مشاهدة النسخة كاملة : صفات الأمير عبد القادر
كان الأمير مربوع القامة ، قويا ضليعا ، مفتول العضلات .و لكن هذا الرجل الذي كان يمكث 36 بل 40 ساعة ممتطيا جواده ، يتحدى المدافع و الرصاص ، و يشحن بندقيته مثل أبسط الفرسان ، كانت سحنته مزيجا من الطاقة و الزهد و الصفاء تنشر على محياه حسنا و بهاء أخاذين .
و قد قال عنه بيجو الذي قابله غداة إمضاء معاهدة تافنة : " تأملت لحظة هيأته و لباسه الذي لم يكن يغاير لباس أبسط العرب . سحنة وجهه تشبه نوعا ما الصورة التي تعطي للمسيح .لون عينيه و لحيته كستنائي يميل الى السواد ، عظيم الهامة ، كبير الفم ، أسنانه غير منتظمة في بياض رائع ، له هيأة الناسك الورع ".
و تحدث عنه ليون روش الذي كان أكثر قربا منه فقال " كان حنطي اللون ، عريض الجبين ، أهدابه سوداء و دقيقة على عينين خضروان ساحرين ، أقنى الأنف ، ، رقيق الشفتين ، أسود الشعر ، كث اللحية ، معبر الوجه ، وشم صغير يتوسط أشفار العينين ، تبرز أناقة جبينيه ، ، يده رقيقة و ضعيفة ساحرة بياضها، تبرز منها عروق زرقاء ، أصابعه أنيقة و طويلة ، تنتهي بأظفار وردية مقلمة ، و رجليه التي كثيرا ما يعتمد عليها تشبه يديه بياضا و أناقة . قامته لا تتجاوز خمسة أقدام و نيفا ( حوالي متر و 70 سنتم ) ، و لكن عضلاته المفتولة تبرز قوته و صلابته ."
و يعرض علينا ( توسان دي مانوار ) نفس الصورة و إن كان يختلف مع الذين أرادوا أن يعطوا الأمير هيأة الزهد المتصوف ، فيقول "معتدل القامة ، ممتلئ الجسم ، أبيض اللون في شحوب ، قصير اللحية أسودها ، عريض الجبين ، رمادي العينين يميل الى إخضرار حلي . أقنى الانف ، جميل الفم و باختصار فان وجهه جميل و رائع . و صحته - التي يقال عنها سيئة- تبدو جيدة .و إنني لا أرى فيه الهيئة الصوفية التي يسمونه به ".
كان لباسه عاديا و بسيطا ، قميص من القطن ، عليه صدار من الصوف ، وشاش من الصوف الرقيق الأبيض ، و أحيانا يرتدي برنوسا أسمر، و بيده سبحة . و كان دائما يرتدي اللباس القومي ، و يمنع رجاله من تزيين لباسهم ، ذاك أن التجميل و التزيين متروك للنساء حتى يستهوين الفرسان .
خيمته واسعة و لكنها تشبه خيم جميع رفقائه. و يقول عنه ( توستان دي مانوار) : (( كان متربعا على حصير ، تحت ظل شجرة تين، متكئا على صندوق خشبي شبيه بالصناديق التي نراها لدى جميع الباعة العرب في الجزائر العاصمة .))
كما سجل القنصل دوماس في مذكراته في سنة 1839 م و قد رأى الأمير يبيع علنا جميع حلي زوجته ليصب ثمنها في الخزينة العامة : (( لقد كان يحتقر المال ، تاركا عائلته في الغالب تحت وطأة البِؤس و العوز )).
و صادف مرة أن شاهد الأمير زوجته ترتدي قفطانا مطرزا في خيمة مزدانة بالزرابي و الوسائد المطرزة بالحرير فصاح : (( ان هذه المرأة ليست زوجتي ، و هذه الخيمة ليست خيمتي ، ان زوجتي لا ترتدي إلا الملابس التي تنسجها بنفسها )) . وفي وقت قصير إختفت الزرابي ، و الوسائد و القفطان ، و عوضت بلباس من صوف ، و حصائر من صنع أهل معسكر ، و وسائد من جلد الغزلان .
