جمال البليدي
2009-03-06, 00:04
بسم الله الرحمان الرحيم
الدلائل البينات والحجج الساطعات في الرد على من أباح الماظهرات
(رسالة للتحميل)
إعداد:جمال البليدي-ستر الله عيوبه-
((قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا))
مدخل:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.. أما بعد:
فإن الله ـ سبحانه وتعالى ـ قد خلق الخلق لحكمة عظيمة بينها في كتابه العزيز، فقال تعالى: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون",والمعنى أن الله لم يخلق الثقلين إلا لعبادته وحده لا شريك له، فلا يصرفون شيئا من أنواع العبادة لغير الله تعالى، كما قال تعالى: "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا" (النساء: 36)، فهذا النهي قد عم أنواع الشرك كلها صغيرة وكبيرة، ويدخل فيه كل ما عبد من دون الله.
ثم إن هذه العبادة قد حدها بعض أهل العلم بقوله: العبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.
وأنواع العبادة كثيرة: لكنها لا تقبل إلا بشرطين:
الأول: إخلاص العبادة لله وحده لا شريك له، كما قال ـ عز وجل ـ: "وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة" البينة: 5.
الثاني: المتابعة للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأن لا يعبد إلا الله بما جاء من طريق هذا الرسول الكريم ـ عليه الصلاة والسلام ـ من كتاب الله والسنة الصحيحة، قال الله ـ سبحانه وتعالى: "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا" النساء: 59.
وقال تعالى: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبوعني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم" آل عمران: 31.
وقد بينت السنة هذا الأصل العظيم في غير ما حديث، من ذلك:
ـ عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" متفق عليه. وفي رواية: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد" أخرجه مسلم.
ـ عن العرباض بن سارية ـ رضي الله عنه ـ قال: وعظنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ موعظة بليغة، وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله، كأنها موعظة مودع فأوصنا، قال: "أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي، وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة" أخرجه أبو داود والترمذي.
ـ عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال: كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا خطب يقول: "إن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة" أخرجه مسلم.
وكما أن المسلم لا تقبل عبادته إلا بتحقيق هذين الشرطين، فإنه لا يمكن أن يهتدي إلى الفهم الصحيح لما جاء في كتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا بالأخذ بفهم السلف الصالح ـ رحمهم الله ـ وفي مقدمتهم الصحابة الكرام ـ رضي الله عنهم ـ كما قال ـ سبحانه وتعالى ـ: "فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اعتدوا" البقرة: 137. وقال تعالى "ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا" النساء: 115.
والآثار السلفية في وجوب الأخذ بكتاب الله ـ سبحانه وتعالى ـ وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بفهم سلف الأمة الصالح أكثر من أن تحصر في مثل هذا الموضع، فمن ذلك:
ـ قال عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ: "من كان منكم مستنا فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه فتنة، أولئك أصحاب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، وأقومها هديا، وأحسنها حالا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم في آثارهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم".
وما سبب هذا الضعف الموجود في الأمة إلا البعد عن الوحيين وتقديم الشرائع الغربية والعواطف النفسية عليها ظانين أنها قد تكون أحسن من الشريعة الغراء وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن الكثير من أمته ستتبع سنن أهل الكفر ومللهم لتتبعنَّ سنن الذين من قبلكم شبرًا بشبر وذراعًا بذراع حتى لو سلكوا جُحر ضبّ لسلكتموه))، قالوا: اليهود والنصارى؟ قال: ((فمن؟!)).
لهذا وجب التمسك بديننا الحنيف لقول النبي صلى الله عليه وسلم(حتى ترجعوا إلى دينكم) أما تقديم العواطف على النصوص فهذا من الهوى وليس من الدين في شيء
قال الله تعالى((وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ))
وقال سبحانه((فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً?[النساء:59]
فالهوى والشرع ضدان لا يجتمعان
قال الله تعالى(وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)
قال تعالى : {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهاوَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لا
يَعْلَمُونَ}
قال الشاطبي رحمه الله في الموافقات((هنا لقد حصر الأمر في شيئين الوحي وهو الشريعة والهوى فلا ثالث لهما، وإذا كان كذلك فهما متضادان وحين تعيّن الحق في بالوحي توجه للهوى ضده فاتباع الهوى مضادّ للحق)).
