medecin25
2009-03-01, 22:06
قال الملك الراحل الحسن الثاني – رحمه الله – منتقداً حال الجزائر في الماضي والحاضر، قائلا : { إن هذه الأرض – الجزائر – كانت على مرّ العصور أرضاً مباحة ،ولم تقم لها قائمة ، ولا قامت عليها حضارة، ذلك أن أهلها .....}.
ورغم أن الدافع الحقيقي الذي دفع الملك إلى هذا النقد اللاذع هو أن الهواري بومدين – رحمه الله – أقض مضجعه ،وشيب ناصيته،وأراه نجوم الليل في وضح النهار ،إلا أن النقد فيه بعض من الصحة ولو نسبياً ،هذه النسبية قد يجحدها الكثير من الجزائريين المولعين بحب الجزائر إلى حد النخاع ،وإن كنت أسميه في الحقيقة الشراهة السياسية عند الجزائريين ،أو قل إن شئت المزاجية الفارغة ..لأن الانسان إذا فقد الفهم نحا إلى الهذيان والاندفاع ،ومهما يكن موقف القارئ الكريم من هذا التصريح فأنا مضطر إلى مواصلة الكتابة حول هذا الموقف الملكي اتجاه الجزائر...
إن الدارس للتاريخ يدرك أشياء كثيرة حول الجزائر ،يدرك وضعية هذا الشعب وانجازاته قلّت أو كثرت ... ويحكم على الحوادث التاريخية بعد تحليلها تحليلاً منطقياً دون تعصب أو مزاجية أو أحكام مسبقة ،فإن تجرد من ذلك كله ،وأطلق العنان للفكر والعقل، قد يخلص إلى ما خلص إليه الملك المغربي الراحل....
فان تقرر ذالك عندك فإنه كان لزاماً عليك أن تتبنى أحد الرأيين ،واترك مجال البحث للقارئ الكريم، ولن أعود للماضي واستقراء التاريخ وحوادثه ،فإنه يكفيني الواقع اليوم لنقف على حجم هشاشة هذه الدولة وضعفها في جميع الميادين، والوقوف على الفشل الذريع على كافة المستويات، وندرك في الوقت نفسه حقيقة هذا الشعب المعول عليه ،لأن الثلة الحاكمة التي تدير شؤون هذا البلد هي من جنس هذا الغثاء ،وان انتقاد الملك المغربي لم يأت بدافع الحقد والغل فحسب..
ومما جعلني ابقي موقفه على حرف من الصحة، السياسة التي تنتهجها الجزائر، والذرائع التي تجعلها مطية لتبرير فشلها ،وأن البلد لم تكن له فلسفة قائمة بذاتها، لها أصولها في مقاليد الحكم، وبناء الدول وتسييرها على مر العصور إلا بدعامة من الخارج، ووصاية من أطراف أخرى خارج هذا الإقليم ،أو هي عرضة للاحتلال أو السقوط أو التبعية والاحتواء، الوصاية.
هاك قطرة من فيض، إن دلت على شيء فإنما تدل على مدى خور هذا النظام ،ومدى تفككه والناتج تفكك المجتمع الجزائري ،وبعده عن مقومات هويته وعلى رأسها الدين الإسلامي الحنيف ،ولغته العربية ونكرانه لتاريخه وطمسه وتزويره.
وإن كنا ننسى فلن ننس فضيحة القرن، تلك التي هزت العالم ،وضحك الناس لأجلها شماتة وتعجباً، ألا وهي قضية ( بنك الخليفة ) فقد كانت هناك دولة تنشط داخل دولة ،ونظام مالي بعيد عن أعين النظام.......
ثم هاك واحدة أخرى، ويتمثل الأمر في قانون المحروقات قبل التعديل ،وتصور حجم غياب الدولة عن هذه النقطة الحساسة والهامة، لولا أن امرأة تنبهت إلى حجم الخيانة وكافحت وناضلت، في حين تقاعس أهل الحلول السليمانية...
ومن صور العجز تخليها عن تسيير موانئها ،تخليها عن تسيير مطاراتها ،تخليها عن قريب عن تسيير بنوكها.... تخليها عن قطاع الاتصال،هذا القطاع الجوهري الحساس للأجانب ،وترك المجال لهم وتمكينهم من ذالك بالتواطؤ أو العجز.
تركنا لهم كل شيء يسيرونه ،ووفرنا لهم المال والأمان ،والزاد والعتاد..ومن بناتنا جوار، ومن ذكورنا غلماناً ثم أرسلنا دعواتنا لهم بالتوفيق تترى...
ومازلت اذكر ذلك الحوار الذي دار بين سعد جبار المحامي المعروف وبين احد المعارضين السياسين المصريين حول الفساد المالي في الوطن العربي الذي بثته قناة الجزيرة القطرية..المهم وعند الاصطدام في المفاهيم قال الدكتور المصري لسعد جبار :[يا أستاذ : أتجعل دولة عمرها سبعة آلاف سنة كدولة عمرها عشرون سنة ].
سعد لم يكفه الوقت للرد، ولم يسمح به لذالك لأن وقت الحصة انتهى..فرضاً أنه تمكن من تناول الكلمة فلن يستطيع أن يقنع المشاهد العربي،ويدحض هذا الزعم...أتريد أن يكذب التاريخ والواقع يا سعد ، ونجعل الجزائر ومصر سواء بسواء ، تلك إذا قسمة ضيزى...
ورغم أن الدافع الحقيقي الذي دفع الملك إلى هذا النقد اللاذع هو أن الهواري بومدين – رحمه الله – أقض مضجعه ،وشيب ناصيته،وأراه نجوم الليل في وضح النهار ،إلا أن النقد فيه بعض من الصحة ولو نسبياً ،هذه النسبية قد يجحدها الكثير من الجزائريين المولعين بحب الجزائر إلى حد النخاع ،وإن كنت أسميه في الحقيقة الشراهة السياسية عند الجزائريين ،أو قل إن شئت المزاجية الفارغة ..لأن الانسان إذا فقد الفهم نحا إلى الهذيان والاندفاع ،ومهما يكن موقف القارئ الكريم من هذا التصريح فأنا مضطر إلى مواصلة الكتابة حول هذا الموقف الملكي اتجاه الجزائر...
إن الدارس للتاريخ يدرك أشياء كثيرة حول الجزائر ،يدرك وضعية هذا الشعب وانجازاته قلّت أو كثرت ... ويحكم على الحوادث التاريخية بعد تحليلها تحليلاً منطقياً دون تعصب أو مزاجية أو أحكام مسبقة ،فإن تجرد من ذلك كله ،وأطلق العنان للفكر والعقل، قد يخلص إلى ما خلص إليه الملك المغربي الراحل....
فان تقرر ذالك عندك فإنه كان لزاماً عليك أن تتبنى أحد الرأيين ،واترك مجال البحث للقارئ الكريم، ولن أعود للماضي واستقراء التاريخ وحوادثه ،فإنه يكفيني الواقع اليوم لنقف على حجم هشاشة هذه الدولة وضعفها في جميع الميادين، والوقوف على الفشل الذريع على كافة المستويات، وندرك في الوقت نفسه حقيقة هذا الشعب المعول عليه ،لأن الثلة الحاكمة التي تدير شؤون هذا البلد هي من جنس هذا الغثاء ،وان انتقاد الملك المغربي لم يأت بدافع الحقد والغل فحسب..
ومما جعلني ابقي موقفه على حرف من الصحة، السياسة التي تنتهجها الجزائر، والذرائع التي تجعلها مطية لتبرير فشلها ،وأن البلد لم تكن له فلسفة قائمة بذاتها، لها أصولها في مقاليد الحكم، وبناء الدول وتسييرها على مر العصور إلا بدعامة من الخارج، ووصاية من أطراف أخرى خارج هذا الإقليم ،أو هي عرضة للاحتلال أو السقوط أو التبعية والاحتواء، الوصاية.
هاك قطرة من فيض، إن دلت على شيء فإنما تدل على مدى خور هذا النظام ،ومدى تفككه والناتج تفكك المجتمع الجزائري ،وبعده عن مقومات هويته وعلى رأسها الدين الإسلامي الحنيف ،ولغته العربية ونكرانه لتاريخه وطمسه وتزويره.
وإن كنا ننسى فلن ننس فضيحة القرن، تلك التي هزت العالم ،وضحك الناس لأجلها شماتة وتعجباً، ألا وهي قضية ( بنك الخليفة ) فقد كانت هناك دولة تنشط داخل دولة ،ونظام مالي بعيد عن أعين النظام.......
ثم هاك واحدة أخرى، ويتمثل الأمر في قانون المحروقات قبل التعديل ،وتصور حجم غياب الدولة عن هذه النقطة الحساسة والهامة، لولا أن امرأة تنبهت إلى حجم الخيانة وكافحت وناضلت، في حين تقاعس أهل الحلول السليمانية...
ومن صور العجز تخليها عن تسيير موانئها ،تخليها عن تسيير مطاراتها ،تخليها عن قريب عن تسيير بنوكها.... تخليها عن قطاع الاتصال،هذا القطاع الجوهري الحساس للأجانب ،وترك المجال لهم وتمكينهم من ذالك بالتواطؤ أو العجز.
تركنا لهم كل شيء يسيرونه ،ووفرنا لهم المال والأمان ،والزاد والعتاد..ومن بناتنا جوار، ومن ذكورنا غلماناً ثم أرسلنا دعواتنا لهم بالتوفيق تترى...
ومازلت اذكر ذلك الحوار الذي دار بين سعد جبار المحامي المعروف وبين احد المعارضين السياسين المصريين حول الفساد المالي في الوطن العربي الذي بثته قناة الجزيرة القطرية..المهم وعند الاصطدام في المفاهيم قال الدكتور المصري لسعد جبار :[يا أستاذ : أتجعل دولة عمرها سبعة آلاف سنة كدولة عمرها عشرون سنة ].
سعد لم يكفه الوقت للرد، ولم يسمح به لذالك لأن وقت الحصة انتهى..فرضاً أنه تمكن من تناول الكلمة فلن يستطيع أن يقنع المشاهد العربي،ويدحض هذا الزعم...أتريد أن يكذب التاريخ والواقع يا سعد ، ونجعل الجزائر ومصر سواء بسواء ، تلك إذا قسمة ضيزى...