المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الربيع* ‬الإسرائيلي* ‬الحقيقي


أبو عمر الفاروق
2012-09-01, 00:39
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لم يحدث في تاريخ الدولة العبرية منذ خرجت من رحم الظلم والاستبداد عام 1948 وأن نعمت بالأمان، وأطل عليها الربيع الحقيقي الدائم كما هو حاصل الآن، فقد كانت دائما هي من تصنع شتاء الدول العربية، ولكنها الآن تتفرج من شرفة ربيعها المشرق على دول عربية كثيرة قرّرت أن* ‬تدخل* ‬بنفسها* ‬حياة* ‬العواصف* ‬والزوابع* ‬والرعود* ‬ولا* ‬تخرج* ‬منها*.‬

وبالرغم من أن بشار الأسد ورفقاءه لم يزأروا أبدا في وجه الإسرائيليين ولم يكشروا أبدا عن "أنيابهم" على مدار تواجدهم في السلطة وتواجد الكيان الإسرائيلي الذي عاث فسادا في كل أراضيهم، إلا أن الربيع الحالي الذي يعيشه الكيان الاسرائيلي، هو ربيع مثالي لم يعد فيه الحكام فقط ناسين للقدس الشريف وللأراضي الضائعة هنا وهناك، وإنما أيضا الشعوب المنشغلة بأمور أخرى بعيدة عن القضية الحقيقية، وما تقوم به إسرائيل منذ بضعة أشهر في الأقصى الشريف من تخريب صار يهدد فعلا بإزالة "مسرى" خاتم الانبياء يوحي أن الصهاينة يعيشون في أحلى أيام* ‬ربيع* ‬العمر* ‬الحقيقي* ‬حيث* ‬تشرق* ‬الشمس* ‬على* ‬الأرض* ‬التي* ‬اغتصبوها* ‬وتغرق* ‬من* ‬البحر* ‬إلى* ‬البحر*.‬

وإذا كان معروفا عن الاسرائيليين أنهم يستغلون نصف فرصة لتسجيل عدد كبير من الأهداف الاستراتيجية التي تمنحهم الأمجاد وليس الألقاب الزائفة، فإنهم الآن يلعبون في الساحة لوحدهم من دون خصم أو منافس ولا حتى حكم مباراة، المدهش في الحكاية، أن الشرق الأوسط الذي كان يشغل الإعلام العالمي، أو على الأقل الإعلام العربي، لم يعد يشكل في كل أنواع وسائل الإعلام أكثر من نقطة في محيط الإعلام العالمي حيث يهتم العالم بأسره وكل دولة بما فيها فلسطين بما يجري في البلدان الملتهبة منذ عدة أشهر بين مدّ حكامها وشدّ شعوبها ونيران الخارج،* ‬وهي* ‬تنتحر* ‬في* ‬اليوم* ‬عدة* ‬مرات،* ‬بينما* ‬يمرح* ‬الإسرائيليون* ‬لوحدهم* ‬ويسرحون،* ‬ولو* ‬حرقوا* ‬الأقصى* ‬ونسفوا* ‬غزة* ‬ومسحوها* ‬من* ‬الوجود* ‬ما* ‬تحرك* ‬ساكن* ‬في* ‬العالم* ‬بأسره،* ‬وربما* ‬ما* ‬كُتب* ‬حرف* ‬واحد* ‬عن* ‬الحادثة*.‬

قبل البعثة النبوية جهّز أبرهة الحبشي جيش عرمرم يتقدمه الفيلة لأجل هدم الكعبة التي كان يحج إليها الناس من كل فج عميق، وعلى مشارف الكعبة الشريفة علم عبد المطلب الهاشمي بهذا الهجوم ولم يجد من وسيلة سوى الدعاء وقال كلمته الشهيرة "أن للكعبة ربا يحميها"، فجعل الله كيد جيش أبرهة في تضليل وأرسل عليهم طيرا أبابيل، التي رمتهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول، وحقق لخاتم الانبياء وصحابته ومن تبعهم بعد ذلك المقدرة على حماية الكعبة إلى يوم الدين، والآن على مشارف الأقصى الشريف بل وفي داخل ساحاته يقف أبرهة الصهيوني تطاول فِيلته* ‬مآذن* ‬القدس* ‬الشريف* ‬ولا* ‬يجد* ‬من* ‬يتحسر* ‬أو* ‬يدعو* ‬الله* ‬أو* ‬يقول* ‬أن* ‬لبيت* ‬المقدس* ‬ربا* ‬يحميها* ‬كما* ‬حمى* ‬الكعبة* ‬منذ* ‬قرون* ‬خلت*. ‬