oubraham
2012-09-03, 06:52
فشلت سياساتكم الاجتماعية والاقتصادية والفلاحية والصناعية والتربوية والثقافية والرياضية رغم قدرات شعبنا وامكانياتنا الطبيعية والمادية، ورغم استمراركم في مناصبكم لسنوات، وصبرنا عليكم سنين طويلة، وفشلتم أيضا في تسيير قطاعاتكم واستغلال ثرواتنا وطاقاتنا والاستثمار في قدراتنا وفي بناء مجتمع متوازن يعتمد على نفسه ويقدر الجهد والرجال والنساء الأكفاء.. لذلك حان الوقت لكي نقول لكم "ارحلوا من فضلكم" وليرحل كل من أخفق وفشل في مهامه، ولترحل الوجوه المستفزة التي تتحمل مسؤولية الاخفاقات المتعددة والمتكررة بسبب الاختيارات الخاطئة والأنانية المفرطة والجهل واللا وعي وانعدام الشجاعة والقدرة على الانسجام مع متطلبات العصر..
http://1.bp.blogspot.com/-o5Q1pcBlCFQ/TdpR-Zv9LoI/AAAAAAAAALQ/FHX6l8Eng2o/s1600/hafidh.+derraji.jpg
ارحلوا من فضلكم لأنكم فشلتم سياسيا عندما كرستم الأحادية والجهوية وعبادة الأشخاص عوض تكريس الديموقراطية والحرية، وأقصيتم كل من يختلف معكم أو يعارضكم وكل من لا ينتمي الى جهتكم.. وبعد خمسين سنة من الاستقلال لا زلنا لا نعرف المشروع السياسي الذي نريده لمجتمعنا ولا أين نتوجه، وتركتم لنا طبقة سياسية ضعيفة وتعيسة، ومؤسسات هشة وضعيفة وأحزابا تحسن التصفيق والتطبيل ورفع الأيدي وتسبح مع التيار، وهي اليوم تنتظر معرفة اتجاه القبلة لكي تصلي لحاكمها الجديد عوض تقديم البديل وتوعية الناس وتثقيفهم سياسيا!
ارحلوا من فضلكم لأن سياستكم الاجتماعية فشلت أيضا، والفوارق تزداد من يوم لآخر بين الفئات وبين المناطق والجهات، ولم تحققوا العدالة الاجتماعية التي وعدتم بها، وضاعت المعالم والمعايير وانهارت القيم والأخلاق وساد اللا عقاب، وازداد النهب والتبذير، وانهارت المعنويات وسكن الشك والخوف نفوس أبنائنا، ولم يعد بمقدوركم الاستمرار..
ارحلوا من فضلكم لأن سياستكم الاقتصادية فشلت ولا زالت تعتمد على مداخيل النفط رغم الثروات البشرية والطبيعية التي نزخر بها وملايير الدولارات التي نتوفر عليها.. فلا فلاحة ولا صناعة ولا سياحة ولا ادارة عصرية وحديثة لمختلف القطاعات والشؤون اليومية للمواطن، ولا رقابة ولا عقاب للفاشلين والمخطئين فتكررت انقطاعات الماء والكهرباء والانترنت والكثير من الأساسيات، وارتفعت الأسعار وانهارت القدرة الشرائية للمواطن، وازداد الغني غنا والفقير فقرا وانتشر البؤس والتعاسة..
ارحلوا من فضلكم لأن لقد فشلت سياساتكم القضائية والتربوية والصحية وذهب أبنائنا ضحايا لتجارب فاشلة تتكرر كل سنة وصارت جامعاتنا تنتج الشهادات وليس الكفاءات، وتعتمد الكم بعيدا عن الكيف كمقياس لنجاح السياسات المتعاقبة. أما عن السياسة الصحية فحدث ولا حرج، ولكم أن تزوروا أقرب مستشفى لتقفوا عند قلة الامكانيات ورداءة الخدمات وهروب الكفاءات، وتقفوا عند معاناة السلك الطبي وشبه الطبي والمريض على حد سواء، وإذا سألتم عن القضاء فستجدون أبناءه والظالم والمظلوم كلهم يشتكون..
في الثقافة والرياضة والاعلام، ورغم الثراء والتنوع والابداع الذي نزخر به، فالذي حدث هو أن أبناءنا تاهوا وفقدوا هويتهم وكل المعالم وسيطر المرتزقة والبزناسة على كل النشاطات الثقافية بعد استقالة الدولة من أداء واجبها ودورها في نشر الثقافة وترقية الحس والذوق الفني للمواطن. وفي الاعلام قتلنا الخدمة العمومية والتلفزيون ولا ندري هل فتحنا المجال أم فتحنا على شعبنا أبواب جهنم!
المهازل الرياضية لا زالت مستمرة في النتائج والتكوين وبناء المرافق وتسييرها، ولم نستقر على سياسة رياضية ناجحة منذ الاستقلال ولم نفلح سوى في تغيير قانون التربية البدنية والرياضية عديد المرات، وضاع أبناؤنا وسط صراعات هامشية ثانوية بين الوزارة والاتحاديات والفنيين والرياضيين وحتى الاعلاميين، وضاعت الرياضات والكفاءات.
