زهيرة
2009-03-01, 13:39
هو الرسول فكن في الشعر حسانا *** وصغ من القلب في ذكراه ألحانا
ذكرى النبي الذي أحيا الهدى وكسا *** بالعلم والنور شعبًا كان عريانا
أطلَّ فجر هداه والدجى عممُ *** بات الأنام وظلوا فيه عميانا
هذا يصور تمثالاً ويعبده *** وذاك يعبد أحبارًا وكهَّانا
الكون بحرٌ عميقٌ لا منار به *** لم يدرِ فيه بنو الإنسان شطئانا
ويل الصغير وقد صار الورى سمكًا *** يسطو الكبير عليه غير خشيانا!
*
فدولة الروم حوتٌ فاغرٌ فمه *** يطغى على تلكُم الأسماك طغيانا
ودولة الفرس حوتٌ مثله كشرت *** أنيابه للورى بغيًا وعدوانا
وحشيةٌ عمَّت الدنيا أظافرها *** جهالةٌ أصلت الأكوان نيرانا!
الليل طال ألا فجر يبدده؟! *** ربَّاه.. أرسل لنا فلكًا وربانا!
هناك لاح سنا المختار مؤتلقًا *** يهدي إلى الله أعجامًا وعربانا
يتلو كتاب هدًى كان الإخاء له *** بدءًا وكان له التوحيد عنوانا
لا كبر- فالناس إخوان سواسية *** لا ذلَّ إلا لمن سوَّاك إنسانا
يقود دعوته في اليمِّ باخرةٌ *** تقل من أمَّها شيبًا وشبانا
السلم رايتها والله غايتها *** لم تبغ إلا هدًى منه ورضوانا
جرت بركبانها.. لا الريح زلزلها *** ولا يد الموج مهما ثار بركانا
وكم أراد العِدا إضلالها عبثًا *** وحاول خرقها بالعنف أزمانا
واها! أتُخرق والرحمن صانعها؟ *** والله حارسها من كل من خانا؟!
أم هل تضل سفين "بيت إبرتها" *** وحي من الله يهدي كل حيرانا؟!
أم كيف لا تصل الشطئان باخرةٌ *** ربانها خير خلق الله إنسانا؟!
تلك الرواية والَهْفِي ممثلةٌ *** في العالم اليوم في بلدانه الآنا
إن يختلف الاسم فالموضوع متَّحِدٌ *** مهما تلوَّنت الأشخاص ألوانا
فالناس قد تَّخذوا الأهواء آلهةً *** إن كان قد تَّخذ الماضون أوثانا
الشعب يعبد قوادًا تضلله *** كما يضلل ذو الإفلاس صبيانا
والحاكمون غدا الكرسيُّ ربهمو *** يقدمون له الأوطان قربانا
إن ماتت الفرس فالروسيا تمثلها *** أما ستالين فهو اليوم كِسرانا
وإن تزل دولة الرومان فالتمسوا *** في الإنجليز وفي الأمريك رومانا
وإن يمت قيصر فانظر لصورته *** وإن يكونوا همو في البحر حيتانا
****
يا خير من ربت الأبطال بعثته *** ومن بنى يهمو للحق أركانا
كانت فتوحهمو برًّا ومرحمة *** كانت سياستهم عدلاً وإحسانا
لم يعرفوا الدين أورادًا ومسبحةً ** بل أشربوا الدين محرابًا وميدانا
فقل لمن ظن أن الدين منفصل *** عن السياسة: خذ يا غرُّ برهانا
هل كان أحمد يومًا حلس صومعة *** أو كان أصحابه في الدير رهبانا؟!
هل كان غير كتاب الله مرجعهم *** أو كان غير رسول الله سلطانا؟!
لا، بل مضى الدين دستورًا لدولتهم *** وأصبح الدين للأشخاص ميزانا
يرضى النبي أبا بكر لدينهمو *** فيعلن الجمع: نرضاه لدنيانا
***
يا سيد الرسل طب نفسًا بطائفة *** باعوا إلى الله أرواحًا وأبدانا
قادوا السفين فما ضلوا ولا وقفوا *** وكيف لا وقد اختاروك ربَّانا؟!
أعطوا ضريبتهم للدين من دمهم *** والناس تزعم نصر الدين مجانا
أعطوا ضريبتهم صبرًا على محن *** صاغت بلالاً وعمارًا وسلمانا
عاشوا على الحب أفواهًا وأفئدةً *** باتوا على البؤس والنعماء إخوانا
الله يعرفهم أنصار دعوته *** والناس تعرفهم للخير أعوانا
والليل يعرفهم عُبَّاد هجعته *** والحرب تعرفهم في الروع فرسانا
دستورهم لا فرنسا قننتْه ولا *** روما، ولكن قد اختاروه قرآنا
زعيمهم خير خلق الله لا بشر *** إن يهد حينًا يضل القصد أحيانا!
