدىً أقره ، و إن كان ضلالة رده ، أما بعد حياته صلى الله عليه وسلم و انقطاع الوحي فذلك غير جائز !
( قلنا ) :
إنّ من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم من أحدث أشياء ليس له فيها نص بعينها و هو يعلم أنه لن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعد لينظر فيما فعل أهو سنة حسنة أم بدعة ضلالة و من ذلك صلاة سيدنا خبيب بن عدي رضي الله عنه ركعتين قبل أن يقتل حيث جاء في حديث البخاري : " فكان خبيب هو سن الركعتين لكل امرئ مسلم قتل صبراً "...
( أقول ) :
فهل مات سيدنا خبيب ضالاً مبتدعاً بإحداثه هاتين الركعتين قبل أن يعلم بأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقره عليهما ؟! - حاشا و كلا - بل هو المؤمن الصالح و الشهيد الكريم الـذي رد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم سلامه فقال: " وعليك السلام يا خبيب قتلته قريش ".
ثم إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان قد انتقل إلى الرفيق الأعلى و انقطع الوحي فإنّ نصوص القرآن و السنة ما زالت موجودة محفوظة و لله الحمد ، و ما زالت قواعد الشرع الحنيف و مقاصده قائمة معلومة يعرض عليها كل محدث و جديد. فإن قبل في ميزانها كان : " بدعة حسنة " و إلا فهو : " بدعة ضلالة " نبرأ إلى الله منها ، و لسنا ندّعي حسن البدعة دون ضوابط و قواعد و عرض على الكتاب و السنة.انتهى
يُراجع كتاب " السنة و البدعة " للعلامة أبو محمد عبد الله بن محفوظ بن محمد بن إبراهيم الحدّاد باعلوي الحسيني الحضرمي - رحمه الله - ؛ رئيس القضاء الشرعي بحضرموت سابقا ، فقد جمع فأوعى و أجاد و أفاد في المسألة و ما ترك زيادة لمستزيد.
يُتبع / ...
عندما يسبح عبد الله ياسين ضد التيار
يأتي بكلام منهار....
استشكالك لِمَ فعل الصحابي شيئا لم يأمر به الشرع مردود بموقف الرسول صلى الله عليه وسلم له إما اقرارا وإما انكارا ولا نقيس على أفعالهم ما نبتدعه نحن اليوم...لأنه لا يوجد نبي يقرنا على ما نأتي به ونحدثه بخلاف الصحابة ...ولا أدري هل انكارك لهذه الحقيقة والجزئية مكابرة منك أم جهل بها ام ماذا ؟
وأنقل لك من كلامك ما يرد على بعضه على بعض :
إن السنة التقريرية تعني أن يقول أحد الصحابة قولاً أو أن يفعل فعلاً ابتداءً من نفسه دون أن يكون له سند من كتاب أو سنة يخصه بعينه ثم يبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فيسكت عنه صلى الله عليه وسلم و لا ينكره ، أو يقرره بقول منه أو فعل من جنسه أو استبشار به أو دعاء لفاعله إلى غير ذلك مما يعلم به جواز هذا الفعل أو القول ، فيصير سنة نبوية شريفة بهذا الإقرار يعلم بها جواز ما أقره له و لغيره من الأمة كما فصله و قرره علماء الشريعة الغراء.
فالناظر في هذا الكلام يعلم أن للسنة التقريرية أركاناً لا بدّ منها :
(1) إحداث أحد الصحابة الكرام شيئاً لم يكن.
(2) بلوغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم.
(3) إقراره صلى الله عليه وسلم لذلك بسكوت أو قول أو فعل أو غير ذلك.
و من هذا البيان و التفصيل تتبيّن لنا العلاقة الوثقى بين سنة الإقرار و مفهوم البدعة حيث إنّ سنة الإقرار في أصلها بدعة أحدثها الصحابي ثم بلغت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقرّ فاعلها و جوّز فعلها.
أقول :
لا حظ جيدا ما هو بالأحمر يهدم كلامك واستدلاك لبدعة المولد من أقركم أي نبي أقركم ؟
تلك الأفعال التي فعلها الصحابة أقرهم عليها نبي الأمة صلوات ربي وسلامه عليه وهو لا يقر خطأ
وهذا المولد لم يحدثه صحابي وسمعنا بأن النبي عليه الصلاة والسلام سكت عنه وأقره ؟
وإنما اول من أحدثه الخبثاء الفاطميون لا رحم الله فيهم مغرز ابرة
فبالله عليكم ولا تقلي إن كلامي مكرر ؟
من أقركم على بدعة المولد ؟
عبد الله ياسين
2009-04-10, 11:01
الأخ الكريم " مهاجر إلى الله " قُلت :
للأسف الشديد فهذا الأستاذ مانع الحميري له نصيب من اسمه وقد منعه الله الفهم السلفي المؤصل على منهاج النبوي فهو داعية للبدعة الضلالة بكل ما أوتي من قوة وما كتابه هذا إلا دليل على تخريف الرجل وما أتى فيه من قواعد فاسدة تهدم منهج السلف من أساسه...فاللهم لطفك
ومن جعل الغراب له دليلا ** يمر به على جيف الكلاب
هذه ليست طريقة للحوار و لا اخالك تنكر ذلك !
نصحتك كذا مرة عملاً بشريعتنا ، أن تغيّر لهجتك و أنتَ تحاور مُخالفيك و يبدو أنّ العادة تغلب العبادة !
الشيخ الحميري عضّد بحثه بأقوال و تحقيقات كبار أهل العلم و يمكنك الرجوع الى كتابه لتعلم من ينفخُ في الهواء و ينقش على الماء هو ام أنتَ ! و العاقل يُقابل الحجة بالحجة و ينطح الدّليل بالدّليل !
فهل سينطبق اتّهامك الباطل للشيخ الحميري ؛ على كل جمهرة علماء الاسلام الذين قرّروا ما قرّره الشيخ فـ : " الحكم يدور مع العلّة وجوداً و عدماً " كما هو مُقرّر ؟!
سامحك مولاك على إلقاء الكلام على عواهنه !
قال الله عزّ و جل [ سورة البقرة : 83 ] : { وَ قُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً } ، صدق الله العظيم
قال الإمام القرطبي المالكي رحمه الله في تفسيره :
وَهَذَا كُلّه حَضّ عَلَى مَكَارِم الْأَخْلَاق , فَيَنْبَغِي لِلْإِنْسَانِ أَنْ يَكُون قَوْله لِلنَّاسِ لَيِّنًا وَوَجْهه مُنْبَسِطًا طَلْقًا مَعَ الْبَرّ وَ الْفَاجِر , وَالسُّنِّيّ وَ الْمُبْتَدِع , مِنْ غَيْر مُدَاهَنَة , وَمِنْ غَيْر أَنْ يَتَكَلَّم مَعَهُ بِكَلَامٍ يَظُنّ أَنَّهُ يُرْضِي مَذْهَبه ; لِأَنَّ اللَّه تَعَالَى قَالَ لِمُوسَى وَهَارُون : " فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا " [ طَه : 44 ] . فَالْقَائِل لَيْسَ بِأَفْضَل مِنْ مُوسَى وَهَارُون , وَالْفَاجِر لَيْسَ بِأَخْبَث مِنْ فِرْعَوْن , وَقَدْ أَمَرَهُمَا اللَّه تَعَالَى بِاللِّينِ مَعَهُ . وَقَالَ طَلْحَة بْن عُمَر : قُلْت لِعَطَاءٍ إِنَّك رَجُل يَجْتَمِع عِنْدك نَاس ذَوُو أَهْوَاء مُخْتَلِفَة , وَأَنَا رَجُل فِيَّ حِدَّة فَأَقُول لَهُمْ بَعْض الْقَوْل الْغَلِيظ , فَقَالَ : لَا تَفْعَل ! يَقُول اللَّه تَعَالَى : " وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا " . فَدَخَلَ فِي هَذِهِ الْآيَة الْيَهُود وَالنَّصَارَى فَكَيْف بِالْحَنِيفِيِّ .انتهى
لستَ أخي الكريم خيراً من سيّدنا موسى عليه الصّلاة و السّلام و على نبيّنا و ليس مُخالفك شرّاً من فرعون ؛ فهدّئ من حدّتك و اضبط لسانك و لا تطلق العنان لغضبك.
قال ربّنا [ سورة الإسراء ] : { وَ قُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا (53) رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً (54) } ، صدق الله العظيم
قال الإمام ابن باديس رحمه الله [ " ابن باديس حياته و آثاره " ؛ جمع و دراسة الدكتور عمّار الطّالبي ؛ الجزء الثاني صفحة 283-284 ] :
و التي هي أحسن : هي الكلمة الطيّبة و المقالة التي هي أحسن من غيرها فيعم ذالك ما يكون من الكلام في التخاطب العادي بين الناس حتى ينادي بعضهم بعضاً بأحب الأسماء إليه .
و ما يكون من البيان العلمي فيختار أسهل العبارات و أقربها للفهم حتى لا يحدث الناس بما لا يفهمون ، فيكون عليهم حديثه فتنة و بلاء .
و ما يكون من الكلام في مقام التنازع و الخصام فيقتصر على ما يوصله الى حقه في حدود الموضوع المتنازع فيه ، دون أذاية لخصمه و لا تعرض لشأن من شؤونه الخاصة به.
و ما يكون من باب إقامة الحجة و عرض الأدلة ، فيسوقها بأجلى عبارة و أوقعها في النفس ، خالية من السب و القدح ، و من الغمز و التعريض ، و أدنى تلميح الى شئ قبيح.
و هذا يطالب به المؤمنون سواء كان ذالك فيما بينهم أو بينهم و بين غيرهم .
و قد جاء في الصحيح : "أنّ رهطاً من اليهود دخلوا على النبي - صلى الله عليه و آله و سلم - فقالوا : السام عليكم ، ففهمتها عائشة رضي الله عنها فقالت : و عليكم السام و اللعنة . فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم : مهلاً يا عائشة ، إنّ الله يحب الرفق في الأمر كلّه. فقالت : ألم تسمع ما قالوا ؟ فقال : قد قلت : وعليكم".
فكان الرد عليهم بمثل قولهم بأسلوب العطف على كلامهم ، وهو قوله : و عليكم ، أحسن من الرد عليهم باللعنة . فقال - صلى الله عليه و آله و سلم - القولة التي هي أحسن ، و هذا هو أدب الإسلام للمسلمين مع جميع الناس.
و أفاد قوله تعالي : " أحسن " بصيغة اسم التفضيل أنّ علينا أن نتخيّر في العبارات الحسنة فننتقي أحسنها في جميع ما تقدم من أنواع مواقع الكلام .
فحاصل هذا التأديب الرباني هو اجتناب الكلام السئ جملة و الإقتصار على الحسن ، و انتقاء واختيار الأحسن من بين ذالك الحسن . و هذا يستلزم استعمال العقل و الروية عند كل كلمة تقال ، و لو كلمة واحدة :
فرُبَّ كلمة واحدة أوقدت حرباً ، وأهلكت شعباً ، أو شعوباً.
ورُبَّ كلمة واحدة أنزلت أمناً ، وأنقذت أمة أو أمماً .
و قد بيّن لنا النبي - صلى الله عليه و آله و سلم - مكانة الكلمة الواحدة من الأثر في قوله : ( الكلمة الطيّبة صدقة ، واتقوا النّار و لو بكلمة طيّبة )
و هذا الأدب الإسلامي - و هو التروي عند القول و اجتناب السيّء واختيار الأحسن - ضروري لسعادة العباد و هنائهم . و ما كثرت الخلافات و تشعّبت الخصومات و تنافرت المشارب و تباعدت المذاهب حتى صار السلم عدو المسلم ، و النبي - صلى الله عليه و آله و سلم - يقول : " المسلم أخو المسلم " إلا بتركهم هذا الأدب و تركهم للتروي عند القول و التعمّد للسيّء بل للأسوأ في بعض الأحيان.انتهى
و قال بعدها رحمه الله برحمته الواسعة [ نفس المصدر ؛ الجزء الثاني صفحة 285-286 ] :
أقوى الأحوال مظنة لكلمة السوء هي حالة المناظرة و المجادلة .
و أقرب ما تكون الى ذالك اذا كان الجدال في أمر الدين و العقيدة ، فما أكثر ما يضلل بعض بعضاً أو يفسقه أو يكفره ، فيكون ذالك سبباً لزيادة شقة الخلاف اتّساعاً ، و تمسّك كلّ برأيه و نفوره من قول خصمه . دع ما يكون عن ذالك من البغض و الشر .
فذكّر الله تعالى عباده بأنّه هو العالِم ببواطن خلقه و سرائراهم و عواقب أمرهم ، فيرحم من يشاء و يعذب من يشاء بحكمته و عدله :
فلا يقطع لأحد بأنه من أهل النّار لجهل العاقبة سواء كان من أهل الكفر أو كان من أهل الفسق أو كان من أهل الإبتداع.
كما لا يقطع لأحد بالجنة كذالك ، إلاّ من جاء النص بهم.
فلا يقال للكافر عند دعوته أو مجادلته إنك من أهل النار ، لكن تذكر الأدلة على بطلان الكفر و سوء العاقبة.
و لا يقال للمبتدع : يا ضال ، و إنما تبيّن البدعة و قبحها .
و لا يقال لمرتكب الكبيرة : يا فاسق ، ولكن يبيّن قبح تلك الكبيرة و ضررها و عظم إثمها .
فتقبح القبائح و الرذائل في نفسها و تجتنب أشخاص مرتكبيها.
إذ رُبّ شخصٍ هو اليوم من أهل الكفر و الضلال ، تكون عاقبته الى الخير و الكمال . و رُبّ شخص هو اليوم من أهل الإيمان ينقلب - و العياذ بالله تعالى - على عقبه في هاوية الوبال.
و خاطب الله تعالى نبيّه - صلى الله عليه و سلّم - أنه لم يرسله وكيلاً على الخلق حفيظاً عليهم كفيلاً بأعمالهم .
فما عليه الا تبليغ الدعوة و نصرة الحق بالحق و الهداية و الدلالة الى دين الله و صراطه المستقيم.
خاطبه بهذا ليؤكد لخلقه ما أمرهم به من قول التي هي أحسن ، للموافق و المخالف.
فلا يحملنّهم بغض الكفر و المعصية على السوء في القول لأهلها ، فإنما عليهم تبليغ الحق كما بلّغه نبيّهم صلى الله عليه و سلّم .
ولن يكون أحدٌ أحرص منه على تبليغه ، فحسبهم أن يكونوا على سنّته و هديه ، أحيانا الله عليهما ، و أماتنا عليهما ، وحشرنا في زمرة أهلهما آمين.انتهى
اللّهمّ آمين.
قد اطلت نوعا ما في هذه النّقطة بالذات لانّها الدّعامة التي تثمّن الحوار الهادف.
نسأل الله لنا و لكم التحلّي بآداب القرآن.
