bra853
2009-02-26, 16:57
المبحث الثاني : النظام التربوي في الجزائر
المطلب الأول : التعليم الموروث غداة الاستقلال
هذه نظرة موجزة عن تطور المنظومة التربوية منذ 1962 حيث ورثت الجزائر المستقلة في سبتمبر من عام 1962 نظاما تعليميا مهيكلا حسب الأهداف
والغايات التي رسمها النظام الاستعماري الفرنسي وكانت هذه الأهداف تتمثل في :
ـ محو الشخصية الوطنية ومقوماتها ( الوطن , اللغة , الإسلام )
ـ طمس معالم تاريخ الشعب الجزائري والقضاء على مكاسب حضارته
ـ تحقيق سياسة الفرنسة و الإدماج
ـ تدعيم كيانه في الجزائر
فكانت الظروف المادية والبشرية صعبة للغاية في مطلع أول عام دراسي 1962م/1963
للمدرسة الجزائرية الفتية ويمكن حصر هذه العقبات فيما يلي :
أ) ـ أعداد التلاميذ : تضاعف عدد التلاميذ المسجلين في أول عام دراسي في عهد الاستقلال وقفز من 353853تلميذا خلال الموسم المنصرم 61/1962 إلى 777636 مسجلا خلال الموسم 62/1963 إذ يمثل هذا التزايد نسبة تفوق 100" فكانت حاجيات هذا العدد الهائل تفوق ما يمكن للدولة الفتية أن توفره
ب) ـ هيئة التدريس : فقد غادر صبيحة الاستقلال معظم المعلمين الفرنسيين و لم يبق من سلك التعليم إلا المعلمون الجزائريون وعددهم 2600 ونحو 100 معلم من أصل فرنسي بينما يحتاج هذا الدخول الاستثنائي حسب التقديرات الرسمية نحو 20000 معلما فلجأت الحكومة الجزائرية إلى حلول استثنائية أمام هذا الوضع فعمدت على :
ـ التوظيف المباشر للذين تتوفر لديهم مستوى مقبول من التعليم باللغة العربية والفرنسية
ـ التعاون الثقافي مع فرنسا وتم الحصول على 7700 معلما فرنسيا
وتم تغطية الباقي من البلدان العربية من 2000 إلى 2500 معلما
ـ تخفيض الساعات المقررة
ـ تناوب المعلم الواحد على عدة أفواج
ج) ـ هياكل الاستقبال : نظرا لقلة الإمكانيات تم استعمال الثكنات العسكرية والمحتشدات والسكنات ...والمساجد
د) ـ البرامج والتوقيت : حيث سار الموسم الدراسي الأول بصعوبة كبرى
المطلب الثاني : إصلاح التعليم (1962ـ 1976)
كان من الضروري تغيير المنظومة التربوية وتعويضها بمنظومة تربوية جديدة تعكس خصوصيات الشخصية الجزائرية العربية الإسلامية وتمت بناءا على ثلاث اختيارات كبرى :
· اختيار وطني يتمثل في مبدأ الجزأرة و التعريب
· اختيار ثوري يتمثل في ديمقراطية التعليم
· اختيار علمي يتمثل في الاتجاه العلمي و التكنولوجي
1ـ مبدأ الجزأرة : و قد شملت هذه الجزأرة :
= محتويات برامج التعليم والوسائل التربوية
= موظفي التعليم و التأطير
= التشريع المدرسي
2 ـ مبدأ التعريب : وقطعت فيها أشواطا كبيرة حيث تم
= تعريب المرحلة الابتدائية كل المواد تدرس باللغة العرية
= فتح أفواج معربة في المرحلتين المتوسطة والثانوية
= تعريب الشعب الادبية
3 ـ مبدا ديمقراطية التعليم : وهو تعميم التعليم و جعله في متناول جميع المواطنين على اختلاف طبقاتهم الاجتماعية
4 ـ مبدأ الاتجاه العلمي : و الغرض منه المساهمة في في التقدم العلمي و اكتساب التكنولوجيا
المطلب الثالث : تنظيم التعليم
تعمل المدرسة على الحفاظ على قيم المجتمع العريقة وإيصالها إلى الاجيال الحاضرة و بذلك يشكل التلاميذ عوامل نقل هذا التحويل الاجتماعي لهذا نظمت الدولة التعليم فأحدثت :
= التعليم الاساسي : الذي يعمل على تعليم التلميذ تقنيات ومهارات علمية و مهنية ليطلعه على معارف أساسية وهذا التعليم نتيجة التحول الصناعي والاقتصادي الذي شهدته الجزائر و يهدف هذا التعليم إلى :
أ)تكوين الانسان الجزائري المتكامل والمتوازن الشخصية
ب) الاسهام في تنمية البلاد اجتماعيا و اقتصاديا
ج) تأكيد ديمقراطية التعليم و تعميق مدلولها
د) تأصيل التعليم وجعله مرتبطا بقضايا الوطن
ه) تطوير المدرسة وجعلها تواكب مسيرة المجتمع
و) تحقق المدرسة الموحدة
ك) ترسيخ القيم العربية والاسلامية في نفوس المتعلمين
ي) تنويع المعارف و المهارات و الخبرات التي تحقق التوازن
ن) تنمية الثقافة التكنولوجية
ع) تأصيل العمل اليدوي وجعله قيمة من القيم الحضارية
ف) تهذيب ذوق التلاميذ و إحساسهم و تنمية مواهبهم
ر) إحداث التكامل بين المادة العلمية و تطبيقاتها العملية
ز) إكساب المتعلمين القدرة على استخدام مبادئ التفكير
ط) اكسابهم أدوات التعلم و وسائل الاتصال و تدريبهم على توظيفها
س) جعل العمليات التعليمية تستجيب لحاجات المتعلم
ش) اختيار خبرات التعليم ذات الاثر الفعال في حياة المتعلم
و تعتبر المدرسة الاساسية البنية القاعدية لمجموعة جهاز التربية و التكوين فهي بمثابة الجذع المشترك الذي يعد التلاميذ :
= للتعليم الثانوي العام أو التقني
= للتكوين المهني
= للاندماج في دواليب الاقتصاد عن طريق التمهين في المؤسسات
والتعليم الاساسي ذو 9 سنوات مهيكل حسب ثلاث أطوار يأتي بعده التعليم الثانوي الذي يضطلع بالمهام التالية :
= مواصلة تحقيق الاهداف التربوية العامة
= التكفل ضمن مجموعات من الشعب المتمايزة بإعداد التلاميذ إما لمواصلة الدراسة العليا من خلال منحهم تعليما ذا طابع عام يتضمن المعارف الاساسية اللازمة و إما للاندماج في الحياة العلمية مباشرة أو بعد تلقي تكوين مهني ملائم
المطلب الرابع : عوائق المنظومة التربوية :
1 - إن النظام التربوي في أي بلد كان يعكس طموحات مجتمعه ويكرس اختيارات شعبه الثقافية والسياسية والاجتماعية ويحاول أن يوجد النظام الملائم لتنشئة الأجيال تنشئة اجتماعية سليمة . وكل هذا يتوقف على المربي بدرجة أولى باعتباره حلقة من الحلقات الأساسية في النظام التربوي و هو العنصر الحي فيها .
فثقافة ووعي المعلم وتكوينه الجاد وحرصه على مسايرة التطورات الحديثة الحاصلة في ميدان التربية والتعليم عامل أساسي ومهم في نجاح المنظومة التربوية . ذلك لأن ضعف التكوين في الجانب النفسي والبيداغوجي لدى المربي يجعله غير قادر على مسايرة الأحداث الطارئة في المجال التربوي لغياب الوعي التربوي وهذا ما يؤدي إلى فشل المنظومة التربوية في تطبيق برامجها ونظامها المتطور .
2 - للأسرة والمجتمع دور كبير في نجاح المنظومة التربوية . فالمتعلم في مختلف الأطوار التعليمية يقضي أوقاتا وأعمارا محدودة ومعينة في المؤسسات التعليمية . والمربي يقف مشدوها أمام تخلي الأولياء عن متابعة دراسة أبنائهم و تشجيعهم ومد الأمل للمربي ، ناهيك عن المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها المتعلم من الفقر والخلافات الأسرية و.................. وهذا العائق الآخر الذي يقف أمام نجاح المنظومة التربوية.
3 - البناء المادي للمدرسة : تفتقر المدرسة إلى الكثير من التحسينات ناهيك عن الكماليات من قلة النظافة وسوء التسيير وتوفير التجهيزات والوسائل العلمية الحديثة . ففي بعض المناطق من القطر الجزائري تعاني المؤسسات التعليمية من عدم توفير المياه والكهرباء والمواصلات و......... فإذا كانت المدرسة لا تتوفر على أدنى شروط الحياة فكيف نستطيع تطبيق هذه البرامج التربوية .
4 - وسائل الإعلام بجميع أنواعها المكتوبة والسمعية والبصرية : نلاحظ في مختلف وسائل الإعلام غياب الوعي التربوي الذي يبرز لنا أهمية المدرسة .
