تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المخالفات في الألفاظ


BENT ZGOUM
2009-03-01, 15:55
إن الحمد لله، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيِّئات أعمالِنا ، من يهدهِ اللهُ فلا مضلَّ له ، ومن يضلل فلا هاديَ له . وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله ، أما بعد : -
فإن خير الكلام كلام الله تبارك وتعالى ، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار.
الحمد لله الذي أوضح لنا سبيل الهداية، وأزاح عن بصائرنا ظلمة الغواية، بإرسال النبي المصطفى، والرسول المجتبى، نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم - ، المبعوث رحمة للعالمين، وقدوة للسالكين ، فقد تركنا على المحجة البيضاء ، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك .
قال الله – تعالى - : { لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا } النساء 114 .
إن الله - تعالى - خلق الإنسان خطاءً نسياً مفتناً إذا ُذكّر َذكر، وإذا استغفر الله وتاب وأناب ، تاب الله عليه ، وبدل سيئاته حسنات. فعن أنس - رضي الله عنه - قال : أن النبي – صلى الله عليه وسلم - قال : ( كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ) ( حسن ) انظر : [ صحيح الترغيب والترهيب 3139 ] .

ولذلك فإنه ينبغي الإنتباه والحذر ، فإن كل شيئ مستطر ، وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد .


نعم ... قد يزل اللسان ، وقد يخطئ الإنسان ، إما جهلا وإما تقليدا ، وإما اتباعا للصحبة، والجماعة ، وأئمة الضلال ، أو للأعراف ، والعادات ، والتقاليد ، وإما " لما وُجدَ عليه الآباء " ، فتبلغ الكلمة من سخط الله - عز وجل – ما لا يخطر له ببال ، وقد تكون شركا ، أو كفرا ، فيا لسوء المآل ، إن لم نتدارك أنفسنا بتوبة نصوح قبل انتهاء الآجال !!! .
فعن بلال بن الحارث - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله - تعالى - ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم القيامة ، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله – تعالى - ، ما يظن أن تبلغ ما بلغت ، فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم القيامة ) صحيح . انظر : [ صحيح الجامع 1619 ] .

‌ إن الأخطاء والمخالفات الشائعة في الألفاظ التي تجري على الألسن كثيرة جدا ، لكنني رأيت أن أتطرق في هذه المحاضرة أولا إلى الأخطاء التي تمس العقيدة للأهمية وباختصار . ببيان الخطأ ، وتصويبه مع الأدله ما أمكن :
من هذه الأخطاء :

1 ــ قول البعض إذا نُصِحَ بنصيحة ما ، لتقصير في طاعة ، أو لمخالفة شرعية : [ " التقوى ههنا " ، والإيمان في القلب ، وأهم شيء النية ] .
لا شك أن الإيمان في القلب, والتقوى في القلب كما أشار رسول الله – صلى الله عليه وسلم - والأعمال بالنيات ، لكن الإيمان كما عرّفه علماؤنا الأجلاء– جزاهم الله خيرا : [ ما وقر في القلب ، وصدقه العمل ] و [ الإيمان قول باللسان ، وتصديق بالجنان ، وعمل بالأركان ، يزيد بالطاعة ، وينقص بالعصيان ] .
وعلى ذلك لا بد من خضوع الجوارح أيضا لمراد الله – تبارك وتعالى - فإن كان الباطن يعمره الإيمان ، فليظهر أثره على الجوارح ، بل يجب على المرء المسلم أن يشكر من ينصحه ، ويستجيب للحق الذي أمره الله – تعالى – به .