أخوكم /
مهاجر إلى الله
2009-04-10, 12:08
الأخ الكريم " مهاجر إلى الله " قُلت :
هذه ليست طريقة للحوار و لا اخالك تنكر ذلك !
نصحتك كذا مرة عملاً بشريعتنا ، أن تغيّر لهجتك و أنتَ تحاور مُخالفيك و يبدو أنّ العادة تغلب العبادة !
الشيخ الحميري عضّد بحثه بأقوال و تحقيقات كبار أهل العلم و يمكنك الرجوع الى كتابه لتعلم من ينفخُ في الهواء و ينقش على الماء هو ام أنتَ ! و العاقل يُقابل الحجة بالحجة و ينطح الدّليل بالدّليل !
فهل سينطبق اتّهامك الباطل للشيخ الحميري ؛ على كل جمهرة علماء الاسلام الذين قرّروا ما قرّره الشيخ فـ : " الحكم يدور مع العلّة وجوداً و عدماً " كما هو مُقرّر ؟!
سامحك مولاك على إلقاء الكلام على عواهنه !
قال الله عزّ و جل [ سورة البقرة : 83 ] : { وَ قُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً } ، صدق الله العظيم
قال الإمام القرطبي المالكي رحمه الله في تفسيره :
وَهَذَا كُلّه حَضّ عَلَى مَكَارِم الْأَخْلَاق , فَيَنْبَغِي لِلْإِنْسَانِ أَنْ يَكُون قَوْله لِلنَّاسِ لَيِّنًا وَوَجْهه مُنْبَسِطًا طَلْقًا مَعَ الْبَرّ وَ الْفَاجِر , وَالسُّنِّيّ وَ الْمُبْتَدِع , مِنْ غَيْر مُدَاهَنَة , وَمِنْ غَيْر أَنْ يَتَكَلَّم مَعَهُ بِكَلَامٍ يَظُنّ أَنَّهُ يُرْضِي مَذْهَبه ; لِأَنَّ اللَّه تَعَالَى قَالَ لِمُوسَى وَهَارُون : " فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا " [ طَه : 44 ] . فَالْقَائِل لَيْسَ بِأَفْضَل مِنْ مُوسَى وَهَارُون , وَالْفَاجِر لَيْسَ بِأَخْبَث مِنْ فِرْعَوْن , وَقَدْ أَمَرَهُمَا اللَّه تَعَالَى بِاللِّينِ مَعَهُ . وَقَالَ طَلْحَة بْن عُمَر : قُلْت لِعَطَاءٍ إِنَّك رَجُل يَجْتَمِع عِنْدك نَاس ذَوُو أَهْوَاء مُخْتَلِفَة , وَأَنَا رَجُل فِيَّ حِدَّة فَأَقُول لَهُمْ بَعْض الْقَوْل الْغَلِيظ , فَقَالَ : لَا تَفْعَل ! يَقُول اللَّه تَعَالَى : " وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا " . فَدَخَلَ فِي هَذِهِ الْآيَة الْيَهُود وَالنَّصَارَى فَكَيْف بِالْحَنِيفِيِّ .انتهى
لستَ أخي الكريم خيراً من سيّدنا موسى عليه الصّلاة و السّلام و على نبيّنا و ليس مُخالفك شرّاً من فرعون ؛ فهدّئ من حدّتك و اضبط لسانك و لا تطلق العنان لغضبك.
قال ربّنا [ سورة الإسراء ] : { وَ قُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا (53) رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً (54) } ، صدق الله العظيم
قال الإمام ابن باديس رحمه الله [ " ابن باديس حياته و آثاره " ؛ جمع و دراسة الدكتور عمّار الطّالبي ؛ الجزء الثاني صفحة 283-284 ] :
و التي هي أحسن : هي الكلمة الطيّبة و المقالة التي هي أحسن من غيرها فيعم ذالك ما يكون من الكلام في التخاطب العادي بين الناس حتى ينادي بعضهم بعضاً بأحب الأسماء إليه .
و ما يكون من البيان العلمي فيختار أسهل العبارات و أقربها للفهم حتى لا يحدث الناس بما لا يفهمون ، فيكون عليهم حديثه فتنة و بلاء .
و ما يكون من الكلام في مقام التنازع و الخصام فيقتصر على ما يوصله الى حقه في حدود الموضوع المتنازع فيه ، دون أذاية لخصمه و لا تعرض لشأن من شؤونه الخاصة به.
و ما يكون من باب إقامة الحجة و عرض الأدلة ، فيسوقها بأجلى عبارة و أوقعها في النفس ، خالية من السب و القدح ، و من الغمز و التعريض ، و أدنى تلميح الى شئ قبيح.
و هذا يطالب به المؤمنون سواء كان ذالك فيما بينهم أو بينهم و بين غيرهم .
و قد جاء في الصحيح : "أنّ رهطاً من اليهود دخلوا على النبي - صلى الله عليه و آله و سلم - فقالوا : السام عليكم ، ففهمتها عائشة رضي الله عنها فقالت : و عليكم السام و اللعنة . فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم : مهلاً يا عائشة ، إنّ الله يحب الرفق في الأمر كلّه. فقالت : ألم تسمع ما قالوا ؟ فقال : قد قلت : وعليكم".
فكان الرد عليهم بمثل قولهم بأسلوب العطف على كلامهم ، وهو قوله : و عليكم ، أحسن من الرد عليهم باللعنة . فقال - صلى الله عليه و آله و سلم - القولة التي هي أحسن ، و هذا هو أدب الإسلام للمسلمين مع جميع الناس.
و أفاد قوله تعالي : " أحسن " بصيغة اسم التفضيل أنّ علينا أن نتخيّر في العبارات الحسنة فننتقي أحسنها في جميع ما تقدم من أنواع مواقع الكلام .
فحاصل هذا التأديب الرباني هو اجتناب الكلام السئ جملة و الإقتصار على الحسن ، و انتقاء واختيار الأحسن من بين ذالك الحسن . و هذا يستلزم استعمال العقل و الروية عند كل كلمة تقال ، و لو كلمة واحدة :
فرُبَّ كلمة واحدة أوقدت حرباً ، وأهلكت شعباً ، أو شعوباً.
ورُبَّ كلمة واحدة أنزلت أمناً ، وأنقذت أمة أو أمماً .
و قد بيّن لنا النبي - صلى الله عليه و آله و سلم - مكانة الكلمة الواحدة من الأثر في قوله : ( الكلمة الطيّبة صدقة ، واتقوا النّار و لو بكلمة طيّبة )
و هذا الأدب الإسلامي - و هو التروي عند القول و اجتناب السيّء واختيار الأحسن - ضروري لسعادة العباد و هنائهم . و ما كثرت الخلافات و تشعّبت الخصومات و تنافرت المشارب و تباعدت المذاهب حتى صار السلم عدو المسلم ، و النبي - صلى الله عليه و آله و سلم - يقول : " المسلم أخو المسلم " إلا بتركهم هذا الأدب و تركهم للتروي عند القول و التعمّد للسيّء بل للأسوأ في بعض الأحيان.انتهى
و قال بعدها رحمه الله برحمته الواسعة [ نفس المصدر ؛ الجزء الثاني صفحة 285-286 ] :
أقوى الأحوال مظنة لكلمة السوء هي حالة المناظرة و المجادلة .
و أقرب ما تكون الى ذالك اذا كان الجدال في أمر الدين و العقيدة ، فما أكثر ما يضلل بعض بعضاً أو يفسقه أو يكفره ، فيكون ذالك سبباً لزيادة شقة الخلاف اتّساعاً ، و تمسّك كلّ برأيه و نفوره من قول خصمه . دع ما يكون عن ذالك من البغض و الشر .
فذكّر الله تعالى عباده بأنّه هو العالِم ببواطن خلقه و سرائراهم و عواقب أمرهم ، فيرحم من يشاء و يعذب من يشاء بحكمته و عدله :
فلا يقطع لأحد بأنه من أهل النّار لجهل العاقبة سواء كان من أهل الكفر أو كان من أهل الفسق أو كان من أهل الإبتداع.
كما لا يقطع لأحد بالجنة كذالك ، إلاّ من جاء النص بهم.
فلا يقال للكافر عند دعوته أو مجادلته إنك من أهل النار ، لكن تذكر الأدلة على بطلان الكفر و سوء العاقبة.
و لا يقال للمبتدع : يا ضال ، و إنما تبيّن البدعة و قبحها .
و لا يقال لمرتكب الكبيرة : يا فاسق ، ولكن يبيّن قبح تلك الكبيرة و ضررها و عظم إثمها .
فتقبح القبائح و الرذائل في نفسها و تجتنب أشخاص مرتكبيها.
إذ رُبّ شخصٍ هو اليوم من أهل الكفر و الضلال ، تكون عاقبته الى الخير و الكمال . و رُبّ شخص هو اليوم من أهل الإيمان ينقلب - و العياذ بالله تعالى - على عقبه في هاوية الوبال.
و خاطب الله تعالى نبيّه - صلى الله عليه و سلّم - أنه لم يرسله وكيلاً على الخلق حفيظاً عليهم كفيلاً بأعمالهم .
فما عليه الا تبليغ الدعوة و نصرة الحق بالحق و الهداية و الدلالة الى دين الله و صراطه المستقيم.
خاطبه بهذا ليؤكد لخلقه ما أمرهم به من قول التي هي أحسن ، للموافق و المخالف.
فلا يحملنّهم بغض الكفر و المعصية على السوء في القول لأهلها ، فإنما عليهم تبليغ الحق كما بلّغه نبيّهم صلى الله عليه و سلّم .
ولن يكون أحدٌ أحرص منه على تبليغه ، فحسبهم أن يكونوا على سنّته و هديه ، أحيانا الله عليهما ، و أماتنا عليهما ، وحشرنا في زمرة أهلهما آمين.انتهى
اللّهمّ آمين.
قد اطلت نوعا ما في هذه النّقطة بالذات لانّها الدّعامة التي تثمّن الحوار الهادف.
نسأل الله لنا و لكم التحلّي بآداب القرآن.
أخوكم /
بارك الله فيك على المداخلة ولكن ليس كما حجمت الحبة فجعلتها قبة....
مانع الحميري داعية للضلالة وخرافي قبوري صوفي غال حتى النخاع وليس هذا القاء للكلام او اتهام له بالباطل على عواهنه او فحش او....مما خطر على بالك ولكنها شهادة حق ولو شئت لنقلت إليك ما قيل عنه...وإذا عرف الشخص بفساد عقيدته ومنهجه فيجب أن يحذر ولا يوثق بعلمه ولهذا اوردت كلمتي التحذيرية منه....وإن هذا العلم دين فلينظر أحدنا عمن يأخذ دينه...وكلام السلف و أئمة الجرح قديما وحديثا في أهل البدع كثير بل وشديد ولا شك أنك تعرف بعض ما اطلقه السلف على بعض أهل البدع ممن اشتدت منهم مخالفة السنة وغرقوا في البدعة ودعوا إليها...فرماهم أهل السنة بألفظ جارحة كي يحذر منهم...وليس هذا موضوع بسطها...فالقصد هو البيان والتذكير
عبد الله ياسين
2009-04-10, 12:19
عندما يسبح عبد الله ياسين ضد التيار
يأتي بكلام منهار....
ما أسهل البناء على الهواء و إلقاء الاحكام بالاقلام !
استشكالك لِمَ فعل الصحابي شيئا لم يأمر به الشرع مردود بموقف الرسول صلى الله عليه وسلم له إما اقرارا وإما انكارا ولا نقيس على أفعالهم ما نبتدعه نحن اليوم...
وأنقل لك من كلامك ما يرد على بعضه على بعض :
إن السنة التقريرية تعني أن يقول أحد الصحابة قولاً أو أن يفعل فعلاً ابتداءً من نفسه دون أن يكون له سند من كتاب أو سنة يخصه بعينه ثم يبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فيسكت عنه صلى الله عليه وسلم و لا ينكره ، أو يقرره بقول منه أو فعل من جنسه أو استبشار به أو دعاء لفاعله إلى غير ذلك مما يعلم به جواز هذا الفعل أو القول ، فيصير سنة نبوية شريفة بهذا الإقرار يعلم بها جواز ما أقره له و لغيره من الأمة كما فصله و قرره علماء الشريعة الغراء.
فالناظر في هذا الكلام يعلم أن للسنة التقريرية أركاناً لا بدّ منها :
(1) إحداث أحد الصحابة الكرام شيئاً لم يكن.
(2) بلوغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم.
(3) إقراره صلى الله عليه وسلم لذلك بسكوت أو قول أو فعل أو غير ذلك.
و من هذا البيان و التفصيل تتبيّن لنا العلاقة الوثقى بين سنة الإقرار و مفهوم البدعة حيث إنّ سنة الإقرار في أصلها بدعة أحدثها الصحابي ثم بلغت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقرّ فاعلها و جوّز فعلها.
أقول :
لا حظ جيدا ما هو بالأحمر يهدم كلامك واستدلاك لبدعة المولد من أقركم أي نبي أقركم ؟
تلك الأفعال التي فعلها الصحابة أقرهم عليها نبي الأمة صلوات ربي وسلامه عليه وهو لا يقر خطأ
وهذا المولد لم يحدثه صحابي وسمعنا بأن النبي عليه الصلاة والسلام سكت عنه وأقره ؟
وإنما اول من أحدثه الخبثاء الفاطميون لا رحم الله فيهم مغرز ابرة
فبالله عليكم ولا تقلي إن كلامي مكرر ؟
من أقركم على بدعة المولد ؟
أقرّتنا أصول الشريعة التي لا تريد أن تحتكم لها بحجّة انتقال سيّد الخلق صلى الله عليه و سلّم الى الرّفيق الأعلى ؛ فبالله عليك كيف كان يستنبط علماء الشريعة حكم الاسلام في المسائل و المُستجدّات التى ظهرت بعد عهده صلى الله عليه و سلّم ؟! ؛ هل كانوا يتوقّفون فيها و يكتفون بالتّحريم لأنّها مسائل مُحدثة لم تعرض عليه صلى الله عليه و سلّم ليقرّهم عليها او يبث فيها حكمًا ؟!!!
كلامٌ لا علاقة لا بالتأصيل العلمي و لا بالواقع الشرعي ؛ فتأمّل !
أمّا كلامك عن سنّة الاقرار ؛ فعليك أن تبيّن لنا لمَ لم ينكر الشارع الحكيم على هؤلاء الصّحابة - رضوان الله عليهم - تلك الطّريقة في الزيادة على ما تركه سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلّم ؟!
فقد أقرّهم الشارع الحكيم على :
(1) الزيادة بعينها
و
(2) طريقة الزيادة
و قولك :
لأنه لا يوجد نبي يقرنا على ما نأتي به ونحدثه بخلاف الصحابة ...ولا أدري هل انكارك لهذه الحقيقة والجزئية مكابرة منك أم جهل بها ام ماذا ؟
تحكّم في المراد بغير دليل و هو مردود لأنّ :
(1) سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يخبر هؤلاء الصّحابة - رضوان الله عليهم - بأنّ هذه الطّريقة تصلح لمن نظر في زيادته سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ؛ و لا تصلح لغيرهم !
فسيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أقرّ الطّريقة لكلّ أمّة الاسلام و مُحاولة قصرها فقط على الصّحابة الذين عرضوا مُحدثاتهم عليه و أقرّهم عليها ؛ تحكّم بغير دليل لأنّه تقرّر : " امتناع تأخير البيان عن وقت الحاجة " ؛ فافهم !
(2) إذا انتقل سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الرفيق الأعلى و انقطع الوحي فإنّ نصوص القرآن و السنة ما زالت موجودة محفوظة و لله الحمد فيعرض كلّ مُحدث على أصول الشريعة و منه كما نصّ عليه أئمّة الاسلام : القبول أو الرّفض ؛ فتدبّر !
(3) من أقرّ الصّحابي الجليل سيّدنا خبيب بن عدي - رضي الله عنه - على سَنَّ الرَّكْعَتَيْنِ لِكُلِّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ قُتِلَ صَبْرًا ؟!
(4) من أقرّ سيّدنا الفاروق عمر بن الخطّاب - رضي الله عنه - على جمع النّاس على امام واحد في المسجد عند صلاة التراويح ؟!
...إلخ
أخي الكريم قُلتُ لك سابقًا :
أخي الكريم " مهاجر إلى الله " :(1) حسب منطق المُخالف ؛ كان يتوجّب على سيّدنا بلال - رضي الله عنه - ألاّ يخصّص وقتًا للعبادة حتى يسأل عن هذه الزيادة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلّم ! و لمّا لم يعنّفهُ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلّم على ذلك علم أنّ الترك وحده ليس بدليل بلهُ عدم دليل واحد من الأدلة الشرعية المتبقية ، كالأدلة القولية نصًّا و استنباطاً و من الثاني زيادة سيّدنا بلال رضي الله عنه .
فما هو جوابك ؟!
(2) لماذا لم يقُل سيّدنا رسول صلى الله عليه و سلم لهذا الصّحابي الجليل : لِمَ زِدتَ في أمرنا هذا ما ليس منه ؟! و لو كان خيراً لسبقتكَ إليه ؟!
فلمّا أقرّه صلى الله عليه و سلم على استنباطه بهذه الطّريقة فهذا اقرار لأمّته كذالك على هذه الطّريقة ؛ و ان لم يكن الأمر كذلك لكان بيّن ذلك سيّدنا المُصطفى صلوات ربي و سلامه عليه.
فما هو تفسيرك ؟!
لا زلنا ننتظر جوابك و تفسيرك !
و عن قولك :
لأنه لا يوجد نبي يقرنا على ما نأتي به ونحدثه بخلاف الصحابة ...ولا أدري هل انكارك لهذه الحقيقة والجزئية مكابرة منك أم جهل بها ام ماذا ؟
قُلتُ لك سابقًا :
أمّا تشبتكَ بوجود سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلّم بين سادتنا الصّحابة - رضوان الله عليهم - لينظر في تلك الزيادات ، على عكس الحال بعد موته بأبي هو و أمي ؛ فكلامك مردود لأنّ سيّدنا رسول الله - صلى الله عليه و سلّم - أقرّ سيّدنا بلالاً - رضي الله عنه - :(1) على الرّكعتين و كذالك التوقيت لهما.
( و لم يقل له ) :
{ لمَ فعلتهما قبل أن تعرف الحكم التفصيلي للشرع في هذه الزيادة ؟! }
( أو ) :
{ لمَ واظبت عليها مدة من الزمن دون الرجوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! }
( أو ) :
{ أصبت حكم الله في الأمر و لكن لا ينبغي لك أن تفعل ذلك قبل أن تسألني ؟! }
( هذا و قد تقرّر في شرعنا ) : " امتناع تأخير البيان عن وقت الحاجة " ؛ فتأمّل !
(2) صلاة الصّحابي الجليل سيّدنا خبيب بن عدي - رضي الله عنه - ركعتين قبل أن يقتل ، حيث جاء في صحيح البخاري عن سيّدنا أبي هريرة قال :
بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشَرَةَ رَهْطٍ سَرِيَّةً عَيْنًا وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَاصِمَ بْنَ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيَّ جَدَّ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَانْطَلَقُوا حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْهَدَأَةِ وَهُوَ بَيْنَ عُسْفَانَ وَمَكَّةَ ذُكِرُوا لِحَيٍّ مِنْ هُذَيْلٍ يُقَالُ لَهُمْ بَنُو لَحْيَانَ فَنَفَرُوا لَهُمْ قَرِيبًا مِنْ مِائَتَيْ رَجُلٍ كُلُّهُمْ رَامٍ فَاقْتَصُّوا آثَارَهُمْ حَتَّى وَجَدُوا مَأْكَلَهُمْ تَمْرًا تَزَوَّدُوهُ مِنْ الْمَدِينَةِ فَقَالُوا هَذَا تَمْرُ يَثْرِبَ فَاقْتَصُّوا آثَارَهُمْ فَلَمَّا رَآهُمْ عَاصِمٌ وَأَصْحَابُهُ لَجَئُوا إِلَى فَدْفَدٍ وَأَحَاطَ بِهِمْ الْقَوْمُ فَقَالُوا لَهُمْ انْزِلُوا وَأَعْطُونَا بِأَيْدِيكُمْ وَلَكُمْ الْعَهْدُ وَالْمِيثَاقُ وَلَا نَقْتُلُ مِنْكُمْ أَحَدًا قَالَ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ أَمِيرُ السَّرِيَّةِ أَمَّا أَنَا فَوَاللَّهِ لَا أَنْزِلُ الْيَوْمَ فِي ذِمَّةِ كَافِرٍ اللَّهُمَّ أَخْبِرْ عَنَّا نَبِيَّكَ فَرَمَوْهُمْ بِالنَّبْلِ فَقَتَلُوا عَاصِمًا فِي سَبْعَةٍ فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ بِالْعَهْدِ وَالْمِيثَاقِ مِنْهُمْ خُبَيْبٌ الْأَنْصَارِيُّ وَابْنُ دَثِنَةَ وَرَجُلٌ آخَرُ فَلَمَّا اسْتَمْكَنُوا مِنْهُمْ أَطْلَقُوا أَوْتَارَ قِسِيِّهِمْ فَأَوْثَقُوهُمْ فَقَالَ الرَّجُلُ الثَّالِثُ هَذَا أَوَّلُ الْغَدْرِ وَاللَّهِ لَا أَصْحَبُكُمْ إِنَّ لِي فِي هَؤُلَاءِ لَأُسْوَةً يُرِيدُ الْقَتْلَى فَجَرَّرُوهُ وَعَالَجُوهُ عَلَى أَنْ يَصْحَبَهُمْ فَأَبَى فَقَتَلُوهُ فَانْطَلَقُوا بِخُبَيْبٍ وَابْنِ دَثِنَةَ حَتَّى بَاعُوهُمَا بِمَكَّةَ بَعْدَ وَقْعَةِ بَدْرٍ فَابْتَاعَ خُبَيْبًا بَنُو الْحَارِثِ بْنِ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَكَانَ خُبَيْبٌ هُوَ قَتَلَ الْحَارِثَ بْنَ عَامِرٍ يَوْمَ بَدْرٍ فَلَبِثَ خُبَيْبٌ عِنْدَهُمْ أَسِيرًا فَأَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عِيَاضٍ أَنَّ بِنْتَ الْحَارِثِ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهُمْ حِينَ اجْتَمَعُوا اسْتَعَارَ مِنْهَا مُوسَى يَسْتَحِدُّ بِهَا فَأَعَارَتْهُ فَأَخَذَ ابْنًا لِي وَأَنَا غَافِلَةٌ حِينَ أَتَاهُ قَالَتْ فَوَجَدْتُهُ مُجْلِسَهُ عَلَى فَخِذِهِ وَالْمُوسَى بِيَدِهِ فَفَزِعْتُ فَزْعَةً عَرَفَهَا خُبَيْبٌ فِي وَجْهِي فَقَالَ تَخْشَيْنَ أَنْ أَقْتُلَهُ مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ ذَلِكَ وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ أَسِيرًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ خُبَيْبٍ وَاللَّهِ لَقَدْ وَجَدْتُهُ يَوْمًا يَأْكُلُ مِنْ قِطْفِ عِنَبٍ فِي يَدِهِ وَإِنَّهُ لَمُوثَقٌ فِي الْحَدِيدِ وَمَا بِمَكَّةَ مِنْ ثَمَرٍ وَكَانَتْ تَقُولُ إِنَّهُ لَرِزْقٌ مِنْ اللَّهِ رَزَقَهُ خُبَيْبًا فَلَمَّا خَرَجُوا مِنْ الْحَرَمِ لِيَقْتُلُوهُ فِي الْحِلِّ قَالَ لَهُمْ خُبَيْبٌ ذَرُونِي أَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ فَتَرَكُوهُ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قَالَ لَوْلَا أَنْ تَظُنُّوا أَنَّ مَا بِي جَزَعٌ لَطَوَّلْتُهَا اللَّهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَدًا
مَا أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا
عَلَى أَيِّ شِقٍّ كَانَ لِلَّهِ مَصْرَعِي
وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الْإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ
يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ
فَقَتَلَهُ ابْنُ الْحَارِثِ فَكَانَ خُبَيْبٌ هُوَ سَنَّ الرَّكْعَتَيْنِ لِكُلِّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ قُتِلَ صَبْرًا فَاسْتَجَابَ اللَّهُ لِعَاصِمِ بْنِ ثَابِتٍ يَوْمَ أُصِيبَ فَأَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ خَبَرَهُمْ وَمَا أُصِيبُوا وَبَعَثَ نَاسٌ مِنْ كُفَّارِ قُرَيْشٍ إِلَى عَاصِمٍ حِينَ حُدِّثُوا أَنَّهُ قُتِلَ لِيُؤْتَوْا بِشَيْءٍ مِنْهُ يُعْرَفُ وَكَانَ قَدْ قَتَلَ رَجُلًا مِنْ عُظَمَائِهِمْ يَوْمَ بَدْرٍ فَبُعِثَ عَلَى عَاصِمٍ مِثْلُ الظُّلَّةِ مِنْ الدَّبْرِ فَحَمَتْهُ مِنْ رَسُولِهِمْ فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى أَنْ يَقْطَعَ مِنْ لَحْمِهِ شَيْئًا.انتهى
فها هو الصّحابي الجليل سيّدنا خبيب بن عدي - رضي الله عنه - اجتهد في توقيت العبادة مع أنّه يدرك تمام الادراك أنّه سيموت قبل أن يعرض عمله هذا على الرسول صلى الله عليه وسلم و يقرّه عليه ؟!
قال الدكتور محمود عبود هرموش في كتابه " البدعة وأثرها في اختلاف الأمة " :
في هذا تصريح واضح بأن خبيباً اجتهد في توقيت العبادة و لم يسبق من الرسول صلى الله عليه وسلم أمر و لا فعل و هو علم أنه سيموت قبل أن يعرض عمله هذا على الرسول صلى الله عليه وسلم و مع ذلك أقدم على هذا العمل وهو يعلم أنه لن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلو أراد أحد إيقاع الصلاة في غير أوقات الكراهة التي نهى الشارع عن إيقاع الصلاة فيها فإن هذا الفعل يكون من قبيل السنة الحسنة و أما من يوقعها في أوقات النهي فإن فعله يكون من قبيل البدعة المذمومة لكونها وقعت مخالفة لهديه و سنته صلى الله عليه وسلم.انتهى
فتأمّل !
و أختم بهذا الكلام العلمي المتين للأستاذ العلامة عيسى بن عبد الله بن محمد بن مانع الحميري في بحثه القيّم " البدعة الحسنة أصل من أصول التشريع " :
الأدلة على ما قلناه كثيرة و الأمثلة وفيرة لمن طالع كتب السنة بعين التحقيق والإنصاف فسوف يرى أن سنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مواجهة البدع و المحدثات لم تكن بردها دائماً بل منها ما يقبله بل و يرتضيه و يقرره و يذكر له فضيلة عظيمة كما في الأمثلة السابقة و منها ما يرده إن كان يخالف مقاصد الشريعة ويفوت مصالحها أو يصادم نصوصها ، كإنكاره صلى الله عليه وسلم على النفر الذين سألوا عن عمله فتقالوه فشددوا على أنفسهم بصوم الدهر و اعتزال النساء و قيام الليل كله ؛ لما في ذلك من التشديد والتنطع المخالف لروح الدين اليسر الحنيف.
( فنستطيع أن نقول ) :
إنّه صلى الله عليه وسلم لم ينكر مبدأ الإحداث قطّ و إنما كان ينكر المحدثات إذا لم تتوفر فيها شروط القبول والموافقة للشرع الإسلامي الحنيف.
بل إنّنا لنلاحظ أيضاً أن الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم مع شدة حرصهم على متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله لم يفهموا من ذلك أن كل محدثة بدعة ضلالة لا ينبغي الإتيان بها بل كانوا يفعلون كما رأينا بعض مالم يكن لهم فيه نص من كتاب أو سنة إن علموا أن مقاصد الشريعة تسعه و نصوصها لا تأباه.
( فإن قال قائل ) :
إنّ ذلك جائز في حياته صلى الله عليه وسلم لأنه سيعلمه إما بإخبارهم أو بوحي من الله تعالى ، فإن كان هدىً أقره ، و إن كان ضلالة رده ، أما بعد حياته صلى الله عليه وسلم و انقطاع الوحي فذلك غير جائز !
( قلنا ) :
إنّ من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم من أحدث أشياء ليس له فيها نص بعينها و هو يعلم أنه لن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعد لينظر فيما فعل أهو سنة حسنة أم بدعة ضلالة و من ذلك صلاة سيدنا خبيب بن عدي رضي الله عنه ركعتين قبل أن يقتل حيث جاء في حديث البخاري : " فكان خبيب هو سن الركعتين لكل امرئ مسلم قتل صبراً "...
( أقول ) :
فهل مات سيدنا خبيب ضالاً مبتدعاً بإحداثه هاتين الركعتين قبل أن يعلم بأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقره عليهما ؟! - حاشا و كلا - بل هو المؤمن الصالح و الشهيد الكريم الـذي رد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم سلامه فقال: " وعليك السلام يا خبيب قتلته قريش ".
ثم إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان قد انتقل إلى الرفيق الأعلى و انقطع الوحي فإنّ نصوص القرآن و السنة ما زالت موجودة محفوظة و لله الحمد ، و ما زالت قواعد الشرع الحنيف و مقاصده قائمة معلومة يعرض عليها كل محدث و جديد. فإن قبل في ميزانها كان : " بدعة حسنة " و إلا فهو : " بدعة ضلالة " نبرأ إلى الله منها ، و لسنا ندّعي حسن البدعة دون ضوابط و قواعد و عرض على الكتاب و السنة.انتهى
و لا زلنا ننتظر تعقيبك !
