آخر ما كتبه نزار قباني رحمه الله

[مصطفى بونيف]

يشرفنا أن ننشر في المنتدى آخر قصيدة كتبها الشاعر الراحل نزار قباني ساعات قبل وفاته ، وهي بعنوان رسالة من تحت التراب ، كبتها وأوصى بعدم نشرها إلا بعد وفاته ودفنه ، رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته
هذا هو نص القصيدة كما قدمته ابنته هدباء قباني ، ونشرته صحيفة الآداب اللبنانية .

من ها هنا
من عالمي الجميل

أريد أن أقول للعرب

الموت خلف بابكم

الموت في أحضانكم

الموت يوغل في دمائكم

وأنتم تتفرجون

وترقصون

وتلعبون

وتعبدون أبا لهب

والقدس يحرقها الغزاة

وأنتم تتفرجون

في أحسن الأحوال

تلقون الخطب

لا تقلقوا موتي

بآلاف الخطب

أمضيت عمري أستثر سيوفكم

واخجلتاه

سيوفكم صارت من خشب

من ها هنا

أريد أن أقول للعرب

يا اخوتي …

لا…

لم تكونوا اخوة

فأنا مازلت في البئر العميقة

اشتكي من غدركم

وأبي ينام على الأسى

وأنتم تتآمرون

وعلى قميصي جئتم بدم كذب


واخجلتاه

من ها هنا أريد أن أقول للعرب

ما زلت أسمع أخر الأنباء

ما زلت أسمع أمريكا تنام


حذفت هذا المقطع …

طوبى لكم طوبى لكم

يا أيها العرب الكرام

كم قلت ما صدقتكم قولي

ما عاد فيكم نخوة

غير الكلام

لا تقلقوا موتي

فلقد تعبت

حتى أتعبت التعب


من ها هنا

أريد أن أقول للعرب

ما زلت أسمع أن مونيكا تدافع عن فضائحها

وتغسل عارها بدمائكم

ودماء أطفال العراق

وأنتم تتراقصون

فوق خازوق السلام

يا ليتكم كنتم كمونيكا

فالعار يغسلكم

من رأسكم حتى الحذاء

كل ما قمتم به هو أنكم

أشهرتم إعلامكم

ضد الهجوم

وجلستم في شرفة القصر تناجون…

النجوم


واخجلتاه

ماذا أقول إذا سئلت هناك

عن نسبي

ماذا أقول

سأقول للتاريخ

أمي لم تكن من نسلكم

وأنا

ما عدت أفتخر بالنسب

لا ليس لي من اخوة

فأنا برئ

فأنا برئ منكم

وأنا الذي أعلنت

من قلب الدماء

ولسوف أعلن مرة أخرى هنا

موت العرب


نزار قباني

من العالم الآخر

26/04/1998

[مصطفى بونيف]

هذه آخر كلمات نزار قباني كما نشرت في مجلة الاداب اللبنانية ، فالرجل في أواخر عمره قد تبرأ مما كتبه من قصائد تخدش الحياء وتؤذي مشاعر المسلمين ، كما أننا لو تناولنا الكلام الذي ورد في المشاركة التي تدعو إلى حرق نزار قباني في قبره ، لو تناولنا قصائده بدراسة بلاغية لوجدنا أن المعاني تصب في جهة أخرى .وهذا يذكرني بما حصل لشيخنا الفاضل القرضاوي حفظه الله عندما علق مهكما على ترشح أحد العرب في انتخابات الرئاسة الاسرائيلية فسخر منه الشيخ قائلا " عربي مسلم يترشح في بلد لو ترشح فيه الله لخسر الانتخابات " وكان يقصد بذلك أن إسرائيل بلد كافر لا يؤمنون بالله ...فتسرع الشيخ الوادعي رحمه الله - أقولها بتحفظ- ليكتب لنا مطبوعة بعنوان إسكات الكلب العاوي ، يوسف القرضاوي ..، وعنما عرض الأمر على الشيخ القرضاوي ردد قائلا " كيف لي أن أرد على من لا يفرق بين النباح والعواء " ....
الغيرة على الدين أمر مطلوب بل أن الذود عنه بأقلامنا جهاد مطلوب ....ولكن يجب أن نحيل الأمر إلى أهل الاختصاص في اللغة العربية وفي البلاغة ثم رجال الدين ، قبل أن نحاكم أي كاتب أو شاعر ، وهذه محنة مر بها ابن سينا وابن رشد ...
من المؤكد أن نزار قباني أخطأ ..ولكن الرجل قد تاب إلى الله وهذا ما قرأناه ورأيناه على وسائل الإعلام إذن فلا داعي إلى تقطيع لحم الرجل وهو بين يدي العزيز القدير.
والأمر يشبه ما حصل مع الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله ، نقول لهم الرجل لفظ الشهادتين بصوت مسموع وكانت خاتمته بأن واجه الشيعة وأتباع أئمة الضلالة من أمثال مقتدى الصدر والرسول صلى الله عليه وسلم علمنا بأن من كان آخر قوله الشهادتان فهو في الجنة ، وأن العبرة بخواتيم الأعمال ..لكن بعض الأخوة يردون علينا بالقول ولكنه كان طاغية وسفك الدماء ....ويتفنون في إصدار الفتاوي التي يريدون بها غلق باب رحمة الله على الرجل .
نحن كمسلمين علمنا الإسلام أن نذكر محاسن موتانا وعندما نجد قصيدة كتبها نزار قباني وفيها غساءة نحذر منها من القصيدة وليس من كاتبها ، ونسأل الله له ولنا المغفرة.
وشكرا على اتساع صدوركم.

[محمد أبو عثمان]

صدقت أخي بونيف فهلا أحلت الأمر أنت إلى أهل الدين ليقولوا كلمتهم وهذا الكتاب الذي رد على نزار في المنتدى موجود فأقرأه فقد قرضه رجل فاضل بل وعالم جليل بشهادة الصغير والكبير إنه العلامة الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى ثم أنت تقول أنه تاب مما كتب وتبرأ منه فهات دليلا قدمه بين يدي كلامك لعلنا نستفيد.