تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هذه شكواه فأين جوابك؟


hiba-2012-
2012-08-10, 21:26
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه شكواه فأين جوابك؟

مما يلفتُ الانتباهَ أنَّ رسولَنا -صلى الله عليه وسلم- قد اشتكى لله -عز وجل- بخصوصِ هذا الوضعِ الشاذ الذي نفْعَله مع القرآن: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا} [الفرقان:30].

ولو تأمّلنا هذه الشكوى لوجدنا أمرًا عجيبًا: فلو كانتِ الآيةُ لم تتضمن كلمة اتخذوا أيْ كانت بمعنى: يا رب إنَّ قومي هجروا القرآن لكان المراد بها أناسًا أَبعدوا القرآن تمامًا عن حياتهم، لا تجد فيها أيَّ مساحة لقراءته أو سماعه أو إذاعته.

لكن وجود كلمة {اتخذوا} مع كلمة {مهجوراً} أعطت لمفهوم الهجرِ بُعدًا آخر، ودلّت على أن الشكوى تخصّ أناسًا تعاملوا مع القرآن، وبذلوا فيه مجهوداً؛ فكلمة اتخذوا تدل على ذلك، إلا أنهم في نفسِ الوقت –رغمَ هذا المجهود– قد هجروا القرآن، وذلك حين اهتمّوا بِشَكْلِه ولَفْظِه، وهجروا أهمَّ جانبٍ فيه، ألا وهو تأثيره المتفرِّد على القلوبِ؛ ليحوِّل ما فيها من ظلماتِ الهوى إلى نورِ الإيمان {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [المائدة:16،15].

فحين اكتفينا بالتعاملِ مع القرآنِ بالألسنةِ والحناجر، ولم نجتهد في الوصولِ بالقرآنِ إلى العقولِ والقلوبِ فإننا بذلك قد حرَمنا أنفسَنا من أهمِّ جانبٍ فيه، ومن سرِّ إعجازه الأعظم.. فكانت المحصِّلة أننا اتخذنا القرآنَ مهجوراً؛ لينتجَ عن ذلك الهجرِ هبوطُنا لهذا الدرك، ليصدقَ فينا قولُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللهَ يرفعُ بهذا الكتابِ أقوامًا، ويضعُ به آخرين) [رواه مسلم/1894].

د/ مجدي الهلالي

Jimmy The Rap Soldie
2012-08-10, 21:36
بارك الله فيك أخية

ب.علي
2012-08-11, 01:04
جزاك الله خير الجزاء

اِشراقـة أمل
2012-08-11, 02:08
باركـ الله فيكـ

hiba-2012-
2012-08-11, 02:12
شكرا لكم جميعا على طيب المرور.