ام سرور
2012-09-04, 18:29
سئل الشيخ العثيمين هذا السؤال فقال رحمه الله :امن حفظ القران وعلم معنى كل اية فيه فهو عالم
لذلك نتعلم واياكم معاني ماتيسر تلخيصه من كتب التفسير
السلام عليكم
الحمد لله وكفى وصلى الله وسلم على النبي المصطفى اما بعد:
فهذا تفسير لسورة البقرة باذن الله اضعه بين ايديكم لاستفيد وتستفيدوا باذن الله وما ندعي علما ولا فقها نسال الله ان يعلمنا واياكم العلم النافع ويوفقنا لان نعمل به العمل الصالح
سورة البقرة:
ما جاء في فضلها
عن أبي بريدة عن أبيه قال كنت جالسا عند رسول الله-صلى الله عليه وسلم-:فسمعته يقول:"تعلموا سورة البقرة فان أخذها بركة وتركها حسرة و لا تستطيعها البطلة" ثم سكت ساعة ثم قال:"تعلموا سورة البقرة وال عمران فإنهما الزهراوان يظلان صاحبهما يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فرقان من طير صواف "
وفي الحديث الذي أخرجه مسلم عن أبي هريرة ان النبي –صلى الله غليه وسلم" قال:"لا تجعلوا بيوتكم مقابر ،فان البيت الذي لا تقرا فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان"
ما جاء في تفسيرها:
(الم) اختلف العلماء فيها وفي سائر الحروف المقطعة في أوائل السور على على ستة اقوال،والاسلم كما قال الشيخ السعدي السكوت عن التعرض لمعناها مع الجزم بان الله انزلها لحكمة لانعلمها.
(ذلك الكتاب ) آي هذا القران المشتمل على ما لم تشتمل عليه كتب المتقدمين والمتاخرين من العلم العظيم والحق المبين
(لا ريب فيه) لاشك فيه وضد الشك والريب هو اليقين وهذه قاعدة مفيدة (ان النفي المقصود به المدح لابد أن يكون متضمنا لضده،وهو الكمال لان النفي عدم والعدم المحض لا مدح فيه
فلما اشتملت على اليقين وكانت الهداية لا تحصل إلا باليقين قال:
(هدى للمتقين )
واختلف العلماء على أقوال في معنى لا ريب فيه ( والقاعدة انه إذا لم تتعارض هذه الأقوال نحمل المعنى عليها جميعا كما قال الشيخ العثيمين رحمه الله)
الأول:انه لا ينبغي لأحد أن يرتاب به لإتقانه وإحكامه
الثاني: انه لا ريب فيه انه هدى للمتقين
الثالث: انه لا ريب فيه انه من عند الله
والهداية نوعان:هداية البيان وهداية التوفيق .
فائدة1
هداية البيان:وهي التي يستطيعها البشر كان يبنوا حكم المسالة والأقوال فيها ،كان تدعو غيرك الى الصلاة وتبين له حكم تاركها كان تدعو امرأة إلى الحجاب
هداية التوفيق وهي من الله وحده وذلك أن يوفق الإنسان للعمل والثبات وهي المقصودة في قوله تعالى :"انك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء"فقد بين رسول الله لنا ولغيرنا الأحكام الشرعية ومع ذلك من الناس من اهتدى ومنهم من لم يهتد فهي توفيق من الله .
هذا الاعتقاد أصل مهم في العقيدة لان من الناس من يقول على الله الباطل وهم لا يشعرون فمثلا إذا نصحت عبدا لله لارتداء الحجاب أو ترك التدخين أو إقامة الصلاة أو غير ذلك وأنت لا تملك له إلا أن تهديه هداية بيان بان تذكره وتبين له الحكم الشرعي في المسالة يقول "الله مازال ما هداني شاي الله لم يهدني بعد)وهذا من اكبر الافتراء على الله ، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .
والهداية أشبه بالرزق في العقيدة فكما انك لا تحصل على الرزق إلا بان تتخذ الأسباب فلن تحصل على الهداية إلا أن تتخذ لها أسبابها
(هدى للمتقين ) الذين يحذرون من الله عقوبته في ترك ما يعرفون من الهدى ويرجون رحمته في التصديق بما جاء به
للمتقين هم المؤمنون الذين يتقون الشرك ويعملون بطاعة الله
للمتقين الذين اتقوا ما حرم الله عليهم وأدوا ما افترض عليهم
للمتقين الذين نعتهم الله ووصفهم بقوله:"الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون
يؤمنون أصل الإيمان في اللغة التصديق أي يصدقون واصل الغيب المكان المطمئن الذي يستتر فيه لنزوله عما حوله فسمي كل مستتر غيب
وفي المراد بالغيب ها هنا ستة أقوال:
احدها :انه الوحي والثاني :القران والثالث:الله عز وجل ،والرابع:ما غاب عن العباد من الجنة والنار،والخامس: انه قدر الله عز وجل والسادس: انه الإيمان بالرسول في حق من لم يره
وان اختلفت عبارات السلف في المراد بالغيب ها هنا إلا أنها ترجع إلى أن الجميع مراد
قال احد السلف (أبو العالية) أي يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وجنته وناره ولقائه ويؤمنون بالحياة بعد الموت وبالبعث،فهذا غيب كله
وليس الشأن في الإيمان بالأشياء المشاهدة بالحس فانه لا يتميز بها المسلم من الكافر إنما الشأن أن نؤمن بالأشياء التي لم نشاهدها وإنما نؤمن بالغيب لخبر الله وخبر رسوله ومن ذلك أن نؤمن بجميع صفات الله ووجودها ونتيقنها وان لم نفهم كيفيتها
ويقيمون الصلاة ) أي يقيمون الصلاة بفروضها
اقامة الصلاة إتمام الركوع والسجود والتلاوة والخشوع والإقبال عليها فيها
اقامة الصلاة المحافظة على مواقيتها ووضوئها وركوعها وسجودها
اقامة الصلاة إقامتها ظاهرا بإتمام أركانها وواجباتها وشروطها وإقامتها باطنا بإقامة روحها وهو حضور القلب فيها وتدبر ما يقوله وما يفعله منها فهذه هي التي قال الله عنها :"أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر"وهي التي يترتب عليها الثواب ،فلا ثواب للإنسان من صلاته إلا ما عقل منها.
فائدة2
فلاحظوا معي كيف قال سبحانه يقيمون الصلاة ولم يقل يفعلون الصلاة أو يؤدون الصلاة
(ومما رزقناهم ينفقون) مما رزقناهم أي أعطيناهم وفيها إشارة إلى أن هذه الأموال التي بين أيديكم ليست حاصلة بملككم وقوتكم وإنما هي رزق من الله فكما أكرمكم الله ورزقكم فاشكروه بإخراج بعض ما انعم به عليكم
ينفقون أي يخرجون واصل الإنفاق الإخراج يقال نفقت الدابة إذا خرجت روحها والمراد بهذه النفقة أربعة:احدها النفقة على الأهل و العيال والثاني أنها الزكاة المفروضة والثالث:أنها الصدقات النوافل
والرابع : أنها النفقة التي كانت واجبة قبل وجوب الزكاة
فائدة2
واعلم ان الحكمة في الجمع بين الإيمان وهو عقد القلب وبين الصلاة وهي فعل البدن وبين الصدقة وهو تكليف يتعلق بالمال انه ليس في التكليف قسم رابع،إذ ما عدا هذه الأقسام فهو ممتزج بين اثنين منهما كالحج والصوم ونحوها
فائدة3
كثيرا ما يجمع الله بين الصلاة والزكاة في القران ،لان الصلاة متضمنة للإخلاص للمعبود والزكاة والنفقة متضمنة للاحسان على عبيده،فعنوان سعادة العبد إخلاصه للمعبود وسعيه في نفع الخلق كما أن عنوان شقاوة العبد عدم هذين الأمرين منه فلا إخلاص ولا إحسان.
"والذين يؤمنون بما انزل إليك" وهو القرآن والسنة فالمتقون يؤمنون بجميع ما جاء به النبي ولا يفرقون بين بعض ما أنزل إليه *فيؤمنون ببعضه ولا يؤمنون ببعضه إما بجحده أو تأويله على غير مراد الله ولرسوله ،كما يفعل المبتدعة الذين يؤولون النصوص الدالة على خلاف قولهم ،بما حاصله عدم التصديق بمعناها ،وإن صدقوا بلفظها،فلم يؤمنوا بها إيمانا حقيقيا.