لهذا إن أردنا أن نحكم على أي مسألة بالحق أو الباطل فيجب أن يكون مرجعنا الوحي المنزل فالله الذي أنزله أعلم بمصالح العباد منا (قل أأنتم أعلم أم الله)
إذا تقرر ما تقدم، فاعلم ـ رحمني الله وإياك ـ أن هناك أمورا كثيرة قد حدثت في زمننا هذا، ليست من شرع الله في شيء، وإنما يتعلق بها أناس يجهل الكثير منهم أو يتجاهل نصوص الشرع، وآثار السلف في النهي عن المحدثات في الدين، ويعظم الخطب حينما تنسب هذه الأمور المحدثة إلى دين الله ـ عز وجل ـ، كما يفعله بعص الناس ممن يفتي في القنوات الفضائية، مخالفين بذلك هدي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من حيث لا يشعرون.
ومن هذه الأمور المستحدثة في دين الله "المظاهرات"، حيث أصبحت ظاهرة مشهودة في كثير من بلاد المسلمين إلا ما ندر، ورغم صدور الفتاوى في تحريمها من قبل كبار أهل العلم المعتبرين، إلا أن أكثر الناس حيال هذه الفتاوى على قسمين:
القسم الأول: من اطلع على هذه الفتاوى، ومع ذلك يحاول ألا تظهر على الساحة، ويحول بين الناس وبين سماع وقراءة مثل هذه الفتاوى، وهذا حال كثير ممن ينتسبون إلى ما يسمى بـ "الجماعات الدعوية"، إذ إن هذه الفتاوى تصادم أهداف هذه الفرق التي أسست على أمور أهمها مصادمة الحكومات، والخصومات السياسية.
القسم الثاني: ممن لم يطلع على هذه الفتاوى، وهذا حال كثير من العوام المساكين، ممن لا يقرأ في كتب أهل العلم المعتبرين، وإنما يأخذ دينه عن طريق وسائل الإعلام التي أكثر من يظهر فيها هم ذوو الاتجاهات المنحرفة والمشبوهة إلا من رحم الله.
ولقد علم إنكار كبار أهل العلم على من حاول نسبة هذه المظاهرات إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن العلماء الذين أنكروا ذلك سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ حيث قال في معرض رده على عبد الرحمن عبد الخالق: "ذكرتم في كتابكم: (فصول من السياسة الشرعية) ص 31، 32: أن من أساليب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الدعوة التظاهرات (المظاهرة) ولا أعلم نصا في هذا المعنى، فأرجو الإفادة عمن ذكر ذلك؟ وبأي كتاب وجدتم ذلك؟
فإن لم يكن لكم في ذلك مستند، فالواجب الرجوع عن ذلك، لأنني لا أعلم في شيء من النصوص ما يدل على ذلك، ولما قد علم من المفاسد الكثيرة في استعمال المظاهرات، فإن صح فيها نص فلابد من إيضاح ما جاء به النص إيضاحا كاملا حتى لا يتعلق به المفسدون بمظاهراتهم الباطلة" مجموع فتاوى ومقالات ـ الجزء الثامن ص 240.
والآن دونك ـ رحمني الله وإياك ـ ما تيسر من البحث حول هذه الظاهرة الخطيرة، والتي تسمى (المظاهرات) وقد قسمت البحث إلى أربعة فصول:
الفصل الأول: المظاهرات وأصلها.
الفصل الثاني: الأدلة على تحريم المظاهرات .
الفصل الثالث:فتاوى كبار أهل العلم في المظاهرات .
الفصل الرابع: كشف الشبهات ورد الإعتراضات.
