المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة


الاخ رضا
2012-09-01, 03:26
http://www.almenhaj.net/tawheed/text.php?linkid=7784
رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة
الشيخ زكريا حسينى محمد (http://almenhaj.net/auth/index.php?Auther=%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE%20 %D8%B2%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A7%20%D8%AD%D8%B3%D9%8 A%D9%86%D9%89%20%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF)



الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمد وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين وبعد
فهذا هو المقال الأخير في ما يتعلق بحديث أنس رضي الله عنه في الشفاعة، وهو من الأمور العقدية التي وردت في هذا الحديث، وذلك في قول النبي «فإذا رَأيْتُ ربي وَقَعتُ له سَاجِدًا»
قال الإمام البخاري في كتاب التوحيد من صحيحه «باب قول الله تعالى وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ »، وساق تحت هذا الباب أحد عشر حديثًا عن جرير بن عبد الله، وأبي هريرة حديثين، وأبي سعيد، وعن أنس حديثين، وابن عباس، وعدي بن حاتم، وأبي موسى الأشعري، وابن مسعود، وأبي بكرة
وقال الآجري في كتاب «الشريعة» «كتاب التصديق بالنظر إلى وجه الله عز وجل»
أما بعد فإن الله جل ذكره وتقدست أسماؤه خلق خلقه كما أراد لما أراد، فجعلهم شقيًا وسعيدًا
فأما أهل الشقوة فكفروا بالله العظيم، وعبدوا غيره، وعصوا رسله، وجحدوا كتبه، فأماتهم على ذلك، فهم في قبورهم يُعَذَّبون، وفي القيامة عن النظر إلى الله تعالى محجوبون، وإلى جهنم واردون، وفي أنواع العذاب يتقلبون، وللشياطين مقاربون، وهم فيها أبدًا خالدون
وأما أهل السعادة، فهم الذين سبقت لهم من الله الحسنى، فآمنوا بالله وحده، ولم يشركوا به شيئًا، وصدَّقوا القولَ بالفعل، فأماتهم على ذلك، فهم في قبورهم ينعَّمون، وعند المحشر يبشَّرُون، وفي الموقف إلى الله تعالى بأعينهم ينظرون، وإلى الجنة بعد ذلك وافدون، وفي نعيمها يتفكهون، وللحور العين معانقون، والولدان لهم يخدمون، وفي جوار مولاهم الكريم أبدًا خالدون، ولربهم تعالى في داره زائرون، وبالنظر إلى وجهه الكريم يتلذذون، وله مكلمون، وبالتحية لهم من الله تعالى والسلام منه عليهم يكرمون، ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ
فإن اعترض جاهل ممن لا علم معه، أو بعض هؤلاء الجهمية الذين لم يُوفَّقُوا للرشاد، ولعب بهم الشيطان، فقال المؤمنون يرون ربهم يوم القيامة؟ قيل له نعم، والحمد لله على ذلك فإن قال الجهمي أنا لا أؤمن بذلك قيل له كفرت بالله العظيم فإن قال وما الحجة؟ قيل لأنك رددت القرآن والسنة وقول الصحابة رضي الله عنهم، وقول علماء المسلمين، واتبعت غير سبيل المؤمنين، وكنت ممن قال الله تعالى فيهم وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا النساء
فأما نص القرآن فقول الله تعالى وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ، وقد أخبرنا الله تعالى عن الكفار أنهم محجوبون عن رؤيته، فقال تعالى ذكره كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ المطففين ، فدل بهذه الآية أن المؤمنين ينظرون إلى الله، وأنهم غير محجوبين عن رؤيته، كرامةً منه لهم
وقال تعالى لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ، فروي أن «الزيادة» هي النظر إلى وجه الله تعالى، وقال تعالى وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلاَمٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا
واعلم رحمك الله أن اللقي هاهنا عند أهل العلم باللغة لا يكون إلا معاينة، يراهم الله تعالى ويرونه، ويسلم عليهم ويكلمهم ويكلمونه
قال وقد قال الله تعالى لنبيه وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
وكان مما بيَّنه لأمته في هذه الآيات أنه أعلمهم في غير حديث «إنكم ترون ربكم تعالى» رواها عنه جماعة من أصحابه رضي الله عنهم، وقَبِلَها العلماء أحسن القبول، كما قبلوا عنهم علم الطهارة والصلاة، والزكاة والصيام، والحج والجهاد، وعلم الحلال والحرام، كذا قبلوا منهم الأخبار أن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة، لا يشكون في ذلك، ثم قالوا من رد هذه الأخبار فقد كفر
ثم ساق مجموعة من الآثار بأسانيدها قبل أن يسوق الأحاديث المسندة إلى الرسول ، فمن هذه الآثار
عن الحسن قال لو علم العابدون أنهم لا يرون ربهم تعالى لذابت نفوسهم في الدنيا
عن الحسن أيضًا قال إن الله تعالى ليتجلى إلى أهل الجنة، فإذا رآه أهل الجنة نسوا نعيم الجنة
عن مالك رحمه الله الناس ينظرون إلى الله تعالى يوم القيامة بأعينهم
عن سفيان بن عيينة وقد قيل له هذه الأحاديث التي تروى في الرؤية؟ فقال حق على ما سمعناها ممن نثق به
عن أحمد بن حنبل وبلغه عن رجل أنه قال إن الله تعالى لا يُرَى في الآخرة فغضب غضبًا شديدًا، ثم قال من قال بأن الله تعالى لا يُرى في الآخرة فقد كفر؛ عليه لعنة الله وغضبه، أليس الله عز وجل يقول وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ، وقال تعالى كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ، هذا دليل على أن المؤمنين يرون الله تعالى
عن أبي عبيدٍ القاسم بن سلام وذكرت عنده هذه الأحاديث في الرؤية فقال هذه عندنا حق نقلها الناس بعضهم عن بعض
ثم قال الآجري رحمه الله فمن رغب عما كان عليه هؤلاء الأئمة الذين لا يُستوحش من ذكرهم، وخالف الكتاب والسنة، ورضي بقول جهم وبشر المريسي وأشباههما فهو كافر
ثم ساق الآجري تفسير بعض الآيات التي ذكرها مما ورد عن السلف في تفسيرها؛ فقال
عن محمد بن كعب القرظي في قوله تعالى وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ قال نَضَّرَ الله تلك الوجوه وحَسَّنَها للنظر إليه
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ يعني حَسَّنها، إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ قال نظرت إلى الله تعالى
عن الحسن في قوله تعالى وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ قال النضرة الحُسْن إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ قال نظرت إلى ربها عز وجل فَنَضِرَتْ لنوره
عن عكرمة في قول الله عز وجل وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ، قال من النعيم إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ قال تنظر إلى ربها عز وجل نظرًا
عن عكرمة قال قيل لابن عباس رضي الله عنهما كل من دخل الجنة يرى الله تعالى؟ قال نعم
عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه في قول الله تعالى لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ قال النظر إلى وجه تعالى، وعن حذيفة مثله
ثم ساق الآجري الأحاديث في ذلك من رواية كل صحابي على حدته منها
حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال كنا عند رسول الله فنظر إلى القمر ليلة البدر، فقال «إنكم ستعرضون على ربكم عز وجل فترونه كما ترون هذا القمر لا تضارون في رؤيته، فإن استطعتم ألا تُغلَبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا» متفق عليه
حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال الناس يا رسول الله، هل نرى ربنا عز وجل يوم القيامة ؟ فقال النبي «نعم، هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟» قالوا لا يا رسول الله، قال «هل تضارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب؟» قالوا لا يا رسول الله، قال «فإنكم ترون ربكم عز وجل يوم القيامة كذلك» متفق عليه
حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قلنا يا رسول الله، أنرى ربنا عز وجل؟ فقال رسول الله «هل تضارون في رؤية الشمس إذا كان يوم صحو؟» قلنا لا، قال «هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر أو قال صحو؟» قلنا لا، قال «فإنكم لا تضارون في رؤية ربكم عز وجل يومئذ، إلا كما تضارون في رؤيتهما» متفق عليه
حديث صهيب رضي الله عنه قال قال رسول الله «إن أهل الجنة إذا دخلوا الجنة نودوا أن يا أهل الجنة، إن لكم عند الله عز وجل موعدًا لم تروه، قالوا وما هو؟ ألم تبيضْ وجوهنا؟ وتزحزحنا عن النار؟ وتدخلنا الجنة؟ قال فيكشف الحجاب وينظرون إليه تبارك وتعالى، فوالله ما أعطاهم الله عز وجل شيئًا أحب إليهم منه، ثم تلا رسول الله لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ رواه مسلم
حديث عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه قال قال رسول الله «ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه تعالى، ليس بينه وبينه ترجمان، ولا حاجب يحجبه » الحديث متفق عليه
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه «حادي الأرواح» في باب «رؤيتهم ربهم تبارك وتعالى» قال هذا الباب أشرف أبواب الكتاب، وأجلها قدرًا وأعلاها خطرًا، وأقرها لعيون أهل السنة والجماعة، وأشدها على أهل البدعة والفرقة، وهي الغاية التي شمَّر إليها المشمرون، وتنافس فيها المتنافسون، وتسابق إليها المتسابقون، ولمثلها فليعمل العاملون، إذا ناله أهل الجنة نسوا ما هم فيه من النعيم، وحرمانه والحجاب عنه لأهل الجحيم أشد عليهم من عذاب الجحيم، اتفق عليها الأنبياء والمرسلون، وجميع الصحابة، والتابعون، وأئمة الإسلام على تتابع القرون، وأنكرها أهل البدع المارقون، والجهمية المتهوكون، والفرعونية المعطلون، والباطنية الذين هم من جميع الأديان منسلخون، والرافضة الذين هم بحبائل الشيطان متمسكون، ومن حبل الله منقطعون، وعلى مسبة أصحاب رسول الله عاكفون، وللسنة وأهلها محاربون، ولكل عدو لله ورسوله ودينه مسالمون، وكل هؤلاء عن ربهم محجوبون، وعن بابه مطرودون أولئك أحزاب الضلال وشيعة اللعين، وأعداء الرسول وحزبه المؤمنين
وقد أخبر الله سبحانه عن أعلم الخلق في زمانه، وهو كليمه ونجيه وصفيه من أهل الأرض أنه سأل ربه تعالى النظر إليه، فقال له تبارك وتعالى لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا الأعراف ، قال وبيان الدلالة من هذه الآية من وجوه عديدة
أحدها أنه لا يُظن بكليم الرحمن ورسوله الكريم أن يسأل ربه ما لا يجوز عليه، بل هو من أبطل الباطل، وأعظم المحال
الوجه الثاني أن الله سبحانه وتعالى لم ينكر عليه سؤاله، ولو كان محالاً لأنكره عليه، كما أنكر على نوح عليه السلام سؤاله عند ما سأل ربه نجاة ابنه، فقال إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ
الوجه الثالث أنه أجابه بقوله لَنْ تَرَانِي ولم يقل إني لا أُرى، ولا إني لست بِمَرْئيٍّ، أو لا تجوز رؤيتي، والفرق بين الجوابين ظاهر لمن تأمله وهذا يدل على أنه سبحانه يُرى، ولكن موسى لا تحتمل قواه رؤيته في هذه الدار لضعف قوة البشر فيها عن رؤيته تعالى
الوجه الرابع في قوله تعالى لموسى وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ، فأعلمه أن الجبل مع قوته وصلابته لا يثبت لتجليه سبحانه له في هذه الدار، فكيف بالبشر الضعيف الذي خُلق من ضعف؟
الوجه الخامس أن الله سبحانه قادر على أن يجعل الجبل مستقرًّا مكانه، وليس هذا بممتنع في مقدوره، بل هو ممكن وقد علق به الرؤية، ولو كانت محالاً في ذاتها لم يعلقها بالممكن في ذاته
الوجه السادس قوله سبحانه فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا ، وهذا من أبين الأدلة على جواز رؤيته تبارك وتعالى، فإنه إذا جاز أن يتجلى للجبل الذي هو جماد لا ثواب له ولا عقاب، فكيف يمتنع عليه أن يتجلى لأنبيائه ورسله وأوليائه في دار كرامته ويريهم نفسه سبحانه وتعالى ؟
الوجه السابع أن الله تعالى كلم موسى وناداه وناجاه، ومن جاز عليه التكلم والتكليم، وأن يُسْمِعَ مخاطَبَهُ كلامه بغير واسطة فرؤيته أولى بالجواز، ولهذا لا يتم إنكار الرؤية إلا بإنكار التكليم، وقد جمعت هذه الطوائف بين إنكار الأمرين؛ فأنكروا أن يكلم أحدًا أو يراه أحد، ولهذا فإن موسى سأل ربه النظر إليه لما أسمعه كلامه، وعلم من الله جواز رؤيته من وقوع خطابه وتكليمه، فلم يخبره باستحالة ذلك عليه، ولكن أراه أن ما سأله لا يقدر على احتماله في الدنيا
قال ابن القيم الدليل الثاني قوله تعالى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاَقُوهُ ، وقوله تعالى تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلاَمٌ ، وقوله تعالى فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ الكهف ، وقوله تعالى قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاَقُو اللَّهِ ، قال وأجمع أهل اللسان على أن اللقاء متى نُسب إلى الحي السليم من العمى والمانع اقتضى المعاينة والرؤية
ثم قال الدليل الثالث قوله تعالى لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ يونس ،
فالحسنى الجنة، والزيادة النظر إلى وجه الله الكريم، كذلك فسرها رسول الله الذي أنزل عليه القرآن، وكذا الصحابة من بعده، كما في حديث صهيب رضي الله عنه عند مسلم مسلم
ثم قال الدليل الرابع قوله تعالى كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ المطففين قال ووجه الاستدلال بهذه الآية أنه سبحانه وتعالى جعل من أعظم عقوبة الكفار كونهم محجوبين عن رؤيته واستماع كلامه، فلو لم يره المؤمنون ولو لم يسمعوا كلامه كانوا محجوبين عنه أيضًا
وقد احتج بهذه الحجة الشافعي نفسه، وغيره من الأئمة، فذكر الطبري وغيره عن المزني قال سمعت الشافعي يقول في هذه الآية فيها دلالة على أن أولياء الله يرون ربهم يوم القيامة
وروى الحاكم عن الربيع بن سليمان قال حضرت محمد بن إدريس الشافعي وقد جاءته رقعة من الصعيد فيها ما تقول في قول الله عز وجل كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ؟ فقال الشافعي لما أن حجب هؤلاء في السخط كان في هذا دليل على أن أولياءه يرونه في الرضا قال الربيع فقلت يا أبا عبد الله، وبه تقول؟ قال نعم، وبه أدين، ولو لم يوقن محمد بن إدريس أنه يرى الله لما عبد الله عز وجل
ثم قال ابن القيم الدليل السادس قوله عز وجل لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ الأنعام ، قال والاستدلال بهذا أعجب؛ فإنه من أدلة النفاة، وقد قرر شيخنا وجه الاستدلال به أحسن تقرير وألطفه، وقال لي أنا ألتزم أنه لا يحتج مبطل بآية أو حديث صحيح على باطل إلا وفي ذلك الدليل ما يدل على نقيض قوله فمنها هذه الآية، وهي على جواز الرؤية أولى منها على امتناعها، فإن الله سبحانه إنما ذكرها في سياق التمدح، ومعلوم أن المدح إنما يكون بالأوصاف الثبوتية، وأما العدم المحض فليس بكمال فلا يُمدَح به، وإنما يمدح الرب تبارك وتعالى بالعدم إذا تضمن أمرًا وجوديًّا كمدحه بنفي السِّنة والنوم المتضمن كمال القيومية، ونفي الموت المتضمن كمال الحياة
وعدَّ منفيات تتضمن كمال ضدها، إلى أن قال ولهذا لم يتمدح بعدم محض لا يتضمن أمرًا ثبوتيًّا، فإن المعدوم يشارك الموصوف في ذلك العدم، ولا يُوصف الكامل بأمرٍ يشترك هو والمعدوم فيه، فلو كان المراد بقوله لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ أنه لا يُرَى بحال لم يكن في ذلك مدح ولا كمال
فالرب تبارك وتعالى يُرَى ولا يُدْرَك، كما يُعْلَمُ ولا يُحاط به، وهذا هو الذي فهمه الصحابة والأئمة من الآية انتهى بتصرف من حادي الأرواح لابن القيم من ص ، ط دار ابن رجب، سنة هـ المجتمع
وقال ابن أبي العز في شرح الطحاوية المخالف في الرؤية الجهمية والمعتزلة، ومن تبعهم من الخوارج والإمامية، وقولهم باطل مردود بالكتاب والسنة وقد قال بثبوت الرؤية الصحابة والتابعون، وأئمة الإسلام المعروفون بالإمامة في الدين، وأهل الحديث، وسائر طوائف أهل الكلام المنتسبون إلى السنة والجماعة
وهذه المسألة من أشرف مسائل أصول الدين وأجلّها، وهي الغاية التي شمَّر إليها المشمرون، وتنافس المتنافسون، وحُرمها الذين هم عن ربهم محجوبون، وعن بابه مردودون
وقد ذكر الشيخ الطحاوي رحمه الله، من الأدلة قوله تعالى وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ وهي من أظهر الأدلة، وأما من أبى إلا تحريفها بما يسميه تأويلاً؛ فتأويل نصوص المعاد والجنة والنار والحساب، أسهل من تأويلها على أرباب التأويل، ولا يشاء مبطل أن يتأول النصوص ويحرفها عن مواضعها إلا وجد إلى ذلك السبيل
وهذا الذي أفسد الدنيا والدين، وهكذا فعلت اليهود والنصارى في نصوص التوراة والإنجيل، وحذرنا الله أن نفعل مثلهم، وأبى المبطلون إلا سلوك سبيلهم، وكم جنى التأويل الفاسد على الدين وأهله من جناية ؟ فهل قُتل عثمان رضي الله عنه إلا بالتأويل الفاسد ؟ وكذا ما جرى في يوم الجمل وصفين، ومقتل الحسين، والحَرَّة ؟ وهل خرجت الخوارج، واعتزلت المعتزلة، ورفضت الروافض وافترقت الأمة على ثلاث وسبعين فرقة إلا بالتأويل الفاسد ؟
وإضافة النظر إلى الوجه الذي هو محله في هذه الآية وتعديته بـ «إلى» الصريحة في نظر العين، وإخلاء الكلام من قرينة تدل على خلاف حقيقته موضوعة صريحة في أن الله أراد بذلك نظر العين التي في الوجه إلى الرب جل جلاله
فإن النظر له عدة استعمالات؛ بحسب صِلاته وتعديه بنفسه؛ فإن عُدِّي بنفسه فمعناه التوقف والانتظار انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ الحديد ، وإن عُدي بـ «في» فمعناه التفكر والاعتبار أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الأعراف ، وإن عُدي بـ «إلى» فمعناه المعاينة بالأبصار انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ الأنعام فكيف إذا أُضيف إلى الوجه الذي هو محل البصر ؟ اهـ
وقال النووي في شرح صحيح مسلم اعلم أن مذهب أهل السنة بأجمعهم أن رؤية الله تعالى ممكنة غير مستحيلة عقلاً، وأجمعوا أيضًا على وقوعها في الآخرة، وأن المؤمنين يرون الله تعالى دون الكافرين، وزعمت طائفة من أهل البدع الخوارج والمعتزلة وبعض المرجئة أن الله تعالى لا يراه أحد من خلقه، وأن رؤيته مستحيلة عقلاً، وهذا الذي قالوه خطأ صريح وجهل قبيح، وقد تظاهرت أدلة الكتاب والسنة وإجماع الصحابة، فمن بعدهم من سلف الأمة، على إثبات رؤية الله تعالى في الآخرة للمؤمنين، ورواها نحو من عشرين صحابيًّا عن رسول الله ، وآيات القرآن فيها مشهورة، واعتراضات المبتدعة عليها لها أجوبة مشهورة
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه أجمعين

مجلة التوحيد
رقم العدد : 94
23/01/2010

abedalkader
2012-09-01, 07:57
السلام عليكم
http://www.albrari.com/vb/uploaded/22997_01243867611.gif

أبو عبد الرحمن الجزائري
2012-09-01, 08:37
جزاك الله خيرا أيها الاخ في الله

ليعلم أن رؤية الله في الآخرة ثابتة بالنص، المؤمنون يرون الله وهم في الجنة وهي أعظم نعمة ينالها المسلم بعد دخول الجنة، رؤية لا يكون عليهم فيها إشتباه لا يشكون هل الذي رأوه هو الله أم غيره كما أن الذي يرى القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب لا يشك هل هذا القمر أم لا، الرسول في حديثه شبه الرؤية من حيث عدم الشك ولم يشبه الله بالقمر.
قال الله تعالى:" وجوه يومئذن ناضرة إلى ربها ناظرة ".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إعلموا أنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا.
المؤمنون في الجنة والله ليس له مكان أو جهة ، الله يعطي المؤمنين قوة في أعين رؤوسهم أي يزال الحجاب المعنوي عن أعينهم فيرون الذي لا يشبه شيئاَ. نراه بلا كيف ولا تشبيه.
و كما قلت فإن إستنكار كلام أهل السنة بأن الرؤية بلا كيف و غيره غير وارد لأن الله لا يقاس عليه شىء و نرد عليه بدليل ليس كمثله شىء فبطل القياس
ما قيمة الجنة لو لم ير المنون ربهم،،، هل نظن الجنة أكل و شرب و جماع؟؟؟
و على هذا ما نقل عن أئمة أهل السنة فى المسألةورؤية الرب العلى فى الأخرة جائزة شرعا و عقلا إذ ان اله مود و كل موجود مكن ان يرى فالله يعطى القدرة للمؤمنين على رؤيته فى الأخرة
و لو لم ير المؤمنون ربهم فى الأخرة لما كان هناك معنى للتعير بالحجاب عنهو قولهم بلزوم وجود كلمة الرؤية فى الأية ليستقيم المعنى على ما ذكره أهل السنة هو تحكم لا يعتد به إذا أغنى عن ذلك المعنى و السياق

لكنكلام اهل المتكلمين و شراح الحديث ان يتكلمو فى مسألة دون ان يراجعو لكلام أهل العلم فيها ويقولون
كيف ترى الله بدون حد ولا تشبيه ولا حتى قياس مسافة
يا حبذا لو تطرق لهذا اخي الفاضل لنبين لكل من يدخل
الرؤية ونرجع لاهل العلم ونرد على هؤلاء ..

الاخ رضا
2012-09-02, 00:31
و جزاكم الله خيرا اخواني ربي يحفظكم.

ابن الواد
2012-09-02, 18:25
من مذهب السلف في كتاب الطبري مثلا، قول من قال بنفي رؤية الله تعالى، وهو مذهب وجيه جدا، والأدلة العقلية التي تقتضي التنزيه تسنده بقوة:
جاء في تفسير ابن جرير الطبري: ما يلي:


* حدثنا محمد بن الحسين قال : حدثنا أحمد بن المفضل قال : حدثنا أسباط ، عن السدي: {لا تدركه الأبصار} ، لا يراه شيء ، وهو يرى الخلائق .
* حدثنا هناد قال : حدثنا وكيع ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن عامر ، عن مسروق ، عن عائشة قالت : من حدثك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد كذب! " {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار}، {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب} [ سورة الشورى : 51 ] ، ولكن قد رأى جبريل في صورته مرتين .
* حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا أبي ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن عامر ، عن مسروق قال : قلت لعائشة : يا أم المؤمنين ، هل رأى محمد ربه ؟ فقالت : سبحان الله ، لقد قف شعري مما قلت ! ثم قرأت : " لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير " .
* حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا عبد الأعلى وابن علية ، عن داود ، عن الشعبي ، عن مسروق ، عن عائشة بنحوه .
* حدثنا ابن حميد قال : حدثنا جرير ، عن مغيرة ، عن الشعبي قال : قالت عائشة : من قال إن أحدا رأى ربه فقد أعظم الفرية على الله! قال الله : " لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار " .






أنا على مذهب السيدة عائشة –رضوان الله تعالى عليها-، في نفي رؤية محمد ربه، واستدلالها بالآية القاطعة المحكمة {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار}، دليل على نفيها للرؤية دنيا وأخرى، فلا مطمع لأحد فيها أبدا، وكل الآيات الأخرى في القرآن الكريم متشابهة، وتحتمل وجوها لغوية يمكن حملها عليها، والأصل أن ترد جميعا إلى هذه الآية المحكمة وتفسر بها، وعندما ننتهي من هذه العملية، سنلتفت إلى تلك الروايات، التي تأثر رواتها (الرواية بالمعنى، تسلل أفكار أهل الكتاب) بمعتقدات أهل الكتاب، في إمكان رؤية الباري، وقد قال الله تعالى، محذرا هذه الأمة: {أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل}، وماذا سألوا: {فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم}،


أتساءل لم كل هذا العقاب الصاعق، والحكم عليهم بالظلم! إن كانت الرؤية ممكنة، أتحدث مع مَن يعمل عقله، في فهم الآيات، لا مع من يجتر ما قاله غيره دون فهم!

الاخ رضا
2012-09-02, 19:53
......................................

أتساءل لم كل هذا العقاب الصاعق، والحكم عليهم بالظلم! إن كانت الرؤية ممكنة، أتحدث مع مَن يعمل عقله، في فهم الآيات، لا مع من يجتر ما قاله غيره دون فهم!
أخي الكريم أنت تفكر بالمعكوس . فالعقل لا يعمل في الغيبيات.
و النقولات التي ذكرتها نوافقك عليها فالله لا يرى في الدنيا
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: قد اتفق أئمة المسلمين على أن أحداً من المؤمنين لا يرى الله بعينه في الدنيا، ولم يتنازعوا إلا في النبي صلى الله عليه وسلم خاصة، مع أن جماهير الأمة اتفقوا على أنه لم يره بعينه في الدنيا، وعلى هذا دلت الآثار الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة وأئمة المسلمين.

ولم يثبت عن ابن عباس ولا عن الإمام أحمد وأمثالهما أنهم قالوا: إن محمداً رأى ربه بعينه، بل الثابت عنهما: إما إطلاق الرؤية، وإما تقييدها بالفؤاد، وليس في شيء من أحاديث المعراج الثابتة أنه رآه بعينه.

أما في الآخرة فالأمر مختلف تماما فتكلم بعلم أو اسكت بحلم و السكوت أسلم لك.

قال النووي رحمه الله في شرحه على مسلم: اعلم أن مذهب أهل السنة بأجمعهم أن رؤية الله تعالى ممكنة غير مستحيلة عقلاً، وأجمعوا أيضاً على وقوعها في الآخرة، وأن المؤمنين يرون الله تعالى دون الكافرين، وزعمت طائفة من أهل البدع المعتزلة والخوارج وبعض المرجئة أن الله تعالى لا يراه أحد من خلقه، وأن رؤيته مستحيلة عقلاً، وهذا الذي قالوه خطأ صريح وجهل قبيح، وقد تظاهرت أدلة الكتاب والسنة وإجماع الصحابة ومن بعدهم من سلف الأمة على إثبات رؤية الله تعالى في الآخرة للمؤمنين، ورواها نحو من عشرين صحابياً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآيات القرآن فيها مشهورة، واعتراضات المبتدعة عليها لها أجوبة مشهورة في كتب المتكلمين من أهل السنة … وأما رؤية الله تعالى في الدنيا فقد قدمنا أنها ممكنة، ولكن الجمهور من السلف والخلف من المتكلمين وغيرهم أنها لا تقع في الدنيا … ) انتهى كلام النووي رحمه الله تعالى.

http://www.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&
Option=FatwaId&Id=2426
رؤية الله تعالى في الآخرة.

السؤال
هل القول باستحالة رؤية الله في الدنيا والآخرة يعتبر عقيدة فاسدة تدخل صاحبها النار لمخالفتها النصوص القطعية من القرآن والسنة ؟ أرجو ذكر الدليل في حال الإيجاب أوالنفي



الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد دل الكتاب والسنة على أن المؤمنين يرون ربهم سبحانه وتعالى في الجنة، وعلى ذلك أجمع الصحابة والتابعون ومن بعدهم من أهل الهدى.
قال الله تعالى: (وجوه يومئذ ناضرة* إلى ربها ناظرة) [القيامة22-23:]
وقال سبحانه: ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) [المطففين: 15]
قال الشافعي: لما حجب هؤلاء في السخط دل على أن أولياءه يرونه في الرضى.
وقال عز وجل: ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) فالحسنى: هي الجنة، والزيادة: هي النظر إلى وجه الله الكريم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئاً أزيدكم ؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة؟ وتنجنا من النار؟. قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل" ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة. )
وفي الصحيحين من حديث جرير بن عبد الله البجلي قال: كنا جلوساً مع النبي صلى الله عليه وسلم، فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة، فقال " إنكم سترون ربكم عياناً كما ترون هذا، لا تضامون في رؤيته "
وفي الصحيحين أيضاً من حديث أبي هريرة أن ناساً قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل تضامون في رؤية القمر ليلة البدر" ؟ قالوا: لا يا رسول الله قال "هل تضامون في رؤية الشمس ليس دونها سحاب؟" قالوا: لا يا رسول الله. قال: "فإنكم ترونه كذلك " الحديث أي ترونه رؤية صحيحة لا مضارة فيها.
إلى غير ذلك من الأحاديث الصحيحة التي رواها بضعة وعشرون صحابياً وهي أحاديث متواترة كما بين ذلك أهل العلم.
وأما رؤية الله تعالى في الدنيا فإنها جائزة عقلاً، لكنها غير واقعة شرعاً، لقول النبي صلى الله عليه وسلم محذراً من الدجال: " تعلمون أنه لن يرى أحدكم ربه حتى يموت، وإنه مكتوب بين عينه ك ف ر يقرؤه من كره عمله" رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
وليس في هذا خلاف بين أهل السنة إلا ما روي عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه ليلة المعراج، والصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى نوراً وهو الحجاب. كما روى مسلم في الصحيح عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قد سألته - أي عن رؤيته لربه - فقال: "رأيت نوراً ".
وفي مسلم أيضاً من حديث أبي ذر قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك ؟ قال: " نور أنى أراه " أي كيف أراه !
وقد دل على أن النور هو الحجاب قوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم: " إن الله عز وجل لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه، ويرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه".
وسبحات وجهه، أي: نوره وجلاله وبهاؤه.
قال النووي رحمه الله في شرحه على مسلم: اعلم أن مذهب أهل السنة بأجمعهم أن رؤية الله تعالى ممكنة غير مستحيلة عقلاً، وأجمعوا أيضاً على وقوعها في الآخرة، وأن المؤمنين يرون الله تعالى دون الكافرين، وزعمت طائفة من أهل البدع المعتزلة والخوارج وبعض المرجئة أن الله تعالى لا يراه أحد من خلقه، وأن رؤيته مستحيلة عقلاً، وهذا الذي قالوه خطأ صريح وجهل قبيح، وقد تظاهرت أدلة الكتاب والسنة وإجماع الصحابة ومن بعدهم من سلف الأمة على إثبات رؤية الله تعالى في الآخرة للمؤمنين، ورواها نحو من عشرين صحابياً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآيات القرآن فيها مشهورة، واعتراضات المبتدعة عليها لها أجوبة مشهورة في كتب المتكلمين من أهل السنة … وأما رؤية الله تعالى في الدنيا فقد قدمنا أنها ممكنة، ولكن الجمهور من السلف والخلف من المتكلمين وغيرهم أنها لا تقع في الدنيا … ) انتهى كلام النووي رحمه الله تعالى.
والله أعلم.

مسلمة انا
2012-09-02, 20:07
اللهم لا تحرمنا لذة النظر الى وجهك الكريم الذي اضاءت لنوره السماوات والارض

maram saat
2012-09-02, 20:11
شكرا لك يا اخي في الله

ابن الواد
2012-09-04, 19:16
الله تعالى خاطبنا باللسان العربي، وعندما نفى أن تدركه الأبصار في قوله: {لا تدركه الأبصار}، فهو يتحدث بالرؤية المعهودة عند العرب، فمن زعم أن ثمة رؤية أخرى نرى بها الله فليثبت ذلك! ثم إن الله تعالى في تلك الآية الكريمة، يذكر صفة من صفاته العليا ويتمدّح بها، وصفاته قائمة دنيا وأخرى، أزلا وأبدا، فلا يمكن أن يتخلى عنها أبدا، وإلا تحول إلى ضدها، ومثال ذلك {لا تأخذه سنة ولا نوم}، فلا يمكن أن يأتي يوم، تأخذه فيه سنة أو نوم، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، وهذه الآية أقطع وأصرح من آية {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} فهي متشابهة وتحتمل وجوها لغوية وبيانية، ولا سيما مع مراعاة سياقها، ودون تكلف، أما الآيات الأخرى فلا دليل فيها على الرؤية إلا بطرق ظنية ضعيفة، لا تثبت بها العقائد اليقينية،
وأما أحاديث الآحاد فلا تلزمنا، فهي لا تفيد إلا الظن، رغم أنف المجادلين بالباطل في هذه المسألة، فضلا عن اضطرابها الكبير، وتناقضها فيما بينها، كما حقق ذلك أهل العلم..

ويبقى الإشكال الكبير هو أن الرؤية المعهودة، يلزم منها التكييف (الكيفية) قطعا، والله لا تجوز في حقه الكيفيات، والقول "بلا كيف"، هروب من الإلزام المنطقي، بل لغو من القول لا معنى له، لدى كل عاقل منصف، وفي اعتقاد عدم الرؤية كامل التنزيه، وفي اعتقادها شبهة التشبيه، وقد قال الشيخ المصلح رشيد رضا: أدلة النافين أقوى من أدلة المثبتين..
والله الموفق.

mouna.24
2012-09-04, 22:27
بارك الله فيك
نسأل الله أن يجعلنا في الفردوس الأعلى ونكون ممن يرى وجهه عز وجل فتبارك ربنا سبحانه وتعالى

الاخ رضا
2012-09-04, 23:57
الله تعالى خاطبنا باللسان العربي، وعندما نفى أن تدركه الأبصار في قوله: {لا تدركه الأبصار}، فهو يتحدث بالرؤية المعهودة عند العرب، فمن زعم أن ثمة رؤية أخرى نرى بها الله فليثبت ذلك! ثم إن الله تعالى في تلك الآية الكريمة، يذكر صفة من صفاته العليا ويتمدّح بها، وصفاته قائمة دنيا وأخرى، أزلا وأبدا، فلا يمكن أن يتخلى عنها أبدا، وإلا تحول إلى ضدها، ومثال ذلك {لا تأخذه سنة ولا نوم}، فلا يمكن أن يأتي يوم، تأخذه فيه سنة أو نوم، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، وهذه الآية أقطع وأصرح من آية {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} فهي متشابهة وتحتمل وجوها لغوية وبيانية، ولا سيما مع مراعاة سياقها، ودون تكلف، أما الآيات الأخرى فلا دليل فيها على الرؤية إلا بطرق ظنية ضعيفة، لا تثبت بها العقائد اليقينية،
وأما أحاديث الآحاد فلا تلزمنا، فهي لا تفيد إلا الظن، رغم أنف المجادلين بالباطل في هذه المسألة، فضلا عن اضطرابها الكبير، وتناقضها فيما بينها، كما حقق ذلك أهل العلم..

ويبقى الإشكال الكبير هو أن الرؤية المعهودة، يلزم منها التكييف (الكيفية) قطعا، والله لا تجوز في حقه الكيفيات، والقول "بلا كيف"، هروب من الإلزام المنطقي، بل لغو من القول لا معنى له، لدى كل عاقل منصف، وفي اعتقاد عدم الرؤية كامل التنزيه، وفي اعتقادها شبهة التشبيه، وقد قال الشيخ المصلح رشيد رضا: أدلة النافين أقوى من أدلة المثبتين..
والله الموفق.



الاشكال الكبير ليس له وجود الا في رأسك أخي الكريم و خيالك الذي لا حدود له.
تمسك بالنصوص الصريحة و قل آمنت بالله على مراد الله .أم تراك أصبحت تشك في القرآن بعدما نجح من نجح في تشكيكك في السنة المطهرة و منها صحيح البخاري و مسلم. و فيها من الاحاديث المتواترة و التي تثبت بأصرح عبارة بأن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة.

http://www.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=48052


السؤال
آبائي الأجلاء العلماء الأفاضل ما هو التفسير الصحيح لقوله تعالى (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها نا ظرة ووجوه يومئذ باسرة تظن أن يفعل بها فاقرة )

جزاكم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء .





الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد قال الإمام ابن كثير في تفسيره هذه الآية: وجوه يومئذ ناضرة من النضارة أي حسنة بهية مشرقة مسرورة، إلى ربها ناظرة، أي تراه عياناً كما رواه البخاري رحمه الله في صحيحه: إنكم سترون ربكم عياناً، وقد ثبتت رؤية المؤمنين لله عز وجل في الدار الآخرة في الأحاديث الصحاح من طرق متواترة عند أئمة الحديث لا يمكن دفعها ولا منعها لحديث أبي سعيد وأبي هريرة، وهما في الصحيحين أن ناساً قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال: هل تضارون في رؤية الشمس والقمر ليس دونهمان سحاب؟ قالوا: لا، قال: فإنكم ترون ربكم كذلك.
وما قاله ابن كثير هنا هو الحق الذي لا شك فيه، وهو معتقد أهل السنة والجماعة من الصحابة الكرام ومن تبعهم بإحسان، إلى أن قال: ووجوه يومئذ باسرة تظن أن يفعل بها فاقرة، هذه وجوه الكفار تكون يوم القيامة باسرة، قال قتادة كالحة، وقال السدي: تغير ألوانها، وقال ابن زيد: باسرة أي عابسة تظن أي تستيقن أن يفعل بها فاقرة، قال مجاهد: داهية، وقال قتادة شر، وقال السدي: تستيقن أنها هالكة، وقال ابن زيد: تظن أن ستدخل النار، وهذا المقام كقوله تعالى: َيوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ(آل عمران: من الآية106)، وكقوله تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ*ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ*وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ*تَرْهَقُهَا *أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (عبس:38-42).
والله أعلم.

ابن الواد
2012-09-05, 09:40
سبحانك جل جلالك وتقدست أسماؤك، وتنزهت صفاتك، وأنت القائل {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار}، نفي مطلق في الزمان والمكان، والقرآن الكريم لا يعارض بعضه بعضا، بل يرد متشابهه ومحتمله إلى محكمه مثل هذه الآية الكريمة، فلا يدركه بصر في أي زمان أو مكان، والآية خبرية في سياق المدح، فهي صفة ذاتية لا يتحول عنها أبدا، مهما تغير الإنسان، فيبقى الخالق هو الخالق، والإنسان هو الإنسان، فمن زعم وجود زمان أو مكان يرى فيه، فقد رد هذه الآية الكريمة، ورضي الله عن السيدة عائشة، حين قالت لمسروق: لقد قف شعري مما قلت.. ثم تلت الآية!

هذا مذهب السلف قبل أن تولد الروايات في القرن الثالث، وقبل أن يروي بالمعنى من تأثر أصلا بروايات أهل الكتاب ومعتقداتهم في الله!

Hamdy 2012
2012-09-05, 22:16
بارك الله فيك أخي

الاخ رضا
2012-09-05, 22:23
سبحانك جل جلالك وتقدست أسماؤك، وتنزهت صفاتك، وأنت القائل {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار}، نفي مطلق في الزمان والمكان، والقرآن الكريم لا يعارض بعضه بعضا، بل يرد متشابهه ومحتمله إلى محكمه مثل هذه الآية الكريمة، فلا يدركه بصر في أي زمان أو مكان، والآية خبرية في سياق المدح، فهي صفة ذاتية لا يتحول عنها أبدا، مهما تغير الإنسان، فيبقى الخالق هو الخالق، والإنسان هو الإنسان، فمن زعم وجود زمان أو مكان يرى فيه، فقد رد هذه الآية الكريمة، ورضي الله عن السيدة عائشة، حين قالت لمسروق: لقد قف شعري مما قلت.. ثم تلت الآية!

هذا مذهب السلف قبل أن تولد الروايات في القرن الثالث، وقبل أن يروي بالمعنى من تأثر أصلا بروايات أهل الكتاب ومعتقداتهم في الله!




قد سقت لك من أحاديث رسول الله الصحيحة و في غير ما مرة و من صحيح البخاري و صحيح مسلم
ما يثبت الرؤية لله من المؤمنين في الاخرة بصريح العبارة و أوضحها.
و معروف أن السنة قاضية و هي شارحة للقرآن الكريم
فلماذا تغض الطرف عنها و لا نرى في حديث عن السنة
لهذا فأنا أسألك سؤالا و بعدها لنا كلام فأجبني

ما هو موقفك من
صحيح البخاري و مسلم ؟

ابن الواد
2012-09-05, 23:32
أقطع -يا أخي الكريم- أن القرآن الكريم في المجال الخبري -والعقائد كلها إخبار عن الغيب، سواء عن صفات الله أو عن الماضي أو عن اليوم الآخر- أن القرآن كاف شاف، والسنة ليس لها إلا أن تشرح وتبين، أما أن تخالف وتعارض فهذا من المستحيلات {قل إنما أتبع ما يوحى إلي من ربي}، {وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به}، فكيف نقبل بروايات عن اليوم الآخر مثلا، وهي تعارض نصوص القرآن الكريم في الإنذار؟ وإياك أن تتعثر في هذه النقطة، فلا تقبل برواية تعارض النص القرآني المحفوظ المتواتر، ومعلوم أن أهل الحديث أصلوا لقبول الروايات حتى مع معارضتها للنص القرآني، وهذا لتستقيم لهم عقائد، مصدرها الرواية وربما عقائد أهل الكتاب وخرافاتهم وزياداتهم، والدراسات الجادة الحديثة، تنادي اليوم بعرض السنن على القرآن الكريم، فما خالف يرد أو يؤول.. قولا واحدا، فكن حذرا في دينك، وعندما نتحدث عن الأحكام والتكاليف أي في المجال الإنشائي.. فهذا شيء آخر تماما، ولا ينبغي الخلط بينهما.

وسواء أجاء الحديث في البخاري أو مسلم أو في غيرهما، فالأمر عند المحققين من أهل العلم سواء، ودعك من خرافة أن "كل ما في الصحيحين صحيح"، هذا تصور لا ينطلي إلا على المتعصبين.. فالبخاري ومسلم بشر، يمكن أن يخطؤوا ويهموا ويقعوا تحت سلطة معينة، وما شئت من هذه العلل، فليسوا معصومين، وعليك بالقرآن الكريم، الذي {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد}، ويسعدني أن تستمع للشيخ إبراهيم عدنان في هذا المقطع، فهو مفيد، فحاول أن تستفيد ولا يحجزك حاجز مذهبي ولا طائفي، فالحق يعرف بذاته لا بالأشخاص الذي يتكلمونه، فدونك الفيديو على اليوتيوب، بعنوان:

عدنان إبراهيم صحيح البخاري ومسلم


إذن لقد سقت لك آية قاطعة في أن الأبصار لا تدركه عز وجل، وهي مطلقة في الزمان والمكان، وفي سياق مدح الله تعالى لنفسه، فهل تتوقع أن تنسخ أو تقيد أو تتأتي آية معارضة لها.. هذا لن أومن به أبدا، وهات آية تفعل شيء من ذلك، وسترى الجواب بحول الله..

zima2012zima
2012-09-06, 01:18
اللهم اهدنا في من هديت

saadi-2008
2012-09-06, 01:39
////////////////////////////////////

الاخ رضا
2012-09-06, 01:55
أخي الكريم أصبحت أشك في أن الذي يكتب هو الرافضي المقنع عدنان ابراهيم نفسه!!!!!!
سبحان الله أنت تنقل ما يقول كلمة كلمة سطر سطر
و أبشرك بأني سمعت له الكثير و في كل مرة أستعيذ بالله من الضلال الذي يتفوه به
و أرثي حال من يتبعونه ممن لبس عليهم الحق و زوق لهم الباطل و زخرفه لهم
الحمد لله مازال العلماء يوصونا بالعلم حتى بانت ثمرته في معرفة دجل هذا الرافضي
و لا حول و لا قوة الا بالله . أسأل الله أن يهديك و يعيدك الى حياض السنة
أخي الكريم عندما أسألك سؤالا فأجب عليه بالمختصر المفيد

و ردا على ما ذكرت أقول
أولا يجب أن تعلم بأن السنة و القرآن شيء واحد عند الاستدلال واستنباط الاحكام
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
" ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول : عليكم بهذا القرآن ، فما وجدتم فيه من حرام فحرموه ، وإن ما حرم رسول الله كما حرم الله ، ألا لا يحل لكم الحمار الأهلي ، ولا كل ذي ناب من السباع، ولا لقطة معاهد إلا أن يستغني عنها صاحبها ، ومن نزل بقوم فعليهم أن يقروه ( 2 )، فإن لم يقروه، فله أن يعقبهم بمثل قراه " . رواه أبو داود والترمذي والحاكم وصححه وأحمد بسند صحيح .
فعقائد المسلمين و أحكامهم تؤخذ من القرآن الكريم و من السنة المطهرة سواء كان الحديث متواترا أو آحادا مادام ثبتت صحته عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فالأخذ به واجب.
----- وأهل السنة و الجماعة منهجهم معروف في تصحيح الاحاديث و تضعيفها
و هو عرضها على علم الحديث و تحقيقها علميا رواية و دراية و ذلك بدراسة سندها و رجاله
و بدراسة متنها أيضا.
اذن فتصحيح الحديث عندهم أو تضعيفه يخضع لضوابط صارمة و هذا من فضل الله على الامة.
اعلم يا أخي بأن صحيح البخاري و صحيح مسلم تلقتهما الامة بالقبول و الشيخان اشترطا الصحة
في كتابيهما فقد ذكر النووي في شرح مسلم أنه اتفق العلماء على أن أصح الكتب بعد القرآن الصحيحان.


لهذا اعتنى بالكتابين علماء كثيرون و شرحوهما
و عندنا على سبيل المثال
فتح الباري في شرح صحيح البخاري للحافظ أمير المؤمنين في الحديث ابن حجر العسقلاني
و كذلك شرح الامام الحافظ النووي على صحيح مسلم

و أنت تعلم و وليعلم الجميع بأن شيخك ابراهيم أكثر الاحاديث فالتي في الصحيحين يردها
اذا لم توافق عقله أو هواه بل و يردها و الله المستعان حياء و خجلا من الكفار ان اطلعوا عليها !!!!!!!!!!!!!!!!!!
العقلانيون و الروافض هم وحدهم من يفعلوا هذا
أما أهل السنة و علماؤهم فتصحيح الحديث عندهم كما أسلفت سابقا .
و قد أجاد أحدهم واختصر فقال جزاه الله خيرا
من المنطلقات الأساسية التى يرتكز عليها عدد كبير من منكرى السنة فى رد السنة وإنكار حجيتها فى التشريع الإسلامى ، ادعاء وجود تعارض بين السنة والقرآن.

والذى نؤمن به ، وندين الله سبحانه وتعالى به يوم الدين ، أن السنة من شرع الله ، وأن شرع الله سالم من كل تعارض أو تناقض أو اختلاف لقوله تعالى : ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً ).

ابن الواد
2012-09-06, 18:07
أبشر يا أخي الكريم فكلام الشيخ عدنان إبراهيم في ذلك الفيديو لم ينفرد به، بل قال به العشرات من أيمة العلم قبله، وهو معنى قول ابن الجوزي: "ما أحسن قول القائل : إذا رأيت الحديث يباين المعقول أو يخالف المنقول أو يناقض الأصول فاعلم أنه موضوع"، فالشيخ عدنان يطبق هذه المقولة فقط، ولا يكتفي بالتشدق بها، وأنا أسألك ما معنى أن الحديث يخالف المنقول، أليس هذا هو معارضة القرآن الكريم بالدرجة الأولى؟ ولا أسألك عن مباينة العقول، لأنك ومن تتبعه تبدون في بعض المسائل بلا عقول، بل تكرار واجترار، وأين أنتم من توصيات القرآن الكريم في استخدام العقول وتوظيفه بمختلف وظائفه!



