الفيلق
2012-08-16, 15:47
بسم الله الرحمن الرحيم
(الرحمن على العرش استوى)
عقيدة أهل الإسلام الصحيحة في هذه الآية الكريمة هو تفسير هذه الآية بمعناها الظاهر الذي تعرفه العرب من كلامها
وهو إثبات أن الله تبارك وتعالى يعلو على عرشه ويستوي على عرشه استواء يليق بجلاله وعظمته من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تكييف
والعرش هنا معناه: موضع جلوس الملك.
هكذا فسّره السلف الصالح من التابعين وتابعي التابعين.
ولم يصرفه عن معناه الظاهر إلّا أهل البدع والانحراف
وهؤلاء لم يأتوا على ما يدّعونه من تأويل معنى العرش أو تأويل استواء الله عزّ وجلّ عليه بدليل قطعي يثبت ما يدّعونه.
كما أن تأويلهم لمعنى العرش واستواء الله عليه مخالف لما كان عليه السلف الصالح (رضوان الله عليهم)
والخير كل الخير في أتباع منهج السلف من التابعين وتابعي التابعين فهم من نقل الشريعة عن صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والذين هم بدورهم (نقلوه عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فقد زعم المبتدعة أن العرش هو ملك الله وأن الله إنما عنا بقوله (الرحمن على العرش استوى) أي أنه استولى على الملك والذي هو عندهم العرش.
وهذا الكلام فاسد ولا يقول به إلا جاهل.
لأن الله تعالى ميّز في كتابه العزيز بين العرش وملكه فالعرش من أملاكه ولكنه ليس ملك الله بعينه.
فأما الرد على من زعم أن العرش هو أملاك الله تعالى , فقوله تعالى: ((( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا)) هود/7
فميّز الله تبارك وتعال هنا بين الماء والعرش والسماوات والأرض فعلم أن العرش ليس الملك بذاته وإنما هو شيء من ملك الله تعالى
وحديث أطيط العرش الذي رواه أبو داود في سننه حيث قال : قال حدثنا عبد الأعلى بن حماد ومحمد بن المثنى ومحمد بن بشار وأحمد بن سعيد الرباطي ، قالوا حدثنا وهب ابن جرير ، قال أحمد : كتبناه من نسخته وهذا لفظه : قال حدثنا أبي قال سمعت محمد بن إسحق يحدث عن يعقوب بن عتبة ، عن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم ، عن أبيه ، عن جده قال : أتى رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم
أعرابي فقال : يا رسول الله جهدت الأنفس وضاعت العيال ونهكت الأموال وهلكت الأنعام فاستسق الله لنا فإنا نستشفع بك على الله ونستشفع بالله عليك . قال رسول الله صلى اللهم عليه (وآله) وسلم ويحك أتدري ما تقول وسبح رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه ثم قال : ويحك إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه ، شأن الله أعظم من ذلك ويحك أتدري ما الله ، إن عرشه على سماواته لهكذا ، وقال بأصابعه مثل القبة عليه وإنه ليئط به أطيط الرحل بالراكب
قال أبو داود : قال ابن بشار في حديثه إن الله فوق عرشه وعرشه فوق سماواته وساق الحديث ، و قال عبد الأعلى وابن المثنى وابن بشار عن يعقوب بن عتبة وجبير بن محمد بن جبير عن أبيه عن جده .
قال أبو داود بعد ذلك والحديث بإسناد أحمد بن سعيد هو الصحيح وافقه عليه جماعة منهم يحيى ابن معين وعلي بن المديني ، ورواه جماعة عن ابن إسحق كما قال أحمد أيضا ، وكان سماع عبد الأعلى وابن المثنى وابن بشار من نسخة واحدة فيما بلغني
وكذلك حديث بدء الخلق في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام البخاري
أما قولهم بأن الأستواء في الآية الكريمة بمعنى: الاستيلاء. فهذا كذب ودجل وتحريف لكتاب الله تعالى, فالأستوءا لا يمكن أن يفسّر بالاستيلاء.
وقد احتجوا الزنادقة في قولهم هذا ببيت أوردوه جاء فيه:
قد استوى بشر على العراق .. بغير سيف أو دم مهراق
وزعموا أن استوى في البيت المذكور بمعنى استولى.
وهذا الكلام باطل لإن قولهم بأن الله استولى على الملك, يلزم منه أن الملك كان بيد غيره, ثم استولى عليه الله تعالى (تعالى الله عما يقولون علوّاً كبيرا).
ولعل أحدا يقول: بأن استواء الله على عرشه يلزم منه حلول الله تعالى على العرش, والله تعالى لا يحلّ ولا يتحد مع خلقه .
والجواب: أن سبب طرح هذا السؤال, هو أن قائله شبّه الله تعالى أو مثّله أو كيّفه بخلقه, فجعله كملك من البشر يستوي على عرش مملكته.
(تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيرا)
فلما رأى ذلك, قال أنا أنفي الاستواء جملة وتفصيلا وأول الآية , فوقع في مثل أو أعظم مما وقع فيه سابقاً.
لأن استواء الله تعالى على عرشه استواء يليق بجلاله وعظمته لا نعرف كيفيته ولا نستطيع تشبيهه بشيء من خلقه ولا تمثيله بشيء من ذلك.
فبما أننا نؤمن بأن الله تعالى لا يحلّ ولا يتحدّ مع خلقه وجب الإيمان بأن الله تعالى يستوي على عرشه استواء لا يحلّ فيه على العرش (والله أعلم وأحكم)
وهذا الأستواء الإلهي الذي لا حلول فيه يؤثر بقدرة الله تعالى على العرش حتى أنه يئط به أطيط الرحل براكبه
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(الرحمن على العرش استوى)
عقيدة أهل الإسلام الصحيحة في هذه الآية الكريمة هو تفسير هذه الآية بمعناها الظاهر الذي تعرفه العرب من كلامها
وهو إثبات أن الله تبارك وتعالى يعلو على عرشه ويستوي على عرشه استواء يليق بجلاله وعظمته من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تكييف
والعرش هنا معناه: موضع جلوس الملك.
هكذا فسّره السلف الصالح من التابعين وتابعي التابعين.
ولم يصرفه عن معناه الظاهر إلّا أهل البدع والانحراف
وهؤلاء لم يأتوا على ما يدّعونه من تأويل معنى العرش أو تأويل استواء الله عزّ وجلّ عليه بدليل قطعي يثبت ما يدّعونه.
كما أن تأويلهم لمعنى العرش واستواء الله عليه مخالف لما كان عليه السلف الصالح (رضوان الله عليهم)
والخير كل الخير في أتباع منهج السلف من التابعين وتابعي التابعين فهم من نقل الشريعة عن صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والذين هم بدورهم (نقلوه عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فقد زعم المبتدعة أن العرش هو ملك الله وأن الله إنما عنا بقوله (الرحمن على العرش استوى) أي أنه استولى على الملك والذي هو عندهم العرش.
وهذا الكلام فاسد ولا يقول به إلا جاهل.
لأن الله تعالى ميّز في كتابه العزيز بين العرش وملكه فالعرش من أملاكه ولكنه ليس ملك الله بعينه.
فأما الرد على من زعم أن العرش هو أملاك الله تعالى , فقوله تعالى: ((( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا)) هود/7
فميّز الله تبارك وتعال هنا بين الماء والعرش والسماوات والأرض فعلم أن العرش ليس الملك بذاته وإنما هو شيء من ملك الله تعالى
وحديث أطيط العرش الذي رواه أبو داود في سننه حيث قال : قال حدثنا عبد الأعلى بن حماد ومحمد بن المثنى ومحمد بن بشار وأحمد بن سعيد الرباطي ، قالوا حدثنا وهب ابن جرير ، قال أحمد : كتبناه من نسخته وهذا لفظه : قال حدثنا أبي قال سمعت محمد بن إسحق يحدث عن يعقوب بن عتبة ، عن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم ، عن أبيه ، عن جده قال : أتى رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم
أعرابي فقال : يا رسول الله جهدت الأنفس وضاعت العيال ونهكت الأموال وهلكت الأنعام فاستسق الله لنا فإنا نستشفع بك على الله ونستشفع بالله عليك . قال رسول الله صلى اللهم عليه (وآله) وسلم ويحك أتدري ما تقول وسبح رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه ثم قال : ويحك إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه ، شأن الله أعظم من ذلك ويحك أتدري ما الله ، إن عرشه على سماواته لهكذا ، وقال بأصابعه مثل القبة عليه وإنه ليئط به أطيط الرحل بالراكب
قال أبو داود : قال ابن بشار في حديثه إن الله فوق عرشه وعرشه فوق سماواته وساق الحديث ، و قال عبد الأعلى وابن المثنى وابن بشار عن يعقوب بن عتبة وجبير بن محمد بن جبير عن أبيه عن جده .
قال أبو داود بعد ذلك والحديث بإسناد أحمد بن سعيد هو الصحيح وافقه عليه جماعة منهم يحيى ابن معين وعلي بن المديني ، ورواه جماعة عن ابن إسحق كما قال أحمد أيضا ، وكان سماع عبد الأعلى وابن المثنى وابن بشار من نسخة واحدة فيما بلغني
وكذلك حديث بدء الخلق في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام البخاري
أما قولهم بأن الأستواء في الآية الكريمة بمعنى: الاستيلاء. فهذا كذب ودجل وتحريف لكتاب الله تعالى, فالأستوءا لا يمكن أن يفسّر بالاستيلاء.
وقد احتجوا الزنادقة في قولهم هذا ببيت أوردوه جاء فيه:
قد استوى بشر على العراق .. بغير سيف أو دم مهراق
وزعموا أن استوى في البيت المذكور بمعنى استولى.
وهذا الكلام باطل لإن قولهم بأن الله استولى على الملك, يلزم منه أن الملك كان بيد غيره, ثم استولى عليه الله تعالى (تعالى الله عما يقولون علوّاً كبيرا).
ولعل أحدا يقول: بأن استواء الله على عرشه يلزم منه حلول الله تعالى على العرش, والله تعالى لا يحلّ ولا يتحد مع خلقه .
والجواب: أن سبب طرح هذا السؤال, هو أن قائله شبّه الله تعالى أو مثّله أو كيّفه بخلقه, فجعله كملك من البشر يستوي على عرش مملكته.
(تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيرا)
فلما رأى ذلك, قال أنا أنفي الاستواء جملة وتفصيلا وأول الآية , فوقع في مثل أو أعظم مما وقع فيه سابقاً.
لأن استواء الله تعالى على عرشه استواء يليق بجلاله وعظمته لا نعرف كيفيته ولا نستطيع تشبيهه بشيء من خلقه ولا تمثيله بشيء من ذلك.
فبما أننا نؤمن بأن الله تعالى لا يحلّ ولا يتحدّ مع خلقه وجب الإيمان بأن الله تعالى يستوي على عرشه استواء لا يحلّ فيه على العرش (والله أعلم وأحكم)
وهذا الأستواء الإلهي الذي لا حلول فيه يؤثر بقدرة الله تعالى على العرش حتى أنه يئط به أطيط الرحل براكبه
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.