lakhdarali66
2012-08-08, 19:01
http://www.djelfa.info/vb/images/icons/b9.gifكيف تنشئ جيلا قياديا ؟
وكذلك جعلناكم امة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً). (البقرة/143(
على التربية الإسلامية أن تهتم اهتماماً بالغاً بجانب التربية القيادية والإعداد القيادي وتنمية مواهب الفرد القيادية، والعمل على إعداد جيل قائد يثق بنفسه ويتحدى عقبات السير التي تعترض طريق أمته، وبالتالي فهو يكتسب القدرة على الثبات والصراع، ويمتلك المؤهلات الضرورية للحفاظ على ذات الأمة ونموها ورقيها وتحقيق انتمائها العقدي والحضاري بعيدة عن التبعية والذوبان والانهيار. وإعداد مثل هذا الجيل الواعي القيادي إنما تقع مسؤوليته على الأبوين، كما تقع على المدرسة والمربي بصورة أساسية، فالتمرين وتنمية الملكات والقدرات إنما تنشأ بذورها الأولى في جو الأسرة وبين الأبوين.
إن المرتكز الأساس في التأهيل القيادي هو الثقة بالنفس والاعتماد عليها والقدرة على صنع القرار، بالإضافة إلى التأهيل الفطري، وتكوين الشخصية الطبيعي. إن زرع ثقة الطفل بنفسه في الأعمال البسيطة، وتقليل اعتماده على الأبوين في انجاز حاجياته وشؤونه، وتدريبه على أن يصنع القرار بنفسه بترك الاختيار له، ومنحه الحرية في صنع قراراته المناسبة له، كلها ممارسات تنمي في الطفل روح الاعتماد على النفس، وتمكنه من ممارسة المسؤوليات القيادية في مستقبل حياته، كإدارة المشاريع والجماعة السياسية والمنظمات المهنية والاجتماعية وتوجيه الآخرين وإدارة شؤونهم..الخ.
وكما تساهم الأسرة في تكوين الشخصية القيادية ببذورها الأولى، فان المدرسة هي المزرعة التي تنمو وتزدهر فيها القابليات. والمربي هو الخبير المسؤول عن كشف وتنمية هذه القابليات. وللتربية أساليبها ووسائلها الفنية والعلمية الكثيرة في كشف القابليات القيادية لدى الأطفال، وتمرينهم على قيادة الجماعة وتوجيهها، كتعويدهم القيام ببعض المشاريع والأعمال الطلابية، أو تكليفهم ببعض المسؤوليات التي هي في حدود قدرتهم، كقيادة اللجان والمشاريع المدرسية، أو عرض ومناقشة بعض القضايا، أو إدارة بعض الأعمال الجماعية كتنظيم الصف والفريق الرياضي، أو مراقبة المدرسة من ناحية النظافة والنظام، أو الإشراف على السفرات والإعداد لها وتنظيمها..الخ، وفي كل الحالات التي يقوم المربي فيها بالإعداد القيادي يجب عليه أن يراعي عدة نقاط هامة مثل:
1 ـ زرع الثقة في نفس الطفل والناشئ ومكافأة المتفوق في مجال عمله، وعدم توجيه الإهانة إلى الطالب الفاشل عند الفشل أو إشعاره بالقصور والعجز، بل تجب مناقشة الموضوع معه ليشعر بأهمية شخصيته ويكتشف في نفس الوقت خطأه، كما يجب الاستمرار بتكليفه ليتعود الصبر والمثابرة.
2 ـ عدم تكليف الطفل أو الناشئ ببعض الأعمال التي تفوق قدراته لئلا يواجه الفشل المتكرر ويفقد الثقة بنفسه.
3 ـ تنمية الروح القيادية لدى الطفل والناشئ بواسطة الإيحاء إليه بتعظيم الشخصيات القيادية وإكبارها، وبيان سر العظمة، وموطن القوة القيادية لدى هذه الشخصيات.
4 ـ العمل على مراقبة الطفل والناشئ، والحذر من أن يقع في الغرور والتعالي نتيجة نجاحه، أو شعوره بتفوقه، بسبب ما يقوم به من أعمال، لئلا تنشأ لديه عقدة الكبرياء والتعالي. هذا ما يجب تأكيده والاهتمام به في الأدوار الأولى من الحياة المدرسية.
أمّا بعد أن يعي الطالب الأعمال والمسؤوليات القيادية على مستوى الأفراد والأمم ويبدأ بالتفكير خصوصاً في المرحلة الإعدادية والجامعية بمكانة كلّ أمّة وما جسدته من دور قيادي في الماضي، وما هو المكان الطبيعي لكلّ أمّة في الحاضر والمستقبل. فإنّ أهم الأسس والخطوط العريضة التي يجب أن يشاد عليها هيكل المنهج في كلّ أبوابه وصنوف بحثه ومراحل دراسته، وبالطريقة المناسبة لوعي الطالب وإدراكه هي:
1 ـ العمل على إيجاد خط فكري عقائدي ملتزم يقوم على أساس العقيدة والمفهوم الإسلامي في المجال القيادي. وذلك عن طريق تكوين أيديولوجية واضحة المعالم تملا وعي الطالب ونشاطه الفكري.
2 ـ تنمية الروح القيادية عن طريق تنمية روح الاستقلال الحضاري والقضاء على روح التقليد والتبعية، وذلك ببيان الدور القيادي الذي قامت امتنا به في تأريخها البشري المشرق.
3 ـ إيضاح التحديات التي تواجهها الأمة الإسلامية، وتنمية روح المواجهة بالاعتماد على النفس في دخول ميدان الحضارة كأمة قائدة مؤهلة للعطاء والمشاركة.
4 ـ بيان الأسباب الحقيقية لتخلّف الأمة الإسلامية وكبوتها مقارنة مع تأريخ نكسات الامم وكيفية نهوضها. وقدرة الأمة الحية الإسلامية على تجاوز عقبات السقوط.
5 ـ العمل على إزاحة التشويه القيادي لحضارتنا، واقتلاع اليأس والشعور بالنقص الذي دأب أعداء أمتنا على إيجاده وزرعه في ذهن الجيل ونفسه.
6 ـ بيان مواطن القوة وإمكانات النهوض الكثيرة التي تتمتع بها أمتنا الإسلامية.
7 ـ القضاء على خرافة تفوّق من تفوّق من الأمم، وتخلّف من تخلّف إلى الأبد، بإيضاح الخط البياني لحركة التأريخ، وسير صعود الأمم وهبوطها.
تلك أهم الأفكار التي يجب تأكيدها والاهتمام بها عند تخطيط المنهج ووضع أسسه العامة وأهدافه النهائية، عندما يراد تخطيط منهج مدرسي للمجتمع الإسلامي الذي يأخذ على عاتقه إعداد أجيال الأمة، وتنقيح ذهنيتها على أساس من فلسفة الإسلام التربوية.
ذلك لان الإسلام أراد للإنسان المسلم أن يقوم بدور طليعي في قيادة البشرية والسير بها في طريق الخير والمحبة والسلام، والوصول إلى مرضاة الله سبحانه، قال تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) وقال: (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً) وقال: (والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً).
ويترجم الدعاء المأثور عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) التربية القيادية وتركيز مفاهيمها، فقد جاء فيه: (اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة تُعز بها الإسلام وأهله وتذل بها النفاق وأهله وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك والقادة إلى سبيلك وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة).
