المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : >>>جمع لاقوال العلماء في بدعية الاحتفال بالمولد النبوي<<<


سائلة عفو ربها
2009-02-24, 17:06
http://img516.imageshack.us/img516/8248/show5pk.gif

http://www.t-elm.net/moltaqa/images/icons/icon188.gif فتاوىhttp://www.t-elm.net/moltaqa/images/icons/icon188.gif



http://www.t-elm.net/moltaqa/images/icons/icon188.gif http://www.t-elm.net/moltaqa/images/icons/icon188.gif هل يحل للمسلمين أن يحتفلوا بالمولد النبوي؟ سماحة الشيخ العلامة/ عبد العزيز بن باز (http://www.islamacademy.net/Index.aspx?function=Author&id=198&lang=Ar)
السؤال:

هل يحل للمسلمين أن يحتفلوا في المسجد ليتذكروا السيرة النبوية الشريفة في ليلة الثاني عشر من ربيع الأول، بمناسبة المولد النبوي الشريف، بدون أن يُعطلوا نهاره كالعيد؟ واختلفنا فيه؛ قيل: بدعة حسنة، وقيل: بدعة غير حسنة.


الجواب:


ليس للمسلمين أن يُقيموا احتفالاً بمولد النبي -صلى الله عليه وسلم- في ليلة الثاني عشر من ربيع الأول ولا في غيرها، كما أنه ليس لهم أن يُقيموا أيَّ احتفالٍ بمولد غيره -عليه الصلاة والسلام-؛ لأن الاحتفالَ بالموالد من البدع المحدثة في الدين؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يحتفل بمولده في حياته -صلى الله عليه وسلم-، وهو المبلغ للدين والمشرع للشرائع عن ربه –سبحانه-، ولا أمر بذلك ولم يفعله خلفاؤه الراشدون ولا أصحابه جميعا ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة. فعُلم أنه بدعة، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه؛ فهو رد) متفق على صحته، وفي رواية لمسلم وَعَلَّقَها البخاري جازما بها: (من عمل عملا ليس عليه أمرنا؛ فهو رد).


والاحتفال بالموالد ليس عليه أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بل هو مما أحدثه الناس في دينه في القرون المتأخرة فيكون مردودا، وكان -عليه الصلاة والسلام- يقول في خطبته يوم الجمعة: (أما بعد؛ فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشرَّ الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة)، رواه مسلم في صحيحه، وأخرجه النسائي بإسناد جيد، وزاد: (وكل ضلالة في النار).


ويُغني عن الاحتفال بمولدِه تدريسُ الأخبار المتعلقة بالمولد ضِمْنَ الدروسِ التي تَتَعَلَّقُ بسيرته -عليه الصلاة والسلام-، وتاريخ حياته في الجاهلية والإسلام في المدارس والمساجد وغير ذلك، من غير حاجة إلى إحداث احتفال لم يَشْرَعْه الله ولا رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ولم يَقُمْ عليه دليلٌ شرعيٌّ.


والله المستعان، ونسأل الله لجميع المسلمين الهداية والتوفيق للاكتفاء بالسنة والحذر من البدعة.


كتاب الدعوة ج (1) ص (240).


المصدر: موقع الشيخ ابن باز.


-----------------------------------




http://www.t-elm.net/moltaqa/images/icons/icon188.gif http://www.t-elm.net/moltaqa/images/icons/icon188.gif الاحتفال بالمولد النبوي سماحة الشيخ العلامة/ عبد العزيز بن باز (http://www.islamacademy.net/Index.aspx?function=Author&id=198&lang=Ar)
السؤال:

هل يحل للمسلمين أن يحتفلوا في المسجد ليتذكروا السيرة النبوية الشريفة في ليلة الثاني عشر من ربيعٍ الأول بمناسبة المولد النبوي الشريف؟


الجواب:


لا يجوز الاحتفال بمولد الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولا غيره؛ لأن ذلك من البدع المحدثة في الدين؛ لأن الرسول –صلى الله عليه وسلم- لم يفعلْه، ولا خلفاؤه الراشدون، ولا غيرهم من الصحابة -رضوان الله على الجميع-، ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة، وهم أعلم الناس بالسنة، وأكمل حبًّا لرسول الله –صلى الله عليه وسلم- ومتابعةً لشرعه ممن بعدهم.


وقد ثَبَتَ عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه؛ فهو رد) رواه البخاري 2697، ومسلم 1718 من حديث عـائشة -رضي الله عنها-؛ أي: مردود عليه، وقال في حديث آخر: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة) رواه أبو داود 4607 والترمذي 2676 وابن ماجه 42 من حديث العرباض بن سارية –رضي الله عنه-. ففي هذين الحديثين تحذير شديد من إحداث البدع، والعمل بها، وقد قال –سبحانه وتعالى- في كتابه المبين: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ [الحشر:7]، وقال – عز وجل-: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور:63]، وقال –سبحانه-: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب:21]، وقال –تعالى-: ﴿وَالسَّابِقُونَ الأوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة:100]. وقال –تعالى-: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3]، والآيات في هذا المعنى كثيرة.


وإحداث مثل هذه الموالد يفهم منه أن الله –سبحانه- لم يكمل الدين لهذه الأمة، وأن الرسول –عليه الصلاة والسلام- لم يبلِّغ للأمة أن تعمل به، حتى جاء هؤلاء المتأخرون فأحدثوا في شرْع الله ما لم يأذن به، زاعمين أن ذلك مما يقربهم إلى الله، وهذا بلا شك فيه خطر عظيم، واعتراض على الله –سبحانه- وعلى رسوله –صلى الله عليه وسلم-، والله –سبحانه- قد أكمل لعباده الدين، وأتم عليهم النعمة.


والرسول –صلى الله عليه وسلم- قد بلَّغ البلاغ المبين، ولم يترك طريقًا يُوصل إلى الجنة، ويُباعد عن النار إلا بينه للأمة، كما ثبت في الحديث الصحيح عن عبد الله بن عمرو –رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: (إنه لم يكن نبيٌّ قبلي إلا كان حقًّا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم) رواه مسلم في صحيحه 1844. ومعلومٌ أن نبيَّنا –صلى الله عليه وسلم- هو أفضل الأنبياء وخاتمهم، وأكملهم بلاغاً ونصحاً، فلو كان الاحتفالُ بالموالد من الدين الذي يرضاه الله –سبحانه- لبينه الرسول –صلى الله عليه وسلم- للأمة، أو فعله في حياته، أو فعله أصحابه –رضي الله عنهم-، فلما لم يقع شيء من ذلك علم أنه ليس من الإسلام في شيء، بل هو من المحدثات التي حَذَّرَ الرسول –صلى الله عليه وسلم- منها أمته، كما تَقَدَّمَ ذكر ذلك في الحديثين السابقين. وقد جاء في معناهما أحاديث أخر، مثل قوله –صلى الله عليه وسلم- في خطبة الجمعة: (أما بعد؛ فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم- وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة) رواه الإمام مسلم في صحيحه 867 من حديث جابر –رضي الله عنه-.


