تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فوائد من حديث ( تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا.... ) لفضيلة الشيخ صَالح السُّحيْميّ –حفظ


~أمة الله~
2012-09-06, 19:07
بسم الله الرحمن الرحيم






فوائد من حديث ( تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا.... ) لفضيلة الشيخ صَالح السُّحيْميّ –حفظه الله-


[الخطبة الأولى]

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَى اللهُ وَسَلَمَ وَبَارَكَ عَلَيهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُ، وَسَارَ عَلَى نَهْجِهِ، وَاسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ.
أَمَّا بَعْدُ:
إخوتي وأحبتي في الله؛ يقول الله -سبحانه وتعالى-: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً}.
ويقول جل وعلا: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} .
ويقول جل وعلا: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} .
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم:" تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا، نُكِتَتْ فِيهِ نُكْتَهٌ بَيْضَاءُ، وَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَتْ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ؛ حَتَّى يَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ، قَلْبٌ أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا، لا تَضَرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ، وَقَلْبٌ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا، لا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، وَلا يُنْكِرُ مُنْكَرًا، إِلا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ" أو كما قال صلى الله عليه وسلم.

أيُّها الإخوة: إن الدنيا دار ابتلاء واختبار وامتحان، يجتازه العبد في فترة وجيزة، فإذا انطوى كأنه لم يمكث فيها يومًا أو بعض يوم؛ ولذلك جاء في الحديث: "أنه يُؤتى بأنعم رجل في الدنيا من أهل الشقاء فيصبغ صبغة في النار، يغمس غمسة في النار؛ ثم يُقال له: كم لبثت؟ قال: لبثت يومًا أو بعض يوم، ويُؤتى بأبأس رجل في الدنيا -أشد الناس بؤسًا وفقرًا وضنكًا، وهو من أهل السعادة- فيصبغ صبغة في الجنة يغمس فيها غمسة؛ فيقول: هل مر بك بؤس قط؟ فيقول: والله ما مرني بؤس قط، والأول يقول: ما مر به نعيم قط.
إن الفتن -عباد الله- كثيرة مدلهِمَّة تعصف بالمجتمع من فتنِ الشهواتِ وفتن الشبهاتِ؛ فتن الشهوات بالإغراءات وبالفضائيات وبالخرافات والخزعبلات؛ ولذلك حفت النار بالشهوات. وكذلك بالشبهات التي يقع بها البعض لما يزينه أهل الأهواء؛ حيث يزينون تلك الشبهات فيُظهِرونها في قالبٍ ديني؛ فيُفتن بها الكثير من الناس؛ فيضلُّ عن سبيل الله، وهو يظن أنه على شيء {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} .فما المخرج يا عبد الله من تلك الفتن؛ -فتن الشهوات وفتن الشبهات-؟

أولاً: يا عبد الله! عليك بالعلم والتعلم، والفقه بدين الله؛ فإنه هو الملاذ بعد توفيق الله، الذي تتحصن به من الشهوات والشبهات؛ حيث يُزهِدُكَ في الشهوات ويوَضِّحَ لك الشبهات؛ فتَسلم من هاذين التيارين، المتضادين في الظاهر، والمتوازيين ومتعاونين في الباطن.
عليك بالعلم المؤصّل من كتاب الله -جلَّ وعلا- وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، إذ أن العلم نور يضيء لك الطريق، تميز به بين الحق والباطل، وبين الهدى والضلال، وبين الحلال والحرام، وبين الشهوات والشبهات، وبين التوحيد والشرك، وبين السنة والبدعة، وبين الطريق المستقيم والطريق المعوج.

وثانيًا: العمل بهذا العلم، والمبادرة إلى الخيرات قبل فوات الأوان، قبل أن يندم المقصر ساعة لا ينفع الندم، قبل أن {يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا} ، يعمل عمل مودع، "إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وصلي صلاة مودع وكن في هذه الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل".

وهذا ينقلنا إلى الأمر الثالث: وهو مصاحبة الأخيار، والبعد عن الأشرار الذين يُوقِعونك في الفتن الظاهرة و الباطنة {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} . ((مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ؛ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً)).

والأمر الرابع: الجد والاجتهاد في اللجوء إلى الله، والدعاء وتحري الأوقات المناسبة للدعاء؛ بأن يقيك الله شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، ولاسيما آخر الليل عندما ينام الذين يُحرمون من الخير، تقوم آخر الليل -قُبيْلَ الصلاة- تصلي ما يشاء الله لك أن تصلي، وتلجأ إلى الله -تبارك وتعالى- بأن يقيك شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يحفظك من بين يديك ومن خلفك، وعن يمينك وعن شمالك، ومن فوقك ومن تحتك .

والمخرج الخامس: هو الجد والاجتهاد في الاستعداد ليوم المعاد، وعدم إضاعة الوقت فيما لا ينفعك، والمحافظة على وقتك، وتذكر الموت، وتذكر الآخرة، وتذْكُر ما عند الله -تبارك وتعالى-، وتذْكُر ما أعد الله -تبارك وتعالى- لأهل الهدى من ثواب وخير وما أعده لأهل الشقاوة من عقاب ومنزل خطير .

والأمر السادس -يا عبد الله!-: ألا تتعرض للفتن؛ بل عليك أن تهرب منها، وأن تبتعد عنها؛ لأنه يأتي على الناس زمان تكثر فيه الفتن؛ كما هو في زماننا هذا، تكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي خير من الساعي، ومن يستشرف لها تستشرفه؛ أي: تستهويه ويقع فيها، فاحذر وابتعد عنها، وإياك أن تقول: "أنا أقتحمها وأستطيع مقاومتها"؛ فإنك قد تضعف؛ ولذلك أُُمرنا بأن نتخذ الوقاية قبل العلاج.

الأمر السابع: تنظيف بيتك من كل أمر يؤدي إلى هذه الفتن؛ مثل: الفضائيات المشبوهة التي تنشر الشهوات والشبهات، طهِّر بيتك من هذه الفضائيات -فضائيات الغنا والخنا- والتمثيليات، ودواعي الزنا، وفضائيات الشبهات التي ربما تُنْشر باسم الدين، والدين منها براء، وقد كثُرتْ وعمت وطمّت ولا أخال بأن واحداً منها صافي صافٍ مصفىّ أبدًا، وأقلها الذي فيه دخن.
وأضرب لكم مثالاً: قناة فُتن بها كثير من الناس، أو قناتان فُتن بهما كثير من الناس ما تسمى بقناة: "الرسالة" وما فيها من أباطيل، وما تسمى بقناة: "طيور الجنة" وما فيها من أغاني وتماثيل وموسيقى وضياع، لا يغرنكم كونها تُضْفى عليها بعض المسميات الدينية؛ فإن هذا مما ينخدع به بعض الجهلة؛ فاجتهد -يا عبد الله!- في أن تبتعد عن هذه الفتن وعن كل عمل يؤدي إلى الفتن .

والأمر الثامن: الرجوع إلى العلماء الربانيين، الذين شابت نواصيهم في خدمة السنّة تلتزم غرزهم وتثني ركبك عندهم، وتفيد من علمهم ((إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَالْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ)).

والأمر التاسع: البعد عن أهل البدع والأهواء، الذين ربما تَسَمّى بعضهم بأسماء دينية براقة، وهم يدسون السُّمَ في الدسم تحت مظلة مسميات وحزبيات يُوالى ويُعادى عليها، وهي بعيدة كل البعد عن هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} .

والأمر العاشر: لزوم السنة، ولزوم الجماعة؛ "فإن يد الله على الجماعة" ومن شذّ شذ في النار" ولزوم الصراط المستقيم، الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}.
لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فِراق الأمم ((وَسَتَفْتَرِقُ هَذِهِ الأمَّةُ عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً كُلُهَا فِيِ الْنَّارِ إلاَ وَاحِدَةً وَهِيَ الْجَمَاعَة ُ)) ، وفي رواية: ((مَنْ كَانَ مِثَلَ مَا أنَا عَلَيْهِ الْيَوْمَ وَأَصْحَابِي)) .
فاجتهد -يا عبد الله!- في البعد عن الفتن، ما ظهر منها وما بطن، واتخذ كافة الوسائل الاحتياطية التي تُبعدك عنها، وابتعد عنها وعن أهلها، والزم الحق فالحق أحق بالإتباع ولو خالفه الناس؛ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

[الخطبة الثانية]

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى، أحمده -تبارك وتعالى- وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد ..

إخوتي وأحبتي في الله: نقول: "مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ".
وهنا أمر أنبه إليه الإخوة؛ وهو أن بعض الناس في الجاهلية -وقد امتدت إلى عصر قريب- ينسبون المطر إلى الأنواء وإلى النجوم، والنبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم صلى بأصحابه على إثر سماء كانت من الليل، صلى بأصحابه صلاة الفجر؛ فقال صلى الله عليه وسلم: ((يَقُولُ اللهُ -تَعَالى-: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِى مُؤْمِنٌ بِى وَكَافِرٌ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِى وَكَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ كَافِرٌ بِى وَمُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ)).
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أربع أمور من أمر الجاهلية لا يقربونهن: الفَخْرُ بِالأحْسَابِ، والطَعْنُ فِي الأنْسَابِ، والاسّتِسّقَاءُ بِالنُّجُومِ، والنِّيَاحَةُ عَلَى الميِّتِ)) أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
فعلينا أن نحذر من ذلك وأن ننسب الأمر إلى خالقه، هو المتفضل وهو المنعم، وأما تحري الخير في بعض الفصول، التي قضت سنة الله الكونية بأن تأتي فيها الأمطار والتفاؤل؛ فهذا أمر طيب ولا حرج فيه، وذكر الأجواء وعلم الفلك الذي هو علم التسيير من معرفة الطرق، ومعرفة أوقات الزراعة، ونحو ذلك؛ فهذا لا حرج فيه، {وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} .
ولكن المهم أن لا نقول: مُطِرْنَا بنوء كذا وكذا، ومن ذلك ما قد يُنشر في بعض الفضائيات من بيان الطالع ( فلان طالعه كذا !) مما يتعلق بمنازل القمر، وهذه من أمور الجاهلية؛ فالسعود والنحوس بيد الله -سبحانه وتعالى-، أما نسبة ذلك إلى الكواكب والأنواء فإن هذا من أعمال الجاهلية؛ فاحذروا من ذلك -عباد الله-، واحذروا الذهاب إلى هؤلاء المنجمين أو العرافين أو الكهان فإن ذلك خطر عظيم، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً)) ويقول صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا يَسْألُهُ عَنْ شَيءٍ فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)) . فابتعدوا عن هذه التي تعرض في بعض الفضائيات، فإن النظر فيها بمثابة الذهاب إلى أهلها؛ التسلّي بها والجلوس عليها بمثابة الذهاب إلى أهلها مباشرة.

فاتقوا الله -عباد الله- واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون.
أكثروا من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أمركم الله تعالى بقوله:{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} وقال عليه الصلاة والسلام: ((مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا))
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد.
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا أخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين، اللهم انصر من نصر الدين واخذل من خذل الدين.
اللهم ابرم لهذه الأمة أمر رشد، يعز فيها أهل طاعتك، ويُهدى فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين ، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم زدنا من الخير يا حي يا قيوم، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، وزدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تهنا، وعافنا واعف عنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.
اللهم زد بلادنا أمنا واستقرارًا، وقنا شر أعدائك أعداء الإسلام، يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام، اللهم وفق إمامنا وولي أمرنا لما تحبه وترضاه، اللهم ارزقه البطانة الصالحة التي تدله على الخير وتعينه عليه، وانصر به دينك، واعلي به كلمتك، ووفقه لما فيه صلاح البلاد والعباد، ووفق جميع ولاة المسلمين للعمل بكتابك، وتحكيم شرائعك. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


المصدر موقع الشيخ السحيمي حفظه الله
المصدر: شبكة الأمين السلفية

~أمة الله~
2012-09-06, 20:21
قال ابن القيم -رحمه الله تعالى- في إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان : (( ...وقسم القلوب عند عرضها عليها إلى قسمين: قلب إذا عرضت عليه فتنة أشربها، كما يشرب السفنج الماء فتنكت فيه نكتة سوداء، فلا يزال يشرب كل فتنة تعرض عليه حتى يسود وينتكس، وهو معنى قوله "كالكوز مجخيا" أى مكبوبا منكوسا، فإذا اسود وانتكس عرض له من هاتين الآفتين مرضان خطران متراميان به إلى الهلاك:
أحدهما: اشتباه المعروف عليه بالمنكر، فلا يعرف معروفا، ولا ينكر منكرا، وربما استحكم عليه هذا المرض حتى يعتقد المعروف منكرا والمنكر معروفا، والسنة بدعة والبدعة سنة، والحق باطلا والباطل حقا، الثانى: تحكيمه هواه على ما جاء به الرسول صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، وانقياده للهوى واتباعه له.
وقلب أبيض قد أشرق فيه نور الإيمان، وأزهر فيه مصباحه، فإذا عرضت عليه الفتنة أنكرها وردها، فازداد نوره وإشراقه وقوته.
والفتن التى تعرض على القلوب هى أسباب مرضها، وهى فتن الشهوات وفتن الشبهات، فتن الغى والضلال، فتن المعاصى والبدع، فتن الظلم والجهل فالأولى توجب فساد القصد والإرادة، والثانية توجب فساد العلم والاعتقاد.
وقد قسم الصحابة رضى الله تعالى عنهم القلوب إلى أربعة، كما صح عن حذيفة بن اليمان:
"الْقلُوبُ أَرْبَعَةٌ: قَلْبٌ أَجْرَدُ، فِيهِ سِرَاجٌ يُزْهِرُ، فَذَلِكَ قَلْبُ المُؤْمِنِ، وَقَلْبٌ أَغْلفُ، فَذلِكَ قَلْبُ الكَافِرِ، وَقَلْبٌ مَنْكُوسٌ، فَذلِكَ قَلْبُ المُنافِقِ، عَرَفَ ثمَّ أَنْكَرَ، وَأبْصَرَ ثُمَّ عَمِىَ، وَقَلْبُ تَمُدُّهُ مَادَّتَانِ: مَادَّةُ إِيمَانٍ، وَمَادَّةُ نِفَاقٍ، وَهُوَ لما غَلَبَ عَلَيْهِ مِنْهُمَا".
فقوله "قلب أجرد" أى متجرد مما سوى الله ورسوله، فقد تجرد وسلم مما سوى الحق. و"فيه سراج يزهر" وهو مصباح الإيمان: فأشار بتجرده إلى سلامته من شبهات الباطل وشهوات الغى، وبحصول السراج فيه إلى إشراقه واستنارته بنور العلم والإيمان. وأشار بالقلب الأغلف إلى قلب الكافر؛ لأنه داخل فى غلافه وغشائه، فلا يصل إليه نور العلم والإيمان، كما قال تعالى، حاكيا عن اليهود:
{وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ} [البقرة: 88]. وهو جمع أغلف، وهو الداخل فى غلافه، كقلف وأقلف، وهذه الغشاوة هى الأكنة التى ضربها الله على قلوبهم، عقوبة لهم على رد الحق والتكبر عن قبوله. فهى أكنة على القلوب ووقر فى الأسماع، وعمى فى الأبصار، وهى الحجاب المستور عن العيون فى قوله تعالى:
{وَإذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُورًا وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِى آذَانِهِمْ وَقْراً} [الإسراء: 45-46]. فإذا ذكر لهذه القلوب تجريد التوحيد وتجريد المتابعة، ولّى أصحابها على أدبارهم نفورا.
وأشار بالقلب المنكوس- وهو المكبوب- إلى قلب المنافق، كما قال تعالى:
{فمَا لَكُمْ فِى المُنَافِقينَ فِئَتَيْنِ وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} [النساء: 88]. أى نكسهم وردهم فى الباطل الذى كانوا فيه، بسبب كسبهم وأعمالهم الباطلة وهذا شر القلوب وأخبثها، فإنه يعتقد الباطل حقا ويوالى أصحابه، والحق باطلاً ويعادى أهله، فالله المستعان.
وأشار بالقلب الذى له مادتان إلى القلب الذى لم يتمكن فيه الإيمان ولم يزهر فيه سراجه، حيث لم يتجرد للحق المحض الذى بعث الله به رسوله، بل فيه مادة منه ومادة من خلافه، فتارة يكون للكفر أقرب منه للإيمان، وتارة يكون للإيمان أقرب منه للكفر، والحكم للغالب وإليه يرجع. )) ا.هـ

منقول للفائدة

كريطل
2012-09-06, 21:23
شكرا جزيلا

قسيس علي
2012-09-06, 23:12
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاءك الله ألف خير يا ام جابر كان في نفسي طرح هذا الموضوع ، أسأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى أن يدخل أبويك الجنة وان يتوفاك وإياهم على كلمة التوحيد

amina_23
2012-09-06, 23:18
جزاءك الله ألف خير يا ام جابر

~أمة الله~
2012-09-07, 18:27
بارك الله في الجميع

~أمة الله~
2012-09-07, 18:32
[طرق أهل الفتن في ترويج باطلهم]
الفتن يا إخوان كثيرة جداً وخاصةً في هذا الزمان ودعاة الفتنة وأصحاب الفتن لهم طرق كثيرة جداً ووسائل في عرض هذه الفتن وفي محاولات التلبيس على أهل الحق ترويجا لباطلهم ومذاهبهم وتحقيقا لمآربهم ورغباتهم والكلمة التي أود أن أشير بها أذكر بها بحديث النبي عليه الصلاة والسلام قبلها حتى نربط بين واقعنا أو بين الأمور التي تمر علينا في حياتنا وبين هذه النصوص الشرعية، نعرف جميعاً حديث النبي عليه الصلاة والسلام "تعرض الفتن على القلوب عرض القلوب الحصير عودا عوداً" وهذا زمان الفتن ولا شك والعلماء من زمان يذكرون كل في زمانه يذكر أن زمانه زمان فتن، وهذه أيضا لابد من تحقيق هذا الأمر.. صحيح في كل زمان الفتن كثيرة جدا ولكن لا شك في زماننا أكثر من الأزمنة السابقة كلها لأنه لا يأتي زمان إلا والذي بعده أشر منه والشر والخير إنما هي في البدعة والسنة في الشرك والإيمان هذه الأمور وهذه المسائل، حديث النبي صلى الله عليه وسلم يقول "تعرض الفتن على القلوب" هنا وقفة؟ الفتن كيف تعرض على القلوب؟ الفتن إما أفعال وتصرفات وإما كلمات وهذه الأفعال ترى تشاهد بالأعين بالكلمات والعبارات تسمع بالآذان.

فالفتن عبارة عن أقول أطروحات أو شعارات يطرحها أهل البدع والأهواء والشرك والبدعة والفتن والمعاصي وغيرهم يتفننون بها في عرضها على الآذان وعلى الأبصار لكن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح يقول "تعرض الفتن على القلوب" إذاً كيف تعرض على القلوب؟ لأن هذه الآذان وهذه الأبصار وهذه الجوارح كلها بريد لهذا القلب صحيح أنت ترى الفتنة كانت بدعةً كان شركاً كان كفرا كانت معصية أياً كانت أنت تراها بعينك لكن هذه الرؤية العينية حقيقتها في ميزان الله تبارك وتعالى أنها تؤثر في القلب تعرض على القلب مباشرة بمجرد بما أنت شفتها إذاً هناك أثر على هذا القلب على الباطن على الإيمان وعلى الإعتقاد, القلب يا إخوان يراد به الإيمان مكان الإيمان مكان الإعتقاد الباطل الظاهر أعمالنا الظاهرة والباطن هي عقيدتنا وإيماننا ويقيننا بالله تبارك وتعالى الفتن كلها في هذه الدنيا تعرض على القلوب وهذا حديث النبي صلى الله عليه وسلم كل ما نراه وكل ما نسمعه نسمع كلمات ونسمع عبارات أهل البدع يتفننون في عرض بدعهم وكفرهم وشركهم والعياذ بالله وشعاراتهم لكن هذه كلها تؤثر على القلب شئت يا عبد الله أم أبيت أنت إذا شفت الأثر على القلب إنت إذا سمعت الأثر على القلب هذا الحديث أنا أود أن يكون شعارنا في هذه الدنيا في هذه الأيام في مثل هذه الأمور وهذه الفتن والمحن التي نراها.

"تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير" شوف الحصير كيف يتكون عود ثم عود ثم عود ثم يكون حصيراً كبيراً وهكذا الفتن ربما بعضها تكون فتن صغيرة جدا لكن لها أثر وهذا الأثر إذا كثر كثرت الفتن كثرت الآثار كثرت النتائج ومن ثم سيطر على هذا القلب سيطرة تامة وكان كالحصير متماسكا قويا مؤثرا مفيدا أم ضارا والعياذ بالله.

يتبع إن شاء الله ...من شرح الشيخ فلاح مندكار حفظه الله للحديث ...منقولا من شبكة الحرائر السلفية

~أمة الله~
2012-09-07, 18:37
[أقسام الناس أمام هذه الفتن وما يجب عليه]
"تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عودا عودا فأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء وأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء حتى تعود القلوب على قلبين" النهاية أن كل من على هذه الدنيا قلوبهم تصنف على قلبين "أبيض مثل الصفا لا تضره فتنةٌ ما دامت السماوات والأرض" نسأل الله أن نكون وإياكم من أهلها "وأسود مرباداً كالكوز مجخيا" المقلوب "لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب هواه" والعياذ بالله، هذه النهاية، هذه نهاية كل القلوب.

ما معنى [أي قلب أنكرها، أو أي قلب أشربها] الإنكار واضح جدا أنه صاحب القلب صاحب هذه العقيدة صاحب هذا الإيمان بما معه من الثوابت ومن الأصول ومن الإيمان بالله ومن اليقين بالله ومن الإعتقاد بالله وما يعرف من أصول الإيمان وأصول الدين بمجرد ما رأى هذه البدعة أو هذا الكفر أو هذا الشرك أو هذه الفتنة أو سمعها هذا القلب تحرك أنت شفت بعينيك أو سمعت بأذنيك ولكن القلب له موقف، نحن نستعمل كلمة الموقف، موقف القلب مما رأيت وموقف قلبك مما سمعت، كثير جدا عندنا يقولون لا أنا مالي علاقة هؤلاء أهل البدع في بدعهم وأنا الحمد لله عافاني الله؟ لا يا عبد الله؟ أنت ما دام أنها وصلت إلى أسماعك أو أبصارك إذا هناك أثر إما نكتة بيضاء أو نكتبة سوداء لا تقول ما لي شغل أو مالي علاقة فيهم عافاني الله عز وجل، لا لا لا.. الموقف.. ما هو موقفك من هذه الفتنة أو البدعة أو المنكر أو الكفر أو الشرك الذي سمعت والذي رأيت.

"فأي قلب أنكرها " والإنكار كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن كل "من رأى منكم منكرا فليغيره" والتغيير إما باليد وإما باللسان والنصيحة والموعظة والكلمة والمجادلة وإما بالقلب هذه الحالات الثلاث إذا خرجت عن هذه الحالات لا فعلت هذه ولا فعلت هذه ولا فعلت هذه فأبشر بنكتة سوداء، يقينا، أما إذا فعلت واحدة من هذه فأبشر بنكتة بيضاء أُربط الحديث هذا وهذا طبعا الذي يغير باليد النكتة البيضاء تكون أكبر والذي يغير باللسان أيضا تكون كبيرة لكن أصغر من التي قبلها لأن البقعة ما زالت والمنكر ما زال لكن الموقف أنت وموقفك والذي ينكر بقلبه أيضا نكتبة بيضاء لكن طبعا أقل من الثنتين الذي قبل، هذا الموقف لا بد أن تهيئ نفسك وتوطن نفسك يا عبد الله هذا الإيمان الذي معك والعقيدة التي معك هذه لا بد يكون لها أثر في حياتك.

فقير إلى الله
2012-09-27, 16:17
جزاكم الله خيرا جميعا

mahmoudb69
2012-09-27, 18:14
بارك الله فيك و جزاكم الله خيرا