mouhe16
2012-09-07, 14:01
شعر الأمير عبد القادر في حب البادي
يا عاذراً لامرئٍ قد هام في الحضـروعـاذلاً لمحـبّ البـدو والقـفـر
لا تذممـنّ بيوتـاً خـفّ محملـهـا ** وتمدحـنّ بيـوت الطيـن والحجـر
لو كنت تعلم ما في البـدو تعذرنـي ** لكن جهلت وكم في الجهل من ضرر
أو كنتَ أصبحت في الصحراء مرتقياً ** بساط رملٍ بـه الحصبـاء كالـدرر
أو جلتَ في روضةٍ قد راق منظرها ** بكـل لـونٍ جميـل شيّـق عطـرتستنشقـنّ نسيمـاً طـاب منتشـقـاً ** يزيد في الروح لم يمرر على قـذَر
أو كنت في صبح ليل هـاج هاتنـه ** علوت في مرقبٍ أو جلـت بالنظـر
رأيت في كلّ وجـهٍ مـن بسائطهـا ** سرباً من الوحش يرعى أطي الشجر
فيا لها وقفة لـم تبـق مـن حـزن ** في قلب مضنى ولا كدّا لذي ضجـر
نباكـرُ الصيـد أحيـانـا فنبغـتـه ** فالصيد منّا مدى الأوقات فـي ذعـر
فكـم ظلمنـا ظليمـا فـي نعامتـه ** وإن يكن طائراً في الجـو كالصقـر
يـوم الرحيـل إذا شـدّت هوادجنـا ** شقائق عمّهـا مـزنٌ مـن المطـر
فيها العذارى وفيها قد جعلـن كـوىً ** مرقعـاتٍ بأحـداقٍ مـن الـحـور
تمشي الحداة لها من خلفهـا زجـلٌ ** أشهى من الناي والسنطيـر والوتـر
ونحن فوقَ جياد الخيـل نركضهـا ** شليلهـا زينـة الأكفـال والخصـر
نطارد الوحـش والغـزلان نلحقهـا ** على البعاد وما تنجو مـن الضمـر
نروح للحـيّ ليـلا بعدمـا نزلـوا ** منازلاً ما بها لطـخٌ مـن الوضـر
ترابها المسك بل أنقـى وجـاد بهـا ** صوب الغمائـم بالآصـال والبكـر
نلقى الخيام وقد صفّت بهـا فغـدت ** مثل السماء زهت بالأنجـم الزهـر
قال الألى قد مضوا قـولا يصدّقـه ** نقلٌ وعقلٌ ومـا للحـق مـن غيـر
الحسن يظهـر فـي بيتيـن رونقـه ** بيتٌ من الشعرِ أو بيتٌ مـن الشعَـر
أنعامنا إن أتت عنـد العشـيّ تخـل **أصواتها كـدويّ الرعـد بالسحـر
سفائن البـرّ بـل أنجـى لراكبهـا ** سفائن البحر كم فيهـا مـن الخطـر
لنا المهارى ومـا للريـم سرعتهـا ** بهـا وبالخيـل نلنـا كـل مفتخـر
فخيلنـا دائمـا للحـرب مسـرجـةٌ ** من استغـاث بنـا بشّـره بالظفـر
نحن الملوك فلا تعـدل بنـا أحـداً ** وأيّ عيشٍ لمن قد بـات فـي خفـر
لا نحمل الضيم ممن جـار نتركـه ** وأرضه وجيمع العـزّ فـي السفـر
وإن أسـاء علينـا الجـار عشرتـه ** نبين عنـه بـلا ضـرٍّ ولا ضـرَر
نبيت نـار القـرى تبـدو لطارقتنـا ** فيها المداواة من جوع ومن خصـر
عدوّنـا مـا لـه ملـجـا ولا وزرٌ ** وعندنـا عاديـات السبـق والظفـر
شرابها مـن حليـبٍ مـا يخالطـه ** ماء وليـس حليـب النـوق كالبقـر
أمـوال أعدائنـا فـي كـلّ آونـة = نقضـي بقسمتهـا بالعـدل والقـدر
ما في البداوة من عيـب تـذمّ بـه** إلّا المـروءة والإحسـان بالـبـدرِ
وصحّة الجسـم فيهـا غيـر خافيـةٍ ** والعيب والداء مقصورٌ على الحضَر