أتمنى أن تناقش بكلام علمي رصين متين عوض الكلام عمّا تطلق عليه : المكابرة و الجهل !
نسأل الله التوفيق لنا و لكم
أخوكم /
مهاجر إلى الله
2009-04-10, 19:03
حتى لا أنسى استوقفتني هذا الفاجعة والمهزلة والله المستعان....
هذه المسألة اختلف فيها أهل العلم فهي مسألة اجتهادية ؛ و ليس هذا موضع التفصيل في الامر...راجع كتاب " ثلاث رسائل في استحباب الدعاء ورفع اليدين فيه بعد الصلوات المكتوبة لثلاثة من كبار الفقهاء المُحدّثين : الشيخ محمد هاشم التّتوي السّندي ، الشيخ أحمد بن الصّدّيق الغماري المغربي ، الشيخ محمد بن عبد الرحمن الأهدل اليمني " باعتناء العلامة عبد الفتّاح أبو غُدّة ؛ و كذالك كتاب " سباحة الفكر في الجهر بالذكر " للامام المُحدّث أبو الحسنات محمد عبد الحيّ اللّكنوي الهندي ؛ و كذالك " نتيجة الفكر في الجهر بالذكر " لخاتمة الحفّاظ جلال الدّين السّيوطي ؛ و يُستحسن أن تعرّج على ردّ الامام ابن لبّ الغرناطيّ على تلميذه الامام الشاطبيّ في هذه المسألة بالذات و قد ذكر بعضه الامام الونشريسي في كتابه الماتع " المعيار" ؛ و غيرها من المؤلفات ...
يُتبع / ...
التسبيح جهرا عقب آذان الصبح مسألة اجتهادية !!!!!!!!!
قاتل الله هذا الاجتهاد
أريد رأيك شخصيا بدل أن تحيليني على مراجع
والله لو عرضنا الأمر في قسم النقاش على الأعضاء الكرام لسمعنا منهم ما يثلج صدر كل غيور على السنة ولا شك أنهم سيجمعون على بدعيتها رغم ضحالة وضآلة علمهم الشرعي عند بعضهم...وأما صاحبنا ياسين وفقه الله للحق ونظر لاتباعه بعض التأصيلات الفاسدة المخرومة فالمسألة اجتهادية فياللعجب....أهذا هو منتهى التأصيل !!!!
أي علماء الاسلام قال بأنها اجتهادية ؟!!!!
والله ما يشك أدنى مسلم أنها بدعة شنيعة لا خير فيها....
اللهم لطفك
عبد الله ياسين
2009-04-11, 19:35
الأخ " مهاجر إلى الله " شرح الله صدرك للحقّ ؛ أودّ أن أذكّرك : (1) الحوار يدور حول " مشروعية عمل المولد " و ليس حول " مشروعية الجهر بالذكر بعد الأذان " ؛ فلا داعي لاقحام شعبان في رمضان !
(2) رفعنا على حضرتك جملة من الاشكالات تتعلّق بالبدعة و ضوابطها و كذالك أسئلة كان من المُفترض عليك أن تفصل فيها بالبيان الشافي و الجواب الكافي و للاسف لحدّ الساعة : " سمعنا جعجعةً و لم نرَ طحينًا " !
فأين أنتَ من الموضوع الرّئيس ؟!
أمّا قولك :
التسبيح جهرا عقب آذان الصبح مسألة اجتهادية !!!!!!!!!
قاتل الله هذا الاجتهاد
أريد رأيك شخصيا بدل أن تحيليني على مراجع
والله لو عرضنا الأمر في قسم النقاش على الأعضاء الكرام لسمعنا منهم ما يثلج صدر كل غيور على السنة ولا شك أنهم سيجمعون على بدعيتها رغم ضحالة وضآلة علمهم الشرعي عند بعضهم...وأما صاحبنا ياسين وفقه الله للحق ونظر لاتباعه بعض التأصيلات الفاسدة المخرومة فالمسألة اجتهادية فياللعجب....أهذا هو منتهى التأصيل !!!!
أي علماء الاسلام قال بأنها اجتهادية ؟!!!!
لازلتَ سامحك الله تعالج المسائل بمنظور واحد لدا كثرت أحكامك الجزافية على مسائل وسعتها صدور الأئمة الكبار رغم الاختلاف ؛ و للاسف جئت أنتَ لتقسم يمينًا بأنّ أدنى مسلم لا يشكّ في بطلانها و بدعيّتها !
رغم أنّه ليس موضوع بحثنا الاّ أنّي سأبيّن لك بمثالٍ واحدٍ فقط ، أنّك سامحك الله تخوض في مسائل لا تعرف حتى مذاهب أهل العلم فيها و لله في خلقه شؤون !
قال الامام العلامة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن الطرابلسي المغربي ، المعروف بالحطاب الرعيني المالكي في " مواهب الْجَلِيل فِي شَرْح مُخْتَصَر الشَّيْخ خَلِيل " :
قَالَ السَّخَاوِيُّ فِي " الْقَوْلِ الْبَدِيعِ " : أَحْدَثَ الْمُؤَذِّنُونَ الصَّلَاةَ وَالسَّلَامَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَقِبَ الْأَذَانِ لِلْفَرَائِضِ الْخَمْسِ إلَّا الصُّبْحَ وَالْجُمُعَةَ فَإِنَّهُمْ يُقَدِّمُونَ ذَلِكَ قَبْلَ الْأَذَانِ وَإِلَّا الْمَغْرِبَ فَلَا يَفْعَلُونَهُ لِضِيقِ وَقْتِهَا وَكَانَ ابْتِدَاءُ حُدُوثِهِ فِي أَيَّامِ النَّاصِرِ صَلَاحِ الدِّينِ يُوسُفَ بْنِ أَيُّوبَ وَبِأَمْرِهِ ، وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ أَنَّ أَمْرَ الصَّلَاحِ بْنِ أَيُّوبَ بِذَلِكَ كَانَ فِي أَذَانِ الْعِشَاءِ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ ، ثُمَّ إنَّ بَعْضَ الْفُقَرَاءِ زَعَمَ أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَرَهُ أَنْ يَقُولَ لِلْمُحْتَسِبِ أَنْ يَأْمُرَ الْمُؤَذِّنِينَ أَنْ يُصَلُّوا عَلَيْهِ عَقِبَ كُلِّ أَذَانٍ فَسُرَّ الْمُحْتَسِبُ بِهَذِهِ الرُّؤْيَا فَأَمَرَ بِذَلِكَ وَاسْتَمَرَّ إلَى يَوْمِنَا هَذَا ، وَ قَدْ اُخْتُلِفَ فِي ذَلِكَ ، هَلْ هُوَ مُسْتَحَبٌّ أَوْ مَكْرُوهٌ أَوْ بِدْعَةٌ أَوْ مَشْرُوعٌ ؟ وَاسْتَدَلَّ لِلْأَوَّلِ بِقَوْلِهِ : " وَافْعَلُوا الْخَيْرَ " وَمَعْلُومٌ أَنَّ الصَّلَاةَ وَالسَّلَامَ مِنْ أَجَلِّ الْقُرَبِ لَا سِيَّمَا وَقَدْ تَوَاتَرَتْ الْأَخْبَارُ عَلَى الْحَثِّ عَلَى ذَلِكَ مَعَ مَا جَاءَ فِي فَضْلِ الدُّعَاءِ عَقِبَهُ ، وَالثُّلُثِ الْأَخِيرِ وَقُرْبِ الْفَجْرِ ، وَ الصَّوَابُ أَنَّهُ : بِدْعَةٌ حَسَنَةٌ وَ فَاعِلُهُ بِحَسَبِ نِيَّتِهِ انْتَهَى.
( قُلْتُ ) - أي العلامة الحطاب - :
وَ قَدْ أَحْدَثَ بَعْضُ الْمُؤَذِّنِينَ بِمَكَّةَ بَعْدَ الْأَذَانِ الْأَوَّلِ لِلصُّبْحِ أَنْ يَقُولَ : يَا دَائِمَ الْمَعْرُوفِ يَا كَثِيرَ الْخَيْرِ يَا مَنْ هُوَ بِالْمَعْرُوفِ مَعْرُوفٌ يَا ذَا الْمَعْرُوفِ الَّذِي لَا يَنْقَطِعُ أَبَدًا ، وَذَكَرَ الْبُرْهَانُ الْبِقَاعِيُّ أَنَّهُ حَصَلَ بَيْنَ فُقَهَاءِ مَكَّةَ اخْتِلَافٌ فِي إنْكَارِ ذَلِكَ ، وَفِتْنَةٌ عَظِيمَةٌ بِحَيْثُ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ ثُمَّ إنَّهُ أُحْدِثَ فِي مِصْرَ فِي سَنَةِ إحْدَى وَسَبْعِينَ ، وَأَنْكَرَ ذَلِكَ وَبَالَغَ فِي ذَلِكَ فَأَلَّفَ فِيهِ جُزْءًا سَمَّاهُ { الْقَوْلُ الْمَعْرُوفُ فِي مَسْأَلَةِ يَا دَايِمَ الْمَعْرُوفِ } ، وَ خَالَفَهُ الْحَافِظُ السَّخَاوِيُّ وَأَلَّفَ جُزْءًا فِي الرَّدِّ عَلَيْهِ سَمَّاهُ { الْقَوْلُ الْمَأْلُوفُ فِي الرَّدِّ عَلَى مُنْكِرِ الْمَعْرُوفِ } ، وَقَالَ فِيهِ بَعْدَ كَلَامٍ كَثِيرٍ : فَعُلِمَ أَنَّ الْمُؤَذِّنَ قَدْ أَتَى بِسُنَّةٍ شَرِيفَةٍ ، وَهِيَ الدُّعَاءُ فِي هَذَا الْوَقْتِ الْمَرْجُوِّ الْإِجَابَةُ ، وَكَوْنُهُ جَهَرَ بِهِ مُلْتَحِقٌ بِالْمَوَاطِنِ الَّتِي جَاءَتْ السُّنَّةُ بِالْجَهْرِ فِيهَا فَهُوَ إنْ شَاءَ اللَّهُ سُنَّةٌ ، وَمَا ذَكَرَهُ يَعْنِي الْبِقَاعِيَّ مِنْ الْمَفْسَدَةِ فَهُوَ فَاسِدٌ كَمَا تَقَرَّرَ وَلَيْسَ بِمُنْحَطِّ الرُّتْبَةِ عَنْ التَّسْبِيحِ الَّذِي كَادَ يُسَمِّيهِ سُنَّةً انْتَهَى .
يَعْنِي مَا تَقَدَّمَ فِي قَوْلِهِ : إنَّهُ مَشْرُوعٌ ، وَأَمَّا الْمَفْسَدَةُ الَّتِي أَشَارَ إلَيْهَا الْبِقَاعِيُّ فَهُوَ أَنَّهُ يَأْتِي بِهِ مُتَّصِلًا بِالْأَذَانِ وَبِصَوْتِ الْأَذَانِ عَلَى الْمَنَارِ فَيَظُنُّ مَنْ لَا عِلْمَ عِنْدَهُ أَنَّ ذَلِكَ مِنْ الْأَذَانِ ، ثُمَّ ذَكَرَ السَّخَاوِيُّ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ الشَّافِعِيَّةِ وَغَيْرِهِمْ أَفْتَوْا بِجَوَازِ ذَلِكَ وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ أَعْلَمُ.انتهى
فالمسألة وقع فيها اختلاف بين فطاحل العلماء و بالتالي فهي محلّ اجتهاد...!
فقسمك :
والله ما يشك أدنى مسلم أنها بدعة شنيعة لا خير فيها....
مردود ليس بقول أدنى مسلم - كما تزعم ! - بل بفتاوى أئمّة كبار كالحافظ السخاوي و كفى بها شهادة !
فكيف ستفعل مع قسمك ؟!
اللهم لطفك
اللّهمّ آمين
أحسن كلمة قلتها في مُداخلتك !
أخوكم /
جمال البليدي
2009-05-20, 14:52
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبينا المصطفى وبعد:
لعلي تأخرت قليلا في التعقيب ولعل المولد قد فات ومضى ولكن هذا لا يعني السكوت عن الباطل الصراح والتلبيس الوقاح فيعذرني الإخوة وليتحلملوني فلن أطيل لأن كل ماذكره الأخ ياسين مكرر قد تم الرد عليه مرارا وتكرار لهذا سأختصر التعقيب لهذه الإعتراضات والشبهات الواهيات:
الشبهة الأولى:كثيرا ما يدندن الأخ وينقل عن مشايخه أن الإحتفال بالمولد ليس عبادة بل شعيرة والشعيرة ليست توقيفية .والجواب على هذه الشبهة من أوجه:
الوجه الأول: قولك بأن الإحتفال بالمولد شعيرة وليس عبادة قول يفتقر إلى الدليل الشرعي لأنه لا يوجد أدنى شبه بين مفهوم الشعيرة عند العلماء وبين الإحتفال بالمولد فالشعيرة كما نقلت لك تعريف العلماء تعتبر موضع العبادة فأين تعتبر المولدموضعا للعبادة؟!
أوليس العبادة هي كل فعل ينوى به التقرب إلى الله تعالى؟!
فماذا تنوون أنتم بالمولد؟!
الوجه الثاني:سلمنا لكم أن الإحتفال بالمولد عبارة عن شعيرة!لكن من قال أن الشعيرة ليست توقيفية,والنبي صلى الله عليه وسلم يقول(من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد)؟!
لوسلمنا لكم أن الشعيرة ليست توقيفية للزم من ذلك أمور عظام فقد يأتي أحدهم ويقول:
مادام الشعيرة ليست توقيفية فلماذا لا نجعل الكعبة في الجزائر على أساس أنها شعيرة ؟!
ولماذا لا نجعل الطوائف تسعة أشواط بدلا من السبعة فالشعيرة توقيفية ولا حرج!!!
و...................
وبالتالي قولك أن الشعيرة ليست توقيفية قول مخالف للدليل النقلي والعقلي.
الشبهة الثانية:قولك أن يوجد بدعة حسنة وإستشهادك ببعض أقوال أهل العلم كالشافعي وغيره.
والجواب على هذا:
الإمام الشافعي أو غيره من اهل السنة يقصدون البدعة في اللغة، وليس الإحداث في الدين، ويدل على هذا أن الإمام الشافعي نفسه يقول: "وهذا يدل على أنه ليس لأحد دون رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول إلا بالاستدلال، إلى أن قال: ولا يقول بما استحسن، فإن القول بما استحسن شيء يحدثه لا على مثال سبق". (الرسالة 504) .