********* :
المرجع : كتاب الأمير عبد القادر
سلسلة الفن و الثقافة
يشرف على هذه السلسلة -محفوظ قداش -
الصادرة عن وزارة الاعلام و الثقافة.
الشيخ منصور
2012-08-30, 19:03
بارك الله فيييييك أختي جد مشكووورة ....
Hamdy 2012
2012-09-06, 00:20
بارك الله فيك أخي
amiramira2012
2012-10-20, 20:12
بارك الله فيك
رياحين الجزائر
2012-11-22, 19:30
merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii
طارق المتيجي
2012-11-22, 22:54
هؤلاء هم الرجال اختي الفاضلة
شكرا لكي
momow002
2013-02-22, 12:40
صلى على خير الأنام سيدنا محمد ـ عليه أفضل الصلاة والسلام ـ
momow002
2013-02-22, 12:42
صلى على خير الأنام سيدنا محمد ـ عليه أفضل الصلاة والسلام ـ
بارك الله فيك أخي
شكرا على المعلومات القيمة
challenge
2013-04-14, 21:49
http://nsa31.casimages.com/img/2012/10/28/121028072551933044.gif (http://www.casimages.com/img.php?i=121028072551933044.gif)
http://nsa32.casimages.com/img/2012/10/28/121028084035518781.gif (http://www.casimages.com/img.php?i=121028084035518781.gif)
papo messi
2013-04-27, 15:54
بارك الله فيييييك أختي جد مشكووورة ....
nasro net
2013-05-03, 14:31
بارك الله فيك
theodora
2013-05-03, 19:58
بارك الله فيك
ْفاطمــــ الزهراء ــــة
2013-05-17, 19:40
جزاك الله خيرا
nadia info
2013-05-19, 13:05
merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii
chouaib r
2013-05-23, 18:16
شكرًا لك ... جزاك الله خيرا
شـــــــــــــــكــــــــــــــــــــــــــــــراا ا
anise2011
2013-07-04, 00:16
http://www.shatelarab.com/imgcache/6/49741_shatelarab.com.gif
احمد1974
2013-07-04, 01:58
http://im37.gulfup.com/zwnOF.gif
fille algerie
2013-11-04, 20:33
بــــــــــآرك الله فيــــــك على الموضوع القيم...
وفقــــــــــــــــــك الله
http://www.djelfa.info/img/printemps/nature.gif
ismahane lat
2014-02-24, 11:58
الأميـــر عبد القــادر
مــقـدمـة
إنه ليس من باب العاطفة والحب والتأثر - وهو حقيقة- أن أقدم شخصية كبيرة كشخصية الأمير عبد القادر و التي ستكون ضمن سلسلة من المقالات وإنما حرصا ومساهمة مني في رفع اللثام عن هذه الشخصية التي لم تُوفِ حضّها وحقّها عبر التاريخ وخاصة من قبلنا نحن الجزائريين فأكثر من تصد للكتابة والدفاع عن الأمير عبد القادر هم المشارقة .
إن هذه المقالات المتواضعة موجهة الى كل غيور على تاريخه المجيد وشخصياته المتميزة و الى أولائك الذين يريدون طمس هويتنا و العبث بكل ما هو مقدس لدينا وتحريفه و بث الأفكار الخطيرة والمشوهة عن هذا التاريخ تمهيدا للسيطرة على عقولنا وقلوبنا وبالتالي القضاء على مقومات وجودنا .
إن كل إنسان حرّ في هذه الدنيا يجب أن يدافع عن المظلومين و أن يحمل سلاحه ويدخل ساحة المعركة وأن يحرك قلمه ليكتب بغية تحرير العقول من الأفكار الهدامة أو أن يطلق لسانه و يعبر عن ما يختلج في صدره من حرقة على الإضدهاد المسلط على هؤلاء المظلومين .
لقد ورد عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه و إن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان",ومن هذا المنطلق و بتوفيق من الله سوف تكون هذه السلسلة من المقالات مع بساطتها باب يسمح بإبراز إحدى هذه الشخصيات المظلومة عبر التاريخ ألا و هي : الأمير عـبد القادر الجزائري .
