تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لن أتأخر بعد اليوم


close friend
2009-03-01, 09:52
قصة قصيرة من مجموعة قصصية

صـــاحــــبـــة الــحــجـــر




دخلت المستشفى و أنا مغمى علي فلست أدري كيف وصلت إلى ذلك السرير . عندما استيقظت وجدتني مقيدة بأجهزة معقدة و على رأسي لفافة بيضاء لا أدري من أين أتت ، كان إلى جانبي مريضة أخرى كنا اثنتين في الغرفة ، هي أيضا على رأسها لفافة لكنها تبدو في حال أفضل فلم أكن أقدر على أن أحرك رأسي و لا باقي أعضاء جسمي ، بعد دقائق قليلة من استيقاظي حضر الجراح و ممرضتان معه للسؤال عن حالي و عندها استطعت أن أعرف ما حدث لي ، فقد أجريت لي عملية جراحية منذ يومين فقط فعرفت سبب ثقل جسمي إنه أثر التخدير :
ـــ عليك بالتغذية جيدا حتى تتقوي ، ستمرين بمرحلة نوعا ما صعبة و إن ساعدتنا فسنتجاوزها بسهولة و ندخل فترة النقاهة ، لست أطلب إلا تناول كل ما تقدمه لك الممرضة و عدم الحركة نهائيا إلى أن أسمح لك بذلك . أيمكنني الاعتماد عليك ؟
أجبته إيماء بعيني لأنني كنت جد متثاقلة . لم يكن مسموحا بالزيارة في حالتي تلك إلا بفرد واحد من العائلة ؛ فكان أبي الذي لم يطل الحديث معي عند دخوله ابتسم و قال:
ـــ كيف أنت .. إن شاء الله بخير .. تجاوزت مرحلة الخطر و لم يبق إلا النزر القليل.. كل العائلة في الخارج لكنه غير مسموح بدخولها حتى لا تتعبك و دخلت أنا فقط حتى أطمئنهم عنك إن شاء الله تكونين بخير .
ابتسمت بصعوبة و اكتفيت بتحريك عيني ففهم إجابتي ثم قبل يدي و ودعني .
حتى رفيقتي بالغرفة أظن أنه كان منبه عليها عدم محادثتي كي لا أتعب و استسلمت للنوم ، لم أفق إلا على صوت الأذان و قد كان أذان العصر فلم أطق صبرا على عدم القيام لأجل الصلاة فما كان مني إلا أن تخلصت من القيود التي كانت تربطني بتلك الأجهزة و حاولت القيام في بادئ الأمر لم أقدر و لكن فور أن كنت أتذكر الصلاة و أخشى خروج وقتها أندفع دفعا غير مبالية بالآلام التي كنت أحس بها . لا أذكر كيف توضأت أو ما كان يشبه الوضوء لأنني سقطت مغمى علي و لم أفق إلا وأنا على السرير من جديد . فور فتح عيني تلقيت لوم الجراح لأن حركتي كانت ممنوعة و أنا خالفت التعليمات :
ـــ لست أفهم ... لماذا فعلت هذا ؟
لم أجبه . ثم استطرد :
ـــ أظن أنني قد أفهمتك أننا سنمر معا بمرحلة صعبة أنت عليك أن لا تتحركي نهائيا من مكانك و أعلم أن هذا صعب عليك خاصة ربطك بهذه الأجهزة التي هي ضرورية جدا للحفاظ على قواك ، لو أنك عندما احتجت شرب الماء ضغطت على هذا الزر كان هذا أفضل بدلا من المخاطرة التي قمت بها .
ـــ ليس لشرب الماء إنما لأصلي .
ـــ ماذا ؟! تريدين الصلاة و أنت على هذا الحال !!
ـــ لا بد أن أصلي العصر قبل خروج الوقت .
ـــ و لكنك مجنونة فأنت إن تحركت قتلت نفسك .
ـــ إذن أحضروا لي حجرا للتيمم و إن لم تفعلوا سأنهض و لا أبالي .