وفي هذا يقول ابن رجب: "فكل من أحدث شيئاً ونسبه إلى الدين، ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه، فهو ضلالة والدين بريء منه، وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات أو الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة، وأما ما وقع في كلام السلف من استحسان بعض البدع، فإنما ذلك في البدع اللغوية لا الشرعية. فمن ذلك قول عمر رضي الله عنه لمّا جمع الناس في قيام رمضان على إمام واحد في المسجد، وخرج ورآهم يصلون كذلك، فقال: "نعمت البدعة هذه ". (جامع العلوم والحكم ص 252).
وقال الشاطبي في معرض رده على المستحسن للبدع بقول عمر رضي الله عنه، فقال: "إنما سماها بدعة باعتبار ظاهر الحال من حيث تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم، واتفق أن لم تقع في زمان أبي بكر رضي الله عنه، لأنها بدعة في المعنى" (الاعتصام 1/195
ويقول شيخ الإسلام ابن تيميةرحمه الله: "كل ما لم يشرع من الدين فهو ضلالة، وما سمي بدعة، وثبت حسنه، بأدلة الشرع فأحد الأمرين فيه لازم، إما أن يقال ليس ببدعة في الدين، وإن كان يسمى بدعة من حيث اللغة كما قال نعمت البدعة هذه". (مجموع الفتاوى 10/471 ـ 22/ 234).
الشبهة الثالثة:إستدلالك ببعض الأمور المستحدثة في عهدالسلف الصالح والخلفاء الراشدون كجمع المصحف والأذان وغيرها.والجواب:
يقول فقه الجزائر أحمد حماني رحمه الله:
فليس في البدع مستحسن لا يقبحه الشرع, بل كل بدعة فهي مقبوحة.
وأما جمع المصاحف والعلوم الشرعية والمساعدة على خدمة الشريعة فلا يصدق عليها تعريف البدعة.
بل يصدق على جمع المصاحف وكتابته أنه سنة أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بإلتزامها وحث عليها في قوله صلى الله عليه وسلم (فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين)وجمع المصاحف مما أجمع عليه الخلفاء الأربعة,شرع فيه أبو بكر وعمر وأكمله عثمان وصرح أنه لو لم يفعله قبله لفعله ,فتسميته بدعة -إذا صحت-تسمية مجازية ,كذلك جمع عمر الناس في صلاة التراويح على قارئ واحد سماه بدعة مجازا,وإلا هي سنة بقول الرسول صلى الله عليه وسلم ,وبفعله وتركها النبي صلى الله عليه وسلم شفقة على أمته أن تفرض عليهم فلما أمن الفرض أمر بها عمر, وكذلك وضع علم النحور ,فقد كان بأمر من علي بن أبي طالب لأبي الأسود الدؤلي كما هو مذكور في تاريخ النحو ,ومثل النحو غيره من العلوم العربية ,وكذلك علم أصول الدين,وعلم أصول الفقه,كل هذه لا يصدق عليها انها بدع.
فإن البدعة (عبارة عن طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشريعة بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه).
فالبدعة خاصتها انها خارجة عما رسمه الشارع,وبهذه الخاصة ينفصل عنها كل ما يظهر لبادئ الرأي أنه مخترع مما هو متعلق بالدين ,فعلم النحو ,والصرف, واللغة,وأصول الفقه,وأصول الدين وكل العلوم الخادمة للشريعة ان لم توجد في الزمان الأول,فان أصولها موجودة ,فالنحو يتوصل للنطق الصحيح لألفاظ القرآن, وبعلوم اللسان يهتدي إلى الصواب في الكتاب والسنة,وبأصول الفقه يمكن استقراء كليات الأدلة لتكون نصب عين المجتهد والطالب.
وتصنيفها على الوجه الذي صنفت عليه مخترع خقا,ولكن في الحديث ما يدل على جواز الإقدام وحتى لو سلم انه لا دليل عليه بالخصوص,فالمصلحة المرسلة تقتضيه والشرع -بجملته يدل على إعتباره- فليس ببدعة ألبتة)من كتاب الصراع بين السنة والبدعة
الشبهة الرابعة:إستدلالك بفعل بعض الصحابة وإقرار النبي صلى الله عليه وسلم لهم!!!!!
والجواب:
لايصح قياس فعل الصحابة فى العصر النبوى وقت نزول الوحى على فعلهم بعد انقطاع الوحى فالوحى كان يقر بعض ما يفعلونه ،وأحياناً لا يقر بعض مايفعلونه فكيف بمن بعدهم ،وهم أعلم الناس بسنة النبى صلى الله عليه وسلم ؟!وما كانوا يفعلونه وقت نزول الوحى ،وأقره الوحى هذا دليل على أنه من الشرع ألهمهم الله فعله ،وأقرهم النبى على فعلهم ،
ولئن أقر النبي صلى الله عليه وسلم فعل خبيب وبلال في الصلاة بعد كل وضـوء فإنه لم يقر البراء بن عازب على خطئه في الدعاء الذي علمه إياه النبي صلى الله عليه وسلم وفيه: {آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت) فقال البراء: "فجعلت استذكرهن: وبرسولك الذي أرسلت"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( وبنبيك الذي أرسلت} رواه البخاري ومسلم.
ولم يقر النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن مظعون على التبتل وسماه رهبنة، ولم يقر الصحابة الذين سألوا عن عبادةِ النبي صلى الله عليه وسلم فلما أخبروا به، كأنهم تقالوه، فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم؟
قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم: أما أنا؛ فأنا أصلي الليل أبد، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبد، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: {أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟! أما والله؛ إني لأخشاكم لله، وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي؛ فليس مني} رواه البخاري وقد مر معنا سابقاً.
فمن أين تضمنون إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لبدعكم وقد مات؟ وقد بلغكم قبل موته أن كل بدعة في الدين مردودة؟).
وكل هذا يدل على أن ما أحدثه بعض الصحابة من أمور تعبدية أصبح سنة بإقرار الرسول صلى الله عليه وسلملا بمجرد فعل الصحابة.
والثابت عندهم أن العبادة توقيفية ،واستحداثهم بعض الأفعال فى العبادة كان بإلهام من الله ،وإقرار من النبى أما بعد وفاة النبى كيف يعرف إقرار الله على الفعل التعبدى الذى لم يفعله النبى صلى الله عليه وسلم ؟ .
و
الشبهة الخامسة:إستدلالك بقياسات فاسد كاسدة .
القياس الأول:
وأصل الاجتماع لإظهار شعار المولد مندوب وقربة، وما ضم إليه من بعض الأمور المنكرات كالاختلاط المحرم مذموم ممنوع، كما يقع ذلك أحيانا عند اجتماع الناس في صلاة التراويح أو صلاة العيد في الساحات، فلا نمنع من الاجتماع لها
والجواب على هذا القياس الفاسد أن يقال:
لا بد من قياس أن يستند لدليل شرعي يؤيده وإلى فالعبرة ليس بالإجتماع على أمر حث عليه الشرع كالصلاة في المسجد والساحات وما إلى ذلك بل كلامنا يدور عن الإجتماع على أمر وفعل مبتدع لم يثبت فيه نص شرعي فقياسك هذا فاسد ويفتح باب شر عظيم لكل صاحب بدعة .
القياس الثاني:
فقياس على الأصل العام من الشريعة بالحث على إظهار شكر النعم، والحث على الصبر والسكون والكتم عند المصائب،
وكلامنا ليس عن شكر النعم ولا عن الصبر بل عن الطريقة الشرعية السنية في ذلك فهل يكون الصبر بإرتكاب البدع التي لم ينص عليها الشرع ؟!!!
وهل يكون إظهار النعم إلا بالمولد؟!
القياس الثالث:
قال الحافظ ابن حجر: ((وقد ظهر لي تخريجه على أصل ثابت، وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسألهم فقالوا: هو يوم أغرق الله فيه فرعون، ونجى موسى، فنحن نصومه شكرا لله تعالى... )) فيستفاد منه فعل الشكر لله تعالى على ما منّ به في يوم معين إسداء نعمة أو دفع نقمة، ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة، والشكر لله يحصل بأنواع العبادات كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلى هذا فينبغي أن يتحرَّى اليوم بعينه حتى يطابق قصة موسى عليه السلام في يوم عاشوراء... وأما ما يتبع ذلك من السماع واللهو وغير ذلك، فينبغي أن يقال: ما كان من ذلك مباحا بحيث يقتضى السرور بذلك اليوم، لا بأس بإلحاقه به، وما كان حراما أو مكروها فيمنع، وكذا ما كان خلاف الأولى.انتهى
والجواب:
1 – أن هذا القياس قياس فاسد ، والمستدل به قد نصب نفسه مشرعاً للأمة ، فهو يقول : شرع لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم الصيام يوم ولادته ، وشرعت لكم الاحتفال بغير الصيام .
2 – ويقتضي كذلك أن يكون شرع هذا المبتدع أكمل وأفضل من شرع النبي صلى الله عليه وسلم ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم اقتصر شرعه على الصيام كل اثنين ، والصيام قربة واحدة ، مخصوصة بيوم معين كل أسبوع .
ومخترع " المولد " توسع في القربات ، ولم يخصها بنوع واحد ، بل شمل أكثر من قربة وطاعة ، كقراءة القرآن والذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ودراسة السيرة وإطعام الطعام .
كما توسع في الزمان ، فلم يقتصر على يوم واحد في الأسبوع ، بل إن شاء فعل " المولد " كل أسبوع ، وإن شاء فعله كل عام في يوم معين أو في غيره من شهر ربيع الأول ، وإن شاء فعل ذلك في أي وقت بسبب أو من غير سبب .
3 – ونقول أيضاً : إن في هذا الاحتفال ، الذي يجعله كثير من الناس " عيداً " ، مناقضة صريحة لما سنه النبي صلى الله عليه وسلم ، فإنه سن فيه الصوم ، والعيد يخالف الصوم ويعارضه ، ولهذا حرم صوم يومي العيدين ، الفطر والأضحى ، وكذلك أيام التشريق لأنها أيام عيد ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم (( أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله )) رواه مسلم [ 1141 ] .
ولأن يوم الجمعة هو عيد الأسبوع فإنه نهي عن إفراده بالصوم . رواه البخاري ومسلم [ انظر جامع الأصول 6/ 359 ] .
4 – ثم نقول كذلك ، إنه يلزم على هذا أن ينظر في كل ما شرعه النبي صلى الله عليه وسلم وسنه لأمته ، مما كان له سبب ، فيقاس عليه عبادة أخرى من أجل ذلك السبب .
فأصل الطواف بالبيت إنما شرع لسبب ما حصل من بناء إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام للبيت ، والصلاة خلف المقام ، لأنه الحجر الذي رقى عليه إبراهيم عليه السلام ، فهذا سببه في الأصل ، وقد سنَّ النبي صلى الله عليه وسلم للأمة الطواف بالبيت والصلاة خلف المقام .
وأصل السعي بين الصفا والمروة إنما كان بسبب ما حصل من هاجر حين سعت بينهما طلباً للغوث ، ثم سنه النبي صلى الله عليه وسلم للأمة في الحج والعمرة .
فلا يصح أن يبتدع أحد بدعاً في ذلك المكان نظراً للسبب الأول ، بل يقتصر على ما سنه النبي صلى الله عليه وسلم لأمته ولا يقيس عليه .
ثم إن الطواف والسعي يختلفان في بعض الشروط والأحكام ، مع أن سببهما في الأصل ما ذكر من أمر إبراهيم عليه السلام وهاجر ، لكننا التزمنا بعد ذلك بما سنه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في العبادتين من سنن من غير زيادة ولا نقصان .
فالطواف مشروع في كل وقت ، ولا يشترط له الإحرام بالعمرة أو الحج ، والطهارة واجبة فيه ، بخلاف السعي ، فإنه لا يشرع إلا في حج أو عمرة ، ولا تجب له الطهارة .
وقل مثل ذلك فيما روي من أسباب شرع من أجلها بعض المناسك ، كرمي الجمار والهدي والأضحية ، فالذي شرع لنا منه هو ما سنه النبي صلى الله عليه وسلم ، دون النظر إلى السبب الذي من أجله شرع .
ومعلوم بالضرورة أن الزيادة على تلك المناسك المشروعة : كاسـتلام الحجر أو تقبيله ، والتكبير عند كل طواف ، والرمل في الأشواط الثلاثة الأولى للمحرم ، في طواف القدوم أو طواف العمرة ، ثم الصلاة ركعتين خلف المقام ، والإسراع بين العلمين في السعي ، ورمي الجمرات بالحصى بعدد معين والهدي في الأيام المعلومات ... الخ ، معلوم أن الزيادة على ذلك مما لم يسنه النبي صلى الله عليه وسلم في الكيفية أو العدد أو الزمان أو المكان ، يعد من البدع المتفق على تحريمها ومنعها ، فكيف بمن قاس على تلك السنن المشروعة بدعاً متعلقة بعبادات أخرى محتجاً بأصل السبب ؟
5 – واعتبر بتفضيل يوم الجمعة واختياره عيداً لهذه الأمة ، فقد ذكر أن من أسباب ذلك أنه " فيه خُلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها ... " الحديث . رواه مسلم وغيره. انظر جامع الأصول [ 9/266 ] .
وقد شرع في هذا اليوم العظيم شرائع وسنن كالصلاة والخطبة وقراءة سورة الكهف وكثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، وتحري ساعة الإجابة ، التي قيل إنها وقت الخطبة ، وقيل آخر ساعة من اليوم . فلو ابتدع رجل قربات أخرى ، قياساً على ذلك المشروع ، كالصيام أو الذكر بهيئة مخصوصة ، أو الصلاة قبل الجمعة بعدد معين أو غير ذلك ، أو احتفل بذكر سيرة آدم وقراءة ما ورد عنه من الفضائل في القرآن والسنة ، لكان ذلك من المحدثات المنكرات . ولا ريب أن خلق آدم من نعمة الله على الخلق ، لأنه أبو البشر ، وأصل النوع الإنساني ، كما أنه أول الأنبياء ، فالفرح بيوم خلقه نظير الفرح بيوم ولادة غيره من الأنبياء الذين هم من ذريته .
الشبهة السادسة:أنه ليس كل أمر محدث بدعة
والجواب:
المحدث قسمان:
1-محدث في الدين فهذا لا شك أنه بدعة لقول النبي صلى الله عليه وسلم((من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد) فدل قوله(في أمرنا هذا) أي في ماليس له أصل في الشرع ولم يقم به الخلفاء الراشدون المهديون وبالتالي يخرخ جمع المصاحف والآذان وغيرها .
2-محدث في العادات كالسيارات وأجهزة الإعلام فهذه الأصل فيها الإباحة إلا بدليل ويخرج منها المولد .
الشبهة السابعة:كثرةدندنة حول مسألة ترك النبي صلى الله عليه وسلم للفعل هل يقتضي الوجوب أم لا؟والجواب:كان مقتضاه وموجبه موجوداً في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم أو السلف ولم يمنع منه مانع فإن تركه مقصود وفعله بدعة ، ومقتضى الاحتفال بالمولد النبوي موجود وهو الفرح بالرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا مانع منه , فلما تركوه مع ذلك دل على أنه بدعة .
وقد تقدم كلام الإمام الشاطبي في هذا .
ويقول المقريزي:فما لهؤلاء المبتدعة اليوم يجزمون بتجويز أشياء مع المبالغة في مدحها و الدفاع عن شرعيتها بلا دليل إلا دعواهم أنّ ترك النبي صلّى الله عليه وآله وسلم لها يفيد جوازها وهذا أعظم دليل على حرمتها لأن الدين قد تم و لم يترك لكل ذي هوى شيئا يزيده بهواه فهم بتحليلهم لهذه البدع داخلون في عموم الآية المذكورة.
نماذج من الترك:
هذه نماذج لأشياء لم يفعلها النبي صلّى الله عليه وآله وسلم:
1-الاحتفال بالمولد النبوي.
2-الاحتفال بليلة المعراج.
3-إحياء ليلة النصف من شعبان.
4-تشييع الجنازة بالذكر.
5-قراءة القرآن على الميت في الدار.
6-قراءة القرآن عليه في القبر قبل الدفن وبعده..
فمن حرّم هذه الأشياء ونحوها بدعوى أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم لم يفعلها فاتلُ عليه قول الله تعالى:
((ءآلله أذن لكم أم على الله تفترون)).
قال المقري:: و من أحل هذه الأشياء و نحوها بدعوى أنها مباحة إذ لم يفعلها النبي عليه السلام فاتل عليه قول الله تعالى:
((ءآلله أذن لكم أم على الله تفترون)).ءآلله أذن لكم أن تحدثوا في أمره عليه السلام ما ليس منه
لا يقال:وإباحة هذه الأشياء ونحوها داخلة في عموم الآية لأنـا نقول :
ما لم يرد نهي عنه يفيد تحريمه أو كراهته ,فالأفضل فيه الإباحة لقول النبي صلّى الله عليه وآله وسلم: ((وما سكت عنه فهو عفو))أي مباح.
قال المقري:بل ما يستدل به ها هنا هو قوله عليه السلام:
"من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد"
الشبهة الثامنة:إستدلالك ببعض الأفعال التي لها أصل في الشرع ,والشرع لم يقيدها بزمن أو مكان كالوضوء والصلاة وفعل الخيرات على مختلف أنواعها.والجواب:أن هذه العبادات نحن مأمورين بها شرعا فالصلاة هي عماد الدين وكذلك الصدقات فكل هذه العبادات يمكنك أن تفعلها في النهار أو في الليل أو كل أسبوع أو كل شهر لأنها من الخيرات والطاعات التي لم تقيد بزمن معين فتأمل ولا تخلط وتتخبط.
وهاك الأجوبة على أسئلتك:
http://djelfa.info/vb/showpost.php?p=905938&postcount=91
والحمد لله رب العالمين.
ضيفي فتحي
2009-05-26, 16:06
اعمر حياتك بالهدى واسلك طريق التائبين
وأعمر فؤادك بالتقى فالعمر محدود السنين
وارضِ الإله بطاعة تسعدك في دنيا ودين
واحمل بصدرك مصحفاً يشرح فؤادك كل حين
ودع الغواية إنها لشقاوة للغافلين
الدين مشكاة الحياة يضئ درب الحائرين
عد للكريم بتوبة واركب جناح العائدين
تلقى السعادة كلها فلنعم درب الصالحين
[IMG]
http://www.shbab1.com/2minutes.htm
محمد1482
2009-05-26, 16:38
و لقد ورد ان النبي صلى الله عليه و سلم كان يصوم يوم الاثنين و لما سئل عن سبب ذاللك قال انه يوم ولد فيه و احتفال بالمولد ايده الكثير من العلماء من قديم الزمن كلهم لديهم الادلة التي استدلو بها و تذكرو قول الرسول صلى الله عليه و سلم ما اجتمعت امتي على ظلالة و المولد النبوي تحتفل به اغلب الامة الاسلامية
امين مصطفى
2009-05-31, 20:30
يبدوا ان البعض يدخل في مفهوم البدعة ماليس ببدعة
فالبدعة لا يدخل في اطارها كل ما ورد فيه حديث صحيح او ضعيف لاحتمال صحته من طرق اخرى
وكذلك لا يدخل في اطار البدعة المسائل الفقهية الخلافية بين العلماء والتي من بينها المولد لان العلماء انقسموا فيه الى مجيز ومانع وكل له ادلته
وقاعدة الترك يفيد التحريم هي قاعدة باطلة
لان التحريم لا يكون الا بنص مثل
التحريم كقوله تعالى حرمت عليكم الميتة
او النهي والوعيد مثل قوله تعالى ...فاجتنبوه
واما من ينزل الفروع منزلة الاصول ولا يعترف بالراي المخالف فيسمى متعصبا مبداه الراي ما ارى ولا غيره
يقول الإمام مُتَولِّي الشَّعرَاويّ: "إذَا كانَ بنُو البَشرِ فَرحينَ بمجيئه لهذا العالمِ، وكذلك المخلوقات الجامدة فرحةً لمولده وكلُّ النباتات فرحةً لمولده وكلُّ الحيوانات فرحةً لمولده، وكلُّ الجنِّ فرحةً لمولده، فلماذا تمنعونا من الفرح بمولده. الأدلَّة على أنَّ الاحتفالَ بالمولد النبوي جائز أثرُ الاحتفال بالمولد على الكفار، إنَّ الابتهاجَ والاحتفال بيوم مولد النبي
يعودُ بفائدة، بفضل الله ورحمته، حتى على الكافرين" مائدة الفكر الإسلامي، ص. 295
وما نراه من بعض المخالفين من رقص سفيف وطبل مع الذكر واختلاط سافر بين النساء والرجال محرما باتفاق العلماء..وليس من المعقول ان نلغي احتفال الامه الاسلاميه بالمولد لفعل بعض الجهلاء. الذين ينسبون انفسهم لبعض الطوائف وهي منهم برئيه وليسوا بحجه علينا..بل ننبه علي اخطائهم ونرشدهم لكيفيه احياء الذكري وان شاء الله تنتهي هذه الظاهره السيئه المحرمه شرعا وعقلا ونقلا..ويكون الاحتفال بالمولد النبوي الشريف خالي من كل هذه المحرمات.
كما انه ليس من المعقول الغاء التفسير لوجود اسرائليات
كما لو قيل الاختلاط وغيره فهذا محرم باتفاق العلماء ولا عقل لمن يقول به..ولو كان هذا هو الداعي لحذف المولد من قاموس المسلمين
فيجب ان نحذف الافراح في كثير من البلاد الاسلاميه لان بعضهم يختلط ويشرب ويرقص رقص سفيف ماجن..ليس من الاسلام في شئ
فنعطل ايضا سنه الزواج لان بعض المسلمين اخلوا بقواعد الاسلام وفعلوا المحرم من رقص وشرب واختلاط في الافراح وما اكثرها في بلادنا الاسلاميه وان كان العقد صحيح وزواجهم صحيح لاكتمال بنود العقد ولكن تخلله محرم..
وكذلك نلغي الاعياد عيد الفطر وعيد الاضحي لان اكثر ارباب السؤ في بعض الدول يحيون هذه الاعياد بالسكر وشرب المخدرات والخروج مع النساء والبنات ويحدث الاختلاط!!! بل اسؤ من ذلك
بل نقول يجب التنبيه وتعليم المسلمين دينهم وما هو محرم وما هو حلال وجائز وليس الغاء الاعياد ولا الزواج.. مثل المولد النبوي الشريف..
فالاحتفال بالمولد ليس ببدعه مثله مثل
1- ختم القران ليله 27 او 29 في رمضان ( هل يوجد دليل من السنه عليه او حتي من فعل الصحابه )؟؟
وهو امر ديني طرا علي الاسلام ولكنه بدعه حسنه يثاب عليها المسلمين
2- النداء في الحرم الشريف قبل الصلاه للقيام (صلاه القيام اثابكم الله)
ولا يوجد دليل علي قولها قبل صلاه التراويح في السنه بل هي من المستحسن لجلب النيه والهمه والتذكير
3- صلاح التراويح جماعه في الاصل من فعلها الفاروق عمر بن الخطاب وقال نعم البدعه هي
4- وجود المراحيض في داخل اماكن العباده المساجد لم نر له اصل في السنه بل من فعل التابعين..
5-- قراءه ختم القران جماعه في صلاه التراويح والتهجد ( لا يوجد اي من فعلها ولا من ايام الرسول صلي الله عليه وسلم ولا من عصر الصحابه ولا التابعين حتي) فهل هي بدعه
6- لحرم التصانيف في العلوم الاسلاميه لان اسمائها لم تكن في الصدر الاول من الاسلام فلم يكن هناك علم التفسير وعلم مصطلح الحديث
واستخرج السيوطي للاحتفالِ أصلاً ثانيًا مُوضحًا أنَّ البدعةَ المذمومةَ هي التي لا تدخل تحت دليل شرعي في مدحها أما إذا تناولها دليل المدح فليست مذمومة، رَوَى البَيهقيُّ عن الشافعي رضي الله تعالى عنه قال: "المُحدثَاتُ من الأمور ضربان، أحدُهُمَا إحْداثُ مَا يُخَالفُ كتابًا أو سنةً أو أثرًا أو إجماعًا فهذه البدعة ضلالةٌ، والثاني مَا أُحدثَ من الخير، لاَ خلافَ فيه لواحدٍ، وهذه مُحدثةٌ غير مذمومةٍ. وقد قال عمر بن الخطاب في قيام شهر رمضان نعم البدعةُ هذه، يعني أنها محُدثةٌ لم تكن، وإذا كانت فليس فيها رد لما مضى" (انتهى كلام الشافعي)
حُسنُ المَقصدِ فِي عَمَلِ المَولِد الامام السيوطي
ليسَ كلُّ مَا لمْ يَفعله السَّلفُ ولم يَكن في الصدر الأولِ فهو بدعةٌ منكرةٌ، يَحرمُ فعلهَا، وَيَجبُ الإنكار عليها، بل يَجبُ أنْ يُعرضَ الأمرُ المُحدَثُ عَلى أدلِّةِ الشرع، فَمَا كانَ فيه مصلحةٌ فهو واجبٌ، وَمَا كانَ فيه محرّمٌ فهو محرّمٌ، وَمَا كانَ فيه مكروهٌ فهو مَكروهٌ، وَمَا كانَ فيه مباحٌ فهو مباحٌ، وَمَا كانَ فيه مندوبٌ فهو مندوبٌ
وزعم بعض المعارضين أنه لو كان المولد من الدين لبينه رسول الله للأمة أو فعله في حياته أو فعله الصحابة رضوان الله عليهم ، ولا يمكن القول أن الرسول لم يفعله تواضعاً منه فإن هذا طعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أنه صلى الله عليه وسلم لم يفعله ولا خلفائه الراشدون ولا غيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين " ...
أن كل ما لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم أو الصحابة من بعده ،لا يعتبر تركهم له تحريماً ، وحيث أن كل ما تشمله الأدلة الشريعة ولم يقصد بإحداثه مخالفة الشريعة ولم يشتمل على منكر فهو من الدين فمن زعم شئ بدعوى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله فقد ادعى ما ليس له دليل وكانت دعواه باطلة
قالَ عليه الصلاة والسلام: "مَنْ سنّ في الإسلام سُنَّةً حسنةً فعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتب له مثلُ أجرِ مَن عمل بِـهَا ولاَ يَنْقُصُ مِنْ أجورِهِمْ شَيءٌ".
دَرَجَ السَّلفُ الصَّالـحُ، مُنذُ القرن الرابع والخامس، على الاحتفال بمولد الرسول الأعظم صلوات الله عليه وسلامه بإحياء ليلة المولد بشتَّى أنواع العبادات مِنْ إطعام الطَّعام وتلاوة القرآن والأذكار وإنشاد الأشعار والمدائح في رسول الله عليه الصلاة والسلام، كما نصَّ علىَ ذلك المؤرخونَ مثل ابنِ الجوزي وابن كثير، وابن دحية الأندلسي، وابن حجر، وجلال الدين السيوطي رحمهم الله تعالى. فالمولد أمرٌ استحسنه العلماء والمسلمون في جميع البلاد، وجرى به العمل في كل صَقْعٍ فَهو مطلوب شرعاً للقاعدة الشرعية الواردة في حَدِيثِ ابنِ مَسعُودٍ رَضي الله عنه الموقوفِ :"مَا رَآهُ المُسلِمونَ حَسَناً فَهوَ عِندَ اللهِ حسنٌ، وَمَا رَآهُ المُسلمونَ قَبيحاً فَهوَ عندَ اللهِ قَبيحٌ" أخرجه أحمد
اعلم اخي المسلم
أن كل يوم هو مولد للنبي صلي الله عليه وسلم عندنا والرسول نحتفل به يوميا طوال العام عليه افضل الصلاه والسلام..
نحتفل عليه بالصلاه عليه يوميا
نحتفل به باحياء ذكرته العطره وتذكير المسلمين به يوميا
نحتفل به بترديد اسمه الذي قرن الله عز وجل اسمه باسمه فنقول لا اله الا الله محمد رسول الله..يوميا
وهذا اليوم المولد النبوي الشريف للتذكير لكل العالم الاسلامي ولكل من غفل قلبه عن ذكر الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم
تذكره من جرفته الحياه ونسي ذكر ربه ونبيه وبعد عن اوامر دينه لعل الله يجعل هذه التذكره سببا في هدايته
"وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين"
ان الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يغنينا عن الاحتفال بالاعياد الوثنيه كشم النسيم مثلا فايهما خيرا للتذكير..
كما انه فرصه للتعارف بين المسلمين والعمل علي اصدار كتيبات تعرف بالنبي صلي الله عليه وسلم تطرح في هذه الايام..
كما انه فرصه لنشر الاسلام فالغرب عندما يعلم انه يوم مولد محمد صلي الله عليه وسلم يتسائلون عن ماهيه محمد نبي الاسلام عليه الصلاه والسلام
وفيه يكتب الصحفيون الغرب المعتدلون تهنئه في جرائدهم مع التعريف بنبي الرحمه صلي الله عليه وسلم وهي فرصه عظيمه يجب اغتنامها من شهاده الغرب واهله انفسهم في ذلك اليوم للنبي الكريم صلي الله عليه وسلم والعمل بجد لنشر دعوته والتعريف به ..
المولد النبوي الشريف هو فرصه للالتقاء وتعميق اواصر الاخوه بين المسلمين والذكر والصلاه عليه صلي الله عليه وسلم وتذكر انه يوم ولد من ارسله الله ليكون رحمة للعالمين
فائده الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وهو منقول
1. الاحتفالُ بالمولد : تعبيرٌ عن الفرح بِرَسول الله صلى الله عليه وَسَلَّم:
إنَّ الفرح بِهِ صلَّى الله عليه وسلّم مطلوب بأمر القرآن في قَولِه تَعَالى: "قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ، فَبِذَلكَ فَلْيَفْرَحُوا" [1]. فاللهُ تَعَالَى أَمَرَنَا أنْ نَفْرَح بالرحمة، والنبي صلّى الله عليه وسلّم الفضلُ الأكبرُ والرَحْمَةُ الأعظمُ على الإطلاقِ، قال الله تعالى: "وَمَا أَرسَلْنَاكَ إلاَّ رَحمةً للعَالمينَ" [2].
