تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فالدنيا معبر ! وكلنا راحل


جمانة اناهيد
2009-03-02, 09:57
بسم الله الرحمن الرحيم ..


كان هناك صديقان حميمان يمشيان في الصحراء حتى ضلوا الطريق .. فسأل أحدهما الآخر من أين نسير ؟
فأشار عليه من هذا الطريق ..
فمشوا حتى أيقنو على الهلاك فغضب أحدهما على الآخر فضربه على وجه فما كان من المصفوع إلا أن أخذ عوداً وكتب على الرمال :
( في هذا اليوم صفعني صديقي على وجهي ).
ثم مشوا حتى أدركوا النهر فقاموا وشربوا منه
ونزل المصفوع حتى يسبح فغرق فما كان من صاحبه إلا أن
أنقذه من الغرق !
فأخرج المصفوع سكيناً وكتب على الحجر :
( في هذا اليوم أنقذني صديقي من الغرق ).
فتعجب صديقه من أمره فسأله :
لماذا عندما صفعتك كتبت على الرمل ،
وعندما أنقذتك نحت على الحجر.!؟
فأجابه قائلاً :
لأني رأيت في صفعتك شيئ عابر لايستحق
مني الاهتمام به فكتبت ذلك على الرمل
لأنها ستمحي من قلبي كما ستمحى من على الرمل ،
أما إنقاذك لي فهو شيئ لا أستطيع
نسيانه كما هو حال المنحوت على الحجر



الشاهد من هذه القصة :


أن كثيراً ما تمر بنا مواقف عبر سيرنا على سفينة بحر الحياة ،
منها المر ومنها الجميل ..

ونعلم جيداً أن قلوبنا خُلقت نقيه لا يشوبها
أي عكر سواءًا من كره وبغض وماشابه ذلك
ولا غيرها من الأخلاق الذميمة ..


هكذا هي الدنيا .. وهكذا هم بني البشر .. !
لم يُخلق الكمال في أحد ولن يمتاز بهذا
الكمال سوى رب الكمال والجلال ..
علينا أن نعلم جيداً معنى : أنك لن تجد أيُّ أب ،
أم ، أخ ، صديق ، وأي بشر ،
بعيد تمام البعد عن العيب والنقص ..

فما المانع من التماس الأعذار لأخوتنا على ما بدر منهم ،
إن كان الكمال في الأصل ليس له وجود بيننا ؟!
هل من الجميل أن نعيش وقلوبنا مسودّة بالبغض والحقد ؟!
أم العيش والرب غضبان بسبب الهجران ؟!
هل نعلم ما معنى أن تكون قلوبنا شتى ؟!!
وكأننا بهذا الصنيع نماثل الكفرة والمنافقين ! وهل نرضاه لأنفسنا ؟!

" تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى "

فمن المخزي أن نجد صفوف الغرب متماسكة
حال عدْوهم على المسلمين ،
أما نحن فلا نجد معيناً يعين على ما هو أقل من ذلك !
بسبب
أن العلاقات بيننا قد مزقت ،
وأننا لا نغض الطرف عن الزلات والهفوات ،
فحتى العذر لا نلتمسه !

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
قال رسول الله صـلى الله عـليه وسلم :
( ألا أنبئكم بشراركم ؟ قالوا : بلى إن شئت يا رسول الله ، قال :
إن شراركم الذي ينزل وحده ، ويجلد عبده ، ويمنع رفده .
أفلا أنبئكم بشر من ذلك ؟ قالوا :
بلى إن شئت يا رسول الله .
قال : من يبغض الناس و يبغضونه ،
قال : أفلا أنبئكم بشر من ذلك ؟
قالوا : بـلـى إن شـئـت يا رسول الله .
قال : الذين لا يقبلون عثرة ولا يقبلون معذرة ولا يغتفرون ذنباً ، قال : أفلا أنبئكم بشر من ذلك ؟ قالوا :
بلى يا رسول الله : قال :
من لا يُرجى خيره ولا يؤمن شره ) ..رواه الطبراني وغيره ..

فعلينا أن نقذف بالإساءات أياً كانت خارج نطاق القلب وأيضاً العقل ،
فلا فائدة تُرجى من اجهادهما بالتفكير بفعلٍ ربما لم يكن من خلفه مقصد ..!

لنعلنها الآن : أن القلب لا مجال له بحمل ما يكون سبيلاً للكره بيننا ، ولنجعل كل السبل المؤدية للكره والبغض والهجر
مثبتة على رمل يحمله الريح في يوم عاصف فتمحى

أما العمل الحسن لنجعل له كل الحيز في القلب ..
ولننحته على حجر الوفاء حتى لا يُمحى هذا الإحسان !
فمن سِمات المؤمن وفائِه لأخيه المسلم في كل الأمر !
" وهل جزاء الإحسان الإحسان " !

أحبتي :

ليكن لنا أثراً ..
ولتكن لدينا المبادرة في الإصلاح بين المتخاصمين
حتى وإن كان ذلك لا يعنينا فإن له من الأجر العظيم ..
ويكفينا من ذلك أننا بمبادرتنا نطبق سنة منسية هي سنة
" إصلاح ذات البين "
ونستجيب للنداء الرباني في قوله جل في علاه :
" إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون " ..

وحديث أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال :
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - :
( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة ؟
قالوا : بلى يا رسول الله، قال : إصلاح ذات البين ،
فإن فساد ذات البين هي الحالقة ،
لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين ) رواه مسلم ..

فما أعظم هذا الجزاء الوفير المترتب على
ذلك وما أعظم رحمة الرب إن شملتنا !

لنجدد النيات ولنعلنها صفحا ً
عمن أسئنا إليهم أو لمن أسئنا الظن بهم ،
ولنحمل الإصلاح شعارا لنا ،

ولنلتمس من العذر أكثره ليُفتح لنا إلى الجنة طريقاً

فالدنيا معبر ! وكلنا راحل .

نورالدين17
2009-03-02, 10:33
حياتنا كلها كمن خط على الرمل....

لا يبقى منها الا جزاء على اعمال قمنا بها او عقاب على ذنوب اقترفناها....

كمال الاسلام
2009-03-02, 10:33
بارك الله فيكي اختي جمانة

فعلا قصة جميلة تحتوي على الكثير من العبر نحتاجها في حياتنا



مزيدا من التميز ان شاء الله

زهرة الجنة
2009-03-02, 12:30
السلام عليكم
مشكورة أختي جمانة أناهيد على موضوعك الرائع فكلماته أعجبتني كثيرا
فهذه الحياة التي نعيشها اليوم لا نجني منها سوى الأعمال التي إن شاء الله تكون كلها حسنة
فبوركتي أخيتي على هذا الإطراء الرائع
جزاكي الله الجنة بإذنه
تقبلي مروري
سلامي لكم جميعا