تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عندما تكون الفتوى سلاحاً


الغضنفر
2009-03-01, 00:29
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

وبعد

قام ليون روش الفرنسي برحلة إلى مصر والحجاز سنة 1842م متنكراً في زي حاج مسلم، من أجل الحصول على موافقة من العلماء على نص فتوى جاء بها من الجزائر تجعل الجهاد ضد الفرنسيين من باب إلقاء النفس إلى التهلكة، ومن ثم ضرورة الرضا بحكم الفرنسيين في الجزائر وعدم شرعية حركة المقاومة التي كان يقودها الأمير عبد القادر الجزائري [1]، وقد شارك روش في هذه الرحلة وصياغة الفتوى مجموعة من شيوخ الصوفية [2].

لكن علماء الأزهر لم يوافقوه على تلك الفتوى [3]، وقد أحسنوا في ذلك.

ولو أنهم فعلوا كما فعل شيخ الإسلام ابن تيمية مع اليهود لكان أكمل وأجمل، فقد أظهر طائفة من اليهود كتاباً قد عتّقوه وزوّروه، وفيه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم أسقط عن يهود خيبر الجزية، فراج ذلك عن من جهل سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وظنوا صحته حتى ألقي هذا الكتاب إلى شيخ الإسلام ابن تيمية - قدّس الله روحه - وطُلب منه أن يعين على تنفيذه والعمل عليه، فبصق عليه، واستدل على كذبه بعشرة أوجه [4].

لقد أدرك الفرنسيون أن الفتوى سلاح نافذ وعظيم الأثر على أهل الإسلام، فكتبوا تلك الفتيا على الطريقة الفرنسية، وأرادوا تمريرها على علماء الأزهر والحجاز، لكنهم خابوا وخذلوا، أما في هذه الأيام فلا يحتاج إلى هذا العناء، فما هو إلا لقاء عابر ويحصل المقصود، كما في تأييد شيخ الأزهر نزع حجاب المسلمات في فرنسا.

إن الجهاد ذروة سنام الإسلام، وما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا، روى مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من مات ولم يغزُ ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق).

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (الجهاد فرض على الكفاية، ولا بد لكل مؤمن من أن يعتقد أنه مأمور به، وأن يعتقد وجوبه، وأن يعزم عليه إذا احتيج إليه، وهذا يتضمن تحديث نفسه بفعله فمن مات ولم يغز أو لم يحدث نفسه بالغزو نقص من إيمانه الواجب عليه بقدر ذلك، فمات على شعبة نفاق) [5].

ويقول في موضع آخر: (من ترك الجهاد عذّبه الله عذاباً أليماً بالذلّ وغيره، ونزع الأمر منه فأعطاه لغيره، فإن هذا الدين لمن ذبّ عنه).

وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: (عليكم بالجهاد، فإنه باب من أبواب الجنة، يُذهِب الله به عن النفوس الهمّ والغمّ) [6].

ومتى جاهدت الأمة عدوّها ألّف الله بين قلوبها، وإن تركت الجهاد شَغَل بعضَها ببعض [7].

لقد راع أعداء الإسلام شأن الجهاد وأوجعتهم معارك الجهاد، فسعوا إلى تعطيل هذه الشعيرة بكل ما أوتوا من مكر وحيلة، سواءً عن طريقهم أو طريق عملائهم من الزنادقة والمنافقين وأشباههم.

فالميرزا غلام القادياني - زعيم القاديانية، وأحد صنائع الإنجليز - يقول: (لقد قضيت معظم عمري في تأييد الحكومة الإنجليزية ومؤازرتها، وقد ألفت في منع الجهاد ووجوب طاعة أولي الأمر الإنجليز من الكتب والنشرات ما لو جمع بعضها إلى بعض لملأ خمسين خزانة) [8].

وشابه الرافضةُ القاديانية في تعطيل الجهاد، فقالوا: لا جهاد حتى يخرج الإمام، وقرروا أن القتال مع غير الإمام المفترض طاعته حرام مثل الميتة والدم ولحم الخنزير [9].

وقد قال بعض عوام أهل السنة لأحد شيوخ الرافضة: إذا جاء الكفار إلى بلادنا فقتلوا النفوس وأخذوا الأموال هل نقاتلهم؟ فقال الرافضي: لا. المذهب أنّا لا نغزو إلا مع المعصوم، فقال العامي: والله إن هذا لمذهب نجس [10].