ـــ غير معقول أ حقا قمت لأجل ذلك ؟
بقيت مصرة على طلبي إلى أن أحضروا لي حجرا صغيرا من حديقة المستشفى و لحسن الحظ أن السرير كان جهة القبلة و إلا لفرضت عليهم تحويله للقبلة و هذا ما لمّح إليه الجراح :
ـــ حمدا لله أن السرير جهة القبلة .

* * *

ـــ بالمناسبة يا خالد التقيت بممر المستشفى بإحدى الممرضات تحمل حجرا و هي تشير به لكل من تمر عليه فاستغربت ... ترى لما ذلك ؟
ـــ تلك قصة فريدة من نوعها .. تصور يا سليم لدينا مريضة أجريت لها عملية جراحية في الدماغ و نبهت عليها بشدة عدم الحركة فلم تتجاوز مرحلة الخطر بعد و تترك سريرها لأجل أن تتوضأ و تصلي صلاة العصر !!
ـــ أحقا ما تقول ؟
ـــ أجل لحسن الحظ أن معها رفيقة في الغرفة وإلا لوجدناه ميتة بالحمام فقد اتصلت بنا بعد أن أغمي عليها ؛ فتحت الحنفية للوضوء ثم فقدت توازنها و سقطت فكادت كل جهودنا تذهب سدى .
ـــ ثم ماذا ؟
يستلقي خالد على أريكة مكتبه :
ـــ و الله لولا ستر الله ... بصراحة اعتقدت أنا أنها عطشت فأرادت ماء لكنها عندما أفاقت و لمتها على عدم طلب الممرضة بالضغط على الزر قالت أردت الوضوء و الصلاة قبل خروج الوقت .
ـــ جميل ثم ماذا ؟
ـــ لا شيء .. ما أحسبها إلا مجنونة خاصة عندما أنبتها و شددت عليها لعدم ترك السرير قالت أنها لن تتبع تعليماتي إلا إذا أحضرنا لها حجرا للتيمم .. تصور أيعقل هذا !!
ـــ ههههههههه...
ـــ أتضحك !! معك حق شر البلية ما يضحك الفتاة تكاد تموت و تقول أحضروا لي حجرا للتيمم ...
ـــ و لما لا ؟
ـــ ماذا تقول يا سليم ..
ـــ أجل لما لا فلست أراها غير فتاة عاقلة و ملتزمة بتعاليم دينها التزاما انعدم في زمننا فأصبح العجب من ما هو طبيعي ؟
ـــ أرجوك يا سليم إنني متعب دع نقاشك هذا ليوم عطلتي .
ـــ و من قال أنني سأبقى هنا إلى يوم عطلتك .
ـــ تسافر هذا الأسبوع ؟
ـــ أجل .
ـــ يا للخسارة ... كنت أرجو مسامرتك ليلة العطلة .
يقف سليم مغادرا :
ـــ تعلم أنني لا أسهر ..
ـــ أعلم لكنني كنت أنوي دعوتك للعشاء حتى يمكننا التحدث بهدوء و رواقان بعيدا عن جو المستشفى المرهق .
ـــ طيب و لما لا تدعوني الليلة ؟
ـــ الليلة لا و لكن غدا مناسب جدا .
ــ إذن نلتقي غدا إن شاء الله و أتركك الآن لمرضاك .
ـــ بل قل لمجانيني إن كانوا مثل تلك الفتاة .
ـــ لا تكن قاسيا أيها الجراح و عاملهم بالحسنى ... سلام .
ـــ إلى اللقاء .
عندما عاد سليم إلى البيت ظل يفكر بتلك الفتاة :
ـــ أ يعقل أنه لا زال بوقتنا فتاة تحرص كل هذا الحرص على الصلاة في وقتها وهي في تلك الحالة؟ إن الإنسان إذا كان بصحته معافى لا يبالي بوقت الصلاة إن أخرت ساعة أو أخرت إلى الليل أو الغد ؛ أو لم يؤدها بتاتا فكيف وهو مريض و في المستشفى ...
ثم يبتسم :
ـــ و تطلب حجرا للتيمم .. ههههههه .. إنها حقا فريدة من نوعها كما قال خالد ، الحمد لله أنها استطاعت الضغط عليهم و إلا جعلوها تترك صلاتها ..
يسهو قليلا ثم يعود ليحدث نفسه :
ـــ و يقول خالد أنها مجنونة ! بل هو المجنون أنه لا يربطه بدينه سوى الاسم .
لم تغب عن فكره طيلة الليل . في الصباح عند جلوسه لتناول الفطور تذكرها فظن أنه كان يحلم و لهذا خرج و لم يعد إلى البيت إلا مساء حيث فور دخوله سمع جرس الهاتف :
ـــ نعم من المتكلم ؟
ـــ أنا خالد يا سليم أين كنت ؟أ لم نتفق على العشاء معا الليلة ؟
ـــ عشاء ؟ إذن فلم يكن حلما !
ـــ ما هذا الذي كان حلما ؟
ـــ لا .. لا شيء أين نلتقي ؟
ـــ إنني أنتظرك بالبيت و إن لم تسرع تجد الأكل باردا و لن يسخن وإلا غضبت ربة البيت .
ـــ إذن بحول الله سأكون عندك بعد نصف ساعة ... سلام .
يعاود سليم الخروج و بعد نصف ساعة يكون عند صاحبه :
ـــ أهلا أين كنت ؟ ظننت أنك سافرت فلقد اتصلت بك مرارا حتى أذكرك بالدعوة .
ـــ نسيت فمنذ خروجي صباحا لم أعد إلى البيت إلا وقت أجبتك على الهاتف .
ـــ أين ذهبت ؟
ـــ كانت لدي بعض المشاغل .
ـــ أكيد مشاغل هامة جدا و إلا كيف تنسى موعدنا و نحن تفارقنا البارحة فقط !
ـــ ..... بصراحة ظننت أن هذه الدعوة كانت بالمنام .
ينفجر خالد ضاحكا :
ـــ ههههههه. .. أ لهذه الدرجة دعوتي كانت مستحيلة !!
ـــ كلا لم تفهمني و لكن موضوع تلك الفتاة فاجأني و لا زال .
ـــ ياااه أ لازلت تذكر ؟!
ـــ إن كانت حقيقية فمثلها لا ينسى .
ـــ دعنا نتوجه إلى مائدة العشاء و دع عنا هموم المستشفى فأنا دعوتك إلى البيت لنكون على راحتنا أكثر .... دعنا من كل ذلك و أخبرني ...
ظل خالد يتحدث و يسأل و يستفسر إلا أن سليم لم يكن يسمعه و لا يعود من شروده إلا و خالد يناديه :
ـــ سليم يا سليم أتسمعني ؟
ـــ أخبرني يا خالد أ يمكنني زيارة هذه الفتاة غدا ؟
ـــ ماذا ؟ أحدثك أنا عن مشاغلنا و أمور حياتنا و تسألني أنت عن تلك المجنونة !!
ـــ أجبني نعم أم لا ؟
يضع خالدا الشوكة من يده :
ـــ يا الهي ألن أرتاح من هذه المستشفى أبدا ...
لم تكن جلستهم طويلة فسليم لا يحب السهر و لكن لم يودع خالد إلا بعد أن حصل على موافقته بزيارة هذه الفتاة .
في الصباح مر سليم بمكتب خالد :
ـــ سلام
ـــ أهلا بالعزيز الغالي .
ـــ أ نذهب ؟
ـــ إلى أين ؟
ـــ إلى تلك الفتاة .
ـــ أ لازلت مصرا ؟
ثم تساءل خالد :
ـــ لكن بأي صفة ستزورها ؟ و ماذا ستقول لها ؟ جعلتني أنسى الزيارات ممنوعة عنها .
ـــ خذني بدلا عن أهلها أرجوك أ ليس مسموحا بزيارة واحدة ألم تقل أنني العزيز الغالي .
يضع خالد يده على رأسه كمن يحاول إيجاد حل ثم يبادره سليم :
ـــ ألست جراحا ؟ خذني بصفتي جراح و لن أطيل فأنا أعلم أنها لازالت ضعيفة .
يظل خالد صامتا كمن ليس مقتنعا :
ـــ أرجوك يا خالد .
ـــ طيب .. لكن لا تكلمها لأن حالتها لا تسمح .
ـــ حاضر ..هيا أسرع ..
