تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ما هو القرآن الكريم


عبد العزيز الرستمي
2012-08-13, 18:37
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
بسم الله الرحمن الرحيم


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .. وبعد


http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/0/0c/HolyQuran.png/120px-HolyQuran.png


القرآن أو القرآن الكريم هو الكتاب المقدس الرئيسي في الإسلام، والذي يؤمن المسلمون أنه كلام الله المنزل على النبي محمد للبيان والإعجاز، المنقول عنه بالتواتر والذي يتعبد المسلمون بتلاوته[4] وهو آخر الكتب السماوية، بعد التوراة والإنجيل. كما يعد أكثر الكتب العربية بلاغة. ويحتوي القرآن على 114 سورة تصنف إلى مكية ومدنية وفقاً لمكان وزمان نزول الوحي بها. ويؤمن المسلمون أن القرآن أنزله الله على لسان الملاك جبريل إلى النبي محمد صلى الله عليه و سلم على مدى 23 سنة تقريباً، بعد أن بلغ النبي محمد صلى الله عليه و سلم سن الأربعين، وحتى وفاته عام 11 هـ/632م. كما يؤمن المسلمون بأن القرآن حُفظ بدقة، على يد الصحابة، بعد أن أملاه الوحي على النبي محمد، وأن آياته محكمات مفصلات وأنه يخاطب كافة الأجيال كافة في كل القرون، ويتضمن كل المناسبات ويحيط بكل الأحوال.
بعد وفاة النبي محمد، جُمع القرآن في مصحف واحد بعد أن كان متفرقاً بأمر من الخليفة الأول أبو بكر الصديق وفقاً لاقتراح من الصحابي عمر بن الخطاب. وبعد وفاة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، ظلت تلك النسخة محفوظة لدى أم المؤمنين حفصة بنت عمر، إلى أن رأى الخليفة الثالث عثمان، اختلاف المسلمين في القراءات لاختلاف لهجاتهم، فسأل حفصة بأن تسمح له باستخدام المصحف الذي بحوزتها والمكتوب بلهجة قريش لتكون اللهجة القياسية، وأمر عثمان بنسخ عدة نسخ من المصحف لتوحيد النص، وأمر بإعدام ما يخالف ذلك المصحف، وأمر بتوزيع تلك النسخ على الأمصار واحتفظ لنفسه بنسخة منه. تعرف هذه النسخ إلى الآن بالمصحف العثماني. لذا فيعتقد معظم الباحثون أن النسخ الحالية للقرآن تحتوي على نفس النص المنسوخ من النسخة الأصلية التي جمعها أبو بكر.
يعتقد المسلمون أن القرآن في حد ذاته معجزة للنبي محمد، وأن إعجازه غير قابل للتحدي، كما يعتبرونه دليلاً على نبوته، وتتويجاً لسلسلة من الرسالات السماوية التي بدأت، وفقاً لعقيدة المسلمين، مع صحف آدم مروراً بصحف إبراهيم، وتوراة موسى، وزبور داود، وصولاً إلى إنجيل عيسى.

أصل الكلمة ومعناها

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/7/7b/Opened_Qur%27an.jpg/200px-Opened_Qur%27an.jpg

تُشتق كلمة "قرآن" من المصدر "قرأ"، وأصله من "القرء" بمعنى الجمع والضم، يُقال: «قرأت الماء في الحوض»، بمعنى جمعته فيه، يُقال: «ما قرأت الناقة جنينًا»، أي لم يضمَّ رحمها ولد. وسمى القرآن قرآنًا لأنه يجمع الآيات والسور ويضم بعضها إلى بعض. وروي عن الشافعي أنه كان يقول: «القرآن اسم وليس بمهموز ولم يؤخذ من قرأت، ولكنه اسم لكتاب الله». وقال الفرّاء: «هو مشتق من القرائن لإن الآيات منه يصدق بعضها بعضا، ويشابه بعضها بعضا وهي قرائن». و"القرآن" على وزن فعلان كغفران وشكران، وهو مهموز كما في قراءة جمهور القراء، ويُقرأ بالتخفيف "قران" كما في قراءة ابن كثير. ويعادل مصدر الكلمة في السريانية كلمة "قريانا" والتي تعني "قراءة الكتاب المقدس" أو "الدرس". ورغم أن معظم الباحثين الغربيين يُرجعون أصل الكلمة إلى الكلمة السريانية، إلا أن غالبية علماء المسلمين يرجعون الكلمة إلى المصدر العربي "قرأ". وعلى كل حال، فقد أصبحت الكلمة مصطلح عربي في زمن النبي محمد.صلى الله عليه و سلم ومن معاني الكلمة المهمة فعل القراءة نفسه. قال العلاّمة الطبرسي: «القرآن: معناه القراءة في الأصل، وهو مصدرُ قرأتُ، أي تَلَوْتُ، وهو المَرْوِي عن ابن عباس، وقيل هو مصدرُ قرأتُ الشيء، أي جَمَعْتُ بعضهُ إلى بعض». للقرآن أسماء أخرى كثيرة، تمت الإشارة إليها في القرآن نفسه مثل "الفرقان" و"الهدى" و"الذِكر" و"الحكمة" و"كلام الله" و"الكتاب"، وقد أفرد المؤلفون في علوم القرآن فصولاً لذكر أسماء القرآن ومعانيها. وأفرد بعضهم كتبًا مستقلة في بيان أسماء القرآن وصفاته. أما مصطلح "المصحف" فيُستخدم عادةً للإشارة إلى النسخ المكتوبة منه، إذ لم يكن لفظ المصحف بمعنى الكتاب الذي يجمع بين دفتيه القرآن في بادئ الأمر، إنما أطلق هذا الاسم على القرآن بعد أن جمعه أبو بكر الصديق فأصبح اسمًا له. يُقال للقرآن فرقان، باعتبار أنه كلام فارق بين الحق والباطل، وقيل لفصله بحجّته وأدلته وحدوده وفرائضه وسائر معاني حكمه بين المحق والمبطل، وفرقانه بينهما تبصرة المحق وتخذيله المبطل حكمًا وقضاءً، كما ورد في سورة الفرقان http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/c/c2/Aya-1.png/20px-Aya-1.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png، ويُقال له الكتاب إشارة إلى جمعه وكتابته في السطور، وذُكر على أنه "الذِكر" في سورة الحجر: http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/4/48/Aya-9.png/20px-Aya-9.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png، والمقصود به أن هذا القرآن الذي أُُنزل على محمد ذكر لمن تذكر به، وموعظة لمن اتعظ به، ويقول بعض المفسرين أيضًا في معنى الذِّكر أنه يحتمل أمرين، أحدهما أن يريد به أنه ذكر من الله لعباده بالفرائض والأحكام، والآخر أنه شرفٌ لمن آمن به وصَدَّقَ بما فيه. يقول علماء القرآن والتفسير أن الأسماء والألقاب العديدة للقرآن يمكن تصنيفها إلى ثلاث مجموعات:
المجموعة الأولى؛ وهي طائفة من الأسماء التي تشير إلى ذات الكتاب وحقيقته، وهي الأسماء التالية: الكتاب http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/3/33/Aya-2.png/20px-Aya-2.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png، القرآن http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/4/48/Aya-9.png/20px-Aya-9.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png، كلام الله http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/c/c4/Aya-6.png/20px-Aya-6.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png، الروح http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/7/7c/Aya-52.png/20px-Aya-52.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png، التنزيل http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/b/b0/Aya-192.png/20px-Aya-192.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png، الأمر http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/5/5d/Aya-5.png/20px-Aya-5.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png، القول http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/a/a3/Aya-51.png/20px-Aya-51.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png، الوحي http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنْذَرُونَ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/6a/Aya-45.png/20px-Aya-45.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png.
المجموعة الثانية؛ وهي الطائفة التي تشير إلى صفات القرآن الذاتية، وذلك كالأسماء التالية: الكريم http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/8/8e/Aya-77.png/20px-Aya-77.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png، المجيد http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/3/35/Aya-21.png/20px-Aya-21.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png، العزيز http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/4/47/Aya-41.png/20px-Aya-41.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png، الحكيم والعليّ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/d/d6/Aya-4.png/20px-Aya-4.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png، الصدق http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/ef/Aya-33.png/20px-Aya-33.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png، الحق http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png إِنَّ هَـذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ اللّهُ وَإِنَّ اللّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/0/0b/Aya-62.png/20px-Aya-62.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png، المُبارك http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/7/7a/Aya-29.png/20px-Aya-29.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png، العَجَبُ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/c/c2/Aya-1.png/20px-Aya-1.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png، الْعِلْمِ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/b/bb/Aya-120.png/20px-Aya-120.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png.
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/b/bf/Sura10.pdf/page1-200px-Sura10.pdf.jpg


المجموعة الثالثة؛ وهي الطائفة التي تشير إلى صفات القرآن التأثيرية، التي تشير إلى علاقة القرآن بالناس، وهي الأسماء التالية: الهدى http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/3/33/Aya-2.png/20px-Aya-2.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png، الرحمة http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/2/29/Aya-3.png/20px-Aya-3.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png، الذِكر http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/9/90/Aya-50.png/20px-Aya-50.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png، الموعظة والبيان http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png هَـذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/b/b5/Aya-138.png/20px-Aya-138.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png، الشفاء http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/5/50/Aya-82.png/20px-Aya-82.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png، التذكرة http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/c/c7/Aya-11.png/20px-Aya-11.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png، الْمُبِينِ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/3/33/Aya-2.png/20px-Aya-2.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png، البلاغ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/0/07/Aya-106.png/20px-Aya-106.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png، البشير والنذير http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/d/d6/Aya-4.png/20px-Aya-4.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png، البصائر http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/f/f6/Aya-20.png/20px-Aya-20.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png، النور http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/0/05/Aya-174.png/20px-Aya-174.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png، الفرقان http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/c/c2/Aya-1.png/20px-Aya-1.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png.
وقد تباين العلماء في عدد أسماء القرآن، فذكر الزمخشري في تفسيره للقرآن اثنين وثلاثين اسمًا، وعدّها بعضهم سبعة وأربعين اسمًا، وقال القاضي أبو المعالي عزيزي بن عبد الملك: "أن الله سمى القرآن بخمسة وخمسين اسمًا"، وصنف الحرالي جزءًا وأنهى أساميه إلى نيف وتسعين.
هذا في اللغة، وأما تعريف القرآن اصطلاحًا فقد تعددت آراء العلماء فيه وذلك بسبب تعدد الزوايا التي ينظر العلماء منها إلى القرآن، فقيل: «القرآن هو كلام الله العزيز والنص الإلهي المنَّزل بواسطة الوحي على رسول الإسلام وخاتم النبيين محمد بن عبد الله بلغة العرب ولهجة قريش، المكتوب في المصاحف المنقول بالتواتر المتعبد بتلاوته المعجز ولو بسورة منه، وهو المعجزة الإلهية الخالدة التي زوَّد الله تعالى بها رسوله المصطفى وهو الميراث الإلهي العظيم والمصدر الأول للعقيدة والشريعة الإسلاميتين». وبعضهم يزيد على هذا التعريف قيودًا أخرى مثل: «المعجز أو المتحدي بأقصر سورة منه أو المتعبد بتلاوته أو الاسم لمجموع ما هو موجود بين دفتي المصحف أو المبدوء بسورة الفاتحة والمختوم بسورة الناس». والواقع أن التعريف الأول تعريف جامع مانع لا يحتاج إلى زيادة قيد آخر، وكل من زاد عليه قيدًا أو قيودًا لا يقصد بذلك إلا زيادة الإيضاح بذكر بعض خصائص القرآن التي يتميز بها عما عداه.

أهمية القرآن في الإسلام وعند المسلمين
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/thumb/0/0a/QRN.jpg/200px-QRN.jpg
جزء من الآية 60 إلى 61 وجزء من الآية 61 من سورة المائدة بالخط الكوفي الشرقي؛ إحدى مخطوطات صنعاء


يؤمن المسلمون أن القرآن الكريم هو آخر كتاب من كتب الله، الذي أنزله على رسوله محمد صلى الله عليه و سلم . ولهذا يعتبرون أن تلاوة القرآن والاستماع له والعمل به كلها عبادات يتقرب بها المسلم إلى الله ليطمئن بهِ قلبهُ. يعتقد أكثرهم أنه أساس حضارتهم وثقافتهم، وبه بدأت نهضتهم في كل مجالات الحياة، الدينية والدنيوية، يقول الدكتور وصفي عاشور أبو زيد:

فالقرآن الكريم هو الكتاب الخالد لهذه الأمة، ودستورها الشامل، وحاديها الهادي، وقائدها الأمين، كما أنه الكتاب الخالد للدعوة الإسلامية، ودليلها في الحركة في كل حين، وله أهمية كبيرة في حياة الفرد والأسرة والمجتمع والأمة؛ فهو يعالج بناء هذا الإنسان نفسه، بناء شخصيته وضميره وعقله وتفكيره، ويشرع من التشريعات ما يحفظ كيان الأسرة تظللها السكينة وتحفها المودة والرحمة، كما يعالج بناء المجتمع الإنساني الذي يسمح لهذا الإنسان بأن يحسن استخدام الطاقات الكامنة في المجتمع، وينشد الأمة القوية المتماسكة الشاهدة على العالمين.

يرى المسلمون أن الإنسان المسلم لا يستغني عن القرآن؛ فبه حياة قلبه ونور بصره وهداية طريقه. وكل شيء في حياة المسلم مرتبط بهذا الكتاب، فمنه يستمد عقيدته، وبه يعرف عبادته وما يرضي ربه، وفيه ما يحتاج إليه من التوجيهات والإرشادات في الأخلاق والمعاملات، وإن الذي لا يهتدي بهذا الكتاب يضيع عمره ومستقبله ومصيره، ويسير في ظلمات الجهل والضلالة والضياع، وذلك بناءً على ما جاء في عدد من السور والأحاديث النبوية، كما في سورة الإسراء: http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/4/48/Aya-9.png/20px-Aya-9.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png؛ وسورة طه http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/9/95/Aya-124.png/20px-Aya-124.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png، وكما ورد في أحد الأحاديث النبوية عن الدارمي عن علي بن أبي طالب قال: «سمعت رسول الله يقول: "ستكون فتن". قلت: "وما المخرج منها؟" قال: "كتاب الله، فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، هو الذي من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله. فهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، وهو الذي لم ينته الجن إذ سمعته أن قالوا "إنا سمعنا قرآنا عجبا". هو الذي من قال به صدَق، ومن حكم به عدل، ومن عمِل به أجِر، ومن دعا إليه هُديَ إلى صراط مستقيم"».
فالقرآن ينص على أحكام العقائد، وفيه أحكام العبادات مثل الصوم والزكاة والحج، وفيه أحكام المعاملات من بيع وشراء وزواج وطلاق وميراث، كما أن فيه أحكام الأخلاق والآداب. وقد قام عدد من العلماء الكبار بتأليف كتب كثيرة عبر الزمن تُسمى "أحكام القرآن" جمعوا فيها الآيات القرآنية المتعلقة بالأحكام الفقهية وما استنبطه منها أهل العلم من أحكام العبادات والمعاملات، وذلك تسيهلاً على الناس في الرجوع إليها. ويؤمن المسلمون أن القرآن تضمن كل ما جاء في الكتب السماوية السابقة مما يحتاج إليه الناس لهدايتم وتنظيم أمور معاشهم، ومن الآيات التي يستدلون بها على ذلك، ما ورد في سورة المائدة: http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/5/55/Aya-48.png/20px-Aya-48.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png، ويقول أهل التفسير أن القرآن يشتمل على ما اشتملت عليه الكتب السابقة، الزبور والتوراة والإنجيل، ويزيد عليها في المطالب الإلهية والأخلاق النفسية،[53] فهو الكتاب الذي تتبع كل حق جاءت به الكتب فأمر به، وحث عليه، وأكثر من الطرق الموصلة إليه وهو الكتاب الذي فيه نبأ السابقين من الأمم والأنبياء والرسل، واللاحقين، وهو الكتاب الذي فيه الحكم والحكمة والأحكام الذي عرضت عليه الكتب السابقة، وليس معنى هذا أنه تتبع الجزئيات والأحكام الفرعية، ولكنه تضمن ما جاء فيها في كليات اتفقت عليها الشرائع السماوية، وهي: حفظ الدين، والنفس، والعقل، والنسب، والمال، والعرض.

بالإضافة إلى ذلك يؤمن المسلمون أن لبعض آيات القرآن فضل كبير، وأن بعضها يحمي من الحسد أو وسوسة الشيطان، وذلك بالاستناد إلى عدد من الأحاديث النبوية. ومن أهم آيات القرآن ذات الفضل العظيم عند المسلمين: آية الكرسي، وهي الآية رقم 255 من سورة البقرة، وعند الكثير من المراجع الشيعية فهي الآيات 255 و 256 و 257، ويُستحب قراءتها كلها مع بعضها.[54][55][56][57][58][59] ويقول علماء الدين أن تلك الآية أعظم آيات القرآن لما اشتملت عليه من الأسماء الحسنى وصفات الله، وأن قراءتها تحفظ البيت والنفس من الشيطان وتسلطه. كذلك هناك سورة الفلق، التي يلجأ إليها المسلم متضرعًا إلى الله ليحميه من الشر غير الملموس الذي لا يقدر على درئه بنفسه، مثل "النفاثات في العقد" التي يقول بعض المفسرين أنها تشير إلى النساء اللاتي كن يوسوسن في أذن الرجال وخاصة الأزواج ليثنوهم عن عزمهم المعقود وليوهنوا عزائمهم في أداء المهام الصالحة، والحسد الذي يلقاه المرء لأسباب مختلفة خلال حياته اليومية. وأيضًا سورة الناس التي يلجأ إليها المسلم محتميًا بالله من شرِّ الشيطان الذي يوحي للإنسان ويأمره في خفاء وتكرار؛ ليجعلهُ يعصي ربّه، وينفث فيه الوساوس التي هي أصلُ الشر.
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/7/70/Sura114_%282%29.jpg/200px-Sura114_%282%29.jpg

عبد العزيز الرستمي
2012-08-13, 18:49
التاريخ

تنزيلات القرآن
اختلف علماء المسلمين في طريقة نزول القرآن فمن الآيات ماتثبت نزول القرآن جملة ومنها مايثبت نزوله منجماً وعلى هذا فإن القرآن مر بعدة تنزيلات منها ماهو جملة ومنها ماهو منجما في مراحل تنزيله من الله إلى الرسول محمد :-

نزل القرآن أولاً من الله إلى اللوح المحفوظ : ويقصد بهذا النزول ليس نزول علوٍّ وسفل بل يقصد به إثباته في اللوح المحفوظ واعتماده غير قابل للتغيير وحكمة هذا النزول ترجع إلى الحكمة من وجود اللوح نفسه، فإنه السجل الجامع لما كان وما سيكون إلى يوم القيامة. ذكر العلماء الدليل على هذا النزول من القرآن http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/3/35/Aya-21.png/20px-Aya-21.png فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/19/Aya-22.png/20px-Aya-22.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png
نزل من اللوح المحفوظ إلى مكان يسمى بيت العزة في السماء الدنيا جملة واحدة في ليلة القدر: ودليله من القرآن http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/2/29/Aya-3.png/20px-Aya-3.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png وفي سورة القدر http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/c/c2/Aya-1.png/20px-Aya-1.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png ومن الأحاديث عن ابن عباس أنه قال: "فُصِّلَ القرآن من الذكر"-يعني اللوح المحفوظ- فوضع في بيت العزة من السماء الدنيا، فجعل جبريل ينزل به على النبي ". وقد نقل أبو شامة المقدسي في كتابة المرشد والوجيز عن هذا النزول فقال:«وقال جماعة من العلماء: نزل القرآن جملة واحدة في ليلة من اللوح المحفوظ إلى بيت يقال له بيت العزة، فحفظه جبريل http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/b/bf/%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84% D8%A7%D9%85.png/25px-%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84% D8%A7%D9%85.png وغشي على أهل السموات من هيبة كلام الله، فمر بهم جبريل وقد أفاقوا فقالوا: ﴿وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾. الحق يعني القرآن فأتى به جبريل إلى بيت العزة فأملاه جبريل على السفرة الكتبة، يعني الملائكة وهو قوله سبحانه وتعالى: http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png بِأَيْدِي سَفَرَةٍ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/3/3f/Aya-15.png/20px-Aya-15.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png "نقلته من كتاب "شفاء القلوب" وهو تفسير علي بن سهل النيسابوري"».
ومن بيت العزة نزل به جبريل على قلب الرسول محمد منجَّمًا أي "مُفرَّقًا" في نحو ثلاث وعشرين سنة على حسب الوقائع والأحداث، ومقتضيات الأحوال: ودليل ذلك من القرآن http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآَيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/3/3f/Aya-15.png/20px-Aya-15.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png وهو الكتاب الوحيد من الكتب السماوية الذي نزل منجماً بدليل http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/f/fc/Aya-32.png/20px-Aya-32.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png وقد أستنبط العلماء الحكمة من نزول القرآن بشكل متفرّق خلاف بقية الكتب السماوية وذكروا له عدة حكم منها:
تثبيت قلب النبي محمد لمواجهة ما يلاقيه من قومه، كما ورد في سورة الفرقان: http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/f/fc/Aya-32.png/20px-Aya-32.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png، ففي قول "ورتلناه ترتيلاً" إشارة إلى أن تنزيله شيءًا فشيئًا ليتيسر الحفظ والفهم والعمل بمقتضاه.
الرد على الشبهات التي يختلقها المشركون ودحض حججهم أولاً بأول: http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/ef/Aya-33.png/20px-Aya-33.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png.
تيسير حفظه وفهمه على النبي محمد وعلى أصحابه.
التدرج بالصحابة والأمة آنذاك في تطبيق أحكام القرآن، فليس من السهل على الإنسان التخلي عما اعتاده من عادات وتقاليد مخالفة للقيم والعادات الإسلامية مثل شرب الخمر.
كان ينزل حسب الحاجة أي ينزل ليرد على أسئلة السائلين.

أما المقدار الذي كان ينزل من القرآن على النبي محمد فيظهر من الأحاديث النبوية أنه كان ينزل على حسب الحاجة. ويمكن تقسيم تاريخ القرآن إلى فترتين زمنيتين رئيسيتين: العهد النبوي، وهي فترة نزول الوحي عند المسلمين، وعهد الخلفاء الراشدين، وهي فترة حفظ القرآن وجمعه في مصحف واحد.

أول مانزل من القرآن وآخره
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/2/2b/Cave_Hira.jpg/150px-Cave_Hira.jpg

غار حراء

أوّل ما نزل من الوحي على محمد كان في غار حراء على جبل النور الواقع بالقرب من مكة، وذلك في يوم الاثنين، 17 رمضان[68] أو 24 رمضان، أو 21 رمضان، الموافق 10 أغسطس سنة 610م، أو 27 رجب عند الشيعة. وفي الرواية المنقولة عن عائشة بنت أبي بكر المؤكدة من قبل الإمامين البخاري ومسلم، والتي أنكر الشيعة معظمَ ما جاء فيها، فإن أول ما نزل من الوحي كان: http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/c/c2/Aya-1.png/20px-Aya-1.png خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/3/33/Aya-2.png/20px-Aya-2.png اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/2/29/Aya-3.png/20px-Aya-3.png الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/d/d6/Aya-4.png/20px-Aya-4.png عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/5/5d/Aya-5.png/20px-Aya-5.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png.
وبعد تلك الحادثة، فَتَر الوحي عن محمد مدة، قيل أنها ثلاث سنوات وقيل أقلّ من ذلك، ورجّح البوطي ما رواه البيهقي من أن المدة كانت ستةَ أشهر، حتى انتهت بنزول أوائل سورة المدثر. ثم بدأ الوحي ينزل ويتتابع مدة ثلاثة وعشرين عامًا حتى وفاته. فكان أول ما نزل من القرآن بعد أول سورة العلق، أوّل سورة القلم، والمدثر والمزمل والضحى والليل. وقد اختلف العلماء في تحديد أوّل ما نزل من القرآن كون سورة المدثر نزلت بكمالها قبل نزول تمام سورة العلق، التي نزل منها صدرها أولاً، على أن الرأي الأغلب والأرجح هو القائل بأن سورة الفلق هي أوّل السور. وعبّر بعض العلماء للتوفيق بين الرأيين بقولهم أن أوّل ما نزل للنبّوة كان صدر سورة القلم، وأوّل ما نزل للرسالة كان سورة المدثر. استمر الوحي ينزل على محمدًا في مكة طيلة ثلاث عشرة سنة، وبلغ عدد السور التي نزلت هناك ثلاث وثمانون سورة، وقيل خمس وثمانون، كانت أولها سورة العلق وآخرها سورة المؤمنون، ويُقال العنكبوت. ولمّا اشتد أذى قريش لمحمد وأتباعه من المسلمين، هاجروا شمالاً إلى مدينة يثرب، التي دُعيت منذ ذلك الحين بالمدينة المنورة، وهناك استمر الوحي ينزل عليه بصورة متتالية. وقد بلغ عدد السور التي نزلت بالمدينة إحدى وثلاثون سورة، وقيل تسع وعشرون، كان أولها سورة المطففين وآخرها سورة التوبة، وفي شرح البخاري لابن حجر اتفقوا على أن سورة البقرة أول سورة نزلت بالمدينة، وفي تفسير النسفي عن الواقدي أن أول سورة نزلت بالمدينة هي سورة القدر.
بعد أن استقر المسلمون في المدينة المنورة، واعتنق أهلها الإسلام دينًا، طلب النبي محمد من بعض صحابته حفظ ما ينزل عليه من القرآن ونشره بين الناس وتعليمهم ما جاء فيه من الشرائع والحكم والفضائل. وكان كثير من الصحابة أميًا، بينما كان في الأوس والخزرج من أهل المدينة عدّة يكتبون بالعربية، والقليل ممن يكتب بالعبرانية التي تعلموها من اليهود. كذلك كان من أسرى الحرب من يكتب، ولا يملك المال ليفدي نفسه، فجعل الرسول فدية من يعرف الكتابة من سبعين أسيرًا في غزوة بدر تعليم كل واحد منهم عشرة من صبيان المدينة الكتابة، وبهذا تعلّم عدد كبير من المهاجرين والأنصار القراءة والكتابة، وقاموا بتدوين ما ينزل على محمد من الوحي، وقد وصف العلماء هؤلاء الأشخاص بكتّاب الوحي. وفقًا لمسند أحمد بن حنبل بسنده عن ابن عباس، أنه عندما كانت السور ذوات العدد تنزل على الرسول، كان يدعو بعض من يكتب عنده، يقول: "ضعوا هذا في السورة الّتي يُذكر فيها كذا وكذا"، وعندما تنزل عليه الآيات يقول: "ضعوا هذه الآيات في السورة الّتي يُذكر فيها كذا وكذا"، فكان الوحي، وفقًا للمصادر الإسلامية، يعين مكان الآيات في السور، ومن الأحاديث التي يُستند إليها في ذلك ما ورد في تفسير الدر المنثور: «أخرج أحمد، عن عثمان بن أبي العاص قال: "كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ جَالِسًا إِذْ شَخَصَ بِبَصَرِهِ ثُمَّ صَوَّبَهُ حَتَّى كَادَ أَنْ يُلْزِقَهُ بِالأَرْضِ قَالَ ثُمَّ شَخَصَ بِبَصَرِهِ فَقَالَ أَتَانِي جِبْرِيلُ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/b/bf/%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84% D8%A7%D9%85.png/25px-%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84% D8%A7%D9%85.png فَأَمَرَنِي أَنْ أَضَعَ هَذِهِ الآيَةَ بِهَذَا الْمَوْضِعِ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/3/3d/Aya-90.png/20px-Aya-90.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png». كان الكتبة يدونون الوحي على ألواح من الخشب أو الطين المشوي، بالإضافة إلى العظام وسعف النخل العريضة، ولم يُدوّن الوحي على الورق ويُجمع في كتاب واحد إلا بعد وفاة الرسول سنة 632م.
اختلف العلماء حول آخر ما نزل من القرآن على النبي محمد، فقال فريق أن آخر آية نزلت هي آية الربا، وهي: http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/2/22/Aya_278_of_the_Holy_Quran.png/20px-Aya_278_of_the_Holy_Quran.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png، وقال آخر أنها الآية التالية: http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/6a/Aya-281.png/20px-Aya-281.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png، وقال آخرون أنها آية الدين، أي الآية رقم 282 من سورة البقرة، وقد جمع بين هذه الروايات الثلاث بأن هذه الآيات نزلت دفعة واحدة كترتيبها في المصحف، فروى كل واحد بعض ما نزل بأنه آخر ما نزل. أما أكثر الأقوال حول آخر ما نزل من القرآن شيوعًا بين الناس، فهو أنها الآية التالية: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً﴾، وهنالك أقوال أخرى منها القائلة بآية الكلالة، وقد أفاد بعض العلماء أن هذه الأقوال ليس فيها شيء مرفوع إلى النبي محمد، ويجوز أن يكون قاله قائله بضرب من الاجتهاد وغلبة الظن، ويحتمل أن كلاً منهم أخبر عن آخر ما سمعه من النبي محمد في اليوم الذي مات فيه أو قبل مرضه بقليل، ويحتمل أيضًا أن تنزل هذه الآية التي هي آخر أية تلاها الرسول مع آيات نزلت معها، فيؤمر برسم ما نزل معها بعد رسم تلك، فيظن أنه آخر ما نزل في الترتيب.

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/c/c4/Surat_al-Fatiha_inscribed_upon_the_shoulder_blade_of_a_came l.jpg/200px-Surat_al-Fatiha_inscribed_upon_the_shoulder_blade_of_a_came l.jpg

سورة الفاتحة منقوشة على العظم الكتفي لجمل

عبد العزيز الرستمي
2012-08-13, 19:03
عهد الجمع

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/9/93/Qur%27anic_Manuscript_-_3_-_Hijazi_script.jpg/200px-Qur%27anic_Manuscript_-_3_-_Hijazi_script.jpg

مخطوطة قرآنية من الورق الرقّي تعود للقرن السابع الميلادي، مكتوبة بالخط الحجازي
ثمة وجهتا نظر في موضوع جمع القرآن، إحداهما تقررها المصادر السُّنية والأخرى تؤكدها المراجع الشيعية الإمامية. أما وجهة النظر السُّنية الرسمية فترجع بعملية جمع القرآن، في مصحف، إلى عهد أبي بكر الصديق، لتنتهي في عهد عثمان بن عفان بإقرار مصحف واحد رسمي وإحراق ما عداه، بينما تنص المراجع الشيعية إلى أن علي بن أبي طالب، ابن عم النبي محمد، كان قد جمع نسخة كاملة من القرآن في مصحف بعد وفاة محمد، وأن ترتيبه كان يختلف عن الترتيب الذي اتبع خلال خلافة عثمان بن عفان، لكن على الرغم من ذلك فإن علي لم يعترض على المصحف الموحد حديث الجمع، بل أقرّ به، لكنه احتفظ أيضًا بالمصحف الذي جمعه بنفسه. ومما مَيَّزَ مصحف علي عن غيره من المصاحف، بالنسبة للشيعة، هو أن المصحف الذي جمعه علي وقدَّمه للمسلمين آنذاك كان مشتملاً على عدّة مميزات: فقد كان مرتبًا حسب ترتيب نزول الآيات بدقة فائقة، فكانت الآيات المنسوخة مقدمة على الآيات الناسخة، والمكية على المدنية. وكان مشتملاً في هامشه على توضيحات مهمة جدًا تبيِّن المناسبة التي نزلت فيها كل آية، وتبيِّن كل ما له علاقة بمكان وزمان نزول الآيات، وما إليها من معلومات قيمة، كما أن ذلك المصحف كان مشتملاً على بيان تأويل الآيات وبيان المجرى العام للآيات خارج نطاق زمان ومكان نزول الآية بصورة مفصلة. وفي هذا الإطار قَالَ الإمام جعفر بن محمد الصادق: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : "لَوْ أَنَّ النَّاسَ قَرَءُوا الْقُرْآنَ كَمَا أُنْزِلَ، مَا اخْتَلَفَ اثْنَان"».
أبرز الروايات التي تتحدث عن جمع القرآن في مصحف واحد لأول مرة خلال عهد أبي بكر الصديق، هي تلك التي تفيد أنه بعد غزوة اليمامة، التي قتل فيها الكثير من الصحابة وكان معظمهم من حُفاظ القرآن، جاء عمر بن الخطاب إلى أبو بكر وطلب منه أن يجمع القرآن في مكان واحد حتى لا يضيع بعد وفاة الحُفاظ. فكلّف أبو بكر الصحابي زيد بن ثابت لما رأى فيه من الصفات التي تؤهله لمثل هذه الوظيفة ومنها كونه من حفاظ القرآن ومن كُتّابه على عهد النبي محمد، وقد شهد زيد مع النبي العرضة الأخيرة للقرآن في ختام حياته. ثم إن زيدًا قد عُرف بذكائه وشدة ورعه وأمانته وكمال خلقه. ثم بدأ زيد بجمع القرآن من الرقاع واللخاف والعظام والجلود وصدور الرجال، وأشرف عليه وأعانه في ذلك أبو بكر وعمر وكبار الصحابة. واتبع الصحابة طريقة دقيقة وضعها أبو بكر وعمر لحفظ القرآن من الخطأ، فلم يكتف الصحابة بما حفظوه في قلوبهم ولا بما سمعوا بآذانهم ولا بما كتبوه بأيديهم بل جعلوا يتتبعون القرآن واعتمدوا في جمعه على مصدرين اثنين أحدهما ما كتب بين يدي النبي محمد والثاني ما كان محفوظًا في صدور الرجال. وبلغت مبالغتهم في الحيطة والحذر أنهم لم يقبلوا شيءًا من المكتوب حتى يشهد شاهدان عدلان أنه كتب بين يدي الرسول. واستمر زيد يجمع القرآن حتى وجد آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري، وعندها حُفظت الصحف التي كُتب عليها القرآن عند أبو بكر حتى توفي، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر بعد مقتل الأخير. واتفق العلماء أن الصحابة كان لديهم مصاحف كتبوا فيها القرآن أو بعضه، قبل جمع أبي بكر لها، إلا أن هذه المصاحف كانت جهودًا فردية لم تنل ما ناله مصحف الصدّيق من دقة البحث والتحري وبلوغه حد التواتر والإجماع من الصحابة.

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/5/5e/Uthman_Koran-RZ.jpg/200px-Uthman_Koran-RZ.jpg

مصحف عثمان أو المصحف الإمام، أقدم المصاحف الباقية
بعد مقتل عمر بن الخطاب، بويع عثمان بن عفان بالخلافة، وبحلول سنة 650م كان الإسلام قد انتشر انتشارًا عظيمًا، فدخلت الشام ومصر والعراق وفارس وقسم من شمال أفريقيا في ظل الدولة الإسلامية، وفي مصادر أهل السنة والجماعة، أن عثمان كان منهمكًا في تجهيز جيش من أهل الشام والعراق لغزو أرمينية وأذربيجان، فقدم عليه حذيفة بن اليمان وقال له: «يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب، اختلاف اليهود والنصارى». وكان حذيفة قد راعه اختلاف المجَنَّدين العراقيين والشاميين في قراءة القرآن، كل فريق يعتبر قراءته هي وحدها الصحيحة. بناءً على هذا، أرسل عثمان إلى حفصة بنت عمر، يطلب منها نسخة الصحف التي جمعت أيام أبي بكر وانتقلت إليها عقب وفاة عمر، لعمل نسخة منها فأرسلتها إليه، ثم أمر زيدًا بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، أن ينسخوها في المصاحف. وتقول الرواية إن عثمان قال لهم: «إذا اختلفتم في شيء فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم». وتضيف الرواية إنه عندما أنهى هؤلاء نسخ الصُّحف التي كانت لدى حفصة في مصحف واحد، رد عثمان الصحف إليها وأرسل إلى جميع الأمصار بنسخة من المصحف الجامع -وقد سمي بالمصحف الإمام- وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق. ولم يبق سوى هذا المصحف منذ ذلك العهد، وهي النسخة التي تطبع حاليًا بالرسم العثماني في كل أنحاء العالم الإسلامي.

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/c/c4/AndalusQuran.JPG/200px-AndalusQuran.JPG

نسخة أندلسية من القرآن تعود للقرن الثاني عشر الميلادي

هذا عن وجهة النظر السُّنية الرسمية، أما الشيعة فلم يقبلوا ما ذهب له أهل السنة من أن النبي محمد بعد وفاته ترك القرآن مفرقًا في نتاتيفٍ من خوص النخيل وقطع من الحجارة وعظام أكتاف الإبل، ثم أتى بعض الصحابة وجمعوه، بل قالوا أن الرسول الذي كان حريصًا أشد الحرص على حفظ القرآن هو أول من أمر بجمع القرآن وقام بتنظيم آياته وأثبتها في مواضعها المرادة لله، فهو الذي بدرايته وحفظه أتم السور ورتبها، وأشرف عليها ممليًا ومستكتبًا، آمرًا الناس بكتابته والقيام بحفظه والاشتغال بنسخه، وما أرجأ آيةً نزلت ولا كلمة إلى زمن آت لتكتب، ولا لمقام آخر لتدون، وما اعتمد على أمته في هذا الدور الخطير الذي يحتاج إلى تسديد مباشر من الوحي. وقد قام بعض علماء الشيعة الكبار، مثل الإمام أبو القاسم الموسوي الخوئي، باستعراض مختلف الروايات التي ذكرتها كتب السُّنة وغيرها، وفي مقدمتها تلك التي ذُكرت في صحيح البخاري، فقارن بينها وأبرز جوانب الاختلاف والتناقض فيها، ثم عارضها بروايات أخرى –كثير منها من المصادر السُّنية- يرى أنها تشهد بأن القرآن قد تم جمعه في زمن النبي محمد، ومنها ما رواه الطبراني وابن عساكر عن الشعبي أنه قال: «جَمَع القرآن على عهد رسول الله ستة من الأنصار هم: أُبَيّ بن كعب، وزيد بن ثابت، ومعاذ بن جبل، وأبو الدرداء، وسعد بن عبيد، وأبو زيد، وكان مجمع بن جارية قد أخذه إلا سورتين أو ثلاثًا». ويعترض الخوئي على من قال بأن لفظ "جَمَع" في هذه الروايات معناه حفظ كامل القرآن، ليقرر أنه لا يعقل أن يكون قلة من الأشخاص هم وحدهم الذين كانوا يحفظون القرآن كله زمن النبي محمد. ومن هنا يقرر أن المقصود بجمع القرآن من طرف هؤلاء، هو أخذه من القراء والمواد المكتوب عليها وجمعه في مصحف. أما ما فعله عثمان فهو، في نظر الخوئي، أنه قد جمع القرآن في زمانه، لا بمعنى أنه جمع الآيات والسور في مصحف، بل بمعنى أنه جمع المسلمين على قراءة مصحف إمام واحد، وأحرق المصاحف الأخرى التي تخالِف ذلك المصحف، وكتب إلى البلدان أن يحرقوا ما عندهم منها، ونهى المسلمين عن الاختلاف في القراءة.

النص القرآني

يتميز النص القرآني عن النصوص النثرية والشعرية، بأنه لا يتكوّن من مقدمة ولا صلب موضوع ولا خاتمة، عوضًا عن ذلك فإن بنيته اللاخطية هي أقرب ما يكون إلى شبكة متفرعة من المواضيع. فلم تأتي السور والقصص الواردة في القرآن بشكل متتابع أو متمم لما سبقها. اجتهد الصحابة والتابعين ومن روى عنهم من العلماء في تقسيم القرآن إلى 30 وردًا يوميًّا، ومرجع ذلك أن يختم أحدهم القرآن في رمضان مرة واحدة على الأقل، وهذا التقسيم اجتهادي وغير توقيفي والعمل به مستحب ومنتدب عند المسلمين، ومن ثم قسم الجزء إلى حزبين والحزب إلى أثمان وأرباع وفي التفصيل فيها اختلافات سببها الاجتهاد ولا تتجاوز الآية والآيتين والثلاث في الغالب

أجزاء القرآن الثلاثون

http://www4.0zz0.com/2012/08/13/18/416848340.png

عبد العزيز الرستمي
2012-08-13, 19:11
السور والآيات

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/8/83/FirstSurahKoran_%28fragment%29.jpg/220px-FirstSurahKoran_%28fragment%29.jpg http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/3/37/Iqra.jpg/220px-Iqra.jpg


يقسم القرآن إلى 114 فصلاً مختلفة الطول، تُعرف باسم "السُوَر" ومفردها "سورة". وتُقسم هذه السور إلى قسمين: مكية ومدنية. وقد قسّم علماء الشريعة سور القرآن إلى ثلاثة أقسام وفقًا لطولها، ألا وهي: السبع الطوال وهي البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، وبراءة. وسميت بالطوال لطولها، والطوال جمع طولى. والمئون، وهي ما ولي السبع الطوال، سُمِّيَت بذلك لأن كل سورة منها تزيد على مائة آية أو تقاربها. والمثاني، وهي ما ولي المئين. أما السور المكية فهي التي نزلت في مدينة مكة قبل الهجرة إلى المدينة، وأغلبها يدور على بيان العقيدة وتقريرها والاحتجاج لها، وضرب الأمثال لبيانها وتثبيتها وعددها 86 سورة. أما السور المدنية فهي التي نزلت بعد الهجرة في المدينة المنورة، ويكثر فيها ذكر التشريع، وبيان الأحكام من حلال وحرام وعددها 28 سورة. قام مسلمي الصدر الأول بتسمية سور القرآن بحسب تكرر الاستعمال، فمن المعلوم أن العرب تراعي في الكثير من المسميات أخذ أسمائها من نادر أو مستغرب يكون في الشيء من خَلْق أو صفة تخصه، أو تكون معه أحكم أو أكثر أو أسبق. وعلى ذلك جرت أسماء سور القرآن، كتسمية سورة البقرة بهذا الاسم لقرينة ذكر قصة البقرة المذكورة فيها، وسميت سورة النساء بهذا الاسم لما تردد فيها من كثير من أحكام النساء، وتسمية سورة الأنعام لما ورد فيها من تفصيل في أحوالها، وسُميت سورة الإخلاص كذلك لما فيها من التوحيد الخالص، وهكذا دواليك.أولى السور في القرآن هي سورة الفاتحة، وقد جُمعت السور الطويلة في أوّل المصحف والقصيرة في آخره، وبالتالي فإن ترتيب السور ليس بحسب تاريخ نزولها، وجميع هذه السور تبدأ بالبسملة: http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/5/5f/Bismillah_nastaliq.svg/75px-Bismillah_nastaliq.svg.png، عدا سورة التوبة، ويفسّر العلماء ذلك بقولهم إنها نزلت بالقتال والبسملة بركة وطمأنة فلا يناسب أن تبدأ السورة التي في القتال وفي الحديث عن المنافقين بالبسملة، وقيل أيضًا لأن العرب كان من شأنهم أنهم إذا كان بينهم وبين قوم عهد فإذا أرادوا التوقف عنه كتبوا إليهم كتابًا ولم يكتبوا فيه بسملة، فلما نزلت السورة بنقض العهد الذي كان بين النبي محمد والمشركين بعث بها النبي علي بن أبي طالب، فقرأها عليهم ولم يبسمل في ذلك على ما جرت به عادة العرب.لكن على الرغم من ذلك، فإن عدد البسملات في القرآن يصل إلى 114 بسملة ليتساوى بذلك مع عدد السور، وذلك لأن إحدى البسملات ذُكرت في صُلب سورة النمل، على أنها ما كان النبي والملك سليمان يفتتح به رسائله إلى بلقيس ملكة سبأ: http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/3/35/Aya-30.png/20px-Aya-30.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png
تُقسم كل سورة من سور القرآن إلى عدّة آيات يختلف عددها باختلاف السور، كما يختلف طولها أيضًا، حيث أن بعضها عبارة عن بضعة حروف وبعضها الآخر عبارة عن عدد من السطور. وقد نزلت الآيات القرآنية متميزة عن بيوت الشعر العربي الجاهلي في القافية والوزن، وجاءت شبيهة جدًا بالعبارات المنسوبة إلى أنبياء العهد القديم المذكورة في الكتاب المقدس، وفي هذا قال العلماء المسلمون أنها نزلت على هذا الشكل لتؤكد نبوّة محمد ولتجابه العرب الوثنيين في أكثر ما تميزو به وأتقنوه، ألا وهو الشعر، وذلك بأن ترغمهم على التفكّر في كيفية إمكان شخص أميّ لا يقرأ الشعر أو يتقنه، أن يأتي بما يفوقه فصاحة. أما عدد آيات القرآن فقد جاء باجتهاد من كبار الصحابة والتابعين ومن روى عنهم، فالنص القرآني محفوظ عندهم ولكن الرسول محمد لم يحدد لهم عدد آيات سورة بعينها إلا سورة الملك في حديثه عن سورة ثلاثون آية تنجي من عذاب القبر، وسورة الفاتحة، عدا ذلك فقد اجتهد علماء المسلمين منذ القرن الأول الهجري في تحديد أي المواضع التي أثر عن النبي محمد هي رؤوس الآيات فنتج عن ذلك سور اختلف العادون مواضع رؤوس الآيات فيها وبالتالي في عدد آياتها، وسور اتفق العادون في عدد آياتها واختلفوا في مواضع رؤوس الآيات، وسور اتفق العادون في عدد آياتها ومواضع رؤوس الآيات فيها. على الرغم من ذلك فإن العلماء اتفقوا على أن الآيات لا تقل عن ستة آلاف، أما ما يزيد عن ذلك فمنهم من قال: مئتا آية وأربع آيات، وقيل: أربع عشر آية، وقيل مئتان وتسع عشرة آية وقيل مئتان وخمس وعشرون آية أو ست وعشرون، وقيل مائتان وست وثلاثون آية. وتجدر الإشارة إلى أن الاختلاف في عدد الآيات لا يعنى وجود نصوص مختلفة، وإنما سببه الاختلاف في تحديد مواضع بداية ونهاية بعض الآيات.

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/1f/Sura2.pdf/page1-220px-Sura2.pdf.jpg


سورة البقرة، أكثر سور القرآن آياتًا (286 آية

عبد العزيز الرستمي
2012-08-13, 23:43
كلمات القرآن وحروفه وأعداده

قال السيوطي في الإتقان أن كلمات القرآن تبلغ سبعة وسبعون ألف كلمة وأربعمائة وتسع وثلاثون كلمة (77,439)، بينما قال أبو حامد الغزالي أن القرآن يحتوي على 77200 كلمة. أما بالنسبة لعدد حروف القرآن فقد ذكر ابن كثير في تفسيره عن مجاهد أنه قال: «هذا ما أحصيناه من القرآن وهو ثلاثمائة ألف حرف وعشرون ألفاً وخمسة عشر حرفًا»، بينما قال أبو خامد الغزالي في كتاب إحياء علوم الدين أن عدد حروف القرآن هو 321,250 حرفًا. ونقل القرطبي عن سلام أبي محمد الحماني: أن الحجاج بن يوسف جمع القراء والحفاظ والكتاب فقال: «أخبروني عن القرآن كله كم من حرف هو؟». قال: «وكنت فيهم فحسبنا فأجمعنا على أن القرآن 340,740 حرفًا»، قال: «فأخبروني إلى أي حرف ينتهي نصف القرآن»، فإذا هو في الكهف في الفاء. قال: «فأخبروني بأثلاثه»، فإذا الثلث الأول رأس مائة من براءة والثلث الثاني رأس مائة وإحدى من الشعراء والثلث الثالث ما بقي من القرآن.
إدّعى عالم مصري مختص بالكيمياء الحيوية ويُدعى رشاد خليفة، في عام 1974، أنه اكتشف صيغة رياضية مبنية على رقم 19 المذكور صراحةً في الآية الثلاثين من سورة المدثر: http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/3/35/Aya-30.png/20px-Aya-30.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png،[106] غير أنه عندما قام علماء الأزهر وغيرهم من العلماء المسلمين بالتدقيق في ما قاله خليفة، تبيّن أن تلك الصيغة تتجلى في نسخة من المصحف قام خليفة بطبعها ونشرها بنفسه، جازمًا فيها بمواضيع خلافية كثيرة، كما ظهر أنه لم يلتزم بقاعدة معينة في الإحصاء، وإنه تعمّد التحريف والتلفيق ليخلص إلى نتيجة أنّ تكرار أحرف أ، ل، م، ص، ر، المذكورة في بعض السور مثل البقرة وآل عمران ومريم وإبراهيم وغيرها، هو من مضاعفات العدد
الأحكام والإعجاز والقصص
ورد في سياق النص القرآني عدد من الأحكام المهمة المتعلقة بأداء العبادات وتنظيم الحياة اليومية والمعاملات بين الناس، فقد ورد فيه على سبيل المثال كيفية الوضوء سواء أكان الإنسان صحيحًا أم سقيمًا، وسواء وُجد الماء أم لم يوجد: http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/c/c4/Aya-6.png/20px-Aya-6.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png، وورد فيه تحريم شرب الخمر وأكل لحم الخنزير والزنا والربا، وغير ذلك من الأمور. بالإضافة إلى ذلك وردت في القرآن عدّة سور تتحدث عن العدل والأخلاق وتعلّم الفضائل وتأمر بها، فقد ورد في سورة الجمعة أنّ إحدى الأهداف المهمّة، لبعثة النبي محمد، هو تزكية النّفوس وتربيّة الإنسان، وبلورة الأخلاق الحسنة، في واقعه الوجداني، بحيث يمكن أن يُقال إنّ تلاوة الآيات وتعليم الكتاب والحكمة التي أشارت إليها تلك السورة، يعُد مقدمة لمسألة تزكية النّفوس وتربية الإنسان، والذي بدوره يشكّل الغاية الأساسيّة لعلم الأخلاق. كما عظَّم القرآن شأن الأمانة وأوضح أهميتها: http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/0/07/Aya-72.png/20px-Aya-72.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png وقد ورد الأمر فيه بوجوب ردها وافية غير منقوصة.[109] وتعرّض القرآن إلى كيفية معاملة اليتيم وكيفية معاملة الوالدين والزوجة والجار والأبناء. أما اليتيم فقد تعرضت له اثنين وعشرين آية مقسمة إلى أقسام ثلاثة: تعرّض القسم الأول منها إلى بيان شمول اللطف الإلهي له في الشرائع السابقة، من مسيحية ويهودية: http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/a/aa/Aya-83.png/20px-Aya-83.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png، والايصاء به، وتعرّض القسم الثاني إلى بيان حقوقه الاجتماعية، وتركز القسم الثالث على بيان حقوقه المالية.[110] كما طفحت سورة النساء بالآيات التي تتحدث عن حقوق المرأة الاجتماعية والزوجية والمالية، التي قررت لزوم الإنفاق عليها من قبل الزوج ما دامت في حبالته، ومرتبطة معه برباط الزواج المقدس، وحريتها في اختيار الزوج الذي تريد إذا كانت ثيبًا، وغير ذلك من الأمور. ورفع القرآن من شأن الوالدين بدرجة كبيرة، وحث الإنسان على العناية بهما خاصة وقت الكبر لغلبة العجز على حالهم والدعاء لهما بالرحمة والمغفرة، ونهى أشد النهي عن الإساءة إليهما حتى بقول "أف": http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/0/08/Aya-23.png/20px-Aya-23.png وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/5/5f/Aya-24.png/20px-Aya-24.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png.
يقول بعض الباحثين وعدد من علماء الشريعة المختصين أيضًا بمجالات علمية متنوعة، أن القرآن يشير إلى معلومات علميّة كثيرة في عدد من الآيات، وأن هذا يُشكل الدليل القاطع على أن مصدره الله العليم والعارف بكل شيء. وقد انتشر الاعتقاد بأن القرآن بيّن عدّة نظريات علمية معروفة، قبل اكتشافها بمئات السنين، في مختلف أنحاء العالم الإسلامي، وبرز عدد من العلماء ليؤكدوا ذلك، من أشهرهم الدكتور زغلول النجار، الذي ربط في عدّة محاضرات جامعية وتلفازية بين ما جاء في بعض الآيات وما أقرّته نظريات علمية في القرن العشرين وما سبقه. ومن أبرز ما قيل في هذا المجال على سبيل المثال، أن الآية السابعة والستين من سورة الأنعام: http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/c/cb/Aya-67.png/20px-Aya-67.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png، تشير إلى أن ما ورد في القرآن من معلومات علميّة سوف يُكتشف مع مرور الزمن،[115] وأن الكون خُلق فعلاً من انفجار عظيم، وأن أدنى نقطة على سطح الأرض هي البحر الميت، وأن الجنين يُخلق في أطوار، وغير ذلك من الأمور. كذلك يقول علماء التفسير أن القرآن تنبأ ببعض الحوادث التي ستقع مستقبلاً، من أشهرها هزيمة الفرس على يد الروم البيزنطيين خلال عقد العشرينيات من القرن السابع، بعد أن كان الفرس قد هزموا الروم قبلاً وفتحوا قسمًا من إمبراطوريتهم: http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png الم http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/c/c2/Aya-1.png/20px-Aya-1.png غُلِبَتِ الرُّومُ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/3/33/Aya-2.png/20px-Aya-2.png فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/2/29/Aya-3.png/20px-Aya-3.png فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/d/d6/Aya-4.png/20px-Aya-4.png بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/5/5d/Aya-5.png/20px-Aya-5.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png، فقد نزلت هذه الآية في سنة 615، أي قبل 6 أو 7 سنوات من انقلاب ميزان القوى لصالح البيزنطيين. بالمقابل، هناك عدد من العلماء الذين يُعارضون فكرة وجود إعجاز علميّ في القرآن، قائلين أنه ليس بكتاب علوم، ومن أبرز الذين قالوا بذلك أبو الريحان البيروني، الذي وضع القرآن في تصنيف خاص به وحده، وقال أنه "لا يتدخل في شأن العلم ولا يُخالطه"، ومن الأسباب التي جعلت البيروني وغيره من علماء عصره، ومن تلاهم، يقولون بعدم وجود إعجاز علمي في القرآن، وجود عدّة تفسيرات علمية لظاهرة طبيعية وحيدة، فالعلم دائمًا ما يتغير والنظريات دائمًا ما تتبدل وتُدحض، فلا يمكن القول بصحة إحداها طيلة الزمن.
بالإضافة إلى الأحكام والدلائل العلمية وفق بعض العلماء، وردت في القرآن أغلب قصص الأنبياء والصالحين الذين سبقوا محمدًا، والذين ذكروا في الكتاب المقدس، وبخاصة في التوراة منه، ويُلاحظ أن هذه القصص يتطابق أغلبها مع ما جاء في الكتاب المقدس، ومن أبرزها: خلق آدم وحواء، قابيل وهابيل، إبراهيم، يوسف، موسى وفرعون وخروج بني إسرائيل من مصر، داود وسليمان ومملكة سبأ، أهل الكهف، ولادة المسيح المنتظر من مريم العذراء بأمر من الله، وغير ذلك من القصص
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/5/54/Cherub_plaque_Louvre_MRR245.jpg/220px-Cherub_plaque_Louvre_MRR245.jpg
أيقونة بيزنطية تُظهر استسلام كسرى الثاني شاه فارس للإمبراطور البيزنطي هرقل، في إشارة رمزية إلى انهزام الفرس أمام الروم. يؤمن المسلمون أن القرآن تنبأ بتلك الهزيمة قبل سنوات من وقوعها.
الهيكلية الأدبية
يقول المختصون من اللغويين وعلماء التفسير، أن القرآن يوصل رسالته إلى القارئ والسامع باستخدام أنماط ووسائل أدبية مختلفة. فعلى سبيل المثال تتم قراءة القرآن باستخدام أنماط صوتية تختلف عن تلك المُستخدمة عند قراءة الشعر أو النثر، الأمر الذي يُساعد على حفظها في ذهن السامع وسهولة تذكره لها، والجدير بالذكر هنا أن هذا يصدق على قراءة القرآن بالعربية، أما قراءة الترجمات في اللغات الأخرى فمثلها مثل قراءة النثر، إذ يجمع العلماء والمسلمون أجمعين على أن أسلوب النص القرآني الأصلي المُنزّل بالعربية لا يمكن مضاهاته بأي لغة ثانية أو حتى بالعربية نفسها.
يقول ريتشارد گوثيل وسيگموند فرانكل من الموسوعة اليهودية، أن أقدم أجزاء القرآن تعكس ما يُمكن وصفه بالإثارة أو الانفعال الواضح في أسلوبها، وذلك عبر جمل قصيرة غير مترابطة وانتقالات مفاجئة من موضوع لآخر، غير أن القرآن يبقى محافظًا على تماسكه وقافيته في كل منها. وأن بعض الأجزاء المتأخرة تُحافظ على هذا النمط، ولكن يظهر فيها أيضًا نمط أكثر سكونًا وأسلوب أكثر إيضاحًا.
ينقل مايكل سلز، أستاذ التاريخ والأدب الإسلامي في كلية الدراسات اللاهوتية في جامعة شيكاغو، عن الفيلسوف نورمان براون، أن التعابير الأدبية "غير المنظمة" في النص القرآني، وأسلوب تركيبه "المبعثر والمجزء"، هو في واقع الأمر وسيلة أدبية تهدف إلى إحداث "آثار عميقة في النفوس، وكأن قوّة الرسالة النبوية كانت تهشّم اللغة الإنسانية التي تخاطب البشر بها". كما ويؤكد سلز أن "التكرار" الكثير في عدّة مواضع من القرآن، هو أيضًا أداة أدبية.
العلوم القرآنيّة
منذ بداية نزول القرآن وانشغال المسلمين البالغ به وبتعلمه، تفرَّعت حوله عدة علوم ومعارف، منها ما كان هدفه تفسير القرآن والوقوف على معانيه، ومنها ما اختص بالطريقة الصحيحة لتلاوته وغيرها من العلوم التي قامت حول القرآن وفي خدمته. وعلوم القرآن كثيرة ومتنوعة. وكان قراء الصحابة هم الأوائل في معرفة علوم القرآن، والعِلْم بالناسخ والمنسوخ، وبأسباب النزول، ومعرفة الفواصل والوقف، وكل ما هو توقيفي من علوم القرآن. وخلال فترات التاريخ الإسلامي برز في كل عصر علماء اختصوا في مجال من مجالات علوم القرآن، فألفوا في مختلف فنون هذا العلم.
علم نزول القرآن
يهتم هذا العلم بمكان نزول آيات القرآن وحالة نزولها وترتيبها وجهاتها قال أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب النيسابوري: «من أشرف علوم القرآن علم نزوله وجهاته وترتيب ما نزل». وينقسم إلى خمسة وعشرون قسمًا هي:


ما نزل بمكة ابتداءً ووسطًا وانتهاءً
ما نزل بالمدينة ابتداءً ووسطًا وانتهاءً
ما نزل بمكة وحكمه مدني
ما نزل بالمدينة وحكمه مكي
ما نزل بمكة في أهل المدينة
ما نزل بالمدينة في أهل مكة
ما يشبه نزول المكي في المدني
ما يشبه نزول المدني في المكي
ما نزل بالجحفة
ما نزل ببيت المقدس
ما نزل بالطائف
ما نزل بالحديبية


ما نزل ليلاً
ما نزل نهارًا
ما نزل مشيعًا
ما نزل مفردًا
الآيات المدنيات في السور المكية
الآيات المكية في السور المدنية
ما حمل من مكة إلى المدينة
ما حمل من المدينة إلى مكة
ما حمل من المدينة إلى أرض الحبشة
ما نزل مجملاً
ما نزل مفسرًا
ما نزل مرموزًا
ما اختلفوا فيه فقال بعضهم مدني وبعضهم مكي

ذكرها تفصيلاً صاحب كتاب "البرهان في علوم القرآن" وجاء فيه: «هذه خمسة وعشرون وجهًا من لم يعرفها ويميز بينها لم يحل له أن يتكلم في كتاب الله».

عبد العزيز الرستمي
2012-08-13, 23:53
علم التفسير
التفسير في اللغة هو البيان والتوضيح، وكشف المغطى، وفي الاصطلاح عرّفه العلماء بأنه «علم يفهم به كتاب الله المنزل على نبيه محمد وذلك ببيان معانيه، واستخراج أحكامه وحكمه»، أي هو العلم الذي يقوم المختصون بواسطته بتفسير القرآن واستخراج الأحكام الواردة فيه. والتفسير هو أحد أقدم العلوم الإسلامية، ووفقًا للمعتقد الإسلامي فإن محمدًا هو أوّل المفسرين، إذ كشف الله إليه معاني الآيات المنزلات، وبالتالي فالمسلمين لا يجزموا بمعنى أي آية ما لم يكن قد ورد عن الرسول أو عن بعض أصحابه الذين شهدوا نزول الوحي وعلموا ما أحاط به من حوادث ووقائع، وخالطوا النبي محمد ورجعوا إليه فيما أشكل عليهم من معاني القرآن. فمنذ عهد النبي كان الصحابة يستفسرون منه عما أُشكل عليهم من معاني القرآن، واستمروا يتناقلون هذه المعاني بينهم لتفاوت قدرتهم على الفهم وتفاوت ملازمتهم للنبي، وبذلك بدأ علم تفسير القرآن. وبعد أن مضى عصر الصحابة، جاء عهد التابعين الذين أخذوا علم الكتاب والسنة عنهم وكل طبقة من هؤلاء التابعين تلقت العلم على يد من كان عندها من الصحابة فجمعوا منهم ما رُوي عن الرسول من الحديث، وما تلقوه عنهم من تفسير للآيات وما يتعلق بها، فكان علماء كل بلد يقومون بجمع ما عُرف لأئمة بلدهم، كما فعل ذلك أهل مكة في تفسير ابن عباس وأهل الكوفة فيما روي عن ابن مسعود. وكان لهؤلاء التابعين الفضل في تفسير القرآن للكثير من أهل البلاد المفتوحة الداخلين حديثًا في الإسلام، والذين لم يكونوا آنذاك قد أتقنوا اللغة العربية بعد، فعلّموهم أي الآيات كُشف معناها في عهد الرسول، وأي الآيات كُشف معناها لاحقًا بفضل الصحابة، فنسخوا النصوص الأقدم، فكان ذلك بداية علم النسخ، على أن قسمًا من العلماء يقول بأن لا نسخ للقرآن قد حصل.
يُقسم علم التفسير إلى قسمين: التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي، أما التفسير بالمأثور فهو ما جاء في القرآن نفسه من البيان والتفصيل لبعض آياته وما نقل بالرواية الصحيحة عن النبي محمد وعن الصحابة وعن التابعين، من كل ما هو بيان وتوضيح لنصوص القرآن، وأما التفسير بالرأي فهو تفسير القرآن بالاجتهاد بعد معرفة المفسر لكلام العرب ومناحيهم في القول، ومعرفته للأَلفاظ العربية ووجوه دلالتها، واستعانته في ذلك بالشعر الجاهلي ووقوفه على أسباب النزول، ومعرفته بالناسخ والمنسوخ من آيات القرآن، وغير ذلك من الأدوات التي يحتاج إليها المفسر، وهذا النوع الأخير يُقسم بدوره إلى تفسير بالرأي المحمود وتفسير بالرأي المذموم. كتب العديد من المفسرين مصنفات في تفسير القرآن منهم: الطبري والترمذي وابن كثير، والزمخشري، ومحمد حسين الطباطبائي.
علم التأويل
التأويل في اللغة مأخوذ من أول الشيء أي رجعه، وأول الكلام وتأوله يعني: قدّره، وفسّره. أما في الاصطلاح فقد اختلفت الفرق الإسلامية على تعريفه، فمنهم من قال أنه يراد به التفسير، كما يراد به الحقيقة التي يؤول إليها الأمر أو الخبر. وهناك من قال بأن التفسير غير التأويل مثل قول الثعلبي: «التفسير بيان وضع اللفظ إما حقيقة أو مجازًا، والتأويل تفسير باطن اللفظ»، وبتعبير آخر تحديد المعنى المبطن للآيات. فالتأويل عند هؤلاء هو ما كان راجعًا إلى الدراية وهو التفسير بالرأي، إذ أن تفسير القرآن عندهم لا يُجزم به إلا إذا ورد عن النبي محمد أو عن بعض أصحابه الذين شهدوا نزول الوحي وعلموا ما أحاط به من حوادث ووقائع، وخالطوا الرسول ورجعوا إليه فيما أشكل عليهم من معاني القرآن، وبهذه الحالة فمعنى الآية المستهدفة أو السورة المعينة لا جدال فيه. وأما التأويل فملحوظ فيه ترجيح أحد محتملات اللفظ بالدليل والترجيح يعتمد على الاجتهاد، ويتوصل إليه بمعرفة مفردات الألفاظ ومدلولاتها في لغة العرب، واستعمالها بحسب السياق، ومعرفة الأساليب العربية واستنباط المعاني من كل ذلك. يعتبر الشيعة والصوفية أن التأويل عملية عقلية أو ذوقية إلهامية تسمو إلى إدراك المقاصد الخفية والعميقة مما لا يدركه سائر الناس،أي أنه ليس بمقدور أي كان البحث في هذا العلم وإدراكه، بل يجب أن يكون التأويل صادرًا عن أحد الأئمة المعصومين عند الشيعة، أو عند أحد العلماء والمشايخ الزاهدين الذين كُشف عنهم الغطاء عند الصوفية.
المحكم والمتشابه
المحكم في اللغة يُقصد به إحكام الكلام، أي إتقانه وتمييز الصدق فيه من الكذب، وفي الاصطلاح قال بعض العلماء: أنه ما عُرِفَ المراد منه؛ وقال آخرون: هو ما لا يحتمل إلا وجهًا واحدًا؛ وعرَّفه قوم بأنه: ما استقلَّ بنفسه، ولم يحتج إلى بيان. ويمكن إرجاع هذه التعريفات إلى معنى واحد، هو معنى البيان والوضوح. والمتشابه يُقصد به لغةً تشابه الكلام تماثله وتناسبه، بحيث يصدِّق بعضه بعضًا، أما اصطلاحًا فعرّفه بعضهم بأنه: ما استأثر الله بعلمه، وعرفه آخرون بأنه: ما احتمل أكثر من وجه، وقال قوم: ما احتاج إلى بيان، بردِّه إلى غيره. وبناءً على ذلك يتبين أنه لا تنافي بين المحكم والمتشابه من جهة المعنى اللغوي؛ فالقرآن كله محكم، بمعنى أنه متقن غاية الإتقان، وهو كذلك متماثل ومتشابه، بمعنى أنه يصدِّق بعضه بعضًا، أما من جهة الاصطلاح، فالمحكم ما عُرف المقصود منه، والمتشابه ما غَمُض المقصود منه. فالمتشابهة عند أهل السنة هي الآيات التي لا يُقصد ظواهرها، ومعناها الحقيقي لا يعلمها إلا الله، وعند الشيعة فإن من يعلم تأويلها الحقيقي هو النبي محمد وأهل بيته أيضًا. ويُقسم المتشابه إلى أنواع، فهناك متشابه من جهة اللفظ، وهناك متشابه من جهة المعنى، وهناك متشابه من جهة اللفظ والمعنى معًا. أما المتشابه من جهة اللفظ فهو الذي أصابه الغموض بسبب اللفظ، ويمكن إرجاع ذلك إلى الألفاظ المفردة ذات الغرابة، وإلى جملة الكلام وتركيبه، من بسط واختصار ونظم. والمتشابه من جهة المعنى هو ما يُمثَّل له بأوصاف لأحداث وأشياء ما رأتها عين أو سمعتها أذن أو أدركها بشر، مثل أحوال وأهوال القيامة.
والسبب في وقوع التشابه في القرآن هو الحاجة إلى بيان معانٍ، راقية تتضمن في ما تتضمن حديثًا عن الذات الإلهية صفاتًا وأفعالاً وعن أمور غائبة عن أفق العقل عبر عنها في القرآن بالغيب، ولما كان القرآن معتمدًا في بيانه لغة يتداولها الناس في محاوراتهم وإيصال مقاصدهم وهي اللغة العربية التي كانت موضوعة لمعانٍ محسوسة أو ما يقرب منها، فهي لا شك قاصرة عن تبيان تلك المضامين العالية إلا بضروب من المجاز وأنواع الاستعارات والكنايات وأمثال الآيات المتشابهة الأمر الذي يقرب المفاهيم القرآنية في أذهان العامة نتيجة استخدام ألفاظ متداولة بينهم، ولكن يبعدها عن أوهامهم التي لا تلبث أن تذهب بعيدًا عن المقصود (إلى مضامين حسية) المراد بيانه. فعلى سبيل المثال، ما ورد في سورة آل عمران: ﴿وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾، إنما يُقصد به المعاملة بالمثل بما ينقض أهداف المنافقين المذكورين، وهم بهذه الحالة من وشى بالمسيح، ويهدم أساس بنيانهم المنهار، فالتعبير بالمكر تعبير مجازي لا يُقصد منه ذلك المعنى الذي ينم عن قبح وسوء، وتسمية فعل الله بالمكر من باب المشاكلة اللفظية التي هي من فنون البديع فهم يدبّرون ويدبّر الله، ولكن مكرهم مكشوف لديهم وأما تدابيره فهي عليهم وسوف تفاجئهم وهم لا يشعرون. ويُقاس على ذلك سائر الآيات التي جاء فيها ذكر الخداع والاستهزاء والسخرية والكيد.
الحرفية والأصولية
يمكن تقسيم الفرق الإسلامية من حيث تفسيرها وفهمها للقرآن إلى فرق حرفية وفرق أصولية. والفرق الحرفية هي تلك التي تفسّر القرآن تفسيرًا حرفيًا، فتقول أن للنص القرآني معنى واحد مباشر واضح ودقيق، بوسع المفسر أن يصل إليه ببساطة دون اجتهاد ولا إعمال عقل، وكأن النص يحمل رسالة واضحة مباشرة صريحة مثل القاعدة العلمية أو اللغة الجبرية. ويذهب الحرفيون إلى أن المؤمن الحق عليه أن يفهم معنى الآيات بلفظها مباشرة دون محاولة للتفسير والاجتهاد. فحينما يقول القرآن "يد الله فوق أيديهم" أو "ثم استوى على العرش"، كل هذه الآيات لا بد أن تؤخذ حرفيًا، وأن يؤمن المرء بأن الله له يد وأنه جلس على كرسي ضخم يقال له العرش. ومن الفرق القائلة بالحرفية: السلفية والظاهرية. والمفسرون الحرفيون يتصورون أنهم في حرفيتهم يمنعون الانحراف والتلاعب بالنص القرآني المقدّس، ولكن علماء آخرين ردوا عليهم بأن التفسير الحرفي يؤدي إلى عكس ما يرمون إليه، إذ إن التفسيرات الحرفية تؤدي إلى التجسد وإلى التشبيه أي أنسنة الإله، ومن ثم تأليه الإنسان، وهذا ما يرفضه العقل وترفضه رسالة الإسلام.
أما الأصولية فهي نقيض الحرفية، ويمكن تعريفها بأنها رفض لبعض الممارسات والتفسيرات التي يرى الأصوليون أنها تتنافى مع تعاليم الدين، وهي دعوة إلى إعمال الفكر وممارسة الاجتهاد لتجديد الثوابت والأصول الفكرية والمعرفية للدين، فالأصولية دعوة للعودة إلى أصول الدين الأولى وممارسات واجتهادات الأولين والصالحين والحكماء، ومحاولة تفسيرها تفسيرًا جديدًا، وتوليد معان جديدة منها تتلاءم والزمان والمكان الذين يوجد فيهما المفسر "الأصولي". فالمفسّر الأصولي لا يلجأ إلى التفسير الحرفي، إلا إذا تطلب النص القرآني ذلك، وهو لا يجتزئ من النص مقطعًا ينتزعه من سياقه ثم يفرض عليه المعنى الذي يراه صحيحًًا، بل يُعمل الاجتهاد في تفسير القرآن، والمعنى الذي يصل إليه لا يكون هو نفسه النص القرآني دائمًا، وإنما يتراوح في قربه وبعده عنه. ومن الفرق الإسلامية القائلة بالأصولية: الشيعة والصوفية وأهل السنة غير التابعين للمدرسة السلفية. يُلاحظ أن الآخذين بالتفسير الأصولي للقرآن لا يعتبرون أن المعنى المبطن للآية يُبطل أو يستأصل معناها الظاهر، بل يرون أنه بمثابة "الروح التي تبعث فيها الحياة".

عبد العزيز الرستمي
2012-08-14, 00:04
الترجمة
كانت ترجمة القرآن إلى لغات أخرى غير العربية إحدى أبرز المشاكل التي واجهت الدعاة الإسلاميين وغير المسلمين ممن لا يعرفون العربية ويرغبون بالاطلاع على هذا الكتاب ودراسته. وقد اعتبر علماء الشريعة الإسلامية وعدد من اللغويين أن ترجمة القرآن أمرٌ في غاية العسر، ومن أبرز الأسباب التي تحول دون ذلك هي فصاحة القرآن ذاته، فاللغة العربية الفصحى تتميز بطائفة واسعة من المشتركات اللفظية، والكلمات التي يختلف معناها باختلاف موقعها من النص، وبما أن النص القرآني أكثر النصوص العربية فصاحةً، فإن ترجمته ترجمةً دقيقة أمرٌ فائق الصعوبة. تقول الدكتورة ليلى عبد الرازق عثمان، وهي رئيسة قسم اللغة الإنگليزية والترجمة الفورية بجامعة الأزهر، أن ترجمة معاني القرآن إلى اللغات الأخرى بنفس الدقة التي جاءت بها اللغة العربية التي نزل بها القرآن أمرٌ مستحيل، ونوَّهت إلى أن القرآن يمكن أن تترجم كلماته حرفيًّا، لكن من الصعوبة بمكان ترجمة ما تحمله هذه الكلمات بباطنها من مدلولات ومعان تمثل روح القرآن وسر بلاغته. وذكرت في دراسة لها أن كثيرين ممن ترجموا معاني القرآن اعترفوا بصعوبة ذلك وعجز اللغات الأخرى عن مجاراة اللغة العربية التي نزل بها القرآن. ومن الذين اعترفوا بهذه الحقيقة على سبيل المثال لا الحصر - أ.ج اربري - الذي كان من أشد المعجبين بلغة القرآن - حيث قال: «بدون شك لغة القرآن العربية تتحدى أية ترجمة مناسبة؛ لأن البيان المعجز يتلاشى حتى في أكثر الترجمات دقة». وتؤكد هذه الدراسة أنه لكي ينقل المترجم معاني القرآن على أفضل وجه فإن عليه أن يفهم البيئة التي نزل فيها القرآن، وأسباب نزول الآيات والسياقات التي نزلت فيها، إضافة إلى فهم الخصائص البلاغية والبيانية التي تتمتع بها اللغة العربية، ومن ثَمَّ نقلها بكل دقة وأمانة، دون إضافة أو حذف أو تغيير للمعنى؛ وأوضحت الدراسة، أن هناك بعض المترجمين حاولوا نقل معنى كل كلمة قرآنية، وأضافوا هوامش لشرح الصور البلاغية الواردة في القرآن، كالذي فعله يوسف علي في ترجمته للقرآن؛ في حين أن بعضًا من المترجمين لم يولوا هذا الجانب أهمية، ولم يعتنوا بالخصائص البلاغية والبيانية، واهتموا فقط بتبسيط معاني القرآن حتى يفهمها العامة.

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/6d/Alcoran_de_Mahomet_1647.jpg/220px-Alcoran_de_Mahomet_1647.jpg
"قرآن محمد"، أوّل ترجمة للقرآن من اللغة اللاتينية إلى لغة أوروبية عاميّة، وهي بهذه الحالة: الفرنسية.

تُرجم القرآن اليوم إلى أغلب لغات أفريقيا وآسيا وأوروبا، وكان أوّل ما تُرجم منه هو سورة الفاتحة، وذلك على يد الصحابي سلمان الفارسي، الذي نقلها إلى اللغة الفارسية خلال القرن السابع. وهناك البعض ممن يقول أن أوّل ما تُرجم من الآيات أيضًا كان ما بعثه النبي محمد إلى هرقل إمبراطور الروم وأصحمة بن أبجر نجاشي الحبشة، متضمنة في رسالتيه التي دعاهما فيها إلى الإسلام. أما ترجمة أوّل نسخة كاملة من القرآن فكانت في عام 884 في إقليم السند، بناءً على أمر من عبد الله بن عمر بن عبد العزيز، بعد أن طلب منه راجا الهندوس ذلك. أوّل الترجمات الأوروبية للقرآن كانت ترجمة اللاهوتي الإنگليزي المستعرب "روبرت الكيتوني" وذلك بناءً على طلب رئيس رهبنة القديس بندكت، بطرس المحترم، وقد وُضعت هذه الترجمة باللغة اللاتينية وأُُطلق عليها تسمية "قانون محمد النبي المزيّف" (باللاتينية: Lex Mahumet pseudoprophete). وفي سنة 1649 وضع الكاتب الاسكتلندي إسكندر روس أوّل نسخة إنگليزية للقرآن، بعد أن ترجمها عن أوّل نسخة فرنسية والتي تعود لعام 1647، حاملة عنوان "قرآن محمد" (بالفرنسية: L'Alcoran de Mahomet) التي وضعها أندريه دوريه. ومن الجدير بالذكر أن تلك الترجمات الأولى لم تُنشر بين الناس، بل بقيت محظورة عند رجال الدين والحكّام، وفي كثير من الأحيان لم تترجم عن دراية بالمعنى الحقيقي للنص، وفي أحيان أخرى حُرّفت. أما أوّل ترجمة علمية فعلية أوروبية للقرآن فكانت عام 1734، على يد المستشرق الإنگليزي جورج سيل، وتبعتها ترجمة أخرى عام 1937 بيد المستعرب البريطاني ريتشارد بل، وأخرى بيد المتشرق والباحث في الدراسات الإسلامية آرثر آربري في سنة 1955.

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/0/09/Ilkhanid_Quran.jpg/150px-Ilkhanid_Quran.jpg

صفحة من المصحف عليها ترجمة فارسية للنص العربي، تعود لعهد الإلخانات.


بعد هذه المرحلة دخل المسلمين ميدان الترجمة إلى اللغات الأوروبية، بعد أن كثر عدد الذين هاجروا منهم إلى الغرب بحثًا عن مورد رزق أو طلبًا للعلم، وانخرطوا مع أهل تلك البلاد وعايشوهم، واتصفت بعض ترجمات المسلمين بالعلمية، وشيء من الموضوعية، وقد بلغت ما يزيد عن 45 ترجمة كاملة سوى ما كان من الترجمات الجزئية.[152] استخدم مترجموا القرآن من مسلمين وغير مسلمين ألفاظًا لغوية قديمةً عفا عليها الزمن لكتابة النص القرآني باللغة الأجنبية المستهدفة، فعلى سبيل المثال، استخدم كل من "أ. يوسف علي" و"م. مرمدوك پيكثال"، وهما من المترجمين المشهورين، صيغة الجمع "ye" والمفرد "thou" بدلاً من الصيغة المعاصرة المألوفة المستخدمة في الإفراد والجمع "you"، وذلك عند النقل من العربية إلى الإنگليزية.

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/ec/Koran_by_Megerlein_1772.jpg/220px-Koran_by_Megerlein_1772.jpg

صفحة المقدمة من النسخة الألمانية الأولى للقرآن، والتي تعود لسنة 1772.

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/5/59/Chinese_quran.jpg/150px-Chinese_quran.jpg

الآيات 33 و 34 من سورة يس مترجمة إلى الصينية.

أُُفيد في عام 1936 أن القرآن قد تُرجم إلى 102 من اللغات العالمية.[147] وفي سنة 2010 أفادت صحيفة الحرية للأخبار السياسية والاقتصادية (بالإنگليزية: Hürriyet Daily News and Economic Review) أن نسخ القرآن التي عُرضت في معرض طهران للقرآن في دورته الثامنة عشر، كانت بمائة واثنا عشرة لغة مختلفة.

الاخ رضا
2012-08-14, 00:16
أخي الكريم موضوعك هذا حوى من الامور الخاطئة و التناقضات الشيء الكثير
و لعل أهمها مسألة الاستشهاد بأقوال الشيعة و مقابلة آرائهم بمذهب المسلمين أهل السنة و الجماعة.
خاصة و أن الموضوع يتعلق بالقرآن الكريم.
كيف تنقل آراء الروافض مثبتا لها و عقيدتهم في القرآن معروفة؟!!!!! و هي أن القرآن الذي بين أيدينا محرف
و لكي يتبين القارئ عقيدة الشيعة الروافض في القرآن الكريم أرجو قراءة هذا المقال

http://alburhan.com/articles.aspx?id=1172&page_id=0&page_size=20&links=False
موقف الرافضة من القرآن الكريم
القرآن الكريم كلام الله، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تكفل الله بحفظه وحمايته؛ فقال عز وجل: ((إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=6001810))) [الحجر:9] وقال تعالى: ((وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=6005366) * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=6005367) * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=6005368) * فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=6005369)))[الحاقة:44-47].
هكذا كان يعتقد المسلمون في القرآن الكريم، فما هو رأي الرافضة في صون القرآن الكريم عن التبديل والتغيير؟
لقد كان الأولى أن يكون القرآن بعيداً عن أي مساس بقدسيته، وأن يكون نواة تجتمع عليها كلمة كافة المسلمين، وأن يُجعل الحَكَم في كل قضية، إلا أنه -ومع الأسف الشديد- لم يسلم القرآن من تدخل أهواء الرافضة (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=2000007)، فقالوا بأقوال لا تجتمع معها كلمتهم وكلمة أهل السنة (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=2000011) أبداً حتى يرجعوا عنها، لقد أعلن غلاة الشيعة (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=2000008) أن في القرآن تحريفاً ونقصاً كثيراً، ولم يكن هؤلاء من عامة الشيعة (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=2000008) أو علمائهم غير المشاهير، بل هم من علمائهم الكبار عندهم كـالقمي (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=1000057) والكليني (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=1000636) وأبو القاسم الكوفي (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=1001686) والمفيد والأردبيلي (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=1000142) والطبرسي (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=1000224) والكاشي (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=1000792) والمجلسي (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=1000607) والجزائري (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=1000749) والكازراني (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=1000199) وغيرهم (1).
وهؤلاء قد صرحوا وبكل وضوح أن في القرآن نقصاً وتحريفاً في الآيات التي يذكر فيها علي، أو الآيات التي فيها ذم المهاجرين والأنصار ومثالب قريش، وأن القرآن لم يجمعه كما أنزل إلا علي فقط. كما يعتقدون أن مصحفاً مفقوداً سيصل إلى أيديهم يوماً ما يسمى (مصحف فاطمة) فيه أضعاف ما في المصحف العثماني الموجود بين أيدي المسلمين.
وعلى سبيل المثال ما كتبه كبير علماء النجف الحاج (ميرزا حسين الطبرسي (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=1000224)) والذي بلغ من إجلالهم له عند وفاته سنة: 1320هـ أنهم دفنوه في بناء المشهد المرتضوي بالنجف في إيوان حجرة بانو العظمى وهو أقدس مكان عندهم، هذا الرجل ألف في سنة: (1292هـ) وهو في النجف عند القبر المنسوب للإمام علي كتابه المسمى: (فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب)(2) جمع فيه مئات النصوص عن علماء الشيعة قديماً وحديثاً أنهم يعتقدون بوجود النقص والتحريف في القرآن الكريم، وطبع الكتاب في إيران، وعند طباعته قامت ضجة كبيرة حوله خصوصاً ما أبداه بعض عقلائهم لا لأجل ما في الكتاب، وإنما كانوا يرغبون أن يبقى التشكيك في القرآن سراً مبثوثاً في كتبهم المعتبرة لا أن يذاع في كتاب واحد تقوم به الحجة عليهم، وبدلاً من أن يستكين مؤلفه أو يعتذر ألف كتاباً آخر سماه: (رد بعض الشبهات عن فصل الخطاب).
ولبيان نظرتهم إلى القرآن نورد بعض الشواهد والأمثلة:
1- سأل سائل بعذاب واقع للكافرين (بولاية علي) ليس له دافع.(3).
2- ومن يطع الله ورسوله (بولاية علي) فقد فاز فوزاً عظيماً.(4)
3- فبدل الذين ظلموا (آل محمد حقهم) قولاً غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا (آل محمد حقهم) رجزاً من السماء بما كانوا يفسقون (5).
وقد نتج عن هذا التلاعب بالقرآن أن اختلط أمره على عامة الشيعة فلم يوجد عندهم التمييز بين كلام الله وما أدخله أولئك الفجار عليه، وهذا ما يرويه الكليني (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=1000636) بقوله: "روي عن عدة من أصحابنا عن... عن علي بن موسى الرضا (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=1000491) قال: قلت له: جعلت فداك، إنا نسمع الآيات في القرآن ليست هي عندنا كما نسمعها، ولا نحسن أن نقرأها كما بلغنا عنكم، فهل نأثم؟
فقال: لا، اقرءوا كما تعلمتم فسيجيئكم من يعلمكم"(6).
ينبئ هذا عن مدى التشويش الذي أصاب الشيعة (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=2000008) من جراء أكاذيب علمائهم عليهم وعلى أئمتهم المعصومين بزعمهم.
نستطلع فيما يلي آراء المعاصرين في "فرية التحريف" التي شاع الحديث عنها في كتب الشيعة فماذا نجد؟
نجد وجوهاً أربعة مختلفة:
1- إنكار وجودها في كتبهم أصلاً:
من هؤلاء عبد الحسين الأميني (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=1000417) في كتابه الغدير، ومنهم عبد الحسين شرف الدين الموسوي (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=1000421) فيقول: "نسب إلى الشيعة (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=2000008) القول بالتحريف بإسقاط كلمات وآيات، فأقول: نعوذ بالله من هذا القول ونبرأ إلى الله من هذا الجهل، وكل من نسب هذا الرأي إلينا جاهل بمذهبنا أو مفترٍ علينا، فإن القرآن الحكيم متواتر من طرقنا بجميع آياته وكلماته".
كما نفى لطف الله الصافي أن يكون كتاب (فصل (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=1000198) الخطاب) قد ألف لإثبات هذه الفرية، وقال بأن القصد من تأليفه محاربتها.
النقد: إن إنكار ما هو واقع لا يجدي شيئاً في الدفاع، وسيئول من جانب الشيعة (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=2000008) ومن جانب المطلعين على كتبهم من أهل السنة (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=2000011) بأنه تقية، فالمسألة اليوم لم تعد تقبل مثل هذا الأسلوب في الرد، فقد فضحتهم مطابع النجف وطهران، وقد كشف المستور، وأبان المخفي شيخهم الطبرسي (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=1000224) فيما جمعه في كتاب (فصل الخطاب) فلا ينفع مثل هذا الموقف. فهذا المسلك في الإنكار يسلكونه في كل مسألة ينفردون بها عن المسلمين كما نبه إلى ذلك شيخهم الطبرسي (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=1000224) في (الاستبصار) في أكثر من موضع بأن ما كان موضع إجماع من أهل السنة (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=2000011) تجري فيه التقية (7).
ولكن هذه سرعان ما تنكشف في الوقت الحاضر، إذ أن كتبهم أصبحت في متناول الكثيرين.
أما أسلوب عبد الحسين (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=1000418) في نفيه لهذه الأسطورة (تحريف القرآن) ففيه شيء من المكر والمراوغة قد لا ينتبه له إلا من اعتاد على أساليبهم وحيلهم، فتأمل قوله: "فإن القرآن الحكيم متواتر من طريقنا بجميع آياته وكلماته" فماذا يعني بالقرآن المتواتر من طريقهم: هل هو القرآن الذي بين أيدينا أم القرآن الغائب مع المنتظر (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=1000618) كما يدعون؟
إن تخصيصه بأنه متواتر من طريقهم يلتمس منه الإشارة للمعنى الأخير (الذي مع المنتظر)؛ ذلك أن القرآن العظيم كان من أسباب حفظه تلك العناية التي بذلها عظماء الإسلام: أبو بكر (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=1000001) وعمر (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=1000305) وأتمها أخوهما ذو النورين عثمان بن عفان (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=1000003) في جمعه وتوحيد رسمه تحقيقاً لوعده عز وجل: ((إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=6001810))) [الحجر:9].
2- الاعتراف بوجودها ومحاولة تبريره:
وقد اتخذ هذا الموقف صوراً متعددة:
أ- منهم من يعترف بأن عندهم بعض الروايات في تحريف القرآن ولكنه يقول: إنها ضعيفة شاذة وأخبار آحاد لا تفيد علماً ولا عملاً، فإما أن تؤول بنحو من (الاعتبار) أو يضرب بها الجدار. (8).
ب- وصنف يقول: بأنها ثابتة، ولكن (المراد في كثير من روايات التحريف من قولهم -عليهم السلام- كذا نزل هو التفسير بحسب التنـزيل في مقابل البطن والتأويل) (9).
ج- وصنف يقول: بأن القرآن الذي بين أيدينا ليس فيه تحريف، ولكنه ناقص قد سقط منه ما يختص بولاية علي. (10)
د- وصنف رابع يقول: نحن معاشر الشيعة (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=2000008) نعتقد بأن هذا القرآن الذي بين أيدينا هو الذي أنزله الله، على أننا معاشر الشيعة (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=2000008) نعترف بأن هناك قرآناً كتبه الإمام علي (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=1000215) -رضي الله عنه- بيده الشريفة، ولم يزل كل إمام يحتفظ به كوديعة إلهية، إلى أن ظل محفوظاً عند الإمام المهدي (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=1000618) القائم عجل الله فرجه (11).
هـ- وفريق يقول: وقع بعض علمائنا المتقدمين بالاشتباه فقالوا بالتحريف ولهم عذرهم كما لهم اجتهادهم، وإن أخطئوا بالرأي غير أننا حينما فحصنا ذلك ثبت لنا عدم التحريف فقلنا به أو أجمعنا عليه (12).
و- فريق يقول: بأن هذه الفرية إنما ذهب إليها من لا تمييز عنده بين صحيح الأخبار وسقيمها من الشيعة (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=2000008) وهم الأخباريون، أما الأصوليون فهم ينكرون هذا الباطل (13).
النقد لها: نبدأ بمناقشة الآراء السابقة على حسب ترتيبها:
أ- إن القول بأن تلك الأساطير هي في قياس الشيعة (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=2000008) روايات ضعيفة شاذة يرد عليه ما ردده طائفة من شيوخهم من القول باستفاضتها وتواترها كـالمفيد (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=1000634) والكيشاني ونعمة الله الجزائري وغيرهم، بل إن المجلسي جعل أخبارها كأخبار الإمامة في الكثرة والاستفاضة. ومع ذلك فإن هذا الحكم من كبير علماء الشيعة (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=2000008) على تلك الروايات بالشذوذ مع كثرتها التي اعترف بها شيوخهم تدل على شيوع الكذب في هذا المذهب بشكل كبير، وهذا الحكم المعلن -إن كان يصدق- ينبغي أن يكون دافعاً للحكم على عقائد الشيعة (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=2000008) الأخرى التي شذت بها عن المسلمين، كما ينبغي أن تكون منطلقاً لنقد رواياتهم وجرح رجالهم.
ب- أما القول الثاني فهو تأكيد للأسطورة وليس دفاعاً عنها، ذلك أن من حرّف وردّ النصوص النازلة من عند الله والتي تفسر القرآن وتبينه، هو لرد وتحريف الآيات أقرب، ومن لم يكن أميناً على المعنى كيف يؤتمن على اللفظ؟!
ج- أما القول الثالث فهو كسابقه ليس بدفاع ولكنه تأكيد لأساطيرهم وطعن في كتاب الله بما يشبه الدفاع، فكيف تهتدي الأمة بقرآن ناقص، ومن قدر واستطاع على إسقاط قسم منه هو قادر على تحريف ما بقي.
د- أما القول الرابع فهو يعني أن الدين لم يكمل، والله يقول: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=6000671)))[المائدة:3]. ثم ما فائدة العباد من كتاب غائب مع منتظر مضى على احتجابه قرون عدة؟ فإن كان لا بد منه فما حكم الشريعة على ما مضى من القرون بما فيهم أسلافهم من الشيعة (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=2000008) هل هم على ضلال؟ وإن كانت الأمة تهتدي بدونه فما قيمة كل هذه الدعاوي.
هـ- أما القول الخامس فإنه يسر المسلم أن يرجعوا عن هذا المذهب الفاسد، ولكن هذا القول قد يكون للتقية أثر فيه، ذلك أن أصحاب هذه المقالة والكتب التي حوت هذا الكفر هي محل تقدير عند هؤلاء، ثم إن القول إنهم أجمعهم على أنهم رجعوا منقوض بصنيع صاحب (فصل الخطاب) واللكنهوي (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=1000202) وغيرهما من مؤلفات هذا الضلال.
و- أما القول السادس فإن القائل لهذا هو من الأصوليين يذهب في روايات التحريف الواردة في كتب الشيعة (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=2000008) مذهباً لا يقل خطورة عن رأي إخوانه الإخباريين، فاسمع له وهو يقول: "فلا بد من تنـزيل تلك الأخبار إما على النقص من الكلمات المخلوقة -لاعتقاده أن القرآن مخلوق- قبل النزول إلى السماء الدنيا، أو بعد النزول إليها قبل النزول إلى الأرض، أو على نقص المعنى في تفسيره، والذي يقوى في نظير القاصر التنزيل على أن النقص بعد النزول إلى الأرض، فيكون القرآن قسمين: قسم قرأه النبي صلى الله عليه وسلم على الناس وكتبوه وظهر بينهم وقام به الإعجاز، وقسم أخفاه ولم يظهر عليه أحد سوى أمير المؤمنين -رضي الله عنه- ثم منه إلى باقي الأئمة الطاهرين وهو الآن محفوظ عند صاحب الزمان جعلت فداه" (14).
3- المجاهرة بهذا الكفر والاستدلال به:
والذي تولى كبر هذا البلاء هو المدعو: (حسين نوري الطبرسي (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=1000224)) (ت 132.هـ) الذي ألف كتاب (فصل الخطاب) لإثبات هذه الأسطورة. ولربما لأول مرة في التاريخ يحدث هذا الجمع لأساطير الشيعة (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=2000008) المتفرقة وأقوال شيوخهم، والآيات المفتراة التي يزعمونها في كتاب واحد يطبع وينشر؛ ليصبح فضيحة لهم أبد الدهر. وقد رد وفند مزاعم هذا الكتاب الشيخ/ د. ناصر القفاري (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=1000737) في كتابه العظيم: (أصول الشيعة) (ج3:/1..3،1.5.) فليرجع إليه فإنه مهم.
4- التظاهر بإنكار هذه الفرية مع محاولة إثباتها بطرق ماكرة خفية:
هناك جماعة من الشيعة (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=2000008) يتبرءون من اعتقاد التحريف في القرآن ويقولون: نحن نتبع الإمام (الخوئي (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=1000080)) رئيس الحوزة العلمية بالنجف الأشرف، والذي أفتى بتحريم اعتقاد التحريف في القرآن، غير أن للخوئي (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=1000080) رأياً آخر يقترب فيه من القائلين بالتحريف، فإنه قال: "إن وجود مصحف لأمير المؤمنين عليه السلام يغاير القرآن الموجود في ترتيب السور مما لا ينبغي الشك فيه وتسالم العلماء على وجوده أغنانا عن التكلف لإثباته، كما أن اشتمال قرآن علي (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=1000215) عليه السلام على زيادات ليست في القرآن الموجود -وإن كان صحيحاً- إلا أنه لا دلالة في ذلك على أن هذه الزيادات كانت من القرآن وقد أسقطت منه بالتحريف، بل الصحيح أن تِلكُم الزيادات كانت تفسيراً بعنوان التأويل وما يئول إليه الكلام أو بعنوان التنزيل من الله شرحاً للمراد" (15).
إن الخوئي (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=1000080) يثبت بهذا الكلام أمرين:
1- أنه يثبت مصحفاً آخر لـعلي (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=1000215) يختلف في ترتيبه وزياداته عن القرآن الموجود بين أيدي المسلمين.
2- أنه يثبت شروحاً للقرآن مشروحة من الله منزلة من عنده، فهل نزل القرآن من عند الله يتضمن السور وشروحها؟
إن صدور مثل هذا الكلام يدعو إلى العجب ولا يخلو من تناقض! لماذا لا نجتمع على كلمة سواء بيننا لا مراوغة فيها ولا تورية، وهي أن نعترف جميعاً بأن المصحف الموجود بين أيدينا وفي مساجدنا هو القرآن نفسه الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم من غير زيادة ولا نقصان، وأن ننتهي عن الكلام عن المصحف الغائب مع الإمام الغائب، وعن مصحف فاطمة (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=1000536) وعن مصحف علي (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=1000004)، ألا يمكننا على ذلك؟ فأي شيء يمكن أن يقرب بعد ذلك بين الفريقين؟ وعلى أي شيء نتفق ونتحد؟!
شبهة احتجاجهم بتحريف القرآن بالنسخ عند السنة:
هذه الشبهة تتكرر على ألسنة المعاصرين من الشيعة (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=2000008) كثيراً، ويحاولون أن ينفذوا من خلالها إلى فكر القارئ للتأثير عليه بإيهامه أن الآيات المنسوخة تلاوة الواردة من طريق السنة هي كأخبار التحريف عند الشيعة (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=2000008)، فلا تكاد تقرأ كتاباً من كتب هذه الطائفة، ويأتي الحديث عن هذه الفرية إلا وتجدهم يبررون ما شاع من أساطير في كتبهم بالأخبار المنسوخة عند السنة، ولا شك بأن حجتهم داحضة، ذلك أن النسخ من الله سبحانه وتعالى: ((مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=6000112)))[البقرة:106]. أما التحريف فمن فعل البشر، وشتان بين هذا وذاك؛ بل إن هذه الأسطورة لا مكان لها أصلاً عند المسلمين؛ لأن غاية ما تدل عليه تلك الآثار أن ذلك كان قرآناً ثم رفع في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم والوحي ينزل، ونسخ التلاوة يقر به الروافض أنفسهم، فقد قرر شيخهم (الطبرسي (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=1000224)) (ت 548هـ) في هذه المسألة ثبوت نسخ التلاوة حيث قال في مجمع البيان: "ومنها ما يرفع اللفظ ويثبت الحكم كآية الرجم" (16). ومن قبله شيخهم الطوسي (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=1002024) (ت408هـ) ومن قبلهما شيخ الشيعة (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=2000008) المرتضى (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=1000188) (ت 436هـ).
إذاً: الإقرار بنسخ التلاوة أمر مشترك بين الفريقين وهو شيء آخر غير التحريف.
ومن المكر والكيد الذي لا يكاد يخلو منه كتاب شيعي معاصر ناقش هذه القضية التظاهر بإنكار الشيعة (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=2000008) لهذه الفرية والاستدلال بإنكار المرتضى (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=1000188) والطبرسي (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=1000224) وغيرهما، ثم يحاولون نسبة هذه الفرية إلى أهل السنة (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=2000011)؛ لأنهم قالوا بنسخ التلاوة، مع أن الطبرسي (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=1000224) والمرتضى (http://www.altanweer.net/comments.aspx?id=1000188) يقولان بذلك، ولكن ذلك مكر مقصود لتحقيق هدف لا يجرءون على إظهاره وهو اعتقادهم هذا الكفر.
________________________________
(1) انظر الشكل رقم (14).
(2) انظر الشكل (12).
(3) الكافي الحجة (1/422).
(4) الكافي الحجة (414).
(5) الكافي (241).
(6) الكافي (2/453).
(7) الاستبصار (4/155).
(8) أصل الشيعة لكاشف الغطا (63-64).
(9) الميزان في تفسير القرآن (12-18).
(10) الذريعة (3/313).
(11) الإسلام على ضوء التشيع (2/4).
(12) الشيعة والسنة في الميزان (ص:48)
(13) الطبطبائي في تعليقه على الأنوار (2/359).
(14) كشف الغطاء (299).
(15) تفسير البيان للخوئي (259).
(16) (1/18).

المصدر: مركز التنوير للدراسات الإنسانية.

الاخ رضا
2012-08-14, 00:19
http://alburhan.com/articles.aspx?id=4350&page_id=0&page_size=20&links=False

عقيدة تحريف القرآن لدى الشيعة وأدلة بطلانها
(http://www.addthis.com/bookmark.php?v=250&pub=alburhan.com)
- المقدمة.
- القول بتحريف القرآن عقيدة لدى الشيعة.
- علماء الشيعة يصرحون بتحريف القرآن.
- تفنيد القول بتحريف القرآن.
المقدمة:
منذ مبعث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإلى يومنا هذا يتبارى أعداء الإسلام في محاربته بكل الوسائل والآليات, ولعل أخطر ما نادى به من حارب الله ورسوله وسعى في الأرض فسادا، أولئك الذين حاولوا مرارا وتكرارا أن يطعنوا بمنهج هذه الأمة وهو كتاب ربها.
فتعرضوا للرعيل الأول الذي تربى على يد نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى استطاع كل واحد من ذلك الجيل أن يكون قرآنا يمشي على الأرض، فكانوا حقا جيلاً ربانياً أنشأهم الله على عينه.
ولأن ذلك الجيل فهم القرآن فهما صحيحا وتحول القران إلى واقعا يعيشونه في تفاصيل حياتهم، حتى تمكن هذا الرعيل من فتح نصف الكرة الأرضية بنصف قرن من الزمن.
ومن المؤكد أن ذلك كله لم يرق لأعداء الأمة فبدءوا بحملات الطعن المتتالية لذلك الجيل ولمربيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولمنهجه القرآن الكريم.
ولأن الطعن بالقرآن الكريم والقول بتحريفه بالنسبة إلى الطاعنين -وأبرزهم الشيعة- يعني نسف جيل كامل، ونسف حقيقي لسنة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وبالتالي إلغاء كل ما ورد في زمن ذلك الجيل، وإن التشكيك بالقرآن الكريم يقود إلى التشكيك بالصحابة والسنة النبوية المنقولة عنهم، وهذا ما يريدون.
لكن الله عز وجل تكفل بحفظ شريعته وكتابه الكريم من التحريف والزيادة والنقصان منذ أنزله على قلب سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وحتى قيام الساعة، حيث قال وقوله الحق: ((إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ))[الحجر:9]، وقال: ((لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ)) [فصلت:42]، وقال: ((ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ)) [البقرة:2].
ومن ذلك: فإن أهل السنة والجماعة مطمئنين لكتاب ربهم بأنه محفوظ من عبث العابثين، وطعن الطاعنين، وأننا اليوم في هذه الدراسة نبين لتاريخ أقوال الشيعة ورواياتهم القائلة بتحريف القرآن وطرق تفنيدها.
وليعلم القاصي والداني، وليعلم دعاة التقريب: أن القوم يعتبرون تحريف القرآن عقيدة من عقائدهم التي لا يستغنون عنها بل ويتعبدون بها إلى الله عز وجل.
أولاً: القول بتحريف القرآن عقيدة لدى الشيعة:
كل من يريد أن يعرف عقيدة الشيعة في القرآن، ويتحقق فيه ويبحثـ لا بد له من أن يرجع إلى أمهات كتبهم ومراجعهم الأصلية في الحديث والتفسير، حتى يكون منصفاً في الحكم، وعادلاً في الاستنتاج؛ لأنه عليها مدار عقائدهم ومعول خلافاتهم مع الآخرين، وبالتمسك برواياتهم التي رووها -حسب زعمهم- عن أئمتهم المعصومين من سلالة علي رضي الله عنه من طرقهم الخاصة وأسانيدهم المخصوصة يتميزون عن الفرق الأخرى من المسلمين.
ونحن نلزم أنفسنا هنا أن لا نورد شيئاً إلا ويكون صادراً من واحد من الأئمة الاثنى عشر، ومن كتب الشيعة أنفسهم المعتمدة لديهم، والموثوقة عندهم، لبيان أن الشيعة في عصر الأئمة قاطبة عن بكرة أبيهم -ولا أستثني منهم واحداً- كانوا يعتقدون أن القرآن محرف ومغير فيه، زيد فيه ونقص منه كثير.
وسنقوم هنا باختصار الأدلة التي رواها الشيعة حول تحريف القرآن بكتبهم، ومن أراد التفصيل فليرجع إلى كتبهم التي سنذكرها لاحقا، أو إلى كتاب الشيعة والقران لحسن إلهي ظهير الكتاب الذي اقتبسنا كثيرا من نصوصه هنا، وسنسرد بعض الحقائق الواردة في كتب علمائهم للاختصار وأهمها:-
1- (الكافي) للكليني، الذي قيل فيه:
هو أجلّ الكتب الأربعة الأصول المعتمدة عليها من قبل علماء الشيعة.
فهذا الكليني يروي في ذاك الكافي:
عن علي بن الحكم عن هشام بن صالح عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "إن القرآن الذي جاء به جبرائيل عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم سبعة عشر ألف آية" [الكافي للكليني ج2 ص:634 كتاب فضل القرآن].
والمعروف أن القرآن ستة آلاف ومائتان وثلاث وستون آية، ومعناه: أن ثلثي القرآن راح على أدراج الرياح، والموجود هو الثلث، ولقد صرح بذلك جعفر بن الباقر كما ذكر الكليني في كافيه أيضاً تحت باب "ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة عليها السلام.
عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: ((وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ))[طه:115]، كلمات في محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة عليهم السلام من ذريتهم((فَنَسِيَ))[طه:115]هكذا والله نزلت على محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم" [الكافي ج1 ص:16].
وأيضاً: علي بن محمد، عن بعض أصحابه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: دفع إلى أبو الحسن عليه السلام مصحفاً وقال: لا تنظر فيه، ففتحته وقرأت فيه: "لم يكن الذين كفروا" فوجدت فيها اسم سبعين رجلاً من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم، قال: فابعث إلي بالمصحف" [الكافي ج2 ص:631].
روى الكليني أيضاً: عن سالم بن سلمة قال: "قرأ رجل على أبي عبد الله عليه السلام وأنا أستمع حروفاً من القرآن ليس على ما يقرؤها الناس، فقال أبو عبد الله عليه السلام: كفّ عن هذه القراءة، اقرأ كما يقرأ الناس حتى يقوم القائم؛ فإذا قام القائم عيه السلام قرأ كتاب الله عز وجل على حد. وأخرج المصحف الذي كتبه علي عليه السلام، وقال: أخرجه علي عليه السلام إلى الناس حين فرغ منه وكتبه فقال لهم: هذا كتاب الله عز وجل كما أنزله الله على محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقد جمعته من اللوحين فقالوا: هو ذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن لا حاجة لنا فيه، فقال: أما والله ما ترونه بعد يومكم هذا أبداً، إنما كان على أن أخبركم حين جمعته لتقرؤه" [الكافي ج2 ص:633].
ومثل هذه الروايات كثير كثير في أوثق كتاب من كتب القوم، الذي عرض على الإمام الغائب فأوثقه وجعله كافياً لشيعته أعرضنا عنها لما أنها وردت في كتاب (فصل الخطاب)
إذاً: فالكليني روى هذه الروايات عن أئمة كانوا يقولون بالتحريف في القرآن.
2- تفسير القمي لصحابه علي بن إبراهيم:
هو شيخ مشائخ الشيعة في الحديث وفي التفسير، وهو كتاب معتمدً عند القوم، وهو الكتاب الذي ألف أيضاً في زمن أئمة الشيعة المعصومين لديهم.
القمي يذكر في مقدمة تفسيره:
"فالقرآن منه ناسخ ومنسوخ، ومنه محكم ومنه متشابه، ومنه عام ومنه خاص، ومنه تقديم ومنه تأخير، ومنه منقطع ومنه معطوف، ومنه حرف مكان حرف، ومنه على خلاف ما أنزل الله" [تفسير القمي ج1 ص:5].
وأيضاً: "وأما ما هو كان على خلاف ما أنزل الله فهو قوله: ((كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ))[آل عمران:110]، فقال أبو عبد الله عليه السلام لقارئ هذه الآية ((خَيْرَ أُمَّةٍ)): يقتلون أمير المؤمنين والحسين بن علي عليه السلام؟ فقيل له: وكيف نزلت يا ابن رسول الله؟ فقال إنما نزلت: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) ألا ترى مدح الله بهم في آخر الآية ((تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ))، ومثله آية قرأت على أبي عبد الله عليه السلام ((وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا))[الفرقان:74]، فقال أبو عبد الله عليه السلام: لقد سألوا الله عظيماً أن يجعلهم للمتقين إماماً، فقيل له: يا ابن رسول الله كيف نزلت؟ فقال: إنما نزلت الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعل لنا من المتقين إماماً).
وقوله:((لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ))[الرعد:11]، فقال أبو عبد الله: كيف يحفظ الشيء من أمر الله؟ وكيف يكون المعقب من بين يديه؟ فقيل له: وكيف ذلك يا ابن رسول الله؟ فقال: إنما نزلت (له معقبات من خلفه ورقيب من بين يديه يحفظونه بأمر الله) ومثله كثير" [تفسير القمي ج1 ص:10].
3- كتاب الطهراني (الذريعة):
فهذا العياشي يذكر في مقدمة تفسيره عن الأصبغ بن نباتة قال: "سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: "نزل القرآن أثلاثاً: ثلث فينا وفي عدونا، وثلث سنن وأمثال، وثلث فرائض وأحكام" [مقدمة التفسير تحت عنوان "فيما أنزل القرآن" (ج1 ص:9)، وأورد هذه الرواية المجلسي في "البحار" (ج19 ص:30)، والصافي في تفسيره (ج1 ص:14)، والبحراني في "البرهان" ج1 ص:21].
و"عن داؤد بن فرقد، عمن أخبره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لو قد قرئ القرآن كما أنزل لألفيتنا فيه مسمين" [العياشي ج1 ص:13، أيضاً مقدمة البرهان ص:37].
و"عن ميسر عن أبي جعفر عليه السلام: "لولا أنه زيد في كتاب الله ونقص منه ما خفي حقنا على ذي حجي" ["البرهان" مقدمة ص37، وورد هذا الحديث في "البحار" ج19 ص:30، و"إثبات الهدى" ج3 ص:43، 44] وغيرها من الروايات الكثيرة التي يأتي ذكرها في محلها.
4- كتاب (من لا يحضره الفقيه) الذي هو أحد الصحاح الأربعة الشيعية في كتاب النكاح تحت باب المتعة، فيقول:
أحل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم المتعة، ولم يحرمها حتى قبض. واستدل على ذلك بقوله: وقرأ ابن عباس ((فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى فآتوهن أجورهن فريضة من الله))["من لا يحضره الفقيه لابن بابويه القمي الملقب بالصدوق" ج3 ص:459].
والمعروف أن "إلى أجل مسمى" ليس من القرآن، وكذلك "من الله" بعد "فريضة".
وما أوردها في كتابه (الخصال):
"حدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي المعروف بالجعابي قال: حدثنا عبد الله بن بشير قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن الأجلح، عن أبي الزبير، عن جابر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: يجيء يوم القيامة ثلاثة يشكون إلى الله عز وجل: المصحف، والمسجد، والعترة.
يقول المصحف: يا رب حرفوني ومزقوني، ويقول المسجد: يا رب عطلوني وضيعوني، وتقول العترة: يا رب قتلونا وطردونا وشردونا، فأجثوا للركبتين للخصومة، فيقول الله جل جلاله لي: أنا أولى بذلك" ["كتاب الخصال" ص:174، 175. باب الثلاثة].
5- و ما أوردها النوري في (فصل الخطاب) نقلاً عن (الأمالي) و(العيون) لابن بابويه:
"عن الرضا عليه السلام أن في قراءة أبي بن كعب: وأنذر عشيرتك الأقربين ورهطك منهم المخلصين" ["فصل الخطاب" ص:145].
وما ذكرها النوري في (فصل الخطاب) أيضا نقلاً عن (الأمالي) لابن بابويه القمي:
"عن ابن أبي عمير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما أمر الله نبيه أن ينصب أمير المؤمنين (ع) للناس في قوله تعالى: "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك في علي" ["فصل الخطاب" ص:282].
وما أوردها الطبرسي عنه في صدد الرد عليه بعد الاستدلال بقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه جمع القرآن: "فلما جاء به فقال: هذا كتاب ربكم كما أنزل على نبيكم لم يزد فيه حرف، ولم ينقص منه حرف، فقالوا: لا حاجة لنا فيه، عندنا مثل الذي عندك، فانصرف وهو يقول: فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلاً فبئس ما يشترون" ["فصل الخطاب" ص:32].
ثانياً: علماء الشيعة يصرحون بتحريف القرآن:
يصرح علماء الإمامية تصريحاً واضحا بأن القرآن لحقه التحريف من قبل الصحابة الذين تآمروا على علي وأهل بيته؛ فمحوا فضائلهم التي وردت بنص التنزيل.
- الميرزا حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي في كتابه (فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب). وهو من كبار علماء ومحدثي الطائفة، وموثق لديهم بالإجماع، فهو صاحب أحد الأصول والمراجع الروائية الثمانية المعتمدة لديهم، والمسمى (مستدرك الوسائل) الذي قالوا عنه: "لا يمكن أن يصل العالم إلى درجة الاجتهاد حتى يقرأ كتاب المستدرك للنوري الطبرسي".
ولمكانته العظيمة عندهم دفنوه بجوار مرقد علي رضي الله عنه في الإيوان الثالث من صحن المرقد. قال عنه عباس القمي (وهو تلميذه) في كتاب (الكنى والألقاب): "الشيخ الأجل، ثقة الإسلام، والمسلمين مروج علوم الأنبياء والمرسلين … إلخ".
يقول الطبرسي هذا في أول صفحة من كتابه المذكور: "هذا كتاب، لطيف وسفر شريف عملته في إثبات تحريف القرآن، وفضائح أهل الجور والعدوان، وسميته: فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب".
- الشيخ المفيد بقوله: "واتفق علماء الإمامية أن أئمة الضلال خالفوا في كثير من تأليف القرآن وعدلوا فيه عن موجب التنزيل".
- أبو الحسن العاملي بقوله: "إن تحريف القرآن من ضروريات مذهب الشيعة" مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار -المقدمة الثانية- الفصل الرابع.
- نعمة الله الجزائري بقوله: "إن الأخبار الدالة على وقوع التحريف في القرآن كلاماً ومادةً وإعراباً هي أخبار مستفيضة ومتواترة وصريحة، وإن علماء المذهب قد أجمعوا وأطبقوا على صحتها والتصديق بها" [الأنوار النعمانية 2/357].
- عدنان البحراني بقوله: "الأخبار في تحريف القرآن لا تحصى وكثيرة، وقد تجاوزت حد التواتر، وهو إجماع الفرقة المحقة، وكونه من ضروريات مذهبهم" مشارق الشموس الدرية (ص:126).
- محمد بن النعمان الملقب بالمفيد: يقول: "إن الأخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل النبي صلى الله عليه وآله وسلم باختلاف القرآن، وما أحدثه بعضهم فيه من الحذف والنقصان، فأما القول في التأليف، فالموجود يقضي فيه بتقديم المتأخر وتأخير المتقدم... وأما النقصان، فإن العقول لا تحيله ولا تمنع من وقوعه، وقد امتحنت مقالة من ادعاه، وكلمت عليه المعتزلة وغيرهم؛ فلم أظفر منهم بحجة اعتمدها في فساده... وأما الزيادة فيه فمقطوع على فسادها من وجه ويجوز صحتها من وجه... ولست أقطع على كون ذلك، بل أميل إلى عدمه وسلامة القرآن عنه وهذا المذهب خلاف ما سمعناه من بني نوبخت رحمهم الله من الزيادة في القرآن والنقصان فيه. وقد ذهب إليه جماعة من متكلمي الإمامية، وأهل الفقه منهم والاعتبار". [أوائل المقالات ص:93].
- الفيض الكاشاني: مهد لكتابه تفسير الصافي باثنتي عشرة مقدمة، خصص المقدمة السادسة لإثبات تحريف القرآن. وعنون لها بقوله: "المقدمة السادسة: في نُبَذٍ مما جاء في جمع القرآن وتحريفه وزيادته ونقصه وتأويل ذلك". وبعد ذكر الروايات خرج بالنتيجة التالية، قال: "والمستفاد من هذه الأخبار وغيرها من الروايات من طريق أهل البيت عليهم السلام أن القرآن الذي بين أظهرنا ليس بتمامه كما أنزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم، بل منه ما هو خلاف ما أنزل الله ومنه ما هو مغير محرف. وأنه قد حذف منه أشياء كثيرة، منها اسم علي عليه السلام في كثير من المواضع، ومنها لفظة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم غير مرة، ومنها أسماء المنافقين في مواضعها ومنها غير ذلك. وأنه ليس أيضاً على الترتيب المرضي عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وآله وسلم" [اهـ من تفسير الصافي 1/ 49. منشورات الأعلمي - بيروت]
- أبو منصور الطبرسي: يقول: "لما توفي رسول الله، جمع علي عليه السلام القرآن، وجاء به إلى المهاجرين والأنصار وعرضه عليهم لما قد أوصاه بذلك رسول الله، فلما فتحه أبو بكر خرج في أول صفحة فتحها فضائح القوم، فوثب عمر وقال: يا علي! اردده فلا حاجة لنا فيه. فأخذه عليه السلام وانصرف. ثم أحضروا زيد بن ثابت - وكان قارئاً للقرآن - فقال له عمر: إن علياً جاء بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والأنصار، وقد رأينا أن نؤلف القرآن ونسقط منه ما كان فضيحة وهتكاً للمهاجرين والأنصار، فأجابه زيد إلى ذلك... فلما استخلف عمر سأل علياً أن يدفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم". [الاحتجاج 1/ 225].
- سلطان محمد بن حيدر الخرساني: قال: "اعلم أنه قد استفاضت الأخبار عن الأئمة الأطهار بوقوع الزيادة والنقيصة والتحريف والتغيير فيه، بحيث لا يكاد يقع شك في صدور بعض منهم، وتأويل الجميع بأن الزيادة والنقيصة والتغيير إنما هي في مدركاتهم من القرآن لا في لفظ القرآن كلغة...". اهـ [من كتابه بيان السعادة في مقامات العبادة 1/ 19/ ط. مؤسسة الأعلمي - بيروت].
- العلامة يوسف البحراني: بعد أن ذكر الأخبار الدالة على تحريف القرآن قال: "لا يخفى ما في هذه الأخبار من الدلالة الصريحة والمقالة الفصيحة على ما اخترناه ووضوح ما قلناه، ولو تطرق إلى هذه الأخبار على كثرتها وانتشارها لأمكن الطعن إلى أخبار الشريعة كلها كما لا يخفى، إذ الأصول واحدة وكذا الطرق والرواة والمشايخ والنقلة. ولعمري إن القول بعدم التغيير والتبديل لا يخرج عن حسن الظن بأئمة الجور، وأنهم لم يخونوا في الأمانة الكبرى مع ظهور خيانتهم في الأمانة الأخرى التي هي أشد ضرراً على الدين". اهـ [من كتابه الدرر النجفية ص: 298 ط. مؤسسة آل البيت لإحياء التراث].
- محمد بن مسعود العياشي صاحب التفسير: نقل في تفسيره: "عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لو قرئ القرآن كما أنزل لألفيتنا فيه مسمَّيْن". "وعن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: لولا أنه زيد في كتاب الله ونقص منه ما خفي حقنا على ذي حجى، ولو قد قام قائمنا فنطق صدقه القرآن". اهـ [من تفسير عياشي ج 1/ 25 - منشورات الأعلمي- طهران].
قوله: (قائمنا) يعني المهدي المنتظر. وهو عندهم محمد بن الحسن العسكري الغائب منذ أكثر من ألف ومائة سنة.
- محمد بن الحسن الصفار: قال: "عن أبي جعفر الصادق أنه قال: ما من أحد من الناس يقول: إنه جمع القرآن كله كما أنزله الله إلا كذاب، وما جمعه وما حفظه كما أنزل إلا علي بن أبي طالب والأئمة من بعده". وقال: "عن أبي جعفر "ع" أنه قال: ما يستطيع أحد أن يدعي أنه جمع القرآن كله ظاهره وباطنه غير الأوصياء". اهـ [من كتابه بصائر الدرجات ص:213 - منشورات الأعلمي - طهران].
- العلامة الأردبيلي: قال: "إن عثمان قتل عبد الله بن مسعود بعد أن أجبره على ترك المصحف الذي كان عنده وأكرهه على قراءة ذلك المصحف الذي ألفه ورتبه زيد بن ثابت بأمره. وقال البعض إن عثمان أمر مروان بن الحكم وزياد بن سمرة الكاتبين له أن ينقلا من مصحف عبد الله ما يرضيهم ويحذفا منه ما ليس بمرضي عندهم ويغسلا الباقي". ا.هـ [من كتابه حديقة الشيعة ص:118].
- مرشد الأنام كريم الكرماني: قال: "إن الإمام المهدي بعد ظهوره يتلو القرآن، فيقول: أيها المسلمون! هذا والله القرآن الحقيقي الذي أنزله الله على محمد والذي حرف وبدل". اهـ [من كتابه إرشاد العوام ص:3/221].
أحد عشر: السيد دلدار المجتهد الهندي الملقب بآية الله في العالمين: قال: "وبمقتضى تلك الأخبار أن التحريف في الجملة في هذا القرآن الذي بين أيدينا بحسب زيادة الحروف ونقصانه، بل بحسب بعض الألفاظ وبحسب الترتيب في بعض المواقع قد وقع مما لا شك مع تسليم تلك الأخبار". اهـ [من كتابه استقصاء الإفحام 1/11. آية الطالبين ص" 368].
- أبو القاسم الخوئي مرجع العصر: يقول: "إن كثرة الروايات تورث القطع بصدور بعضها عن المعصومين عليهم السلام، ولا أقل من الاطمئنان بذلك وفيها ما روي بطريق معتبر". اهـ من كتابه البيان في تفسير القرآن ص: 226].
وقال مثبتاً التحريف عن علمائهم (ص:219): "ثم ذهب جماعة من المحدثين من الشيعة وجمع من علماء السنة إلى وقوع التحريف" ا.هـ.
واعلم أنه لا الخوئي ولا غيره يمكنه أن ينقل عن واحد علماء أهل السنة أنه قال بالتحريف فضلا عن جمع منهم، وإنما هذه هي الطريقة التافهة المعهودة عند الشيعة التي يوهمون بها الناس بما يريدون. فلم لا ينقل أي شيعي لنا رواية واحدة عن أهل السنة تقول بالتحريف؟
- علي أصغر بروجردي مرجع معاصر: قال: "الواجب علينا أن نعتقد أن القرآن الأصلي لم يقع فيه تغيير وتبديل مع أنه وقع التحريف والحذف في القرآن الذي ألفه بعض المنافقين، والقرآن الأصلي الحقيقي موجود عند إمام العصر عجل الله فرجه". اهـ [من كتابه عقائد الشيعة ص:27].
- الخميني: يقول عن الصحابة رضوان الله عليهم: "لقد كان سهلاً عليهم أن يخرجوا هذه الآيات من القرآن، ويتناولوا الكتاب السماوي بالتحريف، ويسدلوا الستار عن القرآن ويغيبوه عن أعين العالمين". ا.هـ [كشف الأسرار ص:114].
- كامل سليمان: يقول: "عن الإمام جعفر الصادق قال: إذا قام القائم عليه السلام قرأ كتاب الله عز وجل على حده وأخرج المصحف الذي كتبه علي عليه السلام". اهـ [من كتابه يوم الخلاص ص:373].
- علي بن النقوي الرضوي علامة الشيعة بالهند قال: "وأما تواتر جميع ما نزل على محمد فمشكل توضيحه، وقد اختلف في وقوع التحريف والنقصان في القرآن، فعن أكثر الإخباريين أنه وقع، وهو الظاهر من كلام الكليني قدس سره، وشيخه علي ابن إبراهيم القمي، والشيخ أحمد بن أبي طالب الطبرسي صاحب الاحتجاج... وقد ذكر السيد العلامة نعمة الله في رسالته منبع الحياة أدلة الأوائل منها الأخبار المستفيضة بل المتواترة ما روي عن أمير المؤمنين لما سئل عن المناسبة بين قوله تعالى: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى "وبين" فَانكِحُوا) فقال: "لقد سقط بينهما أكثر من ثلث القرآن". اهـ [من كتابه إسعاف المأمول ص:115].
- زين العابدين الكرماني قدوة العلماء الربانيين: قال: "إن كيفية جمع القرآن أثبتت أن التحريف والتصحيف والنقص وقع في القرآن، ولو أن هذا سبب لتذليل المسلمين عند اليهود والنصارى بأن طائفة منا تدعي الإسلام ثم تعمل مثل هذا العمل، ولكنهم كانوا منافقين، الذين فعلوا ما فعلوا. وإن القرآن المحفوظ ليس إلا عند الإمام الغائب". ثم قال بعدها: "إن الشيعة مجبورون أن يقرؤوا هذا القرآن تقية بأمر آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم".ا.هـ [من كتابه تذييل في الرد على هاشم الشامي ص:13- 23].
- دلدار علي بن محمد معين نصير أبادي تاج العلماء: يقول في كتابه عماد الإسلام في علم الكلام: "وينقدح من ههنا أن مآل السيد المرتضى بعدم تطرق التغير والتحريف في القرآن أصلاً هو ما يكون بحسب الآية أو الآيتين، لا ما يشمل الغير بحسب مفردات الألفاظ أيضاً، وإلا فكلامه صريح ههنا في القرآن كان في زمان رسول الله مختلف النسخ بحسب اختلاف القراءات". [ضدبت حيدري 2/ 78].
ثالثاً: تفنيد القول بتحريف القرآن:
إن مسألة حفظ القرآن الكريم من الزيادة والنقصان هو أصل من أصول الدين، ومجرد الاعتقاد بأن القرآن فيه زيادة أو نقص يعني تعطيل كامل لهذا الدين، وهذا يعني أننا نحتاج إلى نبي جديد يأتي بكتاب جديد.
لهذا وغيره أجمع المسلمون على حفظ القرآن، وبطلان القول بتحريفه، وتكفير من يقول بهذا القول.
وإن كل مسلم يقرأ في أول آية من كتاب الله بعد مقدمته (سورة الفاتحة) قوله تعالى: ((ألم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ))[البقرة:1-2].
ثم أقام الله تعالى الدليل القاطع على نفي الريب عن كتابه الهادي بقوله: ((وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ))[البقرة:23]. وأي ريب ينفى عنه إذا جاز عليه التحريف بالزيادة والنقصان؟!
ولذلك يقول تعالى: ((وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ))[فصلت:41-42].
((وَمَا كَانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ))[يونس:37].
((وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ))[الأنعام:115].
((وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً))[الكهف:27].
((إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ))[الحجر:9].
ولقد ثبت لنا نحن المسلمون أن القرآن محفوظ من التحريف بالنص القرآني الصريح المكرر المثبت بالحجج القرآنية العقلية الذاتية -أي: من داخل القرآن نفسه- بمعنى أن القرآن يشهد لنفسه بنفسه ويدل على نفسه بنفسه فلا يحتاج إلى شاهد أو دليل من خارجه. وفي هذا يقول تعالى: ((أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً))[النساء:82]. ويقول: ((وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ)) [البقرة:23].
المصدر: موسوعة الرشيد.

عبد العزيز الرستمي
2012-08-14, 00:20
التلاوة

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/9/91/Quran-Mus%27haf_Al_Tajweed.jpg/200px-Quran-Mus%27haf_Al_Tajweed.jpg
مُصحف تظهر فيه علامات التجويد، من إدغام وإخفاء وإقلاب وتفخيم وغيرها، بالألوان.

يؤمن المسلمون أن لتلاوة القرآن فضل عظيم، وسندهم في ذلك الأحاديث النبوية المؤكدة، ومنها ما رُوي عن أبي أمامة الباهلي: «سمعت رسول الله يقول: "اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه"»، وعن أبي موسى الأشعري: «قال رسول الله : "مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر"». كذلك يؤمن المسلمون أن قارئ القرآن له أجر كبير، فمن يقرأ منه حرفًا له به حسنة والحسنة بعشر أمثالها. وتلاوة القرآن تختلف عن تلاوة الكتب الأخرى، فهي تتم وفق أسلوب معين في النطق تختلف فيه مخارج الحروف عن تلك الخاصة بالنصوص غير القرآنية. ويُعرف أسلوب تلاوة القرآن، أو علم تلاوة القرآن، بعلم التجويد، والتجويد في اللغة هو التحسين، يُقال "جوّدت الشيء" أي حسنته، وأيضًا، تجويد الشيء في لغة العرب إحكامه وإتقانه. أما تعريف التجويد في الاصطلاح فيمكن تقسيمه إلى قسمان: معرفة القواعد والضوابط التي وضعها علماء التجويد، وهذا القسم يسمى بالتجويد العلمي أو النظري، وإخراج كل حرف من مخرجه دون تحريف أو تغيير، وهذا يُعرف بالتجويد العملي أو التطبيقي. وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي وغيره من أئمة القراء والتابعين وأتباعهم قواعد علم التجويد، وفائدة هذا العلم أنه يُحسّن الأداء عند التلاوة، ويصون اللسان عن الخطأ.

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/3/35/Hungary_pecs_-_jakovali2.jpg/200px-Hungary_pecs_-_jakovali2.jpg

كرسي مخصص لوضع المصحف وقراءته جلوسًا.

دائمًا ما يبدأ القارئ المسلم تلاوة القرآن بالاستعاذة، وذلك عبر قوله "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"، وقال العلماء أن ذلك يُستحب أن يكون جهرًا عندما يكون القارئ يقرأ جهرًا ويكون هناك من يستمع إليه، وعندما يُعلّم الآخرين التلاوة ويكون هو المبتدئ بالقراءة، وإنه يُستحب أن يستعيذ بالله إسرارًا عندما يُصلي جهرًا أو إسرارًا، وإذا كان يقرأ سرًا، وإذا كان يقرأ في جماعة وليس هو المبتدئ، وإذا كان القارئ خاليًا. بعد الاستعاذة ينطق القارئ بالبسملة: http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/5/5f/Bismillah_nastaliq.svg/75px-Bismillah_nastaliq.svg.png، التي تُعتبر واجبة عند ابتداء أول كل سورة ما عدا أول سورة التوبة، وتجوز البسملة أثناء السور وأثناء السورة سالفة الذكر. تُقسم قراءة القرآن إلى أربعة مراتب وقيل خمس هي: "مرتبة التحقيق" وهي القراءة بتؤدة وطمأنينة بقصد التعليم مع تدبر المعاني ومراعاة الأحكام، و"مرتبة الترتيل" وهي القراءة بتؤدة وطمأنينة لا بقصد التعليم مع تدبر المعاني ومراعاة الأحكام، و"مرتبة الحدر" وهي القراءة بسرعة مع مراعاة الأحكام، و"مرتبة التدوير" وهي القراءة بحالة متوسطة بين التؤدة والإسراع مع مراعاة الأحكام، أما المرتبة الخامسة التي قال بها البعض فهي "الزمزمة"، ويُقصد بها خاصةً "القراءة في النفس".
ويقول العلماء باتباع قواعد معينة مُستحبة قبل الشروع في التلاوة، ومنها التوضؤ كي يمس الإنسان القرآن وهو على طهارة، هذا وقد ورد أن النبي محمد كان يتلو القرآن على كل حال إلا أن يكون محدثًا وذلك دليل على جواز التلاوة على غير وضوء، ولكن التلاوة مع الوضوء تبقى أفضل. كما أن تطهير الفم بالسواك مستحب، وترك تناول ما يعطي رائحة خبيثة للفم أمر مستحب أيضًا، ويُستحب استقبال القبلة وإطراق الرأس وعدم التربع أو الاتكاء أو الجلوس على هيئة من هيئات التكبر.

مدارس التلاوة
يُقرآ القرآن بعدّة أساليب وطرق تختلف في نُطق النص باختلاف خط المصحف ورسمه. ويستدل المسلمون على جواز التلاوة بأساليب مختلفة مما ورد في الأحاديث النبوية ومنها: «إن القرآن نزل على سبعة أحرف كلها شافٍٍ كافٍ»، و«أُنزل القرآن على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسر». وقد قال العلماء في معنى هذا الحديث، أن القرآن نزل على سبع لغات من لغات العرب، وذلك توسيعًا عليهم، ورحمة بهم، فكانوا يقرؤون مما تعلموا، دون أن يُنكر أحد على أحد؛ بل عندما حدث إنكار لهذا، كما كان من أمر عمر بن الخطاب مع هشام بن حكيم، بيَّن له النبي محمد أن ليس في ذلك ما يُستنكر، وأقر كل واحدٍ منهما على قراءته. وكان لهذا الإقرار بصحة اختلاف التلاوة الأثر الأكبر في اختلاف التلاوات حاليًا، فخلال العهد النبوي وعهد الخلفاء الراشدين، أرسل محمدًا والخلفاء الأربعة من بعده، أرسلوا الصحابة إلى البلدان ليعلِّموا الناس القرآن وأحكام دينهم، فعلَّم كل واحدٍ منهم أهل البلاد التي أُرسل إليها ما كان يقرأ به على عهد النبي محمد، فاختلفت قراءة أهل تلك البلاد باختلاف قراءات الصحابة. ويذكر المؤرخون والعلماء المسلمون، أنه على الرغم من أن عثمان بن عفان جمع القرآن على حرف واحد، هو حرف قريش أي لغتها، وهو حرف من الأحرف السبعة التي نص عليها الحديث، فإن هذا النسخ العثماني للقرآن لم يكن منقوطًا بالنقاط، ولا مضبوطًا بالشكل، فاحتمل الأمر قراءة ذلك الحرف على أكثر من وجه، وفق ما يحتمله اللفظ، كقراءة "فتبينوا" و"فتثبتوا" ونحو ذلك، ثم جاء القرّاء بعد، وكانوا قد تلقوا القرآن ممن سبقهم - فقرؤوا ما يحتمله اللفظ من قراءات، واختار كل واحد منهم قراءة حسب ما تلقاه ووصل إليه.
قسَّم العلماء القراءات القرآنية إلى قسمين رئيسين هما: القراءة الصحيحة، والقراءة الشاذة. أما القراءة الصحيحة فهي القراءة التي توافرت فيها ثلاثة أركان هي:

أن توافق وجهًا صحيحًا من وجوه اللغة العربية.
أن توافق القراءة رسم مصحف عثمان بن عفان.
أن تكون قد نُقلت إلى الوقت الحالي نقلاً متواترًا، أو بسند صحيح مشهور.
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/e/e0/Quran_fragment_33%2C73-74.jpg

صفحة أندلسية أو مغربية من القرآن، تعود للقرن الثالث عشر، وتظهر عليها الآية الثالثة والسبعين من سورة الأحزاب‎.

فكل قراءة استوفت تلك الأركان الثلاثة، كانت قراءة قرآنية، تصح القراءة بها في الصلاة، ويُتعبَّد بتلاوتها.[166] وهذا هو قول عامة أهل العلم. أما القراءة الشاذة فهي كل قراءة خالفت الرسم العثماني على المعتمد من الأقوال؛ وبتعبير آخر هي القراءة التي اختل فيها ركن من الأركان الثلاثة سالفة الذكر. ويدخل تحت باب القراءات الشاذة ما يسمى بالقراءات التفسيرية، وهي القراءة التي صح سندها، ووافقت العربية، إلا أنها خالفت الرسم العثماني.[166] ويقول العلماء أن المقصد من القراءة الشاذة تفسير القراءة المشهورة وتبيين معانيها؛ كقراءة عائشة بنت أبي بكر وحفصة بنت عمر "والصلاة الوسطى صلاة العصر" بدلاً من "حافظوا على الصلاة الوسطى"، وقراءة ابن مسعود "فاقطعوا أيمانهما" بدلاً من "فاقطعوا أيديهما". فهذه الحروف - القراءات - وما شابهها صارت مفسِّرة للقرآن.[166] وقد اتفق العلماء على أن ما وراء القراءات العشر التي جمعها القرّاء، شاذ غير متواتر، لا يجوز اعتقاد قرآنيته، ولا تصح الصلاة به، والتعبد بتلاوته، إلا أنهم قالوا: يجوز تعلمها وتعليمها وتدوينها، وبيان وجهها من جهة اللغة والإعراب. والقراءات التي وصلت الوقت الحالي بطريق متواتر عشر قراءات، نقلها مجموعة من القراء، امتازوا بدقة الرواية، وسلامة الضبط، وجودة الإتقان، ومن أصحاب تلك القراءات، وأشهر رواته: قراءة عاصم الكوفي، وأشهر من روى عنه شعبة وحفص، وقراءة نافع المدني، وأشهر من روى عنه، قالون وورش، وقراءة أبي عمرو البصري، وأشهر من روى عنه الدوري والسوسي، وغيرهم.[166] يُلاحظ أن كل ما نُسب لإمام من هؤلاء الأئمة العشرة، يُسمى "رواية" فيُقال مثلاً: "قراءة عاصم برواية حفص" و"قراءة نافع برواية ورش"، وهكذا.
ذكر ابن عاشور في تفسيره "التحرير والنتوير" أن القراءات التي يقرأ بها اليوم في العالم الإسلامي هي: قراءة نافع برواية ورش في بعض القطر التونسي، وبعض القطر المصري، وفي جميع القطر الجزائري، وجميع المغرب الأقصى، وما يتبعه من البلاد والسودان. وقراءة عاصم برواية حفص عنه في جميع المشرق، وغالب مصر، والهند، وباكستان، وتركيا، وأفغانستان، كما أفاد أن قراءة أبي عمرو البصري يقرأ بها في السودان أيضًا.

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/4/4f/Quran_Reading.JPG/210px-Quran_Reading.JPG
عدّة أشخاص في جلسة ختم للقرآن، في الأحواز، إيران.

الرسم والتخطيط

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/e6/Mashq_script.jpg/220px-Mashq_script.jpg
الآيات 72-83 من سورة يس و 1-14 من الصافات، بخط المشق.

إن المقصود برسم المصحف هو الخط أو الطريقة التي كتبت فيها حروف المصحف وفقًا للمصاحف العثمانية. فالقرآن في عهد النبي محمد وفي عهد عثمان كذلك لم يكن مكتوبًا بنفس الطريقة التي يُكتب اليوم، فقد كانت الكتابة آنذاك خالية من التشكيل والنقط والأرقام، ومعتمدة على السليقة العربية التي لا تحتاج لهذا التشكيل. ولم يتغير هذا الحال إلى أن بدأت الفتوحات واختلط العرب بالعجم، وبدأ غير الناطقين بالعربية يقعون في أخطاء في قراءته. فكان من الضروري كتابة المصحف بالتشكيل والنقاط حفاظًا عليه من أن يُقرأ بطريقة غير صحيحة.
وكان التابعي أبو الأسود الدؤلي أول من وضع ضوابط اللسان العربي، وقام بتشكيل القرآن بأمر من الخليفة علي بن أبي طالب. وجعل آنئذ علامة الفتحة نقطة فوق الحرف، وعلامة الكسرة نقطة أسفله، وعلامة الضمة نقطة بين أجزاء الحرف، وجعل علامة السكون نقطتين. وبعد موت أبي الأسود الدؤلي بردح من الزمن تابع وسار على منواله بعض العلماء، من بينهم الخليل بن أحمد الفراهيدي الذي كان أول من صنف كتابًا في رسم نقط الحروف وعلاماتها، وهو أول من وضع الهمزة والتشديد وغيرها من علامات الضبط، ثم دوّن علم النحو ليكون ضابطًا لقراءة القرآن ليقرأ بشكل سليم لا يخل بمعناه. ثم بعد ذلك مر رسم المصحف في طور التجديد والتحسين على مر العصور، وفي نهاية القرن الهجري الثالث، كان الرسم القرآني قد بلغ ذروته من الجودة والحسن والضبط، حتى استقر المصحف على الشكل المعهود اليوم من الخطوط الجميلة وابتكار العلامات المميزة التي تعين على تلاوة القرآن تلاوة واضحة جيدة واتباع قواعد التجويد.
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/2/26/Qur%27anic_Manuscript_-_8_-_Hijazi-Mekkan_script.jpg/220px-Qur%27anic_Manuscript_-_8_-_Hijazi-Mekkan_script.jpg

الآيات 4-13 من سورة هود، بالخط الحجازي المكي.

يتّبع مخططوا المصحف 6 قواعد في رسمه، وهي: قاعدة الحذف، وذلك كحذف الألف في "يأيها"، والياء في "باغٍ"، والواو في "فأوا"، وقاعدة الزيادة، وذلك كزيادة الألف في "تفتؤا"، والياء في "بأييد"، والواو في "أولو"، وقاعدة الهمز، وذلك كأن تكتب حال سكونها بحرف حركة ما قبلها "ائذن، اؤتمن"، وقاعدة البدل، وذلك ككتابة الألف واوًا للتفخيم في "الصلوة"، وكتابة النون ألفًا في نون التوكيد المخففة "لنسفعاً"، وهاء التأنيث تاء مفتوحة في نحو "رحمت"، قاعدة الوصل والفصل وذلك كوصل"أن" بحرف "لا"، و"عن"، و"كل" بحرف "ما"، وقاعدة ما فيه قراءتان، فإنه يكتب برسم إحداهما، نحو "يخدعون، غيبت".
وقد ثار الجدال بين العلماء عمّا إذا كان رسم المصحف توقيفي بأمر النبي محمد، ولا تجوز مخالفته، أو اصطلاحي باتفاق بين الكتبة وبين الخليفة الراشد عثمان بن عفان، وتجوز مخالفته، وذهبوا في ذلك مذاهب ثلاثة: المذهب الأول قال أنه توقيفي لا تجوز مخالفته، وذلك مذهب الجمهور، ودليلهم في ذلك إقرار النبي محمد الكتبة على كتابتهم، ثم إجماع الصحابة، ثم إجماع الأئمة من التابعين والمجتهدين عليه، وأدلة أخرى من العقل والنقل. وقال أصحاب المذهب الثاني أنه اصطلاحي فتجوز مخالفته، وحجتهم في ذلك أن الله لم يفرض على الأمة شيءًا في كتابته، ولم يرد في السنة والإجماع ما يوجبه. أما أصحاب المذهب الثالث فقالوا أنه تجب كتابة المصحف للعامة على الاصطلاحات الشائعة عندهم، ويجب في ذات الوقت المحافظة على الرسم العثماني بين الآثار الموروثة عن السلف. والراجح هو ما قاله الجمهور.
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/7/78/Shikastah_script.jpg/150px-Shikastah_script.jpg
سورة الفاتحة وسورة الناس مرسومتان سويًا بخط النستعليق الفارسي.

عبد العزيز الرستمي
2012-08-14, 00:33
الطباعة

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/14/Korantafel_im_%C3%9Cberseemuseum_01.JPG/150px-Korantafel_im_%C3%9Cberseemuseum_01.JPG
نص قرآني منقوش على لوح خشبي قديم.

كان النسّاخون والخطاطون يكتبون النص القرآني على الأوراق ويجمعوها في الكتب إلى حين شيوع الطباعة والمطابع في جميع أنحاء العالم خلال القرن التاسع عشر. وفي بعض الأماكن، كان النص القرآني يُطبع على ألواح خشبية، وقد شاعت هذه الوسيلة خلال القرون الوسطى عند مسلمي الصين خصوصًا. غير أنه لم يصل المؤرخين والباحثين أي مصحف كامل مكتوب بهذا الشكل، ولعلّ سبب ذلك هو التكلفة العالية التي تتطلبها طباعة هكذا كتاب. كذلك شاع خلال القرن التاسع عشر طباعة النصوص القرآنية على الأحجار في أمكنة أخرى.

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/d/d2/Saudikoran.jpg/220px-Saudikoran.jpg

طبعة حديثة من المصحف صادرة عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.

أقدم نسخ المصحف المطبوعة بأسلوب الطباعة المنقولة، أو تجميع الحروف، والتي لا تزال باقية حتى اليوم، هي نسخة أنتجت بالبندقية سنة 1537 أو 1538، ويظهر بأنها كانت تُحضّر للبيع في الدولة العثمانية، حيث مُنعت الطباعة بهذا الأسلوب منذ سنة 1485. رُفع حظر الطباعة المنقولة في سنة 1588، لكن الرأي العام استمر يرفض استخدام الطباعة لإصدار الكتب غير الدينية، فكان من الطبيعي أن لا يوافق الناس على استخدامها لإصدار المصاحف، واستمر الأمر على هذا المنوال حتى أواخر القرن التاسع عشر. يظهر أن هذه المعارضة كان سببها النسّاخ الذين خافوا من انقطاع مورد رزقهم، وكذلك لأسباب جمالية وخوفًا من وقوع أخطاء عند طباعة النص، مما قد يُغيّر من معناه. رعت كاثرين الثانية قيصرة روسيا أوّل طباعة حديثة للمصحف في سنة 1787، وسرعان ما حذت الدولة العثمانية وفارس حذوها، فظهرت نسخة مطبوعة من قازان في سنة 1828، ومن بلاد فارس سنة 1833، ومن الآستانة سنة 1877.
تصدر المصاحف حاليًا مطبوعة بالأساليب الحديثة، ومنها ما يصدر بأحجام كبيرة ومنها ما يصدر صغيرًا يمكن حمله في الجيب، وبعضها يُطبع فيه النص القرآني خالصًا، وبعضها يصدر في كتاب تتخلله هوامش لتفسير المصطلحات الواردة ضمن سياق النص. وفي الدول غير العربية تصدر المصاحف بلغتين، فتحوي صفحة النص الأصلي باللغة العربية، والصفحة المقابلة الترجمة بلغة ذلك البلد، أو في أحيان أخرى تعلو الترجمة النص العربي. كما أن بعض المصاحف تُزخرف من الخارج أو تٌزيّن بشكل آخر، ومن الأمثلة على ذلك: نسخة لمّاعة عثر عليها البريطانيون في مكتبة السلطان فاتح علي خان ٹیپو في الهند سنة 1806، وكان عليها ميداليتين وغطائين نقشت عليهما سورة الفاتحة وبعض الأدعية.
يصعب كثيرًا إدراج كامل النص القرآني بكل ما ورد فيه من نقاط وإشارات وعلامات إنشائية، في رموز شفرية حاسوبية، مثل اليونيكود. يُقدم أرشيف النصوص المقدسة على شبكة الإنترنت ملفات حرة تحوي كامل النص القرآني على شكل صور ونصوص يونيكوديّة وقتيّة. حاول عدد من مصممي البرامج الإلكترونية والشركات المختصة أن يطوروا خطوطًا حاسوبيّة يمكنها أن تُظهر النص القرآني بالرسم العثماني المعهود في المصاحف.
الفرق بين القرآن والحديث القدسي.
القرآن عند علماء الشريعة هو كلام الله المنزل على النبي محمد للإعجاز وللتعبد بألفاظه، فهو من الله لفظًا ومعنى. والحديث القدسي هو ما يرويه النبي محمد عن ربه بألفاظه هو، ولكن دون التعبد بهذه الألفاظ، وليس للتحدي والإعجاز، فمعناه من الله، ولفظه من الرسول. والقرآن نزل به جبريل على محمد، أما الحديث القدسي فلا يُشترط فيه أن يكون الواسطة فيه جبريل، فقد يكون جبريل هو الواسطة فيه، أو يكون بالإلهام، أو بغير ذلك. والقرآن قطعي الثبوت ويُقسم إلى سور وآيات، أما الحديث القدسي منه الصحيح والضعيف والموضوع وليس له ذاك التقسيم. كذلك فإن جاحد القرآن يُكفّر، أما الحديث القدسي فإن من جحد حديثًا أو استنكره نظرًا لحال بعض روايته فلا يُكفّر. والقرآن لا تجوز روايته أو تلاوته بالمعنى، بينما الحديث القدسي تجوز روايته بالمعنى.
العلاقة مع الكتب اليهودية والمسيحية.
كثيرة هي نقاط التلاقي والتطابق بين القرآن والتوراة والتناخ أو العهد القديم والعهد الجديد من أناجيل ورؤيا يوحنا على وجه الخصوص وكذلك أبوكريفا، سواءً أكان من ناحية التشريع أم من ناحية رواية الأحداث أو في الأمثلة العامة.. ويرى الباحث فراس السواح، أن "التشابك والتشابه بين الرواية الإنجيلية والرواية القرآنيّة هو شديد، حتى مع اختلاف التعابير والمصطلحات فهي غالبًا ما تخفي اتفاقًا في المضمون".
العلاقة مع الأبوكريفا
كتب الأبوكريفا هي كتابات دينيّة مسيحية لها بنية العهد الجديد نفسها من ناحية الأناجيل وأسفار الأعمال ورسائل ورؤى منحولة فيها، غير أنها قد نبذت من قبل الكنيسة الرسميّة بدءًا من مجمع نيقية ولم تُضم إلى المجلّد الرسمي للكتاب المقدس المسيحي وذلك إما لأنها وضعت بزمن طويل بعد الأسفار الرسميّة التي دونت أواخر القرن الأول، أو لأن نسبيتها إلى شخصيات العصر الرسولي مكثت ضعيفة ولم يتبناها أبكار الآباء أو لأنها لم تحظ باهتمام جميع الكنائس أي ظلت محليّة الانتشار سيّما في مصر. ذلك لا يعني أن الكنيسة الرسميّة قد حرّمتها نهائيًا بل أوصت في كثير من الأحيان بقراءتها من قبل العامة لما في ذلك من "تنمية الورع والتقى الديني وحسن الأثر في النفس" لكنها أقرت عدم جواز بناء عقائدها عليها وعدم تلاوتها في الكنيسة وإخفائها وقت الطقوس الدينية ومن هنا جاءت التسميّة أبوكريفا والتي تعني في اللاتينية "مخفيّة" إذ إنها كانت تخفى وتستر وقت الطقوس. استمرّت هذه الكتابات منتشرة قرونًا طويلة واستشهد ببعضها آباء الكنيسة أنفسهم وشكلت بعض موادها جزءًا من التقليد الكنسي، وعند ظهور الإسلام في القرن السابع كانت الكتب الأبوكفيرية لا تزال واسعة الانتشار بين أتباع الديانة المسيحية.
أما التشابه بينها وبين القرآن، فهو جلي وواضح في مواضع عديدة أبرزها قصة ميلاد مريم ومناجاة أمها لله وتسميتها فهي مشتركة بين إنجيل يعقوب وسورة آل عمران، وكذلك فإن تقديم مريم للهيكل أو المحراب حيث كفلها النبي زكريا - وهو العيد الذي تحتفل به الكنيسة الرسميّة في 2 سبتمبر من كل عام، أي أنه داخل في التقاليد الكنسيّة رغم عدم ورود أي شيء عنه في الأناجيل الرسمية - هي بدورها واحدة في إنجيل يعقوب وسورة آل عمران، وقصة القرعة على كفالة مريم هي واحدة في سورة آل عمران وإنجيل يعقوب وإنجيل توما الإسرائيلي؛ كما أنّ لقب "المسيح ابن مريم" لم يطلق على المسيح في الكتابات الرسميّة غير أنه استعمل في إنجيل الطفولة العربية والقرآن. وأما ميلاد المسيح المنصوص عنه في سورة مريم ومشار إليه في سورة المؤمنون على أنّ المخاض قد جاء مريم تحت جذع النخلة يشابه رواية إنجيل متى المنحول وإن وضعها الكتاب المذكور في طريقة السفر إلى مصر وليس عند الميلاد. وبخصوص اتهام قوم مريم لها بالزنا وكلام ابنها في المهد فشقها الأول مشترك مع إنجيل يعقوب والثاني مع إنجيل الطفولة العربي؛ وبخصوص نفخ المسيح بأشكال طيور طينية فدّبت بها الحياة وطارت ذكرت بدورها في إنجيل توما الإسرائيلي وإنجيل الطفولة العربي. أما نفي صلب يسوع في القرآن فهو مشترك بدوره مع الفكر الغنوصي كما كشفت مخطوطات نجع حمادي سيّما في النص المعنون "أطروحة شيت الكبير" وفي نص غنوصي آخر بعنوان "أعمال يوحنا الحبيب" يظهر يسوع ليوحنا يقول له:

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/3/33/Cquote2.png/20px-Cquote2.png (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Cquote2.png&filetimestamp=20060323135850)بالنسبة لهم هناك في الأسفل، أنا مصلوب في أورشليم وأتجرع الخل والمرار وأطعن بالحراب ولكنني لست ذاك المعلّق على الصليب ولم أعان أيًا من تلك الآلامبالنسبة لهم هناك في الأسفل، أنا مصلوب في أورشليم وأتجرع الخل والمرار وأطعن بالحراب ولكنني لست ذاك المعلّق على الصليب ولم أعان أيًا من تلك الآلام.
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/6b/Cquote1.png/20px-Cquote1.png
علمًا أنّ الغنوصيّة والتي زاوجت بين المسيحية والوثنية الإغريقيّة وعلى عكس أغلب المؤلفات الغير قانونيّة قد حوربت من قبل الكنيسة، على أنّ النصوص الغنوصيّة إذ تنفي الصلب فهي تضعه بمعنى صوفي خاص على خلاف القرآن الذي نفاه بالمطلق ولم يقدم رواية بديلة.


http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/3/33/Cquote2.png/20px-Cquote2.png (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Cquote2.png&filetimestamp=20060323135850)بالنسبة لهم هناك في الأسفل، أنا مصلوب في أورشليم وأتجرع الخل والمرار وأطعن بالحراب ولكنني لست ذاك المعلّق على الصليب ولم أعان أيًا من تلك الآلام

الاخ رضا
2012-08-14, 00:35
http://alburhan.com/articles.aspx?id=768&page_id=0&page_size=20&links=False

صاحب تفسير الصافي يصرح بوقوع التحريف بالقرآن الكريم !

http://alburhan.com/chapters_pic/safai.jpg

الاخ رضا
2012-08-14, 00:39
http://alburhan.com/articles.aspx?id=469&page_id=0&page_size=20&links=False
روايات القول بالتحريف :/// ومن يطع الله ورسوله في ولاية علي فقد فاز فوزاً عظيماً !!!!!///

http://alburhan.com/chapters_pic/alkafythref.jpg

عبد العزيز الرستمي
2012-08-14, 00:44
العلاقة مع التناخ والعهد الجديد.

نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ
—سورة آل عمران، الآية الثالثة.

تتحدث آيات في القرآن عن العلاقة التي تربطه بالتوارة والإنجيل والكتب المنزلة قبلاً على الأنبياء وفق المعتقد الإسلامي، وهذا التشابه مرّده وفق العقائد الإسلامية إلى كون جميع هذه الرسالات صادرة من قبل إله واحد: ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾. يذكر الإمام البخاري في صحيحه أن الشوام والعراقيون المسيحيون واليهود اطلعوا على القرآن عند دخول الإسلام إلى تلك البلاد، وبحثوا فيه وناقشوه ونطقوا نصه كما ينطقون السريانية، قبل أن يأمر الخليفة عثمان بن عفان بتوحيد رسم كل المصاحف وتوحيد نطقها.
جميع الأنبياء المذكورين في القرآن ذكروا في التناخ أو العهد القديم كما يسمّى في المسيحية، كما أن الخطوط العامة لرواية الأحداث هو ذاته وإن كان العهد القديم أكثر تفصيلاً في روايته بينما القرآن يميل نحو ذكرٍ مختصر دون الغوص في التفاصيل. هناك بعض القصص المنسوبة للأنبياءأمثال نوح والطوفان ولوط وقومه ويوسف وإخوته وموسى وخروج شعبه ويونس ومكوثه في بطن الحوت وعدد آخر من الروايات، يتعرض لها القرآن بشيء من التفصيل، هي واحدة مع العهد القديم وإن اختلفت بعض تفاصيلها أحيانًا. وهذا التشابع دفع عددًا من الفقهاء والمؤرخين المسلمين العودة للعهد القديم لاستكشاف بعض ما صمت عنه القرآن. أما العهد الجديد لا سيّما الأناجيل التي تروي سيرة يسوع وأعماله ومواعظه فهي بدورها واحدة في خطوطها العامة مع القرآن سواءً من ناحية الميلاد الإعجازي أو من ناحية الأعمال الخارقة التي كان يقوم بها بما فيها إقامة الموتى، مرورًا بمواعظه وتعاليمه وتحليل بعض ما حرمته الشريعة اليهودية وختامًا برفعه إلى السماء وعودته الثانية قبيل يوم القيامة، كما أن عددًا وافرًا من الألقاب القرآنية الموجهة وعلى رأسها "المسيح" و"كلمة الله" هي مشتركة بين النصّين. على أن الخلاف الظاهر يقع في قضيتي نفي صلب المسيح ونفي البنوّة لله؛ أيضًا فإن مريم العذراء قد ذكرت في القرآن أكثر مما ذكرت عليه في الإناجيل الأربعة مجتمعة، كما أن تفاصيل يوم القيامة وما سيسبقه من زلزلة ونفخ في الصور وظهور الدجال هي متطابقة في تعليم يسوع وتعليم سفر رؤيا يوحنا والرواية الإسلامية للأحداث، مع بعض الاختلافات في التفاصيل، وتفسير الكنيسة لبعض هذه الأحداث بالمعنى المجازي في حين تمسك الإسلام بحرفيتها.
الائتلاف الوثيق بين القرآن والكتاب المقدس بشقيه لا يقتصر فقط على رواية الأحداث، بل يمتد نحو الأحكام والتشريعات غير أن أغلبها لم تعد مطبقة في اليهودية والمسيحية إما بداعي نسخها في مواضع أخرى سيّما في العهد الجديد كتعدد الزوجات أو بداعي كونها شرائع اجتماعية مربوطة بظروفها الخاصة كنجاسة المرأة في طمثها وقوامة الرجل عليها، علمًا أنه باستثناء الشق الأول والذي وصّفته المجامع المتعاقبة، فإن "الشرائع الاجتماعية" كانت مطبقة في المسيحية واليهودية عند ظهور الإسلام ومالت للإهمال في القرون الوسطى والحديثة.
الوصايا العشرة في اليهودية والمسيحية والإسلام، أحد أمثلة التشابه في التشريع.

http://www12.0zz0.com/2012/08/13/23/809746829.png

النقد.

أوّل الأشخاص الذين نقدوا القرآن وما جاء فيه كان وثنيوقريش، وقد اعتبروه شعرًا يتلوه محمد وإن ليس له أي مصدر إلهي، وقالوا أنه يصله بإلهام شيطان الشعر، حيث كان العرب يتوهمون أن لكل شاعر شيطانًا من الجن يقول الشعر على لسانه.[194] وقال بعض الأشخاص، مثل النضر بن الحارث أن محمدًا كان ينقل أقوال الفرس من قصص ملوكهم وعقائدهم وخرافاتهم ولم يأخذ من الوحي شيءًا.
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/e0/John_Damascus_%28arabic_icon%29.gif/220px-John_Damascus_%28arabic_icon%29.gif
أيقونة عربية للقديس يوحنا الدمشقي، أوّل من نقد القرآن بشكل رسمي.

وبعد انتشار الإسلام في بلاد الشام والعراق ومصر، ظهر أشخاص من أبناء تلك المناطق وانتقدوا القرآن وما جاء فيه، ومن أبرز هؤلاء القديس يوحنا الدمشقي، المعروف أيضًا باسم "دفّاق الذهب"، فقد سارع بالعكوف على القرآن تفلية ونبشًا، وانتهى إلى رأي مفاده أن الإسلام يُعتبر طائفة مسيحية مهرطقة. وقد اعتبر يوحنا الدمشقي أن الراهب النسطوري بحيرى ساعد محمدًا على كتابة القرآن وكذلك حال ورقة بن نوفل، نافيًا مصدره الإلهي وقدسيته، لا سيما وأن الآريوسية والنسطورية كانتا تعتبران من الطوائف المهرطقة، واعتبر أن المشابهة بينه وبين نصوص الكتاب المقدس إنما هي مشابهة ضحلة بما قلَّتْ قيمته من أسفار العهدين القديم والجديد. وبعد يوحنا الدمشقي جاء عدد من الأشخاص الذين نكروا ألوهية المصدر القرآني، مستندين في ذلك في كثير من الأحيان على ما خلص إليه الدمشقي، ومن هؤلاء بارشو لوميو الرهاوي، الذي عاش في القرن الثاني عشر، وقد تركزت جدليّة الأخير في أخذ النبي محمد القرآن عن الراهب بحيرى النسطوري، وقال في هذا المجال:
يقول الراهب، أو الأسقف، بولس الأنطاكي في رسالة إلى أحد المسلمين أن العالم ليس بحاجة إلى القرآن إذ جاءت التوراة بشريعة العدل وجاء الإنجيل بشريعة الفضل، ولا يتبقى بعدهما جديد يحتاج الناس إليه، وأبرز مآخذه على القرآن هو ما جاء فيه من أنه ناسخ للتوراة والإنجيل، فقال بأن ذلك «لا يجوز لقائل أن يقوله لأن كتبنا قد جاز عليها من نحو ستمائة سنة وصارت في أيدي الناس يقرؤونها باختلاف ألسنتهم». يُعَدُّ ابن كمونة اليهودي أول مجادل تنصيري من اليهود ضد القرآن، وقد ضمّن جدلياته ضد القرآن في كتابه تنقيح الأبحاث للملل الثلاث، فعقد فصلا للقرآن أورد فيه خمسة عشر اعتراضًا على القرآن، منها ثلاثة تتعلق بأصالته، فقال أن القرآن يجوز أن يكون قد أنزل إلى نبي آخر دعا محمدًا أولاً إلى دينه وإلى هذا الكتاب فأخذه محمد منه وقتله، وإنه يُحتمل أن محمدًا طالع في كتب من تقدمه أو سمعها فانتخب أجودها، وضمّ البعض إلى البعض، ولعلّه سمع ذلك من أهل الكتاب من مسيحيين ويهود في الشام وشبه الجزيرة العربية. وفي العصر الحالي ظهر باحثون وكتّاب نقدوا القرآن بعدّة طرق، ومن هؤلاء عبد الله عبد الفادي، الذي رصد في كتابه "هل القرآن معصوم؟" عدّة مصادر بشرية للنص القرآني، أبرزها أشعار امرؤ القيس الجاهلي، الذي توفي قبل ميلاد محمد بثلاثين سنة، وكانت له قصيدة مشهورة تشبه بعض أبياتها بعض الآيات القرآنية، مثل: "دنت الساعة وانشق القمر" التي يُقابلها "اقتربت الساعة وانشقَّ القمر"، كما يعتبر عبد الفادي أن النبي محمد أخذ عدد من الموضوعات التي تعود بأصلها إلى مؤلفات يهودية ومسيحية وأدرجها بالقرآن. كما انتقد مفكرون غربيون القرآن على ما ورد به من إباحة ضرب الرجل لزوجته إذا لم تتعظ واستمرت بعصيانه، وعلى فرضه الجهاد وغير ذلك من الأمور، التي تتعارض بشكل خاص مع أسلوب حياة الغربيين المعاصرة.


تمنياتي أن يستفيد الجميع


http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/3/33/Cquote2.png/20px-Cquote2.pngفعندما شهد ذلك الراهب الفاسق سذاجة القوم رأى أن يمنحهم عقيدة وشريعة على غرار مذهب آريوس وغيره من ألوان الكفر والزندقة التي حرم من أجلها فراح يسطر كتابًا هو الذي يسمونه القرآن، وهو شريعة الله ناثرًا فيه كل ما أودع من مروق وعند ذلك أعطى كتابه لتلميذه "مؤمد" وأبلغ أولئك البلهاء أن ذلك الكتاب أُنزل على محمد من السماء حيث كان في حفظ جبريل الملك فصدقوه فيما قال، وبذلك مكّن الراهب لذلك القانون الجديد.



المصدر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86)

عبد العزيز الرستمي
2012-08-14, 00:55
http://alburhan.com/articles.aspx?id=768&page_id=0&page_size=20&links=false


صاحب تفسير الصافي يصرح بوقوع التحريف بالقرآن الكريم !

http://alburhan.com/chapters_pic/safai.jpg





السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

تقبل الله منك الصيام و القيام
أخي في الله رضا أشكرك جزيل الشكر على متابعة المواضيع
و لعلمك أخي وضعت هذا الموضوع و في آخره وضعت المصدر و بكل صراحة أردت أن أحرك أقلام المسلمين من أهل السنة و الجماعة ليعرفوا بما يجري في بعض الوصلات و لتصحيح هاته الأخطاء الفادحة .
أتمنى أنني أختصرت في مقصودي
جزاكم الله من كل خير