المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحوال النساء في الجنة


الاخ رضا
2012-09-02, 00:59
http://almenhaj.net/auth/index.php?Auther=%C7%E1%D4%ED%CE%20%D3%E1%ED%E3%C7 %E4%20%C7%E1%CE%D1%C7%D4%ED

أحوال النساء في الجنة

الشيخ سليمان الخراشي (http://almenhaj.net/auth/index.php?Auther=%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE%20 %D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86%20%D8%A7%D9%8 4%D8%AE%D8%B1%D8%A7%D8%B4%D9%8A) http://almenhaj.net/images/doc.jpg (http://almenhaj.net/getdoc.php?linkid=7494)http://almenhaj.net/images/html.jpg (http://almenhaj.net/gethtml.php?linkid=7494)http://almenhaj.net/images/pdf.jpg (http://savepageaspdf.pdfonline.com/pdfonline/pdfonline.asp?cURL=http://www.almenhaj.net/getpdf.php?linkid=7494&author_id=56B1B4DD-6C8A-4889-A71F-2A199083A2F1&page=0&top=0.5&bottom=0.5&left=0.5&right=0.5)


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. أما بعد:

فإني لما رأيت كثرة أسئلة النساء عن أحوالهن في الجنة وماذا ينتظرهن فيها أحببت أن أجمع عدة فوائد تجلي هذا الموضوع لهن مع توثيق ذلك بالأدلة الصحيحة وأقوال العلماء فأقول مستعينا بالله:

فائدة (1):

لا ينكر على النساء عند سؤالهن عما سيحصل لهن في الجنة من الثواب وأنواع النعيم، لأن النفس البشرية مولعة بالتفكير في مصيرها ومستقبلها ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينكر مثل هذه الأسئلة من صحابته عن الجنة وما فيها ومن ذلك أنهم سألوه صلى الله عليه وسلم : ( الجنة وما بنائها؟ ) فقال صلى الله عليه وسلم : « لبنة من ذهب ولبنة من فضة... » إلى آخر الحديث. ومرة قالوا له صلى الله عليه وسلم : ( يا رسول الله هل نصل إلى نسائنا في الجنة؟ ) فأخبرهم بحصول ذلك.

فائدة (2):

أن النفس البشرية – سواء كانت رجلا أو امرأة – تشتاق وتطرب عند ذكر الجنة وما حوته من أنواع الملذات وهذا حسن بشرط أن لا يصبح مجرد أماني باطلة دون أن نتبع ذلك بالعمل الصالح فإن الله يقول للمؤمنين: { وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون } [الزخرف:72]. فشوّقوا النفس بأخبار الجنة وصدّقوا ذلك بالعمل.

فائدة (3):

أن الجنة ونعيمها ليست خاصة بالرجال دون النساء إنما هي قد { أعدت للمتقين } [آل عمران:133]، من الجنسين كما أخبرنا بذلك تعالى قال سبحانه: { ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة } [النساء:124].


فائدة (4):

ينبغي للمرأة أن لا تشغل بالها بكثرة الأسئلة والتنقيب عن تفصيلات دخولها للجنة: ماذا سيعمل بها؟ أين ستذهب؟ إلى آخر أسئلتها.. وكأنها قادمة إلى صحراء مهلكة! ويكفيها أن تعلم أنه بمجرد دخولها الجنة تختفي كل تعاسة أو شقاء مر بها.. ويتحول ذلك إلى سعادة دائمة وخلود أبدي ويكفيها قوله تعالى عن الجنة: { لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين } [الحجر:48]، وقوله: { وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون } [الزخرف:71]. ويكفيها قبل ذلك كله قوله تعالى عن أهل الجنة: { رضي الله عنهم ورضوا عنه } [المائدة:119].

فائدة (5):

عند ذكر الله للمغريات الموجودة في الجنة من أنواع المأكولات والمناظر الجميلة والمساكن والملابس فإنه يعمم ذلك للجنسين ( الذكر والأنثى ) فالجميع يستمتع بما سبق. ويتبقى: أن الله قد أغرى الرجال وشوقهم للجنة بذكر ما فيها من ( الحور العين ) و ( النساء الجميلات ) ولم يرد مثل هذا للنساء.. فقد تتساءل المرأة عن سبب هذا !؟

والجواب:

1- أن الله: { لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون } [الأنبياء:23]، ولكن لا حرج أن نستفيد حكمة هذا العمل من النصوص الشرعية وأصول الاسلام فأقول:

2- أن من طبيعة النساء الحياء – كما هو معلوم – ولهذا فإن الله – عز وجل – لا يشوقهن للجنة بما يستحين منه.

3- أن شوق المرأة للرجال ليس كشوق الرجال للمرأة – كما هو معلوم – ولهذا فإن الله شوّق الرجال بذكر نساء الجنة مصداقا لقوله : « ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء » [أخرجه البخاري] أما المرأة فشوقها إلى الزينة من اللباس والحلي يفوق شوقها إلى الرجال لأنه مما جبلت عليه كما قال تعالى { أومن ينشأ في الحلية } [الزخرف:18].

4- قال الشيخ ابن عثيمين: إنما ذكر – أي الله عز وجل – الزوجات للأزواج لأن الزوج هو الطالب وهو الراغب في المرأة فلذلك ذكرت الزوجات للرجال في الجنة وسكت عن الأزواج للنساء ولكن ليس مقتضى ذلك أنه ليس لهن أزواج.. بل لهن أزواج من بني آدم.

فائدة (6):

المرأة لا تخرج عن هذه الحالات في الدنيا فهي:
1- إما أن تموت قبل أن تتزوج.
2- إما أن تموت بعد طلاقها قبل أن تتزوج من آخر.
3- إما أن تكون متزوجة ولكن لا يدخل زوجها معها الجنة، والعياذ بالله.
4- إما أن تموت بعد زواجها.
5- إما أن يموت زوجها وتبقى بعده بلا زوج حتى تموت.
6- إما أن يموت زوجها فتتزوج بعده غيره.


هذه حالات المرأة في الدنيا ولكل حالة ما يقابلها في الجنة:

1- فأما المرأة التي ماتت قبل أن تتزوج فهذه يزوجها الله – عزوجل – في الجنة من رجل من أهل الدنيا لقوله صلى الله عليه وسلم : « ما في الجنة أعزب » [أخرجه مسلم]، قال الشيخ ابن عثيمين: إذا لم تتزوج – أي المرأة – في الدنيا فإن الله تعالى يزوجها ما تقر بها عينها في الجنة.. فالنعيم في الجنة ليس مقصورا على الذكور وإنما هو للذكور والإناث ومن جملة النعيم: الزواج.

2- ومثلها المرأة التي ماتت وهي مطلقة.

3- ومثلها المرأة التي لم يدخل زوجها الجنة. قال الشيخ ابن عثيمين: فالمرأة إذا كانت من أهل الجنة ولم تتزوج أو كان زوجها ليس من أهل الجنة فإنها إذا دخلت الجنة فهناك من أهل الجنة من لم يتزوجوا من الرجال. أي فيتزوجها أحدهم.

4- وأما المرأة التي ماتت بعد زواجها فهي – في الجنة – لزوجها الذي ماتت عنه.

5- وأما المرأة التي مات عنها زوجها فبقيت بعده لم تتزوج حتى ماتت فهي زوجة له في الجنة.

6- وأما المرأة التي مات عنها زوجها فتزوجت بعده فإنها تكون لآخر أزواجها مهما كثروا لقوله صلى الله عليه وسلم : « المرأة لآخر أزواجها » [سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني]. ولقول حذيفة رضي الله عنه لامرأته: ( إن شئت أن تكوني زوجتي في الجنة فلا تزوجي بعدي فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا فلذلك حرم الله على أزواج النبي أن ينكحن بعده لأنهن أزواجه في الجنة ).



مسألة: قد يقول قائل: إنه قد ورد في الدعاء للجنازة أننا نقول ( وأبدلها زوجا خيرا من زوجها ) فإذا كانت متزوجة.. فكيف ندعوا لها بهذا ونحن نعلم أن زوجها في الدنيا هو زوجها في الجنة وإذا كانت لم تتزوج فأين زوجها؟
والجواب كما قال الشيخ ابن عثيمين: "إن كانت غير متزوجة فالمراد خيرا من زوجها المقدر لها لو بقيت وأما إذا كانت متزوجة فالمراد بكونه خيرا من زوجها أي خيرا منه في الصفات في الدنيا لأن التبديل يكون بتبديل الأعيان كما لو بعت شاة ببعير مثلا ويكون بتبديل الأوصاف كما لو قلت لك بدل الله كفر هذا الرجل بإيمان وكما في قوله تعالى: { ويوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات } [إبراهيم:48]، والأرض هي الأرض ولكنها مدت والسماء هي السماء لكنها انشقت".


فائدة (7):

ورد في الحديث الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم للنساء: « إني رأيتكن أكثر أهل النار... » وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم : « إن أقل ساكني الجنة النساء » [أخرجه البخاري ومسلم]، وورد في حديث آخر صحيح أن لكل رجل من أهل الدنيا ( زوجتان ) أي من نساء الدنيا. فاختلف العلماء – لأجل هذا – في التوفيق بين الأحاديث السابقة: أي هل النساء أكثر في الجنة أم في النار؟
فقال بعضهم: بأن النساء يكن أكثر أهل الجنة وكذلك أكثر أهل النار لكثرتهن. قال القاضي عياض: ( النساء أكثر ولد آدم ).

وقال بعضهم: بأن النساء أكثر أهل النار للأحاديث السابقة. وأنهن – أيضا – أكثر أهل الجنة إذا جمعن مع الحور العين فيكون الجميع أكثر من الرجال في الجنة.

وقال آخرون: بل هن أكثر أهل النار في بداية الأمر ثم يكن أكثر أهل الجنة بعد أن يخرجن من النار – أي المسلمات –قال القرطبي تعليقا على قوله صلى الله عليه وسلم : « رأيتكن أكثر أهل النار » : ( يحتمل أن يكون هذا في وقت كون النساء في النار وأما بعد خروجهن في الشفاعة ورحمة الله تعالى حتى لا يبقى فيها أحد ممن قال: لا إله إلا الله فالنساء في الجنة أكثر ).


الحاصل: أن تحرص المرأة أن لا تكون من أهل النار.

فائدة (8):

إذا دخلت المرأة الجنة فإن الله يعيد إليها شبابها وبكارتها لقوله صلى الله عليه وسلم : « إن الجنة لايدخلها عجوز.... إن الله تعالى إذا أدخلهن الجنة حولهن أبكارا » .

فائدة (9):

ورد في بعض الآثار أن نساء الدنيا يكن في الجنة أجمل من الحور العين بأضعاف كثيرة نظرا لعبادتهن الله.

فائدة (10):

قال ابن القيم ( إن كل واحد محجور عليه أن يقرب أهل غيره فيها ) أي في الجنة.

وبعد: فهذه الجنة قد تزينت لكن معشر النساء كما تزينت للرجال في مقعد صدق عند مليك مقتدر فالله الله أن تضعن الفرصة فإن العمر عما قليل يرتحل ولا يبقى بعده إلا الخلود الدائم، فليكن خلودكن في الجنة – إن شاء الله – واعلمن أن الجنة مهرها الإيمان والعمل الصالح وليس الأماني الباطلة مع التفريط وتذكرن قوله صلى الله عليه وسلم : « إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت » .

واحذرن - كل الحذر – دعاة الفتنة ( وتدمير ) المرأة من الذين يودون إفسادكن وابتذالكن وصرفكن عن الفوز بنعيم الجنة. ولا تُغررن بعبارات وزخارف هؤلاء المتحررين والمتحررات من الكتاب والكاتبات ومثلهم أصحاب ( القنوات ) فإنهم كما قال تعالى: ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء .

أسأل الله أن يوفق نساء المسلمين للفوز بجنة النعيم وأن يجعلهن هاديات مهديات وأن يصرف عنهن شياطين الأنس من دعاة وداعيات ( تدمير ) المرأة وإفسادها وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

ismail.zm
2012-09-02, 06:55
شكرااا يا أخي على كل المعلومات


المرأة ستكون أفضل من الحور العين وما أجمل الحور العين يا اخي

محب السلف الصالح
2012-09-02, 07:02
بارك الله فيكم

علم وأدب
2012-09-02, 07:11
بااارك الله فيك أخي

رزقك الله الجنة وكل ما يقرب إليها من قول وعمل

اللهم اجعلنا ممن يقال لهم ادخلوا الجنة ...............أجمعين يارب

فقير إلى الله
2012-09-02, 11:47
تكملة للفائدة
من الكافية الشافية لأنتصار للفرقة الناجية - النونية -
للإمام العلم ابن القيم الجوزية

وكذا يكلم حزبه في جنة الحيـ ـيوان بالتسليم والرضوان
؟؟؟
هذا وثالث عشرها إخباره أنا نراه بجنة الحيوان

فصل: في حلي أهل الجنة
والحلي أصفى لؤلؤ وزبرجد وكذاك أسورة من العقيان

ما ذاك يختص الإناث وإنما هو للإناث كذاك للذكران

التاركين لباسه في هذه الد نيا لأجل لباسه بجنان

أو ما سمعت بأن حليتهم إلى حيث انتهاء وضوئهم بوزان

وكذا وضوء أبي هريرة كان قد فازت به العضدان والساقان

وسواه أنكر ذا عليه قائلا ما الساق موضع حلية الإنسان

ما ذاك إلا موضع الكعبين والز ندين لا الساقان والعضدان

وكذاك أهل الفقه مختلفون في هذا وفيه عندهم قولان

والراجح الأقوى انتهاء وضوئنا للمرفقين كذلك الكعبان

هذا الذي قد حده الرحمن في الـ ـقرآن لا تعدل عن القرآن

واحفظ حدود الرب لا تتعدها وكذاك لا تجنح إلى النقصان

وانظر إلى فعل الرسول تجده قد أبدى المراد وجاء بالتبيان

ومن استطاع يطيل غرته فمو قوف على الراوي هو الفوقاني

فأبو هريرة قال ذا من كيسه فغدا يميزه أولو العرفان

ونعيم الراوي له قد شك في رفع الحديث كذا روى الشيباني

وإطالة الغرات ليس ببمكن أبدا وذا في غاية التبيان


؟؟؟؟؟؟؟؟

أتراب سن واحد متماثل سن الشباب لأجمل الشبان
""""

وإذا بدت في حلة من لبسها وتمايلت كتمايل النشوان

تهتز كالغصن الرطيب وحمله ورد وتفاح على رمان

وتبخترت في مشيها ويحق ذا ك لمثلها في جنة الحيوان

ووصائف من خلفها وأمامها وعلى شمائلها وعن أيمان

كالبدر ليلة تمه قد حف في غسق الدجى بكواكب الميزان
؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أتراهما ضجرين من ذا العيش لا وحياة ربك ما هما ضجران

ويزيد كل منهما حبا لصا حبه جديدا سائر الأزمان

ووصاله يكسوه حبا بعده متسلسلا لا ينتهي بزمان

فالوصل محفوف بحب سابق وبلاحق وكلاهما صنوان

فرق لطيف بين ذاك وبين ذا يدريه ذو شغل بهذا الشان
ومزيدهم في كل وقت حاصل سبحان ذي الملكوت والسلطان

يا غافلا عما خلقت له انتبه جد الرحيل فلست باليقظان

سار الرفاق وخلفوك مع الألى قنعوا بذا الحظ الخسيس الفاني

ورأيت أكثر من ترى متخلفا فتبعتهم ورضيت بالحرمان

لكن أتيت بخطتي عجز وجهـ ـل بعد ذا وصحبت كل أمان

منتك نفسك باللحاق مع القعو د عن المسير وراحة الأبدان

ولسوف تعلم حين ينكشف الغطا ماذا صنعت وكنت ذا إمكان
؟؟؟؟؟؟؟

فصل: في ذكر الخلاف بين الناس هل تحبل نساء أهل الجنة أم لا

والناس بينهم خلاف هل بها حبل وفي هذا لهم قولان

فنفاه طاوس وإبراهيم ثم مجاهد وهم أولو العرفان

وروى العقيلي الصدوق أبو رزيـ ـن من صاحب المبعوث بالقرآن

أن لا توالد في الجنان رواه تعـ ـليقا محمد عظيم الشان

وحكاه عنه الترمذي وقال إسـ ـحاق بن إبراهيم ذو الإتقان

لا يشتهي ولدا بها ولو اشتها ه لكان ذك محقق الإمكان

وروى هشام لابنه عن عامر عن ناجي عن سعد بن سنان

أن المنعم بالجنان إذا اشتهى الـ ـولد الذي هو نسخة الإنسان

فالحمل ثم الوضع ثم السن في فرد من الساعات في الأزمان

إسناده عندي صحيح قد روا ه الترمذي وأحمد الشيباني

ورجال ذا الإسناد محتج بهم في مسلم وهم أولو إتقان

لكن غريب ما له من شاهد فرد بذا الإسناد ليس بثان

لولا حديث أبي رزين كان ذا كنص يقرب منه في التبيان

ولذاك أوله ابن إبراهيم بالـ ـشرط الذي هو منتفى الوجدان

وبذاك رام الجمع بين حديثه وأبي رزين وهو ذو إمكان


هذا وفي تأويله نظر فـ ان إذا لتحقيق وذي إتقان

ولربما جاءت لغير تحقق والعكس في أن ذاك وضع لسان

واحتج من نصر الولادة أن في الجـ ـنات سائر شهوة الإنسان

والله قد جعل البنين مع النسا من أعظم الشهوات في القرآن

فأجيب عنه بأنه لا يشتهي ولدا ولا حبلا من النسوان
واحتج من منع الولادة أنها ملزومة أمرين ممتنعان
حيض وإنزال المنى وذانك الـ أمران في الجنات مفقودان
وروى صدى عن رسول الله أن منيّهم إذ ذاك ذو فقدان
بل لا مني ولا منية هكذا يروي سليمان هو الطبراني
وأجيب عنه بأنه نوع سوى الـ ـمعهود في الدنيا من النسوان
فالنفي للمعهود في الدنيا من الـ إيلاد والإثبات نوع ثان
والله خالق نوعنا من أربع متقابلات كلها بوزان
ذكر وأنثى والذي هو ضده وكذاك من أنثى بلا ذكران
والعكس أيضا مثل حوا أمنا هي أربع معلومة التبيان
وكذاك مولود لجنان يجوز أن يأتي بلا حيض ولا فيضان
والأمر في ذا ممكن في نفسه والقطع ممتنع بلا برهان

♥' سندس الفردوس ♥"
2012-09-02, 11:51
http://1.bp.blogspot.com/_RmUmrmFm-1E/SOaOMZlT62I/AAAAAAAAAWE/mq7OlVZnwW0/s400/%25D8%25A8%25D8%25A7%25D8%25B1%25D9%2583%2B%25D8%2 5A7%25D9%2584%25D9%2584%25D9%2587%2B%25D9%2581%25D 9%258A%25D9%2583.gif

فقير إلى الله
2012-09-02, 11:52
فصل: فيما أعد الله تعالى من الإحسان للمتمسكين بكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم عند فساد الزمان

هذا وللمتمسكين بسنة المختار عند فساد ذي الأزمان

أجر عظيم ليس يقدر قدره إلا الذي أعطاه للإنسان

فروى أبو داود في سنن له ورواه أيضا أحمد الشيباني

أثرا تضمن أجر خمسين امرءا من صحب أحمد خيرة الرحمان

إسناده حسن ومصداق له في مسلم فافهمه بالإحسان

إن العبادة وقت هرج هجرة حقا إلي وذاك ذو برهان

هذا فكم من هجرة لك أيها السـ ـني بالتحقيق لا بأمان

هذا وكم من هجرة لهم بما قال الرسول وجاء في القرآن

ولقد أتى مصداقه في الترمذي لمن له أذنان واعيتان

في أجر محيي سنة ماتت فذا ك مع الرسول رفيقه بجنان

هذا ومصداق له أيضا أتى في الترمذي لمن له عينان

تشبيه أمته بغيث أول منه وآخره فمشتبهان

فلذالك لا يدري الذي هو منهما قد خص بالتفضيل والرجحان

ولقد أتى أثر بأن الفضل في الطرفين أعني أولا والثاني

والوسط ذو ثبج فأعوج هكذا جاء الحديث وليس ذا نكران

ولقد أتى في الوحي مصداق له في الثلتين وذاك في القرآن

أهل اليمن فثلة مع مثلها والسابقون أقل في الحسبان

ما ذاك إلا أن تابعهم هم الغرباء ليست غربة الأوطان

لكنها والله غربة قائم بالدين بين عساكر الشيطان

فلذاك شبههم به متبوعهم في الغربتين وذاك ذو تبيان

لم بشبهوهم في جميع أمورهم من كل وجه ليس يستويان

فانظر إلى تفسيره الغرباء بالمحيين سنته بكل زمان
طوبى لهم والشوق يحدوهم إلى أخذ الحديث ومحكم القرآن

طوبى لهم لم يعبأوا بنحاتة الأ فكار أو بزبالة الأذهان

طوبى لهم ركبوا على متن العزا ئم قاصدين لمطلع الإيمان

طوبى لهم لم يعبأوا شيئا بذي الآ راء إذ أغناهم الوحيان

طوبى لهم وإمامهم دون الورى من جاء بالإيمان والفرقان

والله ما ائتموا بشخص دونه إلا إذا ما دلهم ببيان

في الباب آثار عظيم شأنها أعيت على العلماء في الأزمان

إذ أجمع العلماء أن صحابة الـ ـمختار خير طوائف الإنسان

ذا بالضرورة ليس فيه الخلف بيـ ـن اثنين ما حكيت به قولان

فلذاك ذي الآثار أعضل أمرها وبغوا لها التفسير بالإحسان

فاسمع إذا تأويلها وافهمه لا تعجل برد منك أو نكران

إن البدار برد شيء لم تحط علما به سبب إلى الحرمان

الفضل منه مطلق ومقيد وهما لأهل الفضل مرتبتان

والفضل ذو التقييد ليس بموجب فضلا على الإطلاق من إنسان

لا يوجب التقييد أن يقضي له بالاستواء فكيف بالرجحان

إذ كان ذو الإطلاق حاز على الفضا ئل فوق ذي التقييد بالإحسان

فإذ فرضنا واحدا قد حاز نو عا لم يجزه فاضل الإنسان

لم يوجب التخصيص من فضل عليـ ـه ولا مساواة ولا نقصان

ما خلق آدم باليدين بموجب فضلا على المبعوث بالقرآن

وكذا خصائص من أتى من بعده من كل رسل الله بالبرهان

فمحمد أعلاهم فوقا وما حكمت لهم بمزية الرجحان

فالحائز الخمسين أجرا لم يحز ها في جميع شرائع الإيمان

هل حازها في بدر أو أحد أو الـ ـفتح المبين وبيعة الرضوان
بل حازها إذ كان قد فقد المعـ ـين وهم فقد كانوا أولي أعوان

والرب ليس يضيع ما يتحمل المتحملون لأجله من شان

فتحمل العبد الوحيد رضاه مع فيض العدو وقلة الأعوان

مما يدل على يقين صادق ومحبة وحقيقة العرفان

يكفيه ذلا واغترابا قلة الأ نصار بين عساكر الشيطان

في كل يوم فرقة تغزوه إن ترجع يوافيه الفريق الثاني

فسل الغريم المستضام عن الذي يلقاه بين عدا بلا حسبان

هذا وقد بعد المدى وتطاول الـ ـعهد الذي هو موجب الإحسان

ولذاك كان كقابض جمرا فسل أحشاءه عن حرّ ذي النيران

والله أعلم بالذي في قلبه يكفيه علم الواحد المنان

في القلب أمر ليس يقدر قدره إلا الذي آتاه للإنسان

بر وتوحيد وصبر مع رضا والشكر والتحكيم للقرآن

سبحانه قاسم فضله بين العبا د فذاك مولي الفضل والإحسان

فالفضل عند الله ليس بصورة الأ عمال بل بحقائق الإيمان

وتفاضل الأعمال يتبع ما يقو م بقلب صاحبها من البرهان

حتى يكون العاملان كلاهما في رتبة تبدو لنا بعيان

هذا وبينهما كما بين السما والأرض في فضل وفي رجحان

ويكون بين ثواب ذا وثواب ذا رتب مصاعفة بلا حسبان

هذا عطاء الرب جل جلاله وبذاك تعرف حكمة الرحمان

فقير إلى الله
2012-09-02, 11:54
فصل: فيما أعد الله تعالى في الجنة لأوليائه المتمسكين بالكتاب والسنة

يا خاطب الحور الحسان وطالبا لوصالهن بجنة الحيوان

لو كنت تدري من خطبت ومن طلبـ ـت بذلت ما تحوي من الأثمان

أو كنت تدري أين مسكنها جعلـ ـت السعي منك لها على الأجفان
ولقد وصفت طريق مسكنها فإن رمت الوصال فلا تكن بالواني

أسرع وحث السير جهدك إنما مسراك هذا ساعة لزمان

فاعشق وحدّث بالوصال النفس وابـ ـذل مهرها ما دمت ذا إمكان

واجعل صيامك قبل لقياها ويو م الوصل يوم الفطر من رمضان

واجعل نعوت جمالها الحادي وسر تلق المخاوف وهي ذات أمان

لا يلهينك منزل لعبت به أيدي البلا من سالف الأزمان

فلقد ترحل عنه كل مسرة وتبدلت بالهم والأحزان

سجن يضيق بصاحب الإيمان لـ ـكن جنّة المأوى لذي الكفران

سكانها أهل الجهالة والبطا لة والسفاهة أنجس السكان

وألذهم عيشا فجاهلهم بحق الله ثم حقائق القرآن

عمرت بهم هذي الديار وأقفرت منهم ربوع العلم والإيمان

قد آثروا الدنيا ولذة عيشها الـ ـفاني على الجنات والرضوان

صحبوا الأماني وابتلوا بحظوظهم ورضوا بكل مذلة وهوان

كدحا وكدا لا يفتر عنهم ما فيه من غم ومن أحزان

والله لو شاهدت هاتيك الصدو ر رأيتها كمراجل النيران

ووقودها الشهوات والحسرات والآ لام لا تخبو مدى الأزمان

أبدانهم أجداث هاتيك النفو س اللاء قد قبرت مع الأبدان

أرواحهم في وحشة وجسومهم في كدحها لا في رضا الرحمن

هربوا من الرق الذي خلقوا له فبلو برق النفس والشيطان

لا ترض ما اختاروه هم لنفوسهم فقد ارتضوا بالذل والحرمان

لو ساوت الدنيا جناح بعوضة لم يسق منها الرب ذا الكفران

لكنها والله أحقر عنده ذا الجناح القاصر الطيران

ولقد تولت بعد عن أصحابها فالسعد منها حل بالدبران
لا يرتجى منها الوفاء لصبها أين الوفا من غادر خوان

طبعت على كدر فكيف ينالها صفو أهذا قط في الإمكان

ياعاشق الدنيا تأهب للذي قد ناله العشاق كل زمان

أو ماسمعت بل رأيت مصارع الـ ـعشاق من شيب ومن شبان

فصل: في صفة الجنة التي أعدها الله ذو الفضل والمنة لأوليائه المتمسكين بالكتاب والسنة

فاسمع إذا أوصافها وصفات ها تيك المنازل ربة الإحسان

هي جنة طابت وطاب نعيمها فنعيمها باق وليس بفان

دار السلام وجنة المأوى ومنـ ـزل عسكر الإيمان والقرآن

فالدار دار سلامة وخطابهم فيها سلام واسم ذي الغفران
فصل: في عدد درجات الجنة وما بين كل درجتين
درجاتها مائة وما بين اثنتيـ ـن فذاك في التحقيق للحسبان

مثل الذي بين السماء وبين هذي الأرض قول الصادق والبرهان

لكن عاليها هو الفردوس مسـ ـقوف بعرش الخالق الرحمن

وسط الجنان وعلوها فلذاك كا نت قبة من أحسن البنيان

منه تفجر سائر الأنهار فالـ ـينبوع منه نازل بجنان
فصل: في أبواب الجنة
أبوابها حق ثمانية أتت في النص وهي لصاحب الإحسان

باب الجهاد وذاك أعلاها وبا ب الصوم يدعى الباب بالريان

ولكل سعي صالح باب ورب السعي منه داخل بأمان

ولسوف يدعى المرء من أبوابها جميعا إذا وفى حلى الإيمان

منهم أبو بكر الصديق ذا ك خليفة المبعوث بالقرآن
فصل: في مقدار ما بين الباب والباب منه
سبعون عاما بين كل اثنين منـ ـها قدّرت بالعد والحسبان

هذا حديث لقيط المعروف بالـ ـخبر الطويل وذا عظيم الشان

وعليه كل جلالة ومهابة ولكم حواه بعد من عرفان

فقير إلى الله
2012-09-02, 11:56
فصل: في مقدار ما بين مصراعي الباب الواحد منها
لكن بينهما مسيرة أربعيـ ـن رواه حبر الأمة الشيباني

في مسند بالرفع وهو لمسلم وقف كمرفوع بوجه ثان

ولقد روى تقديره بثلاثة الـ أيام لكن عند ذي العرفان

أعني البخاري الرضى وهو منكر وحديث راوية ذو نكران
فصل: في مفتاح باب الجنة
هذا وفتح الباب ليس بممكن إلا بمفتاح على أسنان

مفتاحه بشهادة الإخلاص والتو حيد تلك شهادة الإيمان

أسنانه الأعمال وهي شرائع الـ إسلام والمفتاح بالأسنان

لا تلغين هذا المثال فكم به من حل إشكال لذي العرفان
فصل: في منشور الجنة الذي يوقع به لصاحبها
هذا ومن يدخل فليس بداخل إلا بتوقيع من الرحمان

وكذاك يكتب للفتى لدخوله من قبل توقيعان مشهوران

إحداهما بعد الممات وعرض أر واح العباد به على الديان

فيقول رب العرش جل جلاله للكاتبين وهم أولو الديوان

ذا الاسم في الديوان يكتب ذاك ديـ ـوان الجنان مجاور المنان

ديوان عليين أصحاب القرآ ن وسنة المبعوث بالقرآن

فإذا انتهى للجسر يوم الحشر يعـ ـطى للدخول إذا كتابا ثان

عنوانه هذا الكتاب من عزيـ ـز راحم لفلان ابن فلان

فدعوه يدخل جنة المأوى التي ار تفعت ولكن القطوف دوان

هذا وقد كتب اسمه مذ كان في الـ أرحام قبل ولادة الإنسان

بل قبل ذلك هو وقت القبضتيـ ـن كلاهما للعدل والإحسان

سبحان ذي الجبروت والملكوت والـ إجلال والإكرام والسبحان

والله أكبر عالم الأسرار والـ إعلان واللحظات بالأجفان

والحمد لله السميع لسائر الـ أصوات من سر ومن إعلان
وهو الموحد والمسبح والممجـ ـد والحميد ومنزل القرآن

والأمر من قبل ومن بعد له سبحانك اللهم ذا السلطان
فصل: في صفوف أهل الجنة
هذا وإن صفوفهم عشرون مع مائة وهذي الأمة الثلثان

يرويه عنه بريدة إسناده شرط الصحيح بمسند الشيباني

وله شواهد من حديث أبي هريـ ـرة وابن مسعود وحبر زمان

أعني ابن عباس وفي إسناده رجل ضعيف غير ذي إتقان

ولقد أتانا في الصحيح بأنهم شطر وما اللفظان مختلفان

إذ قال أرجوأن تكونوا شطرهم هذا رجاء منه للرحمن

أعطاه رب العرش ما يرجو وزا د من العطاء فعال ذي الإحسان
فصل: في صفة أول زمرة تدخل الجنة
هذا وأول زمرة فوجوههم كالبدر ليل الست بعد ثمان

السابقون هم وقد كانوا هنا أيضا أولي سبق إلى الإحسان
فصل: في صفة الزمرة الثانية
والزمرة الأخرى كأضواء كوكب في الأفق تنظره به العينان

أمشاطهم ذهب ورشحهم فمسـ ـك خالص يا ذلة الحرمان

فقير إلى الله
2012-09-02, 11:59
فصل: في تفاضل أهل الجنة في الدرجات العلى
ويرى الذين بذيلها من فوقهم مثل الكواكب رؤية بعيان

ما ذاك مختصا برسل الله بل لهم وللصديق ذي الإيمان
فصل: في ذكر أعلى أهل الجنة منزلة وأدناهم
هذا وأعلاهم فناظر ربه في كل يوم وقته الطرفان

لكن أدناهم وما فيهم دني إذ ليس في الجنات من نقصان

فهو الذي تلفى مسافة ملكه بسنيننا ألفان كاملتان

فيرى بها أقصاه حقا مثل رؤ يته لأدناه القريب الداني

أو ماسمعت بأن آخر أهلها يعطيه رب العرش ذو الغفران

أضعاف دنيانا جميعا عشر أمـ ـثال لها سبحان ذي الإحسان
فصل: في ذكر سن أهل الجنة
هذا وسنهم ثلاث مع ثلا ثين التي هي قوة الشبان

وصغيرهم وكبيرهم في ذا على حد سواء ما سوى الولدان

ولقد روى الخدري أيضا أنهم أبناء عشر بعدها عشران

وكلاهما في الترمذي وليس ذا بتناقض بل ها هنا أمران

حذف الثلاث ونيف بعد العقو د وذكر ذلك عندهم سيان

عند اتساع في الكلام فعندما يأتوا بتحرير فبالميزان
فصل: في طول قامات أهل الجنة وعرضهم
والطول طول أبيهم ستون لـ ـكن عرضهم سبع بلا نقصان

الطول صح بغير شك في الصحيـ ـحين اللذين هما لنا شمسان

والعرض لم نعرفه في إحداهما لكن رواه أحمد الشيباني

هذا ولا يخفى التناسب بين هـ ـذا العرض والطول البديع الشان

كل على مقدرا صاحبه وذا تقدير متقن صنعة الإنسان
فصل: في لحاهم وألوانهم
ألوانهم بيض وليس لهم لحى جعد الشعور مكحّلوا الأجفان

هذا كمال الحسن في أبشارهم وشعورهم وكذلك العينان
فصل: في لسان أهل الجنة
ولقد أتى أثر بأن لسانهم بالمنطق العربي خير لسان

لكنّ في إسناده نظرا ففيـ ـه راويان وما هما ثبتان

أعني العلاء هو ابن عمرو ثم يحـ ـي الأشعري وذان مغموزان
فصل: في ريح أهل الجنة من مسيرة كم يوجد
والريح يوجد من مسيرة أربعيـ ـن وإن تشأ مائة فمرويان

وكذا روى سبعين أيضا صح هـ ـذا كله وأتى به أثران

ما في رجالهما لنا من مطعن والجمع بين الكل ذو إمكان

وقد أتى تقديره مائة بخمـ ـس ضربها من غير ما نقصان

إن صح هذا فهو أيضا والذي من قبله في غاية الإمكان
إما بحسب المدركين لريحها قربا وبعدا ما هما سيّان

أو باختلاف قرارها وعلوّها أيضا وذلك اضح التبيان

أو باختلاف السير أيضا فهو أنـ ـواع بقدر إطاقة الإنسان

ما بين ألفاظ الرسول تناقض بل ذلك في الأفهام والأذهان
فصل: في أسبق الناس دخولا إلى الجنة
ونظير هذا سبق أهل الفقر للـ ـجنات في تقديره أثران

مائة بخمس ضربها أو أربعيـ ـن كلاهما في ذاك محفوظان

فأبو هريرة قد روى أولاهما وروى لنا الثاني صحابيان

هذا بحسب تفاوت الفقراء في اسـ ـتحقاق سبقهم إلى الإحسان

أو ذا بحسب تفاوت في الأغنيا ء كلاهما لا شك موجودان

هذا وأولهم دخولا خير خلـ ـق الله من قد خصّ بالقرآن

والأنبياء على مراتبهم من التـ ـفضيل تلك مواهب المنان

هذا وأمة أحمد سباق با قي الخلق عند دخولهم بجنان

وأحقهم بالسبق أسبقهم إلى الـ إسلام والتصديق بالقرآن

وكذا أبو بكر هو الصديق أسـ ـبقهم دخولا قول عند ذي البرهان

وروى ابن ماجه أن أولهم يصا فحه إله العرش ذو الإحسان

ويكون أولهم دخولا جنة الـ ـفردوس ذلك قامع الكفران

فاروق دين الله ناصر قوله ورسوله وشرائع الإيمان

لكنه أثر ضعيف فيه مجـ ـروح يسمى خالدا ببيان

لو صح كان عمومه المخصوص بالصـ ـديق قطعا غير ذي نكران

هذا وأولهم دخولا فهو حمـ ـاد على الحالات للرحمان

إن كان في السراء أصبح حامدا أو كان في الضرا فحمد ثان

هذا الذي هو عارف بإلهه وصفاته وكماله الرباني

وكذا الشهيد فسبقه متيقن وهو الجدير بذلك الإحسان

وكذلك الملوك حين يقوم بالـ ـحقين سباق بغير توان

وكذا فقير ذو عيال ليس بالـ ـملحاح بل ذو عفة وصيان

فقير إلى الله
2012-09-02, 12:01
فصل: في أرضها وحصبائها وتربها
والأرض مرمرة كخالص فضة مثل المرات تناله العينان

في مسلم تشبيهها بالدرمك الصـ ـافي وبالمسك العظيم الشان

هذا لحسن اللون لكن ذا لطيـ ـب الريح صار هناك تشبيهان

حصباؤها در وياقوت كذا ك لآلىء نثرت كنثر جمان

وترابها من زعفران أو من المـ ـسك الذي ما استلّ من غزلان
فصل: في صفة غرفاتها
غرفاتها في الجو ينظر بطنها من ظهرها والظهر من بطنان

سكانها أهل القيام مع الصيا م وطيب الكلمات والإحسان

ثنتان خالص حقه سبحانه وعبيده أيضا لهم ثنتان
فصل: في خيام أهل الجنة
للعبد فيها خيمة من لؤلؤ قد جوفت هي صنعة الرحمن

ستون ميلا طولها في الجو في كل الزوايا أجمل النسوان

يغشى الجميع فلا يشاهد بعضهم بعضا وهذا لاتساع مكان

فيها مقاصير بها الأبواب من ذهب ودر زين بالمرجان

وخيامها منصوبة برياضها وشواطئ الأنهار ذي الجريان

ما في الخيام سوى التي لو قابلت للنيرين لقلت منكسفان

لله هاتيك الخيام فكم بها للقلب من علق ومن أشجان

فيهن حور قاصرات الطرف خيـ ـرات حسان هن خير حسان

خيرات أخلاق حسان أوجها فالحسن والإحسان متفقان
فصل: في أرائكها وسررها
فيها الأرائك وهي من سرر عليـ ـهن الحجال كثيرة الألوان

لا تستحق اسم الأرائك دون ها تيك الحجال وذاك وضع لسان

بشخانة يدعونها بلسان فا رس وهو ظهر البيت ذي الأركان
فصل: في أشجارها وثمارها وظلالها
أشجارها نوعان منها ما له في هذه الدنيا مثال ذان
كالسدر أصل النبق مخضود مكا ن الشوك من ثمر ذوي ألوان

هذا وظل السدر من خير الظلا ل ونفعه الترويح للأبدان

وثماره أيضا ذوات منافع من بعضها تفريح ذي الأحزان

والطلح وهو الموز منضود كما نضدت يد بأصابع وبنان

أو أنه شجر البوادي موقرا حملا مكان الشوك في الأغصان

وكذلك الرمان والأعناب التي منها القطوف دوان

هذا ونوع ما له في هذه الد نيا نظير كي يرى بعيان

يكفي من التعجاج قول إلهنا من كل فاكهة بها زوجان

وأتوا به متشابها في اللون مخـ ـتلف الطعوم فذاك ذو ألوان

أو أنه متشابه في الاسم مخـ ـتلف الطعوم فذاك قول ثان

أو أنه وسط خيار كله فالفحل منه ليس ذا ثنيان

أو أنه لثمارنا ذي مشبه في اسم ولون ليس يختلفان

لكن لبهجتها ولذة طعمها أمر سوى هذا الذي تجدان

فيلذها في الأكل عند منالها وتلذها من قبله العينان

قال ابن عباس وما بالجنة الـ ـعليا سوى أسماء ما تريان

يعني الحقائق لا تماثل هذه وكلاهما في الاسم متفقان

يا طيب هاتيك الثمار وغرسها في المسك ذاب الترب للبستان

وكذلك الماء الذي يسقى به ياطيب ذاك الورد للظمآن

وإذا تناولت المار أتت نظيـ ـرتها فحلت دونها بمكان

لم تنقطع أبدا ولم ترقب نزو ل الشمس من حمل إلى ميزان

وكذاك لم تمنع ولم تحتج إلى أن ترتقي للقنو في العيدان

بل ذللت تلك القطوف فكيف ما شئت انتزعت بأسهل الإمكان

ولقد أتى أثر بأن الساق من ذهب رواه الترمذي ببيان
قال ابن عباس وهاتيك الجذو ع زمرد من أحسن الألوان

ومقطعاتهم من الكرم الذي فيها ومن سعة من العقيان

وثمارها ما فيه من عجم كأمـ ـثال القلال فجلّ ذو الإحسان

وظلالها معدودة ليست تقي حرا ولا شمسا وأنى ذان

أو ما سمعت بظل أصل واحد فيه يسير الراكب العجلان

مائة سنين قدرت لا تنقضي هذا العظيم الأصل والأفنان

ولقد روى الخدري أيضا أن طو بى قدرها مائة بلا نقصان

تتفتح الأكمام فيها عن لبا سهم بما شاؤوا من الألوان

raim
2012-09-02, 12:05
اللهم نسألك أن نكون من أهل الجنة يا رب نحن و كل المسلميييييييييييين

فقير إلى الله
2012-09-02, 12:06
فصل: في عدد الجنات وأجناسها
والجنة اسم الجنس وهي كثيرة جدا ولكن أصلها نوعان

ذهبيتان بكل ما حوتاه من حلي وآنية ومن بنيان

وكذاك أيضا ففضة ثنتان من حلي وبنيان وكل أوان

لكن دار الخلد والمأوى وعد ن والسلام إضافة لمعان

أوصافها استدعت إضافتها إلي ـها مدحة مع غاية التبيان

لكنما الفردوس أعلاها وأو سطها مساكن صفوة الرحمان

أعلاه منزلة لأعلى الخلق منـ ـزلة هو المبعوث بالقرآن

وهي الوسيلة وهي أعلى رتبة خلصت له فضلا من الرحمان

ولقد أتى في سورة الرحمن تفـ ـضيل الجنان مفصلا ببيان

هي أربع ثنتان فاضلتان ثم يليهما ثنتان مفضولان

فالأوليان الفضليان لأوجه عشر ويعسر نظمها بوزان

واذا تأملت السياق وجدتها فيه تلوح لمن له عينان

سبحان من غرست يداه جنة الـ فردوس عند تكامل البنيان

ويداه أيضا أتقنت لبنائها فتبارك الرحمان أعظم بان

هي في الجنان كآدم وكلاهما تفضيله من أجل هذا الشان

لكنما الجهميّ ليس لديه من ذا الفضل شيء فهو ذو نكران

ولد عقوق عق والده ولم يثبت بذا فضلا على شيطان

فكلاهما تأثير قدرته وتأ ثير المشيئة ليس ثم يدان

آلاهما أو نعمتاه وخلقه كل بنعمة ربه المنان

لما قضى رب العباد العرش قا ل تكلمي فتكلمت ببيان

قد أفلح العبد الذي هو مؤمن ماذا ادّخرت له من الإحسان

ولقد روى حقا أبو الدرداء ذا ك عويمر أثرا عظيم الشان

يهتز قلب العبد عند سماعه طربا بقدر حلاوة الإيمان

ما مثله أبدا يقال برأيه أو كان يا أهلا بذا العرفان

فيه النزول ثلاث ساعات فإحـ ـداهن ينظر في الكتاب الثاني

يمحو ويثبت ما يشاء بحكمة وبعزة وبرحمة وحنان

فترى الفتى يمسي على حال ويصـ ـبح في سواها ما هما مثلان

هو نائم وأموره قد دبرت ليلا ولا يدري بذاك الشان

والساعة الأخرى إلى عدن مسا كن أهله هم صفوة الرحمان

الرسل ثم الأنبياء ومعهم الصـ ـديق حسب فلا تكن بجبان

فيها الذي والله لا عين رأت كلا ولا سمعت به الأذنان

كلا ولا قلب به خطر المثا ل له تعالى الله ذو السلطان

والساعة الأخرى إلى هذي السما ء يقول هل من تائب ندمان

أو داع أو مستغفر أو سائل أعطيه إني واسع الإحسان

حتى يصلى الفجر يشهدها مع الـ أملاك تلك شهادة القرآن

هذا الحديث بطوله وسياقه وتمامه في سنة الطبراني

فصل: في بناء الجنة
وبناؤها اللبنات من ذهب وأخرى فضة نوعان محتلفان

وقصورها من لؤلؤ وزبرجد أو فضة أو خالص العيقان

وكذاك من در وياقوت به نظم البناء بغاية الإتقان

والطين مسك خالص أو زعفرا ن جا بذا أثران مقبولان

ليسا بمختلفين لا تنكرهما فهما الملاط لذلك البنيان

فقير إلى الله
2012-09-02, 12:08
فصل: في سماع أهل الجنة
قال ابن عباس ويرسل ربنا ريحا تهز ذوائب الأغصان