يا عاذراً لامرئٍ قد هام في الحضـروعـاذلاً لمحـبّ البـدو والقـفـر
لا تذممـنّ بيوتـاً خـفّ محملـهـا ** وتمدحـنّ بيـوت الطيـن والحجـر
لو كنت تعلم ما في البـدو تعذرنـي ** لكن جهلت وكم في الجهل من ضرر
أو كنتَ أصبحت في الصحراء مرتقياً ** بساط رملٍ بـه الحصبـاء كالـدرر
أو جلتَ في روضةٍ قد راق منظرها ** بكـل لـونٍ جميـل شيّـق عطـرتستنشقـنّ نسيمـاً طـاب منتشـقـاً ** يزيد في الروح لم يمرر على قـذَر
أو كنت في صبح ليل هـاج هاتنـه ** علوت في مرقبٍ أو جلـت بالنظـر
رأيت في كلّ وجـهٍ مـن بسائطهـا ** سرباً من الوحش يرعى أطي الشجر
فيا لها وقفة لـم تبـق مـن حـزن ** في قلب مضنى ولا كدّا لذي ضجـر
نباكـرُ الصيـد أحيـانـا فنبغـتـه ** فالصيد منّا مدى الأوقات فـي ذعـر
فكـم ظلمنـا ظليمـا فـي نعامتـه ** وإن يكن طائراً في الجـو كالصقـر
يـوم الرحيـل إذا شـدّت هوادجنـا ** شقائق عمّهـا مـزنٌ مـن المطـر
فيها العذارى وفيها قد جعلـن كـوىً ** مرقعـاتٍ بأحـداقٍ مـن الـحـور
تمشي الحداة لها من خلفهـا زجـلٌ ** أشهى من الناي والسنطيـر والوتـر
ونحن فوقَ جياد الخيـل نركضهـا ** شليلهـا زينـة الأكفـال والخصـر
نطارد الوحـش والغـزلان نلحقهـا ** على البعاد وما تنجو مـن الضمـر
نروح للحـيّ ليـلا بعدمـا نزلـوا ** منازلاً ما بها لطـخٌ مـن الوضـر
ترابها المسك بل أنقـى وجـاد بهـا ** صوب الغمائـم بالآصـال والبكـر
نلقى الخيام وقد صفّت بهـا فغـدت ** مثل السماء زهت بالأنجـم الزهـر
قال الألى قد مضوا قـولا يصدّقـه ** نقلٌ وعقلٌ ومـا للحـق مـن غيـر
الحسن يظهـر فـي بيتيـن رونقـه ** بيتٌ من الشعرِ أو بيتٌ مـن الشعَـر
أنعامنا إن أتت عنـد العشـيّ تخـل **أصواتها كـدويّ الرعـد بالسحـر
سفائن البـرّ بـل أنجـى لراكبهـا ** سفائن البحر كم فيهـا مـن الخطـر
لنا المهارى ومـا للريـم سرعتهـا ** بهـا وبالخيـل نلنـا كـل مفتخـر
فخيلنـا دائمـا للحـرب مسـرجـةٌ ** من استغـاث بنـا بشّـره بالظفـر
نحن الملوك فلا تعـدل بنـا أحـداً ** وأيّ عيشٍ لمن قد بـات فـي خفـر
لا نحمل الضيم ممن جـار نتركـه ** وأرضه وجيمع العـزّ فـي السفـر
وإن أسـاء علينـا الجـار عشرتـه ** نبين عنـه بـلا ضـرٍّ ولا ضـرَر
نبيت نـار القـرى تبـدو لطارقتنـا ** فيها المداواة من جوع ومن خصـر
عدوّنـا مـا لـه ملـجـا ولا وزرٌ ** وعندنـا عاديـات السبـق والظفـر
شرابها مـن حليـبٍ مـا يخالطـه ** ماء وليـس حليـب النـوق كالبقـر
أمـوال أعدائنـا فـي كـلّ آونـة = نقضـي بقسمتهـا بالعـدل والقـدر
ما في البداوة من عيـب تـذمّ بـه** إلّا المـروءة والإحسـان بالـبـدرِ
وصحّة الجسـم فيهـا غيـر خافيـةٍ ** والعيب والداء مقصورٌ على الحضَر