didine333
2012-09-06, 22:15
للكاتب الجزائري أمقران محمد شريف
لا شك أن الفرد العربي مثله مثل نظرائه من الشعوب الأخرى، يملك من المؤهلات و القدرات ما يسمح له بالمنافسة في أعلى المستويات، غير أن المواهب لا تكفي إذا كان التكوين قاصرا و كان المناخ الذي يعمل فيه مثبطا...و لا شك أن كل هؤلاء الذين نفتخر بكونهم من أشهر علماء الغرب و أنبغهم، ما كانوا ليبلغوا تلك الدرجات لو بقوا في بلدانهم الأصلية، إلا في حالات نادرة، و أدل مؤشر على هذا، المراتب التي تحتلها الجامعات العربية عالميا.و لعل أفضل مثال على هذا، ما قاله الباحث الجزائري نور الدين مليكشي، المشرف على آخر مشاريع وكالة ناسا الأمريكية، حول الرعاية التي وجدها في الغرب و التي من دونها لم يكن ليحقق ما حققه من النجاح.
فما الذي يبرر سعينا لمنعهم من الهجرة؟ أليست هذه الهجرة ضرورية حتى يتمكن العرب من مواكبة التطور المتسارع للتكنولوجيا؟ إذا تأملنا أسباب قيام الحضارة الغربية (المادية) نجدها استلهمت معظم مقوماتها من شعوب أخرى، ازدهرت في الماضي و أفل نجمها في الحاضر.
إن سياسات الدول العربية التي تحاول نقل التكنولوجيا عن طريق دفع ملايين و ملايير لاقتناء المعدات و التجهيزات، قد أثبتت فشلها بسبب رفض الدول الغربية اقتسام المعارف و الخبرات التي ينبغي أن تصاحبها، و حتى إن تم التفاهم على نقلها، فقلما يخلص الطرف الآخر في تشريف عقده حيث يقدم بالكاد الحد الأدنى، خاصة أن سياسات الكثير من الدول ترتكز على بيع الاختراع ما قبل الأخير. لذا فإن من أفضل ما يمكّن الدول العربية من تجاوز هذه المشاكل، هو الاستعانة بأبنائها في هذا المجال، و لا يكون هذا بتوجيه الجهود نحو إقناعهم بالعودة إلى بلدانهم الأصلية (على الأقل في الظرف الحالي لأن المناخ سيعزلهم) إنما بدعوتهم إلى المساهمة التي تخدم الطرفين عن طريق المحاضرات و الدورات التدريبية.
من جهة أخرى، تشتكي الدول الغربية من هجرة المستثمرين نحو الدول التي توفر يد عاملة أرخص و نظم جبائية أرحم، لهذا السبب نجد الكثير من المستثمرين الأجانب عندنا، لكن العجيب هو أن المستثمرين العرب المغتربين لا يفعلون كذلك، مما يستدعي دراسة معمقة لمعرفة إن كانت الأسباب ثقافية أم نفسية أم أن العرب لا يقدّرون تقدير الأجانب في أوطانهم؟
لقد طال سعي الدول العربية إلى التقدم "عكس التيار"، و قد عجزت عن إيجاد حل لتضييق الهوة بينها و بين كفاءاتها، و قد آن أوان تغيير النظرة الإستراتيجية نحو هذه الفئة، التي من حقها المساهمة في بناء بلدانها من دون أن تطالب بالتضحية بسنين من التعلم و العمل و الجهود. و يكفي كمثال، ما يلاحظ حول الدولة العبرية التي تستمد قوتها الاقتصادية و السياسية و العسكرية من خارج حدودها..
http://www.podcastjournal.net/arabe/%D8%A3%D8%AF%D9%85%D8%BA%D8%A9-%D9%87%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%A9-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B9%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D9%88-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%AC%D8%A7%D8%AD_a43.html
لا شك أن الفرد العربي مثله مثل نظرائه من الشعوب الأخرى، يملك من المؤهلات و القدرات ما يسمح له بالمنافسة في أعلى المستويات، غير أن المواهب لا تكفي إذا كان التكوين قاصرا و كان المناخ الذي يعمل فيه مثبطا...و لا شك أن كل هؤلاء الذين نفتخر بكونهم من أشهر علماء الغرب و أنبغهم، ما كانوا ليبلغوا تلك الدرجات لو بقوا في بلدانهم الأصلية، إلا في حالات نادرة، و أدل مؤشر على هذا، المراتب التي تحتلها الجامعات العربية عالميا.و لعل أفضل مثال على هذا، ما قاله الباحث الجزائري نور الدين مليكشي، المشرف على آخر مشاريع وكالة ناسا الأمريكية، حول الرعاية التي وجدها في الغرب و التي من دونها لم يكن ليحقق ما حققه من النجاح.
فما الذي يبرر سعينا لمنعهم من الهجرة؟ أليست هذه الهجرة ضرورية حتى يتمكن العرب من مواكبة التطور المتسارع للتكنولوجيا؟ إذا تأملنا أسباب قيام الحضارة الغربية (المادية) نجدها استلهمت معظم مقوماتها من شعوب أخرى، ازدهرت في الماضي و أفل نجمها في الحاضر.
إن سياسات الدول العربية التي تحاول نقل التكنولوجيا عن طريق دفع ملايين و ملايير لاقتناء المعدات و التجهيزات، قد أثبتت فشلها بسبب رفض الدول الغربية اقتسام المعارف و الخبرات التي ينبغي أن تصاحبها، و حتى إن تم التفاهم على نقلها، فقلما يخلص الطرف الآخر في تشريف عقده حيث يقدم بالكاد الحد الأدنى، خاصة أن سياسات الكثير من الدول ترتكز على بيع الاختراع ما قبل الأخير. لذا فإن من أفضل ما يمكّن الدول العربية من تجاوز هذه المشاكل، هو الاستعانة بأبنائها في هذا المجال، و لا يكون هذا بتوجيه الجهود نحو إقناعهم بالعودة إلى بلدانهم الأصلية (على الأقل في الظرف الحالي لأن المناخ سيعزلهم) إنما بدعوتهم إلى المساهمة التي تخدم الطرفين عن طريق المحاضرات و الدورات التدريبية.
من جهة أخرى، تشتكي الدول الغربية من هجرة المستثمرين نحو الدول التي توفر يد عاملة أرخص و نظم جبائية أرحم، لهذا السبب نجد الكثير من المستثمرين الأجانب عندنا، لكن العجيب هو أن المستثمرين العرب المغتربين لا يفعلون كذلك، مما يستدعي دراسة معمقة لمعرفة إن كانت الأسباب ثقافية أم نفسية أم أن العرب لا يقدّرون تقدير الأجانب في أوطانهم؟
لقد طال سعي الدول العربية إلى التقدم "عكس التيار"، و قد عجزت عن إيجاد حل لتضييق الهوة بينها و بين كفاءاتها، و قد آن أوان تغيير النظرة الإستراتيجية نحو هذه الفئة، التي من حقها المساهمة في بناء بلدانها من دون أن تطالب بالتضحية بسنين من التعلم و العمل و الجهود. و يكفي كمثال، ما يلاحظ حول الدولة العبرية التي تستمد قوتها الاقتصادية و السياسية و العسكرية من خارج حدودها..
http://www.podcastjournal.net/arabe/%D8%A3%D8%AF%D9%85%D8%BA%D8%A9-%D9%87%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%A9-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B9%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D9%88-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%AC%D8%A7%D8%AD_a43.html