فتثير أصواتا تلذ لمسمع الإ نسان كالنغمات بالأوزان

يا لذة الأسماع لا تتعوضي بلذاذة الأوتار والعيدان

أو ما سمعت سماعهم فيها غنا ء الحور بالأصوات والألحان

واها لذيّاك السماع فإنه ملئت به الأذنان بالإحسان

واها لذيّاك السماع وطيبه من مثل أقمار على أغصان

واها لذيّاك السماع فكم به للقلب من طرب ومن أشجان

واها لذيّاك السماع ولم أقل ذيّاك تصغيرا له بلسان

ما ظن سامعه بصوت أطيب الـ أصوات من حور الجنان حسان

نحن النواعم والخوالد خيرا ت كاملات الحسن والإحسان

لسنا نموت ولا نخاف وما لنا سخط ولا ضغن من الأضغان

طوبى لمن كنا له وكذاك طو بى للذي هو حظنا لفظان

في ذاك آثار روين وذكرها في الترمذي ومعجم الطبراني

ورواه يحيى شيخ الأوزاعي تفـ ـسيرا للفظة يحبرون أغان

نزه سماعك إن أردت سماع ذيـ ـاك الغناء عن هذه الألحان

لا تؤثر الأدنى على الأعلى فتحـ ـرم ذا وذا يا ذلة الحرمان

إن اختيارك للسماع النازل الـ أدنى على الأعلى من النقصان

والله إن سماعهم في القلب والـ إيمان مثل السم في الأبدان

والله ما انفك الذي هو دأبه أبدا من الإشراك بالرحمن

فلقلب بيت الرب جل جلاله حبا وإخلاصا مع الإحسان

فإذا تعلق بالسماع أصاره عبدا لكل فلانة وفلان

حب الكتاب وحب ألحان الغنا في قلب عبد ليس يجتمعان

ثقل الكتاب عليهم لما رأوا تقييده بشرائع الإيمان

واللهو خف عليهم لما رأوا ما فيه من طرب ومن ألحان

قوت النفوس وإنما القرآن قو ت القلب أنى يستوي القوتان

ولذا تراه حظ ذي النقصان كالـ ـجهال والصبيان والنسوان

وألذهم فيه أقلهم من العقل الصحيح فسل أخا العرفان

يا لذة الفساق لست كلذة الـ أبرار في عقل ولا قرآن
فصل: في أنهار الجنة
أنهارها في غير أخدود جرت سبحان ممسكها عن الفيضان

من تحتهم تجري كما شاؤوا مفجـ ـرة وما للنهر من نقصان

عسل مصفى ثم ماء ثم خمـ ـر ثم أنهار من الألبان

والله ما تلك المواد كهذه لكن هما في اللفظ مجتمعان

هذا وبينهما يسير تشابه وهو اشتراك قام بالأذهان
فصل: في طعام أهل الجنة
وطعامهم ما تشتهيه نفوسهم ولحوم طير ناعم وسمان

وفواكه شتى بحسب مناهم يا شبعة كملت لذي الإيمان

لحم وخمر والنسا وفواكه والطيب مع روح ومع ريحان

وصحافهم ذهب تطوف عليهم بأكف خدام من الولدان

وانظر إلى جعل اللذاذة للعيو ن وشهوة للنفس في القرآن

للعين منها لذة تدعو إلى شهواتها بالنفس والأمران

سبب التناول وهو يوجب لذة أخرى سوى ما نالت العينان
فصل: في شرابهم
يسقون فيها من رحيق ختمه بالمسك أوله كمثل الثاني

مع خمرة لذت لشاربها بلا غول ولا داء ولا نقصان

والخمر في الدنيا فهذا وصفها تغتال عقل الشارب السكران

وبها من الأدواء ما هي أهله ويخاف من عدم لذي الوجدان

فنفى لنا الرحمن أجمعها عن الـ ـخمر التي في جنة الحيوان

وشرابهم من سلسبيل مزجه الـ ـكافور ذاك شراب ذي الإحسان

هذا شراب أولي اليمين ولكن الـ أبرار شربهم شراب ثان

يدعى بتسنيم سنام شربهم شرب المقرب خيرة الرحمن

صفى المقرب سعيه فصفا له ذاك الشراب فتلك تصفيتان

لكن أصحاب اليمين فأهل مز ج بالمباح وليس بالعصيان

مزج الشراب لهم كما مزجوا هم الأعمال ذاك المزج بالميزان

هذا وذو التخليط مزجا أمره والحكم فيه لربه الديان
فصل: في مصرف طعامهم وشرابهم وهضمه
هذا وتصريف المآكل منهم عرق يفيض لهم من الأبدان

كروائح المسك الذي ما فيه خلـ ـط غيره من سائر الألوان

فتعود هاتيك البطون ضوامرا تبغي الطعام على مدى الأزمان

لا غائط فيها ولا بول ولا مخط ولا بصق من الإنسان

ولهم جشاء ريحه مسك يكو ن به تمام الهضم بالإحسان

هذا وهذا صح عنه فواحد في مسلم ولأحمد الأثران

فصل: في لباس أهل الجنة
وهم الملوك على الأسرة فوق ها تيك الرؤوس مرصع التيجان

ولباسهم من سندس خضر ومن إستبرق نوعان معروفان

ما ذلك من دود بنى من فوقه تلك البيوت وعاد ذا الطيران

كلا ولا نسجت على المنوال نسـ ـج ثيابنا بالقطن والكتان

لكنها حلل تشق ثمارها عنها رأيت شقائق النعمان

بيض وخضر ثم صفر ثم حمـ ـر كالرباط بأحسن الألوان

لا تقرب الدنس المقرب للبلى ما للبلى فيهن من سلطان

ونصيف إحداهن وهو خمارها ليست له الدنيا من الأثمان

سبعون من حلل عليها لا تعو ق الطرق عن مخ ورا السيقان

لكن يراه من ورا ذا كله مثل الشراب لذي زجاج أوان

فقير إلى الله
2012-09-02, 12:09
فصل: في فرشهم وما يتبعها
والفرش من إستبرق قد بطنت ما ظنكم بظهارة لبطان

مرفوعة فوق الأسرة يتكي هو والحبيب بخلوة وأمان

يتحدثان على الأرائك ما ترى حبين في الخلوات ينتجيان

هذا وكم زربية ونمارق ووسائد صفت بلا حسبان
فصل: في حلي أهل الجنة
والحلي أصفى لؤلؤ وزبرجد وكذاك أسورة من العقيان

ما ذاك يختص الإناث وإنما هو للإناث كذاك للذكران

التاركين لباسه في هذه الد نيا لأجل لباسه بجنان

أو ما سمعت بأن حليتهم إلى حيث انتهاء وضوئهم بوزان

وكذا وضوء أبي هريرة كان قد فازت به العضدان والساقان

وسواه أنكر ذا عليه قائلا ما الساق موضع حلية الإنسان

ما ذاك إلا موضع الكعبين والز ندين لا الساقان والعضدان

وكذاك أهل الفقه مختلفون في هذا وفيه عندهم قولان

والراجح الأقوى انتهاء وضوئنا للمرفقين كذلك الكعبان

هذا الذي قد حده الرحمن في الـ ـقرآن لا تعدل عن القرآن

واحفظ حدود الرب لا تتعدها وكذاك لا تجنح إلى النقصان

وانظر إلى فعل الرسول تجده قد أبدى المراد وجاء بالتبيان

ومن استطاع يطيل غرته فمو قوف على الراوي هو الفوقاني

فأبو هريرة قال ذا من كيسه فغدا يميزه أولو العرفان

ونعيم الراوي له قد شك في رفع الحديث كذا روى الشيباني

وإطالة الغرات ليس ببمكن أبدا وذا في غاية التبيان

فقير إلى الله
2012-09-02, 12:11
فصل: في رؤية أهل الجنة ربهم تبارك وتعالى ونظرهم إلى وجهه الكريم


