تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الوزير البرمائي


حقيقي
2012-09-04, 07:49
الرئيس يعين وزيرا اولا:حكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ومة برمائية.
(وجعلنا من الماء كل شيء حيا)

اخيرا قرر رئس الجمهورية تعيين وزيرا ولا قبل موعد المحليات القادمة في خطوة ستروي عطش الكثيرين الذين جفت السنتهم من الحديث عن ضرورة تعيين حكومة بعد التشريعيات الاخيرة عملا بالعرف العالمي المعمول به.
يبدو ان رئيس الجمهورية ، اراد ان يكون رجل المرحلة القادمة ممن يحسنون السباحة في هدوء تام ،كما يحسنون المشي على الارض وهي مواصفات تتوفر في السيد عبد المالك سلال اكثر من غيره ، لان الرجل ، والى غاية تعيينه وزيرا اولا ، كان يشرف على قطاع حساس وحساس جدا، وهو قطاع الماء ، الذي احيا الله به كل شيء ، واذا ما نزل الماء من السماء تزينت الارض واخذت زخرفها، وكاني بالرئيس بوتفليقة ، يسعى من خلال سلال الى اعادة ضخ افكار الاحياء في دواليب النظام كمن يسقي حديقة وزرع وينتظر ثمره واكله بعد حين باذن ربه.
والواقع ان السيد عبد المالك سلال ،مارس الكثير من المهام داخل دواليب الحكم ،وربما يكون قد كسب من التجارب العميقة ، عمق السدود التي انشئت ، ما يجعله يفكر بطريقة تجديدية صالحة ونافعة ، مقدما مصلحة المجتمع والدولة على جميع المصالح ،مراعيا للظروف الحساسة التي يمر بها العالم اجمع ، حتى يجنب الجزائر كل مكروه.
والملاحظ على تعيين السيدعبد المالك سلال ابن قسنطينة ، انه راعى التوزيع الجغرافي للسلطة في اليلاد ، وهذه خاصية كان يعمل بها منذ زمن بعيد داخل السلطة في الجزائر ، كما انه جاء في وقت مناسب كثيرا لاعطاء دفع قوي لعملية التغيير الهادىء ، لان الوزير الاول الجديد ، سيختار لا محالة طاقما جديدا على ابواب الدخول الاجتماعي الجديد.
المامول والمنتظر من السيد سلال ،ان يحافظ على رشاقته وقدرته ودرايته بفن العوم والسباحة ، وان يعمل على ري ارض الجزائر الطيبة، ويرشها بهدوء وتان ، حتى تخضر من جديد وتخرج لنا من كل زوج بهيج، ويخمد جميع الحرائق التي اشتعلت، سواء ، في الواقع او في القلوب والعقول، ويكون كالغيث المغيث الهادىء الذي ينعش النفوس، وليس كالوادي الجارف الذي يدمر كل شيء.
والواقع ان الدستور الساري المفعول حاليا،لا يعطي للوزير الاول استقلالا كبيرا ، بل يجعل مه منسقا بين مختلف الوزارات ، وبالتالي لم يعد للحكومة وجود دستوري واضح كما في السابق ، وان تغيير الوزير الاول لايعني ابدا تغيير السياسة والنهج ، بل ربما يكون هناك تغيير في الاسلوب وطريقة التعاطي مع الاحداث والمواضيع وفقا لشخصية الوزير الاول، ومدى قدرته على توفير الليونة الضرورية في ذاته للعمل من جل النجاح.
نتمنى للسيد سلال كل النجاح في مهامه الجديدة ، ونسال الله ان يعينه عليها، وان تكون الجزائر واحة هدوء واستقرار، وان يتحقق للشعب الجزائري، رغد العيش والسلم والاستقرار.