*وما انزل من قبلك" يشمل الايمان بالكتب السابقة ويتضمن الايمان بالكتب الايمان بالرسل*
وبما اشتملت عليه،فهم بذلك يصدقون بما جاء به النبي من الله وما جاء به من كان قبله من المرسلين ولا يفرقون بينهم ولا يجحدون ما جاءهم وهم بالاخرة يوقنون اي يوقنون بالبعث والنشور والقيامة والجنة والنار والحساب والميزان*
والاخرة اسم لما بعد الدنيا وسميت اخرة لان الدنيا قد تقدمتها وقيل لانها نهاية الامر
يتبع بإذن الله
لذلك نتعلم واياكم معاني ماتيسر تلخيصه من كتب التفسير
السلام عليكم
الحمد لله وكفى وصلى الله وسلم على النبي المصطفى اما بعد:
فهذا تفسير لسورة البقرة باذن الله اضعه بين ايديكم لاستفيد وتستفيدوا باذن الله وما ندعي علما ولا فقها نسال الله ان يعلمنا واياكم العلم النافع ويوفقنا لان نعمل به العمل الصالح
سورة البقرة:
ما جاء في فضلها
عن أبي بريدة عن أبيه قال كنت جالسا عند رسول الله-صلى الله عليه وسلم-:فسمعته يقول:"تعلموا سورة البقرة فان أخذها بركة وتركها حسرة و لا تستطيعها البطلة" ثم سكت ساعة ثم قال:"تعلموا سورة البقرة وال عمران فإنهما الزهراوان يظلان صاحبهما يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فرقان من طير صواف "
وفي الحديث الذي أخرجه مسلم عن أبي هريرة ان النبي –صلى الله غليه وسلم" قال:"لا تجعلوا بيوتكم مقابر ،فان البيت الذي لا تقرا فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان"
ما جاء في تفسيرها:
(الم) اختلف العلماء فيها وفي سائر الحروف المقطعة في أوائل السور على على ستة اقوال،والاسلم كما قال الشيخ السعدي السكوت عن التعرض لمعناها مع الجزم بان الله انزلها لحكمة لانعلمها.
(ذلك الكتاب ) آي هذا القران المشتمل على ما لم تشتمل عليه كتب المتقدمين والمتاخرين من العلم العظيم والحق المبين
(لا ريب فيه) لاشك فيه وضد الشك والريب هو اليقين وهذه قاعدة مفيدة (ان النفي المقصود به المدح لابد أن يكون متضمنا لضده،وهو الكمال لان النفي عدم والعدم المحض لا مدح فيه
فلما اشتملت على اليقين وكانت الهداية لا تحصل إلا باليقين قال:
(هدى للمتقين )
واختلف العلماء على أقوال في معنى لا ريب فيه ( والقاعدة انه إذا لم تتعارض هذه الأقوال نحمل المعنى عليها جميعا كما قال الشيخ العثيمين رحمه الله)
الأول:انه لا ينبغي لأحد أن يرتاب به لإتقانه وإحكامه
الثاني: انه لا ريب فيه انه هدى للمتقين
الثالث: انه لا ريب فيه انه من عند الله
والهداية نوعان:هداية البيان وهداية التوفيق .
فائدة1
هداية البيان:وهي التي يستطيعها البشر كان يبنوا حكم المسالة والأقوال فيها ،كان تدعو غيرك الى الصلاة وتبين له حكم تاركها كان تدعو امرأة إلى الحجاب
هداية التوفيق وهي من الله وحده وذلك أن يوفق الإنسان للعمل والثبات وهي المقصودة في قوله تعالى :"انك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء"فقد بين رسول الله لنا ولغيرنا الأحكام الشرعية ومع ذلك من الناس من اهتدى ومنهم من لم يهتد فهي توفيق من الله .
هذا الاعتقاد أصل مهم في العقيدة لان من الناس من يقول على الله الباطل وهم لا يشعرون فمثلا إذا نصحت عبدا لله لارتداء الحجاب أو ترك التدخين أو إقامة الصلاة أو غير ذلك وأنت لا تملك له إلا أن تهديه هداية بيان بان تذكره وتبين له الحكم الشرعي في المسالة يقول "الله مازال ما هداني شاي الله لم يهدني بعد)وهذا من اكبر الافتراء على الله ، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .
والهداية أشبه بالرزق في العقيدة فكما انك لا تحصل على الرزق إلا بان تتخذ الأسباب فلن تحصل على الهداية إلا أن تتخذ لها أسبابها
(هدى للمتقين ) الذين يحذرون من الله عقوبته في ترك ما يعرفون من الهدى ويرجون رحمته في التصديق بما جاء به
للمتقين هم المؤمنون الذين يتقون الشرك ويعملون بطاعة الله
للمتقين الذين اتقوا ما حرم الله عليهم وأدوا ما افترض عليهم
للمتقين الذين نعتهم الله ووصفهم بقوله:"الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون
يؤمنون أصل الإيمان في اللغة التصديق أي يصدقون واصل الغيب المكان المطمئن الذي يستتر فيه لنزوله عما حوله فسمي كل مستتر غيب
وفي المراد بالغيب ها هنا ستة أقوال:
احدها :انه الوحي والثاني :القران والثالث:الله عز وجل ،والرابع:ما غاب عن العباد من الجنة والنار،والخامس: انه قدر الله عز وجل والسادس: انه الإيمان بالرسول في حق من لم يره
وان اختلفت عبارات السلف في المراد بالغيب ها هنا إلا أنها ترجع إلى أن الجميع مراد
قال احد السلف (أبو العالية) أي يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وجنته وناره ولقائه ويؤمنون بالحياة بعد الموت وبالبعث،فهذا غيب كله
وليس الشأن في الإيمان بالأشياء المشاهدة بالحس فانه لا يتميز بها المسلم من الكافر إنما الشأن أن نؤمن بالأشياء التي لم نشاهدها وإنما نؤمن بالغيب لخبر الله وخبر رسوله ومن ذلك أن نؤمن بجميع صفات الله ووجودها ونتيقنها وان لم نفهم كيفيتها
ويقيمون الصلاة ) أي يقيمون الصلاة بفروضها
اقامة الصلاة إتمام الركوع والسجود والتلاوة والخشوع والإقبال عليها فيها
اقامة الصلاة المحافظة على مواقيتها ووضوئها وركوعها وسجودها
اقامة الصلاة إقامتها ظاهرا بإتمام أركانها وواجباتها وشروطها وإقامتها باطنا بإقامة روحها وهو حضور القلب فيها وتدبر ما يقوله وما يفعله منها فهذه هي التي قال الله عنها :"أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر"وهي التي يترتب عليها الثواب ،فلا ثواب للإنسان من صلاته إلا ما عقل منها.
فائدة2
فلاحظوا معي كيف قال سبحانه يقيمون الصلاة ولم يقل يفعلون الصلاة أو يؤدون الصلاة
(ومما رزقناهم ينفقون) مما رزقناهم أي أعطيناهم وفيها إشارة إلى أن هذه الأموال التي بين أيديكم ليست حاصلة بملككم وقوتكم وإنما هي رزق من الله فكما أكرمكم الله ورزقكم فاشكروه بإخراج بعض ما انعم به عليكم
ينفقون أي يخرجون واصل الإنفاق الإخراج يقال نفقت الدابة إذا خرجت روحها والمراد بهذه النفقة أربعة:احدها النفقة على الأهل و العيال والثاني أنها الزكاة المفروضة والثالث:أنها الصدقات النوافل
والرابع : أنها النفقة التي كانت واجبة قبل وجوب الزكاة
فائدة2
واعلم ان الحكمة في الجمع بين الإيمان وهو عقد القلب وبين الصلاة وهي فعل البدن وبين الصدقة وهو تكليف يتعلق بالمال انه ليس في التكليف قسم رابع،إذ ما عدا هذه الأقسام فهو ممتزج بين اثنين منهما كالحج والصوم ونحوها
فائدة3
كثيرا ما يجمع الله بين الصلاة والزكاة في القران ،لان الصلاة متضمنة للإخلاص للمعبود والزكاة والنفقة متضمنة للاحسان على عبيده،فعنوان سعادة العبد إخلاصه للمعبود وسعيه في نفع الخلق كما أن عنوان شقاوة العبد عدم هذين الأمرين منه فلا إخلاص ولا إحسان.
"والذين يؤمنون بما انزل إليك" وهو القرآن والسنة فالمتقون يؤمنون بجميع ما جاء به النبي ولا يفرقون بين بعض ما أنزل إليه *فيؤمنون ببعضه ولا يؤمنون ببعضه إما بجحده أو تأويله على غير مراد الله ولرسوله ،كما يفعل المبتدعة الذين يؤولون النصوص الدالة على خلاف قولهم ،بما حاصله عدم التصديق بمعناها ،وإن صدقوا بلفظها،فلم يؤمنوا بها إيمانا حقيقيا.
*وما انزل من قبلك" يشمل الايمان بالكتب السابقة ويتضمن الايمان بالكتب الايمان بالرسل*
وبما اشتملت عليه،فهم بذلك يصدقون بما جاء به النبي من الله وما جاء به من كان قبله من المرسلين ولا يفرقون بينهم ولا يجحدون ما جاءهم وهم بالاخرة يوقنون اي يوقنون بالبعث والنشور والقيامة والجنة والنار والحساب والميزان*
والاخرة اسم لما بعد الدنيا وسميت اخرة لان الدنيا قد تقدمتها وقيل لانها نهاية الامر
يتبع بإذن الله