المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وآلمني سؤالُ الدهرِ: أين المسلمون؟ ..


roufaida19
2012-08-22, 11:02
بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ


إِنَ الحَمدَ لله نَحْمَدَه وُنَسْتعِينَ بهْ ونَسْتغفرَه ، ونَعوُذُ بالله مِنْ شِروُر أنْفْسِنا ومِن سَيئاتِ أعْمَالِنا ، مَنْ يُهدِه الله فلا مُضِل لَه ، ومَنْ يُضلِل فَلا هَادى له ، وأشهَدُ أنَ لا إله إلا الله وَحْده لا شريك له ، وأشهد أن مُحَمَداً عَبدُه وَرَسُوُله .. اللهم صَلِّ وسَلِم وبَارِك عَلى عَبدِك ورَسُولك مُحَمَد وعَلى آله وصَحْبِه أجْمَعينْ ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحْسَان إلى يَوُمِ الدِينْ وسَلِم تسْليمَاً كَثيراً .. أمْا بَعد ...


وآلمني سؤالُ الدهرِ: أين المسلمون؟

سيد يوسف




يدرك الفاقهون بسهولة ويسر أن المأساة الكبرى في واقع المسلمين اليوم هي تقصيرهم البالغ في خدمة دينهم ...

فلا هم أحسنوا تطبيقه بمجموعهم

ولا هم أحسنوا عرضه لغير المسلمين

بل انكمش تمدد الدين بجناية المنتمين إليه عليه.

ولولا سهولة تعاليم الدين الإسلامي وتجاوبه مع الفطرة لتوقف ولكن رعاية الله تحوطه وترعاه ..

صحيح أن هذه الرعاية الإلهية جعلت الإسلام ينتصر دينا لكن تقصير المسلمين هزم الإسلام كدولة.


وإنه لمن المؤسف أن الغرب يعرف عن ثرواتنا أكثر مما يعرف عن ديننا

ولو نجحنا فى خدمة ديننا كما نتفنن في خدمة متعنا لنهضنا بهذا الدين في عداد الخالدين

ولكن أفاعيل مجموعنا ألجمت أفواه المخلصين من أمتنا عن تقديم أي اعتذار عن هذا الدين.


كنا دولة ذات خلافة وحضارة حين كنا نتبع دين محمد بلا جدل أو غبش فقد ملكنا هذه الدنيا قرونا حين أخضعها رجال خالدون كأمثال عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وموسى بن نصير وطارق بن زياد ونور الدين محمود...

وكم أفادت الدنيا بجهود علمائنا كالخوارزمي وابن الهيثم وغيرهما .. وكم صدرنا تاريخنا كأنصع ما يكون التاريخ حتى شوهه بعض الحاقدين.. وعاونهم المستعمرون وبعض الخونة من أبناء جلدتنا ولم تعدم أمتنا أمثالهم حتى الوقت الحاضر...حتى تكالبت علينا الأمم وبعدنا عن منهج ربنا فصرنا أضحوكة بين الأمم ونهشت تاريخنا ومقدراتنا شعوب كان بينها وبين التحضر بون كبير- وما تزال فالتحضر غير التمدن- وأصبحنا في ذيل الأمم.

إنني أعلن أن أحد أسباب نكبتنا هي حكامنا أكثر من خصومنا حتى بتنا كالكرة تتقاذفها الأمم ولا تأبه بنا كيف ؟؟

وهل يقبل من رث الثياب أن يدعو إلى الأناقة؟!

ودار الزمان وتساءل الدهر:

أين المسلمون؟
أين المسلمون؟
أين المسلمون؟

أين شبابه الذين دكوا حصون أعدائهم؟

أين شبابه الذين كانوا رهبانا بالليل فرسانا بالنهار؟

أين شبابه الذين ما عرفوا الأغاني مائعات؟

أين شبابه الذين ما عرفوا الخلاعة والمجون؟

أين شبابه الذين كانوا لا يتبجحون فى كل أمر خطير ليقال عنهم مثقفون؟

أين شبابه الذين كانوا يأبون أن تقيدهم الشهوات والأغلال ؟

أين شبابه الذين كانوا لا يرهبون المعتقلات والتشويه؟

هكذا تساءل الدهر....فهل من مجيب؟؟



هذى المعاني تأملتها بدقة وفاضت على ذهني ذلك حين تمثلت أبيات هاشم الرفاعي حين قال:



مَلكنـا هـذهِ الدنيـــا قُرونـاً وأخضَعَها جــــــدودٌ خالـدونـا

وسطَّرنا صحائفَ من ضياءٍ فما نسيَ الزمانُ ولا نسينـا



حملنـاهـا سيوفـــــــاً لامعـاتٍ غداةَ الــروعِ تأبى أنْ تلينا

إذا خرجَتْ من الأغمادِ يوماً رأيتَ الهولَ والفتحَ المبينـا





وكنُّــــا حيـنَ يرمينـــا أناسٌ نُـؤدِّبهـــــمْ أبـــاةً قـادريـنـا

وكنَّـــا حيـنَ يأخُذنـــا ولي بطغيــانٍ ندوسُ لـــهُ الجبينـا



تفيضُ قُلوبُنا بالهديِ بأسـاً فما نُغضي عن الظلمِ الجُفونا

وما فتئ الزمــانُ يدور حتى مضى بالمجدِ قــومٌ آخرونـا



وأصبحَ لا يُرى في الركبِ قومي وقد عاشوا أئِمَّتَهُ سنينـا

وآلمنـي وآلـمَ كــلِّ حـرٍ سؤالُ الدهرِ: أين المسلمونـــــــا ؟





تُرى هل يرجعُ الماضي ؟ فإني أذوبُ لذلكَ الماضي حنينا

بَنَينــا حُقبــةً فـي الأرض مُلكـاً يدعِّمهُ شبـــابٌ طامحُونـا



شبابٌ ذَلَّـلوا سُبـلَ المَعالي وما عَرفوا سوى الإسلامِ دينا

تَـعَهَّدَهـمْ فـأنبتهـمْ نباتــاً كريمـاً طابَ في الدنيـــا غَصونا



همُ وردوا الحياضَ مباركــاتٍ فسالتْ عندَهمْ مـاءً مَعـينا

إذا شهِدوا الوغى كانوا كُماةً يـدكُّونَ المعاقلَ والحُصونا



وإنْ جنَّ المســـاءُ فلا تراهم مـن الإشفاقِ إلا ساجِدينـا

شبـابٌ لـمْ تُحطِّمهُ الليالي ولمْ يُسلمْ إلى الخصمِ العرينا



ولم تشهدُهُمُ الأقداحُ يـومــاً وقـد مـلأوا نواديهم مُجونا

وما عرفوا الأغــاني مائعاتٍ ولـكنَّ العُلا صِيغَتْ لُحونا



وقـد دانوا بأعظَمِهِمْ نِضالا وعلماً، لا بـأجرِئِهمْ عيونا!

فـيتَّحدونَ أخـلاقــاً عِـذابــاً ويـأتلفُون مُجتمعـــاً رزينا



فما عَرَفَ الخلاعَةَ في بناتٍ ولا عَرَف التخنُّثَ في بنينا

ولـم يتشدَّقوا بقـشــورِ علمٍ ولـمْ يتقيّبــوا فـي المُلحدينا



ولم يتبجحوا في كـــــــلِّ أمـرٍ خطيرٍ كـيْ يقـالَ مثقفونا

كذلكَ أخرجَ الإسلامُ قومي شبابــــاً مُخلصاً حـراً أمـينا



وعلَّمهُ الكرامــــةَ كيف تُبنى فيأبى أنْ يُقَّيدَ أو يـهونـا

دعوني من آمــانٍ كاذباتٍ فلم أجـــــدِ المُنى إلا ظُنونـا



وهاتوا لي منَ الإيمانِ نوراً وقَوُّوا بـينَ جنبيَّ اليَقينـا

أمـدُّ يدي فأنتزعُ الرواسي وأبنِ المجــدَ مؤتلقاً مكينـا



شباب الإسلام شعر: هاشم الرفاعي
(ألقاها الشاعر في ندوة أقيمت بجمعية الشبان المسلمين مساء 9/فبراير شباط/ سنة 1959 لمناقشة انحراف الشباب ).

منــقول للإفادة

Al-Wassim
2012-08-22, 12:24
بارك الله فيك

roufaida19
2012-08-22, 13:13
وَ فِيْــكَـ بَركَةَ أخـــيْ ...

شُكْرُآاإ عَـــلَىْ اَلْمُرٌوْـــــــرْ ،،،

hino mino
2012-08-22, 14:24
جزاك الله خيرا فالحقيقة هي كما قلتها تماما ونسال الله ان يوفقنا وبارك الله فيك

صقر اليراع
2012-08-22, 15:49
مؤلم حقا والله


نسأل الله أن يتجاوز عنا

ويوقظنا من غفلتنا

roufaida19
2012-08-22, 18:30
آميــــــــــن ~~

شكرا لكمــ على المرور الطيب ~~