المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حوار شيّق بين عابد و مجنون


أنين الفجر
2009-03-05, 15:46
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله

كيف حالكم أيها الأعضاء إن شاء الله تكونون بألف خير

إليكم هذا الحوار و تدبروا فيه جيدا ..



مر مجنون على عابد يناجي ربه وهو يبكي والدموع منهمرة على خديه وهو يقول:
ربي لا تدخلني النار فارحمني وأرفق بي .
يا رحيم يا رحمان لا تعذبني بالنار .
إني ضعيف فلا قوة لي على تحمل النار فارحمني .
وجلدي رقيق لا يستطيع تحمل حرارة النار فارحمني .
وعظمي دقيق لا يقوى على شدة النار فارحمني .
ضحك المجنون بصوت مرتفع فالتفت إليه العابد قائلاً :
ماذا يضحكك أيها المجنون ؟؟
قال كلامك أضحكني .
وماذا يضحكك فيه ؟
لأنك تبكي خوفا من النار .
قال وأنت ألا تخاف من النار ؟؟
قال المجنون : لا. لا أخاف من النار .
ضحك العابد وقال صحيح أنك مجنون .
قال المجنون : كيف تخاف من النار أيها العابد وعندك رب رحيم رحمته وسعت كل شيء ؟
قال العابد : إن علي ذنوبا لو يؤاخذني الله بعدله لأدخلني النار وإني ابكي كي يرحمني ويغفر لي ولا يحاسبني بعدله بل بفضله ولطفه ورحمته حتى لا أدخل النار ؟؟
هنالك ضحك المجنون بصوت أعلى من المرة السابقة .
انزعج العابد وقال ما يضحكك ؟؟
قال أيها العابد عندك رب عادل لا يجور وتخاف عدله ؟
عندك رب غفور رحيم تواب وتخاف ناره ؟؟
قال العابد ألا تخاف من الله أيها المجنون؟
قال المجنون بلى , إني أخاف الله ولكن خوفي ليس من ناره ..
تعجب العابد وقال إذا لم يكن من ناره فمما خوفك ؟؟
قال المجنون إني أخاف من مواجهة ربي وسؤاله لي :
لماذا يا عبدي عصيتني ؟؟
فإن كنت من أهل النار فأتمنى أن يدخلني النار من غير أن يسألني فعذاب النار أهون عندي من سؤاله سبحانه .
فأنا لا أستطيع أن أنظر إليه بعين خائنه وأجيبه بلسان كاذب ..
إن كان دخولي النار يرضي حبيبي فلا بأس .
تعجب العابد واخذ يفكر في كلام هذا المجنون .
قال المجنون : أيها العابد سأقول لك سر فلا تذيعه لأحد .
ما هو هذا السر أيها المجنون العاقل ؟
أيها العابد إن ربي لن يدخلني النار أتدري لماذا ؟؟
لماذا يا مجنون ؟
لأني عبدته حباً وشوقاً وأنت يا عابد عبدته خوفا وطمعاً ..
وظني به أفضل من ظنك ورجاءي منه أفضل من رجاءك فكن أيها العابد لما لا ترجو أفضل مما ترجو

فموسى عليه السلام ذهب لإحضار جذوة من النار ليتدفىء بها فرجع بالنبوة ..
وأنا ذهبت لأرى جمال ربي فرجعت مجنونا ً
ذهب المجنون يضحك والعابد يبكي ...... ويقول لا اصدق أن هذا مجنون فهذا أعقل العقلاء وأنا المجنون الحقيقي فسوف اكتب كلامه بالدموووووووع ..

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو!.. فإن موسى بن عمران خرج يقتبس لأهله نارا، فكلّمه الله تعالى فرجع نبيّا.. وخرجت ملكة سبأ كافرة، فأسلمت مع سليمان.. وخرج سحرة فرعون يطلبون العزة لفرعون، فرجعوا مؤمنين..
إلهي كيف أنساك ولم تزل ذاكري ؟؟

وكيف ألهو عنك وأنت مراقبي ؟؟؟

صالح القسنطيني
2009-03-06, 09:46
و عليك السلام و رحمة الله و بركاته، و بعد:

ذلك العابد جاهل و جهله جهل مركب.

و ذلك المجنون مجنون و غدي من كلام الصوفية فهو مجنون و صوفي إن لم يكن سبب جنونه التصوف فكم من صوفي قد جن.

و السلام عليك

ربوح ميلود
2009-03-06, 14:22
مانقول في قول ربنا عز وجل يصف عبادة نبي الله زكرياء مادحا لهم .
(ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين ) تأمل يرحمك الله.
فالخوف والرجاء جناحا المؤمن
والسلام

walid283
2009-03-06, 14:35
شكرا موضوع رائع

أنين الفجر
2009-03-06, 18:37
مانقول في قول ربنا عز وجل يصف عبادة نبي الله زكرياء مادحا لهم .
(ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين ) تأمل يرحمك الله.
فالخوف والرجاء جناحا المؤمن
والسلام

السلام عليكم و رحمة الله

ما نقول في هذه الآية إلا ما فيها

{ و يدعوننا رغبا و رهبا و كانوا لنا خشعين}

و أنا يا أخي لا أقر بما في هذه القصة

حيث أني آخذ منها الموجب و أترك السالب

على كل مشكور أخي على المرور و التعقيب


سلامي لك........

أنين الفجر
2009-03-06, 18:43
و عليك السلام و رحمة الله و بركاته، و بعد:

ذلك العابد جاهل و جهله جهل مركب.

و ذلك المجنون مجنون و غدي من كلام الصوفية فهو مجنون و صوفي إن لم يكن سبب جنونه التصوف فكم من صوفي قد جن.

و السلام عليك

السلام عليكم

يا أخي لا تتهم أحدا بالجهل
و لا تتهم أحدا بالتصوف


أنا لا أقر بما في هذه القصة كلها

فعلينا أن نعبد الله كما عبده ذاك العابد أي أن نعبده رهبا و خوفا من عذابه و عقابه

و علينا أن نعبده كما ذكر المجنون أي أن نعبده رغبا و طمعا في ما عنده من نعيم





سلامي لك............

صالح القسنطيني
2009-03-08, 16:30
السلام عليكم

يا أخي لا تتهم أحدا بالجهل
و لا تتهم أحدا بالتصوف


أنا لا أقر بما في هذه القصة كلها

فعلينا أن نعبد الله كما عبده ذاك العابد أي أن نعبده رهبا و خوفا من عذابه و عقابه

و علينا أن نعبده كما ذكر المجنون أي أن نعبده رغبا و طمعا في ما عنده من نعيم





سلامي لك............


و عليك السلام و رحمة الله و بركاته و هذا الذي كنت أقصده بكلامي فالواجب علينا أن نعبد الله خوفا و رهبا و رجاءا و حبا اي نجمع بينها جميعا كما جاء صريحا في الاية و أنا قلت عن ذلك العابد بأنه جاهل لأنه اتصر على الخوف دون الرجاء و قلت عن ذلك المجنون أنه صوفي لأن الصوفية هم من أهمل الخوف من الله و عبدوه محبة (( و منهم من قال عشقا)) مع أن الله عز و جل لا يجوز أن تطلق مثل هذه العبارات في حقه.

زيارة 45
2009-03-08, 17:30
موضوع شيق شكرا جزيلا

زهرة الجنة
2009-03-17, 22:29
شكرا لك أخي على الطرح الرائع
جزاك الله عنا كل خير