ويرونه سبحانه من فوقهم نظر العيان كما يرى القمران

هذا تواتر عن رسول الله لم ينكره إلا فاسد الإيمان

وأتى به القرآن تصريحا وتعـ ـريضا هما بسياقه نوعان

وهي الزيادة قد أتت في يونس تفسير من قد جاء بالقرآن

ورواه عنه مسلم بصحيحه يروي صهيب ذا بلا كتمان

وهو المزيد كذاك فسره أبو بكر هو الصديق ذو الإيقان

وعليه أصحاب الرسول وتابعو هم بعدهم تبعية الإحسان

ولقد أتى ذكر اللقاء لربنا الـ ـرحمان في سور من الفرقان

ولقاؤه إذ ذاك رؤيته حكى الـ إجماع فيه جماعة ببيان

وعليه أصحاب الحديث جميعهم لغة وعرفا ليس يختلفان

هذا ويكفي أنه سبحانه وصف الوجوه بنظرة بجنان

وأعاد أيضا وصفها نظرا وذا لا شك يفهم رؤية بعيان

وأتت أداة إلى لرفع الوهم من فكر كذاك ترقب الإنسان

وإضافة لمحل رؤيتهم بذكـ ـر الوجه إذ قامت به العينان

تالله ما هذا بفكر وانتظا ر مغيب أو رؤية لجنان

ما في الجنان من انتظار مؤلم واللفظ يأباه لذي العرفان

لا تفسدوا لفظ الكتاب فليس فيـ ـه حيلة يا فرقة الروغان

ما فوق ذا التصريح شيء ما الذي يأتي به من بعد ذا التبيان

لو قال أبين ما يقال لقلتم هو مجمل ما فيه من تبيان

ولقد أتى في سورة التطفيف أن القوم قد حجبوا عن الرحمان

فيدل بالمفهوم أن المؤمنيـ ـن يرونه في جنة الحيوان

وبذا استدل الشافعي وأحمد وسواهما من عالمي الأزمان

وأتى بذا المفهوم تصريحا بآ خرها فلا تخدع عن القرآن

وأتى بذاك مكذبا للكافريـ ـن الساخرين بشيعة الرحمن

ضحكوا من الكفار يومئذ كما ضحكوا هم منهم على الإيمان

وأثابهم نظرا إليه ضد ما قد قاله فيهم أولو الكفران

فلذاك فسرها الأئمة أنه نظر إلى الرب العظيم الشان

لله ذاك الفهم يؤتيه الذي هو أهله من جاد بالإحسان

وروى ابن ماجة مسندا عن جابر خبرا وشاهده ففي القرآن

بينا هم في عيشهم وسرورهم ونعيمهم في لذة وتهان

وإذا بنور ساطع قد أشرقت منه الجنان قصيها والداني

رفعوا إليه رؤوسهم فرأوه نور الرب لا يخفى على إنسان

وإذا بربهم تعالى فوقهم قد جاء للتسليم بالإحسان

قال السلام عليكم فيرونه جهرا تعالى الرب ذو السلطان

مصداق ذا يس قد ضمنته عنـ ـد القول من رب بهم رحمان

من ردّ ذا فعلى رسول الله رد وسوف عند الله يلتقيان

في ذا الحديث علوه ومجيئه وكلامه حتى يرى بعيان

هذي أصول الدين في مضمونه لا قول جهم صاحب البهتان

وكذا حديث أبي هريرة ذلك الـ ـخبر الطويل أتى به الشيخان

فيه تجلى الرب جل جلاله ومجيئه وكلامه ببيان

وكذاك رؤيته وتكليم لمن يختاره من أمة الإنسان

فيه أصول الدين أجمعها فلا تخدعك عنه شيعة الشيطان

وحكى رسول الله فيه تجدد الـ ـغضب الذي للرب ذي السلطان

إجماع أهل العزم من رسل الـ إله وذاك إجماع على البرهان

لا تخدعنّ عن الحديث بهذه الـ آراء فهي كثيرة الهذيان

أصحابها أهل التخرص والتنا قض والتهاتر قائلو البهتان

يكفيك أنك لو حرصت فلن ترى فئتين منهم قط يتفقان

إلا إذا ما قلدا لسواهما فتراهم جيلا من العميان

ويقودهم أعمى يظن كمبصر يا محنة العميان خلف فلان

هل يستوي هذا ومبصر رشده الله أكبر كيف يستويان

أو ما سمعت منادي الإيمان يخـ ـبر عن منادي جنة الحيوان

يا أهلها لكم لدى الرحمن وعـ ـد وهو منجزه لكم بضمان

قالوا أما بيضت أوجهنا كذا أعمالنا أثقلت في الميزان

وكذاك قد أدخلتنا الجنات حيـ ـن أجرتنا من مدخل النيران

فيقول عندي موعد قد آن أن أعطيكموه برحمتي وحناني

فيرونه من بعد كشف حجابه جهرا روى ذا مسلم ببيان

ولقد أتانا في الصحيحين اللذيـ ـن هما أصح الكتب بعد قران

برواية الثقة الصدوق جريـ ـر البجلي عمن جاء بالقرآن

أن العباد يرونه سبحانه رؤيا العيان كما يرى القمران

فإن استطعتم كل وقت فاحفظوا الـ ـبردين ما عشتم مدى الأزمان

ولقد روى بضع وعشرون امرءا من صحب أحمد خيرة الرحمان

أخبار هذا الباب عمن قد أتى بالوحي تفصيلا بلا كتمان

وألذ شيء للقلوب فهذه الأخبار مع أمثالها هي بهجة الإيمان

والله لولا رؤية الرحمن في الـ ـجنات ما طابت لذي العرفان

أعلى النعيم نعيم رؤية وجهه وخطابه في جنة الحيوان

وأشد شيء في العذاب حجابه سبحانه عن ساكني النيران

وإذ رآه المؤمنون نسوا الذي هم فيه مما نالت العينان

فإذا توارى عنهم عادوا إلى لذاتهم من سائر الألوان

فلهم نعيم عند رؤيته سوى هذا النعيم فحبذا الأمران

أو ما سمعت سؤال أعرف خلقه بجلاله المبعوث بالقرآن

شوقا إليه ولذة النظر التي بجلال وجه الرب ذي السلطان

فالشوق لذة روحه في هذه الـ ـدنيا ويوم قيامة الأبدان

تلتذ بالنظر الذي فازت به دون الجوارح هذه العينان

والله ما في هذه الدنيا ألذ من اشتياق العبد للرحمن

وكذاك رؤية وجهه سبحانه هي أكمل اللذات للإنسان

لكنما الجهمي ينكر ذا وذا والوجه أيضا خشية الحدثان

تبا له المخدوع أنكر وجهه ولقاءه ومحبة الديان

وكلامه وصفاته وعلوه والعرش عطله من الرحمن

فتراه في واد ورسل الله في واد وذا من أعظم الكفران

فقير إلى الله
2012-09-02, 12:12
فصل: في كلام الرب جل جلاله مع أهل الجنة
أوماعلمت بأنه سبحانه حقا يكلم حزبه بجنان

فيقول جل جلاله هل أنتم راضون قالوا نحن ذو رضوان

أم كيف لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم ينله قط من إنسان

هل ثم شيء غير ذا فيكون أفـ ـضل منه نسأله من المنان

فيقول أفضل منه رضواني فلا يغشاكم سخط من الرحمان

ويذكر الرحمان واحدهم بما قد كان منه سالف الأزمان

منه إليه ليس ثم وساطة ما ذاك توبيخا من الرحمان

لكن يعرّفه الذي قد ناله من فضله والعفو والإحسان

ويسلم الرحمان جل جلاله حقا عليهم وهو في القرآن

وكذاك يسمعهم لذيذ خطابه سبحانه بتلاوة الفرقان

فكأنهم لم يسمعوه قبل ذا هذا رواه الحافظ الطبراني

هذا سماع مطلق وسماعنا الـ ـقرآن في الدنيا فنوع ثان

والله يسمع قوله بوساطة وبدونها نوعان معروفان

فسماع موسى لم يكن بوساطة وسماعنا بتوسط الإنسان

من صير النوعين نوعا واحدا فمخالف للعقل والقرآن
فصل: في يوم المزيد وما أعد الله لهم فيه من الكرامة
أو ما سمعت بشأنهم يوم المزيـ ـد وأنه شأن عظيم الشان

هو يوم جمعتنا ويوم زيارة الـ ـرحمان وقت صلاتنا وأذان

والسابقون إلى الصلاة هم الألى فازوا بذاك السبق بالإحسان

سبق بسبق والمؤخر ههنا متأخر في ذلك الميدان

والأقربون إلى الإمام فهم أولو الزلفى هناك فها هنا قربان

قرب بقرب والمباعد مثله بعد ببعد حكمة الديان

ولهم منابر لؤلؤ وزبرجد ومنابر الياقوت والعقيان

هذا وأدناهم وما فيهم دنيّ من فوق ذاك المسك كالكثبان

ما عندهم أهل المنابر فوقهم مما يرون بهم من الإحسان

فيرون ربهم تعالى جهرة نظر العيان كما يرى القمران

ويحاضر الرحمان واحدهم محا ضرة الحبيب يقول يا ابن فلان

هل تذكر اليوم الذي كنت فيـ ـه مبارزا بالذنب والعصيان

فيقول رب أما مننت بغفرة قدما فإنك واسع الغفران

فيجيبه الرحمن مغفرتي التي قد أوصلتك إلى المحل الداني
فصل: في المطر الذي يصيبهم هناك
ويظلهم إذ ذاك منه سحابة تأتي بمثل الوابل الهتان

بينا هم في النور إذ غشيتهم سبحان منشيها من الرضوان

فتظل تمطرهم بطيب ما رأوا شبها له في سالف الأزمان

فيزيدهم هذا جمالا فوق ما لهم وتلك مواهب المنان
فصل: في سوق الجنة الذي ينصرفون إليها من ذلك المجلس

فيقول جل جلاله قوموا إلى ما قد ذخرت لكم من الإحسان

يأتون سوقا لا يباع ويشترى فيه فخذ منه بلا أثمان

قد أسلف التجار أثمان المبيـ ـع بعقدهم في بيعة الرضوان

لله سوق قد أقامته الملا ئكة الكرام بكل ما إحسان

فيها الذي والله لا عين رأت كلا ولا سمعت به أذنان

كلا ولم يخطر على قلب امرئ فيكون عنه معبرا بلسان

فيرى امرءا من فوقه في هيئة فيروعه ما تنظر العينان
فإذا عليه مثلها إذ ليس يلـ ـحق أهلها شيء من الأحزان

واها لذا السوق الذي من حله نال التهاني كلها بأمان

يدعى بسوق تعارف ما فيه من صخب ولا غش ولا أيمان

وتجارة من ليس تلهيه تجا رات ولا بيع عن الرحمن

أهل المروة والفتوة والتقى والذكر للرحمان كل أوان

يا من تعوض عنه بالسوق الذي ركزت لديه راية الشيطان

لو كنت تدري قدر ذاك السوق لم تركن إلى سوق الكساد الفاني

فقير إلى الله
2012-09-02, 12:14
فصل: في حالهم عند رجوعهم إلى أهليهم ومنازلهم

فإذا هم رجعوا إلى أهليهم بمواهب حصلت من الرحمن

قالوا لهم أهلا ورحبا ما الذي أعطيتم من ذا الجمال الثاني

والله لازددتم جمالا فوق ما كنتم عليه قبل هذا الآن

قالوا وأنتم والذي أنشاكم قد زدتم حسنا على الإحسان

لكن يحق لنا وقد كنا إذا جلساء رب العرش ذي الرضوان

فهم إلى يوم المزيد أشد شو قا من محب للحبيب الداني

فصل: في خلود أهل الجنة ودوام صحتهم ونعيمهم وشبابهم واستحالة النوم والموت عليهم

هذا وخاتمة النعيم خلودهم أبدا بدار الخلد والرضوان

أو ما سمعت منادي الأيمان يخـ ـبر عن مناديهم بحسن بيان

لكم حياة ما بها موت وعا فية بلا سقم ولا أحزان

ولكم نعيم ما به بؤس وما لشبابكم هرم مدى الأزمان

كلا ولا نوم هناك يكون ذا نوم وموت بيننا أخوان

هذا علمناه اضطرارا من كتا ب الله فافهم مقتضى القرآن

والجهم أفناها وأفنى أهلها تبا لذاك الجاهل الفتان

طردا لنفي دوام فعل الرب في الـ ـماضي وفي مستقبل الأزمان

وأبو الهذيل يقول يفنى كل ما فيها من الحركات للسكان

وتصير دار الخلد مع سكانها وثمارها كحجارة البنيان

قالوا ولولا ذاك لم يثبت لنا رب لأجل تسلسل الأعيان

فالقوم إما جاحدون لربهم أو منكرون حقائق الإيمان

فصل: في ذبح الموت بين الجنة والنار والرد على من قال إن الذبح لملك الموت وأن ذلك مجاز لا حقيقة

أو ما سمعت بذبحه للموت بيـ ـن المنزلين كذبح كبش الضان

حاشا لذا الملك الكريم وإنما هو موتنا المحتوم للإنسان

والله ينشىء منه كبشا أملحا يوم المعاد يرى لنا بعيان

ينشي من الأعراض أجساما كذا بالعكس كل قابل الإمكان

أفما تصدق أن أعمال العبا د تحط يوم العرض في الميزان

وكذاك تثقل تارة وتخف أخـ ـرى ذاك في القرآن ذو تبيان

وله لسان كفتاه تقيمه والكفتان إليه ناظرتان

ما ذاك أمرا معنويا بل هو الـ ـمحسوس حقا عند ذي الإيمان

أو ما سمعت بأن تسبيح العبا د وذكرهم وقراءة القرآن

ينشيه رب العرش في صورة يجا دل عنه يوم قيامة الأبدان

أو ما سمعت بأن ذاك حول عر ش الرب ذو صوت وذو دوران

يشفعن عند الرب جل جلاله ويذكرون بصاحب الإحسان

أو ما سمعت بأن ذلك مؤنس في القبر للملفوف في الأكفان

في صورة الرجل الجميل الوجه في سن الشباب كأجمل الشبان

أما سمعت أن أول ما نتلوه في أيام هذا العمر من قرآن

يأتي يجادل عنك يوم الحشر للر حمان كي ينجيك من نيران

في صورة الرجل الذي هو شا حب يا حبذا ذاك الشفيع الداني

أو ما سمعت حديث صدق قد أتى في سورتين من أول القرآن
فرقان من طير صواف بينهما شرق ومنه الضوء ذو تبيان