2. الاحتفال بالمولد : تعظيمٌ لشعائر الله
يقول الله تعالى: "ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى القُلُوبِ" [3]. والشَّعائر: جمع شعيرة ِبـمَعْنَى مَشعَرَة وهي المعلم الواضح، وتطلق هذه الكلمة على "مناسك الحج" أي معالمه بما عينه الله. فالشارع أمرنا بتَعظيم البيت الحرام، وبناء المساجد، وتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيره، ولم يأمرنا بعبادة الكعبة، ولا بعبادة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا بعبادة المساجد، ولا بعبادة أصحابه. كما يُعَدُّ تعظيمُ الُمصْحَفِ، والتذلُّلِ للأبوين والمؤمنين من شعائر الله وليس ذلك عبادةً لهم. وقال الإمام الفخر الرازي: "الأصلُ في الشَّعائِر الأَعلامُ التي بـهَا يُعرفُ الشيء ويكون وسيلةً إلى رحمة الله تعالى؛ فتعظيمُ شعائر الله تعالى أنْ يُعتقدَ أنَّ طاعةَ الله تعالى في التقرّب بـها، فإنَّ تعظيمها مِن أَفعال ذَوي تَقوَى القُلوب" [4].
3. الاحتفال بالمولد : مناسبةٌ للصَّلاةِ على النبيّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ
فَفِي إقامةِ ذكْرَى مَولدِ النَّبي صلى الله عليه وَسَلَّم مَا يَحثُّ عَلَى الثَّناءِ والصلاة عليه وهو واجبٌ أمَرَنَا الله تعالى بِه، قال تعالى: "إنَّ اللهَ وَمَلاَئكتَهُ يُصَلُونَ عَلَى النَّبي، يَا أَيّهَا الذينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيه وَسَلِّمُوا تَسْليمًا" [5]. فَمُجرَّدُ الاجتماعِ وَذكرِ النَّبي صلّى الله عليه وسلّم يَجعلنَا نُثْنِي وَنُصلِّي عَلَيهِ.
4. الاحتفال بالمولد : تعبيرٌ عن محبَّة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم وشكرٌ للمُنْعِمِ
يُعتبرُ الاحتفال مظهراً من مظاهر الدين ووسيلة مشروعة لبلوغ محبة الله عز وجلّ، قال تعالى: "قُلْ إنْ كُنْتُمْ تُحبُّونَ اللهَ فَاتَّبعُونِي يُحِْببْكُمْ اللهُ" [6] ، وقالَ صلَّى الله عليه وسلم: "لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكونَ أحبَّ إليه مِن نَفسهِ وَمَاله وَوَلدِه وَالنَّاسِ أَجمعين". فالاجتماع في مناسبة المولد مندوبٌ وقربةٌ لشكر الله على أعظم نعمةٍ في الوجود وهي مَقْدَمُهُ صلى الله عليه وسلم وقد حث القرآن على إظهار شكر المنعم في قوله تعالى: "وأمَّا بِنعْمَةِ ربِّكَ فَحَدِّثْ" [7].
5. الاحتفال بالمولد تثبيتٌ لقلوبِ المُؤْمِنينَ:
"وَكُلاًّ نَقُصُّ عَلَيكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسل مَا نُثبّتُ بِهِ فُؤَادَكَ" [8] فالحكمة من قصِّ الله أنباءَ الرسل عليهم السلام هي تَثبيتُ فؤاده الشريف، صلى الله عليه وسلم بـهَا، ولاَ شَكَّ أنَّ المؤمنين يَحْتَاجونَ إلىَ تَثبيتِ أَفئدِتِهِم بِأَنبائهِ وَأَخْبَاره صَلَّى اللهُ عَلَيه وَسَلَّمَ أكثرَ من احتياجه هو صلّى الله عليه وسلّم. فالمولد الشريف مناسبةٌ لذكر معجزاته وسيرتِهِ والتَّعريف به حَتىَّ تَثبُتَ القلوبُ بمعرفته والاقتداء به والتأسّي بأعماله والإيمان بمعجزاته والتصديق بآياته.
6. الاحتفال بالمولد مناسبة للتعرّض لمكافأته:
بِأَدَاءِ بَعضِ مَا يَجبُ لَهُ عَلَينَا بِبَيَانِ أوصافه الكاملة وأخلاقه الفاضلة، وقد كان الشعراء يَفِدُونَ إليهِ صَلَّى الله عليه وسلّم بالقصائد وَيَرضَى عَمَلَهُم، وَيَجزيهم على ذلك بالصِّلاَتِ، فَإذَا كَانَ يَرْضَى عَمَّنْ مَدَحَهُ فَكَيفَ لاَ يَرضَى عَمَّنْ جَمعَ شمََََائلهُ الشَّريفةَ، فَفِي ذلك التقرُّب له عليه السلام باستجلاب محبته وَرضَاهُ.
7. "فِي كُلِّ يومِ اثنينٍ يُطْلَقُ سَرَاحُ أَبِي لَهبٍ منْ عَذَابِ القَبرِ لأنَّهُ أَعتَقَ جَاريتَه ثُوَيْبَةَ عندمَا بَشَّرتهُ بِخَبرِ مَولدِ النَّبيِ" [9]. وقَال الحافظُ شمسُ الدّين ابنُ الجزري في كتابه عَرْفُ التَّعريفِ بالَمَولدِ الشَّريفِ: "إنَّه صحَّ أنَّ أبَا لَهبٍ يُخفَّفُ عنه العذابُ في الناَّر كلَّ ليلةِ اثنينِ لإعتاقِهِ ثُويبةَ عندما بَشَّرتهُ بِولادَةِ النَّبي عليه الصلاة والسلام. فإذا كان أبُو لهبٍ الكافرُ، الذي نزل القرآن بذَمِّه، جُوزِيَ في النَّار بفرحه ليلةَ مَولد النَّبي عليه السلام، فَمَا حَال المُسلم المُوحِّدِ مِنْ أُمَّة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يُسَرُّ بَمولده ِوَيَبذُلُ مَا تَصل إليه قُدرتُه فَي مَحبَّتِهِ، لَعَمْرِي إنَّمَا يَكُون جَزَاؤُه مِنَ الله الكَريمِ أنْ يُدخِلَهُ بِفَضْلهِ جَنَّةَ النَّعِيم. وَقَالَ ابنُ كَثيرٍ في كتاب "البداية والنهاية" إنَّ أولَ مَنْ أرضعته هي ثُويبةُ، مَولاةُ أَبي لهبٍ وَكَانَ قَد أَعتقها حين بَشَّرته بولادة النبي. وَلهذا لما رَآه أخوه العبَّاس بَعدَ موته في المنام سَأَلَهُ: مَا لَقِيتَ؟ قَالَ: "لمَْ ألقَ بَعدَكُمْ خَيْراً، غَيرَ أنِّي سُقيتُ فِي هَذِه بِعِتَاقَتِي لثُويبةَ" وأشار إلى النَّقرةِ التّي بَينَ الإبْهَامِ وَالتّي تَليهَا منَ الأَصَابِع [10].
وفي هذا المعنى أنشد الحافظ شمس الدين الدمشقي في كتابه: مَورِدُ الصَّادِي فِي مَولِدِ الهَادِي:
إذا كَـــانَ هَذَا كَافرًا جَاءَ ذَمُّهُ ** وَتبَّتْ يَدَاهُ فَِي الجَحِيمِ مُخَـــــلَّدًا
أَتَى أنَّهُ فِي يَومِ الإثْـــنَينِ دَائمًا ***يُخَفَّفُ عَنه للسُّرُورِ بِأَحْمَـــــدَا
فَمَا الظَنُّ بالعَبدِ الذي طولَ عُمْرِهِ *** بِأَحْمَدَ مَسْرورًا وَمَاتَ مُوَحِّــــدًا
8. كان صلّى الله عليه وسلّم يعظّم يوم مولده، ويشكر الله تعالى فيه على نعمته الكبرى عليه وكان يعبّر عن ذلك التعظيم بالصيام كما جاء في الحديث عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أنه قال: "سُئلَ رَسُول اللهِ صَلَّى الله عليه وسلّم عن صيام يوم الاثنين ؟ فَقَالَ :فِيهِ وُلدْتُ وَفِيهِ أُنْزِلَ عَلَيَّ [11]. وَهَذَا فِي مَعنى الاحتفال به، إلاّ أن طريقةَ الاحتفالِ مُختلفةٌ فتكونُ بصيامٍ أوْ إطعامِ طعامٍ أو اجتماعٍ عَلَى ذكرٍ أو صلاةٍ عَلَى النبي صلّى الله عليه وسلّم أو سَمَاعِ شمَائلهِ الشَّريفةِ.
9. كان النبي صلّى الله عليه وسلّم يلاحظ ارتباط الزمان بالأحداث الدينية المهمة فإذا جاء الزمان الذي وقع فيه كان يَتَذَكَّرُهُ ويُعظِّمُ يومَهُ لأَجلهِ. وَقد بيّنَ النبي صلّى الله عليه وسلّم هذا المبدأَ بنفسه فَصَرَّحَ في الحديث الصحيح "أنَّه قَدِمَ المدينةَ فَوَجَدَ اليَهودَ يَصُومونَ يَومَ عَاشُوراءَ، فسألهم فقالوا هذا يوم أَغرقَ اللهُ فيه فرعونَ وَنـجَّى موسى، فَقالَ "نَحنُ أَولَى بِمُوسَى مِنكُمْ، فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِه". قَال الحافظ ابن حجر:"يُستَفَادُ منهُ فعلُ شُكرِ اللهِ عَلَى مَا مَنَّ بِه في يَومِ مُعَيَّنٍ مِن إسدَاءِ نِعمةٍ أوْ دَفْعِ نِقمةٍ، وَيُعادُ ذلكَ في نظير ذلك اليوم مِنْ كُلِّ سنةٍ، والشكر يَحصلُ بأنواعِ العِبادَاتِ كالسُّجودِ وَالصيامِ وَالصَّدقةِ وَالتِّلاوةِ. (...) فَينبغي أنْ نقتصر فيه على مَا يُفهَمُ الشكرُ لله تَعَالَى مِن نَحو مَا تَقدَّمَ ذكرُه منَ التِّلاوة والإطعام وإنشادِ شيءٍ منَ المدائحِ النَّبويةِ والزُّهديةِ المُحرِّكَةِ للقلوبِ إلى فعل الخير والعملِ للآخرةِ ومَا كَانَ مُباحًا بحيثُ يَقتضي السُّرورَ بذلكَ اليَومِ لا بَأسَ بإلحاقِه بِه"ِ. وَأَضَافَ ابنُ حَجَر رحمه الله في كتاب العيدين، في شرحه
لحديث الجـاريتين المُغَنيَّـتَينِ في حـضـــرة النَّبي صلى الله عليه وسلم، وإنــكار أبي بــكر عليــهما، وقــوله صلى الله عليه وسلم: «دَعهُمَا»، عَرَّفه الحُكمَ مَقرُوناً ببَيانِ الحِكمةِ بأنَّهُ يومُ عيدٍ، أيْ يَومُ سرورٍ شَرعيٍّ، فَلاَ يُنكرُ فيه مثلُ هَذَا، كَمَا لاَ يُنكرُ فيِ الأَعراسِ [12]. فأين هذا الأمر من الفرح بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، وَبَذلِ الخَيرِ وَالمعروفِ شُكراً لله على تلك النعم، ولو لمْ تَكُنْ عبادةً في ذَاتِهَا، إنَّمَا سَببٌ للفرحِ بِنعمةِ الله تَعَالَى الُمتَجدَّدةِ. كمَا َيُؤخَذُ من قوله صلّى الله عليه وسلّم في فَضلِ يَوم الجمعة وعدِّ مزاياه: "وَفيهِ خُلقَ آدَمُ" تَشريفُ الزَّمانِ الذي ثبت أنه ميلاد لأي نبيٍّ كان من الأنبياء عليهم السلام، فكيف باليوم الذي وُلد فيه أفضل الأنبياء على الإطلاقِ.
10. ذَكَرَ ابنُ الحاج في كتابه الـمَدْخل فضلَ الاحتفال بالمولد فَقَالَ :"فِي هَذَا الشَّهرِ مَنَّ اللهُ تَعَالى عَلينَا بسيِّدِ الأوَّلينَ وَالآخرينَ، فَكَانَ يَجبُ أنْ يُزَادَ فيه من العبَادَات والخَير وشُكر الَمولَى عَلَى مَا أَولاَنَا به مِنَ النِّعَمِ العَظيمةِ (...) يَجبُ عَلينا في كُلِّ يومِ اثنين من رَبيع الأولَ أنْ نُكثرَ منَ العبَادَات لنحمدَ الله على ما أتانَا من فضله بأنْ بعثَ فينا نبيَّهُ الحبيبَ ليهدينَا للإسلام والسَّلام. فالنبيُّ عندما سُئلَ عن صوم يوم الاثنين أجاب: "هَذَا يَومٌ وُلدتُ فِيهِ". لذا، فهذا اليوم يشرِّفُ ذاكَ الشهر لأنه يوم النبي وقد قال: "أَنَا سيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلاَ فَخْرَ. وقال: "آدَمُ ومَن جَاءَ بَعده تَحتَ لوائي يَومَ القيامة. [13]
11. قال الحافظ جلال الدين السيوطي في كتابه حُسنُ المَقصدِ فِي عَمَلِ المَولِد الذي ألَّفَهُ فِي استحباب الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، بعد سُؤال يتعلق بحُكم عمل المولد النبوي في شهر ربيع الأول من حيث الشرع ، وهل هو محمود أو مذموم، وهل يثاب فاعله. "الجَوابُ عندي أنَّ أصلَ عَمَل المولد الذي هو اجتماعُ النَّاس وَقراءَة ما تيسَّرَ منَ القُرآن وَروايةُ الأَخبارِ الواردة في مبدَإ أمْرِ النبيِّ صَلى الله عليه وَآلهِ وَسلَّم وَمَا وَقعَ في مَولده منَ الآيات ثُمَّ يُمدُّ لَهمْ سماطٌ يأكلونَه ويَنصرفونَ من غير زيادةٍ عَلَى ذلك هو من البدع الحَسنةِ التي يُثاب ُعَليها صاحبُها، لما فيه من تعظيمِ قَدرِ النبيِّ صلَّى الله عليه وآله وسلم وإظهار الفرح والاستبشار بمولدهِ الشريفِ، وقد كان الملك المُظفَّرُ يَعتنِي بإقامةِ المولد النبويِّ بالطعامِ وغَيرهِ، وَيحَضرُهُ أعيانُ العلماءِ وَالصوفيّةُ فَيُكْثِرُ الصَّدقةَ في يومِ الاحتفال، وَيعملُ للصوفية سماعًا منَ الظهر إلى الفجر وَقد مَاتَ رحمه الله تعالى وهو محاصِرٌ للنَّصارى في مدينة عَكَّا أثناء الحملة الصليبية سنة ثلاثين وستمائة630 للهجرة، وكان هذا الملكُ شهمًا شجاعًا بطلاً عالمًا عادلاً رحمه الله تعالى. ثم ردَّ السيوطي على من قال :"لاَ أعلمُ لهذا المولد أصلا في كتاب ولا سنةٍ" بقولهِ: "نفيُ العلمِ لا يلزمُ منهُ نفيُ الوجودِ". واستخرج السيوطي للاحتفالِ أصلاً ثانيًا مُوضحًا أنَّ البدعةَ المذمومةَ هي التي لا تدخل تحت دليل شرعي في مدحها أما إذا تناولها دليل المدح فليست مذمومة، رَوَى البَيهقيُّ عن الشافعي رضي الله تعالى عنه قال: "المُحدثَاتُ من الأمور ضربان، أحدُهُمَا إحْداثُ مَا يُخَالفُ كتابًا أو سنةً أو أثرًا أو إجماعًا فهذه البدعة ضلالةٌ، والثاني مَا أُحدثَ من الخير، لاَ خلافَ فيه لواحدٍ، وهذه مُحدثةٌ غير مذمومةٍ. وقد قال عمر بن الخطاب في قيام شهر رمضان نعم البدعةُ هذه، يعني أنها محُدثةٌ لم تكن، وإذا كانت فليس فيها رد لما مضى" (انتهى كلام الشافعي). قال السيوطي:" وعمل المولد ليس فيه مخالفة لكتاب ولا سُنَّة ولا أثر ولا إجماع ، فهي غير مذمومة كما في عبارة الشافعي وهو من الإحسان الذي لم يعهد في العصر الأول، فإن إطعام الطعام الخالي عن اقتراف الآثام إحسان، فهو إذن من البدع المندوبة كما عبر عنه بذلك العز ابن عبد السلام".
وَأَمَّا الأصلُ الذي ذهب السيوطيُّ إلى تَخريجه عليه هو مَا أخرجهُ البيهقيُّ عن أنس أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم عقَّ عن نفسه بَعدَ النبوَّةِ، مَعَ أنَّه قد وَرَدَ أنَّ جدَّهُ عَبدَ الُمطَّلبِ عَقَّ عَنه في سَابعِ ولادَتِهِ، والعقيقةُ لاَ تُعادُ مرة ثانيةً، فَيُحملُ ذلكَ عَلَى أنَّ الذي فَعلَه النبيُّ عليه السلام إظهارٌ للشكرِ على إيجاد الله تعالى إيَّاه رحمةً للعالمين، وتشريعٌ لأمته، كما كان يصلِّي عَلَى نفسه لذلك، فَيُستحبُّ لَنَا أيضًا إظهارُ الشكر بمولده بالاجتماع وإطعام الطعام ونحو ذلك من وجوهِ القُربات وإظهار المسرَّات
12. يقول الإمام مُتَولِّي الشَّعرَاويّ: "إذَا كانَ بنُو البَشرِ فَرحينَ بمجيئه لهذا العالمِ، وكذلك المخلوقات الجامدة فرحةً لمولده وكلُّ النباتات فرحةً لمولده وكلُّ الحيوانات فرحةً لمولده، وكلُّ الجنِّ فرحةً لمولده، فلماذا تمنعونا من الفرح بمولده. الأدلَّة على أنَّ الاحتفالَ بالمولد النبوي جائز أثرُ الاحتفال بالمولد على الكفار، إنَّ الابتهاجَ والاحتفال بيوم مولد النبي
يعودُ بفائدة، بفضل الله ورحمته، حتى على الكافرين" [14].
13. ليسَ كلُّ مَا لمْ يَفعله السَّلفُ ولم يَكن في الصدر الأولِ فهو بدعةٌ منكرةٌ، يَحرمُ فعلهَا، وَيَجبُ الإنكار عليها، بل يَجبُ أنْ يُعرضَ الأمرُ المُحدَثُ عَلى أدلِّةِ الشرع، فَمَا كانَ فيه مصلحةٌ فهو واجبٌ، وَمَا كانَ فيه محرّمٌ فهو محرّمٌ، وَمَا كانَ فيه مكروهٌ فهو مَكروهٌ، وَمَا كانَ فيه مباحٌ فهو مباحٌ، وَمَا كانَ فيه مندوبٌ فهو مندوبٌ. وقسّم العلماء البدعة إلى خمسة أقسام: واجبة كالردِّ على المُلحدينَ وتعلّم النَّحوِ والبَلاَغَةِ. ومندوبةٌ كإحداث المدارس والأذان على المنارات. ومكروهة كزخرفة المساجد وتزويق المصاحف. ومباحة كاستعمال الهاتفِ، والتوسّع في المأكل والمشرب. ومحرَّمة كالزيادةً في الدِّين (مثلاً صلاة الظهر خمس أو ثلاث ركعات) ولم تشملهُ أدلَّة الشرع العامة وليس فيه مصلحةٌ شرعيةٌ. فليست كل بدعة محرّمة، ولو كان كذلك لحَرُم جمعُ أبي بكر وعمر وزيد رضي الله عنهم القرآنَ وكَتبُهُ في المصاحف خوفاً على ضياعه بِمَوتِ الصحابة القُرَّاء رضي الله عنهم، ولحَرُمَ جمعُ عمر رضي الله عنه النَّاس على إمامٍ واحد في صلاة القيام مع قوله "نعمت البدعة هذه"، ولَحَرُمَ التصنيف في جميع العلوم النافعة. ومن هُنَا قَيَّدَ العلماءُ رضي الله عنهم حديث "كلُّ بدعةٍ ضلالةٍ" بالبدعة السيئة، ويصرّح بـهذا القيد ما وقع من أكابر الصحابة والتابعين من المحدثات التي لم تكن في زمنه صلّى الله عليه وسلّم. وَلَقَدْ أحْدَثَ المسلمونَ مَسَائلَ كثيرةً لم يفعلها السلف مثْلَ جمعِ الناس على إمامٍ واحدٍ في آخر الليل لأداء صلاةِ التَّهجدِ بعد صلاة التراويح، وختمِ المصحف فيها وقراءة دعاء ختم القرآن وخطبة الإمام ليلة سبع وعشرين في صلاة التَّهجّد. فكلُّ هَذَا لم يفعله النبي صلّى الله عليه وَسلّمَ وَلا أحدٌ من السَّلف فهل يكون فعلنا له بدعة ؟ فالاحتفال بالمولد وإن لم يكن في عهده صلّى الله عليه وسلّم فهو بدعة، ولكنها حسنة لاندراجها تحت الأدلة الشرعية، والقواعد الكلية، باعتبار صورتِـهَا العامَّةِ لاَ باعتِبَارِ أفرادها الموجودةِ في العهد النبوي. وكلُّ ما لم يكن في الصدر الأول بصورتِـهِ العامَّةِ، لكنْ أفرادُهُ موجودةٌ يكون مطلوباً شرعاً، لأن ما تركّب من المشروع فهو مشروعٌ. وكلُّ خير تشمله الأدلة الشرعية ولم يُقصدْ بإحداثه مخالفةُ الشَّريعةِ ولم يَشتمل على مُنكرٍ فهو من الدّين. قالَ عليه الصلاة والسلام: "مَنْ سنّ في الإسلام سُنَّةً حسنةً فعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتب له مثلُ أجرِ مَن عمل بِـهَا ولاَ يَنْقُصُ مِنْ أجورِهِمْ شَيءٌ".
14. دَرَجَ السَّلفُ الصَّالـحُ، مُنذُ القرن الرابع والخامس، على الاحتفال بمولد الرسول الأعظم صلوات الله عليه وسلامه بإحياء ليلة المولد بشتَّى أنواع العبادات مِنْ إطعام الطَّعام وتلاوة القرآن والأذكار وإنشاد الأشعار والمدائح في رسول الله عليه الصلاة والسلام، كما نصَّ علىَ ذلك المؤرخونَ مثل ابنِ الجوزي وابن كثير، وابن دحية الأندلسي، وابن حجر، وجلال الدين السيوطي رحمهم الله تعالى. فالمولد أمرٌ استحسنه العلماء والمسلمون في جميع البلاد، وجرى به العمل في كل صَقْعٍ فَهو مطلوب شرعاً للقاعدة الشرعية الواردة في حَدِيثِ ابنِ مَسعُودٍ رَضي الله عنه الموقوفِ :"مَا رَآهُ المُسلِمونَ حَسَناً فَهوَ عِندَ اللهِ حسنٌ، وَمَا رَآهُ المُسلمونَ قَبيحاً فَهوَ عندَ اللهِ قَبيحٌ" [15].
وَاعتمَادًا على هَذِهِ الأدلَّة والنُّصوصِ، نَسْتَنتجُ جوازَ الاحتفالِ بالمولدِ النبويِّ الشَّريفِ وجوازَ الاجتماعِ لسماع سيرتِهِ والصَّلاةِ والسَّلامِ عَليه وسماعِ المَدَائِح التي تُقَال في حَقِّهِ، وَإطعامِ الطَّعَامِ وَإدخَال السُّرور على قُلوبِ المؤمنينَ. فمولدُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وَسلَّمَ طاعةٌ لمَا فيهِ منَ الاحتفاء بِقَدْرِه صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسلَّمَ، وذكرِ شَمَائلِهِ الشَّريفةِ، وسَرْدِ سِيرتِه نَثْراً أو شِعْراً، وَغَرْسِ مَحبَّتِهِ وَإجلالِهِ في قلوب المسلمين، والدعوة إلى الاقْتِدَاءِ بِهِ.
هذا وَقَدْ دَرَجَت الزاوية المدنية على الاحتفال بالمولد النبويّ الشّريف في قُصيبة المديوني منذ 1929. وكَانَالمُقرئ التونسيّ الشيخ علي البَرَّاق ذو الصوت الجميل، هو الذي أقام الاحتفال في تلك السنة برعاية سيدي الشيخ محمد المدني قدس الله سره.
ملحق: الكتب المؤلفة في هذا الباب
1. الحافظ محمد بن أبي بكر بن عبدالله القيسي الدمشقي الشافعي المعروف بالحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي (مولود سنة 777 هـ/ والمتوفَّى سنة 842 هـ) [16] الذي قد صنف في المولد الشريف أجزاء عديدة، فمن ذلك "جامع الآثار في مولد النبي المختار" في ثلاث مجلدات و"اللفظ الرائق في مولد خير الخلائق" وهو مختصر [17] و"مورد الصادي في مولد الهادي" .
2. الحافظ عبدالرحيم بن الحسين بن عبدالرحمن المصري الشهير بالحافظ العراقي المولود سنة 725 هـ والمتوفَّى سنة 808 هـ الذي صنّف مولداً شريفاً أسماه "المورد الهني في المولد السني ".
3. الحافظ محمد بن عبدالرحمن بن محمد القاهري المعروف بالسخاوي المولود سنة 831هـ والمتوفَّى سنة 902هـ بالمدينة المنورة
4. - الحافظ المجتهد الإمام ملا علي قاري بن سلطان بن محمد الهروي المتوفى سنة 1014هـ صاحب شرح المشكاة وغيرها . قد صنّف في مولد الرسول صلّى الله عليه وسلّم كتاباً قال صاحب كشف الظنون: واسمه ( المورد الروي في المولد النبوي.
5. الحافظ عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير صاحب التفسير الذي صنّف مولداً.
6. الحافظ وجيه الدين عبدالرحمن بن علي بن محمد الشيباني اليمني الزبيدي الشافعي المعروف بابن الديبع، ولد في المحرم سنة 866هـ وتوفي يوم الجمعة ثاني عشر من رجب الفرد سنة 944هـ وكان رحمه الله محدّثا كبيراً، إليه انتهت مشيخة الحديث، حدّث بالبخاري أكثر من مائة مرة وقرأه مرَّة في ستة أيام
الهامش
__________________________________________________ _______
1] سورة يونس، الآية 58
[2] الأنبياء، الآية 107
[3] سورة الحج، الآية .32
[4] التفسير الكبير (23/24/32)
[5] الأحزاب، الآية 56
[6] سورة آل عمران: 31
[7] سورة الضحى، الآية 11
[8] سورة هود، الآية120
[9] هذه القصة رواها البخاري في الصحيح في كتاب النكاح مرسلة ونقلها الحافظ ابن حجر في الفتح ورواها الإمام عبدالرزاق الصنعاني في المصنف والحافظ البيهقي في الدلائل وابن كثير في السيرة النبوية وفي البداية والنهاية ومحمد ابن عمر بحرق في حدائق الأنوار والحافظ البغوي في شرح السنة وابن هشام والسهيلي في الروض الأُنُف والعامري في بهجة المحافل، وهي وإنْ كانت مرسلة إلا أنها مقبولة لأجل نقل البخاري لها واعتماد العلماء من الحفاظ لذلك ولكونها في المناقب والخصائص لا في الحلال والحرام.
[10] ابن كثير، البداية والنهاية الجزء2، ص 272 – 273، نفسه في كتاب سيرة النبي الجزء الأول ص 124، وفي كتاب «مولد النبي» ص 21.
[11] رواه مسلم في الصحيح في كتاب الصيام .
[12] فتح الباري، جزء 3، صفحة 116.
[13] رواه الشيخان البُخَاري وَمُسلم، وابن الحاج، كتاب المدخل، الجزء الأول، ص 261.
[14] مائدة الفكر الإسلامي، ص. 295
[15] أخرجه أحمد
[16] قال عنه الحافظ ابن فهد في لحظ الألحاظ ذيل تذكرة الحفاظ صفحة 319: هو إمام حافظ مفيد مؤرخ مجيد له الذهن الصافي السالم الصحيح والخط الجيد المليح على طريقة أهل الحديث، وقال: كتب الكثير وعلّق وحشّى وأثبت وطبق وبرز على أقرانه وتقدم وأفاد كل مَن إليه يمّم. وقد تولّى مشيخة دار الحديث الأشرفية بدمشق، وقال عنه الإمام السيوطي: صار محدّث البلاد الدمشقية، وقال الشيخ محمد زاهد في تعليقه على ذيل الطبقات: قال الحافظ جمال الدين بن عبدالهادي الحنبلي في الرياض اليانعة لما ترجم لابن ناصر الدين المذكور: كان معظِّماً للشيخ ابن تيمية محباً له مبالغاً في محبته .ا.هـ
[17] التهانوي، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون صفحة 319
مهاجر إلى الله
2009-06-15, 07:46
نفس الشبه تكرر.....ولا فائدة
طال الموضوع وخرج عما رسم له
سبحانك اللهم وبحمك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك واتوب إليك
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir