المحبُّ لأهل السُّنة
2012-08-31, 18:55
بسم الله الرّحمن الرّحيم
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال" الإمام ابن الجوزيّ رحمه الله تعالى" في التبصرة تعليقا على قوله تعالى :
{وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً }الإسراء24
الويل كل الويل لعاق والديه،
والخزي كل الخزي لمن ماتا غضابا عليه
أف له هل جزاء المحسن إلا الاحسان إليه،
أتبِعْ الآن تفريطك في حقهما أنينا وزفيرا
{وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً }
كم آثراكَ بالشهوات على النفس،
ولو غبت ساعة صارا في حبس
حياتهما عندك بقايا شمس،
ولقد راعياك طويلا فارعهما قصيرا
{وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً }
كم ليلة سهرا معك إلى الفجر،
يداريانك مداراة العاشق في الهجر
فإن مرضتَ أجريا دمعا لم يجْر،
تالله لم يرضيا لتربيتك غير الكفِّ والحجر سريرا
{وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً }
يُعالجان أنجاسك ويثحبان بقاءك،
ولو لقيت منهما أذى شكوت شقاءك
ما تشتاق لهما إذا غابا ويشتاقان لقاءك،
كم جرَّعاك حلوا وجرعتهما مريرا
{وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً }
أتحسُنُ الإساءة في مقابلة الإحسان،
أوَ ما تأنف الإنسانية للإنسان
كيف تعارض حسن فضلهما بقبح العصيان،
ثم ترفع عليهما صوتا جهيرا
{وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً }
تحب أولادك طبعا،
فأحبب والديك شرعا،
وارع أصلا أثمر لك فرعا
واذكر لطفهما بك وطيب المرعى أولا واخيرا
{وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً }
تصدق عنهما إن كانا ميتين،
صل لهما واقض عنهما الدين
واستغفر لهما واستدم هاتين الكلمتين،
وما تُكلف إلا أمرا يسيرا
{وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً }
أهـــ كلامه رحمه الله.
*********************************
ربّ ارحمهما كما ربّياني صغيرا
اللهمّ لا تقبضنا إليك إلا وأنت عنّا راضٍ
وآباؤنا وأمّهاتنا عنّا راضون
اللهمّ ارزقنا البرّ بآبائنا وأمّهاتنا
واختم لنا يا ربّ بالحسنى
وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمّد
والله الموفق
...
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال" الإمام ابن الجوزيّ رحمه الله تعالى" في التبصرة تعليقا على قوله تعالى :
{وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً }الإسراء24
الويل كل الويل لعاق والديه،
والخزي كل الخزي لمن ماتا غضابا عليه
أف له هل جزاء المحسن إلا الاحسان إليه،
أتبِعْ الآن تفريطك في حقهما أنينا وزفيرا
{وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً }
كم آثراكَ بالشهوات على النفس،
ولو غبت ساعة صارا في حبس
حياتهما عندك بقايا شمس،
ولقد راعياك طويلا فارعهما قصيرا
{وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً }
كم ليلة سهرا معك إلى الفجر،
يداريانك مداراة العاشق في الهجر
فإن مرضتَ أجريا دمعا لم يجْر،
تالله لم يرضيا لتربيتك غير الكفِّ والحجر سريرا
{وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً }
يُعالجان أنجاسك ويثحبان بقاءك،
ولو لقيت منهما أذى شكوت شقاءك
ما تشتاق لهما إذا غابا ويشتاقان لقاءك،
كم جرَّعاك حلوا وجرعتهما مريرا
{وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً }
أتحسُنُ الإساءة في مقابلة الإحسان،
أوَ ما تأنف الإنسانية للإنسان
كيف تعارض حسن فضلهما بقبح العصيان،
ثم ترفع عليهما صوتا جهيرا
{وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً }
تحب أولادك طبعا،
فأحبب والديك شرعا،
وارع أصلا أثمر لك فرعا
واذكر لطفهما بك وطيب المرعى أولا واخيرا
{وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً }
تصدق عنهما إن كانا ميتين،
صل لهما واقض عنهما الدين
واستغفر لهما واستدم هاتين الكلمتين،
وما تُكلف إلا أمرا يسيرا
{وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً }
أهـــ كلامه رحمه الله.
*********************************
ربّ ارحمهما كما ربّياني صغيرا
اللهمّ لا تقبضنا إليك إلا وأنت عنّا راضٍ
وآباؤنا وأمّهاتنا عنّا راضون
اللهمّ ارزقنا البرّ بآبائنا وأمّهاتنا
واختم لنا يا ربّ بالحسنى
وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمّد
والله الموفق
...