شبههما بغمامتين وإن تشا بغيابتين هما لذا مثلان

هذا مثال الأجر وهو فعالنا كتلاوة القرآن بالإحسان

فالموت ينشيه لنا في صورة خلاقه حتى يرى بعيان

والموت مخلوق بنص الوحي والـ ـمخلوق يقبل سائر الألوان

في نفسه وبنشأة أخرى بقد رة قالب الأعراض والألوان

أو ما سمعت بقلبه سبحانه الـ أعيان من لون إلى ألوان

وكذلك الأعراض يقلب ربها أعيانها والكل ذو إمكان

لم يفهم الجهال هذا كله فأتوا بتأويلات ذي البطلان

فمكذب ومؤول ومحير ما ذاق طعم حلاوة الإيمان

لما فسا الجهال في آذانه أعموه دون تدبر القرآن
فثنى لنا العطفين منه تكبرا وتبخترا في حلة الهذيان

إن قلت قال الله قال رسوله فيقول جهلا أين قول فلان

فقير إلى الله
2012-09-02, 14:26
فصل: في أن الجنة قيعان وأن غراسها الكلام الطيب والعمل الصالح

أوما سمعت بأنها القيعان فاغـ ـرس ما تشاء بذا الزمان الفاني

وغراسها التسبيح والتكبير والتـ ـحميد والتوحيد للرحمان

تبا لتارك غرسه ماذا الذي قد فاته من مدة الإمكان

يا من يقر بذا ولا يسعى له بالله قل لي كيف يجتمعان

أرأيت لو عطلت أرضك من غرا س ما الذي تجني من البستان

وكذاك لو عطلتها من بذرها ترجو المغل يكون كالكيمان

ما قال رب العالمين وعبده هذا فراجع مقتضى القرآن

وتأمل الباء التي قد عينت سبب الفلاح لحكمة الفرقان

وأظن باء النفي قد غرتك في ذاك الحديث أتى به الشيخان

لن يدخل الجنات أصلا كادح بالسعي منه ولو على الأجفان

والله ما بين النصوص تعارض والكل مصدرها عن الرحمان

لكنّ بالإثبات للتسبيب والـ ـباء التي للنفي بالأثمان

والفرق بينهما ففرق ظاهر يدريه ذو حظ من العرفان

فقير إلى الله
2012-09-02, 14:27
فصل: في إقامة المأتم على المتخلفين عن رفقة السابقين بالله ما عذر امرئ هو مؤمن حقا بهذا ليس باليقظان

بل قلبه في رقدة فإذا استفا ق فلبسه هو حلة الكسلان

تالله لو شاقتك جنات النعيـ ـم طلبتها بنفائس الأثمان

وسعيت جهدك في وصال نواعم وكواعب بيض الوجوه حسان

جليت عليك عرائس والله لو تجلى على صخر من الصوان
رقت حواشيه وعاد لوقته ينهال مثل نقى من الكثبان

لكن قلبك في القساوة جاز حد الصخرة والحصباء في أشجان

لو هزك الشوق المقيم وكنت ذا حس لما استبدلت بالأهوان

أو صادفت منك الصفات حياة قلـ ـب كنت ذا طلب لهذا الشان

خود تزف إلى ضرير مقعد يا محنة الحسناء بالعميان

شمس لعنين تزف إليه ما ذا حلية العنين في الغشيان

يا سلعة الرحمن لست رخيصة بل أنت غالية على الكسلان

يا سلعة الرحمن ليس ينالها في الألف إلا واحد لا اثنان

يا سلعة الرحمن ماذا كفؤها إلا أولو التقوى مع الإيمان

يا سلعة الرحمن سوقك كاسد بين الأراذل سلفة الحيوان

يا سلعة الرحمن أين المشتري فلقد عرضت بأيسر الأثمان

يا سلعة الرحمن هل من خاطب فالمهر قبل الموت ذو إمكان

يا سلعة الرحمن كيف تصبر الـ ـخطاب عنك وهم ذوو إيمان

يا سلعة الرحمن لولا أنها حجبت بكل مكاره الإنسان
ما كان عنها قط من متخلف وتعطلت دار الجزاء الثاني

لكنها حجبت بكل كريهة ليصد عنها المبطل المتواني

وتنالها الهمم التي تسمو إلى رب العلى بمشيئة الرحمن

فاتعب ليوم معادك الأدنى تجد راحاته يوم المعاد الثاني

وإذا أبت ذا الشان نفسك فاتـ ـهمها ثم راجع مطلع الإيمان

فإذا رأيت الليل بعد وصبحه ما انشق عنه عموده لأذان

والناس قد صلوا صلاة الصبح وانـ ـتظروا طلوع الشمس قرب زمان

فاعلم بأن العين قد عميت فنا شد ربك المعروف بالإحسان

واسأله إيمانا يباشر قلبك الـ ـمحجوب عنه لتنظر العينان

واسأله نورا هاديا يهديك في طرق المسير إليه كل أوان

والله ما خوفي الذنوب فإنها لعلى طريق العفو والغفران

لكنما أخشى انسلاخ القلب من تحكيم هذا الوحي والقرآن

ورضا بآراء الرجال وخرصها لا كان ذاك بمنة الرحمن

فبأي وجه ألتقي ربي إذا أعرضت عن ذا الوحي طول زمان

وعزلته عمّا أريد لأجله عزلا حقيقيا بلا كتمان

صرّحت أن يقيننا لا يستفاد به وليس لديه من إتقان

أوليته هجرا وتأويلا وتحـ ـريفا وتفويضا بلا برهان

وسعيت جهدي في عقوبة ممسك بعراه لا تقليد رأي فلان

يا معرضا عما يراد به وقد جد المسير فمنتهاه دان

جذلان يضحك آمنا متبخترا فكأنه قد نال عقد أمان

خلع السرور عليه أوفى حلة طردت جميع الهم والأحزان

يختال في حلل المسرة ناسيا ما بعدها من حلة الأكفان

ما سعيه إلا لطيب العيش في الد نيا ولو أفضى إلى النيران
قد باع طيب العيش في دار النعيـ ـم بذا الحطام المضمحل الفاني

إني أظنك لا تصدق كونه بالقرب بل ظن بلا إيقان

بل قد سمعت الناس قالوا جنة أيضا ونار بل لهم قولان

والوقف مذهبك الذي تختاره وإذا انتهى الإيمان للرجحان

أم تؤثر الأدنى عليه وقالت النـ ـفس التي استعلت على الشيطان

أتبيع نقدا حاصلا بنسيئة بعد الممات وطي ذي الأكوان

لو أنه بنسيئة الدنيا لها ن الأمر لكن في معاد ثان

دع ما سمعت الناس قالوه وخذ ما قد رأيت مشاهدا بعيان

والله لو جالست نفسك خاليا وبحثتها بحثا بلا روغان

لرأيت هذا كامنا فيها ولو أمنت لألقته إلى الآذان

هذا هو السر الذي من أجله اخـ ـتارت عليه العاجل المتدان

نقد قد اشتدت إليه حاجة منها ولم يحصل لها بهوان

أتبيعه بنسيئة في غير هذي الدار بعد قيامة الأبدان

هذا وإن جزمت بها قطعا ولـ ـكن حظها في حيّز الإمكان

ما ذاك قطعيا لها والحاصل الـ ـموجود مشهود برأي عيان

فتألفت من بين شهوتها وشبـ ـهتها قياسات من البطلان

واستنجدت منها رضا بالعاجل الـ أدنى على الموعود بعد زمان

وأتى من التأويل كل ملائم لمرادها يا رقة الإيمان

وصغت إلى شبهات أهل الشرك والـ ـتعطيل مع نقص من العرفان

واستنقصت أهل الهدى ورأيتهم في الناس كالغرباء في البلدان

ورأت عقول الناس دائرة على جمع الحطام وخدمة السلطان

وعلى المليحة والمليح وعشرة الـ أحباب والأصحاب والإخوان

فاستوعرت ترك الجميع ولم تجد عوضا تلذ به من الإحسان
فالقلب ليس يقر إلا في إنا ء فهو دون الجسم ذو جولان

يبغي له سكنا يلذ بقربه فتراه شبه الواله الحيران

فيحب هذا ثم يهوى غيره فيظل منتقلا مدى الأزمان

لو نال كل مليحة ورياسة لم يطمئن وكان ذا دوران

بل لو ينال بأسرها الدنيا لما قرت بما قد ناله العينان

نقل فؤادك حيث شئت من الهوى واختر لنفسك أحسن الإنسان

فالقلب مضطر إلى محبوبه الـ أعلى فلا يغنيه حب ثان

وصلاحه وفلاحه ونعيمه تجريد هذا الحب للرحمن

فإذا تخلى منه أصبح حائرا ويعود في ذا الكون ذا هيمان

فقير إلى الله
2012-09-02, 14:31
فصل: في زهد أهل العلم والإيمان وإيثارهم الذهب الباقي على الخزف الفاني



لكن ذا الإيمان يعلم أن هـ ـذا كالظلال وكل هذا فان



كخيال طيف ما استتم زيارة إلا وصبح رحيله بأذان



وسحابة طلعت بيوم صائف فالظل منسوخ بقرب زمان



وكزهرة وافى الربيع بحسنها أو لامعا فكلاهما أخوان



أو كالسراب يلوح للظمآن في وسط الهجير بمستوى القيعان



أو كالأماني طاب منها ذكرها بالقول واستحضارها بجنان



وهي الغرور رؤوس أموال المفا ليس الألى اتجروا بلا أثمان



أو كالطعام يلذ عند مساغه لكن عقباه كما تجدان



هذا هو المثل الذي ضرب الرسو ل لها وذا في غاية التبيان



وإذا أردت ترى حقيقتها فخذ منه مثالا واحدا ذا شان



أدخل بجهدك أصبعا في اليم وانـ ـظر ما تعلقه أذا بعيان



هذا هو الدنيا كذا قال الرسو ل ممثلا والحق ذو تبيان



وكذاك مثلها بظل الدوح في وقت الحرور لقائل الركبان




هذا ولو عدلت جناح بعوضة عند الإله الحق في الميزان



لم يسق منها كافرا من شربة ماء وكان الحق بالحرمان



تالله ما عقل امرئ قد باع ما يبقى بما هو مضمحل فان




هذا ويفتي ثم يقضي حاكما بالحجر من سفه لذا الإنسان



إذ باع شيئا قدره فوق الذي يعتاضه من هذه الأثمان



فمن السفيه حقيقة إن كنت ذا عقل وأن العقل للسكران



والله لو أن القلوب شهدن منـ ـا كان شأن غير هذا الشان

نفس من الأنفاس هذا العيش إن قسناه بالعيش الطويل الثاني

يا خسة الشركاء مع عدم الوفا ء وطول جفوتها من الهجران

هل فيك معتبر فيسلو عاشق بمصارع العشاق كل زمان

لكن على تلك لعيون غشاوة وعلى القلوب أكنة النسيان

وأخو البصائر حاضر متيقظ متفرد عن زمرة العميان

يسمو إلى ذاك الرفيق الأرفع الأ على وخلى اللعب للصبيان

والناس كلهم فصبيان وإن بلغوا سوى الأفراد والوحدان

وإذا ما رأى ما يشتهيه قال مو عدك الجنان وجد في الأثمان

وإذا أبت إلا الجماح أعاضها بالعلم بعد حقائق الإيمان

ويرى من الخسران بيع الدائم الـ ـباقي به يا ذلة الخسران

ويرى مصارع أهلها من حوله وقلوبهم كمراجل النيران

حسراتها هن الوقود فإن خبت زادت سعيرا بالوقود الثاني

جاؤوا فرادى مثل ما خلقوا بلا مال ولا أهل ولا إخوان

ما معهم شيء سوى الأعمال فهـ ـي متاجر للنار أو لجنان

تسعى بهم أعمالهم سوقا إلى الد ارين سوق الخيل بالركبان

صبروا قليلا فاستراحوا دائما يا عزة التوفيق للإنسان
حمدوا التقى عند الممات كذا السرى عند الصباح فحبذا الحمدان