ويبدو أن هذه اللوثة قد عرضت لبعض المتسننة كما هو مشاهد في أحداث العراق، فهناك من يطالب بالإذعان لعملاء أمريكا - في العراق - باعتبار أنهم ولاة أمور، وهناك من أفتى بمنع مقاومة العدو الصليبي المحتل محتجاً بعلل عليلة، فادعى بعضهم بأنه لا جهاد إلا مع إمام.

وقد ردّ الشيخ العلامة عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله على من قال: لا جهاد إلا مع إمام، فإذا لم يوجد إمام فلا جهاد، فقال: (فيلزم على هذا أن ما يلزم بترك الجهاد، من مخالفة دين الله وطاعته جائزٌ، بجواز ترك الجهاد، فتكون الموالاة للمشركين والموافقة والطاعة جائزة، واللازم باطل، فبطل الملزوم، فعكس الحكمَ الذي دلّ عليه القرآن العزيز، من أنها لا تصلح إمامة إلا بالجهاد..) [11].

وأما إذن الإمام فهي من مسائل الاجتهاد التي يسع فيها الخلاف، وقد برزت هذه المسألة في بلاد المغرب العربي زمن الاحتلال الأجنبي في القرن الحادي عشر الهجري [12]، ووقع جدال بين فقهاء تلك البلاد، فقد نصّ محمد العربي الفاسي [ت 1052هـ] في فتواه على أن الجهاد لا يتوقف على وجود الإمام، ولا على إذنه، فقال: (ومن المعلوم الواضح أن الجهاد مقصد بالنسبة إلى الإمامة التي هي وسيلة، لكونه في غالب العادة لا يحصل الكمال إلا بها، فإذا أمكن حصوله دونها لم يبق معنى لتوقفه عليها) [13].

وأغلب فقهاء المغرب لم يجعلوا الجهاد موقوفاً على إذن الإمام، ويعود موقفهم هذا إلى طبيعة الظروف السياسية التي عاصروها، فراعوا بذلك المصلحة العامة للمسلمين، إذ رأوا أن مقاومة الأجنبي المحتل أمر واجب، وما دامت السلطة قد تقاعست في الأمر، فمن الخطأ الفادح أن تمنع تلك المبادرات التطوعية التي تصدت للمقاومة بحجة افتقارها إلى إذن الإمام، فيتمكن العدو بذلك من توسيع مناطق نفوذه [14].

والمقصود أن من الفتاوى ما يكون سلاحاً في صالح العدو المحتل، ومنها ما يكون سلاحاً موجعاً ومنكياً للعدو كما في فتاوى علماء الأندلس ضد النصارى الصليبيين، حيث أفتى ابن رشد الجد [ت 520هـ] أن الجهاد لأهل الأندلس في زمنه أفضل من حج الفريضة الذي لا يتوافر فيه - آنذاك - شرط الوجوب حسب رأيه؛ لأن الوصول إلى مكة بأمان غير حاصل في ذلك الزمان.

وألّف ابن المناصف [ت 620هـ] آنذاك كتاب (الإنجاد في الجهاد)، فاستوعب أبواب الجهاد وتفصيل فرائضه وسننه، وذكر جملة من آدابه وأحكامه [15].

ولما وقع اللبس في شأن التتار سنة 702هـ، وكيف يقاتلون وهم يظهرون الإسلام، وليسوا بغاة، فأفتى شيخ الإسلام ابن تيمية بأنهم من جنس الخوارج الذين يجب قتالهم، وأن كل طائفة امتنعت عن شريعة من شرائع الإسلام الظاهرة فيجب قتالها، فتفطن العلماء لذلك، وكان يقول للناس: إذا رأيتموني من ذلك الجانب وعلى رأسي مصحف فاقتلوني فتشجّع الناس في قتال التتار وقويت قلوبهم [16].

لا شك أن الركون إلى الحياة الدنيا والتثاقل إلى الأرض قد غلب على الكثير من المسلمين، وهذا ضعف وذنب ينبغي الخلاص منه ومجاهدته، لكن لا يسوغ أن نجعل من هذا الخور والوهن منهجاً نؤصله، ومسلكاً نقعّده عبر بيانات أو فتاوى، وإذا كان في هذه الأمة الولود من فتح الله عليه في باب الجهاد - كما هو حال المجاهدين في سبيل الله في الأفغان والشيشان وفلسطين والعراق - فينبغي تبني قضاياهم ومؤازرتهم ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً، وإذا كان الهلع والشح قد أقعد الكثير عن النصرة فلا أقل من أن يمسك لسانه وقلمه عن التخذيل والإرجاف.