لقد كتب الدكتور فرانس فانون " إن الإستعمار لا يكتفي بفرض قانون على الحاضر و المستقبل للبلد المسيطر عليه فحسب بل إنه و بنوع من المنطق الفاسد يلتفت إلى ماضي الشعب المضطهد فيشوهه و يزيفه و يقوضه "
نعم هذا ما يريده المستعمر و الأيادي المأجورة. والهدف الرئيسي هو أن يفقدنا البوصلة التي تقودنا نحو المجد و الرقي لبناء حضارة لها مرجعيتها الخاصة, لذا يجب أن نتحرَّ المخطط الجهنمي الذي يحاك ضِّدنا و أن نعي أننا كمسلمين مستهدفين في ديننا و تاريخنا و شخصياتنا .
أنظر ما يقوله الصحفي البلجيكي"أليو ماشي" في إحدى شهاداته : "ألاحظ أن أساتذتي خلال السِّت سنوات من الدراسة الجامعية أعطوني صورة خاطئة عن الإسلام و الحضارة العربية الإسلامية ,سواء كان ذلك في دروس التاريخ , أو في الدين أو في الأدب أو في الأخلاق ,فالحضارة العربية الإسلامية كانت دائما تُعرض على أنها مٌتخلِفة وغير مٌتسامِحة و مٌنحطة وفي الحالة الملموسة للجزائر ,فإنها لم توجد قط "
إن الحديث عن الأمير عبد القادر هو حديث عن الإيمان القويم و الخلق الرفيع و النظر الثاقب و العلم الغزير و الصمود الدائم والعزيمة التي لا تقل و الإرادة الحديدية و الزعامة المكرمة,هذه بعض الصفات التي تحلى بها أول بطل عربي قارع الاستعمار و صمد له سبعة عشرة عاما طوالا, وقد كان هذا الحرُّ هذا كله قائدا محنكا ومنظما كبيرا,أقام دولة بكل ما في الكلمة من معنى , وكان هذا قبل قرن و نصف قرن
*الدكتور نقولا زيادة.أستاذ شرف في قسم التاريخ بالجامعية الأمريكية في بيروت.
من هو الأمير عبد القادر؟
" القطنة " مكان معلوم من , هناك من تلك القرية القابعة على الضفة اليسرى لوادي الحمام , قرب معسكر , خرج الطفل الأعجوبة , متعلم , و متمكن من ذلك الشرف الديني الذي يمجد عائلته و يعطيها نفوذا هائلا ليصبح رمز المقاومة الوطنية ضد الإحتلال الاستعماري لبلادنا فمن هناك من زاوية القادرية التي كان يسيرها السّيد محي الدين أبوه, رأى عبد القادر النور يوم الثلاثاء 06 سبتمبرعام 1808م , و هناك تلقى دروسه الأولى يحفظ القرآن الكريم , و مبادئ اللغة العربية , ومن تلك الناحية المنعزلة خرج هذا الرجل الذي صار فيما بعد أمير المِؤمنين.
نســب الأمير كما قدمه هو شخصيا :
"أنا عبد القادر بن محي الدين بن مصطفى بن مختار بن عبد القادر بن أحمد بن عبد القوي بن يوسف بن أحمد بن شعبان بن محمد بن ادريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسين بن فاطمة بنت محـمد صلى الله عليه و آله و سلم , إن أجدادنا كانوا يقيمون في المدينة المنورة وأول من هاجر منهم كان إدريس الأكبر الذي صار سلطانا و شيّد مدينة فاس إن ذريته تكاثرت فتفرقت أبناؤه و نحن لم نقم في غريس قرب معسكر إلاّ منذ وفاة جدّي , إن أجدادي مشهورين في الكتب و في التاريخ بعلمهم و باحترامهم للّه"
بما أن الشاب عبد القادر لم يرضى بالبقاء في مستوى التعلم الابتدائي فإنه توجه إلى ارزيو عند القاضي سيد احمد بن طاهر حيث تعلم العلوم الدينية و الأدب العربي و الرياضيات و علم الفلك و الطب , و بعد ذلك درس في و هران عند سيد أحمد خوجة , و لكنه بقي مدّة قصيرة في تلك المدينة , ثم رجع بعدها إلى "القطنه" ليٌكمل تربيته بين أهله و ذويه. .
كان الأمير عبد القادر مولع بمراجعة المخطوطات, و كان لا يتردد على القيام بالبحث و التحقيق وقد الدكتور بوعمران عن ذلك :
"إن أفلاطون و أرسطو و الغزالي و بن رشد و بن خلدون كانوا مألوفين لديه كما تشهد على ذلك كتاباته , إنه درس و طوّر ثقافته طول حياته عندما بلغ سن السابعة عشرة أي في سنة 1825 م , رافق أباه إلى مكّة و دامت تلك الرحلة سنتين ,اتصل خلالها بالأوساط الثقافية في الشرق الأوسط , كان له الوقت في مصر أن يلاحظ بإعجابه مجهودات الباشا محمد علي و أن يتشرب من المنجزات العصرية في إطار الفلاحة و الدفاع الوطني , و لم يدخل إلى الجزائر إلاّ بعد أن قام في بغداد و زار ضريح سيدي عبد القادر الجيلاني.
*كمال بوشامة , الجزائر أرض عقيدة و ثقافة.
بعض صفات الأمير عبد القادر :
- ثقافة الأمير عبد القادر:
درس عبد القادر القرآن الكريم و أصول الدين الإسلامي و برع فيهما كما تعرف إلى عالم الثقافة الواسع تاريخا و فلسفة و لغة وجغرافيا و حتى بعض أمور الطب.
كاتب فقهاء الشريعة و راسل علماء المشرق العربي و مغربه مستوضحا عن بعض المسائل الدينية , و قضى معظم أوقاته , لا سيما بعد سنة 1848 في التأليف الديني و التأمل الصوفي .
شاعريته المتكاملة :
كان أسلوب عبد القادر في عرض الفكرة واضحا لا إشكال فيه و لاغموض , إذا ما قورن بأشهر المؤلفين في زمنه و أساليبهم في الكلام و طرح الموضوع و معالجته.
يٌعتبر الأمير أحد شعراء عصره رغم انشغاله حتى سنة 1848 بمحاربة الفرنسيين على أرض المقاطعة الغربة للجزائر.
خبرته العسكرية و أعماله الحربية :
لا يحتاج الأمير إلى مدافع عنه في هذا المضمار فقد عشق طبيعة بلاده و أحب مظاهرها و عرف كيف يتخذ من مواقعها الإستراتيجية أرضا للقتال و يستفيد من طرقاتها الضيقة و مسالكها العديدة و المتشبعة مكانا لمفاجأة أعدائه في غاباتها الكثيفة.
دهاؤه السياسي :
دلّت المفاوضات التي أجراها الأمير بنفسه مع الفرنسيين او بواسطة ممثلين عنه على دهائه , وأدت إلى توقيعه معاهدتين أتاحتا له فرض هيبة الحكم في مختلف انحاء الجزائر فأصبح الوحيد عن مصير بلاده وهاتان المعاهدتان هما:
- معاهدة داميشال بتاريخ 26 شباط سنة 1834 م.
- معاهدة تافنة بتاريخ 20 أيار سنة 1837 م.
* الإنسان الكبــير:
لا أستغرب أن يكون عبد القادر بن محي الدين المتعلق بالطريقة القادرية , قد أمضى شطراً من حياته في العبادة و الزهـد في زاوية القيطنة و أنهى أيامه بأعمال انسانية و فقا لمبادئ الدين و الشريعة حتذى في أصعب الظروف و أحرجها.
كان عميق الإيمان بالله و شديد التمسك بالأخلاق و المبادئ الإنسانية , ففي سنة 1860 دافع عن مسيحي الشـام و حماهم و قصد آنذاك الجنرال "بوفور دول بتول " قائد الحملة الفرنسية ليجتمع به و يطلب مساعدته في حل المشكلة .
إضافة إلى هذه الصفات فإن الأمير عبد القادر كان كثيرا الإطلاع على تاريخ أوروبا و سياسة فرنسا في الجزائر خلال القرن التاسع عشر كما أنه كان مطلعا على تاريخ المغرب العربي و الجزائر و علاقاتهما مع السلطة العثمانية و أوروبا خلال هذه الفترة , كما أن الأمير كان له اهتمام بالمسألة الشرقية و خاصة ما تعلق منها بالحرب الأهلية التي وقعت في الشام و جبل لبنان خلال القرن التاسع عشر و كيف أنه لم يتحيز فيها دينيا و تجرده التام و إسراعه لحماية المسيحيين .
*انظر كتاب التاريخ العسكري و الإداري للأمير عبد القادر, الدكتور أديب حرب
الأميـــر عبد القــادر
مــقـدمـة
إنه ليس من باب العاطفة والحب والتأثر - وهو حقيقة- أن أقدم شخصية كبيرة كشخصية الأمير عبد القادر و التي ستكون ضمن سلسلة من المقالات وإنما حرصا ومساهمة مني في رفع اللثام عن هذه الشخصية التي لم تُوفِ حضّها وحقّها عبر التاريخ وخاصة من قبلنا نحن الجزائريين فأكثر من تصد للكتابة والدفاع عن الأمير عبد القادر هم المشارقة .
إن هذه المقالات المتواضعة موجهة الى كل غيور على تاريخه المجيد وشخصياته المتميزة و الى أولائك الذين يريدون طمس هويتنا و العبث بكل ما هو مقدس لدينا وتحريفه و بث الأفكار الخطيرة والمشوهة عن هذا التاريخ تمهيدا للسيطرة على عقولنا وقلوبنا وبالتالي القضاء على مقومات وجودنا .
إن كل إنسان حرّ في هذه الدنيا يجب أن يدافع عن المظلومين و أن يحمل سلاحه ويدخل ساحة المعركة وأن يحرك قلمه ليكتب بغية تحرير العقول من الأفكار الهدامة أو أن يطلق لسانه و يعبر عن ما يختلج في صدره من حرقة على الإضدهاد المسلط على هؤلاء المظلومين .
لقد ورد عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه و إن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان",ومن هذا المنطلق و بتوفيق من الله سوف تكون هذه السلسلة من المقالات مع بساطتها باب يسمح بإبراز إحدى هذه الشخصيات المظلومة عبر التاريخ ألا و هي : الأمير عـبد القادر الجزائري .
لقد كتب الدكتور فرانس فانون " إن الإستعمار لا يكتفي بفرض قانون على الحاضر و المستقبل للبلد المسيطر عليه فحسب بل إنه و بنوع من المنطق الفاسد يلتفت إلى ماضي الشعب المضطهد فيشوهه و يزيفه و يقوضه "
نعم هذا ما يريده المستعمر و الأيادي المأجورة. والهدف الرئيسي هو أن يفقدنا البوصلة التي تقودنا نحو المجد و الرقي لبناء حضارة لها مرجعيتها الخاصة, لذا يجب أن نتحرَّ المخطط الجهنمي الذي يحاك ضِّدنا و أن نعي أننا كمسلمين مستهدفين في ديننا و تاريخنا و شخصياتنا .
أنظر ما يقوله الصحفي البلجيكي"أليو ماشي" في إحدى شهاداته : "ألاحظ أن أساتذتي خلال السِّت سنوات من الدراسة الجامعية أعطوني صورة خاطئة عن الإسلام و الحضارة العربية الإسلامية ,سواء كان ذلك في دروس التاريخ , أو في الدين أو في الأدب أو في الأخلاق ,فالحضارة العربية الإسلامية كانت دائما تُعرض على أنها مٌتخلِفة وغير مٌتسامِحة و مٌنحطة وفي الحالة الملموسة للجزائر ,فإنها لم توجد قط "
إن الحديث عن الأمير عبد القادر هو حديث عن الإيمان القويم و الخلق الرفيع و النظر الثاقب و العلم الغزير و الصمود الدائم والعزيمة التي لا تقل و الإرادة الحديدية و الزعامة المكرمة,هذه بعض الصفات التي تحلى بها أول بطل عربي قارع الاستعمار و صمد له سبعة عشرة عاما طوالا, وقد كان هذا الحرُّ هذا كله قائدا محنكا ومنظما كبيرا,أقام دولة بكل ما في الكلمة من معنى , وكان هذا قبل قرن و نصف قرن
*الدكتور نقولا زيادة.أستاذ شرف في قسم التاريخ بالجامعية الأمريكية في بيروت.
من هو الأمير عبد القادر؟
" القطنة " مكان معلوم من , هناك من تلك القرية القابعة على الضفة اليسرى لوادي الحمام , قرب معسكر , خرج الطفل الأعجوبة , متعلم , و متمكن من ذلك الشرف الديني الذي يمجد عائلته و يعطيها نفوذا هائلا ليصبح رمز المقاومة الوطنية ضد الإحتلال الاستعماري لبلادنا فمن هناك من زاوية القادرية التي كان يسيرها السّيد محي الدين أبوه, رأى عبد القادر النور يوم الثلاثاء 06 سبتمبرعام 1808م , و هناك تلقى دروسه الأولى يحفظ القرآن الكريم , و مبادئ اللغة العربية , ومن تلك الناحية المنعزلة خرج هذا الرجل الذي صار فيما بعد أمير المِؤمنين.
نســب الأمير كما قدمه هو شخصيا :
"أنا عبد القادر بن محي الدين بن مصطفى بن مختار بن عبد القادر بن أحمد بن عبد القوي بن يوسف بن أحمد بن شعبان بن محمد بن ادريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسين بن فاطمة بنت محـمد صلى الله عليه و آله و سلم , إن أجدادنا كانوا يقيمون في المدينة المنورة وأول من هاجر منهم كان إدريس الأكبر الذي صار سلطانا و شيّد مدينة فاس إن ذريته تكاثرت فتفرقت أبناؤه و نحن لم نقم في غريس قرب معسكر إلاّ منذ وفاة جدّي , إن أجدادي مشهورين في الكتب و في التاريخ بعلمهم و باحترامهم للّه"
بما أن الشاب عبد القادر لم يرضى بالبقاء في مستوى التعلم الابتدائي فإنه توجه إلى ارزيو عند القاضي سيد احمد بن طاهر حيث تعلم العلوم الدينية و الأدب العربي و الرياضيات و علم الفلك و الطب , و بعد ذلك درس في و هران عند سيد أحمد خوجة , و لكنه بقي مدّة قصيرة في تلك المدينة , ثم رجع بعدها إلى "القطنه" ليٌكمل تربيته بين أهله و ذويه. .
كان الأمير عبد القادر مولع بمراجعة المخطوطات, و كان لا يتردد على القيام بالبحث و التحقيق وقد الدكتور بوعمران عن ذلك :
"إن أفلاطون و أرسطو و الغزالي و بن رشد و بن خلدون كانوا مألوفين لديه كما تشهد على ذلك كتاباته , إنه درس و طوّر ثقافته طول حياته عندما بلغ سن السابعة عشرة أي في سنة 1825 م , رافق أباه إلى مكّة و دامت تلك الرحلة سنتين ,اتصل خلالها بالأوساط الثقافية في الشرق الأوسط , كان له الوقت في مصر أن يلاحظ بإعجابه مجهودات الباشا محمد علي و أن يتشرب من المنجزات العصرية في إطار الفلاحة و الدفاع الوطني , و لم يدخل إلى الجزائر إلاّ بعد أن قام في بغداد و زار ضريح سيدي عبد القادر الجيلاني.
*كمال بوشامة , الجزائر أرض عقيدة و ثقافة.
بعض صفات الأمير عبد القادر :
- ثقافة الأمير عبد القادر:
درس عبد القادر القرآن الكريم و أصول الدين الإسلامي و برع فيهما كما تعرف إلى عالم الثقافة الواسع تاريخا و فلسفة و لغة وجغرافيا و حتى بعض أمور الطب.
كاتب فقهاء الشريعة و راسل علماء المشرق العربي و مغربه مستوضحا عن بعض المسائل الدينية , و قضى معظم أوقاته , لا سيما بعد سنة 1848 في التأليف الديني و التأمل الصوفي .
شاعريته المتكاملة :
كان أسلوب عبد القادر في عرض الفكرة واضحا لا إشكال فيه و لاغموض , إذا ما قورن بأشهر المؤلفين في زمنه و أساليبهم في الكلام و طرح الموضوع و معالجته.
يٌعتبر الأمير أحد شعراء عصره رغم انشغاله حتى سنة 1848 بمحاربة الفرنسيين على أرض المقاطعة الغربة للجزائر.
خبرته العسكرية و أعماله الحربية :
لا يحتاج الأمير إلى مدافع عنه في هذا المضمار فقد عشق طبيعة بلاده و أحب مظاهرها و عرف كيف يتخذ من مواقعها الإستراتيجية أرضا للقتال و يستفيد من طرقاتها الضيقة و مسالكها العديدة و المتشبعة مكانا لمفاجأة أعدائه في غاباتها الكثيفة.
دهاؤه السياسي :
دلّت المفاوضات التي أجراها الأمير بنفسه مع الفرنسيين او بواسطة ممثلين عنه على دهائه , وأدت إلى توقيعه معاهدتين أتاحتا له فرض هيبة الحكم في مختلف انحاء الجزائر فأصبح الوحيد عن مصير بلاده وهاتان المعاهدتان هما:
- معاهدة داميشال بتاريخ 26 شباط سنة 1834 م.
- معاهدة تافنة بتاريخ 20 أيار سنة 1837 م.
* الإنسان الكبــير:
لا أستغرب أن يكون عبد القادر بن محي الدين المتعلق بالطريقة القادرية , قد أمضى شطراً من حياته في العبادة و الزهـد في زاوية القيطنة و أنهى أيامه بأعمال انسانية و فقا لمبادئ الدين و الشريعة حتذى في أصعب الظروف و أحرجها.
كان عميق الإيمان بالله و شديد التمسك بالأخلاق و المبادئ الإنسانية , ففي سنة 1860 دافع عن مسيحي الشـام و حماهم و قصد آنذاك الجنرال "بوفور دول بتول " قائد الحملة الفرنسية ليجتمع به و يطلب مساعدته في حل المشكلة .
إضافة إلى هذه الصفات فإن الأمير عبد القادر كان كثيرا الإطلاع على تاريخ أوروبا و سياسة فرنسا في الجزائر خلال القرن التاسع عشر كما أنه كان مطلعا على تاريخ المغرب العربي و الجزائر و علاقاتهما مع السلطة العثمانية و أوروبا خلال هذه الفترة , كما أن الأمير كان له اهتمام بالمسألة الشرقية و خاصة ما تعلق منها بالحرب الأهلية التي وقعت في الشام و جبل لبنان خلال القرن التاسع عشر و كيف أنه لم يتحيز فيها دينيا و تجرده التام و إسراعه لحماية المسيحيين .
amar-iphone5
2014-03-04, 23:46
جزاك الله خيراً
Moha New
2014-03-11, 18:00
شكرا لك اخي
وفاء سعاد
2014-03-16, 09:26
بارك الله فيك
~ دروب الخير ~
2014-03-16, 17:44
بارك الله فيييييك أختي
الوليـــــد
2014-03-17, 20:25
كيف لا و هو شريف النسب .
على العموم وجب التحذير من محاولات بعض المدسوسين نشر الأكاذيب حول هاته الشخصية العظيمة, و كيل الاتهامات الحاقدة.
menassel oussama
2014-03-18, 19:01
الله يبارك فيه عاش راجل و مات راجل
هذي هي الجزائر متخرج كان رجال
yacinoknn
2014-03-19, 16:53
بارك الله فيك على المعلومات
kader-dz
2014-03-27, 23:36
mmmmmmmmmmmmmmmmmmmmmmmmrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrr rrrrrrrrrrrrcccccccccccccccccccccccccc
وليد1990
2014-08-03, 16:24
بارك الله فيك
الفاصلة3
وليد1990
2014-08-03, 16:40
بارك الله فيك
الفاصلة3
العوفي العوفي
2014-08-11, 12:04
http://vb.arabseyes.com/customavatars/avatar818925_75.gif http://vb.arabseyes.com/customavatars/avatar818925_75.gif http://vb.arabseyes.com/customavatars/avatar818925_75.gif http://vb.arabseyes.com/customavatars/avatar818925_75.gif http://vb.arabseyes.com/customavatars/avatar818925_75.gif http://vb.arabseyes.com/customavatars/avatar818925_75.gif http://vb.arabseyes.com/customavatars/avatar818925_75.gif http://vb.arabseyes.com/customavatars/avatar818925_75.gif http://vb.arabseyes.com/customavatars/avatar818925_75.gif http://vb.arabseyes.com/customavatars/avatar818925_75.gif http://vb.arabseyes.com/customavatars/avatar818925_75.gif http://vb.arabseyes.com/customavatars/avatar818925_75.gif http://vb.arabseyes.com/customavatars/avatar818925_75.gif http://vb.arabseyes.com/customavatars/avatar818925_75.gif
http://vb.arabseyes.com/customavatars/avatar818925_75.gif http://vb.arabseyes.com/customavatars/avatar818925_75.gif http://vb.arabseyes.com/customavatars/avatar818925_75.gif http://vb.arabseyes.com/customavatars/avatar818925_75.gif http://vb.arabseyes.com/customavatars/avatar818925_75.gif http://vb.arabseyes.com/customavatars/avatar818925_75.gif http://vb.arabseyes.com/customavatars/avatar818925_75.gif http://vb.arabseyes.com/customavatars/avatar818925_75.gif http://vb.arabseyes.com/customavatars/avatar818925_75.gif http://vb.arabseyes.com/customavatars/avatar818925_75.gif http://vb.arabseyes.com/customavatars/avatar818925_75.gif http://vb.arabseyes.com/customavatars/avatar818925_75.gif http://vb.arabseyes.com/customavatars/avatar818925_75.gif http://vb.arabseyes.com/customavatars/avatar818925_75.gif http://vb.arabseyes.com/customavatars/avatar818925_75.gif http://vb.arabseyes.com/customavatars/avatar818925_75.gif http://vb.arabseyes.com/customavatars/avatar818925_75.gif http://vb.arabseyes.com/customavatars/avatar818925_75.gif http://vb.arabseyes.com/customavatars/avatar818925_75.gif http://vb.arabseyes.com/customavatars/avatar818925_75.gif http://vb.arabseyes.com/customavatars/avatar818925_75.gif http://vb.arabseyes.com/customavatars/avatar818925_75.gif http://vb.arabseyes.com/customavatars/avatar818925_75.gif http://vb.arabseyes.com/customavatars/avatar818925_75.gif http://vb.arabseyes.com/customavatars/avatar818925_75.gif http://vb.arabseyes.com/customavatars/avatar818925_75.gif http://vb.arabseyes.com/customavatars/avatar818925_75.gif http://vb.arabseyes.com/customavatars/avatar818925_75.gif
anise2011
2014-09-28, 13:54
شكرا لك وبارك الله فيك
djmokhtar
2014-10-09, 12:44
شكرا على الموضوع
kikizaho
2015-07-13, 16:00
مشكووووووووووووووووووووووووور.
B.fayçal
2015-08-30, 18:09
بارك الله فيك
chalarem
2015-09-07, 14:05
بارك الله فيك على المعلومات
مشكور على مجهودك
جزاك الله عنا كل خير
شكراااااااا على المعلومات القيمة
omarenesmailen
2016-04-25, 13:08
جزاكم الله خيراً
وبارك الله فيكم
hana hano
2016-04-29, 19:46
بآرك الله فيك
sliman rabeh
2016-07-02, 19:14
شكرا لك على هذا المجهود ونتمنى أن ينتفع به الجميع
رحم الله شيخ المجاهدين الأمير عبد القادر واسكنه فسيح جناته
شكرا على الموضوع القيم بارك الله فيك وجزاك كل خير
تحياتي وكل تقديري
walid2017dz
2017-01-15, 14:01
جزاك الله خيرا
مسك و ربحان
2017-01-17, 11:32
شكرااااااااااااااااا على الفائدة
عنتر زياني
2017-01-28, 17:40
بارك الله فيكم
نورالدين5
2017-01-29, 10:53
بارك الله فيك
sadmla2017
2017-02-01, 17:04
بارك الله فيك اخي مشكور
prof2017
2017-03-14, 11:50
بارك الله فيكم
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir