غَــداً رَجُــلْ
2012-09-14, 18:44
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل أن تُفتح السجلات ....
الحلقة الثالثة
سيداتي ... سادتي ...
وكما إعتدنا وفي بث حي ومباشر من شاطئ الحياة ...
نستقبل ضيفا آخر من ضيوف هذه البسيطة ...
وضيفنا لهذا اليوم امرأة ...
عاركت السنين ... وعاركتها السنين ...!!!
وصلنا إليها بعد بحث طويل ... حتى عثرنا عليها في احدى دور المسنين ...
أبنائها من علية القوم !!! سمراء البشرة برزت على وجهها التجاعيد ....
سيدتي الكريمة أعتذر عن طول المقدمة ... وأترك المجال لك ...
وأخبرينا ما في القلب من حسرات ... لانا لها الحديد ....
بوركت ياول.... !!!
ما بال سيدتي والدموع ؟
آه ... ماذا أقول ...
هذه المرة الأولى أنطق بكلمة ولدي منذ عشرات السنين ...
على كل حال ... أنا أرملة وكانوا في بضع سنين ...
والحال فقر ... وأهملنا القريب قبل البعيد ...!!!
وعملت كل ما أستطيع عمله لإطعام تلك الأفواه الصغيرة الجائعة ...
صيامي ليس كبقية الصائمين ... بل تعدى الصالحين ... !!!
كبرت الأفواه ... ومع كثرت المتطلبات ... وهن العظم وزاد الهم ...
إلا أني أستطعت أن أوصلهم الى بر الأمان ...
وفتحت الدنيا لهم خزائنها ... وتنكروا لعجوز مسكين ...
فدب الخلاف بينهما من يدفعني لمن ... ومن خلفهم نساء ...
لا بل شياطين ... حتى وصل بي الحد أن أقف أمام بيوتهم ...
فلا مجيب .. كأنهم في سفر ... أو نائمين ...
لتقودني قدماي بين الشوارع والبساتين ...
هائمة على وجهي ... وحزن دفين ... لأسيقظ يوما في تلك الدار ...
بعثت إليهم بمئات الرسائل ... وبعض الأشخاص فأنكروا معرفتي ...
وتوالت على هذا الحال السنين ....!!!
دعوت الرحمن لهم ... لعلهم يأتوا طائعين ..!!!
حتى أدركت أني أخاطب ميتين ...
في تلك الدار ياولدي بُعثرت كرامتي حتى من أصغر العاملين ...
وأستمر الصيام ... رغم مالديهم من ملايين ...
حتى قسى للأم قلبا ...
وطلبت العدل من أعدل الحاكمين ...
عذرا سيدتي الكريمة ...
فالوقت يداهمنا ... هل من كلمة أخيرة ...
توجهينها لمن كانوا في عرف الزمان أبناء ...!!!
نعم يا ولدي ... اللهم كما رموني فعليك بهم ...
اللهم كما رموني فعليك بهم ...
اللهم كما رموني ... فعليك بهم ...
كانت تلك أخر كلمات العجوز المسكين ...
سقطت ... قبل أن تركب القارب ... !!!
حملناها ... ولسان حالنا يذكر قول أحكم الحاكمين ...
( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا )
قبل أن تُفتح السجلات ....
الحلقة الثالثة
سيداتي ... سادتي ...
وكما إعتدنا وفي بث حي ومباشر من شاطئ الحياة ...
نستقبل ضيفا آخر من ضيوف هذه البسيطة ...
وضيفنا لهذا اليوم امرأة ...
عاركت السنين ... وعاركتها السنين ...!!!
وصلنا إليها بعد بحث طويل ... حتى عثرنا عليها في احدى دور المسنين ...
أبنائها من علية القوم !!! سمراء البشرة برزت على وجهها التجاعيد ....
سيدتي الكريمة أعتذر عن طول المقدمة ... وأترك المجال لك ...
وأخبرينا ما في القلب من حسرات ... لانا لها الحديد ....
بوركت ياول.... !!!
ما بال سيدتي والدموع ؟
آه ... ماذا أقول ...
هذه المرة الأولى أنطق بكلمة ولدي منذ عشرات السنين ...
على كل حال ... أنا أرملة وكانوا في بضع سنين ...
والحال فقر ... وأهملنا القريب قبل البعيد ...!!!
وعملت كل ما أستطيع عمله لإطعام تلك الأفواه الصغيرة الجائعة ...
صيامي ليس كبقية الصائمين ... بل تعدى الصالحين ... !!!
كبرت الأفواه ... ومع كثرت المتطلبات ... وهن العظم وزاد الهم ...
إلا أني أستطعت أن أوصلهم الى بر الأمان ...
وفتحت الدنيا لهم خزائنها ... وتنكروا لعجوز مسكين ...
فدب الخلاف بينهما من يدفعني لمن ... ومن خلفهم نساء ...
لا بل شياطين ... حتى وصل بي الحد أن أقف أمام بيوتهم ...
فلا مجيب .. كأنهم في سفر ... أو نائمين ...
لتقودني قدماي بين الشوارع والبساتين ...
هائمة على وجهي ... وحزن دفين ... لأسيقظ يوما في تلك الدار ...
بعثت إليهم بمئات الرسائل ... وبعض الأشخاص فأنكروا معرفتي ...
وتوالت على هذا الحال السنين ....!!!
دعوت الرحمن لهم ... لعلهم يأتوا طائعين ..!!!
حتى أدركت أني أخاطب ميتين ...
في تلك الدار ياولدي بُعثرت كرامتي حتى من أصغر العاملين ...
وأستمر الصيام ... رغم مالديهم من ملايين ...
حتى قسى للأم قلبا ...
وطلبت العدل من أعدل الحاكمين ...
عذرا سيدتي الكريمة ...
فالوقت يداهمنا ... هل من كلمة أخيرة ...
توجهينها لمن كانوا في عرف الزمان أبناء ...!!!
نعم يا ولدي ... اللهم كما رموني فعليك بهم ...
اللهم كما رموني فعليك بهم ...
اللهم كما رموني ... فعليك بهم ...
كانت تلك أخر كلمات العجوز المسكين ...
سقطت ... قبل أن تركب القارب ... !!!
حملناها ... ولسان حالنا يذكر قول أحكم الحاكمين ...
( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا )