المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اثر العلوم الإسلامية في تطور الطب-2


halimhard
2009-03-01, 01:29
الفصل الثالث
شخصيات ومؤلفات
بحوث جديدة
قد يكون من الإسهـاب غير المجدي أن نذكر جميع الشخصيات العظيمة التي كان لها السبق في تكوين الطب الإسلامي والذين كان لحكمتهم ومعرفتهم الفضل في تطور علم الطب، علي أنه قد يكون أيضاً من الإجحاف عدم ذكرهم ولو باختصار كدليل إعجاب واحترام ولكي يعم ذكرهم أرجاء العالم لمكانتهم في تطور الطب.
على قمة هذه المجموعة من الأطباء العرب الحارث بن كلدة الذي ظهر في القرن الأول للإسلام (توفي عام 734 م)، وكان قد درس في فارس وهو أول من تثقف علمياً من العرب في شبه الجزيرة وحصل على لقب الشرف (طبيب) في الطب حسب قواعد العصر، وقد خلفه النضر بن الحارث، وكانت أمه خالة النبي عليه السلام.
ومن الأطباء الذين ضمهم ديوان الأمويين كان أبرزهم ابن آثال وتياذوق Tuyadhuq ولا زالت بعض المصطلحات التي أطلقها تستخدم حتى، وقتنا الحاضر، كذلك نجد الطيب البارز ماسرجويه Masar Jawayh وهو من أصل فارسي وقد ترجم من السريانية إلى العربية بحثاً طبياً كتب أصلاً باليونانية يسمى " اهرون " Ahrun والذي يعد أول كتاب علمي كتب باللغة العربية وقد ذكر أن الخليفة الوليد قام بعزل المرضى المصابين بالجذام وأعطائهم علاجاً خاصاً.
ومن بين الشخصيات البارزة في الطب الإسلامي والتي تناستها أوروبا الغربية، مع الأسف، كان علي بن عيسى، أعظم طبيب مشهور للعيون، في العالم الإسلامي، وابن جزلة الذي كنب أهم بحث علمي عن العلاجات الطبية.
وفي الحقيقة قد يطول بنا السرد إذا أردنا ذكر جميع أسماء أعلام الطب العربي، ولكننا ننهي هذا البحث بإلقاء الضوء على كثير من المؤلفات غير المعروفة تماماً والتي صنفها العلماء المسلمون ورغم أهميتها فلم تحظ بالذكر حتى وقتنا الحاضر.
فبعد البحث الطويل تمكنت من تحقيق مؤلفات هامة كثير منها مستقاة من ترجمات عن المؤلفات اليونانية القديمة جداً وأشياء أخرى لا يمكن تعويضها وجميعها أصول. وأقدم هنا نماذج يمكن أن تكون ويجب أن يستفاد بها كأساس للبحث في المستقبل.
أولاً العمل الهام الذي أنجز في أسبانيا المسلمة على يد الطبيب ابن زهر الذي يعتبر استمرإراً لاتجاه أبقراط(525- 113م) .
ثانياً: إن إستخدام سلسلة السببية واللاقياس والتجربة هي ما يميز الاتجاه البحت المحكم لعلماء المسلمين (والذي اتبعته مدرسة القواعد العربية بالكوفة) وأهميتها العظمى نجدها في كافة أنواع المؤلفات العلمية الإسلامية.
ثالثاً: أن نعي الحاجة إلى تكريس جهد خاص لما قد يكون غير معروف من ذخيرة المعلومات بالمؤلفات العربية فيما يتعلق بالطب والعلوم الأخرى، والتي نبرز منها المجموعات التالية من المؤلفات:
1- المجموعة التي أنجزها ابن النديم الوراق والتي تضم 22 مجلداً .
ب- المؤلفات التي تنسب إلى الأمير خالد بن يزيد بن معاوية والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتطبيق كيمياء القرون الوسطى في الطب .
جـ- مجموعة المؤلفات الخاصة بالعلاقة بين علوم السحر والطب والتي يمكن أن نبرز منها المؤلفات التي أعدها أحمد ابن محمد المصمودي.
د- الترجمات العربية من الفارسية التي تمت في المركز الطبي في جنديسابور، وكذلك ترجمة إلي البحث الهندي الهام في علم خصائص السموم.
هـ- المؤلفات التي أنجزها الطيب الفيلسوف المسلم الأندلسي ابن سابين وهو ليس من الأسماء اللامعة- والتي جمع بعضها ابن طولون وهي لم تحظ بالاهتمام الكافي للاستفادة منها وتطويرها.
من كل ما ذكر فإن الأهمية الحقيقية والحاسمة للعلوم الإسلامية في الماضي تكمن في أثرها في تطور الطب في المستقبل، فبفضل الإسلام وجدت القواعد الحالية لعلوم الطب، لقد حان الوقت لنعرف مثل "هذه الحقائق وأن يحتل العالم الإسلامي مكانته الصحيحة في حقل العلم إحقاقاً للحق، ففي عام 953 م أرسل أوتو العظيم ملك الألمان سفيراً من لدنه إلى قرطبة إلى راهب يدعى جون الذي عاش ما يقرب من ثلاث سنوات في عاصمة الخلافة الأندلسية. وقد تعلم العربية بإتقان وعند عودته إلى موطنه حمل معه مئات المخطوطات الطبية العلمية القيمة والتي ساعدت على نشر جوهر علوم العرب العظيمة في أوروبا الغربية بصورة سريعة ومدهشة.

امير الجود
2009-05-14, 06:36
شكــــرا لك على المعلومات المفيـدة