فمن هذه المفاهيم وغيرها نجد أن الإسلام يريد أن يعد أمة قائدة رائدة في طريق الخير والحضارة المدنية بما لديها من رسالة إنسانية ومفاهيم خيرة ومنهج حياتي فذ، لذلك كان من الواجب على فلسفة التربية الإسلامية أن تواكب الخط الفكري العام والمفهوم الشامل للإسلام، وتؤدي واجبها بإعداد الأجيال وتربية أبناء الأمة على هذا الأساس.
http://www.djelfa.info/vb/images/icons/b9.gif
وكذلك جعلناكم امة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً). (البقرة/143(
على التربية الإسلامية أن تهتم اهتماماً بالغاً بجانب التربية القيادية والإعداد القيادي وتنمية مواهب الفرد القيادية، والعمل على إعداد جيل قائد يثق بنفسه ويتحدى عقبات السير التي تعترض طريق أمته، وبالتالي فهو يكتسب القدرة على الثبات والصراع، ويمتلك المؤهلات الضرورية للحفاظ على ذات الأمة ونموها ورقيها وتحقيق انتمائها العقدي والحضاري بعيدة عن التبعية والذوبان والانهيار. وإعداد مثل هذا الجيل الواعي القيادي إنما تقع مسؤوليته على الأبوين، كما تقع على المدرسة والمربي بصورة أساسية، فالتمرين وتنمية الملكات والقدرات إنما تنشأ بذورها الأولى في جو الأسرة وبين الأبوين.
إن المرتكز الأساس في التأهيل القيادي هو الثقة بالنفس والاعتماد عليها والقدرة على صنع القرار، بالإضافة إلى التأهيل الفطري، وتكوين الشخصية الطبيعي. إن زرع ثقة الطفل بنفسه في الأعمال البسيطة، وتقليل اعتماده على الأبوين في انجاز حاجياته وشؤونه، وتدريبه على أن يصنع القرار بنفسه بترك الاختيار له، ومنحه الحرية في صنع قراراته المناسبة له، كلها ممارسات تنمي في الطفل روح الاعتماد على النفس، وتمكنه من ممارسة المسؤوليات القيادية في مستقبل حياته، كإدارة المشاريع والجماعة السياسية والمنظمات المهنية والاجتماعية وتوجيه الآخرين وإدارة شؤونهم..الخ.
وكما تساهم الأسرة في تكوين الشخصية القيادية ببذورها الأولى، فان المدرسة هي المزرعة التي تنمو وتزدهر فيها القابليات. والمربي هو الخبير المسؤول عن كشف وتنمية هذه القابليات. وللتربية أساليبها ووسائلها الفنية والعلمية الكثيرة في كشف القابليات القيادية لدى الأطفال، وتمرينهم على قيادة الجماعة وتوجيهها، كتعويدهم القيام ببعض المشاريع والأعمال الطلابية، أو تكليفهم ببعض المسؤوليات التي هي في حدود قدرتهم، كقيادة اللجان والمشاريع المدرسية، أو عرض ومناقشة بعض القضايا، أو إدارة بعض الأعمال الجماعية كتنظيم الصف والفريق الرياضي، أو مراقبة المدرسة من ناحية النظافة والنظام، أو الإشراف على السفرات والإعداد لها وتنظيمها..الخ، وفي كل الحالات التي يقوم المربي فيها بالإعداد القيادي يجب عليه أن يراعي عدة نقاط هامة مثل:
1 ـ زرع الثقة في نفس الطفل والناشئ ومكافأة المتفوق في مجال عمله، وعدم توجيه الإهانة إلى الطالب الفاشل عند الفشل أو إشعاره بالقصور والعجز، بل تجب مناقشة الموضوع معه ليشعر بأهمية شخصيته ويكتشف في نفس الوقت خطأه، كما يجب الاستمرار بتكليفه ليتعود الصبر والمثابرة.
2 ـ عدم تكليف الطفل أو الناشئ ببعض الأعمال التي تفوق قدراته لئلا يواجه الفشل المتكرر ويفقد الثقة بنفسه.
3 ـ تنمية الروح القيادية لدى الطفل والناشئ بواسطة الإيحاء إليه بتعظيم الشخصيات القيادية وإكبارها، وبيان سر العظمة، وموطن القوة القيادية لدى هذه الشخصيات.
4 ـ العمل على مراقبة الطفل والناشئ، والحذر من أن يقع في الغرور والتعالي نتيجة نجاحه، أو شعوره بتفوقه، بسبب ما يقوم به من أعمال، لئلا تنشأ لديه عقدة الكبرياء والتعالي. هذا ما يجب تأكيده والاهتمام به في الأدوار الأولى من الحياة المدرسية.
أمّا بعد أن يعي الطالب الأعمال والمسؤوليات القيادية على مستوى الأفراد والأمم ويبدأ بالتفكير خصوصاً في المرحلة الإعدادية والجامعية بمكانة كلّ أمّة وما جسدته من دور قيادي في الماضي، وما هو المكان الطبيعي لكلّ أمّة في الحاضر والمستقبل. فإنّ أهم الأسس والخطوط العريضة التي يجب أن يشاد عليها هيكل المنهج في كلّ أبوابه وصنوف بحثه ومراحل دراسته، وبالطريقة المناسبة لوعي الطالب وإدراكه هي:
1 ـ العمل على إيجاد خط فكري عقائدي ملتزم يقوم على أساس العقيدة والمفهوم الإسلامي في المجال القيادي. وذلك عن طريق تكوين أيديولوجية واضحة المعالم تملا وعي الطالب ونشاطه الفكري.
2 ـ تنمية الروح القيادية عن طريق تنمية روح الاستقلال الحضاري والقضاء على روح التقليد والتبعية، وذلك ببيان الدور القيادي الذي قامت امتنا به في تأريخها البشري المشرق.
3 ـ إيضاح التحديات التي تواجهها الأمة الإسلامية، وتنمية روح المواجهة بالاعتماد على النفس في دخول ميدان الحضارة كأمة قائدة مؤهلة للعطاء والمشاركة.
4 ـ بيان الأسباب الحقيقية لتخلّف الأمة الإسلامية وكبوتها مقارنة مع تأريخ نكسات الامم وكيفية نهوضها. وقدرة الأمة الحية الإسلامية على تجاوز عقبات السقوط.
5 ـ العمل على إزاحة التشويه القيادي لحضارتنا، واقتلاع اليأس والشعور بالنقص الذي دأب أعداء أمتنا على إيجاده وزرعه في ذهن الجيل ونفسه.
6 ـ بيان مواطن القوة وإمكانات النهوض الكثيرة التي تتمتع بها أمتنا الإسلامية.
7 ـ القضاء على خرافة تفوّق من تفوّق من الأمم، وتخلّف من تخلّف إلى الأبد، بإيضاح الخط البياني لحركة التأريخ، وسير صعود الأمم وهبوطها.
تلك أهم الأفكار التي يجب تأكيدها والاهتمام بها عند تخطيط المنهج ووضع أسسه العامة وأهدافه النهائية، عندما يراد تخطيط منهج مدرسي للمجتمع الإسلامي الذي يأخذ على عاتقه إعداد أجيال الأمة، وتنقيح ذهنيتها على أساس من فلسفة الإسلام التربوية.
ذلك لان الإسلام أراد للإنسان المسلم أن يقوم بدور طليعي في قيادة البشرية والسير بها في طريق الخير والمحبة والسلام، والوصول إلى مرضاة الله سبحانه، قال تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) وقال: (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً) وقال: (والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً).
ويترجم الدعاء المأثور عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) التربية القيادية وتركيز مفاهيمها، فقد جاء فيه: (اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة تُعز بها الإسلام وأهله وتذل بها النفاق وأهله وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك والقادة إلى سبيلك وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة).
فمن هذه المفاهيم وغيرها نجد أن الإسلام يريد أن يعد أمة قائدة رائدة في طريق الخير والحضارة المدنية بما لديها من رسالة إنسانية ومفاهيم خيرة ومنهج حياتي فذ، لذلك كان من الواجب على فلسفة التربية الإسلامية أن تواكب الخط الفكري العام والمفهوم الشامل للإسلام، وتؤدي واجبها بإعداد الأجيال وتربية أبناء الأمة على هذا الأساس.
http://www.djelfa.info/vb/images/icons/b9.gif