وحدت بهم عزماتهم نحو العلى وسروا فما نزلوا إلى نعمان

باعوا الذي يفنى من الخزف الخسيـ ـس بدائم من خالص العقيان

رفعت لهم في السير أعلام السعا دة والهدى يا ذلة الحيران

فتسابق الأقوام وابتدروا لها كتسابق الفرسان يوم رهان

وأخو الهوينى في الديار مخلف مع شكله يا خيبة الكسلان

فقير إلى الله
2012-09-02, 14:34
فصل: في رغبة قائلها إلى من يقف عليها من أهل العلم والإيمان أن يتجرد إلى الله ويحكم عليها بما يوجبه الدليل والبرهان، فإن رأى حقا قبله وحمد الله عليه وإن رأى باطلا عرف به وأرت إليه



يا أيها القارئ لها اجلس مجلس الـ ـحكم الأمين أتى له الخصمان

واحكم هداك الله حكما يشهد الـ ـعقل الصريح به مع القرآن

واحبس لسانك برهة عن كفره حتى تعارضها بلا عدوان

فإذا فعلت فعنده أمثالها فنزال آخر دعوة الفرسان

فالكفر ليس سوى العناد ورد ما جاء الرسول به لقول فلان

فانظر لعلك هكذا دون الذي قد قالها فتفوز بالخسران

فالحق شمس والعيون نواظر لا تختفي إلا على العميان

والقلب يعمى عن هداه مثل ما تعمى وأعظم هذه العينان

هذا وإني بعد ممتحن بأر بعة وكلهم ذوو أضغان

فظ غليظ جاهل متمعلم ضخم العمامة واسع الأردان

متفيهق متضلع بالجهل ذو صلع وذو جلح من العرفان

مزجى البضاعة في العلوم وإنه زاج من الإيهام والهذيان

يشكو إلى الله الحقوق تظلما من جهله كشكاية الأبدان

من جاهل متطبب يفتي الورى ويحيل ذاك على قضا الرحمان

عجت فروج الخلق ثم دماؤهم وحقوقهم منه إلى الديان
ما عنده علم سوى التكفير والتـ ـبديع والتضليل والبهتان

فإذا تيقن أنه المغلوب عنـ ـد تقابل الفرسان في الميدان

قال اشتكوه إلى القضاة فإنهم حكموا وإلا اشكوه للسلطان

قولوا له هذا يحل الملك بل هذا يزيل الملك مثل فلان

فاعقره من قبل اشتداد الأمر منـ ـه بقوة الأتباع والأعوان

وإذا دعاكم للرسول وحكمه فادعوه كلكم لرأي فلان

وإذا اجتمعتم في المجالس فالغبوا والغوا إذا ما احتج بالقرآن

واستنصروا بمحاضر وشهادة قد أصلحت بالرفق والإتقان

لا تسألوا الشهداء كيف تحملوا وبأي وقت بل بأي مكان

وارفوا شهادتهم ومشوا حالها بل أصلحوها غاية الإمكان

وإذا هم شهدوا فزكوهم ولا تصغوا لقول الجارح الطعان

قولوا العدالة منهم قطيعة لسنا نعارضها بقول فلان

ثبتت على الحكام بل حكموا بها فالطعن فيها ليس ذا إمكان

من جاء يقدح فيهم فليتخذ ظهرا كمثل حجارة الصوان

وإذا هو استعدادهم فجوابكم أتردها بعداوة الديان
فصل: في حال العدو الثاني
أو حاسد قد بات يغلي صدره بعداوتي كالمرجل الملآن

لو قلت هذا البحر قال مكذبا هذا السراب يكون بالقيعان

أو قلت هذي الشمس قال مباهتا الشمس لم تطلع إلى ذا الآن

أو قلت قال الله قال رسوله غضب الخبيث وجاء بالكتمان

أو حرف القرآن عن موضوعه تحريف كذاب على القرآن

صال النصوص عليه فهو بدفعها متوكل بالدأب والديدان

فكلامه في النص عند خلافه من باب دفع الصائل الطعان

فالقصد دفع النص عن مدلوله كيلا يصول إذا التقى الزحفان
فصل: في حال العدو الثالث
والثالث الأعمى المقلد ذينك الر جلين قائد زمرة العميان

فاللعن والتكفير والتبديع والتـ ـضليل والتفسيق بالعدوان

فإذا هم سألوه مستندا له قال اسمعوا ما قاله الرجلان
فصل: في حال العدو الرابع
هذا ورابعهم وليس بكلبهم حاشا الكلاب الآكلي الأنتان

خنزير طبع في خليقة ناطق متسوف بالكذب والبهتان

كالكلب يتبعهم يشمشم أعظما يرمونها والقوم للحمان

يتفكهون بها رخيصا سعرها ميتا بلا عوض ولا أثمان

هو فضلة في الناس لا علم ولا دين ولا تمكين ذي سلطان

فإذا رأى شرا تحرك يبتغي ذكرا كمثل تحرك الثعبان

ليزول منه أذى الكساد فينفق الـ ـكلب العقور على ذكور الضان

فبقاؤه في الناس أعظم محنة من عسكر يعزى إلى غازان

هذي بضاعة ضارب في الأرض يبـ ـغي تاجرا يبتاع بالأثمان

وجد التجار جميعهم قد سافروا عن هذه البلدان والأوطان

إلا الصعافقة الذين تكلفوا أن يتجروا فينا بلا أثمان

فهم الزبون لها فبالله ارحموا من بيعة من مفلس مذيان

يا رب فارزقها بحقك تاجرا قد طاف بالآفاق والبلدان

ما كل منقوش لديه أصفر ذهبا يراه خالص العقيان

وكذا الزجاج ودرة الغواص في تمييزه ما إن هما مثلان

فقير إلى الله
2012-09-02, 14:35
فصل: في توجه أهل السنة إلى رب العالمين أن ينصر دينه وكتابه ورسوله وعباده المؤمنين



هذا ونصر الدين فرض لازم لا للكفاية بل على الأعيان

بيد وإما باللسان فإن عجز ت فبالتوجه والدعا بحنان
ما بعد ذا والله للإيمان حبـ ـة خردل يا ناصر الإيمان

بحياة وجهك خير مسئول به وبنور وجهك يا عظيم الشان

وبحق نعمتك التي أوليتها من غير ما عوض ولا أثمان

وبحق رحمتك التي وسعت جميع الـ ـخلق محسنهم كذاك الجاني

وبحق أسماء لك الحسنى معا نيها نعوت المدح للرحمن

وبحق حمدك وهو حمد واسع الـ أكوان بل أضعاف ذي الأكوان

وبأنك الله الإله الحق معـ ـبود الورى متقدس عن ثان

بل كل معبود سواك فباطل من دون عرشك للثرى التحتاني

وبك المعاذ ولا ملاذ سواك أنـ ـت غياث كل ملدد لهفان

من ذاك للمضطر يسمعه سوا ك يجيب دعوته مع العصيان

إنا توجهنا إليك لحاجة ترضيك طالبها أحق معان

فاجعل قضاها بعض أنعمك التي سبغت علينا منك كل زمان

انصر كتابك والرسول ودينك الـ ـعالي الذي أنزلت بالبرهان

واخترته دينا لنفسك واصطفيـ ـت مقيمه من أمة الإنسان

ورضيته دينا لمن ترضاه من هذا الورى هو قيم الأديان

وأقر عين رسولك المبعوث بالـ ـدين الحنيف بنصره المتدان

وانصره بالنصر العزيز كمثل ما قد كنت تنصره بكل زمان

يا رب وانصر خير حزبينا على حزب الضلال وعسكر الشيطان

يا رب واجعل شر حزبينا فدى لخيارهم ولعسكر القرآن

يا رب واجعل حزبك المنصور أهـ ـل تراحم وتواصل وتدان

يا رب وارحمهم من البدع التي قد أحدثت في الدين كل زمان

يا رب جنبهم طرائقها التي تفضي بسالكها إلى النيران

يا رب واهدهم بنور الوحي كي يصلوا إليك فيظفروا بجنان
يا رب كن لهم وليا ناصرا واحفظهم من فتنة الفتان

وانصرهم يا رب بالحق الذي أنزلته يا منزل القرآن

يا رب هم الغرباء قد لجؤوا إليك وأنت ذو الإحسان

يا رب قد عادوا لأجلك كل هذا الخلق إلا صادق الإيمان

قد فارقوهم فيك أحوج ما هم دنيا إليهم في رضا الرحمان

ورضوا ولايتك التي من نالها نال الأمان ونال كل أماني

ورضوا بوحيك من سواه وما ار تضوا بسواه من آراء ذي الهذيان

يا رب ثبتهم على الإيمان واجـ ـعلهم هداة التائه الحيران

وانصر على حزب النفاة عساكر الـ إثبات أهل الحق والعرفان

وأقم لأهل السنة النبوية الـ أنصار وانصرهم بكل زمان

واجعلهم للمتقين أئمة وارزقهم صبرا مع الإيقان

تهدي بأمرك لا بما قد أحدثوا ودعوا إليه الناس بالعدوان

وأعزهم بالحق وانصرهم به نصرا عزيزا أنت ذو السلطان

واغفر ذنوبهم وأصلح شأنهم فلأنت أهل العفو والغفران

ولك المحامد كلها حمدا كما يرضيك لا يفنى على الأزمان

ملء السموات العلى والأرض والـ ـموجود بعد ومنتهى الإمكان

مما تشاء وراء ذلك كله حمدا بغير نهاية بزمان

وعلى رسولك أفضل الصلوات والتـ ـسليم منك وأكمل الرضوان

وعلى صحابته جميعا والألى تبعوهم من بعد بالإحسان

تمت بحمد الله

فقير إلى الله
2012-09-02, 14:39
رحمك الله ياشيخ الإسلام الثاني بن القيم

عبد المقسط ساقني
2012-09-02, 14:46
اللهم ارزقنا الجنة

عبد المقسط ساقني
2012-09-02, 14:47
وما قرب اليها

عبد المقسط ساقني
2012-09-02, 14:48
امين يا رب

mbkingdom
2012-09-02, 14:57
بارك الله فيكم جميعا

فقير إلى الله
2012-09-02, 15:03
بارك الله فيكم
و
أصلح الله لك
دينك
و
دنياك

biba_g
2012-09-02, 15:13
بارك الله فيكم

جزاكم الله الجنة ان شاء الله



اللهم يارحمان يارحيم نسالك نعيمك