براهمية نجوى
2012-08-27, 23:31
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
البارحة و بالضبط قبل اذان المغرب بساعة تلقيت خبر وفاة شخص يقرب لنا ،تأثرت كثيرا بهذا الخبر فأحببت أن أنقل اليكم جزءا من مشاعري في هذه الخاطرة
......كنت في الطريق حينما وصلني اتصال هاتفي......من معي؟؟....ردت قائلة أنا أختك اتصلت بكِ لانقل اليك خبر وفاة أب زوجي.....مهلكِ برهة لكن كيف متى حدث هذا ؟؟؟ما السبب...؟؟؟؟قالت:قضاء الله و قدره و إنا لله و إنا اليه راجعون....ركبت الحافلة ناظرة إلى السائق قائلة::أخي في الله هلا أوصلتني الى المكان الفلاني ....ابتسم ابتسامة كلها حياء ثم رد قائلا: العفو و العذر منك أخيتي في الله يمكنني ايصالك الى نصف الطريق فقط.......قلت لابأس عليك بسم الله توكلنا على الله..أوصلني فشكرته ...بارك الله فيك أخي و جزاك كل الخير......فرح بالدعاء ثم مضى.....قدمتُ خطواتي مهرولة و مضطربة ....يا الله يا الله إنا لله و إنا اليه راجعون.....لا حول و لا قوة الا بالله.......يا الله لطفك بالعباد يا رحيم...........اقتربت من المنزل ...سمعت هتافات تتعالى ملؤها ألم تنادي أبي رحلت أبي رحلت.....كنت على بعد خطوات من هناك.....الله أكبر الخبر صحيح....زدت في خطواتي ..وصلت...فتحت الباب...السلام عليكم اهل الديار....ردوا:وعليكم السلام يا أختنا....سلمت على من سلمت ثم وقفت....مهلا أسمع أنينا يأتي من تلك الغرفة ،تبعت الصوت...من هنا؟؟؟؟من هنا؟؟؟،رأيتها إنها هي ابنة المرحوم..تبكي...آه ربي لقد تعبت من البكاء...تتألم بشدة....ربي ماذا أفعل لها؟؟؟لم اترك مجالا كبيرا للتفكير...ترجمَت افعالي ما يكنه قلبي...حضنتها...قبلتها...صبرا صبرا أخيتي.....رفعت عيناها ناظرة لي و قالت...كيف اصبر و قد صرت يتيمة الوالدين...نعم يتيمة الوالدين فقد فقدت أمها أيضا...تلعثم لساني ضاعت مني الكلمات ..يا رب بما أرد كيف أجبر خاطرها؟؟؟كيف اصبرها؟؟مهلا لازالت تحدثني....ضاع أبي تركني أبي ،قلت لها لم يضيع و انما انتقل الى جوار الحبيب الاعلى،فبكت و بكيت ثم قلت:لم يضع الايمان بعدُ و لن يضيع الصبر طالما القلب ينبض بوجود الله،أجهشت بالكباء ثم قالت:يا محبة للغفور كيف أصبر على وحدتي ؟؟من سينظر الي؟؟من يحميني؟؟؟الكل تركوني ..اين اخوتي ؟؟الكل متزوجون و في بيوتهم من منهم يلتفت لي....قلت لها يلتفت اليك الذي خلقهم و خلقك و خلق هذا الكون فإن هم تركوكِ فتيقني أن الله لن يترككِ ثم ذكرتها بقول الرسول صلى الله عليه و سلم :أنا و اليتيم كهاتين ...خرجنا من الغرف التي كانت مستوحدة فيها اتعبت خطواتها..إذ بها تنقلني إلى غرفة ثانية...مهلا ...الله أكبر إنها غرفة المرحوم...الله أكبر لايزال هنا ممدودا طريح الفراش بجسد لا يتحرك...مغطى بغطاء رفيع...اللهم لطفك بالعباد يا رحمن.....سكتَت ثم سكتت أنا معها...إنه اذان المغرب ينادي الى الصلاة...قمت بسرعة اللهم لك صمت و على رزقك أفطرت و شربت شربة ماء...ثم وقفت لتلبية نداء الرحمن...صليتُ...أتممت صلاتي...بُرهة سمعت صوتا خافتا يأتي من غرفة المرحوم...ابي إنه الاذان قم إلى الصلاة....أبي قم إلى الصلاة يا أبي....هرولت ...أسرعت....يا الله إنها ابنته تكلم جسده الخاوي من الروح..حبيبتي قومي أنت إلى الصلاة فلازلتِ حبيبتي على قيد الحياةِ.......دعيه حبيبتي ينام بسلام و كفكفي الدمع أخيتي و ابدليها بأحسن دعاء....قالت لا!!!!ربااااااااااه!!!!! تركتها..جلست تفكر...وصلت إلى قرار........نعم لقد قامت لتلبية نداء الرحمن، لقد قامت إلى الصلاة.....خرجت من الغرفة لتأدية الفرض و بقيت انا أنظر إلى الجسد الخامد الذي لا يستطيع الحراك........رحماك ربي كان بالامس حي يرزق...يضحك...يأكل...يغضب...يمشي.....يصلي....!!!!! و اليوم أراه لا يستطيع شيئا ....الله أكبر اين النفس؟؟؟ عادت إلى خالقها المولى عز و جل ...طأطأت براسي و حزنت كثيرا....فجأة دخلت امرأة و دخلت معها ابنة المرحوم و المغفور له ان شاء الله.....إلى أين يا امراة..قالت:: العذر و العفو منكم أستسمحكم برؤية وجه المرحوم..لم أستطع الجواب ..لا يحق لي الجواب...رفعت راسها..إنها ابنته قالت:تفضلي...أزالت الغطاء عن وجهه...أسرعتُ باغماض عيناي خوفا..ثم كسرت حاجز الخوف و فتحتهما......يا اللــــــــــــــــــــــــــه،ذُهلت لما رأيت وجهه.......رحمتك يا ربــــــــــــي،رحمتك يا ربـــــــي
...أين الدم؟؟ أين اللحم؟؟؟ لا يوجد شيء فقط جلد يكسو عظم.......؟؟اضطربت نفسيتي و قلت لا الـــه الا اللـــه و اللـــــه أكبــــر....رحمه اللــه برحمته الواسعة،اللهم اعف عنه يا كريم،،خرجتُ من الغرفة،حشود من الناس قد وصلت،جلست في مكان و قد انعقد اللسان عن الكلام،مر الوقت،لقد حضروا...يا نساء أفسحن الطريق ......يا نساء اخرجن من هذه الغرفة....أتينا لنغسله و نطيبه ثم نكفنه...خرج الجميع في زحام ....جلسنا نترقب مجيء المزيد من أهل المرحوم.....غسلوه..نعم طيبوه....الله أكبر كفنوه....و في التابوت أخرجوه..الله أكبر وُضِع عليه الحجاب...يا اللــــــــه رائحة الكافور.....وضعوه في وسط المنزل........ممنوع البكاء عليه إلا بكاء الرحمة......يا اللــــه غفرانك ربي.....رحمتك يا رحيم.......حملوه بالأيادي و أخرجوه......تعال الصراخ أبي إلى أين تأخذوه.....أخيتي إلى مثواه نواريه......اللـــــــه أكبر غدا سنكون في المقبرة زواره.....أبي أما لك عودة بعد اليوم هاتفوه....إلى المسجد بسيارة الاسعاف وجهوه....أخيتي قد أخذه المولى عز و جل إلى جواره....بنيتي لا تبكي اليوم قد رحل و نحن غدا لاحقوه.....اللـــــــــــه أكبر لا مفر لنا إلا اليه.....اللهم أكبر ندعو له و نستغفره.....اللــــه أكبر نرجو رحمته إلا هو خالقنا و عفوه.............................................. ...
البارحة و بالضبط قبل اذان المغرب بساعة تلقيت خبر وفاة شخص يقرب لنا ،تأثرت كثيرا بهذا الخبر فأحببت أن أنقل اليكم جزءا من مشاعري في هذه الخاطرة
......كنت في الطريق حينما وصلني اتصال هاتفي......من معي؟؟....ردت قائلة أنا أختك اتصلت بكِ لانقل اليك خبر وفاة أب زوجي.....مهلكِ برهة لكن كيف متى حدث هذا ؟؟؟ما السبب...؟؟؟؟قالت:قضاء الله و قدره و إنا لله و إنا اليه راجعون....ركبت الحافلة ناظرة إلى السائق قائلة::أخي في الله هلا أوصلتني الى المكان الفلاني ....ابتسم ابتسامة كلها حياء ثم رد قائلا: العفو و العذر منك أخيتي في الله يمكنني ايصالك الى نصف الطريق فقط.......قلت لابأس عليك بسم الله توكلنا على الله..أوصلني فشكرته ...بارك الله فيك أخي و جزاك كل الخير......فرح بالدعاء ثم مضى.....قدمتُ خطواتي مهرولة و مضطربة ....يا الله يا الله إنا لله و إنا اليه راجعون.....لا حول و لا قوة الا بالله.......يا الله لطفك بالعباد يا رحيم...........اقتربت من المنزل ...سمعت هتافات تتعالى ملؤها ألم تنادي أبي رحلت أبي رحلت.....كنت على بعد خطوات من هناك.....الله أكبر الخبر صحيح....زدت في خطواتي ..وصلت...فتحت الباب...السلام عليكم اهل الديار....ردوا:وعليكم السلام يا أختنا....سلمت على من سلمت ثم وقفت....مهلا أسمع أنينا يأتي من تلك الغرفة ،تبعت الصوت...من هنا؟؟؟؟من هنا؟؟؟،رأيتها إنها هي ابنة المرحوم..تبكي...آه ربي لقد تعبت من البكاء...تتألم بشدة....ربي ماذا أفعل لها؟؟؟لم اترك مجالا كبيرا للتفكير...ترجمَت افعالي ما يكنه قلبي...حضنتها...قبلتها...صبرا صبرا أخيتي.....رفعت عيناها ناظرة لي و قالت...كيف اصبر و قد صرت يتيمة الوالدين...نعم يتيمة الوالدين فقد فقدت أمها أيضا...تلعثم لساني ضاعت مني الكلمات ..يا رب بما أرد كيف أجبر خاطرها؟؟؟كيف اصبرها؟؟مهلا لازالت تحدثني....ضاع أبي تركني أبي ،قلت لها لم يضيع و انما انتقل الى جوار الحبيب الاعلى،فبكت و بكيت ثم قلت:لم يضع الايمان بعدُ و لن يضيع الصبر طالما القلب ينبض بوجود الله،أجهشت بالكباء ثم قالت:يا محبة للغفور كيف أصبر على وحدتي ؟؟من سينظر الي؟؟من يحميني؟؟؟الكل تركوني ..اين اخوتي ؟؟الكل متزوجون و في بيوتهم من منهم يلتفت لي....قلت لها يلتفت اليك الذي خلقهم و خلقك و خلق هذا الكون فإن هم تركوكِ فتيقني أن الله لن يترككِ ثم ذكرتها بقول الرسول صلى الله عليه و سلم :أنا و اليتيم كهاتين ...خرجنا من الغرف التي كانت مستوحدة فيها اتعبت خطواتها..إذ بها تنقلني إلى غرفة ثانية...مهلا ...الله أكبر إنها غرفة المرحوم...الله أكبر لايزال هنا ممدودا طريح الفراش بجسد لا يتحرك...مغطى بغطاء رفيع...اللهم لطفك بالعباد يا رحمن.....سكتَت ثم سكتت أنا معها...إنه اذان المغرب ينادي الى الصلاة...قمت بسرعة اللهم لك صمت و على رزقك أفطرت و شربت شربة ماء...ثم وقفت لتلبية نداء الرحمن...صليتُ...أتممت صلاتي...بُرهة سمعت صوتا خافتا يأتي من غرفة المرحوم...ابي إنه الاذان قم إلى الصلاة....أبي قم إلى الصلاة يا أبي....هرولت ...أسرعت....يا الله إنها ابنته تكلم جسده الخاوي من الروح..حبيبتي قومي أنت إلى الصلاة فلازلتِ حبيبتي على قيد الحياةِ.......دعيه حبيبتي ينام بسلام و كفكفي الدمع أخيتي و ابدليها بأحسن دعاء....قالت لا!!!!ربااااااااااه!!!!! تركتها..جلست تفكر...وصلت إلى قرار........نعم لقد قامت لتلبية نداء الرحمن، لقد قامت إلى الصلاة.....خرجت من الغرفة لتأدية الفرض و بقيت انا أنظر إلى الجسد الخامد الذي لا يستطيع الحراك........رحماك ربي كان بالامس حي يرزق...يضحك...يأكل...يغضب...يمشي.....يصلي....!!!!! و اليوم أراه لا يستطيع شيئا ....الله أكبر اين النفس؟؟؟ عادت إلى خالقها المولى عز و جل ...طأطأت براسي و حزنت كثيرا....فجأة دخلت امرأة و دخلت معها ابنة المرحوم و المغفور له ان شاء الله.....إلى أين يا امراة..قالت:: العذر و العفو منكم أستسمحكم برؤية وجه المرحوم..لم أستطع الجواب ..لا يحق لي الجواب...رفعت راسها..إنها ابنته قالت:تفضلي...أزالت الغطاء عن وجهه...أسرعتُ باغماض عيناي خوفا..ثم كسرت حاجز الخوف و فتحتهما......يا اللــــــــــــــــــــــــــه،ذُهلت لما رأيت وجهه.......رحمتك يا ربــــــــــــي،رحمتك يا ربـــــــي
...أين الدم؟؟ أين اللحم؟؟؟ لا يوجد شيء فقط جلد يكسو عظم.......؟؟اضطربت نفسيتي و قلت لا الـــه الا اللـــه و اللـــــه أكبــــر....رحمه اللــه برحمته الواسعة،اللهم اعف عنه يا كريم،،خرجتُ من الغرفة،حشود من الناس قد وصلت،جلست في مكان و قد انعقد اللسان عن الكلام،مر الوقت،لقد حضروا...يا نساء أفسحن الطريق ......يا نساء اخرجن من هذه الغرفة....أتينا لنغسله و نطيبه ثم نكفنه...خرج الجميع في زحام ....جلسنا نترقب مجيء المزيد من أهل المرحوم.....غسلوه..نعم طيبوه....الله أكبر كفنوه....و في التابوت أخرجوه..الله أكبر وُضِع عليه الحجاب...يا اللــــــــه رائحة الكافور.....وضعوه في وسط المنزل........ممنوع البكاء عليه إلا بكاء الرحمة......يا اللــــه غفرانك ربي.....رحمتك يا رحيم.......حملوه بالأيادي و أخرجوه......تعال الصراخ أبي إلى أين تأخذوه.....أخيتي إلى مثواه نواريه......اللـــــــه أكبر غدا سنكون في المقبرة زواره.....أبي أما لك عودة بعد اليوم هاتفوه....إلى المسجد بسيارة الاسعاف وجهوه....أخيتي قد أخذه المولى عز و جل إلى جواره....بنيتي لا تبكي اليوم قد رحل و نحن غدا لاحقوه.....اللـــــــــــه أكبر لا مفر لنا إلا اليه.....اللهم أكبر ندعو له و نستغفره.....اللــــه أكبر نرجو رحمته إلا هو خالقنا و عفوه.............................................. ...