طرق الجراح الباب طرقة خفيفة سريعة و دخل إثرها مباشرة :
ـــ صباح الخير كيف أصبحت ؟
ترد بصوت ضعيف خافت :
ـــ الحمد لله .
ـــ أليس أفضل من البارحة .
تبتسم دون كلام .
ثم ينادي الجراح صديقه :
ـــ أدخل يا طبيب .
ـــ سلام ..كيف حالك ؟
ـــ بخير .
ـــ هل يمكنني فحصك ؟
ـــ ألست المعالج لي ؟
ــ بلى .
ـــ إذن أنت فقط من سيفحصني و على هذا المحترم أن يخرج من فضلك .
ينظر خالد إلى سليم مندهشا فيهدأ سليم الوضع قائلا :
ـــ معك حق سأخرج أنا الآن أعتذر ..
يكمل خالد فحصه للمريضة ثم يتجه إلى رفيقتها بالغرفة و بعدها يخرج و كان سليم ينتظر بالرواق :
ـــ ما الذي دهاك يا سليم !
ـــ ماذا لقد كانت محقة كنت تريد الكشف عن نبضها و بذلك تكشف عن الساعد و إن كانت تفعل ذلك أمامك فهي مضطرة أما أنا فلا .
ـــ سليم ماذا تقول ؟
ـــ أقول الصواب الذي انعدم في أيامنا هذه .
ـــ بالله عليك يا سليم كأنك توافقها !!
ـــ أجل أنا أوافقها .
ـــ غير معقول اعتقدت أنك كنت تسايرها لأنها مريضة و من باب اللباقة لا غير ..
ـــ بل لأنني أوافقها .. قل ما اسمها ؟
ـــ لست أصدق إياك أن تقول أنها أعجبتك ؟
ـــ بالتزامها أجل .
ـــ سليم كف عن هذا .
ـــ و لما ؟ إنها فتاة جادة و ملتزمة التزاما أحبه ...إنها نادرة يا صاحبي .
ـــ طيب هذا رأيك .
ـــ إنني أعي ما أقول و كما قلت أنت لكل رأيه .. لم تجبني ما اسمها ؟
ـــ لا يمكنني إجابتك فهذا من خصوصياتها .
ـــ طيب سأسألها عندما تشفى .
ـــ هذا إن سمحت لك بالدخول .. ثم أنك ستسافر أ ليس كذلك ؟
ـــ سفري يكون إن شاء الله غدا .. خالد هل لي معرفة يوم خروجها ؟
ـــ إن تجاوزت هذه المرحلة بسلام فقد تغادر بعد عشرة أيام كأقصى حد و يستأجر أهلها ممرضة لتطهير الجرح طبعا مع المعاينة كل أسبوع في المستشفى هذا طبيعي .
ـــ جميل إذن سأعود بأسرع من الممكن .. ألا تستطيع تأخير خروجها إلى حين عودتي بعد ثلاثة أسابيع ؟
ـــ سليم .
ـــ أمزح أمزح ..
ـــ يهمك أمرها إلى هذه الدرجة ؟
ـــ ربما ... لست أدري ... أوصيك بها خيرا يا خالد اعتني بها جيدا .
ـــ يا أخي أنا أهتم بكل المرضى جيدا دون توصية .
ـــ أعلم هذا و هذا ما جعلني أصاحبك .. سلام
ـــ ستسافر غدا صباحا ؟ إذن صحبتك السلامة .
ـــ أتركك في رعاية الله .

* * *

كنت كلما أسمع صوت الأذان تناولت الحجر للتيمم و أصلي بعينيَّ لأنني لا أقدر على الحركة و قبل أن ادخل في الصلاة أخبر رفيقتي في الغرفة أنني سأصلي حتى إذا حضر الجراح تُعلمه بذلك كي لا يقطع عني الصلاة . في إحدى تلك الأيام دخل الجراح :
ـــ مساء الخير .
ترد رفيقتي :
ـــ مساء الخير .
ثم يوجه حديثه لي :
ـــ كيف أنت أ لازلت تحسين بالصداع ؟
ـــ عفوا يا دكتور إنها تصلي .
ـــ ماذا ؟
ـــ إنها تصلي بعينيها .
يحدث نفسه :
ـــ ماذا يحدث و إن كانت لا تقدر على الحركة تصلي بعينيها .. و يقول لي سليم إنها طبيعية ..إيه من يدري .
ـــ السلام عليكم .. السلام عليكم .
ـــ ها قد أكملت صلاتها .
ـــ تقبل الله منك .. يبدو أنك قوية فصحتك تتطور أفضل مما كنت أتصور .
ـــ كله بفضل ربي .
ـــ أجل ..أجل .. إذن يمكنني أن أقول أنك خرجت عن منطقة الخطر .. لكن هذا لا يعني عدم إتباع التعليمات و هي عدم الحركة .
ـــ أعلم ذلك حتى أنني لا أقدر على الحركة .
ـــ ابتداء من اليوم سأصف لك دواء آخر و ستتوقفين عن الدواء الأول .
ثم بعدها ينصرف ليكمل دورته المعتادة على باقي مرضاه . تطلب رفيقتي من الممرضة أن تزيل الستار الذي بيننا :
ـــ يبدو أنهم سينقلونك إلى غرفة أخرى كونك تحسنت أما أنا فلا .. تطور ملحوظ .
ـــ كل ما كتب للمؤمن خير و رحمة الله واسعة فلا تفكري كثيرا في ذلك و اتركي الأمور تسير بتأن .
ـــ أشكرك على رفع معنوياتي سأفتقدك كثيرا .
ابتسمتُ :
ـــ لم أغادر بعد ثم أن كثرة الكلام ستتعبك .
ـــ هذا صحيح .
في صباح يوم الغد عاود الجراح خالد الزيارة و أخبرني عن قرار نقلي إلى غرفة أخرى و يبدأ المعاينة برفيقتي :
ـــ صباح الخير كيف أصبحت .
ـــ أخشى أن أقضي كل حياتي هنا .
يبتسم خالد :
ـــ لا و إلا ما دورنا نحن .. دعيني أقيس نبضك .. جميل كل شيء على ما يرام و الآن سألقي نظرة على الجرح إن آلمتك أخبريني ... تفاءلي يبدو أنك ستلحقين برفيقتك عن قريب .
ـــ تغادرنا اليوم ؟
ـــ أجل اليوم تغادر .
ثم يتوجه إلي :
ـــ صباح الخير حقا سترين اليوم النور خارج هذه الغرفة .
فأبتسم :
ـــ و أتخلص من هذه القيود ؟
ـــ ههههههه .. تقصدين هذه الأجهزة .. أجل ، فقد كنت أقوى مما كنت أتصور و حالك أفضل ، بعد قليل سيحضر من ينقلك إلى غرفة أخرى .
ـــ أرجو أن تكون جيدة .
ـــ إن شاء الله تعجبك .. و الآن أقيس نبضك أنت أيضا .. حسن ؛ لا يؤلمك رأسك ؟
ـــ كلا لكنه ثقيل .
ـــ طبيعي .
ـــ و رفيقتي ؟
ـــ قد تلحق بك قريبا .
ـــ حقا ؟
ــ أجل .
سررت كثيرا لهذين الخبرين فكان يوم مفاجآت . يهم الجراح بالخروج ثم يعود :
ـــ أ تعلمين أن السرور يساعد في العلاج أيضا .
ـــ إذن عليكم إعطاءنا نحن المرضى كل يوم رفقة الدواء خبرا مفرحا.
يبتسم خالد :
ـــ اعلمي يا نور أن الدنيا يوم لك و يوم عليك و اللبيب من يفرح باليوم الذي له و يتفاءل في اليوم الذي عليه .
ـــ يبدو أنك ألطف من الصورة التي رسمتها لك يا دكتور .
ـــ ههههههه .. إلى هذه الدرجة كانت صورتي المرسومة لديك سيئة .
ـــ لا أقصد لكن ...
ـــ لا عليك ... قد أبدو أحيانا خشن الطبع لشدة التعب الذي ألقاه ، إلا أنني أحاول أن أكون أكثر لطفا خاصة و أن هناك صديقا عزيزا أوصاني بك خيرا .
ـــ صديق ؟ من ؟