عندما نقول ارحلوا من فضلكم فإننا لا نقصد المخلصين والأكفاء والشرفاء، ولما نعدد أوجه الفشل ونقف عنده فإننا لا نتنكر لكل الانجازات التي تحققت بفضل الرجال وبعض المؤسسات التي لولاها لما بقيت الجزائر واقفة، وقسوتنا على أنفسنا وبعضنا البعض هي نتاج غيرتنا على هذا الوطن، كما أن شعبنا ووطننا يستحقان أكثر وأفضل مما هما عليه، والأزمة القادمة لا قدر الله ستكون عواقبها وخيمة بالريتم الذي تسير عليه الأمور دون حاكم وحكم ودون حكومة وحكمة..
حفيظ دراجي : عن الشروق
02/09/2012
http://1.bp.blogspot.com/-o5Q1pcBlCFQ/TdpR-Zv9LoI/AAAAAAAAALQ/FHX6l8Eng2o/s1600/hafidh.+derraji.jpg
ارحلوا من فضلكم لأنكم فشلتم سياسيا عندما كرستم الأحادية والجهوية وعبادة الأشخاص عوض تكريس الديموقراطية والحرية، وأقصيتم كل من يختلف معكم أو يعارضكم وكل من لا ينتمي الى جهتكم.. وبعد خمسين سنة من الاستقلال لا زلنا لا نعرف المشروع السياسي الذي نريده لمجتمعنا ولا أين نتوجه، وتركتم لنا طبقة سياسية ضعيفة وتعيسة، ومؤسسات هشة وضعيفة وأحزابا تحسن التصفيق والتطبيل ورفع الأيدي وتسبح مع التيار، وهي اليوم تنتظر معرفة اتجاه القبلة لكي تصلي لحاكمها الجديد عوض تقديم البديل وتوعية الناس وتثقيفهم سياسيا!
ارحلوا من فضلكم لأن سياستكم الاجتماعية فشلت أيضا، والفوارق تزداد من يوم لآخر بين الفئات وبين المناطق والجهات، ولم تحققوا العدالة الاجتماعية التي وعدتم بها، وضاعت المعالم والمعايير وانهارت القيم والأخلاق وساد اللا عقاب، وازداد النهب والتبذير، وانهارت المعنويات وسكن الشك والخوف نفوس أبنائنا، ولم يعد بمقدوركم الاستمرار..
ارحلوا من فضلكم لأن سياستكم الاقتصادية فشلت ولا زالت تعتمد على مداخيل النفط رغم الثروات البشرية والطبيعية التي نزخر بها وملايير الدولارات التي نتوفر عليها.. فلا فلاحة ولا صناعة ولا سياحة ولا ادارة عصرية وحديثة لمختلف القطاعات والشؤون اليومية للمواطن، ولا رقابة ولا عقاب للفاشلين والمخطئين فتكررت انقطاعات الماء والكهرباء والانترنت والكثير من الأساسيات، وارتفعت الأسعار وانهارت القدرة الشرائية للمواطن، وازداد الغني غنا والفقير فقرا وانتشر البؤس والتعاسة..
ارحلوا من فضلكم لأن لقد فشلت سياساتكم القضائية والتربوية والصحية وذهب أبنائنا ضحايا لتجارب فاشلة تتكرر كل سنة وصارت جامعاتنا تنتج الشهادات وليس الكفاءات، وتعتمد الكم بعيدا عن الكيف كمقياس لنجاح السياسات المتعاقبة. أما عن السياسة الصحية فحدث ولا حرج، ولكم أن تزوروا أقرب مستشفى لتقفوا عند قلة الامكانيات ورداءة الخدمات وهروب الكفاءات، وتقفوا عند معاناة السلك الطبي وشبه الطبي والمريض على حد سواء، وإذا سألتم عن القضاء فستجدون أبناءه والظالم والمظلوم كلهم يشتكون..
في الثقافة والرياضة والاعلام، ورغم الثراء والتنوع والابداع الذي نزخر به، فالذي حدث هو أن أبناءنا تاهوا وفقدوا هويتهم وكل المعالم وسيطر المرتزقة والبزناسة على كل النشاطات الثقافية بعد استقالة الدولة من أداء واجبها ودورها في نشر الثقافة وترقية الحس والذوق الفني للمواطن. وفي الاعلام قتلنا الخدمة العمومية والتلفزيون ولا ندري هل فتحنا المجال أم فتحنا على شعبنا أبواب جهنم!
المهازل الرياضية لا زالت مستمرة في النتائج والتكوين وبناء المرافق وتسييرها، ولم نستقر على سياسة رياضية ناجحة منذ الاستقلال ولم نفلح سوى في تغيير قانون التربية البدنية والرياضية عديد المرات، وضاع أبناؤنا وسط صراعات هامشية ثانوية بين الوزارة والاتحاديات والفنيين والرياضيين وحتى الاعلاميين، وضاعت الرياضات والكفاءات.
عندما نقول ارحلوا من فضلكم فإننا لا نقصد المخلصين والأكفاء والشرفاء، ولما نعدد أوجه الفشل ونقف عنده فإننا لا نتنكر لكل الانجازات التي تحققت بفضل الرجال وبعض المؤسسات التي لولاها لما بقيت الجزائر واقفة، وقسوتنا على أنفسنا وبعضنا البعض هي نتاج غيرتنا على هذا الوطن، كما أن شعبنا ووطننا يستحقان أكثر وأفضل مما هما عليه، والأزمة القادمة لا قدر الله ستكون عواقبها وخيمة بالريتم الذي تسير عليه الأمور دون حاكم وحكم ودون حكومة وحكمة..
حفيظ دراجي : عن الشروق
02/09/2012