لتحميل الرسالة:
http://www.salafishare.com/arabic/26PAUPDPNVVF/JPQULMM.doc
الدلائل البينات والحجج الساطعات في الرد على من أباح الماظهرات
(رسالة للتحميل)
إعداد:جمال البليدي-ستر الله عيوبه-
((قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا))
مدخل:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.. أما بعد:
فإن الله ـ سبحانه وتعالى ـ قد خلق الخلق لحكمة عظيمة بينها في كتابه العزيز، فقال تعالى: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون",والمعنى أن الله لم يخلق الثقلين إلا لعبادته وحده لا شريك له، فلا يصرفون شيئا من أنواع العبادة لغير الله تعالى، كما قال تعالى: "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا" (النساء: 36)، فهذا النهي قد عم أنواع الشرك كلها صغيرة وكبيرة، ويدخل فيه كل ما عبد من دون الله.
ثم إن هذه العبادة قد حدها بعض أهل العلم بقوله: العبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.
وأنواع العبادة كثيرة: لكنها لا تقبل إلا بشرطين:
الأول: إخلاص العبادة لله وحده لا شريك له، كما قال ـ عز وجل ـ: "وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة" البينة: 5.
الثاني: المتابعة للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأن لا يعبد إلا الله بما جاء من طريق هذا الرسول الكريم ـ عليه الصلاة والسلام ـ من كتاب الله والسنة الصحيحة، قال الله ـ سبحانه وتعالى: "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا" النساء: 59.
وقال تعالى: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبوعني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم" آل عمران: 31.
وقد بينت السنة هذا الأصل العظيم في غير ما حديث، من ذلك:
ـ عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" متفق عليه. وفي رواية: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد" أخرجه مسلم.
ـ عن العرباض بن سارية ـ رضي الله عنه ـ قال: وعظنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ موعظة بليغة، وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله، كأنها موعظة مودع فأوصنا، قال: "أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي، وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة" أخرجه أبو داود والترمذي.
ـ عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال: كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا خطب يقول: "إن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة" أخرجه مسلم.
وكما أن المسلم لا تقبل عبادته إلا بتحقيق هذين الشرطين، فإنه لا يمكن أن يهتدي إلى الفهم الصحيح لما جاء في كتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا بالأخذ بفهم السلف الصالح ـ رحمهم الله ـ وفي مقدمتهم الصحابة الكرام ـ رضي الله عنهم ـ كما قال ـ سبحانه وتعالى ـ: "فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اعتدوا" البقرة: 137. وقال تعالى "ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا" النساء: 115.
والآثار السلفية في وجوب الأخذ بكتاب الله ـ سبحانه وتعالى ـ وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بفهم سلف الأمة الصالح أكثر من أن تحصر في مثل هذا الموضع، فمن ذلك:
ـ قال عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ: "من كان منكم مستنا فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه فتنة، أولئك أصحاب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، وأقومها هديا، وأحسنها حالا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم في آثارهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم".
وما سبب هذا الضعف الموجود في الأمة إلا البعد عن الوحيين وتقديم الشرائع الغربية والعواطف النفسية عليها ظانين أنها قد تكون أحسن من الشريعة الغراء وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن الكثير من أمته ستتبع سنن أهل الكفر ومللهم لتتبعنَّ سنن الذين من قبلكم شبرًا بشبر وذراعًا بذراع حتى لو سلكوا جُحر ضبّ لسلكتموه))، قالوا: اليهود والنصارى؟ قال: ((فمن؟!)).
لهذا وجب التمسك بديننا الحنيف لقول النبي صلى الله عليه وسلم(حتى ترجعوا إلى دينكم) أما تقديم العواطف على النصوص فهذا من الهوى وليس من الدين في شيء
قال الله تعالى((وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ))
وقال سبحانه((فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً?[النساء:59]
فالهوى والشرع ضدان لا يجتمعان
قال الله تعالى(وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)
قال تعالى : {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهاوَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لا
يَعْلَمُونَ}
قال الشاطبي رحمه الله في الموافقات((هنا لقد حصر الأمر في شيئين الوحي وهو الشريعة والهوى فلا ثالث لهما، وإذا كان كذلك فهما متضادان وحين تعيّن الحق في بالوحي توجه للهوى ضده فاتباع الهوى مضادّ للحق)).