وأجزم أنك تستمع للشيخ عدنان استماعا عاطفيا، غير متحرر؛ لذلك لن تستفيد أبدا، وتبقى دائما غارقا في بحر التقليد، وما أكثر ما روى "أهل الحديث" مما هو بحاجة إلى عرض على القرآن الكريم، أما أن تبنى عليه عقائد.. فهيهات وهيهات! وكل العقلاء -يا أخي- يحكمون على أن التصحيح والتضعيف أمر ظني جدا، فكيف تقطع بعقيدة أصلها من الحديث، بل كيف تقبلها حتى مع معارضتها للقرآن الكريم.. أمر عجب!



يجب أن تعلم أن "أهل الحديث" في عهد التدوين (القرن الثالث الهجري) استكثروا من الرواية عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- في نهم شديد، وهذا في صراعهم مع المعتزلة والحنفية أصحاب الرأي، فكانوا يتشبثون بالحديث مهما كان، ويقدمونه على فهم واستنباط من النص القرآني مثلا، فالمهم مخالفة أولئك ولا شيء بعد ذلك، ومنهجهم في غربلة الحديث الضعيف والموضوع.. لا يزال يستدرك عليه إلى اليوم، وأكبر فجوة فيه الإعراض عن عرض الرواية حتى في العقائد على القرآن الكريم، ولذلك أخروا القرآن الكريم عن مرتبته الحقيقية، وهو المتواتر المحفوظ!



أرجو أن تتفطن ومن يشابهك لكل هذا، وتتخلص من التقليد والمتابعة، وتنجو بنفسك، فــ (السنة) لا معنى لها إن كانت تثبت معاني تخالف القرآن الكريم أو مقتضيات العقل أو ما ثبت في العلم الحديث، والله نسأل الهداية والتوفيق.

من المنطلقات الأساسية التى يرتكز عليها عدد كبير من منكرى السنة فى رد السنة وإنكار حجيتها فى التشريع الإسلامى ، ادعاء وجود تعارض بين السنة والقرآن.

والذى نؤمن به ، وندين الله سبحانه وتعالى به يوم الدين ، أن السنة من شرع الله ، وأن شرع الله سالم من كل تعارض أو تناقض أو اختلاف لقوله تعالى : ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً ).



قل لصاحبك الذي نقلت عنه هذا الكلام: إن كلامك يصح ولا غبار عليه.. لو أن السنة وصلتنا كما وصلنا القرآن الكريم بطريق التواتر، فحينئذ نحن لا نرتاب فيها، بل لا يمكن أن تخالف القرآن الكريم أبدا، حاشا للرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يروي ما يخالف به الوحي الذي أنزل عليه، وإنما كان ثمة أحاديث معارضة للنص القرآني، لأنها حتما لم يقلها الرسول -صلى الله عليه وسلم-، أو رويت عنه بالمعنى فكان التحريف، أو هي أصلا من زيادات أهل الكتاب ومن أسلم منهم، وربما من وضع الزنادقة.. وهكذا فلتفهم الأمر على هذا النحو، والعجب ممن يتحدث عن ركام من الروايات، وكأنه يتحدث عن القرآن الكريم.. هذا جنون وتجاهل ومكابرة، والعياذ بالله!

مهاجر إلى الله
2012-09-06, 18:15
الى الأخ ابن الواد

هل الرؤية هي الادراك ؟

وهل نفي الادراك نفي للرؤية؟

ابن الواد
2012-09-06, 18:30
الى الأخ ابن الواد

هل الرؤية هي الادراك ؟

وهل نفي الادراك نفي للرؤية؟




الإدراك في اللغة يأتي بحسب السياق، فعندما تقول أدركت الحائط بيدي أي لمسته، ولو بأصبع واحدة، وأدركت عصر فلان أي عشته، ولو يوما واحدا وهكذا، وعندما تقول أدركت السماء بعيني أي رأيتها، ولو جزءا منها .. وعندما ينفي الله الإدراك، فهو ينفي أي رؤية مهما كان شكلها، ومن تكلفات مثبتي الرؤية أن قالوا بأن الإدراك هو الإحاطة، وأن نفي الإدراك ليس نفيا للرؤية، فقد نرى الله -عز وجل-، لكن دون أن نحيط به، وهذا إثبات لتبعيض الله تعالى، ووقوع في التشبيه، وإخراج الآية من كونها مدحا لله تعالى، لأن ثمة إدراكا جزئيا، فحذار من تفسير الآية من واقع الهوى والطائفية!

الاخ رضا
2012-09-07, 01:43
و الله صدق من سمى شيخك بالطرزان.
سبحان الله اذا كان شيخك هذا قد بين ما لم يعلمه الناس من الاسلام منذ أكثر من ألف سنة
فماذا نقول عن العلماء الاجلاء على مر العصور و الذين أخذنا منهم العلم اتباعا و ليس تقليدا
يعني نقول عنهم ضلال و عن شيخك مهتدي . نقول عنهم خونة و شيخك أمين أم ماذا
أخي الكريم لا يعرف حقيقة شيخك و ما يدسه من سموم و شبهات استحكمت للاسف في أمثالك
يا ابن الواد الا من تسلح بالعلم الصحيح و الذي وصلنا من رسول الله مرورا بصحابته ثم جيلا الى جيل
فكيف يأتي شيخك النكرة فيكذب الجبال العلماء و المحدثين على مر العصور و يقعد قواعد هي أقرب
للنار منها للجنة . قواعد و معلومات قلبت ثوابت الاسلام رأسا على عقب.
و الله المستعان.

و قد أجاد أحد الدعاة اذ قال.

ظهرت بدعة جديدة في القرن الثاني الهجري تدعو إلى الاكتفاء بأحد مصدري التشريع الإسلامي وهو القرآن الكريم والاستغناء عن المصدر الثاني وهو السنة النبوية المطهرة بحجة أن القرآن الكريم منقول إلينا بالتواتر القطعي الثبوت المحفوظ من الله تعالى, بينما السنة ظنية الثبوت , ومن ثم لا يجوز الاحتجاج بها.
وبهذا المنطق الفاسد شكك منكرو السنة في علم الحديث برمته دراية ورواية, واتهموا الرواة وقدحوا في الصحابة الكرام والأئمة الأعلام واتهموهم بالكذب و التدليس ومخالفة نصوص القرآن القاطعة الدلالة من وجهة نظرهم !! وانتهى بهم الأمر إلى إنكار كل معلوم بالدين بالضرورة والذي اتفق عليه علماء الأمة سلفاً وخلفاً,
وفي هذه الدراسة المنهجية أطرح موضوع منكري السنة من كافة جوانبه وأرد على ما أثاروه من شبهات حول سنة سيد المرسلين -صلى الله عليه وسلم-ليكون القارئ الكريم على علم مما يحيط به من فتن, وليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة والله المستعان.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=246920
*من هم منكري السنة ؟
هم طائفة من شرار الخلق تدعوا إلى الاكتفاء بالقرآن القطعي الثبوت وترك الاحتجاج بالسنة المصدر الثاني للتشريع لأنها ظنية الثبوت وقالوا بلا مواربة " حسبنا كتاب الله ".

الاخ رضا
2012-09-07, 01:46
http://www.shobohat.com/vb/showthread.php?t=9341

هل السنة الصحيحة قد تعارض القرآن ؟ شبهة:
هناك من ينكر بعض الأحاديث الصحيحة بدعوى أنها تخالف رأيه وعقله أو انها تعارض القرآن بزعمه أو أو بدعوى انها لاتليق بالرسول صلى الله عليه وسلم حسب وجهة نظره . ومنهم من لايقبل السنة إلا إذا كانت موافقة للقرآن. ومنهم من يقول أن كتب الحديث بها تناقض




الجواب:
إعداد : منتديات شبهات وبيان




قال الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله )

هؤلاء من أجهل الناس بالسنة ويتكلمون كأنهم من نقاد الحديث الكبار كأحمد وابن معين والبخاري ونحوهم من فطاحلة العلماء الذين إليهم المرجع في هذا العلم الشريف.
ألم يقل الله في القرآن عن هذا النبي الكريم ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )
ورد السنة إذا لم توافق الهوى ضلالة عظيمة , وجدت عند المعتزلة وأضرابهم قديما , وتبناها عدد من التأخرين , وجاوزوا ضلال المعتزلة بكثير , واتخذت هذه الضلالة مبررات عديدة , تارة باسم مخالفة العقل و وتارة باسم عدم مناسبة الحياة العصرية , وتارة باسم مخالفة القرآن !!


وكأن علماء الأمة , بدءا من الصحابة فمن بعدهم لا يعون مخالفة السنة التي ينقلون ويبثونها في الآفاق , كأنهم لا يعون مخالفتها لهذا كله .والحق أن السنة إنما تخالف الأهواء والأباطيل , فيتصدى أهل الأهواء لإبطال السنة دفاعا عن أهوائهم , ويلبسون لبوس الدفاع عن القرآن أو العقل أو غيرها .


وبخصوص صاحب هذه الشبهة فيقال له : قد حذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته من الصنف الذي تنتمي إليه في نصوص ثابتة , منها قولة صلى الله عليه وسلم (لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته , يبلغه الأمر عني , فيقول : لم أجد هذا في كتاب الله )


[رواه الشافعي في الرسالة (295) والآجري في الشريعة (94) وغيرهما ]


أرأيت قوله ( لم أجد هذا في كتاب الله ) هو بعينه قول صاحب الشبهة أن السنة يجب ان تكون موافقة للقرآن , فإنه إنما يريد أن يعمل بما يجده في السنة منصوصا في القرآن فقط . فصلى الله وسلم على من بلغ البلاغ المبين , وحذرنا دروب الضلال .


بل قد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال ( ألا إني أوتيت الكتاب ومثله , ألا إني أوتيت القرآن ومثله , ألا إني أوتيت القرآن ومثله إلا ليوشك رجل شبعان على أريكة يقول : عليكم بهذا القرآن , فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه , وما وجدتم فيه من حرام فحرموه ) [ رواه أحمد 4/130ـ131ـ131,و الآجري (97)]


وعقد الآجري على هذه النصوص و أمثالها بابا سماه (التحذير من طوائف تعارض سنة النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب الله تعالى وشدة الإنكار على هذا الطائفة )وساق نصوصا كثيرة على ما ترجم عليه , وقال ما موجزه : ينبغي لأهل العلم إذا سمعوا قائلا يقول فيما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم :لا أقبل إلا ما كان في كتاب الله , قيل له: أنت رجل سوء , وأنت ممن حذرناك النبي صلى الله عليه وسلم وقيل له : يا جاهل , إن الله أنزل فرائضه جملة , وأمر نبيه أن يبين للناس ما نزل إليهم ,قال الله ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ) فأقام الله نبيه مقام البيان عنه , فأمر الخلق بطاعته , ونهى عن معصيته فقال ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )


ثم حذرهم أن يخالفوا أمر رسوله صلى الله عليه وسلم فقال ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم )


وقيل لهذا المعارض لسنن رسول الله : يا جاهل أين تجد في كتاب الله أن الفجر ركعتان , وأن الظهر والعصر والعشاء أربع , والمغرب ثلاث أين تجد أحكام الصلاة ومواقيتها وما يصلحها وما يبطلها إلا من سنن النبي صلى الله عليه وسلم ,انظر كتاب الشريعة 1/410 ـ 412


فتأمل ما ذكره هذا الإمام الجليل , لترى العلم والعمق في الكلام , وترى ضحالة ما كتبه من فرّق بين نصوص السنة بحسب ما يميل إليه هواه.


وصدق القائل :


ومن يك ذا فم مُرّ مرير *** يجد مُرّا به الماء الزلالا .

ابو الحارث مهدي
2012-09-07, 06:46
من مذهب السلف في كتاب الطبري مثلا، قول من قال بنفي رؤية الله تعالى، وهو مذهب وجيه جدا، والأدلة العقلية التي تقتضي التنزيه تسنده بقوة:

جاء في تفسير ابن جرير الطبري: ما يلي:




قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري –رحمه الله- :



(وأما الصواب من القول في رؤية المؤمنين ربهم عز وجل يوم القيامة ،


وهوديننا الذي ندين الله به وأدركنا عليه أهل السنة والجماعة فهو:


أن أهل الجنة يرونه على ما صحت به الأخبار عن رسول الله-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-)



صريح السنة للطبري ( ص 20 )


دار الخلفاء للكتاب الإسلامي / الكويت سنة 1405هـ .

ابو الحارث مهدي
2012-09-07, 07:12
* حدثنا محمد بن الحسين قال : حدثنا أحمد بن المفضل قال : حدثنا أسباط ، عن السدي: {لا تدركه الأبصار} ، لا يراه شيء ، وهو يرى الخلائق .
* حدثنا هناد قال : حدثنا وكيع ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن عامر ، عن مسروق ، عن عائشة قالت : من حدثك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد كذب! " {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار}، {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب} [ سورة الشورى : 51 ] ، ولكن قد رأى جبريل في صورته مرتين .
* حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا أبي ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن عامر ، عن مسروق قال : قلت لعائشة : يا أم المؤمنين ، هل رأى محمد ربه ؟ فقالت : سبحان الله ، لقد قف شعري مما قلت ! ثم قرأت : " لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير " .
* حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا عبد الأعلى وابن علية ، عن داود ، عن الشعبي ، عن مسروق ، عن عائشة بنحوه .
* حدثنا ابن حميد قال : حدثنا جرير ، عن مغيرة ، عن الشعبي قال : قالت عائشة : من قال إن أحدا رأى ربه فقد أعظم الفرية على الله! قال الله : " لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار " .
أنا على مذهب السيدة عائشة –رضوان الله تعالى عليها-، في نفي رؤية محمد ربه





صارتَ مُشَرِّقَةً وصِرتُ مُغَربًا * وَشَتَّانَ بَينَ مُشَرِّقٍ وَمُغَرِّبِ

كلام الصديقة بنت الصديق -رضي الله عنها وعن أبيها- متعلقٌ بنفي برؤية رسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ربَّه في دار الدنيا
وهل دار الدنيا والدار الآخرة عند العقلانيين سِيَان ؟

قال رسول الهدى-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-
(إنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا)

والحديث صحيح: وله أكثر من طريق فقد رواه الإمام مسلم في صحيحه رقم (7305)

(تعلموا أنه لن يرى أحد منكم ربه عز وجل حتى يموت)

ورواه ابن ماجه في سننه (4077) وابن أبي عاصم في السنة (429) عن أبي أمامة رضي الله عنه قال:
( خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أكثر ..... إنه يبدأ فيقول أنا نبي ولا نبي بعدي ثم يثني فيقول أنا ربكم ولا ترون ربكم حتى تموتوا وإنه أعور وإن ربكم ليس بأعور .. .).

ورواه النسائي في الكبرى (7764) وابن أبي عاصم في السنة (428) عن عبادة بن الصامت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(إني حدثتكم عن المسيح الدجال .. .. .. فاعلموا أن ربكم تبارك وتعالى ليس بأعور وإنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا).

وروى ابن أبي عاصم في السنة (430) عن عمرو بن ثابت الأنصاري عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يومئذ وهو يحذر من الدجال:
(أتعلمون أنه لن يرى أحدكم ربه حتى يموت).



واستدلالها بالآية القاطعة المحكمة {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار}، دليل على نفيها للرؤية دنيا وأخرى، فلا مطمع لأحد فيها أبدا، وكل الآيات الأخرى في القرآن الكريم متشابهة، وتحتمل وجوها لغوية يمكن حملها عليها، والأصل أن ترد جميعا إلى هذه الآية المحكمة وتفسر بها، وعندما ننتهي من هذه العملية، سنلتفت إلى تلك الروايات، التي تأثر رواتها (الرواية بالمعنى، تسلل أفكار أهل الكتاب) بمعتقدات أهل الكتاب، في إمكان رؤية الباري، وقد قال الله تعالى، محذرا هذه الأمة: {أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل}، وماذا سألوا: {فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم}،

أتساءل لم كل هذا العقاب الصاعق، والحكم عليهم بالظلم! إن كانت الرؤية ممكنة، أتحدث مع مَن يعمل عقله، في فهم الآيات، لا مع من يجتر ما قاله غيره دون فهم!





والجواب على ذلك أن الله غضب عليهم هذا الغضب، واستعظم سؤالهم هذا الاستعظام لكونه وقع على سبيل التعنت، والربط بين إجابة سؤالهم والإيمان به سبحانه، كما في الآية الأخرى :
(وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقةوأنتم تنظرون)
( البقرة: 55)

فالله غضب عليهم لا لأن رؤيته غير جائزة، بل لأنهم ربطوا بين إيمانهم به سبحانه وبين رؤيته،
وهذا منتهى التعنت والاستهتار.

فاطمة الزهراء_ عمرو
2012-09-07, 07:46
http://www.albrari.com/vb/uploaded/22997_01243867611.gif

ابو الحارث مهدي
2012-09-07, 08:07
الله تعالى خاطبنا باللسان العربي، وعندما نفى أن تدركه الأبصار في قوله: {لا تدركه الأبصار}، فهو يتحدث بالرؤية المعهودة عند العرب، فمن زعم أن ثمة رؤية أخرى نرى بها الله فليثبت ذلك!


بما ماذا يُثبِت ذلك ؟
أليس بالقرآن الذي تكذبه بتأويل أسيادك من المعتزلة والجهمية ومن جرى مجراهم من العقلانيين الشُّذذ
أم بالسُنَّة المطهرة التي تنكرها بمذهب القرآنيين الزنادقة الذين تتمسح بهم

ثم إن الله تعالى في تلك الآية الكريمة، يذكر صفة من صفاته العليا ويتمدّح بها، وصفاته قائمة دنيا وأخرى، أزلا وأبدا، فلا يمكن أن يتخلى عنها أبدا، وإلا تحول إلى ضدها، ومثال ذلك {لا تأخذه سنة ولا نوم}، فلا يمكن أن يأتي يوم، تأخذه فيه سنة أو نوم، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا
أنتَ تقيس صفاء الماء مع عذوبة الهواء
هل رؤية أهل الحنة لربهم في جنته ودار كرامتِهِ تَنَقُّصٌ في حق الله ؟
وعدم فهمك للادراك يوقعك بأن تتوهم صفة الله وتحولها عنه على حد تعبيرك ؟؟
فالله عز وجل الذي وسعت رحمته كل شيء ، يوم القيامة يغضب غضبا لم يغضب مثله من قبل ولا يغضب مثله من بعد
هل هذا تحول على حد فهمك ؟




ويبقى الإشكال الكبير هو أن الرؤية المعهودة، يلزم منها التكييف (الكيفية) قطعا، والله لا تجوز في حقه الكيفيات،والقول "بلا كيف"، هروب من الإلزام المنطقي، بل لغو من القول لا معنى له، لدى كل عاقل منصف، وفي اعتقاد عدم الرؤية كامل التنزيه، وفي اعتقادها شبهة التشبيه، وقد قال الشيخ المصلح رشيد رضا: أدلة النافين أقوى من أدلة المثبتين..




جهالاتٌ بعضها فوق بعض

تصور منكوس من المشبهة في تشبيه روية الخالق برؤية المخلوق ثم تكييفها على حسب هواهم
ثم أنكارها على مذهب المعطلة النُفاة الذي يلزم منه إنكار وجود الباري جل وعلا




قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- :

" إِيَّاكُمْ وَالرَّأْيَ ؛ فَإِنَّ أَصْحَابَ الرَّأْيِ أَعْدَاءُ السُّنَنِ ، أَعْيَتْهُمُ الأَحَادِيثُ أَنْ يَعُوهَا ،
وَتَفَلَّتَتْ مِنْهُمْ أَنْ يَحْفَظُوهَا ، فَقَالُوا فِي الدِّينِ بِرَأْيِهِمْ ".


رواه اللالكائي في شرح "أصول اعتقاد أهل السنة" والهروي في "ذم الكلام" وذكره السيوطي

في "مفتاح الجنة بالاحتجاج بالسنة" وعزاه –أيضا- للبيهقي ابن حجر في "فتح الباري".


قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَوَادَ : أَهْلُ الرَّأْيِ هُمْ أَهْلُ الْبِدَعِ

وَهُوَ الْقَائِلُ فِي قَصِيدَتِهِ :

وَدَعِ عَنْكَ آرَاءَ الرِّجَالِ وَقَوْلَهُمْ * فَقَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ أَزْكَى وَأَشْرَحُ

مهاجر إلى الله
2012-09-07, 08:22
الإدراك في اللغة يأتي بحسب السياق، فعندما تقول أدركت الحائط بيدي أي لمسته، ولو بأصبع واحدة، وأدركت عصر فلان أي عشته، ولو يوما واحدا وهكذا، وعندما تقول أدركت السماء بعيني أي رأيتها، ولو جزءا منها .. وعندما ينفي الله الإدراك، فهو ينفي أي رؤية مهما كان شكلها، ومن تكلفات مثبتي الرؤية أن قالوا بأن الإدراك هو الإحاطة، وأن نفي الإدراك ليس نفيا للرؤية، فقد نرى الله -عز وجل-، لكن دون أن نحيط به، وهذا إثبات لتبعيض الله تعالى، ووقوع في التشبيه، وإخراج الآية من كونها مدحا لله تعالى، لأن ثمة إدراكا جزئيا، فحذار من تفسير الآية من واقع الهوى والطائفية!







وعندما ينفي الله الإدراك، فهو ينفي أي رؤية مهما كان شكلها

غفر الله لك ...ولم هذا الجزم والقطع منك ؟

ولماذا لم يقل الله عز وجل لا تراه الأبصار بدل لا تدركه الابصار !!!

فان قلت ان معناهما مختلف فالحجة عليك
وان قلت هما بنفس المعنى فقد ناقضت نفسك

فاعلم أخي أن الادراك هو الاحاطة بالشيء حجما وشكلا وعلما ....

فنحن نرى القمر مثلا ولكن لا ندركه أي نجهل مادته شكله لونه حجمه ما يحتويه ......فهذا هو الادراك المنفي عن الخلق وهو العلم بالشيء جملة وتفصيلا....وهو المثبت لله وحده لا يشاركه فيه أحد

واعطيك مثالا من القران

{فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ }الشعراء61
{قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ }الشعراء62


ففي الاية اثبات للرؤيا ونفي للادراك....فقوم موسى ما قالوا ذلك الا لما رأو قوم فرعون....فخافوا من لحاقه وادراكه بهم ولكن موسى عليه السلام نفى ذلك بقوله كلا...فكلا هنا نفي للادارك وليست نفيا للرؤية....

وعليه فتشبثك بالاية ساقط من كل الوجوه الاتية :

القران يثبت رؤية الله في اكثر من ايه

السنة تثبت رؤية الله في اكثر من حديث

استدلالك بالاية وحمله على ما حملت انت مردود كما بينا اعلاه

واما قولك :

وهذا إثبات لتبعيض الله تعالى، ووقوع في التشبيه

لماذا لم يفهم رسولنا الكريم هذا الفهم ؟
بل راح يسال ربه لذة النظر الى وجهه الكريم ؟؟
ولماذا لم يفهم الصحابة رضوان الله عليم لما سمعوا ايات الله وحدثهم رسول الله عن رؤية الله بتلك الاحاديث الثابتة...لماذا لم يعترضوا ويقولون بمثل ما تخرصون ؟

أم سلموا امرهم لله وقالوا سمعنا واطعنا؟

اتقوا الله ولا تعترضوا على اياته واحاديث نبيه بنتاج عقلكم...وان هذا التبعيض والتحيز ما هو الانتاج عقولكم القاصرة وقياسكم للخالق على المخلوق تحسبون العقيدة والغبيبات رياضيات 1+1=2 ؟؟

ابو الحارث مهدي
2012-09-07, 08:49
أقطع -يا أخي الكريم- أن القرآن الكريم في المجال الخبري -والعقائد كلها إخبار عن الغيب، سواء عن صفات الله أو عن الماضي أو عن اليوم الآخر- أن القرآن كاف شاف، والسنة ليس لها إلا أن تشرح وتبين، أما أن تخالف وتعارض فهذا من المستحيلات {قل إنما أتبع ما يوحى إلي من ربي}، {وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به}، فكيف نقبل بروايات عن اليوم الآخر مثلا، وهي تعارض نصوص القرآن الكريم في الإنذار؟ وإياك أن تتعثر في هذه النقطة، فلا تقبل برواية تعارض النص القرآني المحفوظ المتواتر، ومعلوم أن أهل الحديث أصلوا لقبول الروايات حتى مع معارضتها للنص القرآني، وهذا لتستقيم لهم عقائد، مصدرها الرواية وربما عقائد أهل الكتاب وخرافاتهم وزياداتهم، والدراسات الجادة الحديثة، تنادي اليوم بعرض السنن على القرآن الكريم، فما خالف يرد أو يؤول.. قولا واحدا، فكن حذرا في دينك، وعندما نتحدث عن الأحكام والتكاليف أي في المجال الإنشائي.. فهذا شيء آخر تماما، ولا ينبغي الخلط بينهما.