والآياتُ والأحاديثُ في هذا البابِ كثيرةٌ، وقد صَرَّحَ جماعة من العلماء بإنكار الموالد والتحذير منها، عملاً بالأدلة المذكورة وغيرها، وخالف بعض المتأخرين فأجازها إذا لم تشتمل على شيء من المنكرات، كالغلو في رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، وكاختلاط النساء بالرجال، واستعمال آلات الملاهي، وغير ذلك مما ينكره الشرع المطهر، وظنوا أنها من البدع الحسنة، والقاعدة الشرعية: رد ما تَنَازَعَ فيه الناس إلى كتاب الله وسنة رسوله محمد –صلى الله عليه وسلم-، كما قال الله –عز وجل-: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ﴾ [النساء:59]. وقال –تعالى-: ﴿ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللهِ ﴾ [الشورى:10]. وقد رددنا هذه المسألة وهي: الاحتفال بالموالد إلى كتاب الله –سبحانه-، فوجدناه يأمرنا باتباع الرسول –صلى الله عليه وسلم- فيما جاء به، ويحذرنا عما نهى عنه، ويخبرنا بأن الله –سبحانه- قد أكمل لهذه الأمة دينها، وليس هذا الاحتفال مما جاء به الرسول –صلى الله عليه وسلم- فيكون ليس من الدين الذي أكمله الله لنا، وأمرنا باتباع الرسول فيه، وقد رددنا ذلك –أيضاً- إلى سنة الرسول –صلى الله عليه وسلم-فلم نجد فيها أنه فعله، ولا أمر به، ولا فعله أصحابه –رضي الله عنهم- فعلمنا بذلك أنه ليس من الدين، بل هو من البدع المحدثة، ومن التشبه بأهل الكتاب من اليهود والنصارى في أعيادهم، وبذلك يتضح لكل من له أدنى بصيرة ورغبة في الحق، وإنصاف في طلبه أن الاحتفال بالموالد ليس من دين الإسلام، بل هو من البدع المحدثات، التي أمر الله –سبحانه- ورسوله –صلى الله عليه وسلم- بتركها والحذر منها، ولا ينبغي للعاقل أن يغترَّ بكثرة من يفعله من الناس في سائر الأقطار، فإن الحق لا يُعرف بكثرة الفاعلين، وإنما يعرف بالأدلة الشرعية، كما قال –تعالى- عن اليهود والنصارى: ﴿ وَقَالُوا لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [البقرة:111]، وقال –تعالى-: ﴿ وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللهِ ﴾ [الأنعام:116]، ثم إن غالب هذه الاحتفالات بالموالد –مع كونها بدعة- لا تخلو من اشتمالها على منكراتٍ أخرى؛ كاختلاط النساء بالرجال، واستماع الأغاني والمعازف، وشرب المسكرات والمخدرات، وغير ذلك من الشرور، وقد يقع فيها ما هو أعظم من ذلك، وهو الشرك الأكبر، وذلك بالغلو في رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أو غيره من الأولياء، ودعائه والاستغاثة به، وطلبه المدد، واعتقاد أنه يعلم الغيب، ونحو ذلك من الأمور الكفرية التي يتعاطاها الكثير من الناس، حين احتفالهم بمولد النبي –صلى الله عليه وسلم- وغيره ممن يسمونهم بالأولياء، وقد صح عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين) رواه النسائي 3057 وابن ماجه 3029 من حديث ابن عباس –رضي الله عنهما-، وقال –عليه الصلاة والسلام-: (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده، فقولوا: عبد الله ورسوله) رواه البخاري في صحيحه 3445، من حديث عمر –رضي الله عنه-. ومن العجائب والغرائب أن الكثير من الناس ينشط ويجتهد في حضور هذه الاحتفالات المبتدعة، ويدافع عنها، ويتخلف عما أوجب الله عليه من حضور الجمع والجماعات، ولا يرفع بذلك رأسًا، ولا يرى أنه أتى منكرًا عظيمًا، ولا شكَّ أن ذلك من ضعف الإيمان وقلة البصيرة، وكثرة ما رَانَ على القلوب من صنوف الذنوب والمعاصي، نسأل الله العافية لنا ولسائر المسلمين. ومن ذلك: أن بعضهم يظن أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يحضر المولد، ولهذا يقومون له محيين ومرحبين، وهذا من أعظم الباطل، وأقبح الجهل، فإن الرسول –صلى الله عليه وسلم- لا يخرج من قبره قبل يوم القيامة، ولا يتصل بأحد من الناس، ولا يحضر اجتماعهم، بل هو مقيم في قبره إلى يوم القيامة، وروحه في أعلى عليين عند ربه في دار الكرامة، كما قال الله –تعالى-: ﴿ ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ ﴿15﴾ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ ﴾ [المؤمنون: 15- 16].


وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر وأول شافع، وأول مُشَفَّعٍ) رواه مسلم (2278) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام، فهذه الآية الكريمة، والحديث الشريف، وما جاء في معناهما من الآيات والأحاديث، كلها تدل على أن النبي –صلى الله عليه وسلم- وغيره من الأموات، إنما يخرجون من قبورهم يوم القيامة، وهذا أمر مجمع عليه بين علماء المسلمين ليس فيه نزاع بينهم، فينبغي لكل مسلم التنبه لهذه الأمور، والحذر مما أحدثه الجهال وأشباههم من البدع والخرافات التي ما أنزل الله به من سلطان، والله المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا به.


أما الصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ فهي من أفضل القربات، ومن الأعمال الصالحات، كما قال الله -تعالى-: ﴿ إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب:56]، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فإنه من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا)، رواه مسلم (384) من حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- وهي مشروعة في جميع الأوقات، ومتأكدة في آخر كل صلاة، بل واجبة عند جمع من أهل العلم في التشهد الأخير من كل صلاة، وسنة مؤكدة في مواضع كثيرة: منها ما بعد الأذان، وعند ذكره -عليه الصلاة والسلام-، وفي يوم الجمعة وليلتها، كما دلت على ذلك أحاديث كثيرة.


والله المسئول أن يوفقنا وسائر المسلمين للفقه في دينه والثبات عليه، وأن يمن على الجميع بلزوم السنة، والحذر من البدعة، إنه جواد كريم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.


[مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ/ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- (1/178-182)].


------------------------------------


http://www.t-elm.net/moltaqa/images/icons/icon188.gif http://www.t-elm.net/moltaqa/images/icons/icon188.gif حكم الاحتفال بالمولدفضيلة الشيخ العلامة/ محمد بن صالح العثيمين (http://www.islamacademy.net/Index.aspx?function=Author&id=110&lang=Ar) سئل فضيلة الشيخ العلامة محمد بن الصالح بن عثيمين -رحمه الله- كما في "فتاوى الشيخ محمد الصالح العثيمين":


ما الحكم الشرعي في الاحتفال بالمولد النبوي؟





فأجاب فضيلته:


نرى أنه لا يتمُّ إيمانُ عبدٍ حتى يحب الرسول -صلى الله عليه وسلم- ويُعظمه بما ينبغي أنَّ يُعظمه فيه، وبما هو لائق في حقه -صلى الله عليه وسلم-.


ولا ريبَ أن بعثة الرسول -عليه الصلاة والسلام-، ولا أقولُ مولده بل بعثته؛ لأنه لم يكن رسولا إلا حين بعث كما قال أهل العلم: نُبِّىءَ باقرأ وأُرسل بالمدثر- لا ريب أن بعثته -عليه الصلاة والسلام- خيرٌ للإنسانية عامة، كما قال تعالى: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [الأعراف:158]، وإذا كان كذلك؛ فإن من تعظيمه وتوقيره والتأدُّب معه واتخاذه إماما ومتبوعا أن لا نَتَجَاوَزَ ما شَرَعَه لنا من العبادات، لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تُوفِّيَ ولم يَدَعْ لأمته خيرًا إلا دَلَّهم عليه وَأَمَرَهم به، ولا شرًّا إلا بيّنه وَحَذَّرَهم منه، وعلى هذا فليس من حقنا -ونحن نؤمن به إماما متبوعا- أن نَتَقَدَّمَ بين يديْه بالاحتفال بمولده أو بمبعثه، والاحتفال يعني الفرح والسرور وإظهار التعظيم وكل هذا من العبادات المقربة إلى الله، فلا يجوز أن نَشْرَعَ من العباداتِ إلا ما شَرَعَه الله ورسوله، وعليه؛ فالاحتفال به يُعتبر من البدعة، وقد قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: (كل بدعة ضلالة)، قال هذه الكلمة العامة، وهو -صلى الله عليه وسلم- أعلم الناس بما يقول، وأفصح الناس بما ينطق، وأنصح الناس فيما يرشد إليه، وهذا الأمر لا شكَّ فيه، ولم يستثنِ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- من البدع شيئا لا يكون ضلالةً، ومعلوم أن الضلالة خلافُ الهدى، ولهذا روى النسائي آخر الحديث : (وكل ضلالة في النار)، ولو كان الاحتفالُ بمولده -صلى الله عليه وسلم- من الأمور المحبوبة إلى الله ورسوله؛ لكانت مشروعة، ولو كانت مشروعة؛ لكانت محفوظة؛ لأن الله –تعالى- تَكَفَّلَ بحفظ شريعته، ولو كانت محفوظة؛ ما تَرَكَهَا الخلفاءُ الراشدون والصحابة والتابعون لهم بإحسان وتابعوهم، فلما لم يفعلوا شيئا من ذلك؛ عُلِمَ أنه ليس من دين الله، والذي أَنصح به إخواننا المسلمين عامة أن يَتَجَنَّبُوا مثل هذه الأمور التي لم يَتَبَيَّنْ لهم مشروعيتها لا في كتابِ الله، ولا في سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ولا في عمل الصحابة رضي الله عنهم، وأن يَعْتَنُوا بما هو بَيِّنٌ ظاهرٌ من الشريعةِ، من الفرائض والسنن المعلومة، وفيها كفايةٌ وصلاحٌ للفردِ وصلاحٌ للمجتمعِ.




وإذا تأملتَ أحوالَ هؤلاء الْمُولَعِين بمثلِ هذه البدعِ؛ وَجَدْتَ أن عندهم فُتُورًا عن كثير من السنن، بل في كثير من الواجبات والمفروضات، هذا بقطع النظر عما بهذه الاحتفالات من الغلو بالنبي -صلى الله عليه وسلم- المودي إلى الشرك الأكبر، المخرج عن الملة، والذي كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نفسه يُحارب الناس عليه، ويستبيح دماءهم وأموالهم وذراريهم، فإننا نسمع أنه يُلقى في هذه الاحتفالات من القصائد ما يخرج عن الملة قطعا، كما يرددون قول البوصيري:





يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به ** سواك عند حدوث الحادث العمم



إن لم تكن آخذا يوم المعاد يدي ** صفحـا وإلا فقل: يا زلَّـة القدم


فإن من جودك الدنيا وضرتـها ** ومن علومك علم اللوح والـقلم


مثل هذه الأوصاف لا تصح إلا لله -عز وجل-، وأنا أَعجب لمن يَتَكَلَّمُ بهذا الكلامِ إن كان يعقل معناه كيف يُسَوِّغُ لنفسه أنْ يَقول مخاطبا النبيَّ -عليه الصلاة والسلام-: "فإن من جودك الدنيا وضرتها" و"مِنْ" للتبعيض، والدنيا هي الدنيا وضرتها هي الآخرة، فإذا كانت الدنيا والآخرة من جود الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وليس كل جوده؛ فما الذي بقي لله -عز وجل-؟! ما بقي له شيء من الممكن لا في الدنيا ولا في الآخرة.


ورُوَيْدَك أخي المسلم، إن كنت تتقي الله -عز وجل-؛ فأنزلْ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منزلته التي أنزله الله، أنه عبد الله ورسوله، فقل: هو عبد الله ورسوله، واعتقد فيه ما أَمَرَه ربه أن يُبلِّغه إلى الناس عامة: ﴿ قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الأنعام:50]، وما أمره الله به في قوله: ﴿ قُلْ إِنِّي لاَ أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلاَ رَشَدًا ﴾ [الجن:21]، وزيادة على ذلك: ﴿ قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا ﴾ [الجن: 22]، حتى النبي -عليه الصلاة والسلام- لو أراد الله به شيئا لا أحد يُجيره من الله -سبحانه وتعالى-.


فالحاصل أن هذه الأعياد أو الاحتفالات بمولد الرسول -عليه الصلاة والسلام- لا تقتصر على مجرد كونِها بدعةً محدثة في الدين، بل يُضاف إليها شيء من المنكرات مما يؤدي إلى الشرك. وكذلك مما سمعناه أنه يحصل فيها اختلاط بين الرجال والنساء، ويحصل فيها تصفيق ودُفٌّ وغير ذلك من المنكرات التي لا يمتري في إنكارها مؤمنٌ، ونحن في غِنًى بما شَرَعَه الله لنا ورسوله، ففيه صلاح القلوب والبلاد والعباد".





http://www.t-elm.net/moltaqa/images/icons/icon188.gifيتبع باذن الله...........

سائلة عفو ربها
2009-02-24, 17:21
http://www.t-elm.net/moltaqa/images/icons/icon188.gifhttp://www.t-elm.net/moltaqa/images/icons/icon188.gif حكم الاحتفال بالمولد النبوي فضيلة الشيخ العلامة/ محمد بن صالح العثيمين (http://www.islamacademy.net/Index.aspx?function=Author&id=110&lang=Ar)
السؤال:


سُئل فضيلة الشيخ العلامة/ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- عن حكم الاحتفال بالمولد النبوي.




فأجاب قائلاً:




أولاً: ليلة مولد الرسول -صلى الله عليه وسلم- ليست معلومة على الوجه القطعيِّ، بل إن بعض العصريين حَقَّقَ أنها ليلة التاسع من ربيع الأول وليست ليلة الثاني عشر منه، وحينئذ؛ فَجَعْلُ الاحتفال ليلة الثاني عشر منه لا أصلَ له من الناحية التاريخية.




ثانيًا: من الناحية الشرعية فالاحتفال لا أصل له أيضًا؛ لأنه لو كان من شرع الله؛ لفعله النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أو بَلَّغَه لأمته، ولو فعله أو بلغه؛ لوجب أن يكون محفوظًا؛ لأن الله -تعالى- يقول: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9] فلما لم يكن شيءٌ من ذلك عُلِمَ أنه ليس من دين الله، وإذا لم يكن من دين الله؛ فإنه لا يَجوز لنا أن نَتَعَبَّدَ به لله -عز وجل- ونتقرب به إليه، فإذا كان الله -تعالى- قد وَضَعَ للوصول إليه طريقًا مُعينًا وهو ما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ فكيف يَسُوغُ لنا -ونحن عبادٌ- أن نأتي بطريق من عند أنفسنا يُوصلنا إلى الله؟! هذا من الجناية في حقِّ الله -عز وجل- أن نَشْرَعَ في دينه ما ليس منه، كما أنه يَتَضَمَّنُ تكذيبَ قول الله -عز وجل-: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ﴾ [المائدة: 3].




فنقول: هذا الاحتفال إن كان من كمال الدين؛ فلا بد أن يكون موجودًا قبل موت الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وإن لم يكن من كمال الدين؛ فإنه لا يمكن أن يكون من الدين؛ لأن الله –تعالى- يقول: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾، وَمَنْ زَعَمَ أنه من كمالِ الدينِ وقد حَدَثَ بعد الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ فإن قوله يَتَضَمَّنُ تكذيبَ هذه الآية الكريمة، ولا ريبَ أنَّ الذين يحتفلون بمولد الرسول -عليه الصلاة والسلام- إنما يُريدون بذلك تعظيمَ الرسول -عليه الصلاة والسلام- وإظهار محبته، وتنشيط الهمم على أن يُوجد منهم عاطفةٌ في ذلك الاحتفال للنبيِّ -صلى الله عليه وسلم- وكل هذا من العبادات مَحَبَّةً الرسول -صلى الله عليه وسلم- عبادةٌ بل لا يتم الإيمان حتى يكون الرسول -صلى الله عليه وسلم- أحبَّ إلى الإنسان من نفسه وولده ووالده والناس أجمعين.




وتعظيم الرسول -صلى الله عليه وسلم- من العبادة، كذلك إِلْهَابُ العواطف نَحْوَ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- من الدِّين أيضًا؛ لِمَا فيه من الميلِ إلى شريعته.




إذن؛ فالاحتفالُ بمولد النبي -صلى الله عليه وسلم- من أجل التقرب إلى الله وتعظيم رسوله -صلى الله عليه وسلم- عبادة، وإذا كان عبادةً؛ فإنه لا يجوز أبدًا أن يُحْدَثَ في دين الله ما ليس منه، فالاحتفال بالمولد بدعة ومحرم.




ثم إننا نَسمع أنه يوجد في هذا الاحتفال من المنكرات العظيمة ما لا يُقِرُّه شَرْعٌ ولا حِسٌّ ولا عَقْلٌ فهم يَتَغَنَّوْن بالقصائدِ التي فيها الغلوُّ في الرسول -عليه الصلاة والسلام- حتى جعلوه أكبر من الله -والعياذ بالله!-، ومن ذلك أيضًا أننا نسمع من سفاهةِ بعضِ المحتفِلين أنه إذا تلا التالي قصةَ المولد ثم وَصَلَ إلى قوله "ولد المصطفى" قاموا جميعًا قيامَ رجلٍ واحدٍ يقولون: إن روح الرسول -صلى الله عليه وسلم- حَضَرَتْ فنقوم إجلالاً لها وهذا سَفَهٌ، ثم إنه ليس من الأدبِ أن يَقوموا؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يكره القيام له، فأصحابه -وهم أشد الناس حبًّا له وأشد منا تعظيمًا للرسول صلى الله عليه وسلم- لا يقومون له لما يَرَوْنَ من كراهيتِه لذلك وهو حيٌّ فكيف بهذه الخيالات؟!




وهذه البدعة -أعني بدعة المولد- حَصَلَتْ بعد مُضِيِّ القرونِ الثلاثةِ المفضلةِ، وحصل فيها ما يَصْحَبُها من هذه الأمور المنكرة التي تُخِلُّ بأصلِ الدينِ فضلاً عَمَّا يحصل فيها من الاختلاطِ بيْن الرجالِ والنساءِ، وغير ذلك من المنكرات



------------------------------

حكم الاحتفال بذكرى المولد النبوي


http://www.t-elm.net/moltaqa/images/icons/icon188.gifhttp://www.t-elm.net/moltaqa/images/icons/icon188.gif فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان





الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد :

فلا يخفى ما ورد في الكتاب والسنة مــن الأمـــر باتباع ما شرعه الله ورسوله، والنهي عن الابتداع في الدين، قال - تعالى - ( قُلْ إن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ويَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ)) [آل عمران : 31]، وقال - تعالـى - : ((اتَّـبـِعُوا مَا أُنزِلَ إلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ ولا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ)) [الأعراف : 3]،، وقــال - تعالى - ( وأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ ولا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ)) [ الأنعـام : 153]، وقال -صلى الله عليه وسلم- : إن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هـدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وقال -صلى الله عليه وسلم- : من أحدث في أمرنا هـــــذا ما ليس منه فهو رد، وفي رواية لمسلم : من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد..
وإن مـــــن جملة ما أحدثه الناس من البدع المنكرة الاحتفال بذكرى المولد النبوي في شهر ربيع الأول؛ وهم في هذا الاحتفال على أنواع :
فمنهم من يجـعـلـه مجرد اجتماع تقرأ فيه قصة المولد، أو تقدم فيه خطب وقصائد في هذه المناسبة.
ومنهم من يصنع الطعام والحلوى وغير ذلك ويقدمه لمن حضر.
ومنهم من يقيمه في المساجد، ومنهم من يقيمه في البيوت.
ومـنـهــم من لا يقتصر على ما ذكر، فيجعل هذا الاجتماع مشتملاً على محرمات ومنكرات من اخـتلاط الرجال بالنساء والرقص والغناء، أو أعمال شركية كالاستغاثة بالرسول -صلى الله عـلـيــه وسلم- ونـدائـــه والاستنصار به على الأعداء وغير ذلك، وهو بجميع أنواعه واختلاف أشكاله واختلاف مـقـاصد فاعليه لا شك ولا ريب أنه بدعة محرمة محدثة بعد القرون المفضلة بأزمان طويلة؛ فأول من أحدثه الملك المظفر أبو سعيد كوكبوري ملك إربل في آخر القرن السادس أو أول الـقـــــرن السابع الهجري، كما ذكره المؤرخون كابن كثير وابن خلكان وغيرهما.
وقال أبو شامة : وكان أول من فعل ذلك بالموصل الشيخ عمر بن محمد الملا أحد الصالحين المشهورين، وبه اقتدى في ذلك صاحب إربل وغيره.
قـال الـحـافــظ ابن كثير في البداية في ترجمة أبي سعيد كوكبوري : وكان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ويحتفل به احتفالاً هائلاً... إلى أن قال : قال السبط : حكى بعض من حضر سـمـــــــاط المظفر في بعض الموالد أنه كان يمد في ذلك السماط خمسة آلاف رأس مشوي، وعـشــرة آلاف دجاجة، ومائة ألف زبدية، وثلاثين ألف صحن حلوى... إلى أن قال : ويعمل للصوفية سماعاً من الظهر إلى الفجر ويرقص بنفسه معهم ا. هـ.
وقال ابن خلـكـــــان في وفيات الأعيان فإذا كان أول صفر زينوا تلك القباب بأنواع الزينة الفاخرة المتجملة، وقعد في كل قبة جوق من الأغاني، وجوق من أرباب الخيال ومن أصحاب الملاهي، ولم يـتـركــــوا طبقة من تلك الطبقات (طبقات القباب) حتى رتبوا فيها جوقاً.
وتبطل معايش الناس في تلك المدة، وما يبقى لهم شغل إلا التفرج والدوران عليهم... إلى أن قال : فإذا كان قبل يوم المولد بيومين أخرج من الإبل والبقر والغنم شيئاً كثيراً زائداً عن الوصف وزفها بجميع ما عنده من الطبول والأغاني والملاهي، حتى يأتي بها إلى الميدان... إلى أن قال : فإذا كانت ليلة المولد عمل السماعات بعد أن يصلي المغرب في القلعة. ا. هـ.
فهــذا مبدأ حدوث الاحتفال بمناسبة ذكرى المولد، حدث متأخراً ومقترناً باللهو والسرف وإضاعة الأموال والأوقات، وراء بدعة ما أنزل الله بها من سلطان.
والـــذي يليق بالمسلم إنما هو إحياء السنن وإماتة البدع، وأن لا يقدم على عمل حتى يعلم حكم الله فيه.
هذا ؛ وقد يتعلق من يرى إحياء هذه البدعة بشبه أوهى من بيت العنكبوت، ويمكن حصر هذه الشبه فيما يلي :
1- دعواهم أن في ذلك تعظيماً للنبي -صلى الله عليه وسلم- .
والجواب عن ذ لك أن نقول : إنما تعظيمه -صلى الله عليه وسلم- بطاعته وامتثال أمره واجـتـنــاب نهـيـــــه ومحبته -صلى الله عليه وسلم-، وليس تعظيمه بالبدع والخرافات والمعاصي، والاحتفال بذكـــــــرى المولد من هذا القبيل المذموم، لأنه معصية. وأشد الناس تعظيماً للنبي -صلى الله عليه وسلم- هم الصحابة - رضي الله عنهم -، كما قال عروة بن مسعود لقريش : يا قوم! والله لـقــــــد وفدت على كسرى وقيصر والملوك، فما رأيت ملكاً يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محـمــد محمداً -صلى الله عليه وسلم-، والله ما يمدون النظر إليه تعظيماً له، ومع هذا التعظيم مـا جعلوا يوم مولده عيداً واحتفالاً، ولو كان ذلك مشروعاً ما تركوه.
2- الاحتجاج بأن هذا عمل كثير من الناس في كثير من البلدان.
والجــواب عن ذلك أن نقول : الحجة بما ثبت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- . والثابت عــن الـرسـول -صلى الله عليه وسلم- النهي عن البدع عموماً، وهذا منها. وعمل الناس إذا خالف الدلـيـــل فـلـيــس بحجة، وإن كثروا ( وإن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ)) [الأنعام : 116]، مع أنه لا يزال - بحمد الله - في كل عصر من ينكر هذه البدعة ويبين بطلانها، فـلا حجة بعمل من استمر على إحيائها بعد ما تبين له الحق. فممن أنكر الاحتفال بـهـــــذه المناسبة شيخ الإسلام ابن تيمية في " اقتضاء الصراط المستقيم "، والإمام الشاطبي في "الاعتصام"، وابن الحاج في "المدخل"، والشيخ تاج الدين علي بن عمر اللخمي ألف في إنكاره كتاباً مستقلاً، والشيخ محمد بشير السهسواني الهندي في كتابه "صيانة الإنسان"، والسيد محـمـــــد رشيد رضا ألف فيه رسالة مستقلة، والشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ألف فيه رسالة مستقـلـة، وسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، وغير هؤلاء ممن لا يزالون يكتبون في إنكار هذه البدعــــة كــل سـنــة في صفحات الجرائد والمجلات، في الوقت الذي تقام فيه هذه البدعة.
3- يقولون : إن في إقامة المولد إحياء لذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- .
والجواب عن ذلك أن نقول : إحياء ذكر النبي -صلى الله عليه وسلـم- يكــون بما شرعه الله من ذكره في الأذان والإقامة والخطب والصلوات وفي التشهد والصلاة عليه وقراءة سنته واتباع ما جاء به، وهذا شيء مستمر يتكرر في اليوم والليلة دائماً، لا في السنة مرة.
4- قد يقولون : الاحتفال بذكرى المولد النبوي أحدثه ملك عادل عالم، قصد به التقرب إلى الله!
والجواب عن ذلك أن نقول : البدعة لا تقبل من أي أحد كان، وحسن القصد لا يسوغ العمل السيء، وكونه عالماً وعادلاً لا يقتضي عصمته.
5- قولهم : إن إقامة المولد من قبيل البدعة الحسنة؛ لأنه ينبئ عن الشكر لله على وجود النبي الكريم!
ويجاب عن ذلك بأن يقال : ليس في البدع شيء حسن، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: مــن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد، ويقال أيضاً : لماذا تأخر القيام بهذا الشكر - على زعمكم - إلى آخر القرن السادس، فلم يقم به أفضل القرون من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين، وهم أشد محبة للنبي -صلى الله عليه وسلم- وأحرص على فعل الخير والقيام بالشكر، فهل كان من أحدث بدعة المولد أهدى منهم وأعظم شكراً لله - عز وجل- ؟ حاشا وكلا.
6- قد يقولون : إن الاحتفال بذكرى مولده -صلى الله عليه وسلم- ينبئ عن محبته -صلى الله عليه وسلم- فهو مظهر من مظاهرها وإظهار محبته -صلى الله عليه وسلم- مشروع
والجواب أن نقول : لا شك أن محبته -صلى الله عليه وسلم- واجبة على كل مسلم أعظم من محبة النفس والولد والوالد والناس أجمعين - بأبي هو وأمي صلوات الله وسلامه عليه -، ولكن ليس معنى ذلك أن نبتدع في ذلك شيئاً لم يشرعه لنا، بل محبته تقتضي طاعته واتباعه، فإن ذلك من أعظم مظاهر محبته، كما قيل :
لو كان حبك صادقاً لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع
فمحبته -صلى الله عليه وسلم- تقتضي إحياء سنته والعض عليها بالنواجذ ومجانبة ما خالفها من الأقوال والأفعال، ولا شك أن كل ما خالف سنته فهو بدعة مذمومة ومعصية ظاهرة، ومن ذلك الاحتفال بذكرى مولده وغيره من البدع. وحسن النية لا يبيح الابتداع في الدين؛ فإن الدين مبني على أصلين : الإخلاص، والمتابعة، قال - تعالى - ( بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وجْهَهُ لِلَّهِ وهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ ولا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هُمْ يَحْزَنُونَ)) [البقرة : 112]، فإسلام الوجه هو الإخلاص لله، والإحسان هو المتابعة للرسول وإصابة السنة.
وخلاصة القول : أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي بأنواعه واختلاف أشكاله بدعة منكرة يجب على المسلمين منعها ومنع غيرها من البدع، والاشتغال بإحياء السنن والتمسك بها، ولا يغتر بمن يروج هذه البدعة ويدافع عنها، فإن هذا الصنف يكون اهتمامهم بإحياء البدع أكثر من اهتمامهم بإحياء السنن، بل ربما لا يهتمون بالسنن أصلاً، ومن كان هذا شأنه فلا يجوز تقليده والاقتداء به، وإن كان هذا الصنف هم أكثر الناس، وإنما يقتدي بمن سار على نهج السنة من السلف الصالح وأتباعهم وإن كانوا قليلاً، فالحق لا يعرف بالرجال، وإنما يعرف الرجال بالحق.
قال -صلى الله عليه وسلم- : فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة، فبين لنا -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث الشريف بمن نقتدي عند الاختلاف، كما بين أن كل ما خالف السنة من الأقوال والأفعال فهو بدعة وكل بدعة ضلالة.
وإذا عرضنا الاحتفال بالمولد النبوي لم نجد له أصلاً في سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا في سنة خلفائه الراشدين، إذاً فهو من محدثات الأمور ومن البدع المضلة، وهذا الأصل الذي تضمنه هذا الحديث قد دل عليه قوله تعالى: ((فَإن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلَى اللَّهِ والرَّسُولِ إن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)) [النساء:59].
والرد إلى الله هو الرجوع إلى كتابه الكريم، والـــرد إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو الرجوع إلى سنته بعد وفاته، فالكتاب والسنة هـمــــا المرجع عند التنازع، فأين في الكتاب والسنة ما يدل على مشروعية الاحتفال بالمولد الـنـبــوي؟ فالواجب على من يفعل ذلك أو يستحسنه أن يتوب إلى الله - تعالى - منه ومن غيره من البدع؛ فهذا هو شأن المؤمن الذي ينشد الحق، وأما من عاند وكابر بعد قيام الحجة فإنما حسابه عند ربه.
هذا؛ ونسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يرزقنا التمسك بكتابه وسنة رسوله إلى يوم نلقاه، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه.
=======
الهوامش :
(1) رواه البخاري، ح/2697، ومسلم، ح /1718.
(2) البداية والنهاية، (13 /137)..
(3) وفيات الأعيان، (3/ 274).
(4) أحمد، ح /16692، والترمذي، ح /2676.
..................
يتبع باذن الله.............

سائلة عفو ربها
2009-02-24, 17:31
شريط مفرغ للامام
محمد تقي الدين الهلالي



...و صلاته و سلامه على نبينا محمد سيد المرسلين ، و إمام المتقين ، و على آله و أصحابه أجمعين و على التابعين ، و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم . اللهم إني أعوذ بك أن أضِل أو أُضَل أو أَزِل أو أُزَل أو أَظلِم أو أُظلَم أو أجهل أو يجهَل عليّ .
روى أبو داود و غيره عن العرباض بن سارية قال : ( و عظنا رسول الله صلى الله عليه و سلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب و ذرفت منها العيون ، فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا . قال : أوصيكم بتقوى الله و السمع و الطاعة و إن تأمر عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة ، إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها و عضوا عليها بالنواجذ ، و إياكم و محدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة ) .
و كان النبي صلى الله عليه و سلم كما في حديث جابر الصحيح ؛إذا خطب احمرَّت عيناه و علا صوته و اشتد غضبه كأنه منذر جيش . و كان يقول : ( أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله ، و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم و شر الأمور محدثاتها و كل بدعة ضلالة ) .
قال العلماء و منهم أبو إسحاق ابراهيم الشاطبي في كتاب (الإعتصام)إن البدعة شر من المعاصي ) البدعة شر من المعصية كالقتل و الزنى و شرب الخمر و عقوق الوالدين . لماذا؟ قالوا : لأن المعاصي يعلم صاحبها أنه يرتكبها و أنها حرام ، و يخاف على نفسه منها ، وقد يعزم على التوبة و أما البدعة فإنها تغير الدين ؛ تزيد في الدين و الزيادة في الدين من أعظم المصائب و لا يتوب صاحبها أبدا .
و إن من البدع القبيحة التي ابتلي المسلمون بها منذ أحد عشر قرنا هي بدعة الموالد ؛ و هي أن جماعة ًيجتمعون فيقرؤون قصة مولد النبي صلى الله عليه و سلم ، و إذا وصلوا إلى وقت ولادته يقومون و يقولون : يا مرحبا ! يا مرحبا ! و عندهم غلو في ذلك و(إطراء) و أكاذيب يدخلونها في تلك الموالد . و هذه البدعة قبيحة لم يعرفها أحد و لم يفعلها أحد إلا في القرن الرابع الهجري و أول من ابتدعها أبو القاسم العازدي !!( بالألف و الدال) و اقتبسها من النصارى من جيرانه النصارى في اسبانيا لأنهم يعملون ميلادا لعيسى بالكذب ، و قد حقق العلماء المؤرخون أن ميلاد عيسى بالتاريخ الذي يؤرخونه باطل أيضا، و بين الميلاد الحقيقي و بين ذلك الذي أرخوا عليه الآن ست سنين . و كيفما كان الأمر فإن عيسى ما قال لهم : اعملوا لي مولدا تشرب فيه الخمور و تختلط الرجال بالنساء فرحا بي أنا ! فهذا كذب منهم و بهتان . فقلده هذا المغربي ، قلد النصارى و أخذ يعمل مولدا بزعمه للنبي صلى الله عليه و سلم . و مولد النبي صلى الله عليه و سلم يومه معلوم و شَهرُه معلوم ، فقد جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( ذلك يوم ولدت فيه - يعني الإثنين - ) سئل عن يوم الإثنين فقال : ( ذلك يوم ولدت فيه) و كذلك صح عنه أنه و لد في ربيع الأول ، و لكن هل في الأول من ربيع أو الثاني أو الثالث أو الرابع أو الخامس أو الثاني عشر أو كذا ؟ لا يعرفه أحد . لم يرد فيه شيء عن النبي أبدا و لا عن الصحابة ، هذا اختراع . فنجعله في يوم الثاني عشر هذا كذب ليس له أصل .
ثم ؛ هب أننا عرفنا اليوم الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه و سلم و هو يوم السابع مثلا أو الثاني أو الرابع أو العاشر ، فهل عندنا دليل عن الله و رسوله أن نحتفل به ؟!
هل احتفل به النبي صلى الله عليه و سلم ؟! هل جمع يوما أصحابه و قال : تعالوا احتفلوا بمولدي واقرؤوا القصة ؟! أبدا .
هل احتفل أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ و الخلفاء الراشدون :أبو بكر و عمر و عثمان و علي ؟!
هل احتفل أحدهم بمولد النبي صلى الله عليه و سلم ؟ أبدا .
هل احتفل التابعون ؟ كلهم : الإمام البصري و أبو قلابة و غيرهم من التابعين هل احتفل أحد منهم ؟ أبدا .
هل احتفل الأئمة المجتهدون ؟ كأبي حنيفة و مالك و الشافعي و أحمد بن حنبل و سفيان الثوري و سفيان بن عيينة و عبد الله بن المبارك و الأوزاعي و البخاري و مسلم و أبي داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجة و الدارقطني و البيهقي ، هل احتفل أحد منهم ؟!
و هل ...أحدٌ على ...مثل هؤلاء ؟! لو كان الإحتفال بالموالد حقا و مشروعا و فيه خير ما تركه هؤلاء . فقبح الله شخصا يتَّهم هؤلاء بالجهل أو بالتقصير . لأنه إذا كان الإحتفال بالمولد حقا و فيه ثواب فإما أن يكون هؤلاء من الصحابة و التابعين و الأئمة المجتهدين جهالا أو مقصرون في حق النبي ،و كلاهما ضلال مبين .
فهذه البدعة قبيحة يجب على كل مسلم أن يحاربها و أن يبعد عنها ، و النبي صلى الله عليه و سلم إذا أردنا أن يرضى عنّا اللهُ و رسوله .ما ذا قال لنا أن نعمل ؟ قال : { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم . قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين } [آل عمران/31-32]
تفسيره بالعامية : قل يا محمد لجميع الناس :إذا كنتم - كل واحد من اليهود أو النصارى أو العرب أو العجم - يدعي أنه يحب الله و لا يبتغي غير الله فاتبعوه . فعلامة حب الله أن تتبعوني في كل ما جئت به لا تتركوا منه شيئا و لا تغفلوا عن شيء .هذا هو الإتباع الصحيح قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) و محبة الله لا تحصل إلا لمن اتبع النبي صلى الله عليه و سلم ، و صاحب الوِرد لم يتبع النبي أبدا و إنما اتبع النصارى .(يحببكم الله ) فمحبة الله للعبد لا تحصل إلا بمتابعة النبي صلى الله عليه و سلم . و مغفرة الذنوب لا تحصل للإنسان إلا باتباع النبي صلى الله عليه و سلم.( والله غفور رحيم) : أي من اتبع النبي صلى الله عليه و سلم غفور له ذنوبه و رحيم به . و من لم يتبعه لا يغفر له ولا يرحمه .(قل أطيعوا الله والرسول)
أطيعوا الله :عليكم بسنتي .أطيعوا الله و الرسول ،أما قول الله تعالى فقد تقدم . و أما قوله : ( عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها و عضوا عليها بالنواجذ - بالأنياب عضوا عليها بأنيابكم -،و إياكم و محدثات الأمور - أحذركم أحذركم أحذركم من المحدثات التي ستأتي من بعد ...أحذركم احذروا من بعد - ) و قال تعالى { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم } [التوبة/100] . السابقون الأولون ، من هم السابقون الأولون ؟ الذين سبقوا إلى الإسلام ،أي آمنوا بالنبي صلى الله عليه و سلم في أول الأمر و الإسلامُ ضعيف و أهلُه مضطهدون و يعذبون و يؤذَون . و المهاجرون هم الذين ليسوا من أهل المدينة و إنما جاؤوها للجهاد مع النبي صلى الله عليه و سلم و لتعلّم الدين و للتعاون على طاعة الله و على الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر هؤلاء هم المهاجرون . السابقون منهم ، ما قال : الآخِرون مع أنهم كلهم على هدى و لكن قال : (والسابقون الأولون) أكدها مرتين (والسابقون الأولون) فهؤلاء يُتبعون ، لأنهم أعلم بسنة النبي من المتأخرين منهم و كلهم على خير و على هدى . (والسابقون الأولون): هؤلاء الذين زكاهم النبي صلى الله عليه و سلم في قوله : ( عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ) هم السابقين ؛ أبو بكر أول من آمن بعد خديجة و ورقة . خديجة أول من آمن على الإطلاق و ابن عمها ورقة بن نوفل - على التحقيق - هو ثاني من آمن ، و ثالث من آمن هو أبو بكر الصديق . و عمر بن الخطاب تأخر إسلامه قليلا و لكنه كان قويا في دين الله و أعز الله الإسلام به . و عثمان من السابقين الأولين و علي ولد في الإسلام مع بدر ...فكل شيء لا يعرفه هؤلاء و لا يعملونه فهو شر و لا خير فيه أبدا .
و قال تعالى : { لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم } [البقرة/22]
يقول الله تعالى : تأدبوا مع النبي ، لا تجعلوا دعاءكم له كدعاء بعضكم من الصياح و الخطاب و قلة الأدب . إذا كنتم مع النبي فاخفضوا الصوت و بالأدب ، قل : يانبي الله يا رسول الله واخفضوا الصوت بالأدب و بالإحترام ، كما قال الله تعالى : { إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى } [الحجرات/3] بعدما قال : { لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون } [الحجرات/2] كان الأعراب يجيء الواحد منهم و يصيح عند باب النبي : ( يا محمد رد)!!، فأدبهم الله تعالى بهذا الأدب . { إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون } [الحجرات/4] { ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيم } [الأعراف/87] ، و أيضا كانوا يوصفون بالجفاء ؛ جبذه أحد الأعراب من أهل البادية سيء الأدب جبذه بطريقة حتى أثر في عنقه عليه الصلاة والسلام ،احمر ، قال : (يا محمد أعطنا من مال الله الذي عندك ، فإنك لا تنفق من مالك و لا من مال أبيك ) فسامحه النبي صلى الله عليه و سلم و صفح عنه و أعطاه .فمحبة النبي هي في اتباع النبي ، أما مخالفة النبي و الإبتداع في الدين فهو معصية لله و الرسول و شر من الكبائر كما قلنا .
فلذلك نقول : إن هذا المولد هو بدعة وشرك ، فإن المبتدع دائما (يقارب ) الشرك لأنه كل...و يدعو غير الله تعالى و يعبد القبور ، فهذا يفعله المشركون الضالون الذين جهلوا كتاب الله و جهلوا سنة رسول الله واتبعوا أهواءهم ، و الذي (يعمل ) هذا المولد ؛ الذي يتعيش فيه هو شرٌ من امرأة تأكل بعرضها تملأ فرجها .لأن الدين و لو كان صحيحا لايجوز الأكل في الدين ، الأكل في الدين من الكبائر. إذا أكلت بصلاتك فالله لا يقبل صلاتك لأنك عملتها لتأكل بها ، إذا أكلت بقرآنك فالله لا يقبله ، لا يقبل قراءة القرآن. ، إذا أكلت بذكر الله لا يقبله الله تعالى ، إذا أكلت بالجهاد لا يقبله الله تعالى . فكيف الآن الذي يأكل بدين باطل المجهول الذي لا أصل له ؟ إذا كان الذي يأكل بدين الحق يكون فاجرا فاسقا فكيف الذي يأكل بدين باطل ؟ هذا الذي يأكل بالمولد يأكل بدين باطل ، و إنما يكون سحتا و يشيع الفساد في الناس من بدع و شرك و عبادة القبورو غيرها .
فلذلك نحذركم و أنتم حذروا كذلك أهاليكم و صبيانكم وجيرانكم من الإغترار بهؤلاء الدجاجلة الذين يأكلون بالموالد و قاطعوهم و ابعدوا عنهم فإنهم شياطين . اهـ
---------------------------

يتبع باذن الله...

سائلة عفو ربها
2009-02-24, 17:40
* هل حضور المولد النبوي من الزور؟ ..... (http://z-salafi.com/v2/zsalafi.php?s_menu=12#)

* حكم الاحتفال بالمولد و الرد على من أجازه للشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ..... (http://z-salafi.com/v2/zsalafi.php?s_menu=12#)

* ذكر أحد العلماء أن الإمام ابن تيمية رحمه الله يستحسن الاحتفال بذكرى المولد النبوي فهل هذا صحيح يا سماحة الشيخ؟ ..... (http://z-salafi.com/v2/zsalafi.php?s_menu=12#)

* يحتفل الصوفية وأتباعهم في هذه الأيام بما يسمى عيد المولد النبوي، فهل من توجيه حيال ذلك ؟ للشيخ صالح بن فوزان الفوزان ..... (http://z-salafi.com/v2/zsalafi.php?s_menu=12#)

* الاحتفال بالمولد النبوي للشيخ صالح بن فوزان الفوزان ..... (http://z-salafi.com/v2/zsalafi.php?s_menu=12#)

* حكم الاحتفال بالمولد النبوي وغيره من المولد للشيخ عبد العزيز ابن باز ..... (http://z-salafi.com/v2/zsalafi.php?s_menu=12#)

* هل يحل للمسلمين أن يحتفلوا في المسجد ليتذكروا السيرة النبوية الشريفة في ليلة 12 ربيع الأول بمناسبة المولد النبوي الشريف بدون أن يعطلوا نهاره كالعيد ؟ ..... (http://z-salafi.com/v2/zsalafi.php?s_menu=12#)

* حكم من يحتفلون بالمولد النبوي ويعتبرونه عيد كعيد الفطر والأضحى للشيخ محمد بن صالح العثيمين ..... (http://www.z-salafi.com/zsalafi/fatawi_mois/HokmALmawlid-otheimine.mp3)

يتبع باذن الله ........

سائلة عفو ربها
2009-02-24, 17:43
حكم الاحتفال بالمولد النبوي


تفريغ لشريط

السؤال: فضيلة الشيخ: في لقاءات سابقة عرفنا البدعة وحكمها؛ ونجد أن بعض الناس في الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف، يقولون: إن هذه الاحتفالات هي تأليف لقلوب المسلمين بعد أن تفرقت الأمة فما قولكم لهؤلاء؟

الجواب: قولنا لهؤلاء الذين يقولون: الاحتفال بالمولد تأليف للقلوب وإحياء لذكرى رسول الله صلى الله عليه وسلم نقول:
أولاً: لا نسلم بذلك؛ فإن هؤلاء الذين يجتمعون يتفرقون عن غير شيء، ولا يمكن أن تتآلف القلوب على بدعة إطلاقاً.
ثانياً: إن في هذا إحداث لشيء لم يشرعه الله، فالله تعالى قد جعل لتأليف القلوب اجتماعاً آخر، كل يوم يجتمع الناس في بيت من بيوت الله خمس مرات وهي كافية في حصول التأليففنحن في غنى عن هذه البدعة التي ابتدعوها وقالوا: إنه يحصل بها التأليف.
وأما ذكرى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبحان الله العظيم! لا يكون للإنسان ذكرى للرسول عنده إلا على رأس كل سنة!!
ألسنا نذكر الرسول في كل عبادة، فعندما تريد أن تتوضأ لا بد في الوضوء من أمرين: الإخلاص لله، والثاني: المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم، فمتى استشعرت المتابعة فأنت الآن تذكر الرسول صلى الله عليه وسلم
تتوضأ على أنك متبع للرسول صلى الله عليه وسلم
تصلي على أنك متبع للرسول صلى الله عليه وسلم
ثم الذكرى العلنية والحمد لله كل يوم خمس مرات على الأقل نعلن في الأذان: أشهد أن محمداً رسول الله، فنحن في غنى عن هذه البدعة؛ بدعة الاحتفال بالمولد.
فنرد عليهم بمثال ونقول: سبحان الله! أين أنتم من الصحابة؟ أين أنتم من التابعين؟ أين أنتم من تابعي التابعين؟ كل القرون المفضلة الثلاثة مضت ولم يحدث أحد هذا الاحتفال، لم يعرف هذا الاحتفال إلا في القرن الرابع فيما بعد الأربعمائة، هي بدعة ليس فيها شك، وبدعة غير محمودة، وكل بدعة ضلالة.

لقاء الباب المفتوح للشيخ ابن عثيمين رحمه الله رقم 37

سائلة عفو ربها
2009-02-24, 18:04
-=(حمل مناظرة في حكم الاحتفال بالمولد النبوي [ صوتيا] - للإمام الألباني)=- من هنا (http://www.sahab.net/forمن هنا ums/showthread.php?t=356601)


خطبة فيها الأدلة على تحريم المولد النبوي6/3/1429
من هنا (http://www.sahab.net/for من هنا ums/showthread.php?t=356650)


زعم بعضهم أن ( شيخ الإسلام ) يستحسن ( الموالد ) !
من هنا (http://www.sahab.net/for من هناums/showthread.php?t=356645)

حكم الاحتفال بالمولد والرد على من أجازه للشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ
من هنا (http://www.sahab.net/for من هنا)

هذا هو المولد النبوي لمجموعة من المشائخ
من هنا (http://www.sahab.net/fo من هنا rums/showthread.php?t=355124)

فتوى ( الشيخ ربيع ) في استدلالهم على أن ( المولد ) سنة حسنة !
من هنا (http://www.sahab.net/for من هنا ums/showthread.php?t=356711)
.
.
هل الاحتفال بالمولد بدعة أو سنة ؟ العلامة محمد أمان الجامي رحمه الله
من هنا (http://www.sahab.net/for من هنا ums/showthread.php?t=356746)

نشأت بدعة "الاحتفال بالمولد النبوي" للشيخ جمال بن فريحان الحارثي
من هنا (http://www.sahab.net/for من هنا ums/showthread.php?t=356747)

..
حكم الاحتفال بمولد خير الأنام عليه الصلاة والسلام للشيخ محمد علي فركوس الجزائري
من هنا (http://www.sahab.net/for من هنا ums/showthread.php?t=356470).




يتبع باذن الله ........

صالح القسنطيني
2009-02-24, 20:07
جزاك الله خيرا، و بارك الله فيك، و ايدك الله بتوفيقه و نصره.

سائلة عفو ربها
2009-02-24, 20:57
جزاك الله خيرا، و بارك الله فيك، و ايدك الله بتوفيقه و نصره.
وجزاك الله بخير مثله...وفيك بارك ربي... اللهم ااااااامين
بارك الله فيك...نفعكم الله ووفقكم الى ما فيه صلاح دنياكم واخراكم...