والله المستعان.
منقول




[1] انظر الرحلات إلى شبه الجزيرة العربية (من إصدار دارة الملك عبدالعزيز 1/249)
[2] انظر الرحلات إلى شبه الجزيرة العربية (من إصدار دارة الملك عبدالعزيز 1/249)
[3] انظر تاريخ الجزائر لمسعود الجزائري ص284.
[4] انظر زاد المعاد 3/152.
[5] مسألة المرابطة بالثغور ص54
[6] أخرجه أحمد 5/319.
[7] جامع المسائل 5/300
[8] عن كتاب (ما هي القاديانية) لأبي الأعلى المودودي ص12، وانظر ص96-103.
[9] انظر تفصيل ذلك في كتاب أصول الشيعة الاثني عشرية لناصر القفاري 2/888.
[10] انظر منهاج السنة النبوية 6/118.
[11] الدرر السنية 8/167
[12] انظر الفتاوى الفقهية في أهم القضايا لحسن اليوبي ص192.
[13] المرجع السابق ص193.
[14] المرجع السابق ص198 باختصار.
[15] انظر جهود علماء الأندلس في الصراع مع النصارى لمحمد أبا الخيل ص150-159.
[16] انظر البداية والنهاية لابن كثير 14/25، ومجموع الفتاوى لابن تيمية م35.

ali ahmed11
2009-03-01, 09:53
بارك الله فيك اخي موضوع في الصميم .

الشاعر70
2009-03-01, 10:24
جزاك الله كل خير اخي الكريم

وما أشبه الليلة بالبارحة ... وهذه ليست فتوى بل من عموم البلوى

وما احداث غزة بالامس الا واحدة من تلك .. فلقد ذكرنا كثير من المتخاذلين المحسوبين على العلم والسنة بابن العلقمي .. وأذنابه

فلله الحمد غزة فضحتهم وعرتهم .. وعم قريب سيرجمهم الصبيان على ارصفة الشوارع والطرقات ..

الغضنفر
2009-03-04, 00:18
بارك الله فيك اخي موضوع في الصميم .


وفيك بارك أخي الفاضلعلى، وأسأل الله تعالى أن يوفقنا لحُسن الاقتداء بسلف، والسير على دربهم، وحبهم والذود عنهم،وعلى الإسلام الذي قتلو من أجله لا التنطع بالأسماء...

الغضنفر
2009-03-04, 00:38
جزاك الله كل خير اخي الكريم




وما أشبه الليلة بالبارحة ... وهذه ليست فتوى بل من عموم البلوى

وما احداث غزة بالامس الا واحدة من تلك .. فلقد ذكرنا كثير من المتخاذلين المحسوبين على العلم والسنة بابن العلقمي .. وأذنابه

فلله الحمد غزة فضحتهم وعرتهم .. وعم قريب سيرجمهم الصبيان على ارصفة الشوارع والطرقات ..





و اياك خير الجزاء اخي الكريم



نعم أخي التاريخ يعيد نفسه ففي كل مرة يغزو
الكفار ديار الإسلام يكون أصحاب الفتاوى
المعلبة جاهزين بفتاويهم المنتهية الصلاحية
يستعملها الطواغيت و الظلمة كلما احتاجوا إليها.
عندما دخل الشيوعيون أفغانستان كان الجهاد
فرض عين لأنه يخدم مصالح إلههم أمريكا أماعندما دخلت أمريكا أفغانستان فقد أصبح
الجهاد إرهابا و تهورا و إلقاء للنفس إلى التهلكة.و ببساطة لأنه أصبح لا يخدم مصالحأسيادهم
نفس الشئ بالنسبة إلى صدام حسين عندما كان
يتطاحن مع إيران الرافضة حيث كان يلقب

"بصلاح الدين" عصره لان قتاله و ببساطة
يخدم مصالح أمريكا في المنطقة أما عندما دخل
الكويت و هددت عروشهم أصبح كافرا بعثيا
و هو بعثي منذ أكثر من عشرين سنة و لكن
خفت بعثيته عندما خدمهم .
و كذلك عندما يفتي العلامة الهزبر علامة عصره
للجندي الأمريكي المسلم بجواز القتال في صفوف
أمريكا في أفغانستان بحجة المواطنة و إن
وجد في نفسه حرج فليكن في الصفوف الخلفية
و عندما يفتى بأن "بريمر"ولي أمر في العراق و لا يجوز الخروج عليه
فليفرح اليهود
ولتفرح أمريكا و إسرائيل و ليفرح المرتدون بعلماء
المار ينز المفتون على مذهب "ملكة بريطانيا إليزابيث".