المطلب الأول : التعليم الموروث غداة الاستقلال
هذه نظرة موجزة عن تطور المنظومة التربوية منذ 1962 حيث ورثت الجزائر المستقلة في سبتمبر من عام 1962 نظاما تعليميا مهيكلا حسب الأهداف
والغايات التي رسمها النظام الاستعماري الفرنسي وكانت هذه الأهداف تتمثل في :
ـ محو الشخصية الوطنية ومقوماتها ( الوطن , اللغة , الإسلام )
ـ طمس معالم تاريخ الشعب الجزائري والقضاء على مكاسب حضارته
ـ تحقيق سياسة الفرنسة و الإدماج
ـ تدعيم كيانه في الجزائر
فكانت الظروف المادية والبشرية صعبة للغاية في مطلع أول عام دراسي 1962م/1963
للمدرسة الجزائرية الفتية ويمكن حصر هذه العقبات فيما يلي :
أ) ـ أعداد التلاميذ : تضاعف عدد التلاميذ المسجلين في أول عام دراسي في عهد الاستقلال وقفز من 353853تلميذا خلال الموسم المنصرم 61/1962 إلى 777636 مسجلا خلال الموسم 62/1963 إذ يمثل هذا التزايد نسبة تفوق 100" فكانت حاجيات هذا العدد الهائل تفوق ما يمكن للدولة الفتية أن توفره
ب) ـ هيئة التدريس : فقد غادر صبيحة الاستقلال معظم المعلمين الفرنسيين و لم يبق من سلك التعليم إلا المعلمون الجزائريون وعددهم 2600 ونحو 100 معلم من أصل فرنسي بينما يحتاج هذا الدخول الاستثنائي حسب التقديرات الرسمية نحو 20000 معلما فلجأت الحكومة الجزائرية إلى حلول استثنائية أمام هذا الوضع فعمدت على :
ـ التوظيف المباشر للذين تتوفر لديهم مستوى مقبول من التعليم باللغة العربية والفرنسية
ـ التعاون الثقافي مع فرنسا وتم الحصول على 7700 معلما فرنسيا
وتم تغطية الباقي من البلدان العربية من 2000 إلى 2500 معلما
ـ تخفيض الساعات المقررة
ـ تناوب المعلم الواحد على عدة أفواج
ج) ـ هياكل الاستقبال : نظرا لقلة الإمكانيات تم استعمال الثكنات العسكرية والمحتشدات والسكنات ...والمساجد
د) ـ البرامج والتوقيت : حيث سار الموسم الدراسي الأول بصعوبة كبرى
المطلب الثاني : إصلاح التعليم (1962ـ 1976)
كان من الضروري تغيير المنظومة التربوية وتعويضها بمنظومة تربوية جديدة تعكس خصوصيات الشخصية الجزائرية العربية الإسلامية وتمت بناءا على ثلاث اختيارات كبرى :
· اختيار وطني يتمثل في مبدأ الجزأرة و التعريب
· اختيار ثوري يتمثل في ديمقراطية التعليم
· اختيار علمي يتمثل في الاتجاه العلمي و التكنولوجي
1ـ مبدأ الجزأرة : و قد شملت هذه الجزأرة :
= محتويات برامج التعليم والوسائل التربوية
= موظفي التعليم و التأطير
= التشريع المدرسي
2 ـ مبدأ التعريب : وقطعت فيها أشواطا كبيرة حيث تم
= تعريب المرحلة الابتدائية كل المواد تدرس باللغة العرية
= فتح أفواج معربة في المرحلتين المتوسطة والثانوية
= تعريب الشعب الادبية
3 ـ مبدا ديمقراطية التعليم : وهو تعميم التعليم و جعله في متناول جميع المواطنين على اختلاف طبقاتهم الاجتماعية
4 ـ مبدأ الاتجاه العلمي : و الغرض منه المساهمة في في التقدم العلمي و اكتساب التكنولوجيا
المطلب الثالث : تنظيم التعليم
تعمل المدرسة على الحفاظ على قيم المجتمع العريقة وإيصالها إلى الاجيال الحاضرة و بذلك يشكل التلاميذ عوامل نقل هذا التحويل الاجتماعي لهذا نظمت الدولة التعليم فأحدثت :
= التعليم الاساسي : الذي يعمل على تعليم التلميذ تقنيات ومهارات علمية و مهنية ليطلعه على معارف أساسية وهذا التعليم نتيجة التحول الصناعي والاقتصادي الذي شهدته الجزائر و يهدف هذا التعليم إلى :
أ)تكوين الانسان الجزائري المتكامل والمتوازن الشخصية
ب) الاسهام في تنمية البلاد اجتماعيا و اقتصاديا
ج) تأكيد ديمقراطية التعليم و تعميق مدلولها
د) تأصيل التعليم وجعله مرتبطا بقضايا الوطن
ه) تطوير المدرسة وجعلها تواكب مسيرة المجتمع
و) تحقق المدرسة الموحدة
ك) ترسيخ القيم العربية والاسلامية في نفوس المتعلمين
ي) تنويع المعارف و المهارات و الخبرات التي تحقق التوازن
ن) تنمية الثقافة التكنولوجية
ع) تأصيل العمل اليدوي وجعله قيمة من القيم الحضارية
ف) تهذيب ذوق التلاميذ و إحساسهم و تنمية مواهبهم
ر) إحداث التكامل بين المادة العلمية و تطبيقاتها العملية
ز) إكساب المتعلمين القدرة على استخدام مبادئ التفكير
ط) اكسابهم أدوات التعلم و وسائل الاتصال و تدريبهم على توظيفها
س) جعل العمليات التعليمية تستجيب لحاجات المتعلم
ش) اختيار خبرات التعليم ذات الاثر الفعال في حياة المتعلم
و تعتبر المدرسة الاساسية البنية القاعدية لمجموعة جهاز التربية و التكوين فهي بمثابة الجذع المشترك الذي يعد التلاميذ :
= للتعليم الثانوي العام أو التقني
= للتكوين المهني
= للاندماج في دواليب الاقتصاد عن طريق التمهين في المؤسسات
والتعليم الاساسي ذو 9 سنوات مهيكل حسب ثلاث أطوار يأتي بعده التعليم الثانوي الذي يضطلع بالمهام التالية :
= مواصلة تحقيق الاهداف التربوية العامة
= التكفل ضمن مجموعات من الشعب المتمايزة بإعداد التلاميذ إما لمواصلة الدراسة العليا من خلال منحهم تعليما ذا طابع عام يتضمن المعارف الاساسية اللازمة و إما للاندماج في الحياة العلمية مباشرة أو بعد تلقي تكوين مهني ملائم
المطلب الرابع : عوائق المنظومة التربوية :
1 - إن النظام التربوي في أي بلد كان يعكس طموحات مجتمعه ويكرس اختيارات شعبه الثقافية والسياسية والاجتماعية ويحاول أن يوجد النظام الملائم لتنشئة الأجيال تنشئة اجتماعية سليمة . وكل هذا يتوقف على المربي بدرجة أولى باعتباره حلقة من الحلقات الأساسية في النظام التربوي و هو العنصر الحي فيها .
فثقافة ووعي المعلم وتكوينه الجاد وحرصه على مسايرة التطورات الحديثة الحاصلة في ميدان التربية والتعليم عامل أساسي ومهم في نجاح المنظومة التربوية . ذلك لأن ضعف التكوين في الجانب النفسي والبيداغوجي لدى المربي يجعله غير قادر على مسايرة الأحداث الطارئة في المجال التربوي لغياب الوعي التربوي وهذا ما يؤدي إلى فشل المنظومة التربوية في تطبيق برامجها ونظامها المتطور .
2 - للأسرة والمجتمع دور كبير في نجاح المنظومة التربوية . فالمتعلم في مختلف الأطوار التعليمية يقضي أوقاتا وأعمارا محدودة ومعينة في المؤسسات التعليمية . والمربي يقف مشدوها أمام تخلي الأولياء عن متابعة دراسة أبنائهم و تشجيعهم ومد الأمل للمربي ، ناهيك عن المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها المتعلم من الفقر والخلافات الأسرية و.................. وهذا العائق الآخر الذي يقف أمام نجاح المنظومة التربوية.
3 - البناء المادي للمدرسة : تفتقر المدرسة إلى الكثير من التحسينات ناهيك عن الكماليات من قلة النظافة وسوء التسيير وتوفير التجهيزات والوسائل العلمية الحديثة . ففي بعض المناطق من القطر الجزائري تعاني المؤسسات التعليمية من عدم توفير المياه والكهرباء والمواصلات و......... فإذا كانت المدرسة لا تتوفر على أدنى شروط الحياة فكيف نستطيع تطبيق هذه البرامج التربوية .
4 - وسائل الإعلام بجميع أنواعها المكتوبة والسمعية والبصرية : نلاحظ في مختلف وسائل الإعلام غياب الوعي التربوي الذي يبرز لنا أهمية المدرسة .