المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جَنَّةُ المُؤمِنِ..[ مَجمُوعَةُ فاتّبِعُوني]


نهر الحنين
2012-09-17, 13:57
...


بِسْم الله وبهِ نَستعين



مَدْخَل }~


وقَدْ تَزَاحَمَتِ الجِراحُ ، وتوَالت المَصَائِبُ والبلايا
وَضَاقَتْ النفْس لِهْول ألمَّ بها
وضُرّ أحاطَها ،وهَمٍّ ثبَّطَها ،
فجَزَعت القُلوب ،ولُطِمت الخُدود ،وشقت الجيوب
وإنما هذه ليست من أخلاق المُؤمِنِ الحقيقي
فأمر المؤمن كُلّهُ لهُ خَيْر
إنْ أصَابتْه سَرَّاءشَكَرَ..فَكَانَ خَيْرا لَه
وَإنْ أصَابَتهُ ضَرَّاء صَبَـرَ..فَكَانَ خَيْرا لَه


ولَعَلَّنَا فِي الحَدِيثِ عَنِ الصَّبْرِ لا نَجِدُ مَدْرَسَةً كَمَدْرَسَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَغْتَرِفُ مِنْهَا لَذَّةَ الابْتِلاءِ وَبَردَ اليَقِين وَحَلاوَتهُ
فلَم يَزَل صَلَّى الله عَلَيْه وَسَلَّم يُصَابِر وَيُجَاهِدُ أذَى المُشْركِينَ مُنذُ أوَّلِ يَوْمٍ كُلِّف فِيهِ بِالرِّسَالَة
يُوطِّنُ نَفْسَه عَلَى تَحَمُّل كَيْدِ الكَائِدِين وَعَدَاوَةِ الأقْـرَبِين والأبْعَدِين
،،
يُصَلِّي الرَّسُولُ ذَاتَ يَوْمِ فِي حُجْرَة الكَعْبة فيأتِيه عُقبة بْنُ أبِي معِيطٍ يَلُفُ ثَوْبَهُ حَوْل عُنِقِه فَيَخْنِقُه خَنْقًا شَدِيدًا حَتَّى إذا مَاجَاءَهُ الصِدِّيقُ

دَفَعَهُ عَنْهُ وَهُو يَقُول:[ أتَقْتُلُونَ رَجُلاً أنْ يَقُولَ رَبِيَ الله ]


ثُمَّ يَجْتَمِعُ أبُو جَهْلٍ وأصْحَابٌ لَهُ وَنَبِيُّ الله قَائِمٌ يُصَلّي عِنْدَ البَيْتِ، فَيَقُولُ بَعْضُهُم لِبَعْض: أيُّكُمْ يَجِيء بِسَلَى جزُورِ بَنِي فُلان فَيَضَعُه عَلَى ظَهْرِ مُحَمَّدٍ إذا سَجَدْ ،

[والسَّلَى:غِطَاءٌ رَقِيقٌ يَكُونُ فِيهِ الجَنِينُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ
وأما الجزَور : فـــيقْصدُ بِهِ النّاقة ]

فَانْبَعَثَ أشْقَى القَوْم فَجَاءَ بِهِ ، فانْتَظَر حَتَّى سَجَدَ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلم فَوَضَعَه عَلَى ظَهْرِهِ بَيْنَ كَتِفَيْه ، فَجَعَلُوا يَضْحَكُون وَيَمِيلُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ، وَرَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْه وَسَلَّم سَاجِدٌ لا يَرْفَع رَأْسَه ، حَتَّى جَاءتْهُ فَاطِمَة فَطَرَحَت عَنْ ظَهْرِهِ الأذَى ..

وَتَتَلاحَقُ عَلَيْهِ الأحْزَان، فَتَمُوت زَوْجَتُهُ خَدِيجَة سَنَدُهُ وَمُعِينه
ثُمّ يَمُوتُ عَمُّه أبُو طَالِب نَاصِره ومُؤيِّدُه ،

فَتشْتَد بِالمُشَركِين الأذِيَّة وَيَحْمِيَ بِهِم الوَطِيس .
فَيُوضَعُ الشَّوْكُ فِي طَرِيقِهِ ويُرْمَى بَالحِجَارَة حَتَّى تدْمَى عَقِبه ..
وَيَوم أُحُد تُكْسَرُ رُبَاعِيَتُه ويُشَجّ رَأْسه فَيَسِيلَ الدَم عَلَى وَجْهِه ،
فَيَسْلِتهُ صَلَّى اللهُ علَيْه وَسَلَّم وَيَقُول: ( كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ شَجُوا نَبِيَهُمْ وَشجُوا رُبَاعِيَتَه ، وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إلَى الله ؟ ) ..رواه مسلم



وَيَوم حُنَيْن يُــؤْثِر رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّم أُنَاسًا فِي القِسْمَة ، فَيَقُول رَجُلٌ مِنْ الأنْصَار : واللهِ مَا أرَادَ مُحَمَّدٌ بِهَذا وَجْه اللهِ ،
فَيَقُول صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلّم :( رَحِمَ اللهُ مُوسَى ، لَقَدْ أوذِيَ بِأكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَر ) . صحيح البخاري

ويَفْقِدُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بَنَاتِه الثَلاث فَيَدْفِنُهن ولايَهِين ولايَلِين ..
وَيَتَوفَّى المَوْتُ ابْنَه ابْراهِيم فَتَدْمَع عَيْنَاه وَيَقُول :
(تَدْمَعُ العَيْن ويحْزَنُ القَلْبُ . وَلا نَقُولُ إلا مَا يُرْضِي رَبَّنَا . واللهِ يَا إبْراهِيم ! إنَّا بِكَ لِمَحْزُونُون ) صحيح الجامع

،،


يَأتِيهِ الأعْرَابي فَيَجْبِدُه بِرِدَاِئه جَبْدَة شَدِيدَة تُؤثِّر فِي عَاتِقِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّم...فَيَضْحَك ويَأْمُر لَهُ بِعَطَاء
ثُمَّ يَأتِيهِ جِبْرِيل بِمَفَاتِيحِ خَزَائِن الدُّنْـيَا فَـيَـأبَى إلاَّ أنْ يَنَام عَلَى الحَصِيرِ حَتَّى يُؤثِّر فِي جَنْبِهِ ..
وَتَمُرُّ اللَّيَالِي الثَلاث فَلاتُوقَدُ فِي بَيْتِه نَار ...
فَيَرْبِطُ الحَجَرَ عَلَى بَطْنِهِ مِنْ شِدَّة الجُوعِ وقلّة القوت ..

فَأَيُّ صَبْرٍ هَذَا؟
وأيُّ قُوَّةٍ تِلْكَ يَارَسُولَ الله ؟
وأيُّ دُرُوسٍ تُعَلِّمُنَا ؟


مَخْرَج }~


عِنْدَمَا نَضْرِبُ أمْثِلَةً كَهَذِهِ
لاتَكُونُ العِبْرَة مُجَرّد قِرَاءَة عَقيمَة أَوْ أحَادِيثَ تُروَى لِوَقَائِعَ كَانَ حَقِيقٌ عَلَيْنَا أنْ نَعْرِفَهَا جَمِيعُنا
فالمُؤمِنُ إنَّمَا يَجِبُ أنْ يَكُونَ
صَابِرًافِي مِحَنِهِ ،
ثَابِتًافِي مَصَائِبِه
يَسْتَقْبِلُ أمْوَاجَ البَلاءِ بالدُّعَاءِ والتَضَرُّعِ
مُوقِنًا باستِجابةِ المُجيب
وَفَرَجٍ مِنَ اللهِ قَريبْ



تحيّة عَطرة منْ مجموعة:
فاتّبعوني[لشبابِ مُقتَدٍ بِرَسُولهِ]