"الله أكبر".. ما زالت هتافهمو *** لا يسقطون ولا يحيون إنسانا
***
نشكو إلى الله أحزابًا مضللةً *** كم أوسعونا إشاعات وبهتانا
ما زال فينا ألوف من أبي لهب *** يؤذون أهل الهدى بغيًا ونكرانا
ما زال لابن سلول شيعةٌ كثروا *** أضحى النفاق لهم وَسْمًا وعنوانا
يا رب إنا ظُلمنا فانتصر، وأنر *** طريقنا، واحبنا بالحق سلطانا
نشكو إليك حكومات تكيد لنا *** كيدًا وتفتح للسكسون أحضانا
تبيح للهو حانات وأندية *** تؤوي ذوي العهر شُرَّابًا ومُجَّانا
فما لدور الهدى تبقى مُغلَّقةً؟ *** يمسي فتاها غريب الدار حيرانا
يا رب نصرك، فالطاغوت أشعلها *** حربًا على الدين إلحادًا وكفرانا
***
يا قوم قد أيد التاريخ حجتنا *** وحصحص الحق للمستبصر الآنا
إنا أقمنا على إخلاص دعوتنا *** وصدقها ألف برهان وبرهانا
لقد نفونا فقلنا: الماء أين جرى *** يحيي المَوات ويروي كل ظمآنا
قالوا: إلى السجن، قلنا: شعبةٌ فُتِحت *** ليجمعونا بها في الله إخوانا
قالوا: إلى الطور، قلنا: ذاك مؤتمرٌ *** فيه نقرِّر ما يخشاه أعدانا!
فهو المصلَّى نزكِّي فيه أنفسنا *** وهو المصيف نقوي فيه أبدانا
معسكر صاغنا جندًا لمعركة *** ومعهد زادنا للحق تبيانا
من حرَّموا الجمع منا فوقَ أربعةٍ *** ضموا الألوف بغاب الطور أُسدانا!
راموه منفًى وتضييقًا، فكان لنا *** بنعمة الحب والإيمان بستانا!
هذا هو الطور شاءوا أن نذوب به *** وشاء ربك أن نزداد إيمانا
الشيخ يوسف القرضاوي
ذكرى النبي الذي أحيا الهدى وكسا *** بالعلم والنور شعبًا كان عريانا
أطلَّ فجر هداه والدجى عممُ *** بات الأنام وظلوا فيه عميانا
هذا يصور تمثالاً ويعبده *** وذاك يعبد أحبارًا وكهَّانا
الكون بحرٌ عميقٌ لا منار به *** لم يدرِ فيه بنو الإنسان شطئانا
ويل الصغير وقد صار الورى سمكًا *** يسطو الكبير عليه غير خشيانا!
*
فدولة الروم حوتٌ فاغرٌ فمه *** يطغى على تلكُم الأسماك طغيانا
ودولة الفرس حوتٌ مثله كشرت *** أنيابه للورى بغيًا وعدوانا
وحشيةٌ عمَّت الدنيا أظافرها *** جهالةٌ أصلت الأكوان نيرانا!
الليل طال ألا فجر يبدده؟! *** ربَّاه.. أرسل لنا فلكًا وربانا!
هناك لاح سنا المختار مؤتلقًا *** يهدي إلى الله أعجامًا وعربانا
يتلو كتاب هدًى كان الإخاء له *** بدءًا وكان له التوحيد عنوانا
لا كبر- فالناس إخوان سواسية *** لا ذلَّ إلا لمن سوَّاك إنسانا
يقود دعوته في اليمِّ باخرةٌ *** تقل من أمَّها شيبًا وشبانا
السلم رايتها والله غايتها *** لم تبغ إلا هدًى منه ورضوانا
جرت بركبانها.. لا الريح زلزلها *** ولا يد الموج مهما ثار بركانا
وكم أراد العِدا إضلالها عبثًا *** وحاول خرقها بالعنف أزمانا
واها! أتُخرق والرحمن صانعها؟ *** والله حارسها من كل من خانا؟!
أم هل تضل سفين "بيت إبرتها" *** وحي من الله يهدي كل حيرانا؟!
أم كيف لا تصل الشطئان باخرةٌ *** ربانها خير خلق الله إنسانا؟!
تلك الرواية والَهْفِي ممثلةٌ *** في العالم اليوم في بلدانه الآنا
إن يختلف الاسم فالموضوع متَّحِدٌ *** مهما تلوَّنت الأشخاص ألوانا
فالناس قد تَّخذوا الأهواء آلهةً *** إن كان قد تَّخذ الماضون أوثانا
الشعب يعبد قوادًا تضلله *** كما يضلل ذو الإفلاس صبيانا
والحاكمون غدا الكرسيُّ ربهمو *** يقدمون له الأوطان قربانا
إن ماتت الفرس فالروسيا تمثلها *** أما ستالين فهو اليوم كِسرانا
وإن تزل دولة الرومان فالتمسوا *** في الإنجليز وفي الأمريك رومانا
وإن يمت قيصر فانظر لصورته *** وإن يكونوا همو في البحر حيتانا
****
يا خير من ربت الأبطال بعثته *** ومن بنى يهمو للحق أركانا
كانت فتوحهمو برًّا ومرحمة *** كانت سياستهم عدلاً وإحسانا
لم يعرفوا الدين أورادًا ومسبحةً ** بل أشربوا الدين محرابًا وميدانا
فقل لمن ظن أن الدين منفصل *** عن السياسة: خذ يا غرُّ برهانا
هل كان أحمد يومًا حلس صومعة *** أو كان أصحابه في الدير رهبانا؟!
هل كان غير كتاب الله مرجعهم *** أو كان غير رسول الله سلطانا؟!
لا، بل مضى الدين دستورًا لدولتهم *** وأصبح الدين للأشخاص ميزانا
يرضى النبي أبا بكر لدينهمو *** فيعلن الجمع: نرضاه لدنيانا
***
يا سيد الرسل طب نفسًا بطائفة *** باعوا إلى الله أرواحًا وأبدانا
قادوا السفين فما ضلوا ولا وقفوا *** وكيف لا وقد اختاروك ربَّانا؟!
أعطوا ضريبتهم للدين من دمهم *** والناس تزعم نصر الدين مجانا
أعطوا ضريبتهم صبرًا على محن *** صاغت بلالاً وعمارًا وسلمانا
عاشوا على الحب أفواهًا وأفئدةً *** باتوا على البؤس والنعماء إخوانا
الله يعرفهم أنصار دعوته *** والناس تعرفهم للخير أعوانا
والليل يعرفهم عُبَّاد هجعته *** والحرب تعرفهم في الروع فرسانا
دستورهم لا فرنسا قننتْه ولا *** روما، ولكن قد اختاروه قرآنا
زعيمهم خير خلق الله لا بشر *** إن يهد حينًا يضل القصد أحيانا!
"الله أكبر".. ما زالت هتافهمو *** لا يسقطون ولا يحيون إنسانا
***
نشكو إلى الله أحزابًا مضللةً *** كم أوسعونا إشاعات وبهتانا
ما زال فينا ألوف من أبي لهب *** يؤذون أهل الهدى بغيًا ونكرانا
ما زال لابن سلول شيعةٌ كثروا *** أضحى النفاق لهم وَسْمًا وعنوانا
يا رب إنا ظُلمنا فانتصر، وأنر *** طريقنا، واحبنا بالحق سلطانا
نشكو إليك حكومات تكيد لنا *** كيدًا وتفتح للسكسون أحضانا
تبيح للهو حانات وأندية *** تؤوي ذوي العهر شُرَّابًا ومُجَّانا
فما لدور الهدى تبقى مُغلَّقةً؟ *** يمسي فتاها غريب الدار حيرانا
يا رب نصرك، فالطاغوت أشعلها *** حربًا على الدين إلحادًا وكفرانا
***
يا قوم قد أيد التاريخ حجتنا *** وحصحص الحق للمستبصر الآنا
إنا أقمنا على إخلاص دعوتنا *** وصدقها ألف برهان وبرهانا
لقد نفونا فقلنا: الماء أين جرى *** يحيي المَوات ويروي كل ظمآنا
قالوا: إلى السجن، قلنا: شعبةٌ فُتِحت *** ليجمعونا بها في الله إخوانا
قالوا: إلى الطور، قلنا: ذاك مؤتمرٌ *** فيه نقرِّر ما يخشاه أعدانا!
فهو المصلَّى نزكِّي فيه أنفسنا *** وهو المصيف نقوي فيه أبدانا
معسكر صاغنا جندًا لمعركة *** ومعهد زادنا للحق تبيانا
من حرَّموا الجمع منا فوقَ أربعةٍ *** ضموا الألوف بغاب الطور أُسدانا!
راموه منفًى وتضييقًا، فكان لنا *** بنعمة الحب والإيمان بستانا!
هذا هو الطور شاءوا أن نذوب به *** وشاء ربك أن نزداد إيمانا
الشيخ يوسف القرضاوي