وسواء أجاء الحديث في البخاري أو مسلم أو في غيرهما، فالأمر عند المحققين من أهل العلم سواء، ودعك من خرافة أن "كل ما في الصحيحين صحيح"، هذا تصور لا ينطلي إلا على المتعصبين.. فالبخاري ومسلم بشر، يمكن أن يخطؤوا ويهموا ويقعوا تحت سلطة معينة، وما شئت من هذه العلل، فليسوا معصومين، وعليك بالقرآن الكريم، الذي {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد}


أُصِبتُ بالغثيان - والله - لمـَّا قرأتُ هُراء هذا النكرة الذي تمجٌّهُ الأسماع


فهذا غَوْصٌ في بحارِ العقلانيَّة وتجرد عن التحقيقاتِ الشرعيةِ, والمسألةُ دينٌ, وغدًا سؤالٌ


أين الجماعةُ ومحبَّتُها حين قرَّر مذهبَ المعتزلة العقلانيين الشذذ ومن فلَّ فَلْوَهم في ردِّ الحديث النبوي


هذه ونظائِرُها تهويلاتٌ لا وَزْنَ لها, ولا يخفاكَ سوءُ مَنْبَتِها, وقُبْحُ لفظِها, وبشاعةُ اعتِراضِها على أحاديث صحيحة
عن النبي المصطفى والرسول المجتبى-صلى الله عليه وسلم-


ولكنه هُراءٌ و مٍراءٌ ، و ظنونٌ و أوهامٌ ، وافتراءاتٌ جِسام

كلامٌ تشمئز منه النفوس العفيفة ، و تنبذه القلوب الطاهرة ، و تلفضه الألسن الشريفة ، و تتصدي له الأقلام الساهرة .



أفلا يتقون الله ، و يعلمون أنهم مسؤولون عما يقولون .



قال الله تعالى :(مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)

هلاَّ تعلموا قبل أن يتكلموا ؛ حتى لا يندموا ؛ فإن
(من دعا إلى ضلالة ، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه ، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا)




الإدراك في اللغة يأتي بحسب السياق، فعندما تقول أدركت الحائط بيدي أي لمسته، ولو بأصبع واحدة، وأدركت عصر فلان أي عشته، ولو يوما واحدا وهكذا، وعندما تقول أدركت السماء بعيني أي رأيتها، ولو جزءا منها .. وعندما ينفي الله الإدراك، فهو ينفي أي رؤية مهما كان شكلها، ومن تكلفات مثبتي الرؤية أن قالوا بأن الإدراك هو الإحاطة، وأن نفي الإدراك ليس نفيا للرؤية، فقد نرى الله -عز وجل-، لكن دون أن نحيط به، وهذا إثبات لتبعيض الله تعالى، ووقوع في التشبيه، وإخراج الآية من كونها مدحا لله تعالى، لأن ثمة إدراكا جزئيا، فحذار من تفسير الآية من واقع الهوى والطائفية!





أجاب العلماء -وليس الأدعياء - عن ذلك بأن المنفي هو الإحاطة لا مطلق البصر
بمعنى أن رؤية المؤمنين ربهم لا تعني أنهم يحيطون به سبحانه، ولا أنهم يدركون برؤيتهم له حقيقة ذاته


وممن ذهب إلى هذا التفسير ابن عباس -رضي الله عنهما- حين عارضه سائل بقوله تعالى:(لاَ تُدرِكُهُ الأَبْصَارُ) (الأنعام : 103)
فقال له: ألست ترى السماء ؟ فقال: بلى، قال: أتراها كلها ؟ قال: لا . فبين له أن نفى الإدراك لا يقتضى نفى الرؤية.

وعن قتادة في قوله تعالى:(لاَ تُدرِكُهُ الأَبْصَارُ) قال: " هو أجل من ذلك وأعظم أن تدركه الأبصار"
وعن عطية العوفي في تفسير الآية قال: " هم ينظرون إلى الله لا تحيط أبصارهم به من عظمته، وبصره يحيطبهم".



قال شيخ الإسلام ابن تيمية :" فإذاً المعنى أنه يُرى ولا يُدرك ولا يُحاط به،
فقوله:(لاَ تُدرِكُهُ الأَبْصَارُ) ، يدل على غاية عظمته، وأنه أكبر من كل شيء، وأنه لعظمته لا يدرك بحيث يحاط به
فإن الإدراك هو الإحاطة بالشيء، وهو قدر زائد على الرؤية ".

ابو الحارث مهدي
2012-09-07, 08:52
قد تُنكرُ العين ضوء الشمس من رمَد * وينكر الفم طعم الماء من سَقَمِ.

( لاَ تُدرِكُهُ الأَبْصَارُ)


فالاستدلال بها عَلَى الرؤية من وجه حسن لطيف، وهو: أن الله تَعَالَى إنما ذكرها في سياق التمدح،
ومعلوم أن المدح إنما يكون بالصفات الثبوتية.

وأما العدم المحض فليس بكمال فلا يمدح به، وإنما يمدح الرب تَعَالَى بالنفي إذا تضمن أمراً وجودياً، كمدحه بنفي السِّنة والنوم المتضمن كمال القيومية، ونفي الموت المتضمن كمال الحياة، ونفي اللغوب والإعياء المتضمن كمال القدرة، ونفي الشريك والصاحبة والولد والظهير المتضمن كمال ربوبيته وألوهيته وقهره، ونفي الأكل والشرب المتضمن كمال صمديته وغناه، ونفي الشَّفَاعَة عنده إلا بإذنه المتضمن كمال توحده وغناه عن خلقه، ونفي الظلم المتضمن كمال عدله وعلمه وغناه، ونفي النسيان وعزوب شيء عن علمه المتضمن كمال علمه وإحاطته، ونفي المثل المتضمن لكمال ذاته وصفاته.

ولهذا لم يتمدح بعدم محض لا يتضمن أمراً ثبوتياً، فإن المعدوم يشارك الموصوف في ذلك العدم،
ولا يوصف الكامل بأمر يشترك هو والمعدوم فيه.


فإذاً المعنى: أنه يرى ولا يدرك ولا يحاط به، فقوله: (لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ) [الأنعام:103]، يدل عَلَى كمال عظمته، وأنه أكبر من كل شيء، وأنه لكمال عظمته لا يدرك بحيث يحاط به، فإن "الإدراك" هو الإحاطة بالشيء -وهو قدر زائد عَلَى الرؤية- كما قال تعالى: (فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ) [الشعراء:61، 62]، فلم ينف موسى عَلَيْهِ السَّلام الرؤية، وإنما نفى الإدراك، فالرؤية والإدراك كل منهما يوجد مع الآخر وبدونه، فالرب تَعَالَى يرى ولا يدرك، كما يعلم ولا يحاط به علماً، وهذا هو الذي فهمه الصحابة والأئمة من الآية كما ذكرت أقوالهم في تفسير الآية، بل هذه الشمس المخلوقة لا يتمكن رائيها من إدراكها عَلَى ما هي عليه.


(فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ)
يعني: لما رأى بعضهم بعضاً، رأى قوم فرعون أصحاب موسى، ورأى أصحاب موسى جيش فرعون.


في هذه اللحظة بالحسابات المادية المجردة انتهى موضوع قوم موسى، لأن الجيش العرمرم القوي الفرعوني سوف يسحقهم، ليس هناك إمكان للنجاة، ولهذا قال أصحاب موسى: (إِنَّا لَمُدْرَكُونَ)، قضي علينا وانتهى أمرنا، فحصلت الرؤية ولكن لم يحصل الإدراك، فهم متراؤن يرى بعضهم بعضاً، قَالَ: (كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ)[الشعراء:62] قد رأونا ولكن لن يدركونا.


وعليه فالرؤية شيء والإدراك شيء آخر، ولم ينف موسى الرؤية وإنما نفى الإدراك، فالرؤية والإدراك يوجد كل منهما مع الآخر وبدونه، يعني: قد ترى شيئاً فتدركه، وقد تراه ولا تدركه، وقد تدرك شيئاً ولا تراه مثل الأمور الغيبية المعنوية، فتعرف صفاتها ولكن لا تراها بالعين، فالرب تَعَالَى يرى ولا يدرك، كما أنه في هذه الدار في الدنيا نعلم بصفاته وأسمائه ونعوت كماله ولكنه لا يحاط به علماً لا في الدنيا ولا في الآخرة، وهذا هو الذي فهمه الصحابة والتابعون من هذه الآية.


بل هذه الشمس المخلوقة لا يتمكن رائيها من إدراكها، يعني: من إدراك صفتها، لقوة الشعاع والعلو والارتفاع والكبر والعظمة، فلا أحد يدرك حقيقة ما عليه الشمس، وبذلك تكون الآية بخلاف ما استدل به المعتزلة وإنما هي شاهد لـأهْلِ السُّنّةِ وَالْجَمَاعَةِ ولله الحمد.


فتدل بالدلالة اللطيفة الحسنة عَلَى إمكان رؤية الله وثبوت تلك الرؤية وأنه لا تدركه الأبصار، بل إنما تراه بالكيفية التي يعلمها، لكنها لا تدرك حقيقته، ولا كيفية ذاته من جميع الوجوه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
فالله نعلم عنه ولا نحيط به علما جل وعلا

ابو الحارث مهدي
2012-09-07, 09:05
فمن أدلة الكتاب على الرؤية قول الحق سبحانه:
(وُجُوهٌ يَومَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة)
(القيامة:22-23)



قال ابن عباس في تفسير الآية: " تنظر إلى وجه ربها إلى الخالق".


وقال الحسن البصري :"النضرة الحسن، نظرت إلى ربها عز وجل فنضرت بنوره عز وجل".




ومن أدلة رؤيته سبحانه يوم القيامة قوله تعالى:
(كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَومَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ)
(المطففين:15)



قال الإمام الشافعي :" وفي هذه الآية دليل على أن المؤمنين يرونه عز وجل يومئذ "


ووجه ذلك أنه لما حجب أعداءه عن رؤيته في حال السخط دل على أن أولياءه يرونه في حال الرضا،

وإلا لو كان الكل لا يرى الله تعالى، لما كان في عقوبة الكافرين بالحجب فائدة إذ الكل محجوب

ابو الحارث مهدي
2012-09-07, 09:14
ومن أدلة رؤيته سبحانه يوم القيامة أيضا قوله تعالى:


(لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الحُسْنَى وَزِيَادَة)


(يونس:26)


والزيادة وإن كانت مبهمة، إلا أنه قد ورد في حديث صهيب-رضي الله عنه- تفسير النبي -صلى الله عليه وسلم- لها بالرؤية،


كما روى ذلك مسلم في صحيحه عن صهيب -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال :


( إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال: يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئا أزيدكم، فيقولون: ألم تبيض وجوهنا، ألم تدخلنا الجنة، وتنجينا من النار، قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئا أحب إليهم


من النظر إلى ربهم عز وجل


ثم تلا هذه الآية (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة)..

ابو الحارث مهدي
2012-09-07, 09:38
أما أحاديث السنة فقد نص أهل العلم على أن


أحاديث الرؤية متواترة


وليست أحاديث آحاد كما يهذي به المفترون، فهم ينكرون الآحاد والمتواتر بكل وقاحة وجرأة


وممن نصَّ على ذلك العلامة الكتاني في نظم المتناثر، و ابن حجر في فتح الباري، و العيني في عمدةالقاري، و ابن حزم في الفصل، و ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل وغيرهم، ومن جملة تلك الأحاديث:

حديث أبي هريرة رضي الله عنه



( أن ناساً قالوا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟


فقال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: (هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ؟


قالوا : لا، يا رسول الله


قال: هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟


قالوا: لا ، يا رسول الله


قال: فإنكم ترونه كذلك)



رواه البخاري ( 6088 ) ومسلم ( 267 )

ابو الحارث مهدي
2012-09-07, 09:51
حديث جرير بن عبد الله البجلي -رضي الله عنه- قال:



كنا جلوسا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة فقال:


(إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته،
فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاتكم قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروب الشمس فافعلوا) .


وعند البخاري


(إنكم سترون ربكم عيانا)




رواه البخاري ( 6883 ) ومسلم ( 1002)

وقد سبق حديث صهيب -رضي الله عنه-

ابو الحارث مهدي
2012-09-07, 09:59
حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه قال:


(جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما،
وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن)


رواه البخاري ( 4500 ) ومسلم ( 6890 )




حديث عدي بن حاتم -رضي الله عنه - قال:


قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:


(ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان، ولاحجاب يحجبه)

رواه البخاري .



وقد روى أحاديث الرؤية نحوٌ من ثلاثين صحابيا


ونقل الناظم تواترها فقال :

مما تواتر حديث من كذب * ومن بنى لله بيتا واحتسب
ورؤية شفاعة والحوض * ومسح خفين وهذي بعض

ابو الحارث مهدي
2012-09-07, 10:08
من مذهب السلف في كتاب الطبري مثلا، قول من قال بنفي رؤية الله تعالى، وهو مذهب وجيه جدا، والأدلة العقلية التي تقتضي التنزيه تسنده بقوة:


جاء في تفسير ابن جرير الطبري: ما يلي:




ولهذا نص عدد من أهل العلم على

كفر من أنكر الرؤية


وقد ذكر الطبري - وغيره-أنه قيل لإمام لمالك:
إن قوماً يزعمون أن الله لا يرى يوم القيامة فقال مالك -رحمه الله-: السيف السيف.


وقال أبو حاتم الرازي قال أبو صالح كاتب الليث أملي عليَّ عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون رسالة عما جحدت الجهمية فقال:
لم يزل يملي لهم الشيطان حتى جحدوا قول الله تعالى:
(وُجُوهٌ يَومَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة)

وذكر ابن أبي حاتم عن الأوزاعي أنه قال:
إني لأرجو أن يحجب الله عز وجل جهماً وأصحابه عن أفضل ثوابه الذي وعده أوليائه حين يقول:

(وُجُوهٌ يَومَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة)


وذكر الطبري- وغيره - عن سفيان بن عيينه أنه قال :
من لم يقل إن القرآن كلام الله وأن الله يرى في الجنة فهو جهمي

ابو الحارث مهدي
2012-09-07, 10:25
قال عبد الله ابن مبارك: ما حُجِبَ الله عن أحد إلا عذبه ، ثم قرأ :


(كلا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون، ثم إنهم لصالوا الجحيم، ثم يُقالُ هذا الذي كنتم به تكذبون)

وقال الفضل ابن زياد سمعت: ابن عبد الله وبلغه عن رجل أنه قال:



أن الله لا يره في الآخرة فغضب غضباً شديداً


ثم قال: من قال أن الله لا يرى في الآخرة فقد كفر عليه لعن الله وغضبه،


أليس يقول الله (وُجُوهٌ يَومَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة)
وقال أبو داؤد وسمعت أحمد بن حنبل وقيل له في رجل يحدث بحديث عن رجل عن أبي العواطف:



أن الله لا يرى في الآخرة


فقال: لعنه الله ، من يحدث بهذا الحديث اليوم


ثم قال: أخزى الله هذا


وقال أبو بكر المرزوري قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل:


من زعم أن الله لا يرى في الآخرة فقد كفر

وقال إبراهيم ابن زياد الصاير: سمعت أحمد بن حنبل يقول:



الرؤية من كذب بها فهو زنديق


وقال: من زعم أن الله لا يرى في الآخرة،
فقد كفر بالله وكذب بالقرآن ورد على الله أمره يستتاب فإن تاب وإلا قتل.

ابو الحارث مهدي
2012-09-07, 10:51
وقال البيهقي –رحمه الله- بعد أنْ نقل عن بعض الصحابة القول برؤية الله عز وجل في الآخرة : ...
ولم يرو عن أحد منهم نفيها
ولو كانوا فيه مختلفين لنقل اختلافهم إلينا
وكما أنهم لما اختلفوا في رؤيته بالأبصار في الدنيا نقل اختلافهم في ذلك إلينا ، فلما نقلت رؤية الله بالأبصار عنهم في الآخرة
ولم ينقل عنهم في ذلك اختلاف يعني في الآخرة
كما نقل عنهم فيها اختلاف في الدنيا علمنا أنهم كانوا على القول برؤية الله بالأبصار في الآخرة متفقين مجتمعين
وبالله التوفيق

الإعتقاد للبيهقي ص 131 ط. دار الآفاق الجديدة / بيروت سنة 1401هـ .


وقال القاضي عياض اليحصبي المالكي :
رؤية الله سبحانه وتعالى جائزة عقلا وثبتت الأخبار الصحيحة المشهورة بوقوعها للمؤمنين في الآخرة ،
وأما في الدنيا فقال مالك : إنما لم ير سبحانه في الدنيا لأنه باق والباقي لا يرى بالفاني ،
فإذا كان في الآخرة ورزقوا أبصارا باقية رأوا الباقي بالباقي
ثم قال القاضي عياض بعد ذلك : وليس في هذا الكلام استحالة الرؤية إلا من حيث القدرة
فإذا قدر الله من شاء من عباده عليهالم يمتنع .
فتح الباري (8 / 608 ) ط. دار المعرفة / بيروت سنة 1379هـ


وقال ابن بطال المالكي : ذهب أهل السنة وجمهور الأمة إلى جواز رؤية الله في الآخرة
ومنع الخوارج والمعتزلة وبعض المرجئة .


فتح الباري (13/ 426 ) ، عون المعبود (13 / 37 ) ط. دار الكتب العلمية / بيروت سنة 1415هـ ،
تحفة الأحوذي (7 / 224) ط. دار الكتب العلمية / بيروت .

ابو الحارث مهدي
2012-09-07, 10:58
وقال النووي في "شرح صحيح مسلم" :


(اعلم أنّ مذهب السنة بأجمعهم أنّ رؤية الله تعالى ممكنة غير مستحيلة ،


وأجمعوا أيضاً على وقوعها في الآخرة


وأنّ المؤمنين يرون الله تعالى دون الكافرين ، وزعمت طائفة من أهل البدع المعتزلة والخوارج وبعض المرجئة
أنّ الله تعالى لا يراه أحد من خلقه ، وأنّ رؤيته مستحيلة عقلاً ، وهذا الذي قالوه
خطأ صريح وجهل قبيح ،
وقد تظاهرت أدلة الكتاب والسنة وإجماع الصحابة ،
فمن بعدهم سلف الأمة على إثبات رؤية الله تعالى في الآخرة للمؤمنين ، ورواها نحو عشرين صحابياً
عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وآيات القرآن فيها مشهورة،

واعتراضات المبتدعة عليها لها أجوبة مشهورة في كتب المتكلمين من أهل السنة وكذلك باقي شبههم ،
وهي مستقصاة في كتب الكلام ، وليس بنا ضرورة إلى ذكرها هنا...)
شرح صحيح مسلم للنووي (3 / 15 ) ط. دار إحياء التراث العربي / بيروت سنة 1392هـ .

*Jugurtha*
2012-09-07, 11:00
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إتفق أهل السنة على أن رؤية الله تعالى جائزة، وخالفهم في ذلك الشيعة والمعتزلة والإباضية، وقال الكرامية والمجسمة بجواز رؤية الله تعالى.

فالحاصل أن رؤية الله قال بها الأشاعرة أهل السنة والكرامية والمجسمة، والاتفاق هذا حاصل على مجرد تصحيح الرؤية مع عدم الاتفاق على معناها ومفهومها وشروطها ولوازمها.

وقال الشيعة والمعتزلة والإباضية بنفي الرؤية.

ولم يتفق الأشاعرة والمجسمة والكرامية على معنى الرؤية وحقيقتها والأصول التي بنوا تصحيح الرؤية عليها، فالمجسمة والكرامية بنوا قولهم بذلك على استصحاب أصلهم المعلوم من أن الله - تعالى - جسم وأنه في جهة، والرؤية تحصل بالعين عن طريق مقابلة المرئي في الجهة، ويلزمهم عند اشتراطهم هذه الشروط التشبيه المحض.

وأما الأشاعرة والماتريدية، فقالوا بصحة الرؤية ونفي كون الله تعالى جسماً، ونفي كونه ذا حَدٍّ أو حدودٍ، ولم يقولوا باشتراط الجهة لصحة الرؤية وهذا هو المذهب الحق .

*Jugurtha*
2012-09-07, 11:08
أُصِبتُ بالغثيان - والله - لمـَّا قرأتُ هُراء هذا النكرة الذي تمجٌّهُ الأسماع




فهذا غَوْصٌ في بحارِ العقلانيَّة وتجرد عن التحقيقاتِ الشرعيةِ, والمسألةُ دينٌ, وغدًا سؤالٌ


أين الجماعةُ ومحبَّتُها حين قرَّر مذهبَ المعتزلة العقلانيين الشذذ ومن فلَّ فَلْوَهم في ردِّ الحديث النبوي


هذه ونظائِرُها تهويلاتٌ لا وَزْنَ لها, ولا يخفاكَ سوءُ مَنْبَتِها, وقُبْحُ لفظِها, وبشاعةُ اعتِراضِها على أحاديث صحيحة
عن النبي المصطفى والرسول المجتبى-صلى الله عليه وسلم-




كلام الأخ صحيح لا غبار عليه

فهناك أحاديث كثيرة تعارض القرآن الكريم بل تناقض نفسها

بنفسها و الأدهى أن هناك أحاديث ظاهرها إساءة لمقام النبي

صلى الله عليه وسلم ولو شئت لبسطناها لك .

أما كون من قال بهذا فهو من العقلانيين الشذذ

فيكفينا أن أول من قال به هو :

عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
إني كنت أردت أن أكتب السنن ، وإني ذكرت قوما كانوا قبلكم كتبوا كتبا فأكبوا عليها فتركوا كتاب الله تعالى ، وإني والله لا ألبس كتاب الله بشئ أبدا .

* ( هامش ) *
( 2 ) الطبقات الكبرى لابن سعد 3 : 286 ، وأبو طالب مؤمن قريش للخنيزي : 2 - 3 . ( * )

ابو الحارث مهدي
2012-09-07, 11:13
وقال شمس الدين الذهبي -رحمه الله-:
(وأما رؤية الله عيانا في الآخرة
فأمر متيقن تواترت به النصوص جمع أحاديثها الدار قطني والبيهقي وغيرهما ).


سير أعلام النبلاء (2 / 167 ) ط. مؤسسة الرسالة / بيروت سنة 1413هـ .



وقال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- :


( والذي عليه جمهور السلف أن من جحد رؤية الله في الدار الآخرة فهو كافر


فإن كان ممن لم يبلغه العلم في ذلك عرف ذلك كما يعرف من لم تبلغه شرائع الإسلام ،


فإن أصر على الجحود بعد بلوغ العلم له فهو كافر


والأحاديث والآثار في هذا كثيرة مشهورة ، قد دون العلماء فيها كتبا مثل كتاب الرؤية للدارقطنى ولأبى نعيم وللآجري ، وذكرها المصنفون في السنة كابن بطة واللالكائي وابن شاهين وقبلهم عبـد الله بن أحمد بن حنبل وحنبل بن إسحاق والخلاّل والطبراني وغيرهم وخرجها أصحاب الصحيح والمساند والسنن وغيرهم )


مجموع فتاوى ابن تيمية (6/ 486 )



وقال أيضاً : (والأئمة الذين أمروا بقتل مثل هؤلاء الذين ينكرون رؤية الله في الآخرة ،
ويقولون القرآن مخلوق ، ونحوذلك ، قيل : إنهم أمروا بقتلهم لكفرهم

وقيل : لأنهم إذا دعوا الناس إلى بدعتهم أضلوا الناس
فقتلوا لأجل الفساد في الأرض وحفظ الدين الناس أن يضلوهم ).


الفتاوى الكبرى (1/ 303 ) ط. دار المعرفة / بيروت سنة 1386هـ .




وقال أيضاً : (وأما إثبات رؤية الله تعالى بالأبصار في الآخرة فهو قول سلف الأمـة وأئمتها وجماهير المسلمين
من أهل المذاهب الأربعة -وغيرها- ،وقد تـواترت فيه الأحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- عند علماء الحديث وجمهور القائلين بالرؤية يقولون يرى عيانا مواجهة كما هو المعروف بالعقل )

منهاج السنة النبوية (3 / 341 ) ط. مؤسسة قرطبة / تحقيق د. محمد رشاد سالم .




وقال الشيخ ابن باز- رحمه الله- :


( رؤية الله في الآخرة ثابتة عند أهل السنة والجماعة من أنكرها كفر)

أبو عبد الرحمن الجزائري
2012-09-07, 11:24
شيخ الاسلام الثاني ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد(2/95)

قال رحمه الله في الوابل الصيب : ... وهذا معنى قول أبن عباس في قوله سبحانه وتعالى : { لا تدركه الأبصار } : قال : ذلك الله عز و جل إذا تجلى بنوره لم يقم له شيء وهذا من بديع فهمه رضي الله تعالى عنه ودقيق فطنته كيف وقد دعا له رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يعلمه الله التأويل فالرب تبارك وتعالى يرى يوم القيامة بالأبصار عيانا ولكن يستحيل إدراك الأبصار له وأن رأته فالادراك أمر وراء الرؤية وهذه الشمس ـ ولله المثل الأعلى ـ نراها ولا ندركها كما هي عليه ولا قريبا من ذلك ولذلك قال ابن عباس لمن سأله وأورد عليه { لا تدركه الأبصار } فقال : ألست ترى السماء ؟ قال : بلى قال : أفتدركها ؟ قال : لا قال : فالله تعالى أعظم وأجل .
**************
(3) بدائع الفوائد(2/96)

أبو عبد الرحمن الجزائري
2012-09-07, 11:29
يقولون عنا اننا قد نقع في التجسيم، تجسم الله سبحانه وتعالى فهل الخالق كالمخلوق؟
نقول لهم ... حاشى لله ان اجسمه سبحانه وتعالى ، أقول من حيث النظر أن كل موجود يصح أن يرى، وما تمسكت به فاسد لقيام الأدلة على أن الله تعالى موجود، والرؤية في تعلقها بالمرئي بمنزلة العلم في تعلقه بالمعلوم فإذا كان تعلق العلم بالمعلوم لا يوجب حدوثه فكذلك المرئي، إذن: هذا على سبيل التنزل وإلا فصفات الخالق لا تقاس على صفات المخلوقين. كما أن أبصار أهل الدنيا فانية وأبصارهم في الاخرة باقية.

*Jugurtha*
2012-09-07, 11:39
أخي الفاضل كريم :

قلت في الأول :


شيخ الاسلام الثاني ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد(2/95)

قال رحمه الله في الوابل الصيب : ... وهذا معنى قول أبن عباس في قوله سبحانه وتعالى : { لا تدركه الأبصار } : قال : ذلك الله عز و جل إذا تجلى بنوره لم يقم له شيء وهذا من بديع فهمه رضي الله تعالى عنه ودقيق فطنته كيف وقد دعا له رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يعلمه الله التأويل فالرب تبارك وتعالى يرى يوم القيامة بالأبصار عيانا ولكن يستحيل إدراك الأبصار له وأن رأته فالادراك أمر وراء الرؤية وهذه الشمس ـ ولله المثل الأعلى ـ نراها ولا ندركها كما هي عليه ولا قريبا من ذلك ولذلك قال ابن عباس لمن سأله وأورد عليه { لا تدركه الأبصار } فقال : ألست ترى السماء ؟ قال : بلى قال : أفتدركها ؟ قال : لا قال : فالله تعالى أعظم وأجل .
**************
(3) بدائع الفوائد(2/96)




فهنا شبهت رؤية الله بمثل رؤية الشمس أو السماء .

ثم قلت هنا تبطل قياس الله على المخلوقات :




يقولون عنا اننا قد نقع في التجسيم، تجسم الله سبحانه وتعالى فهل الخالق كالمخلوق؟
نقول لهم ... حاشى لله ان اجسمه سبحانه وتعالى ، أقول من حيث النظر أن كل موجود يصح أن يرى، وما تمسكت به فاسد لقيام الأدلة على أن الله تعالى موجود، والرؤية في تعلقها بالمرئي بمنزلة العلم في تعلقه بالمعلوم فإذا كان تعلق العلم بالمعلوم لا يوجب حدوثه فكذلك المرئي، إذن: هذا على سبيل التنزل وإلا فصفات الخالق لا تقاس على صفات المخلوقين. كما أن أبصار أهل الدنيا فانية وأبصارهم في الاخرة باقية.



فأنت يا أخي الفاضل تناقض نفسك بنفسك

أما التجسيم فالسلفية يقولون أننا لا ننكر ولا نثبت أن الله جسم

يعني يمكن أن يكون الله جسم ويمكن ألا يكون جسم وهناك من

أثبت الجسم وقال جسم لا كالأجسام .

فالمجسمة والكرامية بنوا قولهم بذلك على استصحاب أصلهم المعلوم من أن الله - تعالى - جسم وأنه في جهة، والرؤية تحصل بالعين عن طريق مقابلة المرئي في الجهة، ويلزمهم عند اشتراطهم هذه الشروط التشبيه المحض.

وأما الأشاعرة والماتريدية، فقالوا بصحة الرؤية ونفي كون الله تعالى جسماً، ونفي كونه ذا حَدٍّ أو حدودٍ، ولم يقولوا باشتراط الجهة لصحة الرؤية وهذا هو المذهب الحق ليس كمثله شيئ وهو السميع البصير .

ابو الحارث مهدي
2012-09-07, 11:40
أما كون من قال بهذا فهو من العقلانيين الشذذ

فيكفينا أن أول من قال به هو :

عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
إني كنت أردت أن أكتب السنن ، وإني ذكرت قوما كانوا قبلكم كتبوا كتبا فأكبوا عليها فتركوا كتاب الله تعالى ، وإني والله لا ألبس كتاب الله بشئ أبدا .

* ( هامش ) *
( 2 ) الطبقات الكبرى لابن سعد 3 : 286 ، وأبو طالب مؤمن قريش للخنيزي : 2 - 3 . ( * )



قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- :

" إِيَّاكُمْ وَالرَّأْيَ ؛ فَإِنَّ أَصْحَابَ الرَّأْيِ أَعْدَاءُ السُّنَنِ ، أَعْيَتْهُمُ الأَحَادِيثُ أَنْ يَعُوهَا ،
وَتَفَلَّتَتْ مِنْهُمْ أَنْ يَحْفَظُوهَا ، فَقَالُوا فِي الدِّينِ بِرَأْيِهِمْ ".

رواه اللالكائي في شرح "أصول اعتقاد أهل السنة" والهروي في "ذم الكلام" وذكره السيوطي
في "مفتاح الجنة بالاحتجاج بالسنة" وعزاه –أيضا- للبيهقي ابن حجر في "فتح الباري".


http://sl.glitter-graphics.net/pub/5/5879s2hn1li1dp.gifhttp://sl.glitter-graphics.net/pub/5/5879s2hn1li1dp.gifhttp://sl.glitter-graphics.net/pub/5/5879s2hn1li1dp.gif




من الشبه التي يثيرها كثير من المستشرقين وأذنابهم للطعن في السنة والتشكيك فيها وفي حجيتها ، أن تأخر تدوين الحديث الذي بدأ في المائة الثانية للهجرة قد أعطى فرصة للمسلمين ليزيدوا فيه وينقصوا ، ويضعوا بذلك أحاديث تخدم أغراضهم ، وقد ردد عدد من المستشرقين هذه الشبهة منهم جولد زيهر ، وشبرنجر ، ودوزي ،
فقد عقد " جولد زيهر " فصلاً خاصاً حول تدوين الحديث في كتابه " دراسات إسلامية "

وشكك في صحة وجود صحف كثيرة في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم- ،




ورأى " شبرنجر " في كتابه " الحديث عند العرب " أن الشروع في التدوين وقع في القرن الهجري الثاني ،وأن السنة انتقلت بطريق المشافهة فقط ،


أما " دوزي " فهو ينكر نسبة هذه " التركة المجهولة " - بزعمه - من الأحاديث إلى الرسول .

وقد أراد المستشرقون من وراء هذه المزاعم إضعاف الثقة باستظهار السنة وحفظها في الصدور ، والتشكيك في صحة الحديث واتهامه بالاختلاق والوضع على ألسنة المدونين ، وأنهم لم يجمعوا من الأحاديث إلا ما يوافق أهواءهم .





أتريد أن تصل إلى ما وصل إليه أعداء الإسلام والملة يا
أخي المحترم : يوغرطا = يوغرطة =*Jugurtha*

ابو الحارث مهدي
2012-09-07, 11:49
إن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يُعْنَوْنَ بتدوين أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم –
في حياته وبعد مماته بإذن منه -صلى الله عليه وسلم- .

روى البخاري بسنده عن همام بن منبه قال : سمعت أبا هريرة يقول :
( ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد أكثر حديثاً مني، إلا ما كان من حديث عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب )

وروى البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال :
( لما فتح الله على رسوله صلى الله عليه وسلم مكة ... فقام أبو شاه - رجل من أهل اليمن - فقال :
اكتبوا لي يا رسول الله فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : اكتبوا لأبي شاه) .

وأخرج البخاري بسنده عن أبي جحيفة قال :
( قلت لعلي : هل عندكم كتاب ؟ قال : لا، إلا كتاب الله ، أو فهم أعطيه رجل مسلم ، أو ما في هذه الصحيفة قال : قلت : فما في هذه الصحيفة ؟
قال : العقل ، وفكاك الأسير ، ولا يقتل مسلم بكافر) .

وروى الإمام أحمد في مسنده والحاكم في المستدرك من حديث أبي قبيل قال :
كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاص وسئل أي المدينتين تفتح أولاً القسطنطينية أو رومية ؟
فدعا عبد الله بصندوق له حلق ، قال : فأخرج منه كتاباً ، قال :
( فقال عبد الله : بينا نحن حول رسول الله -صلى الله عليه وسلم - نكتب إذ سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أي المدينتين تفتح أولاً :قسطنطينية أو رومية ؟
فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : مدينة هرقل تفتح أولاً يعني قسطنطينية ) .

ففي هذه الأحاديث وغيرها كثير دليل صريح على أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يكتبون الأحاديث النبوية ، وقد كانت لبعضهم صحائف مثل صحيفة عبد الله بن عمرو وصحيفة جابر بن عبد الله-رضي الله عنهم- .
أما نهي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فكان خشية أن يختلط القرآن على الناس مع غيره من الأحاديث النبوية

ابن الواد
2012-09-07, 11:55
بداية أشكر الإخوة على هذه الردود، وإن كان معظمها من الإنشاء الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، وكما قلت أكثر من مرة، يمكن لصاحب أي مذهب أن ينعت الآخرين بأقبح الصفات وأن سلفه مطلقا هم أفضل الرجال، فمن يعجز عن ذلك! إذن -رجاء- لا أريد تكرار هذه الإنشائيات، لأني أشمئز منها اشمئزازا كبيرا، وأحسب أن كثيرا من القراء هم كذلك، ولا أرى أن قائل ذلك إلا غبيا، لا يقرأ ما في كتب التاريخ، مما تجعل "أهل الحديث" في وضع لا يحسدون عليه، وهم الذي شرعوا للسلطة وبغيها بكل سفور، وبمختلف التبريرات والروايات الواهية، والآن يكذبهم الواقع المشاهد، وتنتقدهم الدراسات الموضوعية المتحررة.. فكيف يسلم بكل ما يقولونه، وإن زعموا تواتره!





ثانيا، علينا أن نحذر من المزايدات على ما يقوله المحاور، فأنا نبهت إلى ركام الروايات وما ينبغي نحوه من غربلة، وليس في كلامي إنكار السنة رأسا، كما يفعل ذلك من يُسمون بـ (القرآنييين)! وكيف أن آليات علم الحديث التقليدية لا تكفي لتلك الغربلة، ليس فقط لتحيزها وطائفيتها في كثير من الأحيان، بل أيضا لأن "أهل الحديث" خلطوا بين عدم صحة حديث العرض على النص القرآني عندهم، وبين شرعية هذه المسألة بعيدا عن أي حديث صحيح أو ضعيف، فمن غير المقبول أن يروي الرسول -صلى الله عليه وسلم- حديثا يخالف به النص القرآني المحفوظ المتواتر، ولاسيما عندما يتعلق الأمر بالأخبار أو الروايات وأتحدى من يزعم خلاف ذلك، أن يقول بصريح العبارة دون حياء أو خجل: نعم، الرسول يمكن أن يمدنا بخبر أو تصور يعارض به النص القرآني!




من ذا يجرؤ على مثل هذا الكلام، أنتظر ذلك وباهتمام..






ثالثا: علينا أن نكون دقيقين.. فمعارضة الحديث للقرآن الكريم شيء، وتفرد الحديث بأشياء ليست في النص القرآني شيء آخر، ولا نعبر عن ذلك أيضا بالقول لا توافق القرآن الكريم، لأن عدم الموافقة يعني المعارضة، وحديثنا يتركز على رد الرواية التي تعارض النص القرآني بالفهم العربي الأصيل.. هنا محل الجدل، والصحابة –رضوان الله تعالى- كما هو مشهور عنهم، قد ردوا روايات بعضهم عندما عارضت النص القرآني كما فعلت عائشة مع حديث ابن عمر في عذاب الميت ببكاء أهله عليه والأمثلة كثيرة.. فهذا مذهب السلف عند التعارض، قبل الفتن وقبل عصر التدوين السلطوي، وظهور "أهل الحديث" في القرن الثالث، في عصر المتوكل.. إذن فلنركز على محل الخلاف، ولا نضيع الوقت ولا نكثر الجعجعة من غير طحين!





رابعا: مرة أخرى لا تلزمنا تلك الروايات المذكورة، حتى وإن قيل بتواترها وأنى لها ذلك، وفيها من التناقض والاضطراب ما فيه، وأكثر من ذلك فنزعم أنها تعارض النص القرآني المحكم، عندما قال الله تعالى: {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار}، وفي نفي الإدراك كامل التنزيه لربنا العظيم، لما يقتضيه اعتقاد الرؤية من تشبيه لازم محتم، وإن أنكره من أنكره، فكل عاقل يعلم بالبداهة أن المرئي حتما متحيز متكيف إلى آخر شروط الرؤية المعروفة، ونفي الكيفية مع ذلك قول سخيف جدا، فمن زعم أن ثمة رؤية غير تلك المعهودة عند العرب، فليقم الدليل على ذلك وأنى له! والله يتعالى بصفاته أزلا وأبدا، فلن يتخلى عنها، والمخلوق مهما كانت أحواله في الآخرة، فلن يطمع أن يقترب منها، بله أن يرى رب العزة عيانا.. يا سلام! دعونا بعيدا عن معتقدات أهل الكتاب في ربهم!






خامسا: يا أخي المدعو أبو الحارث المهدي اللغة العربية ليست في صالحك في تفسير الإدراك بالإحاطة، وإني أنتظر أن تذكر مصدرا واحدا في ذلك، ثم إن في رد السيدة عائشة -رضوان الله تعالى عليها- على مسروق، في أن محمدا رأى ربه بالآية الكريمة (والحديث رواه الشيخان وغيرهما)، ما هو أقوى مما جاء في كتب اللغة، ومن أعرف باللغة العربية من أمثالها من الصحابة -رضوان الله تعالى-، ثم انتبه جيدا وركز معي، فهي قد استدلت بالآية الكريمة {لا تدركه الأبصار} لتنفي إمكان حصول الرؤية لله، من غير أن تقيد ذلك بدنيا ولا آخرة.. أرجو التركيز!






سادسا، الآية الكريمة {فلما تراءا الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون} لا دليل فيها على أن نفي الإدراك ليس نفيا للرؤية كما ذكر ذلك ابن جرير الطبري، وتبعه من تبعه، ومنهم القرطبي، الذي رد عليه الحافظ ابن حجر في فتح الباري بقوله: "وهو استدلال عجيب لأن متعلق الإدراك في آية الأنعام البصر، فلما نفي كان ظاهره نفي الرؤية بخلاف الإدراك الذي في قصة موسى، ولولا وجود الأخبار بثبوت الرؤية ما ساغ العدول عن هذا الظاهر"، فإذن ابن حجر يرى رأي النافين في الآية، لكن نقول أيضا لابن حجر، لا يجوز العدول عن الآية القاطعة إلى روايات معارضة، ولاسيما مع شبهة التشبيه والتجسيم القوية جدا في هذه الرواية، ولا ينكر ذلك إلا معاند أو متعصب!



سابعا: من النافين للرؤية في الدنيا والآخرة العلامة السني أبو بكر الجصاص، فقد قال عن آية الأنعام المذكورة في تفسيره أحكام القرآن: "يقال إن الإدراك أصله اللحوق، نحو قولك: أدرك زمان المنصور، وأدرك أبا حنيفة ، وأدرك الطعام أي لحق حال النضج ، وأدرك الزرع والثمرة، وأدرك الغلام إذا لحق حال الرجال..





وإدراك البصر للشيء لحوقه له برؤيته إياه ، لأنه لا خلاف بين أهل اللغة أن قول القائل أدركت ببصري شخصا معناه رأيته ببصري، ولا يجوز أن يكون الإدراك الإحاطة لأن البيت محيط بما فيه وليس مدركا له ، فقوله تعالى : {لا تدركه الأبصار} معناه لا تراه الأبصار ، وهذا تمدح بنفي رؤية الأبصار، كقوله: {لا تأخذه سنة ولا نوم}، وما تمدَّح الله بنفيه عن نفسه إثبات ضده ذم ونقص ، فغير جائز إثبات نقيضه بحال ، كما لو بطل استحقاق الصفة بـ {لا تأخذه سنة ولا نوم} لم يبطل إلا إلى صفة نقص..





ولا يجوز أن يكون مخصوصا بقوله: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة}، لأن النظر محتمل لمعان منه انتظار الثواب كما روي عن جماعة من السلف ، فلما كان ذلك محتملا للتأويل لم يجز الاعتراض عليه بما لا مساغ للتأويل فيه..






والأخبار المروية في الرؤية إنما المراد بها العلم، لو صحت، وهو علم الضرورة الذي لا تشوبه شبهة، ولا تعرض فيه الشكوك لأن الرؤية بمعنى العلم مشهورة في اللغة".





هذا كلام الجصاص، وفيه رد كثير من الشبه التي طرحت، والتي يمكن أن تشغل بال بعضنا.








ملاحظة: لن أرد على الضعاف المساكين، الذين همهم السب والقذف والرمي بالألقاب، ومن يبدو منهم التعصب المذهبي مهما كان، بل كلامي مع مَن يفهم الحجة ويفقهها، ويحاول المراجعة، ويتتبع نقاط المحاورة، ولا بأس أن ينقل نقلا في محله دون إسراف، يدل على جهله وكسله واتكائه على غيره! والتمييز بين الصنفين ممكن بكل يسر، والحمد لله.

*Jugurtha*
2012-09-07, 11:59
قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- :


" إِيَّاكُمْ وَالرَّأْيَ ؛ فَإِنَّ أَصْحَابَ الرَّأْيِ أَعْدَاءُ السُّنَنِ ، أَعْيَتْهُمُ الأَحَادِيثُ أَنْ يَعُوهَا ،
وَتَفَلَّتَتْ مِنْهُمْ أَنْ يَحْفَظُوهَا ، فَقَالُوا فِي الدِّينِ بِرَأْيِهِمْ ".

رواه اللالكائي في شرح "أصول اعتقاد أهل السنة" والهروي في "ذم الكلام" وذكره السيوطي
في "مفتاح الجنة بالاحتجاج بالسنة" وعزاه –أيضا- للبيهقي ابن حجر في "فتح الباري".


http://sl.glitter-graphics.net/pub/5/5879s2hn1li1dp.gifhttp://sl.glitter-graphics.net/pub/5/5879s2hn1li1dp.gifhttp://sl.glitter-graphics.net/pub/5/5879s2hn1li1dp.gif




من الشبه التي يثيرها كثير من المستشرقين وأذنابهم للطعن في السنة والتشكيك فيها وفي حجيتها ، أن تأخر تدوين الحديث الذي بدأ في المائة الثانية للهجرة قد أعطى فرصة للمسلمين ليزيدوا فيه وينقصوا ، ويضعوا بذلك أحاديث تخدم أغراضهم ، وقد ردد عدد من المستشرقين هذه الشبهة منهم جولد زيهر ، وشبرنجر ، ودوزي ،
فقد عقد " جولد زيهر " فصلاً خاصاً حول تدوين الحديث في كتابه " دراسات إسلامية "

وشكك في صحة وجود صحف كثيرة في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم- ،




ورأى " شبرنجر " في كتابه " الحديث عند العرب " أن الشروع في التدوين وقع في القرن الهجري الثاني ،وأن السنة انتقلت بطريق المشافهة فقط ،


أما " دوزي " فهو ينكر نسبة هذه " التركة المجهولة " - بزعمه - من الأحاديث إلى الرسول .

وقد أراد المستشرقون من وراء هذه المزاعم إضعاف الثقة باستظهار السنة وحفظها في الصدور ، والتشكيك في صحة الحديث واتهامه بالاختلاق والوضع على ألسنة المدونين ، وأنهم لم يجمعوا من الأحاديث إلا ما يوافق أهواءهم .





أتريد أن تصل إلى ما وصل إليه أعداء الإسلام والملة يا

أخي المحترم : يوغرطا = يوغرطة =*jugurtha*


أليس عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو نفسه الذي نهى عن

كتابة الأحاديث والسنن في عهده ؟

فلماذا هذا التناقض فيما نقلته أنا وفيما وضعته أنت رغم أن

صاحب الكلام واحد ؟


الإمام أبو حنيفة كان من كبار التابعين وكان يقدم الرأي والقياس

على الأحاديث فهل هو من أعداء السنن وكذلك كان الإمام مالك

يقدم عمل أهل المدينة ؟



أما مسالة الوضع فهي موجودة وبكثرة في الحديث ولا يمكن إنكار

هذا ولهذا نجد تناقضات بين الأحاديث والمرويات .

أما قضية المصاحف فهي صحيحة فكانت هناك عدة مصاحف

كمصحف إبن مسعود و مصحف علي ومصحف أبي بن كعب



بعض الصحابة وقد تم حرقها جميعا في عهد عثمان بن عفان

رضي الله عنه .

ما يقوله المستشرقون نزنه بميزان الحق والباطل إن كان فيه حق

أخدناه وإن كان باطلا تركناه .


قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:

واللهُ قد أمرنا ألا نقول عليه إلا الحق ، وألا نقول عليه إلا بعلم ، أمرنا بالعدل والقسط ، فلا يجوز لنا إذا قال يهودي أو نصراني فضلاً عن الرافضي قولاً فيه حق أن نتركه ، أو نرده كله ، بل لا نرد إلا ما فيه من الباطل دون ما فيه من الحق.

أبو عبد الرحمن الجزائري
2012-09-07, 11:59
[quote=*jugurtha*;11500689]
أخي الفاضل كريم :

قلت في الأول :





فهنا شبهت رؤية الله بمثل رؤية الشمس أو السماء .

ثم قلت هنا تبطل قياس الله على المخلوقات :


من مسائل الاعتقاد التي تضافرت على إثباتها دلائل الكتاب والسنة، وأجمع السلف الصالح عليها، مسألة رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة، حيث دلت الأدلة الشرعية على أن المؤمنين يرون ربهم عيانا لا يضارون في رؤيته كما لا يضارون في رؤية الشمس والقمر.
اخي الكريم لعلك لم ترى ما نقلت قلت قال العلامة ابن القيم ولم اقل قلت أنا فتثبت و رجعونا وأدلتنا دائما الكتاب والسنة بخلافكم ...
فمن أدلة الكتاب على الرؤية قول الحق - سبحانه -: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة}(القيامة: 22-23)، قال ابن عباس في تفسير الآية: " تنظر إلى وجه ربها إلى الخالق". وقال الحسن البصري: "النضرة الحسن، نظرت إلى ربها - عز وجل - فنضرت بنوره - عز وجل -".

ومن أدلة رؤيته - سبحانه - يوم القيامة قوله - تعالى -: {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون}(المطففين: 15)، قال الإمام الشافعي: " وفي هذه الآية دليل على أن المؤمنين يرونه - عز وجل - يومئذ "، ووجه ذلك أنه لما حجب أعداءه عن رؤيته في حال السخط دل على أن أولياءه يرونه في حال الرضا، وإلا لو كان الكل لا يرى الله - تعالى -، لما كان في عقوبة الكافرين بالحجب فائدة إذ الكل محجوب.

ومن أدلة رؤيته - سبحانه - يوم القيامة أيضا قوله - تعالى -: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة}(يونس: 26) والزيادة وإن كانت مبهمة، إلا أنه قد ورد في حديث صهيب تفسير النبي - صلى الله عليه وسلم - لها بالرؤية، كما روى ذلك مسلم في صحيحه عن صهيب - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال: يقول الله- تبارك وتعالى -: تريدون شيئا أزيدكم، فيقولون: ألم تبيض وجوهنا، ألم تدخلنا الجنة، وتنجينا من النار، قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم - عز وجل -، ثم تلا هذه الآية {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة}.

هذا ما يتعلق بالأدلة من كتاب الله - تعالى -في إثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة، أما أحاديث السنة فقد نص أهل العلم على أن أحاديث الرؤية متواترة، وممن نصَّ على ذلك العلامة الكتاني في نظم المتناثر، و ابن حجر في فتح الباري، و العيني في عمدة القاري، و ابن حزم في الفصل، و ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل وغيرهم، ومن جملة تلك الأحاديث:

1- حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، أن ناساً قالوا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر؟ قالوا: لا، يا رسول الله، قال: هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا، يا رسول الله، قال: فإنكم ترونه كذلك) رواه مسلم. ومعنى " تضارون" أي لا يزاحم بعضكم بعضا، أو يلحق بعضكم الضرر ببعض بسبب الرؤية، وتشبية رؤية الباري برؤية الشمس والقمر، ليس تشبيها للمرئي بالمرئي، وإنما تشبيه الرؤية في وضوحها وجلائها برؤية العباد الشمس والقمر إذ يرونهما من غير مزاحمة ولا ضرر.

2- حديث جرير بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إنكم سترون ربكم عيانا) رواه البخاري.

3- حديث صهيب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال: يقول الله- تبارك وتعالى -: تريدون شيئا أزيدكم، فيقولون: ألم تبيض وجوهنا، ألم تدخلنا الجنة، وتنجينا من النار، قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم - عز وجل -، ثم تلا هذه الآية {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} رواه مسلم.

4- حديث أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن) متفق عليه.

5- حديث عدي بن حاتم - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان، ولا حجاب يحجبه) رواه البخاري.

أما الإجماع فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية - كما في مجموع الفتاوى 6/512 -: " أجمع سلف الأمة وأئمتها على أن المؤمنين يرون الله بأبصارهم في الآخرة ".

ورغم هذا الإجماع وتلك الأدلة التي بلغت حد التواتر - والتي لم نذكر سوى اليسير منها - إلا أن المعتزلة أنكرت رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة، وزعمت أن ذلك محال، وسلكوا في سبيل تأييد قولهم ونصرته مسلكين، المسلك الأول: الاعتراض على استدلالات أهل السنة، والمسلك الثاني: الاستدلال لمذهبهم، وسوف نعرض لكلا المسلكين بعد ذكرهما بالنقد والتمحيص ليستبين ضعف ما بنو عليه مذهبهم وفساده.

أبو عبد الرحمن الجزائري
2012-09-07, 12:07
اعتراضات المعتزلة على أدلة أهل السنة

اعترض المعتزلة على ما أورده أهل السنة من أدلة الكتاب باعتراضات، من ذلك قولهم: أن المراد بالنظر في قوله - تعالى -: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} هو انتظار الثواب لا النظر بالأبصار.

وأجاب أهل السنة عن ذلك بأن تفسير النظر في الآية بمعنى الانتظار خطأ بيّن، لأن النظر إذا عُدِّي بإلى كان ظاهرا في نظر الأبصار، يقول العلامة اللغوي أبو منصور الأزهري في كتابه تهذيب اللغة (14/371): " ومن قال: إن معنى قوله: {إلى ربها ناظرة}: بمعنى منتظرة فقد أخطأ، لأن العرب لا تقول: نظرت إلى الشيء بمعنى انتظرته، وإنما تقول: نظرت فلاناً، أي: انتظرته، ومنه قول الحطيئة:

وقد نظرتكم أبناء صادرة *** للورد طال بها حوزي [الحوز: السير الشديد]

فإذا قلت: نظرت إليه لم يكن إلا بالعين، وإذا قلت: نظرت في الأمر احتمل أن يكون تفكراً وتدبراً بالقلب " ا. هـ.

ومما يدل على أن النظر هنا ليس بمعنى الانتظار أن الآية سيقت مساق الامتنان بذكر نعيم أهل الجنان، ولو فُسِّر النظرُ بالانتظار لما عدّ ذلك من النعيم، فإن الانتظار تنغيص وكدر -كما لا يخفى - إضافة إلى أن أهل الجنة لا ينتظرون شيئا فمهما تمنوا شيئا أتوا به.

واعترض نفاة الرؤية على الاستدلال بقوله - تعالى -: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} بأنه ليس في الآية تصريح بالرؤية، والزيادة يمكن تفسيرها بأوجه مختلفة كمن فسرها بمضاعفة الحسنات، أو المغفرة والرضوان، وعليه فلا يصح حملها على الرؤية، وإلا أصبح ذلك تكلفا وقولا على الله بغير علم.

أبو عبد الرحمن الجزائري
2012-09-07, 12:13
استدلالات المعتزلة على نفي رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة

استدل المعتزلة على نفي الرؤية بآيات منها قوله - تعالى -: {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير}(الأنعام: 103) قالوا: ومتعلق الإدراك المنفي إدراك البصر فكان ذلك ظاهرا في نفي الرؤية.

وأجاب العلماء عن ذلك بأن المنفي هو الإحاطة لا مطلق البصر، بمعنى أن رؤية المؤمنين ربهم لا تعني أنهم يحيطون به - سبحانه -، ولا أنهم يدركون برؤيتهم له حقيقة ذاته، وممن ذهب إلى هذا التفسير ابن عباس - رضي الله عنهما - حين عارضه سائل بقوله - تعالى -: {لا تدركه الأبصار}(الأنعام: 103) فقال له: ألست ترى السماء؟ فقال: بلى، قال: أتراها كلها؟ قال: لا. فبين له أن نفى الإدراك لا يقتضى نفى الرؤية.

وعن قتادة في قوله - تعالى -: {لا تدركه الأبصار} قال: " هو أجل من ذلك وأعظم أن تدركه الأبصار" وعن عطية العوفي في تفسير الآية قال: " هم ينظرون إلى الله لا تحيط أبصارهم به من عظمته، وبصره يحيط بهم".

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " فإذاً المعنى أنه يُرى ولا يُدرك ولا يُحاط به، فقوله: {لا تدركه الأبصار}، يدل على غاية عظمته، وأنه أكبر من كل شيء، وأنه لعظمته لا يدرك بحيث يحاط به، فإن الإدراك هو الإحاطة بالشيء، وهو قدر زائد على الرؤية ".

ومما استدل به المعتزلة على نفي الرؤية، قوله - تعالى -: {يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة}(النساء: 153)، يقول الجاحظ المعتزلي في رسائله: " قد رأينا الله استعظم الرؤية استعظاماً شديداً، وغضب على من طلب ذلك وأراده، ثم عذب عليه، وعجب عباده ممن سأله ذلك، وحذرهم أن يسلكوا سبيل الماضين، فقال في كتابه لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتاباً من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة} فإن كان الله - تعالى - في الحقيقة - يجوز أن يكون مرئياً، وببعض الحواس مدركاً، وكان ذلك عليه جائزاً، فالقوم إنما سألوا أمراً ممكناً، وقد طمعوا في مطمع، فلم غضب هذا الغضب، واستعظم سؤالهم هذا الاستعظام، وضرب به هذا المثل، وجعله غاية في الجرأة وفي الاستخفاف بالربوبية "

الجواب على ذلك بدليل قولهم: {لولا أنزل علينا الملائكة}، فهل يقول قائل: إن نزول الملائكة على البشر ممتنع ومستحيل بهذه الآية؟!! كلا لا يقول بذلك أحد، حتى الذين ينفون الرؤية، لأن نزول الملائكة على بعض البشر ثابت بأدلة الشرع ولا يمنعه العقل، وإنما عدّ الله ذلك من أسباب الكفر والعتو لإعراضهم عن الحق رغم وضوحه، وتوقفهم عن الاستجابة له حتى يحصل لهم ما طلبوا من تلك الآيات.

والآية السابقة إنما وردت في سياق ذكر تعنت المشركين وفرضهم شروطا مسبقة على إيمانهم، وليس لأن المشركين طلبوا رؤية الله بدافع الشوق والرغبة، يقول الإمام الطبري في تفسير الآية: " يقول - تعالى -ذكره: وقال المشركون الذين لا يخافون لقاءنا، ولا يخشون عقابنا: هلا أنزل الله علينا ملائكة، فتخبرنا أن محمدا محق فيما يقول، وأن ما جاءنا به صدق، أو نرى ربنا فيخبرنا بذلك، كما قال جل ثناؤه مخبرا عنهم {وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا}(الإسراء: 90) ثم قال بعد {أو تأتي بالله والملائكة قبيلا}(الإسراء: 92) يقول الله: لقد استكبر قائلوا هذه المقالة في أنفسهم، وتعظموا، {وعتوا عتوا كبيرا} يقول: وتجاوزوا في الاستكبار بقيلهم ذلك حدَّه ".

ومما استدل به المعتزلة على إنكار الرؤية قوله - تعالى -لموسى وقد سأله رؤيته - سبحانه -: {لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخرّ موسى صعقا}(الأعراف: 143). قالوا: وهذا النفي عام في الدنيا والآخرة فلو حصل في زمن ما لكان منافيا لمقتضى الآية، وقالوا: إن حرف النفي "لن" عند علماء اللغة يفيد النفي المؤبد، أي لن يكون هذا أبدا.

وأولوا طلب موسى رؤية ربه بأنه كان بدافع إقامة الحجة على قومه الذين ألحوا عليه أن يروا الله جهرة.

ابو الحارث مهدي
2012-09-07, 12:13
أليس عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو نفسه الذي نهى عن
كتابة الأحاديث والسنن في عهده ؟
فلماذا هذا التناقض فيما نقلته أنا وفيما وضعته أنت رغم أن
صاحب الكلام واحد ؟
الإمام أبو حنيفة كان من كبار التابعين وكان يقدم الرأي والقياس
على الأحاديث فهل هو من أعداء السنن وكذلك كان الإمام مالك
يقدم عمل أهل المدينة ؟
أما مسالة الوضع فهي موجودة وبكثرة في الحديث ولا يمكن إنكار
هذا ولهذا نجد تناقضات بين الأحاديث والمرويات .
أما قضية المصاحف فهي صحيحة فكانت هناك عدة مصاحف
كمصحف إبن مسعود و مصحف علي ومصحف أبي بن كعب
بعض الصحابة وقد تم حرقها جميعا في عهد عثمان بن عفان
رضي الله عنه .
ما يقوله المستشرقون نزنه بميزان الحق والباطل إن كان فيه حق
أخدناه وإن كان باطلا تركناه .



إن النهي كان في بداية الأمر ، ثم وقع الإذن بعده ، إذ حديث أبي شاة المتقدم كان في أواخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنه كان عام الفتح سنة ثمان من الهجرة .
وكذلك إخبار أبي هريرة - وهو متأخر الإسلام فقد أسلم على أرجح الروايات سنة سبع من الهجرة عام خيبر - بأن عبد الله بن عمرو كان يكتب ، وأنه هو لم يكن يكتب : يدل على أن عبد الله كان يكتب بعد إسلام أبي هريرة
وأيضا لو كان النهي متأخرا لعرف ذلك عند الصحابة يقينا ، ولما وقعت الكتابة منهم .
وأخيرا طلب النبي صلى الله عليه وسلم منهم اللوح والقلم - وهو في مرض الموت - ليكتب لهم : إذن صريح وواضح على إباحة الأمر.
بيد أن النهي عن الكتابة كان لسببين :
أحدهما :خوف اختلاط القرآن بالسنن لاسيما وقد كان الاثنان يكتبان في صحيفة واحدة .

ثانيهما : خشية اشتغال الناس - عن القرآن - بالسنن ، والقرآن لما يتيسر حفظه بعد لكثير من الصحابة .


فعن عبد الله بن ثابت قال : جاء عمر بن الخطاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله : إني مررت بأخ لي من قريظة ، فكتب لي جوامع من التوراة ألا أعرضها عليك ، قال : فتغير وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم -


قال عبد الله - يعني ابن ثابت - فقلت له : ألا ترى ما بوجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فقال عمر : رضينا بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا ،
قال : فسري عن النبي -صلى الله عليه وسلم -وقال : ( والذي نفس محمد بيده لو أصبح فيكم موسى ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم ، إنكم حظي من الأمم وأنا حظكم من النبيين) )1)

وعن خالد بن عرفطة قال : كنت جالسا عند عمر ، إذ أتى برجل من عبد القيس - مسكنه بالسوس)2)- فقال له عمر : ( أنت فلان بن فلان العبدي ؟) قال : ( نعم ) قال : ( وأنت النازل بالسوس ؟ ) قال : ( نعم ) فضربه بقناة معه ، فقال الرجل : ( مالي يا أمير المؤمنين ؟ ) فقال له عمر : اجلس ، فجلس فقرأ عليه : ( بسم الله الرحمن الرحيم .الر . تلك آيات الكتاب المبين . إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون . نحن نقص عليك أحسن القصص ...إلى (لمن الغافلين) فقرأها عليه ثلاثا، وضربه ثلاثا،فقال له الرجل:( مالي يا أمير المؤمنين ؟ ) قال : ( أنت الذي نسخت كتاب دانيال ؟ ) قال : ( مرني بأمرك اتبعه ) قال : ( انطلق فامحه بالحميم)3)والصوف الأبيض ، ثم لا تقرأه ، ولا تقرئه أحدا من الناس ، فلئن بلغني عنك : أنك قرأته أو أقرأته أحدا من الناس ، لأنهكتك عقوبة ) ثم قال له : ( اجلس )فجلس بين يديه ، فقال : انطلقت أنا ، فانتسخت كتابا من أهل الكتاب، ثم جئت به في أديم ، فقال لي رسول صلى الله عليه وسلم : (ما هذا في يدك يا عمر ؟ ) قال : قلت : ( يا رسول الله كتاب انتسخته ، لنزداد به علما إلى علمنا ) ، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمرت وجنتاه ، ثم نودي بالصلاة جامعة ، فقالت الأنصار : ( أغضب نبيكم صلى الله عليه وسلم : السلاح ، السلاح ، فجاءوا حتى أحدقوا بمنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:( يا أيها الناس إني أوتيت جوامع الكلم وخواتيمه ، واختصر لي اختصارا ، ولقد أتيتكم بها بيضاء نقية ، فلا تتهوكوا ، ولا يقربكم المتهوكون)4) ) قال عمر : فقمت فقلت : ( رضيت بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبك رسولا ، ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم ) )5)
وعن الزهري ، عن عروة بن الزبير : أن عمر بن الخطاب أراد أن يكتب السنن ، فاستشار في ذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأشاروا عليه أن يكتبها ، فطفق عمر يستخير الله فيها شهرا ثم أصبح يوما وقد عزم الله له ، فقال : " إني كنت أردت أن أكتب السنن ، وإني ذكرت قوما كانوا قبلكم كتبوا كتبا فأكبوا عليها ، وتركوا كتاب الله تعالى، وإني والله لا ألبس كتاب الله بشيء أبدا ")6)

http://www.xzx4ever.com/vb/Extras/Fwasel%20%2811%29.gif


)1)- أخرجه الإمام احمد في المسند ( 4 / 265 - 266 رقم 18525 )
)2) - السوس : بضم السين وسكون الواو وسين أخرى بلد قديم بخوزستان فيه قبر دانيال عليه السلام ، والسوس بلد بالمغرب أيضا ، وقيل غير ذلك . انظر : المشترك وضعا والمفترق صقعا لياقوت الحموي ص 259 ، ومراصد الاطلاع لصفي الدين البغدادي 2 / 755 .
)3) - الحميم : هو الماء الحار . انظر : النهاية في غريب الحديث 1 / 262 .
)4) - التهوك كالتهور : هو الوقوع في الأمر بغير روية ، والمتهوك الذي يقع في كل أمر ، وقيل : هو التحير . انظر : النهاية 4 / 258 .
)5)- أخرجه الخطيب في تقييد العلم ص 51 ، 52 بلفظه .
)6)- أخرجه الخطيب في تقييد العلم ص49- 51 بروايات عديدة بلفظه ومعناه ، وابن عبد البر في جامع بيان العلم 1 / 77 ، غير أن عروة لم يصح له سماع من عمر بن الخطاب . انظر : التهذيب 7 / 183 - 185 .

*Jugurtha*
2012-09-07, 12:17
إن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يُعْنَوْنَ بتدوين أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم –


في حياته وبعد مماته بإذن منه -صلى الله عليه وسلم- .

روى البخاري بسنده عن همام بن منبه قال : سمعت أبا هريرة يقول :



( ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد أكثر حديثاً مني، إلا ما كان من حديث عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب )

وروى البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال :



( لما فتح الله على رسوله صلى الله عليه وسلم مكة ... فقام أبو شاه - رجل من أهل اليمن - فقال :


اكتبوا لي يا رسول الله فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : اكتبوا لأبي شاه) .

وأخرج البخاري بسنده عن أبي جحيفة قال :



( قلت لعلي : هل عندكم كتاب ؟ قال : لا، إلا كتاب الله ، أو فهم أعطيه رجل مسلم ، أو ما في هذه الصحيفة قال : قلت : فما في هذه الصحيفة ؟


قال : العقل ، وفكاك الأسير ، ولا يقتل مسلم بكافر) .



وروى الإمام أحمد في مسنده والحاكم في المستدرك من حديث أبي قبيل قال :


كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاص وسئل أي المدينتين تفتح أولاً القسطنطينية أو رومية ؟


فدعا عبد الله بصندوق له حلق ، قال : فأخرج منه كتاباً ، قال :


( فقال عبد الله : بينا نحن حول رسول الله -صلى الله عليه وسلم - نكتب إذ سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أي المدينتين تفتح أولاً :قسطنطينية أو رومية ؟


فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : مدينة هرقل تفتح أولاً يعني قسطنطينية) .

ففي هذه الأحاديث وغيرها كثير دليل صريح على أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يكتبون الأحاديث النبوية ، وقد كانت لبعضهم صحائف مثل صحيفة عبد الله بن عمرو وصحيفة جابر بن عبد الله-رضي الله عنهم- .



أما نهي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فكان خشية أن يختلط القرآن على الناس مع غيره من الأحاديث النبوية




-روي أحمد ومسلم و الدارمي والترمذي و النسائي عن أبي سعيد الخدري قول الرسول ( لا تكتبوا عني شيئا سوي القرآن، فمن كتب عني غير القرآن فليمحه ) .

-أخرج الدارمي-وهو شيخ البخاري-عن أبي سعيد الخدري أنهم (استأذنوا النبي في أن يكتبوا عنه شيئا فلم يأذن لهم ).

-روي مسلم وأحمد أن زيد بن ثابت–دخل علي معاوية فسأله عن حديث وأمر إنسانا أن يكتبه، فقال له زيد( إن رسول الله أمرنا ألا نكتب شيئا من حديثه )، فمحاه معاوية .

أبو بكر الصديق جمع الناس بعد وفاة النبي وقال إنكم تحدثون عن رسول الله أحاديث تختلفون فيها والناس بعدكم أشد اختلافا ، فلا تحدثوا عن رسول الله شيئا ، فمن سألكم فقولوا بيننا وبينكم كتاب الله فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه) وهذا ما يرويه الذهبي في تذكرة الحفاظ .

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " خرج علينا رسول الله http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif ونحن نكتب الأحاديث ، فقال : ما هذا الذي تكتبون؟ فقلنا أحاديث نسمعها منك ، فقال كتاب غير كتاب الله ؟أتدرون ما ضل الأمم قبلكم إلا بما اكتتبوا من الكتب مع كتاب الله تعالى" .

عن عبد الله بن حنطب قال : " دخل زيد بن ثابت على معاوية ، فسأله عن حديث فأمر أنسانا أن يكتبه ، فقال له زيد إن رسول الله http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif أمرنا أن لا نكتب شيئا فمحاه " .

واخرج الدارمي في سننه عن يحيى بن جــعدة قــال : " أتي النبي http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif بكتف فيه كتاب ، فقال كفا بقوم ضلالا أن يرغبوا عما جاء به نبيهم الى ما جاء به غير نبيهم ، أو كتاب غير كتاب ربهم ، فانزل الله تعالى (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (العنكبوت:51) .


قـــالــــت عـــائشـــــة: جمع أبي الحديث عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وكانت خمسمائة حديث، فبات ليلته يتقلب كثيراً، فقالت: فغمَّني. فقلت: أتتقلبُ لشكوى أو لشيء بلغك؟ فلما أصبح، قال: أي بُنيَّه هلّمي الأحاديث التي عندك، فجئته بها، فدعا بنار فحرقها...) .تذكرة الحفاظ: ج3 ص5.

شمــوس
2012-09-07, 12:22
بسم الله الرحمن الرحيم

** لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ

أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ **

وزيادة هي رؤية الله تعالى

اللهم اجعلنا منهم يا رب العالمين

ابو الحارث مهدي
2012-09-07, 12:31
قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- :



" إِيَّاكُمْ وَالرَّأْيَ ؛ فَإِنَّ أَصْحَابَ الرَّأْيِ أَعْدَاءُ السُّنَنِ ، أَعْيَتْهُمُ الأَحَادِيثُ أَنْ يَعُوهَا ،
وَتَفَلَّتَتْ مِنْهُمْ أَنْ يَحْفَظُوهَا ، فَقَالُوا فِي الدِّينِ بِرَأْيِهِمْ ".

رواه اللالكائي في شرح "أصول اعتقاد أهل السنة" والهروي في "ذم الكلام" وذكره السيوطي
في "مفتاح الجنة بالاحتجاج بالسنة" وعزاه –أيضا- للبيهقي ابن حجر في "فتح الباري".



http://www.xzx4ever.com/vb/Extras/Fwasel%20%2811%29.gif



كفر من أنكر الرؤية


وقد ذكر الطبري - وغيره-أنه قيل لإمام لمالك:
إن قوماً يزعمون أن الله لا يرى يوم القيامة فقال مالك -رحمه الله-: السيف السيف.




وقال أبو حاتم الرازي قال أبو صالح كاتب الليث أملي عليَّ عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون رسالة عما جحدت الجهمية فقال:
لم يزل يملي لهم الشيطان حتى جحدوا قول الله تعالى:
(وُجُوهٌ يَومَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة)




وذكر ابن أبي حاتم عن الأوزاعي أنه قال:
إني لأرجو أن يحجب الله عز وجل جهماً وأصحابه عن أفضل ثوابه الذي وعده أوليائه حين يقول:


(وُجُوهٌ يَومَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة)



ويوضع بدل (الجهم = ابن الواد)



قال أحمد بن حنبل -رحمه الله- :
الرؤية من كذب بها فهو زنديق
وقال: من زعم أن الله لا يرى في الآخرة،
فقد كفر بالله وكذب بالقرآن ورد على الله أمره يستتاب فإن تاب وإلا قتل.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- :

( والذي عليه جمهور السلف أن من جحد رؤية الله في الدار الآخرة فهو كافر

فإن كان ممن لم يبلغه العلم في ذلك عرف ذلك كما يعرف من لم تبلغه شرائع الإسلام ،

فإن أصر على الجحود بعد بلوغ العلم له فهو كافر



والأحاديث والآثار في هذا كثيرة مشهورة ، قد دون العلماء فيها كتبا مثل كتاب الرؤية للدارقطنى ولأبى نعيم وللآجري ، وذكرها المصنفون في السنة كابن بطة واللالكائي وابن شاهين وقبلهم عبـد الله بن أحمد بن حنبل وحنبل بن إسحاق والخلاّل والطبراني وغيرهم وخرجها أصحاب الصحيح والمساند والسنن وغيرهم )

مجموع فتاوى ابن تيمية (6/ 486 )

ابو الحارث مهدي
2012-09-07, 12:35
تَسَمَّوا بالقرآنيين ظلما وزورا

فَهُم وربِّ الكعبة كفار بالقرآن قبل كفرهم بالسنَّة
كفرهم مثل كفر اليهود والنصارى

تبًّا لهم
' سُوسٌ يَنْخَرُ فِي عَضُدِ الأُمَّة '
http://www.ansarsunna.com/pics/betaqa.jpg




آخر مشاركة -إن شاء الله- مع العقلانيين أعداء السنن

والآن مع صلاة الجمعة
يرحمكم الله

أبو عبد الرحمن الجزائري
2012-09-07, 13:09
بداية أشكر الإخوة على هذه الردود، وإن كان معظمها من الإنشاء الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، وكما قلت أكثر من مرة، يمكن لصاحب أي مذهب أن ينعت الآخرين بأقبح الصفات وأن سلفه مطلقا هم أفضل الرجال، فمن يعجز عن ذلك! إذن -رجاء- لا أريد تكرار هذه الإنشائيات، لأني أشمئز منها اشمئزازا كبيرا، وأحسب أن كثيرا من القراء هم كذلك، ولا أرى أن قائل ذلك إلا غبيا، لا يقرأ ما في كتب التاريخ، مما تجعل "أهل الحديث" في وضع لا يحسدون عليه، وهم الذي شرعوا للسلطة وبغيها بكل سفور، وبمختلف التبريرات والروايات الواهية، والآن يكذبهم الواقع المشاهد، وتنتقدهم الدراسات الموضوعية المتحررة.. فكيف يسلم بكل ما يقولونه، وإن زعموا تواتره!





ثانيا، علينا أن نحذر من المزايدات على ما يقوله المحاور، فأنا نبهت إلى ركام الروايات وما ينبغي نحوه من غربلة، وليس في كلامي إنكار السنة رأسا، كما يفعل ذلك من يُسمون بـ (القرآنييين)! وكيف أن آليات علم الحديث التقليدية لا تكفي لتلك الغربلة، ليس فقط لتحيزها وطائفيتها في كثير من الأحيان، بل أيضا لأن "أهل الحديث" خلطوا بين عدم صحة حديث العرض على النص القرآني عندهم، وبين شرعية هذه المسألة بعيدا عن أي حديث صحيح أو ضعيف، فمن غير المقبول أن يروي الرسول -صلى الله عليه وسلم- حديثا يخالف به النص القرآني المحفوظ المتواتر، ولاسيما عندما يتعلق الأمر بالأخبار أو الروايات وأتحدى من يزعم خلاف ذلك، أن يقول بصريح العبارة دون حياء أو خجل: نعم، الرسول يمكن أن يمدنا بخبر أو تصور يعارض به النص القرآني!




من ذا يجرؤ على مثل هذا الكلام، أنتظر ذلك وباهتمام..






ثالثا: علينا أن نكون دقيقين.. فمعارضة الحديث للقرآن الكريم شيء، وتفرد الحديث بأشياء ليست في النص القرآني شيء آخر، ولا نعبر عن ذلك أيضا بالقول لا توافق القرآن الكريم، لأن عدم الموافقة يعني المعارضة، وحديثنا يتركز على رد الرواية التي تعارض النص القرآني بالفهم العربي الأصيل.. هنا محل الجدل، والصحابة –رضوان الله تعالى- كما هو مشهور عنهم، قد ردوا روايات بعضهم عندما عارضت النص القرآني كما فعلت عائشة مع حديث ابن عمر في عذاب الميت ببكاء أهله عليه والأمثلة كثيرة.. فهذا مذهب السلف عند التعارض، قبل الفتن وقبل عصر التدوين السلطوي، وظهور "أهل الحديث" في القرن الثالث، في عصر المتوكل.. إذن فلنركز على محل الخلاف، ولا نضيع الوقت ولا نكثر الجعجعة من غير طحين!





رابعا: مرة أخرى لا تلزمنا تلك الروايات المذكورة، حتى وإن قيل بتواترها وأنى لها ذلك، وفيها من التناقض والاضطراب ما فيه، وأكثر من ذلك فنزعم أنها تعارض النص القرآني المحكم، عندما قال الله تعالى: {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار}، وفي نفي الإدراك كامل التنزيه لربنا العظيم، لما يقتضيه اعتقاد الرؤية من تشبيه لازم محتم، وإن أنكره من أنكره، فكل عاقل يعلم بالبداهة أن المرئي حتما متحيز متكيف إلى آخر شروط الرؤية المعروفة، ونفي الكيفية مع ذلك قول سخيف جدا، فمن زعم أن ثمة رؤية غير تلك المعهودة عند العرب، فليقم الدليل على ذلك وأنى له! والله يتعالى بصفاته أزلا وأبدا، فلن يتخلى عنها، والمخلوق مهما كانت أحواله في الآخرة، فلن يطمع أن يقترب منها، بله أن يرى رب العزة عيانا.. يا سلام! دعونا بعيدا عن معتقدات أهل الكتاب في ربهم!






خامسا: يا أخي المدعو أبو الحارث المهدي اللغة العربية ليست في صالحك في تفسير الإدراك بالإحاطة، وإني أنتظر أن تذكر مصدرا واحدا في ذلك، ثم إن في رد السيدة عائشة -رضوان الله تعالى عليها- على مسروق، في أن محمدا رأى ربه بالآية الكريمة (والحديث رواه الشيخان وغيرهما)، ما هو أقوى مما جاء في كتب اللغة، ومن أعرف باللغة العربية من أمثالها من الصحابة -رضوان الله تعالى-، ثم انتبه جيدا وركز معي، فهي قد استدلت بالآية الكريمة {لا تدركه الأبصار} لتنفي إمكان حصول الرؤية لله، من غير أن تقيد ذلك بدنيا ولا آخرة.. أرجو التركيز!






سادسا، الآية الكريمة {فلما تراءا الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون} لا دليل فيها على أن نفي الإدراك ليس نفيا للرؤية كما ذكر ذلك ابن جرير الطبري، وتبعه من تبعه، ومنهم القرطبي، الذي رد عليه الحافظ ابن حجر في فتح الباري بقوله: "وهو استدلال عجيب لأن متعلق الإدراك في آية الأنعام البصر، فلما نفي كان ظاهره نفي الرؤية بخلاف الإدراك الذي في قصة موسى، ولولا وجود الأخبار بثبوت الرؤية ما ساغ العدول عن هذا الظاهر"، فإذن ابن حجر يرى رأي النافين في الآية، لكن نقول أيضا لابن حجر، لا يجوز العدول عن الآية القاطعة إلى روايات معارضة، ولاسيما مع شبهة التشبيه والتجسيم القوية جدا في هذه الرواية، ولا ينكر ذلك إلا معاند أو متعصب!



سابعا: من النافين للرؤية في الدنيا والآخرة العلامة السني أبو بكر الجصاص، فقد قال عن آية الأنعام المذكورة في تفسيره أحكام القرآن: "يقال إن الإدراك أصله اللحوق، نحو قولك: أدرك زمان المنصور، وأدرك أبا حنيفة ، وأدرك الطعام أي لحق حال النضج ، وأدرك الزرع والثمرة، وأدرك الغلام إذا لحق حال الرجال..





وإدراك البصر للشيء لحوقه له برؤيته إياه ، لأنه لا خلاف بين أهل اللغة أن قول القائل أدركت ببصري شخصا معناه رأيته ببصري، ولا يجوز أن يكون الإدراك الإحاطة لأن البيت محيط بما فيه وليس مدركا له ، فقوله تعالى : {لا تدركه الأبصار} معناه لا تراه الأبصار ، وهذا تمدح بنفي رؤية الأبصار، كقوله: {لا تأخذه سنة ولا نوم}، وما تمدَّح الله بنفيه عن نفسه إثبات ضده ذم ونقص ، فغير جائز إثبات نقيضه بحال ، كما لو بطل استحقاق الصفة بـ {لا تأخذه سنة ولا نوم} لم يبطل إلا إلى صفة نقص..





ولا يجوز أن يكون مخصوصا بقوله: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة}، لأن النظر محتمل لمعان منه انتظار الثواب كما روي عن جماعة من السلف ، فلما كان ذلك محتملا للتأويل لم يجز الاعتراض عليه بما لا مساغ للتأويل فيه..






والأخبار المروية في الرؤية إنما المراد بها العلم، لو صحت، وهو علم الضرورة الذي لا تشوبه شبهة، ولا تعرض فيه الشكوك لأن الرؤية بمعنى العلم مشهورة في اللغة".





هذا كلام الجصاص، وفيه رد كثير من الشبه التي طرحت، والتي يمكن أن تشغل بال بعضنا.








ملاحظة: لن أرد على الضعاف المساكين، الذين همهم السب والقذف والرمي بالألقاب، ومن يبدو منهم التعصب المذهبي مهما كان، بل كلامي مع مَن يفهم الحجة ويفقهها، ويحاول المراجعة، ويتتبع نقاط المحاورة، ولا بأس أن ينقل نقلا في محله دون إسراف.. يدل على جهله وكسله واتكائه على غيره! والتمييز بين الصنفين ممكن بكل يسر، والحمد لله.



]و لهذا العلم يتطور في حين ان الفكر الديني عندنا مازال حبيس التقليد و تقديس غير المعصومين من البشر
. Quote]]أن تيار العلوم النقلية لم يهتم بما سميته انت بالعلوم الدنيوية و اهملها و لم يكتف بذلك , بل حارب روادها و حذر منهم و شجع الناس على ترك هذه العلوم , و النتيجة تقهقر شامل على كل المستويات الحضارية , و الآن ماذا نفعتنا ترسانة كتب العلوم الدينية في العشر قرون الماضية ؟؟ لا علم و لا تكنولوجيا و لا تقدم و لا ازدهار , مجرد حفظ و تكرار و شروح و هوامش على المتون و شروح للهوامش و هوامش الهوامش . و زج بالدين في كل المجالات ... أعلم ان مثل هذا الكلام قد يغيضك و قد يدفع حتى بالبعض إلى سل السيوف و قطع الرقاب غيرة على هذا الدين . لكن هذه قناعتي بعد ان نشأت بين كتب الدين , ثن انتهيت إلى أن كثير مما فيها جعجعة و ثرثرة لا ضرورة لها , اكثرنا من الكلام في الدين و الإفتراء عليه باسم العلم الشرعي و اهملنا العلوم العقلية بشكل شبه مطلق . و النتيجة , لا علم شرعي نافع و لا علم دنيوي نعز به بين الامم . ]







من يقول هذا الكلام لاأظنه إلا من طائفة معروفة لا تأمن لا بكتاب ولا سنةولا وجود ولا رؤية ..
الذي يصف الاسلام بالتخلف والقدم وليس حضاري فكلام خطير جدا فراجع نفسك هداك الله...

*Jugurtha*
2012-09-07, 14:07
إن النهي كان في بداية الأمر ، ثم وقع الإذن بعده ، إذ حديث أبي شاة المتقدم كان في أواخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنه كان عام الفتح سنة ثمان من الهجرة .
وكذلك إخبار أبي هريرة - وهو متأخر الإسلام فقد أسلم على أرجح الروايات سنة سبع من الهجرة عام خيبر - بأن عبد الله بن عمرو كان يكتب ، وأنه هو لم يكن يكتب : يدل على أن عبد الله كان يكتب بعد إسلام أبي هريرة
وأيضا لو كان النهي متأخرا لعرف ذلك عند الصحابة يقينا ، ولما وقعت الكتابة منهم .
وأخيرا طلب النبي صلى الله عليه وسلم منهم اللوح والقلم - وهو في مرض الموت - ليكتب لهم : إذن صريح وواضح على إباحة الأمر.
بيد أن النهي عن الكتابة كان لسببين :
أحدهما :خوف اختلاط القرآن بالسنن لاسيما وقد كان الاثنان يكتبان في صحيفة واحدة .

ثانيهما : خشية اشتغال الناس - عن القرآن - بالسنن ، والقرآن لما يتيسر حفظه بعد لكثير من الصحابة .


فعن عبد الله بن ثابت قال : جاء عمر بن الخطاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله : إني مررت بأخ لي من قريظة ، فكتب لي جوامع من التوراة ألا أعرضها عليك ، قال : فتغير وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم -


قال عبد الله - يعني ابن ثابت - فقلت له : ألا ترى ما بوجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فقال عمر : رضينا بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا ،
قال : فسري عن النبي -صلى الله عليه وسلم -وقال : ( والذي نفس محمد بيده لو أصبح فيكم موسى ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم ، إنكم حظي من الأمم وأنا حظكم من النبيين) )1)

وعن خالد بن عرفطة قال : كنت جالسا عند عمر ، إذ أتى برجل من عبد القيس - مسكنه بالسوس)2)- فقال له عمر : ( أنت فلان بن فلان العبدي ؟) قال : ( نعم ) قال : ( وأنت النازل بالسوس ؟ ) قال : ( نعم ) فضربه بقناة معه ، فقال الرجل : ( مالي يا أمير المؤمنين ؟ ) فقال له عمر : اجلس ، فجلس فقرأ عليه : ( بسم الله الرحمن الرحيم .الر . تلك آيات الكتاب المبين . إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون . نحن نقص عليك أحسن القصص ...إلى (لمن الغافلين) فقرأها عليه ثلاثا،وضربه ثلاثا،فقال له الرجل:( مالي يا أمير المؤمنين ؟ ) قال : ( أنت الذي نسخت كتاب دانيال ؟ ) قال : ( مرني بأمرك اتبعه ) قال : ( انطلقفامحه بالحميم)3)والصوف الأبيض ، ثم لا تقرأه ، ولا تقرئه أحدا من الناس ، فلئن بلغني عنك : أنك قرأته أو أقرأته أحدا من الناس ، لأنهكنك عقوبة ) ثم قال له : ( اجلس )فجلس بين يديه ، فقال : انطلقت أنا ، فانتسخت كتابا من أهل الكتاب،ثم جئت به في أديم ، فقال لي رسول صلى الله عليه وسلم : (ما هذا في يدك يا عمر ؟ ) قال : قلت : ( يا رسول الله كتاب انتسخته ، لنزداد به علما إلى علمنا ) ، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمرت وجنتاه ، ثم نودي بالصلاة جامعة ، فقالت الأنصار : ( أغضب نبيكم صلى الله عليه وسلم : السلاح ، السلاح ، فجاءوا حتى أحدقوا بمنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:( يا أيها الناس إني أوتيت جوامع الكلم وخواتيمه ، واختصر لي اختصارا ، ولقد أتيتكم بها بيضاء نقية ، فلا تتهوكوا ، ولا يقربكم المتهوكون)4) ) قال عمر : فقمت فقلت : ( رضيت بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبك رسولا ، ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم ) )5)
وعن الزهري ، عن عروة بن الزبير : أن عمر بن الخطاب أراد أن يكتب السنن ، فاستشار في ذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأشاروا عليه أن يكتبها ، فطفق عمر يستخير الله فيها شهرا ثمأصبح يوما وقد عزم الله له ، فقال : " إني كنت أردت أن أكتب السنن ، وإني ذكرت قوما كانوا قبلكم كتبوا كتبا فأكبوا عليها ، وتركوا كتاب الله تعالى، وإني والله لا ألبس كتاب الله بشيء أبدا ")6)

http://www.xzx4ever.com/vb/Extras/Fwasel%20%2811%29.gif


)1)- أخرجه الإمام احمد في المسند ( 4 / 265 - 266 رقم 18525 )
)2) - السوس : بضم السين وسكون الواو وسين أخرى بلد قديم بخوزستان فيه قبر دانيال عليه السلام ، والسوس بلد بالمغرب أيضا ، وقيل غير ذلك . انظر : المشترك وضعا والمفترق صقعا لياقوت الحموي ص 259 ، ومراصد الاطلاع لصفي الدين البغدادي 2 / 755 .
)3) - الحميم : هو الماء الحار . انظر : النهاية في غريب الحديث 1 / 262 .
)4) - التهوك كالتهور : هو الوقوع في الأمر بغير روية ، والمتهوك الذي يقع في كل أمر ، وقيل : هو التحير . انظر : النهاية 4 / 258 .
)5)- أخرجه الخطيب في تقييد العلم ص 51 ، 52 بلفظه .
)6)- أخرجه الخطيب في تقييد العلم ص49- 51 بروايات عديدة بلفظه ومعناه ، وابن عبد البر في جامع بيان العلم 1 / 77 ، غير أن عروة لم يصح له سماع من عمر بن الخطاب . انظر : التهذيب 7 / 183 - 185 .


إن كان الأمر كما تقول يا أخي الفاضل أن النهي كان في البداية

ثم عام الفتح أذن بكتابة الحديث

فلماذا قام أبو بكر الصديق في عهده بحرق المصاحف التي كتبت

فيها الأحاديث رغم أنه كان ملازما للنبي صلى الله عليه وسلم

حتى في آخر لحظات موته ؟

قـــالــــت عـــائشـــــة: جمع أبي الحديث عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وكانت خمسمائة حديث، فبات ليلته يتقلب كثيراً، فقالت: فغمَّني. فقلت: أتتقلبُ لشكوى أو لشيء بلغك؟ فلما أصبح، قال: أي بُنيَّه هلّمي الأحاديث التي عندك، فجئته بها، فدعا بنار فحرقها...) .تذكرة الحفاظ: ج3 ص5.


بل لماذا حتى في عهد معاوية رضي الله عنه كان ينهى عن كتابة

الحديث :

عن عبد الله بن حنطب قال : " دخل زيد بن ثابت على معاوية ، فسأله عن حديث فأمر أنسانا أن يكتبه ، فقال له زيد إن رسول الله http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif أمرنا أن لا نكتب شيئا فمحاه " .

هل الصحابي الجليل رغم جلالة قدره ومبلغ علمه كان يجهل عن

قضية تدوين الأحاديث والسماح بكتابتها ؟

أم أَنَّ في المسألة إِنَّ ؟



قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- :




" إِيَّاكُمْ وَالرَّأْيَ ؛ فَإِنَّ أَصْحَابَ الرَّأْيِ أَعْدَاءُ السُّنَنِ ، أَعْيَتْهُمُ الأَحَادِيثُ أَنْ يَعُوهَا ،
وَتَفَلَّتَتْ مِنْهُمْ أَنْ يَحْفَظُوهَا ، فَقَالُوا فِي الدِّينِ بِرَأْيِهِمْ ".



رواه اللالكائي في شرح "أصول اعتقاد أهل السنة" والهروي في "ذم الكلام" وذكره السيوطي
في "مفتاح الجنة بالاحتجاج بالسنة" وعزاه –أيضا- للبيهقي ابن حجر في "فتح الباري".
يروي لنا السلف:
قال عمر بن الخطاب لأبي هريرة : ( لتتركن الحديث عن رسول الله أو لألحقنك بأرض دوس ) ( 8 ) وقال له أيضا : ( لتتركن الحديث عن رسول الله أو لألحقنك بأرض الفيح يعني أرض قومه ) .أخبار المدينة المنورة لابن شيبة ج 3 ص 800 .

يبدو أن أبا موسى قد روى حديثا ، فسمعه عمر بن الخطاب ، أو سمع به عمر بن الخطاب فقال لأبي موسى : ( والله لتقيمن عليه البينة ) ، وفي لفظ مسلم ( أقم عليه البينة وإلا أو جعلتك ) . صحيح مسلم ج 3 ص 1694 ، وموطأ مالك ج 2 ص 964 بلفظ آخر والرسالة للشافعي ص 43 .


قال الذهبي : إن عمر حبس ثلاثة : ابن مسعود وأبا الدرداء وأبا مسعود الأنصاري فقال : ( لقد أكثرتم الحديث عن رسول الله ) .تذكرة الحفاظ للذهبي ج 1 ص 7 .
قال أبو هريرة :
( إني لأحدث أحاديثا لو تكلمت بها زمن عمر لشج رأسي ) البداية والنهاية لابن كثير ج 8 ص 107 .

وفي صحيح البخاري :

عن أبي هريرة أيضا قال :

( حفظت من رسول الله وعائين ، أما أحدهما فبثثته ، وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم ) .

[FONT=sakkal majalla][COLOR=black]ظاهر هذه المرويات أن عمر بن الخطاب كان يهدد حفظة الحديث و ينهاهم عن روايته بل أنه قام بجسن بعضهم وهذا يناقض تماما ما وضعته أنت فتأمّل

و حتى لو سلمنا بصحته

الإمام أبو حنيفة كان من كبار التابعين وكان يقدم الرأي والقياس على الأحاديث فهل هو من أعداء السنن

وكذلك كان الإمام مالك يقدم عمل أهل المدينة ؟

هل يعقل أن ابا حنيفة الذي جال الآفاق في طلب العلم كان يجهل أثر عمر ذاك ؟

مهاجر إلى الله
2012-09-07, 17:36
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إتفق أهل السنة على أن رؤية الله تعالى جائزة، وخالفهم في ذلك الشيعة والمعتزلة والإباضية، وقال الكرامية والمجسمة بجواز رؤية الله تعالى.

فالحاصل أن رؤية الله قال بها الأشاعرة أهل السنة والكرامية والمجسمة، والاتفاق هذا حاصل على مجرد تصحيح الرؤية مع عدم الاتفاق على معناها ومفهومها وشروطها ولوازمها.

وقال الشيعة والمعتزلة والإباضية بنفي الرؤية.

ولم يتفق الأشاعرة والمجسمة والكرامية على معنى الرؤية وحقيقتها والأصول التي بنوا تصحيح الرؤية عليها، فالمجسمة والكرامية بنوا قولهم بذلك على استصحاب أصلهم المعلوم من أن الله - تعالى - جسم وأنه في جهة، والرؤية تحصل بالعين عن طريق مقابلة المرئي في الجهة، ويلزمهم عند اشتراطهم هذه الشروط التشبيه المحض.

وأما الأشاعرة والماتريدية، فقالوا بصحة الرؤية ونفي كون الله تعالى جسماً، ونفي كونه ذا حَدٍّ أو حدودٍ، ولم يقولوا باشتراط الجهة لصحة الرؤية وهذا هو المذهب الحق .



من هم المجسمة الذين ذكرتهم !

ابن الواد
2012-09-07, 18:43
كفر من أنكر الرؤية


وقد ذكر الطبري - وغيره-أنه قيل لإمام لمالك:
إن قوماً يزعمون أن الله لا يرى يوم القيامة فقال مالك -رحمه الله-: السيف السيف.




وقال أبو حاتم الرازي قال أبو صالح كاتب الليث أملي عليَّ عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون رسالة عما جحدت الجهمية فقال:
لم يزل يملي لهم الشيطان حتى جحدوا قول الله تعالى:
(وُجُوهٌ يَومَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة)




وذكر ابن أبي حاتم عن الأوزاعي أنه قال:
إني لأرجو أن يحجب الله عز وجل جهماً وأصحابه عن أفضل ثوابه الذي وعده أوليائه حين يقول:


(وُجُوهٌ يَومَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة)



ويوضع بدل (الجهم = ابن الواد)



قال أحمد بن حنبل -رحمه الله- :
الرؤية من كذب بها فهو زنديق
وقال: من زعم أن الله لا يرى في الآخرة،
فقد كفر بالله وكذب بالقرآن ورد على الله أمره يستتاب فإن تاب وإلا قتل.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- :

( والذي عليه جمهور السلف أن من جحد رؤية الله في الدار الآخرة فهو كافر

فإن كان ممن لم يبلغه العلم في ذلك عرف ذلك كما يعرف من لم تبلغه شرائع الإسلام ،

فإن أصر على الجحود بعد بلوغ العلم له فهو كافر



والأحاديث والآثار في هذا كثيرة مشهورة ، قد دون العلماء فيها كتبا مثل كتاب الرؤية للدارقطنى ولأبى نعيم وللآجري ، وذكرها المصنفون في السنة كابن بطة واللالكائي وابن شاهين وقبلهم عبـد الله بن أحمد بن حنبل وحنبل بن إسحاق والخلاّل والطبراني وغيرهم وخرجها أصحاب الصحيح والمساند والسنن وغيرهم )

مجموع فتاوى ابن تيمية (6/ 486 )



في الحقيقة هذا هو المنهج نفسه، الذي سالت لأجله أنهار في الدماء في التاريخ.. يتحدثون بقواعد ما أسهل نقضها، فمن ذلك بناء العقائد على أخبار الآحاد الظنية، وهذا يجرهم إلى تصديق روايات أهل الكتاب والانغماس في عقائدهم، التي تكاد تجعل الخالق نوع من البشر فقط، وهذا يجرهم أيضا إلى اتباع المتشابه والمحتمل في القرآن الكريم، ولما يناقشون في ذلك، يتهمون مناقشهم باستخدام العقل وبترك السنن (المشبوهة والمدخولة)، ثم يتطور الأمر إلى إشهار ألقاب التكفير، فالحكم بالقتل! ثم يلصقون ذلك بأيمة من التابعين.. في روايات أخرى!



فوالله لن يصح ذلك عن مالك ولا عن غيره.. يا ضيق الأفق يا وقود الفتنة، فعلا لقد كذبتم واتبعتم روايات لن تصح عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أبدا، فكيف لا يوجد منكم من يضع روايات عن السلف لأجل تكفير المخالف واستباحة دمه، وكأنه دم خروف أو شاة! آه.. لقد أفلت الإمام أبو بكر الجصاص من السيف!



يا أخي الكريم أنا مستعد تمام الاستعداد، وانطلاقا من تفسير الطبري فقط، ومن روايات في البخاري ومسلم، أن أثبت لك أن جميع ما تزعمونه في باب العقائد من تصورات تكفرون بها غيركم.. هناك من السلف الكرام من الصحابة والتابعين من قال بخلاف ذلك، إذن قد فاتكم أن تشهروا السيف في وجوههم جميعا أيضا!



وأنا أقول لك -وبكل اطمئنان- أن هذه روايات سلطانية، صنعت في القرن الثالث فما بعده، لأجل ملاحقة الخارجين عن أفق "أهل الحديث" الضيق جدا، لأنهم يتحركون بالآثار المحفوظة، ودون عقول تفكر، لأن التفكير والتعقل جريمة! فهو من فعل المعتزلة ومَن خرج عن السلطة الأموية في جبريتها وإرجائها وجبروتها! احفظ هذه الثلاثية جيدا.. إياك أن تنساها إياك!





ما أقسى الإسلام وما أعنفه على أهله، في ظل تصوراتكم وهواجسكم، وفي الحقيقة لم يستفد من تأصيلاتكم الحمقاء إلا الحكام الظلمة، الذي كذبتم لهم، وعشتم في ظلالهم وإلى الآن، وتجرعت الأمة الإسلامية الويلات جراء ذلك، طيلة قرون إلى عهد القذافي ومبارك وبشار .. لكن -بحمد الله- آن الآوان للقضاء على كذب الكذابين وافتراء المفترين، والرجوع إلى القرآن الكريم {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}، وعرض كل العقائد والتصورات عليه، لأجل القضاء أو التخفيف من تصوراتكم المنغلقة المتعصبة المأججة للفتن، التي كانت نقمة على المجتمعات الإسلامية، ولله الأمر من قبل ومن بعد !





وللنظر كيف أصل بعضهم لقتل (المبتدعة)، أرجو السماع لهذا اليوتيوب بعنوان:



عدنان إبراهيم يفضح خطورة... سفك الدماء

*Jugurtha*
2012-09-07, 19:11
من هم المجسمة الذين ذكرتهم !




من يثبتون لله تبارك وتعالى الحدّ والجهة والحيز والأبعاض

والجوارح ويقولون أنّ الله جسم لا كالأجسام !!!

علي الجزائري
2012-09-07, 22:46
((
أذكّر نفسي و بعض الإخوة ممن أهل السنة و أهل الأهواء بقول الله تعالى :
قل إنما حرّم ربّي الفواحش ما ظهر منها و ما بطن و الإثم و البغي بغير الحقّ
و أن تشركوا بالله ما لم ينزّل به سلطانا
و أن تقولوا على الله ما لا تعلمون ))

فقير إلى الله
2012-09-08, 17:52
أخي الفاضل كريم :

قلت في الأول :





فهنا شبهت رؤية الله بمثل رؤية الشمس أو السماء .

ثم قلت هنا تبطل قياس الله على المخلوقات :







فأنت يا أخي الفاضل تناقض نفسك بنفسك

أما التجسيم فالسلفية يقولون أننا لا ننكر ولا نثبت أن الله جسم

يعني يمكن أن يكون الله جسم ويمكن ألا يكون جسم وهناك من

أثبت الجسم وقال جسم لا كالأجسام .

فالمجسمة والكرامية بنوا قولهم بذلك على استصحاب أصلهم المعلوم من أن الله - تعالى - جسم وأنه في جهة، والرؤية تحصل بالعين عن طريق مقابلة المرئي في الجهة، ويلزمهم عند اشتراطهم هذه الشروط التشبيه المحض.

وأما الأشاعرة والماتريدية، فقالوا بصحة الرؤية ونفي كون الله تعالى جسماً، ونفي كونه ذا حَدٍّ أو حدودٍ، ولم يقولوا باشتراط الجهة لصحة الرؤية وهذا هو المذهب الحق ليس كمثله شيئ وهو السميع البصير .

[SIZE=7]يقول يوغرطة هداه الله:




http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1077125&page=8

نحن قرأنا في القرآن أن الله يخلق الإنسان في أحسن تقويم وأنت تقول لي أن الله هو الذي يخلق المعوقين واصحاب العاهات أي عقيدة هذه التي تدعون لها ؟

أليست هذه زندقة إنه ينكر أن الله خالق كل شيئ؟


سؤال مهم لك يايوغرطة
من الذي يخلق المعوقين واصحاب العاهات؟



قال الله في الزمر:الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1600&idto=1600&bk_no=51&ID=1622#docu) ( 62 )

http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1077125&page=8

فقير إلى الله
2012-09-08, 17:53
يقول يوغرطة هداه الله:




http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1077125&page=8

نحن قرأنا في القرآن أن الله يخلق الإنسان في أحسن تقويم وأنت تقول لي أن الله هو الذي يخلق المعوقين واصحاب العاهات أي عقيدة هذه التي تدعون لها ؟

أليست هذه زندقة إنه ينكر أن الله خالق كل شيئ؟


سؤال مهم لك يايوغرطة
من الذي يخلق المعوقين واصحاب العاهات؟



قال الله في الزمر:الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1600&idto=1600&bk_no=51&ID=1622#docu) ( 62 )

http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1077125&page=8

فقير إلى الله
2012-09-08, 17:54
كلام الأخ صحيح لا غبار عليه

فهناك أحاديث كثيرة تعارض القرآن الكريم بل تناقض نفسها

بنفسها و الأدهى أن هناك أحاديث ظاهرها إساءة لمقام النبي

صلى الله عليه وسلم ولو شئت لبسطناها لك .

أما كون من قال بهذا فهو من العقلانيين الشذذ

فيكفينا أن أول من قال به هو :

عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
إني كنت أردت أن أكتب السنن ، وإني ذكرت قوما كانوا قبلكم كتبوا كتبا فأكبوا عليها فتركوا كتاب الله تعالى ، وإني والله لا ألبس كتاب الله بشئ أبدا .


* ( هامش ) *
( 2 ) الطبقات الكبرى لابن سعد 3 : 286 ، وأبو طالب مؤمن قريش للخنيزي : 2 - 3 . ( * )

يقول يوغرطة هداه الله:




http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1077125&page=8

نحن قرأنا في القرآن أن الله يخلق الإنسان في أحسن تقويم وأنت تقول لي أن الله هو الذي يخلق المعوقين واصحاب العاهات أي عقيدة هذه التي تدعون لها ؟

أليست هذه زندقة إنه ينكر أن الله خالق كل شيئ؟


سؤال مهم لك يايوغرطة
من الذي يخلق المعوقين واصحاب العاهات؟



قال الله في الزمر:الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1600&idto=1600&bk_no=51&ID=1622#docu) ( 62 )

http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1077125&page=8

NafidatAmel
2012-09-11, 11:20
السلام عليكم

ان الامور العقدية لا مجال فيها لذرة شك او ريب
ولا مجال لقاعدة الـ بين البينين

فقير إلى الله
2012-09-11, 14:29
كتاب
«التوحيد وإثبات صفات الرب عز وجل»



http://ia360703.us.archive.org/12/items/TawhidIbnKhuzaima/Tawhid-Ibn-Khuzaima-S.jpg (http://s203841464.onlinehome.us/waqfeya/books/23/19/tesrag.rar)


المؤلف: أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة (ت. 311 هـ)
تحقيق: د. عبد العزيز بن إبراهيم الشهوان
الطبعة: الأولى - 1408 هـ - 1988 م
دار النشر: دار الرشد - المملكة العربية السعودية / الرياض
الأجزاء: 2

عن المؤلف:
وُلد بنيسابور في 223 هـ. رحل في طلب الحديث إلى العراق والشام ومصر وغيرها، وتتلمذ على يونس بن عبد الأعلى، والبخاري، ومسلم، وعلي ابن حُجر وغيرهم كثير. من تلاميذه: أبو بكر الإسماعيلي، وحفيده محمد بن الفضل، وابن حبان، وأبو بكر أحمد الصبغي وغيرهم. كان شافعي المذهب، وكان أحد أئمة الدنيا عِلما وفقها وحفظا وجمعا واستنباطا. قال الدارقطني: «كان ابن خزيمة إمامًا ثبتًا معدوم النظير». توفي في 311 هـ. قال عمرو بن محمد: «حضرت وفاة الإمام أبي بكر وكان يحرك إصبعه بالشهادة عند آخر رمق.» الترجمة المفصّلة (http://as-salaf.com/article.php?aid=78&lang=ar)

موضوع الكتاب:
يبحث في المسائل الاعتقادية، وبالذات ما يتصل منها بأسماء الله وصفاته، وأحوال الناس يوم القيامة على منهج أهل الآثار، وهم أهل الحديث، ومذهبهم هو ما عُرف بعد بمذهب "أهل السنة والجماعة" ... وقد تطرق المؤلف في هذا الكتاب إلى الحديث عن عدد من القضايا أهمها:
1. سياق ما ورد في الكتاب والسنة في إثبات عدد من الصفات الذاتية والفعلية لله عز وجل، وجعلها قاعدة لاثبات ما ورد مشابهًا لها، وأن القول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر.
2. إثبات إمكان رؤية الله يوم القيامة للمؤمنين.
3. إثبات رؤية النبي -صلى الله عليه وسلم- لربه في الدنيا.
4. إثبات الشفاعة يوم القيامة، والرد على منكريها من المعتزلة والخوارج. (1)

سبب تأليف الكتاب:
قال المؤلف -رحمه الله- في مقدمة كتابه: «كنت أسمع من بعض أحداث طلاب العلم والحديث ممن لعله كان يحضر بعض مجالس أهل الزّيغ والضلالة، من المعظلة، والقدرية المعتزلة، ما تخوّفت أن يميل بعضهم عن الحقّ والصوات من القول، إلى البهت والضلال في هذين الجنسين من العلم، فاحتسبت في تصنيف كتاب يجمع هذين الجنسين من العلم بإثبات القول بالقضاء السابق، والمقادير النافذة قبل حدوث كسب العباد، والإيمان بجميع صفات الرحمن الخالق -جلا وعلا-، مما وصف الله به نفسه في مُحكم تنزيله، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد. وبما صحّ وثبت عن نبينا -صلى الله عليه وسلم- بالأسانيد الثابتة الصحيحة، بنقل أهل العدالة موصولا إليه -صلى الله عليه وسلم)

طبعات الكتاب:
- طبع بتحقيق الشيخ محمد خليل هراس ـ رحمه الله ـ .
- طبع بتحقيق الدكتور عبدالعزيز الشهوان ، نشر مكتبة الرشد فـي مجلدين ، وهو في الأصل رسالة علمية لنيل الشهادة العالمية العالية « الدكتوراه » ، من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، عام 1405هـ وهي أجود طبعة للكتاب .
- طبع بتحقيق سمير الزهيري في مجلدين، نشر دار المغني بالرياض. (2)


روابط تحميل الكتاب:
- النسخة المصورة pdf (http://s203841464.onlinehome.us/waqfeya/books/23/19/tesrag.rar) - رابط بديل box.net (http://www.box.net/shared/ffdtvdakz6)
- نسخة وورد Word (الترقيم موافق للمطبوع) (http://www.box.net/shared/hvb7oakmvm)
- نسخة المكتبة الشاملة bok (موافق للمطبوع) (http://www.box.net/shared/x0f9rynss8)

لتصفح الكتاب:
الجزء الأول (http://as-salaf.com/article.php?aid=95&lang=ar)
الجزء الثاني (http://as-salaf.com/article.php?aid=97&lang=ar)


شروح الكتاب:
- شرح الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن السعد (http://www.alssad.com/publish/cat_index_61.shtml) (صوتي)
- شرح الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك (http://www.as-salaf.com/article.php?aid=99&lang=ar) (صوتي)
- شرح الشيخ عمر بن حسن فلاتة (http://www.archive.org/details/falatah-tawhid-kuzaimah) (صوتي)
- شرح الشيخ صالح العبـود (http://www.archive.org/details/obod-khuzaimah) - رئيس الجامعه الاسلاميه سابقا (صوتي)

للإبلاغ عن رابط لا يعمل اضغط هنـا (http://as-salaf.com/contacts.php?lang=ar)



(1) منقول من مقدمة تحقيق الكتاب - بتصرف
(2) "كتب أثنى عليها العلماء" - المجموعة الأولى: كتب العقيدة / إعداد: عبد الإله بن عثمان الشايع

فقير إلى الله
2012-09-11, 14:51
رؤية الله عز وجل

إكرام16
2012-09-21, 11:32
شششششششششششكككككككككككرررررااااااااااا

إكرام16
2012-09-21, 11:36
جزاك الله خيرا يا اخي العزيز

ayoub setéf
2012-09-21, 16:31
مشكور على الموضوع

فقير إلى الله
2012-09-24, 15:28
في الحقيقة هذا هو المنهج نفسه، الذي سالت لأجله أنهار في الدماء في التاريخ.. يتحدثون بقواعد ما أسهل نقضها، فمن ذلك بناء العقائد على أخبار الآحاد الظنية، وهذا يجرهم إلى تصديق روايات أهل الكتاب والانغماس في عقائدهم، التي تكاد تجعل الخالق نوع من البشر فقط، وهذا يجرهم أيضا إلى اتباع المتشابه والمحتمل في القرآن الكريم، ولما يناقشون في ذلك، يتهمون مناقشهم باستخدام العقل وبترك السنن (المشبوهة والمدخولة)، ثم يتطور الأمر إلى إشهار ألقاب التكفير، فالحكم بالقتل! ثم يلصقون ذلك بأيمة من التابعين.. في روايات أخرى!



فوالله لن يصح ذلك عن مالك ولا عن غيره.. يا ضيق الأفق يا وقود الفتنة، فعلا لقد كذبتم واتبعتم روايات لن تصح عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أبدا، فكيف لا يوجد منكم من يضع روايات عن السلف لأجل تكفير المخالف واستباحة دمه، وكأنه دم خروف أو شاة! آه.. لقد أفلت الإمام أبو بكر الجصاص من السيف!



يا أخي الكريم أنا مستعد تمام الاستعداد، وانطلاقا من تفسير الطبري فقط، ومن روايات في البخاري ومسلم، أن أثبت لك أن جميع ما تزعمونه في باب العقائد من تصورات تكفرون بها غيركم.. هناك من السلف الكرام من الصحابة والتابعين من قال بخلاف ذلك، إذن قد فاتكم أن تشهروا السيف في وجوههم جميعا أيضا!



وأنا أقول لك -وبكل اطمئنان- أن هذه روايات سلطانية، صنعت في القرن الثالث فما بعده، لأجل ملاحقة الخارجين عن أفق "أهل الحديث" الضيق جدا، لأنهم يتحركون بالآثار المحفوظة، ودون عقول تفكر، لأن التفكير والتعقل جريمة! فهو من فعل المعتزلة ومَن خرج عن السلطة الأموية في جبريتها وإرجائها وجبروتها! احفظ هذه الثلاثية جيدا.. إياك أن تنساها إياك!





ما أقسى الإسلام وما أعنفه على أهله، في ظل تصوراتكم وهواجسكم، وفي الحقيقة لم يستفد من تأصيلاتكم الحمقاء إلا الحكام الظلمة، الذي كذبتم لهم، وعشتم في ظلالهم وإلى الآن، وتجرعت الأمة الإسلامية الويلات جراء ذلك، طيلة قرون إلى عهد القذافي ومبارك وبشار .. لكن -بحمد الله- آن الآوان للقضاء على كذب الكذابين وافتراء المفترين، والرجوع إلى القرآن الكريم {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}، وعرض كل العقائد والتصورات عليه، لأجل القضاء أو التخفيف من تصوراتكم المنغلقة المتعصبة المأججة للفتن، التي كانت نقمة على المجتمعات الإسلامية، ولله الأمر من قبل ومن بعد !





وللنظر كيف أصل بعضهم لقتل (المبتدعة)، أرجو السماع لهذا اليوتيوب بعنوان:



عدنان إبراهيم يفضح خطورة... سفك الدماء



كلام خبيث و الله ما في القلوب أخبث

فقير إلى الله
2012-09-25, 01:58
بكلام غير المسلمين تقول

فقير إلى الله
2012-09-25, 02:03
أبشر يا أخي الكريم فكلام الشيخ عدنان إبراهيم في ذلك الفيديو لم ينفرد به، بل قال به العشرات من أيمة العلم قبله، وهو معنى قول ابن الجوزي: "ما أحسن قول القائل : إذا رأيت الحديث يباين المعقول أو يخالف المنقول أو يناقض الأصول فاعلم أنه موضوع"، فالشيخ عدنان يطبق هذه المقولة فقط، ولا يكتفي بالتشدق بها، وأنا أسألك ما معنى أن الحديث يخالف المنقول، أليس هذا هو معارضة القرآن الكريم بالدرجة الأولى؟ ولا أسألك عن مباينة العقول، لأنك ومن تتبعه تبدون في بعض المسائل بلا عقول، بل تكرار واجترار، وأين أنتم من توصيات القرآن الكريم في استخدام العقول وتوظيفه بمختلف وظائفه!



وأجزم أنك تستمع للشيخ عدنان استماعا عاطفيا، غير متحرر؛ لذلك لن تستفيد أبدا، وتبقى دائما غارقا في بحر التقليد، وما أكثر ما روى "أهل الحديث" مما هو بحاجة إلى عرض على القرآن الكريم، أما أن تبنى عليه عقائد.. فهيهات وهيهات! وكل العقلاء -يا أخي- يحكمون على أن التصحيح والتضعيف أمر ظني جدا، فكيف تقطع بعقيدة أصلها من الحديث، بل كيف تقبلها حتى مع معارضتها للقرآن الكريم.. أمر عجب!



يجب أن تعلم أن "أهل الحديث" في عهد التدوين (القرن الثالث الهجري) استكثروا من الرواية عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- في نهم شديد، وهذا في صراعهم مع المعتزلة والحنفية أصحاب الرأي، فكانوا يتشبثون بالحديث مهما كان، ويقدمونه على فهم واستنباط من النص القرآني مثلا، فالمهم مخالفة أولئك ولا شيء بعد ذلك، ومنهجهم في غربلة الحديث الضعيف والموضوع.. لا يزال يستدرك عليه إلى اليوم، وأكبر فجوة فيه الإعراض عن عرض الرواية حتى في العقائد على القرآن الكريم، ولذلك أخروا القرآن الكريم عن مرتبته الحقيقية، وهو المتواتر المحفوظ!



أرجو أن تتفطن ومن يشابهك لكل هذا، وتتخلص من التقليد والمتابعة، وتنجو بنفسك، فــ (السنة) لا معنى لها إن كانت تثبت معاني تخالف القرآن الكريم أو مقتضيات العقل أو ما ثبت في العلم الحديث، والله نسأل الهداية والتوفيق.




قل لصاحبك الذي نقلت عنه هذا الكلام: إن كلامك يصح ولا غبار عليه.. لو أن السنة وصلتنا كما وصلنا القرآن الكريم بطريق التواتر، فحينئذ نحن لا نرتاب فيها، بل لا يمكن أن تخالف القرآن الكريم أبدا، حاشا للرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يروي ما يخالف به الوحي الذي أنزل عليه، وإنما كان ثمة أحاديث معارضة للنص القرآني، لأنها حتما لم يقلها الرسول -صلى الله عليه وسلم-، أو رويت عنه بالمعنى فكان التحريف، أو هي أصلا من زيادات أهل الكتاب ومن أسلم منهم، وربما من وضع الزنادقة.. وهكذا فلتفهم الأمر على هذا النحو، والعجب ممن يتحدث عن ركام من الروايات، وكأنه يتحدث عن القرآن الكريم.. هذا جنون وتجاهل ومكابرة، والعياذ بالله!



[/center]
يجب أن تعلم أن "أهل الحديث" في عهد التدوين (القرن الثالث الهجري) استكثروا من الرواية عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- في نهم شديد، وهذا في صراعهم مع المعتزلة والحنفية أصحاب الرأي، فكانوا يتشبثون بالحديث مهما كان، ويقدمونه على فهم واستنباط من النص القرآني مثلا، فالمهم مخالفة أولئك ولا شيء بعد ذلك، ومنهجهم في غربلة الحديث الضعيف والموضوع.. لا يزال يستدرك عليه إلى اليوم، وأكبر فجوة فيه الإعراض عن عرض الرواية حتى في العقائد على القرآن الكريم، ولذلك أخروا القرآن الكريم عن مرتبته الحقيقية، وهو المتواتر المحفوظ!

$$$Money
2012-09-25, 05:59
السلام عليكم

yacine blood
2012-09-25, 17:32
جزيل الشكر

Bac_2012_14
2012-11-01, 22:11
بارك الله فيك على الطرح

Bac_2012_14
2012-11-01, 22:11
المفيد اخى الفاضل

ghaza_01
2012-11-01, 22:17
العقل يقولأنه اذا رأيت شيءا فقد حددته بمكان . لكن جل صفاته لا يحويه مكان و لا زمان .
عن عائشة قالت : من حدثك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد كذب! "