لهذا إن أردنا أن نحكم على أي مسألة بالحق أو الباطل فيجب أن يكون مرجعنا الوحي المنزل فالله الذي أنزله أعلم بمصالح العباد منا (قل أأنتم أعلم أم الله)
إذا تقرر ما تقدم، فاعلم ـ رحمني الله وإياك ـ أن هناك أمورا كثيرة قد حدثت في زمننا هذا، ليست من شرع الله في شيء، وإنما يتعلق بها أناس يجهل الكثير منهم أو يتجاهل نصوص الشرع، وآثار السلف في النهي عن المحدثات في الدين، ويعظم الخطب حينما تنسب هذه الأمور المحدثة إلى دين الله ـ عز وجل ـ، كما يفعله بعص الناس ممن يفتي في القنوات الفضائية، مخالفين بذلك هدي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من حيث لا يشعرون.
ومن هذه الأمور المستحدثة في دين الله "المظاهرات"، حيث أصبحت ظاهرة مشهودة في كثير من بلاد المسلمين إلا ما ندر، ورغم صدور الفتاوى في تحريمها من قبل كبار أهل العلم المعتبرين، إلا أن أكثر الناس حيال هذه الفتاوى على قسمين:
القسم الأول: من اطلع على هذه الفتاوى، ومع ذلك يحاول ألا تظهر على الساحة، ويحول بين الناس وبين سماع وقراءة مثل هذه الفتاوى، وهذا حال كثير ممن ينتسبون إلى ما يسمى بـ "الجماعات الدعوية"، إذ إن هذه الفتاوى تصادم أهداف هذه الفرق التي أسست على أمور أهمها مصادمة الحكومات، والخصومات السياسية.
القسم الثاني: ممن لم يطلع على هذه الفتاوى، وهذا حال كثير من العوام المساكين، ممن لا يقرأ في كتب أهل العلم المعتبرين، وإنما يأخذ دينه عن طريق وسائل الإعلام التي أكثر من يظهر فيها هم ذوو الاتجاهات المنحرفة والمشبوهة إلا من رحم الله.
ولقد علم إنكار كبار أهل العلم على من حاول نسبة هذه المظاهرات إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن العلماء الذين أنكروا ذلك سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ حيث قال في معرض رده على عبد الرحمن عبد الخالق: "ذكرتم في كتابكم: (فصول من السياسة الشرعية) ص 31، 32: أن من أساليب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الدعوة التظاهرات (المظاهرة) ولا أعلم نصا في هذا المعنى، فأرجو الإفادة عمن ذكر ذلك؟ وبأي كتاب وجدتم ذلك؟
فإن لم يكن لكم في ذلك مستند، فالواجب الرجوع عن ذلك، لأنني لا أعلم في شيء من النصوص ما يدل على ذلك، ولما قد علم من المفاسد الكثيرة في استعمال المظاهرات، فإن صح فيها نص فلابد من إيضاح ما جاء به النص إيضاحا كاملا حتى لا يتعلق به المفسدون بمظاهراتهم الباطلة" مجموع فتاوى ومقالات ـ الجزء الثامن ص 240.
والآن دونك ـ رحمني الله وإياك ـ ما تيسر من البحث حول هذه الظاهرة الخطيرة، والتي تسمى (المظاهرات) وقد قسمت البحث إلى أربعة فصول:
الفصل الأول: المظاهرات وأصلها.
الفصل الثاني: الأدلة على تحريم المظاهرات .
الفصل الثالث:فتاوى كبار أهل العلم في المظاهرات .
الفصل الرابع: كشف الشبهات ورد الإعتراضات.
لتحميل الرسالة:
http://www.salafishare.com/arabic/26PAUPDPNVVF/JPQULMM.doc