2 ــ الإستغاثة بغير الله تعالى عند الكرب والشدة والإبتلاء : كالإستغاثة بالأنبياء ، والأولياء ، والصالحين فيما لا يستطيعه إلا الله – تبارك وتعالى - . ظنا منهم أن لهم عند الله مكانة وكرامة فيقعوا في شرك عظيم - والعياذ بالله - .
والإستغاثة بالجن ، والشياطين ، والمشعوذين : وذلك بالتقرب إليهم بالشرك ، والكفر ، والمعاصي ليخدموهم بعد ذكر الأقسام والعزائم عليهم بهم ، ثم يقولون لهم : توكلوا بفعل كذا وكذا ، فيما لا يقدر عليه إلا الله – تبارك وتعالى ــ كإلقاء محبة ، أو بغضاء ، أو إشفاء ، أو إمراض ، أو توفيق ، أو تفريق ، وهذا كله لا يملكه إلا مالك الملك ، وملك الملوك الله – تبارك وتعالى - . والله – تعالى – يقول : { وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا * الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا } [الفرقان 58 ــ 59] . إن من يدعونهم لا يملكون لأنفسهم نفعا ، ولا ضرا ، ولا حياة ، ولا نشورا ، ولا يقدرون على جلب منفعة لأحد ، ولا دفع ضر عن أحد . فأين عقولهم ؟؟ .
قال الله - تعالى - : { ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون } [ الأحقاف : 5 ] .

3 ــ ومثله الإستعانة بهم من دون الله تعالى في ما لا يقدر عليه إلا الله - تبارك وتعالى - : فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( يا غلام ! إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك بشيء إلا قد كتبه الله عليك ، جفت الأقلام ورفعت الصحف ) ( حديث صحيح) انظر : [ حديث رقم: 7957 في صحيح الجامع ] .
ومثله أيضا : إضافة المخلوقين إلى الله - تعالى – " بواو الشرك " في الإستعانة : مثل قولهم : [ الله والنبي يحماك ، الله والبدوي ، الله وعلي ، الله والزهراء ، الله والحسين ، وغيرهم ممن يشركون بهم مع الله - تبارك وتعالى - . ووالله لو كانوا أحياء لما رضوا بقولهم وفعلهم ، ولتبرأوا منهم ومن أفعالهم ، بعد إقامة الحجة عليهم .
وليس لمن يضيف المخلوقين إلى الخالق " الله – تبارك وتعالى" - " بواو الشرك " حجة بقولهم : [ النية طيبة ، ونحن اعتدنا على هذا اللفظ ، ولا نقصد به الشرك " ، إنما نسمع الناس يقولون فنقول مثل قولهم ] .انتهى .
إن النية وحدها لا تكفي إلا إذا كانت موافقة لما جاء به الشارع الحكيم ، ولو كانت النية تكفي لما أنكر رسول الله – صلى الله عليه وسلم - على الصحابي الذي قال له : ( ما شاء الله وشئت يا رسول الله ) وصحح له بقوله – صلى الله عليه وسلم - : ( أجعلتني لله ندا ، قل ما شاء الله وحده ) أخرجه الإمام أحمد رحمه الله وابن خزيمة رحمهما الله تعالى . انظر: [ صحيح ابن خزيمة 4 / 106 رقم 2461 ] .
وعن عبد الله بن يسار عن قتيلة بنت صيفي – وهي امرأة من جهينة - أن يهودياً - وفي رواية : [ حبراً ]- أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : إنكم تنددون وإنكم تشركون ، تقولون : ما شاء الله وشئت ، وتقولون : والكعبة ، فأمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا : ورب الكعبة ، ويقولون : ما شاء الله ثم شئت ) قال شيخنا الألباني : ( حديث صحيح ) انظر : [ سنن النسائي 7/ 6 رقم 3773 ] .
ومثل ذلك القول الخاطئ : " توكلنا على الله وعليك " ، و" مالنا غير الله وأنت " ، وتصحيحه بقول : " توكلنا على الله ثم عليك ، و" مالنا غير الله ثم أنت " .

4 ــ الحلف بهم وبغيرهم من المخلوقات ، كالحلف بالأمانة ، والكعبة ، والعيش ، والملح ، والشرف ، والرأس ، والآباء ، والأبناء أحياء وأموات ، وغيرها من المخلوقات من دون الله تبارك وتعالى : قال الله تعالى : { وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ } [ المؤمنون 117 ] .
وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال : ( إن الله – تعالى - ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم ، من كان حالفا فليحلف بالله ، أو ليصمت ) ( صحيح ) رواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه .
وفي رواية لابن ماجه من حديث بريدة - رضي الله عنه – قال : سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلا يحلف بأبيه ، فقال : ( لا تحلفوا بآبائكم ، من حلف بالله فليصدق ، ومن حُلف له بالله فليرض ، ومن لم يرض بالله فليس من الله ) ( حسن ) انظر : [ صحيح الترغيب واليرهيب جـ 3 رقم 2951 ] .
وعن بريدة - رضي الله عنه – قال : قال - صلى الله عليه وسلم – ( ليس منا من حلف بالأمانة ، ومن خبب على امرئ زوجته أو مملوكه فليس منا ) (صحيح) رواه : ( أحمد ، وابن حبان ، والحاكم ) انظر : [ صحيح الجامع حديث رقم : 5436 ] . ‌

ومن الأخطاء : الحلف بقولهم : [ أسوق عليك الله ، أو سايق عليك الله ] : وهل لعبد ضعيف أن يسوق الله على أحد . حاشا وكلا . أين الأدب مع الله - تبارك وتعالى - !! .

5 ــ قولهم : [ يا رحمة الله ، ويا قدرة الله ، ويا لطف ، ويا رضا الله ورضا الوالدين ] وهذا قول خاطئ : لأنه لا يستغاث بالرحمة ، ويترك " الله - تبارك وتعالى - " الرحمن الرحيم الذي يملك الرحمة ، والقدرة ، والرضا ، وغيرها من صفات الفعل التي له أكملها وأتمها وأحسنها.
والصحيح القول : اللهم ارحمنا ، اللهم الطف بنا ، اللهم ارض عنا ، أو : يا رب رحمتك نرجو ، يا رب لطفك نرجو ، يارب رضاك نرجو .. يارب ارض عنا ، رضّ والدينا عنا ... ] .

6 ــ قولهم : [ لا بيرحم ولا بيخلي رحمة الله تنزل ] : يقال للقساة العصاة . وهذا لا يصح ، وليس من الأدب مع الله - تعالى التلفظ به . وهو الذي لا يتحرك ساكن إلا بإذنه ، فمن ذا الذي يمنع رحمة الله أن تنزل ؟؟ .

7 ــ قولهم : [ الله يخون من يخون ] ومثله قول البعض للظالم : [ الله يظلمك كما ظلمتني ، الله يُظلم من يَظلم ] : إن الله –تعالى اسمه - حرم الظلم على نفسه ، وجعله بين عباده محرما ، فهو - سبحانه - ليس بظلام للعبيد ، ولا يجوز أن يوصف بهذه الصفات الشنيعة ، وليس من الأدب مع الله – سبحانه – دعاءه بما لا يليق بجلاله وعظمته .

8 ــ قولهم : [ العصمة لله ] : وهذا قول خاطئ لأن العصمة بحاجة إلى عاصم يعصم ، والله – تعالى - لا عاصم له .
وعلى ذلك نقول : [ الكبرياء لله ، العظمة لله ، الجلال لله ، الكمال لله - تبارك وتعالى - ] .ويصح أن نقول : العصمة لرسل الله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين في أمور الرسالة والنبوة .
أما في غيرها فهم بشر ينسوْن ويصيبون ويخطئون كبقية البشر لقول الله - تبارك وتعالى - :
{ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } [ الكهف 110 ] .
وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى الظهر خمسا ، فقيل له : أزيد في الصلاة ؟ فقال : وما ذاك ؟ قالوا : صليت خمسا . فسجد سجدتين بعدما سلم . وفي رواية : (قال : إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون ، فإذا نسيت فذكروني ، وإذا شك أحدكم في صلاته ، فليتحر الصواب فليتم عليه ، ثم ليسلم ، ثم يسجد سجدتين ) ( متفق عليه ) .
منقول للفائدة

g.karima
2009-03-01, 19:25
أحسنت.وجزاك الله على جهودك ألف خير.

BENT ZGOUM
2009-03-02, 07:22
بارك الله فيك
وجزيت خيرا
http://www6.0zz0.com/2008/02/17/20/504646723.gif