فريد_2007
2009-03-04, 01:04
استفتي قلبك قبل أن يفتيك المفتون ...بارك الله فيك على الطرح..و جعله في ميزان حسناتك و بارك الله في علماءنا

+

أعجتبي كثيراا فهرست الموضوع و كأنني أقرأ مذكرة تخرج مشكور عزيزي

http://farm4.static.flickr.com/3010/2459560014_1cf0f395d4_o.gif (http://www.bibo4pc.com/)

الغضنفر
2009-03-22, 13:41
استفتي قلبك قبل أن يفتيك المفتون ...بارك الله فيك على الطرح..و جعله في ميزان حسناتك و بارك الله في علماءنا

+

أعجتبي كثيراا فهرست الموضوع و كأنني أقرأ مذكرة تخرج مشكور عزيزي

http://farm4.static.flickr.com/3010/2459560014_1cf0f395d4_o.gif (http://www.bibo4pc.com/)




وفيك بارك الله أخي الكريم وشكرا آخى على المجاملة بالنيابة لاني لست كاتب الموضوع فأنا مجرد ناقل,
ربما أنت تستفتى قلبك ولكن غيرك جعلهم وفتواهم آلهة تعبد من دون الله

بشير مراد
2009-03-22, 22:04
ونحن بدورنا نرفض وعاظ السلاطين وتجار الفتوى .
أحداث غزة أسقطت عنهم ورقة التوت وبدت عوارتهم للعيان .فالله المستعان.

الغضنفر
2009-03-23, 00:58
وهنا عينة من علماء المارينز المفتون على مذهب "ملكة بريطانيا إليزابيث ..................................
http://up2.m5zn.com/photo/2009/3/22/04/sogel3y47.jpg/jpg[/URL (http://[URL]http://up2.m5zn.com)]...................[/U R L (http://[URL]http://up2.m5zn.com)] http://up2.m5zn.com/photo/2009/3/22/04/ev8d4kmch.jpg/jpg (http://[url]http//up2.m5zn.com)

......................................[/U R L (http://[URL]http://up2.m5zn.com)] http://up2.m5zn.com/photo/2009/3/22/04/046ghk03g.jpg/jpg (http://[url]http//up2.m5zn.com)


رحلته الى الشيشان لدعم حكومة الروس العميله هناك
وكما قال ستير ابو ريشه لبوش سنقاتل الارهاب معكم هنا
ونذهب الى افغانستان بعد ان ننتصر ( وفاء الحمير المستأجره )
هاهو العميل الاخر يذهب محاولا اطفاء جذوة الجهاد في الشيشان
ليثبت للناس اجمع انهم مجرد عملاء ابليس في صورة علماء ومسلمين


مجلة الرساله الاسلاميه تصدر كل شهرين عن الوقف السني
المجلة اسمهـا : الرسالة الاسلامية
العـــدد : 286 , شهر رمضـان , شوال (1428 هـ - 2007م )



تلقى فضيلة الشيخ الدكتور أحمد عبد الغفور السامرائي دعـوة رسمية من فضيلة مفتي جمهورية الشيشان لزيارة جمهورية الشيشان التابعة لاتحاد جمهورية روسيا وتشرفت بمعيته في هذه الرحلة المباركة ......

فوصلنا بحمد الله الى موسكو بتاريخ 22 / 8 / 2007 وكان في استقبالنا سماحة المفتي العام لجمهورية روسيا الاتحادية وعدد كبير من اعضاء السفارة العراقية في روسيا ....
وبعد يومين من الاقامة هناك نقلنا على متن طائرة خاصة بعثها لنا فخامة رئيس جمهورية الشيشان السيد رمضان احمد قادروف فقلتنا مع اكثر من سبعين عالما ومفتيا من مختلف الدول العربية والاسلامية.

وبعد رحلة ثلاث ساعات هبطت بنا الطائرة في مطار كروزني فهالني الاستقبال المهيب الرسمي والشعبي لهذا الوفد الكريم مما يدل على احترام الشعب الشيشاني وحكومته لهذا الدين العظيم ورموزه الكبيرة المتمثلة بالعلماء والمفتيــن ...................

والقى فضيلة الدكتور كلمة اما وسائل الاعلام شكر فيها المستقبلين واثنى على حكومة الشيشان وشعبها لما لاقاه من كرم الاستقبال والضيافة ونقل لهم تحيات شعب العراق الجريح ولاسيما ان الشعب الشيشاني قد مر بالمراحل المحزنة والعصيبة التي مر بها الشعب العراقي .............

ثم توجهنا الى مشاهدة اول معهد اسلامي انشئ في جمهورية الشيشان حيث كان في انتظارنا هناك السيد رئيس الجمهورية وجمهور غفير من الاساتذة وطلاب العلم ......
ثم غادر الوفد ليستريح في احد فنادق العاصمة كروزني , الا ان السيد رئيس الجمهورية اختص فضيلة الشيخ احمد عبدالغفور باصطحابه في سيارته الخاصة وآلى على نفسه بقيادة السيارة تكريما واجلالا لفضيلة الشيخ الضيف ..........

نزل فضيلة الدكتور ضيفا على رئيس الجمهورية الشيشانية في قصره الخاص , وعند وصولهما اعدت مائدة الغداء وجلس اليها فضيلة الشيخ الضيف بينما بقي رئيس الجمهورية وقفا اكراما وتوقيرا. فطلب منه فضيلة الدكتور ان يجلس ويتناول معه طعام الغداء فأبى ذلك وقال : من واجبي احترام العلماء واجلال المشايخ, ويشرفني ان آكل من بقايا طعامهم وان اتبارك باثارهم . وفعلا بقى واقفا الى ان اتم الشيخ طعامه. لله دره ما اعظم ادبه لقد ترجم فعلا ادب التعامل مع العلماء في الاسلام فليت شعري متى سيقف الجاهلون السفهـاء الذين سفكوا الدماء واباحوا قتل العلماء ...................




بعد اربع ساعات تقريبا توجهنا الى الى قاعة المؤتمر وبدأ الحفل بتلاوة آي من الذكر الحكيم ثم القى السيد رئيس الجمهورية الشيشانية كلمته التي تطرق فيها الى المذابح التي مني بها اهل الشيشان خاصة عامة واهل كروزني خاصة على ايدي اناس حديثي السن سفهاء الاحلام , يقتلون بالظن ويعدمون بالشك ويسفكون الدماء بالشبهات فانبرى لهم من انصار الاسلام ومحبيه وطهروا الشيشان منهم وولوا الى غير رجعة ...............

ثم جاء دور فضيلة الدكتور ليلقي كلمته امام الحشد الكريم فأنبرى كعادته خطيبا مفوها يلهب المشاعر وينهض الهمم . فقال بعد ان شكر الجمع الحضور وخص منهم رئيس الجمهورية على ما ابداه من حسن خلق وكرم ضيافة : ايهـا المفتون الافاضل , لا تقعوا في الخطأ الذي وقعنا فيه في العراق ......

فلا يجب ان ندع ابناء شعبنا فريسة للفتاوى الضالة والافكار المنحرفة ونترك شبابنا عائمين يتأرجحون ين الفتاوى المختلفة والاراء المنحرفة ............

ان كتمان الحق والسكوت على الباطل من باب المجاملة او المساومة او الحذر المبالغ فيه خوفا من اجرام المجرمين وبطش الظالمين جعل الكثير من ابنائنا ينخرطون في صفوف تلك المنظمات الضالة التي تقتل بالاهواء وتسفك الدمـاء.........
فلقد قتل في العراق اكثر من خمسين عالما اماما وخطيبا لانهم حثوا الشباب على الانخراط في الاجهزة الامنية .............


ومما ادهشني ما رأيت من سيادة رئيس الجمهورية, حيث انهمرت دموعه سيحا على خده طوال خطاب فضيلة الدكتور كيف لا وقد اكتوى شخصيا بنيران هذه الفتنة الضالة فقد مضى ابوه وهو عالم مفضال شهيدا على أيديهم الملوثة بدمـاء الابرياء.

وبعد انتهاء الحفل انفض الجمع الكريم وعاد العلماء الافاضل الى محل اقامتهم ما خلا فضيلة الدكتور الذي استأثر به السيد رئيس الجمهورية واصطحبه الى قصره وطلب منه المبيت فيه ....................

وفي الصباح علمنا ان بان طائرة السيد الرئيس تنتظر الوفد عند مطار كروزني .........
وتوجهنا الى المطار حيث كان الوفد الكبير بانتظارنا ونزل السيد رئيس الجمهورية وهو متمسك بيد فضيلة الشيخ وتوجهنا سوية اى الوفد فقام بتوديعهم عند باب الطائرة ثم ودع فضيلة الدكتور وداعا حـارا وخاصا , وتأخر اقلاع الطائرة نصف ساعة ولا يزال فخامة الرئيس واقفا ينتظر اقلاع الطائرة وهو يلوح بيده مودعـا.




حقا لقد اعجبني ادبه الجم وخلقه الرفيع وهو الذي لا يتجاوز عمره الثلاثين سنة.

ا.هــ.

كاتب الموضوع هو زوج ابنة احمد عبدالغفور ,,,
وهو سكرتير رئيس الوقف السني


منقول