تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فالتمسوها في العشر الأواخر !..


علي الجزائري
2012-08-08, 18:54
السّلام عليكم و رحمة الله ..
بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ الحمد لله نحمدُه و نستعينه و نستغفره ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيّئات أعمالنا.
من يهده الله فلا مضلّ له و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك
و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله .

أمّا بعدُ :

فنحن نشرف على أيام خصّها الشارع الحكيم بالفضل لذا وجب التنبيه لذلك بإيراد
كل ما يتعلّق بها من أحكام و تنبيهات تجعلنا على بصيرة لاغتنام هذه الليالي كما يلزم
نسأل الله تعالى أن يوفّقنا لطاعته و مرضاته ..

ذكر الأحاديث الواردة في اغتنام العشر الأواخر - و ليلة القدر - :

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنَ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ من رَمَضَان» .
رَوَاهُ البُخَارِيّ

وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ
فِي تَاسِعَةٍ تَبْقَى فِي سَابِعَةٍ تَبْقَى فِي خَامِسَةٍ تَبْقَى.
رَوَاهُ البُخَارِيّ

وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الْأَوَّلَ مِنْ رَمَضَانَ ثُمَّ اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الْأَوْسَطَ فِي قُبَّةٍ
تُرْكِيَّةٍ ثُمَّ أَطْلَعَ رَأسه. فَقَالَ: «إِنِّي اعتكفت الْعشْر الأول ألتمس هَذِه اللَّيْلَة
ثمَّ اعتكفت الْعَشْرَ الْأَوْسَطَ ثُمَّ أُتِيتُ فَقِيلَ لِي إِنَّهَا فِي الْعشْر الْأَوَاخِر فَمن اعْتَكَفْ
مَعِي فَلْيَعْتَكِفِ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ فَقَدْ أُرِيتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ ثُمَّ أُنْسِيتُهَا وَقَدْ رَأَيْتُنِي أَسْجُدُ
فِي مَاءٍ وَطِينٍ مِنْ صَبِيحَتِهَا فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ وَالْتَمِسُوهَا فِي كُلِّ وِتْرٍ» .
قَالَ: فَمَطَرَتِ السَّمَاءُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ وَكَانَ الْمَسْجِدُ عَلَى عَرِيشٍ فَوَكَفَ الْمَسْجِدُ فَبَصُرَتْ
عَيْنَايَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى جَبْهَتِهِ أَثَرُ المَاء والطين وَالْمَاء مِنْ صَبِيحَةِ
إِحْدَى وَعِشْرِينَ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ فِي الْمَعْنَى
وَاللَّفْظُ لِمُسْلِمٍ إِلَى قَوْلِهِ: " فَقِيلَ لِي: إِنَّهَا فِي الْعشْر الْأَوَاخِر ". وَالْبَاقِي للْبُخَارِيّ .

وَعَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: سَأَلْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ فَقُلْتُ إِنَّ أَخَاكَ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ:
مَنْ يَقُمِ الْحَوْلَ يُصِبْ لَيْلَةَ الْقَدْرِ. فَقَالَ أَرَادَ أَنْ لَا يَتَّكِلَ النَّاسُ أَمَا إِنَّهُ قَدْ عَلِمَ أَنَّهَا فِي رَمَضَانَ
وَأَنَّهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ وَأَنَّهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ ثُمَّ حَلَفَ لَا يَسْتَثْنِي أَنَّهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ.
فَقُلْتُ: بِأَيِّ شَيْءٍ تَقُولُ ذَلِكَ يَا أَبَا الْمُنْذِرِ؟ قَالَ: بِالْعَلَامَةِ أَوْ بِالْآيَةِ الَّتِي أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّهَا تَطْلُعُ يَوْمَئِذٍ لَا شُعَاعَ لَهَا. رَوَاهُ مُسْلِمٌ

وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيره.
رَوَاهُ مُسلم

وَعَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ
الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بعده
متّفق عليه


عن عائشة رضي الله عنها قالت:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله.
هذا لفظ البخاري،
ولفظ مسلم: أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المئزر.

( يتبع و سنضيف من مواضيع و مشاركات الأعضاء بالمنتدى
ما يتعلق بالعشر الأواخر بإذن الله تعالى لتعمّ الفائدة ) ..ـ


*************
فهرس الموضوع

-- ذكر الأحاديث الواردة في اغتنام العشر الأواخر - و ليلة القدر - (http://www.djelfa.info/vb/showpost.php?p=11123962&postcount=1)
-- ليلة القدر أمر وجدانى يشعر به كل من أنعم الله تبارك -
وتعالى عليه برؤيتها (http://www.djelfa.info/vb/showpost.php?p=11123991&postcount=2)
-- مباحث ليلة القدر للشيخ العثيمين رحمه الله ( 1 (http://www.djelfa.info/vb/showpost.php?p=11124015&postcount=3) ، 2 (http://www.djelfa.info/vb/showpost.php?p=11124034&postcount=4) ، 3 (http://www.djelfa.info/vb/showpost.php?p=11124045&postcount=5) ) ـ -
- -- فتاوى حول العشر الأواخر وليلة القدر ( 1 (http://www.djelfa.info/vb/showpost.php?p=11124277&postcount=9) .2 (http://www.djelfa.info/vb/showpost.php?p=11124308&postcount=10).3 (http://www.djelfa.info/vb/showpost.php?p=11124372&postcount=11)) ـ.
- --العشر الأواخر في رمضان للشيخ سعد بن ناصر
الشثري حفظه الله (http://www.djelfa.info/vb/showpost.php?p=11124413&postcount=12)
- -- أهل الأهواء والبدع محرومين من الانتفاع بالدعاء الوارد في ليلة القدر
-- اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني) للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى (http://www.djelfa.info/vb/showpost.php?p=11124472&postcount=13)
- (http://www.djelfa.info/vb/showpost.php?p=11124484&postcount=15)-- فضل الاعتكاف وأعمال العشر الأواخر من رمضان (http://www.djelfa.info/vb/showpost.php?p=11124484&postcount=15)

علي الجزائري
2012-08-08, 18:55
ليلة القدر أمر وجدانى يشعر به كل من أنعم الله تبارك
وتعالى عليه برؤيتها (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1055324)

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله بسم الله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له
وأشهد ألَّا إله الا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله "

رؤية ليلة القدر أمر وجدانى يشعر به كل من أنعم الله تبارك وتعالى عليه برؤيتتها فهذا الشعور هو الذى يمكن الإعتماد عليه لأن صاحبه يرى ليلة القدر

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
و إذا كان الأمر هكذا فينبغي أن يتحراها المؤمن في العشر الأواخر جميعه قال النبي صلى الله عليه وسلم : { تحروها في العشر الأواخر } وتكون في السبع الأواخر أكثر وأكثر ما تكون ليلة سبع وعشرين ، كما كان أبي بن كعب يحلف أنها ليلة سبع وعشرين فقيل له : بأي شيء علمت ذلك ؟ فقال بالآية التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم { أخبرنا أن الشمس تطلع صبيحتها كالطشت , لا شعاع لها }. فهذه العلامة التي رواها أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم من أشهر العلامات في الحديث.
وقد روي في علاماتها : { أنها ليلة بلجة منيرة } وهي ساكنة لا قوية الحر, ولا قوية البرد , وقد يكشفها الله لبعض الناس.
[ الفتاوى الكبرى ] [ المجلد 2 : 475 ]

قال العلامة المحدث الفقيه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله :
السائل : كيف يعرف الإنسان المسلم أنه قد صادفته ليلة القدر مع تحريه الأية المأثورة عنه صلى الله عليه وسلم ؟
قال الشيخ رحمه الله : ذلك أمر وجدانى يشعر به كل من أنعم الله تبارك وتعالى عليه برؤية ليلة القدر ، لأن الإنسان في هذه الليلة يكون مقبلا على عبادة الله عز وجل وعلى ذكره والصلاة له ، فيتجلى الله عز وجل على بعض عباده بشعور ليس يعتاده حتى الصالحون لا يعتادونه في سائر أوقاتهم .
فهذا الشعور هو الذى يمكن الإعتماد عليه بأن صاحبه يرى ليلة القدر والسيدة عائشة رضى الله عنها قد سألت الرسول صلى الله عليه وسلم سؤالاً ينبئ عن إن كان شعور الإنسان برؤيته ليلة القدر حينما توجهت بسؤالها للنبى عليه الصلاة والسلام بقولها : يا رسول الله إذا أنا رأيت ليلة القدر ماذا اقول : قال قولى : "اللهم إنك عفو تحب العفو فأعف عنى" ففى هذا الحديث فائدتان ، الفائدة الأولى أن المسلم يمكن أن يشعر شعورا ذاتيا شخصيا بملاقاته بليلة القدر، الشيئ الثانى من هذا الحديث أنه إن شعر بذلك فخير ما يدعو به هو هذا الدعاء اللهم إنك عفو تحب العفو فأعف عنى ، وقد جاء في هذه المناسبة في كتابنا هذا ، الترغيب في بعض الدروس المتأخرة ، أن خير ما يسأل الإنسان ربه تبارك وتعالى هو العفو والعافية في الدنيا والآخرة .
نعم هناك لليلة القدر بعض الأمارات والعلامات المادية لكن هذا ، لكن هذا قد لا يمكن أن يرى ذلك كله من يرى ويعلم ليلة القدر ، لأن بعض العلامات يتعلق بالجو العام القارى كأن يكون مثلا الليلة ليست بقارة ولا حارة ، فهى معتدلة فهى ليست بباردة ولا هى حارة ، فقد يكون الإنسان في جو لا يمكنه من أن يشعر بالجو الطبيعى في البلدة ، كذلك هناك علامة ولكن بعد فوات وقت ليلة القدر ، تلك العلامة تكون في صبح تلك الليلة ، تلك العلامة تكون حينما تطلع الشمس حيث أخبر عليه الصلاة والسلام أنها تطلع صبيحة ليلة القدر كالقمر ليس له شعاع هكذا تطلع الشمس في صبيحة ليلة القدر، وقد رؤي هذا من بعض الناس الصالحين ممن كان يهمهم رؤية وملاحظة ذلك في كثير من ليالى القدر.
المهم بالنسبة للشخص المتعبد ليس التمسك بمثل هذه الظواهر لأن هذه الظواهر عامة أى هذه هى طبيعة الجو لكن لا يشترك كل من عاش في ذلك اليوم في رؤية ليلة القدر ، يعنى أن يكون في صفاء نفسي في لحظة من تلك اللحظات من تلك الليلة المباركة بحيث أن الله عز وجل يتجلى عليه برحمته وفضله فيلهمه ويؤيده بما سبق وبغيره ، العلامات المادية لا يدل على أن كل من شاهدها أو لامسها أنه قد رأى ليلة القدروهذا أمر واقع ، ولكن الناحية التي يجدها الإنسان في نفسه من صفاء روحي والشعور برؤيته ليلة القدر وتوجهه إلى الله بسؤاله بما شرع هذه هى الناحية التي ينبغي أن ندندن حولها ونهتم بها لعل الله عز وجل يتفضل بها علينا .
شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام شريط مفرغ .{ موقع الشيخ الألباني رحمه الله }

علي الجزائري
2012-08-08, 18:58
مباحث ليلة القدر للشيخ العثيمين رحمه الله......... (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1055314)

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه و بعد :
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فيما يلي بيان مباحث ليلة القدر شرحها و بيّنها فضيلة الشيخ العلّامة : محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله تعالى – انقلها لكم إخواني الكرام من تعليقه على كتاب : الشرح الممتع على زاد المستقنع

..... وَتُرْجَى لَيْلَةُ القَدْرِ فِي العَشْرِ الأواخِرِ مِنْ رَمَضان وأوتاره آكد وَلَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ أبلَغُ ويَدْعُوا فِيها بِمَا وَرَدْ.
قوله: «وترجى ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان» البحث في ليلة القدر ليس هذا محله فيما يبدو لنا، ومحله إما الاعتكاف، وإما صلاة التطوع.
أما الاعتكاف فلأن النبي صلّى الله عليه وسلّم لم يعتكف إلا رجاء إصابة ليلة القدر.
وأما صلاة التطوع فلأن ليلة القدر يشرع إحياؤها، ولا مناسبة بين ليلة القدر وبين صوم التطوع فيما نرى، ولكنهم ـ رحمهم الله ـ لما أتموا ذكر الصيام وما يتعلق به ذكروا ليلة القدر.
وليلة القدر اختلف العلماء في تعيينها على أكثر من أربعين قولاً، ذكرها الحافظ ابن حجر في شرح البخاري.
وفي ليلة القدر مباحث:

المبحث الأول: هل هي باقية أو رفعت؟

الجواب: الصحيح بلا شك أنها باقية، وما ورد في الحديث أنها رفعت، فالمراد رفع علم عينها في تلك السنة؛ لأن النبي صلّى الله عليه وسلّم رآها ثم خرج ليخبر بها أصحابه فتلاحى رجلان فرفعت (2) ، هكذا جاء الحديث.

المبحث الثاني: هل هي في رمضان، أو غيره؟

الجواب: لا شك أنها في رمضان وذلك لأدلة منها:
أولاً: قوله تعالى: {{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}} [البقرة: 185] ، فالقرآن أنزل في شهر رمضان، وقد قال الله ـ تعالى ـ {{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ *}} [القدر] ، فإذا ضممت هذه الآية إلى تلك تعين أن تكون ليلة القدر في رمضان، لأنها لو كانت في غير رمضان ما صح أن يقال: {{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}}.

وهذا دليل مركب، والدليل المركب لا يتم الاستدلال به إلا بضم كل دليل إلى الآخر، والأدلة المركبة لها أمثلة منها هذا المثال.

ومنها أقل مدة الحمل الذي إذا ولد عاش حياً، هي ستة أشهر، علمنا ذلك من قوله تعالى: {{وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاَثُونَ شَهْرًا}} [الأحقاف: 15] وقال في آية أخرى {{وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ}} [لقمان: 14] فإذا أسقطنا العامين من ثلاثين شهراً بقي ستة أشهر فتكون مدة الحمل.

المبحث الثالث: في أي ليلة من رمضان تكون ليلة القدر.
الجواب: القرآن لا بيان فيه؛ في تعيينها، لكن ثبتت الأحاديث أنها في العشر الأواخر من رمضان، فإن الرسول صلّى الله عليه وسلّم «اعتكف العشر الأولى من رمضان، يريد ليلة القدر، ثم اعتكف العشر الأوسط، ثم قيل: إنها في العشر الأواخر، وأريها صلّى الله عليه وسلّم، وأنه يسجد في صبيحتها في ماء وطين، وفي ليلة إحدى وعشرين من رمضان، وكان معتكفاً صلّى الله عليه وسلّم فأمطرت السماء فوكف المسجد ـ أي: سال الماء من سقفه ـ وكان سقف مسجد النبي صلّى الله عليه وسلّم من جريد النخل فصلى الفجر صلّى الله عليه وسلّم بأصحابه، ثم سجد على الأرض، قال أبو سعيد: فسجد في ماء وطين حتى رأيت أثر الماء والطين على جبهته» (3) فتبيَّن بهذا أنها كانت في ذلك العام ليلة إحدى وعشرين.

ورأى جماعة من أصحابه ليلة القدر في السبع الأواخر فقال صلّى الله عليه وسلّم: «أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر» أي اتفقت «فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر» ، وعلى هذا فالسبع الأواخر أرجى العشر الأواخر، إن لم يكن المراد بقوله صلّى الله عليه وسلّم: «أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر» (4) أي في تلك السنة، فهذا محتمل؛ لأن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان يعتكف العشر الأواخر كلها إلى أن مات، فيحتمل أن يكون معنى قوله «أرى رؤياكم قد تواطأت» أي: في تلك السنة بعينها، لم تكن ليلة القدر إلا في السبع الأواخر، وليس المعنى في كل رمضانٍ مستقبلٍ تكون في السبع الأواخر، بل تبقى في العشر الأواخر كلها.
يتبع إن شاء الله.....

علي الجزائري
2012-08-08, 19:00
المبحث الرابع: هل ليلة القدر في ليلة واحدة كل عام أو تنتقل؟
في هذا خلاف بين العلماء.
والصحيح أنها تتنقّل فتكون عاماً ليلة إحدى وعشرين، وعاماً ليلة تسع وعشرين، وعاماً ليلة خمس وعشرين، وعاماً ليلة أربع وعشرين، وهكذا؛ لأنه لا يمكن جمع الأحاديث الواردة إلا على هذا القول، لكن أرجى الليالي ليلة سبع وعشرين، ولا تتعين فيها كما يظنه بعض الناس، فيبني على ظنه هذا، أن يجتهد فيها كثيراً ويفتر فيما سواها من الليالي.

والحكمة من كونها تتنقل أنها لو كانت في ليلة معينة، لكان الكسول لا يقوم إلا تلك الليلة، لكن إذا كانت متنقلة، وصار كل ليلة يحتمل أن تكون هي ليلة القدر صار الإنسان يقوم كل العشر، ومن الحكمة في ذلك أن فيه اختباراً للنشيط في طلبها من الكسلان.

المبحث الخامس: في سبب تسميتها ليلة القدر.
فقيل: لأنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة، فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام، وهذا من حكمة الله عزّ وجل ـ، وبيان إتقان صنعه، وخلقه فهناك:

كتابة أولى وهذه قبل خلق السموات والأرض، بخمسين ألف سنة في اللوح المحفوظ، وهذه كتابة لا تتغير ولا تتبدل لقول الله تعالى: {{يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ *}} [الرعد] أي: أصله الذي هو مرجع كل ما يكتب.
الكتابة الثانية عُمُرية، فيكتب على الجنين عمله، ومآله، ورزقه، وهو في بطن أمه، كما ثبت هذا في الحديث الصحيح حديث ابن مسعود المتفق عليه (5) .

الكتابة الثالثة، الكتابة السنوية، وهي التي تكون ليلة القدر، ودليل هذا قوله تعالى: {{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ *فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ *}} [الدخان] يفرق، أي: يفصل ويبين كل أمر حكيم، وأمر الله كله حكيم.

وقيل: سميت ليلة القدر، من القدر وهو الشرف، كما تقول: فلان ذو قدر عظيم، أي: ذو شرف؛ لقوله تعالى: {{وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ *لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ *}} [القدر] .

وقيل: لأن للقيام فيها قدراً عظيماً، لقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» (6) وهذا لا يحصل في قيام ليلة سوى ليلة القدر، فلو أن الإنسان قام ليلة الاثنين والخميس أو غيرهما، في أي شهر لم يحصل له هذا الأجر.

المبحث السادس: ورد أن من قام ليلة القدر غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر
لكن قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ : كل حديث ورد فيه «وما تأخر» غير صحيح؛ لأن هذا من خصائص النبي صلّى الله عليه وسلّم؛ حتى أهل بدرٍ ما قيل لهم ذلك؛ بل قيل: «اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم» (7) ؛ لأنهم فعلوا هذه الحسنة العظيمة في هذه الغزوة، فصارت هذه الحسنة العظيمة كفارة لما بعدها، وما قاله ـ رحمه الله ـ صحيح.

قوله: «وأوتاره آكد» أي: أوتار العشر آكد؛ لقول النبي صلّى الله عليه وسلّم «التمسوها في كل وتر» (8) فما هي أوتاره؟

الجواب: إحدى وعشرون، ثلاث وعشرون، خمس وعشرون، سبع وعشرون، تسع وعشرون، هذه خمس ليال هي أرجاها، وليس معناه أنها لا تكون إلا في الأوتار، بل تكون في الأوتار وغير الأوتار.
تنبيه:

هنا مسألة يفعلها كثير من الناس، يظنون أن للعمرة في ليلة القدر مزية، فيعتمرون في تلك الليلة، ونحن نقول: تخصيص تلك الليلة بالعمرة بدعة؛ لأنه تخصيص لعبادة في زمن لم يخصصه الشارع بها، والذي حث عليه النبي صلّى الله عليه وسلّم ليلة القدر هو القيام الذي قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم فيه: «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» (9) ولم يرغب في العمرة تلك الليلة، بل رغب فيها في الشهر فقال: «عمرة في رمضان تعدل حجاً» (10) فتخصيص العمرة بليلة القدر، أو تخصيص ليلة القدر بعمرة هذا من البدع.

ولما كانت بدعة صار يلحق المعتمرين فيها من المشقة الشيء العظيم، حتى إن بعضهم إذا رأى المشقة في الطواف، أو في السعي انصرف إلى أهله، وكثيراً ما نُسْأَلُ عن هذا، شخص جاء يعتمر ليلة السابع والعشرين، فلما رأى الزحام تحلل، فانظر كيف يؤدي الجهل بصاحبه إلى هذا العمل المحرم، وهو التحلل من العمرة بغير سبب شرعي.
إذاً ينبغي لطلبة العلم، بل يجب عليهم أن يبينوا هذه المسألة للناس.
أما إكمال هذه العمرة فواجب؛ لأنه لما شرع فيها صارت واجبة، كالنذر أصله مكروه ويجب الوفاء به إذا التزمه، ولا يحل له أن يحل منها، وإنما البدعة هي تخصيص العمرة بتلك الليلة.
قوله: «وليلة سبع وعشرين أبلغ»
أي: أبلغ الأوتار وأرجاها أن تكون ليلة القدر، لكنها لا تتعين في ليلة السابع والعشرين.
فإن قال قائل: هل ينال الإنسان أجرها، وإن لم يعلم بها؟

فالجواب: نعم، ولا شك، وأما قول بعض العلماء إنه لا ينال أجرها إلا من شعر بها فقول ضعيف جداً؛ لأن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً» (11) ولم يقل عالماً بها، ولو كان العلم بها شرطاً في حصول هذا الثواب لبينه الرسول صلّى الله عليه وسلّم.

علي الجزائري
2012-08-08, 19:00
المبحث السابع: في علامات ليلة القدر.

ليلة القدر لها علامات مقارنة وعلامات لاحقة.

أما علاماتها المقارنة فهي:


1 ـ قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة، وهذه العلامة في الوقت الحاضر لا يحس بها إلا من كان في البر بعيداً عن الأنوار.


2 ـ الطمأنينة، أي: طمأنينة القلب، وانشراح الصدر من المؤمن، فإنه يجد راحة وطمأنينة، وانشراح صدر في تلك الليلة، أكثر مما يجده في بقية الليالي.
3 ـ قال بعض أهل العلم: إن الرياح تكون فيها ساكنة، أي: لا يأتي فيها عواصف أو قواصف، بل يكون الجو مناسباً (12) .
4 ـ أن الله يُري الإنسانَ الليلةَ في المنام، كما حصل ذلك لبعض الصحابة.
5 ـ أن الإنسان يجد في القيام لذة ونشاطاً، أكثر مما في غيرها من الليالي.


أما العلامات اللاحقة:

فمنها: أن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع صافية، ليست كعادتها في بقية الأيام (13) .
وأما ما يذكر أنه يقل فيها نباح الكلاب، أو يعدم بالكلية، فهذا لا يستقيم، ففي بعض الأحيان ينتبه الإنسان لجميع الليالي العشر، فيجد أن الكلاب تنبح ولا تسكت، فإن قال قائل ما الفائدة من العلامات اللاحقة؟ فالجواب: استبشار المجتهد في تلك الليلة وقوة إيمانه وتصديقه، وأنه يعظم رجاؤه فيما فعل في تلك الليلة.

قوله: «ويدعو فيها بما ورد»


أي: يستحب أن يدعو فيها بما ورد عن النبي صلّى الله عليه وسلّم ومنه: «اللهم إنك عفو تحبّ العفو فاعف عني» لحديث عائشة أنها قالت: أرأيت يا رسول الله إن وافقت ليلة القدر، فما أقول فيها؟ قال: «قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني» (14) فهذا من الدعاء المأثور، وكذلك الأدعية الكثيرة الواردة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، ولا يمنع من الزيادة على ما ورد فالله ـ عزّ وجل ـ قال: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ أَلْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ *} [الأعراف: 55] وأطلق، والنبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «ليسأل أحدكم ربه حاجته حتى شراك نعله» (15) والناس لهم طلبات مختلفة متنوعة فهذا مثلاً يريد عافية من سقم، وهذا يريد غنى من فقر، وهذا يريد النكاح من إعدام، وهذا يريد الولد، وهذا يريد علماً، وهذا يريد مالاً، فالناس يختلفون.
وليعلم أن الأدعية الواردة خير وأكمل وأفضل من الأدعية المسجوعة، التي يسجعها بعض الناس، وتجده يطيل، ويذكر سطراً أو سطرين في دعاء بشيء واحد ليستقيم السجع، لكن الدعاء الذي جاء في القرآن أو في السنة، خير بكثير مما صنع مسجوعاً، كما يوجد في بعض المنشورات.
__________

علي الجزائري
2012-08-08, 19:01
تخريج الأحاديث :

(*)مقدمة كتاب : مجالس شهر رمضان " المجلس الأول" للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله تعالى -
(1) أخرجه الدارقطني (2/285) وابن حبان (6559) والبيهقي (4/89).
(2) أخرجه البخاري في فضل ليلة القدر/ باب رفع معرفة ليلة القدر لتلاحي الناس (2023) عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه.
(3) أخرجه البخاري في الأذان/ باب هل يصلي الإمام بمن حضر (669)؛ ومسلم في الصيام/ باب فضل ليلة القدر والحث على طلبها (1167) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
(4) أخرجه البخاري في فضل ليلة القدر/ باب التماس ليلة القدر في السبع الأواخر (2015)؛ ومسلم في الصيام/ باب فضل ليلة القدر والحث على طلبها (1165) عن ابن عمر رضي الله عنهما.
(5) أخرجه البخاري في بدء الخلق/ باب ذكر الملائكة صلوات الله عليهم (3208)؛ ومسلم في القدر/ باب كيفية خلق الآدمي... (2643).
(6) أخرجه البخاري في الإيمان/ باب قيام ليلة القدر من الإيمان (35)؛ ومسلم في الصلاة/ باب الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح (760) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(7) أخرجه البخاري في الجهاد والسير/ باب إذا اضطر الرجل إلى النظر إلى شعور أهل الذمة والمؤمنات إذا عصين الله وتجريدهن (3081)؛ ومسلم في الفضائل/ باب من فضائل حاطب بن أبي بلتعة وأهل بدر ـ رضي الله عنهم ـ (2494) عن علي رضي الله عنه.
(8) سبق تخريجه ص(491).
(9) سبق تخريجه ص(493).
(10) أخرجه البخاري في العمرة/ باب عمرة في رمضان (1782)؛ ومسلم في الحج/ باب فضل العمرة في رمضان (1256) عن ابن عباس رضي الله عنهما.
(11) سبق تخريجه ص(493).
(12) ويدل لذلك حديث جابر أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «إني كنت أريت ليلة القدر ثم نُسيتها، وهي في العشر الأواخر، وهي طَلْقَةٌ بَلْجَةٌ، لا حارة ولا بادرة، كأن فيها قمراً يفضح كوكبها لا يخرج شيطانها حتى يخرج فجرها».
صححه ابن خزيمة (2190)؛ وابن حبان (3688) إحسان.
وحديث عبادة بن الصامت، وفيه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «إن أمارة ليلة القدر أنها صافية بلجة كأن فيها قمراً ساطعاً ساكنة ساجية، لا برد فيها ولا حر، ولا يحل لكوكب أن يرمى به فيها حتى تصبح، وإن أمارتها أن الشمس صبيحتها تخرج مستوية ليس لها شعاع مثل القمر ليلة البدر، ولا يحل لشيطان أن يخرج معها يومئذٍ».
أخرجه أحمد (5/324)؛ وقال الهيثمي في المجمع (3/175): «ورجاله ثقات».
وقوله «طلقة بلجة»: أي: مشرقة لا برد فيها ولا حر، ولا مطر ولا قرَّ.
(13) ويدل له حديث أبيِّ بن كعب ـ رضي الله عنه ـ مرفوعاً «وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها لا شعاع لها» أخرجه مسلم في الصلاة/ باب الندب الأكيد إلى قيام ليلة القدر (762). وحديث عبادة السابق.
(14) أخرجه أحمد (6/171، 182، 183)؛ والترمذي في الدعوات/ باب في فضل سؤال العافية والمعافاة (3513)؛ وابن ماجه في الدعاء/ باب الدعاء بالعفو والعافية (3850)؛ والحاكم (1/530).
وقال الترمذي: «حسن صحيح» وصححه الحاكم على شرطهما، وأقره الذهبي.
(15) أخرجه الترمذي في المناقب/ باب ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها (3604)؛ وابن حبان (894)، (895) عن أنس رضي الله عنه، قال الترمذي: غريب.


اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا

و صل اللهم على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم


اهــ بفضل الله

مباحث ليلة القدر للشيخ العثيمين رحمه الله......... (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1055314)

نهج السلف
2012-08-08, 19:07
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بارك الله فيكم و جزاكم خيرا على جمع المواضيع هنا حتى يتسنى رؤيتها

اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا

khaolita
2012-08-08, 19:11
موضوع مفيد حقا شكرا لك و جزاك الله خيرا

علي الجزائري
2012-08-08, 19:19
فتاوى حول العشر الأواخر وليلة القدر....

السؤال: جزاكم الله خيراً هذه الرسالة من الأخت منى عبد العزيز من مكة المكرمة تقول ما هي الليالي
التي تتحرى فيها ليلة القدر وما هو أفضل دعاء يقالفيها وما هي علاماته؟

الجواب

الشيخ: آخر الليالي التي ترجى فيها ليلة القدر هي ليلة سبع وعشرين ولكنها ليست هي ليلة قدر جزماً بل هي أرجأها ومع ذلك
فإن القول الراجح عند أهل العلم أن ليلة القدر تتنقل تارة تكون في ليلة إحدى وعشرين وتارة تكون في ليلة ثلاثة وعشرين وفي ليلة
خمس وعشرين وفي ليلة سبع وعشرين وفي ليلة تسع وعشرين وفي الأشفاع أيضاً قد تكون وقد أخفاها الله عز وجل عن عباده
بحكمتين عظيمتين إحداهما أن يتبين الجاد في طلبها الذي يجتهد في كل الليالي لعله يدركها ويصيبها فإنها لو كانت ليلة معينة
لم يجد الناس إلا في تلك الليلة فقط والحكمة الثانية أن يزداد الناس عملاً صالحاً يتقربون به إلي ربهم لينتفعو به أما أفضل دعاء يدعى
فيها فسؤال العفو كما في حديث عائشة أنها قالت يا رسول الله أريت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها قال
(قولي اللهم أنك عفو تحب العفو فاعف عني) فهذا من أفضل الأدعية التي تقال فيها
وأما علامتها فإنها أن تخرج الشمس صبيحتها صافية لا شعاع فيها وهذه علامة متأخرة وفيها علامات أخرى
كزيادة الأنوار زيادة النور فيها وطمأنينة المؤمن وراحته وانشراح صدره كل هذه من علامات ليلة القدر.

http://www.ibnothaim...icle_1949.shtml

---------------
السؤال: بارك الله فيكم من الرياض المستمع سعد بن تركي الخثلان المستمع الحقيقة لهمجموعة أسئلة
يقول أحب أن تعرضوها على فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين سؤالهالأول يقول فيه هل ليلة القدر ثابتة في ليلة معينة
من كل عام أم أنهاتنتقل من ليلة لأخرى من الليالي العشر في العام الآخر نرجو توضيح هذهالمسألة بالأدلة؟

الجواب


الشيخ: ليلة القدر لا شك أنها في رمضان لقول الله تعالى (إنا أنزلناه في ليلة القدر) وبين الله تعالى
في آية أخرى أن الله أنزل القرآن في رمضان فقال عز وجل (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) وكان النبي صلى الله
عليه وسلم يعتكف العشر الأول من رمضان يرجو ليلة القدر ثم اعتكف العشر الأوسط ثم رآها صلى الله عليه وسلم العشر
الأواخر من رمضان ثم تواطأت رؤيا عدد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنها في السبع الأواخر من رمضان فقال
أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر من رمضان فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر وهذا أقل ما قيل فيها
أي في حصرها في زمن معين وإذا تأملنا الأدلة الواردة في ليلة القدر تبين لنا أنها تنتقل من ليلة إلى أخرى وأنها لا تكون
في ليلة معينة كل عام فالنبي عليه الصلاة والسلام رأى ليلة القدر أو أوري ليلة القدر في المنام وأنه يسجد في صبيحتها في ماء
وطين وكانت تلك الليلة ليلة إحدى وعشرين وقال عليه الصلاة والسلام التمسوها في ليالي متعددة من العشر وهذا يدل على أنها
لا تنحصر في ليلة معينة وبهذا تجتمع الأدلة ويكون الإنسان في كل ليلة من ليال العشر يرجو أن يصادف ليلة القدر وثبوت
أجر ليلة القدر حاصل لمن قامها إيماناً واحتساباً سواء علم بها أم لم يعلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول من قامها إيماناً
واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ولم يقل إذا علم أنه قامها فلا يشترط في حصول ثواب ليلة القدر أن يكون العامل عالماً بها
بعينها ولكن من قام العشر الأواخر من رمضان كلها فإننا نجزم بأنه قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً سواء
في أول العشر أو في وسطها أو في أخرها نعم.

http://www.ibnothaim...icle_2084.shtml

----------------------

السؤال: بارك الله فيكم شيخ محمد العشرة الأواخر من شهر رمضان مزية عظيمة حبذا
لوتحدثتم عن هذا وكيف يكون شد المئزر الوارد في الحديث وما المقصود به ؟

الجواب
الشيخ: نعم العشر الأخيرة من رمضان فيها فضل عظيم لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخصها بالاعتكاف
ويخصها بالقيام كل الليل ويوقظ أهله فيها وفيها ليلة القدر التي هي خير من الف شهر فلا ينبغي للإنسان أن يضيعها
بالتجول في الأسواق هنا وهناك أو بالسهر في البيوت فيفوته في ذلك خير كثير وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف أول
الشهر العشرة الأولى منه ثم اعتكف العشرة الأوسط لرجاء ليلة القدر ثم قيل له إنها في العشر الأواخر فصار يعتكف العشر الأواخر
رجاء لهذه الليلة العظيمة وإني أحث أخواني على اغتنام الصلاة فيها مع الإمام وإلا ينصرفوا حتى ينتهي الإمام من صلاته لأنهم
بذلك يكتب لهم قيام ليلة والناس في مكة يصلون أول الليل بإمام وأخر الليل بإمام والإمام الذي يصلون به في أخر الليل يوتر
ويكون من الناس من يحب أن يصلي قيام الليل في أخر الليل مع الإمام الثاني فإذا أوتر مع الإمام الأول فإنه إذا سلم الإمام أتى
بركعة ليكون الوتر شفعاً ولا حرج عليه في ذلك فإن هذا نظير صلاة المقيم خلف الإمام المسافر إذا سلم الإمام المسافر عند
الركعتين قام فصلى ما بقي هكذا هذا الرجل الذي دخل مع الإمام الأول الذي يوتر أول الليل وهو يريد أن يقوم مع الإمام الثاني
الذي يقوم أخر الليل فإنه ينوي إذا قام الإمام الأول إلى الركعة الأخيرة الوتر ينوي أنه يريدها شفعاً فيصليها ركعتين ليكون أيتاره
مع الإمام الثاني في أخر الليل نعم

http://www.ibnothaim...icle_2112.shtml

علي الجزائري
2012-08-08, 19:22
السؤال:

جزاكم الله خيراً من الجزائر السائل ع ع يقول في بلدتنا نحي ليلة القدروذلك بالقيام بعد صلاة
المغرب بدقائق وتوزيع الأكل والثواب في المسجدويستمر القيام إلى طلوع الفجر فما حكم هذا العمل.


الجواب


الشيخ: هذا العمل غير صحيح أولاً لأن ليلة القدر لا تعلم عينها فلا يدرى أهي ليلة سبع وعشرين أو ثلاث وعشرين
أو خمس وعشرين أو تسع وعشرين أو إحدى وعشرين أو ليلة الثنتين وعشرين أو أربع وعشرين أو ست وعشرين
أو ثماني وعشرين أو ثلاثين لا يعلم بأي ليلة هي أخفاها الله تبارك وتعالى أخفى علمها عن عباده من أجل أن تكثر أعمالهم
في طلبها وليتبين الصادق ممن ليس بصادق والجاد ممن ليس بجاد فهي ليست ليلة سبع وعشرين بل هي في العشر الأواخر
من ليلة إحدى وعشرين إلى ليلة الثلاثين كل ليلة يحتمل أن تكون ليلة القدر فتخصيصها بسبع وعشرين خطأ هذا واحد ثانياً الاجتماع
على هذا الوجه الذي ذكره السائل ليس من عمل السلف الصالح وما ليس من عمل السلف الصالح فهو بدعة وقد حذر النبي
صلى الله عليه وعلى آله وسلم من البدع وقال (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) فعلى المسلمين في آخر الأمة أن ينظروا
ماذا صنع أول الأمة وليتأسوا بهم فإنهم على الصراط المستقيم وقد قال الإمام مالك رحمه الله لن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح
أولها فنصيحتي لإخواني هؤلاء أن لا يتعبوا أنفسهم ببدعة سماها الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ضلالة وأن ينفرد كل منهم
بعبادته من ليلة إحدى وعشرين إلى ثلاثين تحرياً لليلة القدر وأن يجتمعوا مع الإمام على ما كان الرسول صلى الله عليه
وعلى آله وسلم يفعله وقد كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يزيد على إحدى عشرة ركعة في رمضان ولا غيره كما قالت
ذلك أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها التي هي من أعلم الناس بحال الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين سألت كيف
كانت صلاة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في رمضان قالت كان لا يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشر ركعة
يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثاً وهذه الأربع والأربع يصليها
على ركعتين ركعتين يعني الأربع الأولى بتسليمتين والأربع الثانية بتسليمتين وليس كما توهمه بعض الناس أنه يجمع الأربع
بتسليمه واحدة فإن حديث عائشة نفسه ورد مفصلاً من طريق آخر أنه كان يصلي ركعتين ركعتين ومجمل حديثها يفسر بمفصله
وأيضاً قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (صلاة الليل مثنى مثنى) والأصل أن فعله لا يخالف قوله ولذلك نبين لإخواننا
ونعتقد أنه واجب علينا أن نبين أن الذين ظنوا أن معنى الحديث أنه يصلي أربعاً بتسليمه واحدة ثم يصلي أربعاً بتسليمه واحدة
لم يصيبوا في ظنهم بل صلاة الليل مثنى مثنى في رمضان وفي غيره فإذا قال قائل كيف قالت يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن
وطولهن ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن فالجواب أن الأربع الأولى متشابهة في الطول في القراءة و الركوع
والسجود والقعود متشابهة ثم يستريح بعدها قليلاً كما يفيده العطف بثم لأن ثم تدل على المهلة ثم يصلي أربعاً قد تكون مثل الأولى
وقد تكون أقل منها وقد تكون أكثر يعني في التطويل ثم يستريح ثم يصلي ثلاثاً هي الوتر وبهذه المناسبة أيضاً أود أن أنبه إخواني
الأئمة على مسألة قد يفعلها بعض الناس وهي أنه يصلي في رمضان بالناس القيام ثم يجعل القيام كله سرداً فيصلي تسع ركعات
فرداً لا يجلس إلا في الثامنة يتشهد ثم يقوم ويصلي التاسعة ويتشهد ويسلم محتجاً بأن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم
كان يفعل ذلك في وتره ونحن نؤيده على أنه ينبغي نشر السنة لكن نشر السنة كما وردت فهل قام النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
بأصحابه بهذا العدد إن كان هناك حديث فليرشدنا إليه ونحن له إن شاء الله متبعون وداعون ولكن لا يستطيع أن يثبت هذا
أن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلى بأصحابه هذا العدد بتسليم واحد وإذا لم يكن كذلك فإن الإنسان إذا صلى لنفسه غيره
إذا صلى لغيره ولهذا زجر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أطال الصلاة في الناس وقال إذا صلى لنفسه فليطول ما شاء
ولا يخفى على إنسان أن مثل هذا القيام يشق على الناس من يبقى طيل هذا القيام لا يحتاج إلى نقض الوضوء يعني إلى البول أو الغائط
أو غير ذلك قد يكون في الجماعة من يحتاج إلى هذا وقد يكون في الجماعة من له شغل يريد أن يصلي مع الإمام تسليمتين
وينصرف وقد يكون أشياء أخرى فيدخل هذا الفعل بما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم من التطويل ثم إن الناس
إذا جاءوا بعد أن كبر لهذا الوتر ماذا ينون أكثر الناس ينوي أنه تهجد لا وتر فيفوت الإنسان الذي دخل معه تفوته نية الوتر ويبقى
حيران فأنا أشكر كل إنسان يحب أن يطبق السنة بقوله وفعله وأرجو الله لي وله الثبات على ذلك لكن كوننا نطبق السنة على غير
ما وردت فهذا خطأ فنقول لإخواننا من صلى الوتر تسعاً على هذا الوصف في بيته كما فعل الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم
فقد أصاب السنة وأما من قام به في الناس فقد أخطأ السنة لأن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يفعله أبداً والعاقل البصير
يعرف أن هذا الدين يسر سهل فكيف نشق على الناس بسرد تسع ركعات ونشوش عليهم نيتهم ويبقى الناس بعد هذا متذبذبين
أننوي الوتر أو ننوي التهجد أو ماذا سبحان الله أسأل الله أن يوفقني وإخواني المسلمين لإتباع الهدى
واجتناب الهوى وأن يهدينا صراط المستقيم.

http://www.ibnothaim...icle_4210.shtml

علي الجزائري
2012-08-08, 19:27
السؤال:
المستمع من كلية الهندسة جامعة بغداد فائز فرج عبد الرزاق يقول في الآيةالكريمة
(ليلة القدر خير من ألف شهر) لا أفهم كيف تكون ليلة القدر خير منألف شهر
أرجو توضيح لهذا المعنى؟


الجواب


الشيخ: توضيح قوله تعالى ليلة القدر خير من ألف شهر أن الله سبحانه وتعالى بفضله وكرمه جعل هذه الليلة
في فضلها وكثرة ثواب العمل فيها خيراً من ألف شهر بمعنى أن الإنسان لو عمل عملاً صالحاً ألف شهر ليس فيه
ليلة القدر كانت ليلة القدر خيراً منه لما فيها من الثواب العظيم الجليل والخير والبركات

http://www.ibnothaim...icle_6601.shtml


-------------
حول رؤية ليلة القدر

هل ترى ليلة القدر عيانا أي أنها ترى بالعين البشرية المجردة؟ حيث أن بعضالناس يقولون: إن الإنسان إذا استطاع رؤية ليلة القدر يرى نورا في السماءونحو هذا، وكيف رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان اللهعليهم أجمعين؟ وكيف يعرف المرء أنه قد رأى ليلة القدر؟ وهل ينال الإنسانثوابها وأجرها وإن كانت في تلك الليلة التي لم يستطع أن يراها فيها؟ نرجوتوضيح ذلك مع ذكر الدليل.


قد ترى ليلة القدر بالعين لمن وفقه الله سبحانه وذلك برؤية أماراتها، وكان الصحابة رضي الله عنهم يستدلون عليها بعلامات ولكن عدم رؤيتها لا يمنع حصول فضلها لمن قامها إيمانا واحتسابا، فالمسلم ينبغي له أن يجتهد في تحريها في العشر الأواخر من رمضان كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم طلبا للأجر والثواب فإذا صادف قيامه إيمانا واحتسابا هذه الليلة نال أجرها وإن لم يعلمها قال صلى الله عليه وسلم: ((من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه))، وفي رواية أخرى: ((من قامها ابتغاءها ثم وقعت له غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر))[1] وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على أن من علاماتها طلوع الشمس صبيحتها لا شعاع لها، وكان أبي بن كعب يقسم على أنها ليلة سبع وعشرين ويستدل بهذه العلامة، والراجح أنها متنقلة في ليالي العشر كلها، وأوتارها أحرى، وليلة سبع وعشرين آكد الأوتار في ذلك، ومن اجتهد في العشر كلها في الصلاة والقرآن والدعاء وغير ذلك من وجوه الخير أدرك ليلة القدر بلا شك وفاز بما وعد الله به من قامها إذا فعل ذلك إيمانا واحتسابا.
والله ولي التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه
.
[1] البخاري (4 / 221)، ومسلم برقم (760).
مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء السادس

علي الجزائري
2012-08-08, 19:30
العشر الأواخر في رمضان للشيخ سعد بن ناصر (http://download.media.islamway.net/lessons/sa3adBinNaser/204_S23dFeqhSyam/18.mp3)
الشثري حفظه الله (http://download.media.islamway.net/lessons/sa3adBinNaser/204_S23dFeqhSyam/18.mp3)


محتويات الشريط

- فضائل العشر الأواخر من رمضان.
- اعتكاف النبي صلى الله عليه وسلم.
- بدع العشر الأواخر.
- من الأعمال الصالحة في العشر الأواخر.
- وقت بدء الاعتكاف ونهايته.
- صفة قيام الليل "إحياء الليل" .
- الأمور المرغبة في الأعمال الصالحة.
- الحرص على ما يطاق من العمل.
- حكم عقد النكاح في رمضان.

تحميل (http://download.media.islamway.net/lessons/sa3adBinNaser/204_S23dFeqhSyam/18.mp3)

علي الجزائري
2012-08-08, 19:41
بسم الله الرحمن الرحيم


أهل الأهواء والبدع محرومين من الانتفاع بالدعاء الوارد في ليلة القدر
-اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني) للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: " قُلْتُ يَا رَسُولَ اَللَّهِ : أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيَّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ اَلْقَدْرِ,
مَا أَقُولُ فِيهَا? قَالَ: " قُولِي: اَللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ اَلْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي " " رَوَاهُ اَلْخَمْسَةُ, غَيْرَ أَبِي دَاوُدَ,
وَصَحَّحَهُ اَلتِّرْمِذِيُّ, وَالْحَاكِمُ (1).

الشرح :
قولها ( أرأيت ) : معناها أخبرني إن علمت
( ما) هنا استفهامية
اللهم : يعني يا الله حذفت يا النداء وعوضت عنها الميم والميم تفيد الجمع
قوله ( إنك عفو تحب العفو ) هذا توسل لله عز وجل بهذا الاسم والصفة
العفوّ : هو المتجاوز عن سيئات عباده سواء كان ذلك بالعفو عن ترك واجب أو بالعفو
عن فعل محرم لأن استحقاق الذنوب يكون بأمرين إما بترك واجب وإما بفعل محرم


فوائد الحديث :

أن ليلة القدر يمكن العلم بها لقولها ( إن علمت ليلة القدر ) وجه الدلالة أن النبي صلى الله عليه وسلم
أقرها على ذلك ولم يقل إنها لا تعلم
.
حرص عائشة رضي الله عنها على اغتنام هذه الليلة المباركة حيث قالت (أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيَّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ اَلْقَدْرِ,
مَا أَقُولُ فِيهَا؟ ) لتغتنم هذه الفرصة .

أنه ينبغي للإنسان أن يسأل العالم عما يخفى عليه

أن الدعاء يطلق عليه اسم القول لكنه قول مع الله وخطاب مع الله ، ولهذا لو دعى
الإنسان في صلاته ربه لم تبطل صلاته لأنه يناجي ربه بخلاف سؤال الغير فإن الصلاة تبطل به .

إثبات اسم العفو لله عز وجل لقوله ( إنك عفو

إثبات المحبة لله لقوله ( تحب العفو ).

بيان كرم الله عز وجل وأن العفو أحب إليه من الإنتقام لأن رحمته سبقت غضبه فهو جل وعلا
يحب العفو ، لذلك كان يعرض التوبة على عباده " إن الله يبسط يده بالنهار ليتوب مسيئ الليل ويبسط
يده بالليل ليتوب مسيء النهار

الرد على أهل التعطيل الذين يمنعون الأفعال الاختيارية لله عز وجل لقوله ( تحب ) ( فاعفو عني ) .

جواز التوسل بأسماء الله وصفاته لقوله ( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عني ) وهذا أحد أنواع التوسل
وقد مر علينا أنه ستة أنواع والسابع يمكن أن يجعل .

الرد على المتصوفة الذين يقولون لا حاجة إلى الدعاء ويقولون إما بلسان المقال أو بلسان الحال :
علمه بحالي يكفي عن سؤالي وهذا إبطال صريح لقوله تعالى " ادعوني استجب لكم " .

احتقار الإنسان نفسه لأنه في هذه الليلة الذي كان من المتوقع أن يسأل خيرا وفضلا ذهب يسأل
العفو سؤال المسرف الجاني على نفسه .


الردّ على الفلاسفة الذين يقولون إنه لا حاجة إلى الدعاء لأن هذا المطلوب إن كان مكتوب أتاك
من غير دعاء وإن كان غير مكتوب لم يأتك ولو بدعاء ، فنقول إن هذا القول يبطل قول الله تعالى
" ادعوني استجب لكم " وأيضا يبطل الواقع فإن كثيرا من المرضى يسألون الله عزوجل فيشفون وكثير ممن واقعون
في هلكة فيسألون الله تعالى فيستجيب لهم ، ونقول لهم إن هذا الشيء حاصل بالدعاء وأنت قد كتب عليك أن تدعو
وأن يأتيك المطلوب هذا أمر لابد منه .

_المصدر : شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام - (1 / -122-123) للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

منقول

أبو عبد الرحمن الجزائري
2012-08-08, 19:44
أسأل الله تعالـى أن ينفع بما كتبت أخي علي و بارك الله فيك..اللهم بلغنا ليلة القدر ..
ولا يلزم أن يعلم من أدرك وقامها ليلة القدر أنه أصابها ، وإنما العبرة بالاجتهاد والإخلاص ، سواء علم بها أم لم يعلم ، وقد يكون بعض الذين لم يعلموا بها أفضل عند الله تعالى وأعظم درجة ومنزلة ممن عرفوا تلك الليلة وذلك لاجتهادهم.
نسأل الله أن يتقبّل منا الصيام والقيام وأن يُعيننا فيه على ذكره وشُكْره وحُسْن عبادته.وصلى الله على نبينا محمد .

علي الجزائري
2012-08-08, 19:44
فضل الاعتكاف وأعمال العشر الأواخر من رمضان (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1049021)

http://files2.fatakat.com/2010/11/12905287741543.gif

من رسالة " قيام رمضان " للشيخ الألباني رحمه الله تعالى منقولة من شبكة الإمام الآجري http://www.welcome2net.com/forum/data/thumbnails/1/Arabmobile_0425a.gif


مشروعيته :
1- والاعتكاف سنة في رمضان وغيره من أيام السنة ، والأصل في ذلك قوله تعالى : {وأنتم عاكفون في المساجد} ، مع توارد الأحاديث الصحيحة في اعتكافه -صلى الله عليه وسلم-، وتواتر الآثار عن السلف بذلك ، وهي مذكورة في "المصنف" لابن أبي شيبة وعبد الرزاق ( 1 ).
وقد ثبت أن النبي- صلى الله عليه وسلم- اعتكف آخر العشر من شوال ( 2 ) ، وأن عمر-رضي الله عنه- قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: كنت نذرت في الجاهلية أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام ؟ قال : فأوف بنذرك ، ( فاعتكف ليلةً ) (3 ) .
2- وآكَدُه في رمضان لحديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعتكف في كل رمضان عشرة أيام ، فلما كان العام الذي قُبِضَ فيه اعتكف عشرين يوماً( 4 ) .
3- وأفضله آخر رمضان ، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل ( 5 ).
http://www.welcome2net.com/forum/data/thumbnails/1/Arabmobile_0425a.gif

* شروطه :
1- ولا يشرع إلا في المساجد لقوله تعالى : {ولا تباشروهن ( 6 ) وأنتم عاكفون في المساجد}(7 )، وقالت السيدة عائشة-رضي الله عنها- :
( السنة في المعتكف أن لا يخرج إلا لحاجته التي لا بد له منها ، ولا يعود مريضاً ، ولا يمس أمراته ،
ولا يباشرها ، ولا اعتكاف إلا في مسجد جماعة ، والسنة فيمن اعتكف أن يصوم ) ( 8 ) .
2- وينبغي أن يكون مسجداً جامعاً لكي لا يضطر للخروج منه لصلاة الجمعة ، فإن الخروج لها واجب عليه ، لقول عائشة في رواية عنها في حديثها : (...ولا اعتكاف إلا في مسجد جامع)( 9 ).
ثم وقفت على حديث صحيح صريح يُخصص ( المساجد ) المذكورة في الآية بالمساجد الثلاثة : المسجد الحرام ، والمسجد النبوي ، والمسجد الأقصى ، وهو قوله -صلى الله عليه وسلم-: لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة( 10 ) .
وقد قال به من السلف فيما اطلعت حذيفة بن اليمان ، وسعيد بن المسيب ، وعطاء ، إلا أنه لم يذكر المسجد الأقصى ، وقال غيرهم بالمسجد الجامع مطلقاً ، وخالف آخرون فقالوا : ولو في مسجد بيته .
ولا يخفى أن الأخذ بما وافق الحديث منها هو الذي ينبغي المصير إليه ، والله سبحانه وتعالى أعلم .
3- والسنة فيمن اعتكف أن يصوم كما تقدم عن عائشة رضي الله عنها ( 11 ) .
http://www.welcome2net.com/forum/data/thumbnails/1/Arabmobile_0425a.gif


* ما يجوز للمعتكف :
1-ويجوز له الخروج منه لقضاء الحاجة ، وأن يخرج رأسه من المسجد لِيُـغْسَلَ ويُسَرَّح ، قالت عائشة -رضي الله عنها- :
( وإن كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليدخل علَيَّ رأسَه وهو ( معتكف ) في المسجد ، ( وأنا في حجرتي ) فأُرَجلُــهُ ، ( وفي رواية : فأغسله وإن بيني وبينه لعتبة الباب وأنا حائض ) ، وكان لا يدخل البيت
إلا لحاجة ( الإنسان ) ، إذا كان معتكفاً ) ( 12 ) .
2- ويجوز للمعتكف وغيره أن يتوضأ في المسجد لقول رجل خدم النبي -صلى الله عليه وسلم-: توضأ النبي -صلى الله عليه وسلم-في المسجد وضوأً خفيفاً ( 13 ).
3- وله أن يتخذ خيمة صغيرة في مؤخرة المسجد يعتكف فيها ، لأن عائشة رضي الله عنها كانت تضرب للنبي -صلى الله عليه وسلم- خِـبَاءً ( 14 ) إذا اعتكف ، وكان ذلك بأمره -صلى الله عليه وسلم-(15 ).

واعتكف مرة في قُبَّةٍ تُركيَّةٍ (16 ) على سُدَّتِها حصير ( 17 ) .
http://www.welcome2net.com/forum/data/thumbnails/1/Arabmobile_0425a.gif

* إباحة اعتكاف المرأة وزيارتها زوجها في المسجد :
4- ويجوز للمرأة أن تزور زوجها وهو في معتكفه ، وأن يودعها إلى باب المسجد لقول صفية رضي الله عنها : " كان النبي -صلى الله عليه وسلم- معتكفاً (في المسجد في العشر الأواخر من رمضان) فأتيته أزوره ليلاً ، (وعنده أزواجه ، فَرُحْنَ) ، فحدثتُـهُ (ساعة) ، ثم قمت لأنقلبَ ، (فقال : لا تعجلي حتى أنصرف معك) ، فقام معي ليقلبني ، وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد (حتى إذا كان عند باب المسجد الذي عند باب أم سلمة) ، فمر رجلان من الأنصار ، فلما رأيا النبي -صلى الله عليه وسلم- أسرعا ، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: على رسْـلِكُما ؛ إنها صفية بنت حيي ، فقالا : سبحان الله ! يا رسول الله ! قال : إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم ، وإني خشيتُ أن يقذف في قلوبكما شراً ، أو قال : شيئاً ( 18 ).
بل يجوز لها أن تعتكف مع زوجها ، أو لوحدها لقول عائشة رضي الله عنها :
(اعتكفتْ مع رسول الله رامرأة مستحاضة (وفي رواية أنها أم سلمة) من أزواجه ، فكانت ترى الحمرة والصفرة ، فربما وضعنا الطَّسْت تحتها وهي تصلي) ( 19 ).


وقال أيضاً :
(كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله،ثم اعتكف أزواجه من بعده) ( 20 ).
قلت : وفيه دليل على جواز اعتكاف النساء أيضاً ، ولا شك أن ذلك مقيد بإذن أوليائهن بذلك ، وأمن الفتنة والخلوه مع الرجال ؛ للأدلة الكثيرة في ذلك ، والقاعدة الفقهية : درء المفاسد مقدم على جلب المصالح .
5* ويبطله الجماع لقوله تعالى : {ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد}.
وقال ابن عباس :
(إذا جامع المعتكف بطل اعتكافه ، وأستأنف) ( 21 ).
ولا كفارة عليه لعدم ورود ذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه .
وسبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك
اقتباس:

(1 ) (http://www.akssa.org/vb/#_ftnref1) : كان هنا في الطبعة السابقة حديث في فضل " من اعتكف يوماً . . " فحذفته ؛ لأنه تبين لي ضعفه ، بعد أن خرجته وتكلمت عليه بتفصيل في "سلسلة الأحاديث الضعيفة" (5347) ، فكشفت فيه عن علته التي كانت خفيت علي ، وعلى الهيثمي قبلي !
(2 ) (http://www.akssa.org/vb/#_ftnref2) : هو قطعة من حديث لعائشة ، رواه الشيخان وابن خزيمة في "صحاحهم" ، وهو مخرج في "صحيح أبي داود" (2127) .
( 3 ) (http://www.akssa.org/vb/#_ftnref3) : رواه الشيخان وابن خزيمة ، والزيادة للبخاري في رواية كما في "مختصره" (995) ، وهو مخرج في "صحيح أبي داود" أيضاً
(2136-2137) .
( 4 ) (http://www.akssa.org/vb/#_ftnref4) : رواه البخاري وابن خزيمة في "صحيحيهما" ، وهو مخرج في المصدر السابق (2126-2130) .
( 5) (http://www.akssa.org/vb/#_ftnref5) : رواه الشيخان وابن خزيمة (2223) ، وهو مخرج في "الإرواء" (966) و "صحيح أبي داود" (2125) .
( 6 ) (http://www.akssa.org/vb/#_ftnref6) : أي لا تجامعوهن . قال ابن عباس : المباشرة والملامسة والمس جماع كله ، ولكن الله عز وجل يكني ما شاء بما شاء . رواه البيهقي (4/321) بسند رجاله ثقات .
(7) (http://www.akssa.org/vb/#_ftnref7) : ( البقرة : 187 ) ، قد استدل الإمام البخاري على ما ذكرناه بهذه الآية . قال الحافظ : ( ووجه الدلالة من الآية أنه لو صح في غير المسجد لم يخص تحريم المباشرة به ، لأن الجماع مناف للاعتكاف بالإجماع ، فعلم من ذكر المساجد أن المراد أن الاعتكاف لا يكون إلا في فيها ) .
( 8 ) (http://www.akssa.org/vb/#_ftnref8) : رواه البيهقي بسند صحيح ، وأبو داود بسند حسن ، والراوية الآتية عن عائشة له ، وهو مخرج في "صحيح أبي داود" (2135) و "الإرواء" (966) .
( 9 ) (http://www.akssa.org/vb/#_ftnref9) : روى البيهقي عن ابن عباس قال : إن أبغض الأمور إلى الله البدع ، وإن من البدع الاعتكاف في المساجد التي في الدور .
(10 ) (http://www.akssa.org/vb/#_ftnref10) : أخرجه الطحاوي والإسماعيلي والبيهقي بإسناد صحيح عن حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه ، وهو مخرج في "الصحيحة" (رقم 2786) ، مع الآثار الموافقة له مما ذكرنا أعلاه ، وكلها صحيحة .
( 11) (http://www.akssa.org/vb/#_ftnref11) : رواه البيهقي بسند صحيح ، وأبو داود بسند حسن ، وقال الإمام ابن القيم في "زاد المعاد" : ( ولم ينقل عن النبي rأنه اعتكف مفطراً ، بل قد قالت عائشة : لا اعتكاف إلا بصوم ، ولم يذكر سبحانه الاعتكاف إلا مع الصوم ، ولا فعله rإلا مع الصوم ، فالقول الراجح في الدليل الذي عليه جمهور السلف أن الصوم شرط في الاعتكاف وهو الذي كان يرجحه شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية ) .
قلت : ويترتب عليه أنه لا يشرع لمن قصد المسجد للصلاة أو غيرهما أن ينوي الاعتكاف مدة لبثه فيه ، وهو ما صرح به شيخ الإسلام في "الاختيارات" .
( 12 ) (http://www.akssa.org/vb/#_ftnref12) : رواه الشيخان ، وابن ابي شيبة ، وأحمد ، والزيادة الأولى لهما ، وهو مخرج في "صحيح أبي داود" (2131-2132) .
( 13) (http://www.akssa.org/vb/#_ftnref13) : رواه البيهقي بسند جيد ، وأحمد (5/364) مختصراً بسند صحيح .
(14 ) (http://www.akssa.org/vb/#_ftnref14) : الخِـباء أحد بيوت العرب من وَبَرٍ أو صوف ولا يكون من شعَر ، ويكون على عمودين أو ثلاثة . "نهاية" .
( 15 ) (http://www.akssa.org/vb/#_ftnref15) : رواه الشيخان من حديث عائشة ، وفعلها للبخاري ، والأمر لمسلم ، وتقدم تخريجه (ص34) التعليق (2) .
( 16 ) (http://www.akssa.org/vb/#_ftnref16) : أي قبة صغيرة .
والسّدة كالظـلّة على الباب لتقي الباب من المطر ، والمراد أنه وضع قطعة حصير على سدتها لئلا يقع فيها نظرُ أحد كما قال السندي ، وأوْلى أن يقال : لكي لا ينشغل بالُ المعتكف بمن قد يمر أمامه تحصيلاً لمقصود الاعتكاف وروحِه ، كما قال الإمام ابن القيم : ( عكس ما يفعله الجهال من اتخاذ المُـعْـتَـكَـفِ موضعَ عِشْرةٍ ومجلبة الزائرين وأخذهم بأطراف الأحاديث بينهم ، فهذا لون ، والاعتكاف النبوي لون ، والله الموفق ) .
( 17 ) (http://www.akssa.org/vb/#_ftnref17) : هو طرف من حديث لأبي سعيد الخدري ، رواه مسلم وابن خزيمة في "صحيحيهما" وهو مخرج في "صحيح أبي داود"(1251).
( 18) (http://www.akssa.org/vb/#_ftnref18) : أخرجه الشيخان ، وأبو داود ، والزيادة الأخيرة له ، وهو مخرج في "صحيح أبي داود" (2133و2134) .
(19 ) (http://www.akssa.org/vb/#_ftnref19) : رواه البخاري وهو مخرج في "صحيح أبي داود" (2138) ، والرواية الأخرى لسعيد بن منصور كما في "الفتح" (4/281) لكن سماها الدارمي (1/22) : ( زينب ) . والله أعلم .
( 20) (http://www.akssa.org/vb/#_ftnref20) : أخرجه الشيخان وغيرهما ، وسبق تخريجه (ص35) التعليق رقم (2) .
(21) (http://www.akssa.org/vb/#_ftnref21) : رواه ابن أبي شيبة (3/92) وعبد الرزاق (4/363) بسند صحيح . والمراد من قوله : ( استأنف ) أي أعاد اعتكافه ) .
.

يُتبع إن شاء الله تعالى

علي الجزائري
2012-08-08, 19:44
الاعتكاف وبعض أحكامه
http://www.welcome2net.com/forum/data/thumbnails/1/Arabmobile_0425a.gif

ماهو الاعتكاف، وإذا أراد الإنسان أن يعتكف فماذا عليه أن يفعل، وماذا عليه أن يمتنع، وهل يجوز للمرأة أن تعتكف في البيت الحرام، وكيف يكون ذلك؟
http://www.welcome2net.com/forum/data/thumbnails/1/Arabmobile_0425a.gif

الاعتكاف عبادة وسنة والأصل أن يكون في رمضان، في أي مسجد تقام فيه الجماعة، كما قال تعالى: ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد، فلا مانع من الاعتكاف في المسجد الحرام والمسجد المدني للرجل والمرأة، إذا كان لا يضر المصلين ولا يؤذي أحداً فلا بأس بذلك، والمعتكف يلزم معتكفه ويكثر من ذكر الله والعبادة، ولا يخرج إلا لحاجة الإنسان كالبول والغائط ونحو ذلك، أو لحاجة الطعام إذا كان ما تيسر له أن يأتي بالطعام، يخرج لحاجته، فكان النبي يخرج لحاجته عليه الصلاة والسلام، ولا يجوز للمرأة أن يأتيها زوجها وهي في الاعتكاف، وكذلك المعتكف لا يجوز له أن يأتي زوجته وهو معتكف، لأن الله قال: ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد، والأفضل له ألا يتحدث مع الناس كثيراً، بل يلتزم العبادة والطاعة لكن لو زاره بعض إخوانه أو زار المرأة بعض محارمها أو بعض أخواتها في الله تتحدث معهم فلا بأس، كان النبي - صلى الله عليه وسلم-يزوره نساؤه وهو معتكف ويتحدث معهن ثم ينصرفن لا حرج في ذلك. إذن الاعتكاف هو لزوم المسجد؟ لزوم المسجد لطاعة الله جل وعلا، سواء قليل أو كثير لا يتحدد بيوم ولا بيومين ليس له حد محدود ليس في القلة ولا في الكثرة على الصحيح. وهو مشروع كما تفضلتم؟ عبادة مشروعة؛ إلا نذر صار لازماً بالنذر. وفي حق الرجل والمرأة سواء؟ نعم، ولا يشترط أن يكون معه صوم على الصحيح، لو اعتكف الرجل وهو مفطر فلا بأس في غير رمضان

ابن باز رحمه الله رحمة واسعة.

علي الجزائري
2012-08-08, 19:45
ورد في كتاب لطائف المعارف فيما للمواسم من وظائف:
"و أما العمل في ليلة القدر فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : [ من قام ليلة القدر إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ] و قيامها إنما هو إحياؤها بالتهجد فيها و الصلاة و قد أمر عائشة بالدعاء فيها أيضا قال سفيان الثوري الدعاء في تلك الليلة أحب إلي من الصلاة قال : "و إذا كان يقرأ و هو يدعو و يرغب إلى الله في الدعاء و المسألة لعله يوافق" انتهى
و مراده أن كثرة الدعاء أفضل من الصلاة التي لا يكثر فيها الدعاء و إن قرأ و دعا كان حسنا و قد كان النبي صلى الله عليه و سلم يتهجد في ليالي رمضان و يقرأ قراءة مرتلة لا يمر بآية فيها رحمة إلا سأل و لا بآية فيها عذاب إلا تعوذ فيجمع بين الصلاة و القراءة و الدعاء و التفكر و هذا أفضل الأعمال و أكملها في ليالي العشر و غيرها و الله أعلم و قد قال الشعبي في ليلة القدر : ليلها كنهارها و قال الشافعي في القديم : استحب أن يكون اجتهاده في نهارها كاجتهاده في ليلها و هذا يقتضي استحباب الإجتهاد في جميع زمان العشر الأواخر ليله و نهاره و الله أعلم المحبون تطول عليهم الليالي فيعدونها غدا لانتظار ليالي العشر في كل عام فإذا ظفروا بها نالوا مطلوبهم و خدموا محبوبهم
( قد مزق الحب قميص الصبر ... و قد غدوت حائرا في أمري )
( آه على تلك الليالي الغر ... ما كن إلا كليالي القدر )
( إن عدن لي من بعد هذا الهجر ... وفيت لله بكل نذر )
( و قام بالحمد خطيب شكري )
رياح هذه الأسحار تحمل أنين المذنبين و أنفاس المحبين و قصص التائبين ثم تعود برد الجواب بلا كتاب
( أعلمتمو أن النسيم إذا سرى ... حمل الحديث إلى الحبيب كما جرى )
( جهل الحبيب بأنني في حبهم ... سهر الدجى عندي ألذ من الكرى )
فإذا ورد يريد برد السحر بحمل ملطفات الألطاف لم يفهمها غير من كتبت إليه
( نسيم صبا نجد متى جئت حاملا ... تحيتهم فاطو الحديث عن الركب )
( و لا تذع السر المصون فإنني ... أغار على ذكر الأحبة من صحبي )
يا يعقوب الهجر قد هبت ريح يوسف الوصل فلو استنشقت لعدت بعد العمى بصيرا و لوجدت ما كنت لفقده فقيرا
( كان لي قلب أعيش به ... ضاع مني في تقلبه )
( رب فاردده علي فقد ... عيل صبري في تطلبه )
( و أغثني ما دام بي رمق ... يا غياث المستغيث به )
لو قام المذنبون في هذه الأسحار على أقدام الإنكسار و رفعوا قصص الإعتذار مضمونها : { يا أيها العزيز مسنا و أهلنا الضر و جئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل و تصدق علينا } لبرز لهم التوقيع عليها : { لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم و هو أرحم الراحمين }
( أشكو إلى الله كما قد شكى ... أولاد يعقوب إلى يوسف )
( قد مسني الضر و أنت الذي ... تعلم حالي و ترى موقفي )
( بضاعتي المزجاة محتاجة ... إلى سماح من كريم وفي )
( فقد أتى المسكين مستمطرا ... جودك فارحم ذله و اعطف )
( فاوف كيلي و تصدق على ... هذا المقل البائس الأضعف )
قالت عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه و سلم : أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها قال : [ قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ] العفو من أسماء الله تعالى و هو يتجاوز عن سيئات عباده الماحي لأثارهم عنهم و هو يحب العفو فيحب أن يعفو عن عباده و يحب من عباده أن يعفو بعضهم عن بعض فإذا عفا بعضهم عن بعض عاملهم بعفوه و عفوه أحب إليه من عقوبته و كان النبي صلى الله عليه و سلم يقول : [ أعوذ برضاك من سخطك و عفوك من عقوبتك ] قال يحيى بن معاذ : لو لم يكن العفو أحب الأشياء إليه لم يبتل بالذنب أكرم الناس عليه يشير إلى أنه ابتلى كثيرا من أوليائه و أحبابه بشيء من الذنوب ليعاملهم بالعفو فإنه يحب العفو قال بعض السلف الصالح : لو علمت أحب الأعمال إلى الله تعالى لأجهدت نفسي فيه فرأى قائلا يقول له في منامه : إنك تريد ما لا يكون إن الله يحب أن يعفو و يغفر و إنما أحب أن يعفو ليكون العباد كلهم تحت عفوه و لا يدل عليه أحد منهم بعمل و قد جاء في [ حديث ابن عباس مرفوعا : إن الله ينظر ليلة القدر إلى المؤمنين من أمة محمد صلى الله عليه و سلم فيعفو عنهم و يرحمهم إلا أربعة : مدمن خمر و عاقا و مشاحنا و قاطع رحم ] لما عرف العارفون بجلاله خضعوا و لما سمع المذنبون بعفوه طمعوا ما تم إلا عفو الله أو النار لولا طمع المذنبين في العفو لاحترقت قلوبهم باليأس من الرحمة و لكن إذا ذكرت عفو الله استروحت إلى برد عفوه .كان بعض المتقدمين يقول في دعائه : اللهم إن ذنوبي قد عظمت فجلت عن الصفة و إنها صغيرة في جنب عفوك فاعف عني و قال آخر منهم : جرمي عظيم و عفوك كثير فاجمع بين جرمي و عفوك يا كريم.
يا كبير الذنب عفو الله من ذنبك أكبر ,أكبر الأوزار في جنب عفو الله يصغر و إنما أمر بسؤال العفو في ليلة القدر بعد الإجتهاد في الأعمال فيها و في ليالي العشر لأن العارفين يجتهدون في الأعمال ثم لا يرون لأنفسهم عملا صالحا و لا حالا و لا مقالا فيرجعون إلى سؤال العفو كحال المذنب المقصر قال يحيى بن معاذ : ليس بعارف من لم يكن غاية أمله من الله العفو
( إن كنت لا أصلح للقرب ... فشأنك عفو عن الذنب )
كان مطرف يقول في دعائه : اللهم ارض عنا فإن لم ترض عنا فاعف عنا من عظمت ذنوبه في نفسه لم يطمع في الرضا و كان غاية أمله أن يطمع في العفو و من كملت معرفته لم ير نفسه إلا في هذه المنزلة
( يا رب عبدك قد أتا ... ك و قد أساء و قد هفا )
( يكفيه منك حياؤه ... من سوء ما قد أسلفا )
( حمل الذنوب على الذنو ... ب الموبقات و أسرفا )
( و قد استجار بذيل عفو ... ك من عقابك ملحفا )
( رب اعف و عافه ... فلأنت أولى من عفا )" انتهى.

النقل من الآجري سدد الله القائمين عليها

علي الجزائري
2012-08-08, 19:45
مطوية العشر الأواخر من رمضان
للشيخ سالم العجمي حفظه الله تعالى
التحميل :
[ هنا (https://www.box.com/shared/mqmoqdxc262eml6qh4ml)]

علي الجزائري
2012-08-08, 19:46
الأعمال الخاصة بالعشر الأواخر من رمضان
http://www.welcome2net.com/forum/data/thumbnails/1/Arabmobile_0425a.gif

كان النبي يخص العشر الأواخر من رمضان بأعمال لا يعلمها في بقية الشهر:

فمنها: إحياء الليل؛ فيحتمل أن المراد إحياء الليل كله، ففي حديث عائشة قالت: { كان النبي يخلط العشرين بصلاة ونوم، فإذا كان العشر - يعني الأخير - شمّر وشدّ المئزر } [رواه أحمد]. ويحتمل أن يريد بإحياء الليل إحياء غالبه، ويؤيده ما في صحيح مسلم عن عائشة، قالت: { ما أعلمه قام ليلة حتى الصباح }.
ومنها: أن النبي كان يوقظ أهله للصلاة في ليالي العشر دون غيره من الليالي، قال سفيان الثوري: أحب إليّ إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل، ويجتهد فيه، ويُنهض أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك. وقد صح عن النبي أنه كان يطرق فاطمة وعلياً ليلاً فيقول لهما: { ألا تقومان فُتصليان } [رواه البخاري ومسلم].

وكان يوقظ عائشة بالليل إذا قضى تهجده وأراد أن يُوتر. وورد الترغيب في إيقاظ أحد الزوجين صاحبه للصلاة، ونضح الماء في وجهه. وفي الموطأ أن عمر بن الخطاب كان يصلي من الليل ما شاء الله أن يصلي، حتى إذا كان نصف الليل أيقظ أهله للصلاة، يقول لهم: الصلاة الصلاة، ويتلو هذه الآية: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا [طه:132].
وكانت امرأة أبي محمد حبيب الفارسي تقول له بالليل: ( قد ذهب الليل وبين أيدينا طريق بعيد، وزادنا قليل، وقوافل الصالحين قد سارت قدامنا، ونحن قد بقينا ).


يا نائماً بالليل كم ترقد *** قم ياحبيبي قد دنا الموعد


وخُذ من الليل وأوقاته *** ورِداً إذا ما هجع الرّقد


من نام حتى ينقضي ليله *** ثم يبلغ المنزل أو يجهد

ومنها: أن النبي كان يشدّ المئزر. واختلفوا في تفسيره ؛ فمنهم من قال: هو كناية عن شدة جدِّه واجتهاده في العبادة، وهذا فيه نظر، والصحيح أن المراد اعتزاله للنساء، وبذلك فسره السلف والأئمة المتقدمون منهم سفيان الثوري، وورد تفسيره بأنه لم يأوِِ إلى فراشه حتى ينسلخ رمضان. وفي حديث أنس: {وطوى فراشه، واعتزل النساء }.
وقد قال طائفة من السلف في تفسير قوله تعالى: فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ [البقرة:187]: إنه طلب ليلة القدر. والمعنى في ذلك أن الله تعالى لما أباح مباشرة النساء في ليالي الصيام إلى أن يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، أمر مع ذلك بطلب ليلة القدر؛ لئلا يشتغل المسلمون في طول ليالي الشهر بالاستماع المباح، فيفوتهم طلب ليلة القدر، فأمر مع ذلك بطلب ليلة القدر بالتهجد من الليل، خصوصاً في الليالي المرجو فيها ليلة القدر، فمن ها هنا كان النبي يصيب من أهله في العشرين من رمضان، ثم يعتزل نساءه ويتفرغ لطلب ليلة القدر في العشر الأواخر.

ومنها: تأخيره للفطور إلى السحر: رُوي عنه من حديث عائشة وأنس أنه كان في ليالي العشر يجعل عشاءه سحوراً. ولفظ حديث عائشة: { كان رسول الله إذا كان رمضان قام ونام، فإذا دخل العشر شدّ المئزر، واجتنب النساء، واغتسل بين الأذانين، وجعل العشاء سحوراً } [رواه ابن أبي عاصم]. وعن أبي سعيد الخدري، عن النبي ، قال: { لا تواصلوا، فأيكم أراد أن يواصل فليواصل إلى السحر }، قالوا: فإنك تواصل يا رسول الله؟ قال: { إني لست كهيئتكم، إني أبيت لي مُطعم يُطعمني وساقٍ يسقيني } [رواه البخاري].

وظاهر هذا يدل على أنه كان يواصل الليل كله، وقد يكون إنما فعل ذلك لأنه رآه أنشط له على الاجتهاد في ليالي العشر، ولم يكن ذلك مضعفاً له عن العمل؛ فإن الله كان يطعمه ويسقيه.

ومنها: اغتساله بين العشاءين، وقد تقدم من حديث عائشة: { واغتسل بين الأذانين } والمراد: أذان المغرب والعشاء، قال ابن جرير: كانوا يستحبون أن يغتسلوا كل ليلة من ليالي العشر الأواخر. وكان النخعي يغتسل في العشر كل ليلة، ومنهم من كان يغتسل ويتطيب في الليالي التي تكون أرجى لليلة القدر. وكان أيوب السختياني يغتسل ليلة ثلاث وعشرين وأربع وعشرين، ويلبس ثوبين جديدين، ويستجمر ويقول: ليلة ثلاث وعشرين هي ليلة أهل المدينة، والتي تليها ليلتنا، يعني البصريين.

فتبين بهذا أنه يستحب في الليالي التي ترجى فيها ليلة القدر التنظف والتزين، والتطيب بالغسل والطيب واللباس الحسن، كما يشرع ذلك في الجُمع والأعياد. وكذلك يُشرع أخذ الزينة بالثياب في سائر الصلوات، ولا يكمل التزين الظاهر إلا بتزين الباطن بالتوبة والإنابة إلى الله تعالى، وتطهيره من أدناس الذنوب؛ فإن زينة الظاهر مع خراب الباطن لا تغني شيئاً.

ولا يصلح لمناجاة الملوك في الخلوات إلا من زين ظاهره وباطنه وطهرهما، خصوصاً ملك الملوك الذي يعلم السر وأخفى، وهو لا ينظر إلى صوركم، وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعماكم، فمن وقف بين يديه فليزين له ظاهره باللباس، وباطنه بلباس التقوى.


إذا المرء لم يلبس ثياباً من التقوى *** تقلب عُرياناً وإن كان كاسياً
ومنها: الاعتكاف، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى. وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه،
{ كان رسول الله يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قُبض فيه اعتكف عشرين }. وإنما كان يعتكف النبي في هذه العشر التي يُطلب فيها ليلة القدر، قطعاً لأشغاله، وتفريغاً لباله، وتخلياً لمناجاة ربه وذكره ودعائه.

فالمعتكف قد حبس نفسه على طاعة الله وذكره، وقطع عن نفسه كل شاغل يشغله عنه، وعكف بقلبه وقالبه على ربه وما يقربه منه، فما بقى له هم سوى الله وما يُرضيه عنه. وكما قويت المعرفة والمحبة له والأنس به أورثت صاحبها الانقطاع إلى الله تعالى بالكلية على كل حال.
يُتبع إن شاء الله تعالى

علي الجزائري
2012-08-08, 19:46
ليلة القدر
http://www.welcome2net.com/forum/data/thumbnails/1/Arabmobile_0425a.gif


قال تعالى: إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ [القدر:1-3]. وعن أبي هريرة عن النبي أنه قال في شهر رمضان: { فيه ليلة خير من ألف شهر، منَ حُرم خيرها فقد حُرم } [رواه أحمد والنسائي]. وقال مالك: بلغني أن رسول الله صلى اللّه عليه وسلم أُرِي أعمار الناس قبله، أو ما شاء الله من ذلك، فكأنه تقاصر أعمار أمته ألا يبلغوا من العمل الذي بلغ غيرهم في طول العُمر، فأعطاه الله ليلة القدر خيراً من ألف شهر.

وأما العمل في ليلة القدر فقد ثبت عن النبي أنه قال: { من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه } وقيامها إنما هو إحياؤها بالتهجد فيها والصلاة، وقد أمر عائشة بالدعاء فيها أيضاً.

قال سفيان الثوري: الدعاء في تلك الليلة أحب إليَّ من الصلاة. ومراده أن كثرة الدعاء أفضل من الصلاة التي لا يكثر فيها الدعاء، وإن قرأ ودعا كان حسناً. وقد كان النبي يتهجد في ليالي رمضان، ويقرأ قراءة مرتلة، لا يمر بآية فيها رحمة إلا سأل، ولا بآية فيها عذاب إلا تعوذ، فيجمع بين الصلاة والقراءة والدعاء والتفكير. وهذا أفضل الأعمال وأكملها في ليالي العشر وغيرها.

وقالت عائشة رضي الله عنها للنبي : أرأيت إن وافقت ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: { قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فأعفُ عني } والعفو من أسماء الله تعالى، وهو المتجاوز عن سيئات عباده، الماحي لآثارها عنهم، وهو يُحبُ العفو ؛ فيحب أن يعفو عن عباده، ويحب من عباده أن يعفو بعضهم عن بعض ؛ فإذا عفا بعضهم عن بعض عاملهم بعفوه، وعفوه أحب إليه من عقوبته. وكان النبي يقول: { أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك } [رواه مسلم].

وإنما أمر بسؤال العفو في ليلة القدر بعد الاجتهاد في الأعمال فيها وفي ليالي العشر؛ لأن العارفين يجتهدون في الأعمال، ثم لا يرون لأنفسهم عملاً صالحاً ولا حالاً ولا مقالاً، فيرجعون إلى سؤال العفو الُمذنب المقصر.
http://www.welcome2net.com/forum/data/thumbnails/1/Arabmobile_0425a.gif


أسباب المغفرة في رمضان



عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى عليه وسلم قال: { من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه }رواه مسلم وعنه قال: قال : { من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه } [ رواهما البخاري ومسلم ].

دل حديث أبي هريرة على أن هذه الأسباب الثلاثة كل واحد منها مكفر لما سلف من الذنوب، وهي صيام رمضان، وقيامه، وقيام ليلة القدر، فقيام ليلة القدر بمجرده يكفر الذنوب لمن وقعت له، سواء كانت في أول العشر أو أوسطه أو آخره، وسواء شعر بها أو لم يشعر، ولا يتأخر تكفير الذنوب بها إلى انقضاء الشهر.

وأما صيام رمضان وقيامه فيتوقف التكفير بهما على تمام الشهر، فإذا تم الشهر فقد كمل للمؤمن صيام رمضان وقيامه، فيترتب له على ذلك مغفرة ما تقدم من ذنبه بتمام السببين، وهما صيام رمضان وقيامه.

فإذا كمل الصائمون صيام رمضان وقيامه فقد وفوا ما عليهم من العمل، وبقى ما لهم من الأجر وهو المغفرة؛ فإذا خرجوا يوم عيد الفطر إلى الصلاة قُسمت عليهم أجورهم، فرجعوا إلى منازلهم وقد استوفوا الأجر واستكملوه، ومن نقص من العمل الذي عليه نُقص من الأجر بحسب نَقصِه، فلا يَلُم إلا نفسه. قال سلمان: الصلاة مكيال، فمن وفى وفي له، ومن طفف فقد علمتم ما قيل في المطففين. فالصيام وسائر الأعمال على هذا المنوال؛ من وفاها فهو من خيار عباد الله الموفين، ومن طفف فيها فويل للمطففين. أما يستحي من يستوفي مكيال شهواته، ويطفف في مكيال صيامه وصلاته.


غداً تُوفّى النفوس ما كسبت *** ويحصد الزارعون ما زرعوا


إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم *** وإن أساءوا فبئس ما صنعوا

كان السلف الصالح يجتهدون في إتمام العمل وإكماله وإتقانه، ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله، ويخافون من رده، وهؤلاء الذين يُؤتُونَ مَاآتَوا وَقُلُوبُهُم وَجِلَةٌ [المؤمنون:60]. رُوي عن علي رضي اللّه عنه، قال: كونوا لقبول العمل أشد اهتماماً منكم بالعمل، ألم تسمعوا الله عز وجل يقول: إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ [المائدة:27].

وعن الحسن قال: (إن الله جعل شهر رمضان مضماراً لخلقه، يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته، فسبق قوم ففازوا، وتخلف آخرون فخابوا ). فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون ويخسر فيه المبطلون.

ومن أسباب المغفرة فيه أيضاً: تفطير الصوام، والتخفيف عن المملوك، ومنها الذكر، ومنها الاستغفار، والاستغفار طلب المغفرة، ودعاء الصائم يستجاب في صيامه وعند فطره، ومنها استغفار الملائكة للصائمين حتى يفطروا، فلما كثرت أسباب المغفرة في رمضان كان الذي تفوته المغفرة فيه محروماً غاية الحرمان.

فمتى يُغفر لمن لا يغفر له في هذا الشهر؟ متى يُقبل من رُد في ليلة القدر؟ متى يصلح من لا يصلح في رمضان؟ متى يصح من كان به فيه من داء الجهالة والغفلة مرضان؟ كلّ ما لا يثمر من الأشجار في أوان الثمار فإنه يُقطع ثم يوقد في النار، من فرط في الزرع في وقت البِذار لم يحصد يوم الحصاد غير الندم والخسار.
http://www.welcome2net.com/forum/data/thumbnails/1/Arabmobile_0425a.gif


رمضان شهر العتق من النيران

وأما آخر الشهر فُيعتق فيه من النار من أوبقته الأوزار، واستوجب النار بالذنوب الكبار، فإذا كان يوم الفطر من رمضان أعتق الله فيه أهل الكبائر من الصائمين من النار، فيلتحق فيه المذنبون بالأبرار.

ولما كانت المغفرة والعتق من النار كل منهما مرتباً على صيام رمضان وقيامه، أمر الله سبحانه وتعالى عند إكمال العدة بتكبيره وشكره، فقال: وَلتُكمِلُوا العِدةَ وَلِتُكَبِرُوا اللّه عَلَى مَا هَدَاكُم وَلَعَلَكُم تَشكُرُنَ [البقرة:185]. فشُكرُ من أنعم على عباده بتوفيقهم للصيام وإعانتهم عليه، ومغفرته لهم به، وعتقهم من النار، أن يذكروه ويشكروه ويتقوه حق تقاته.

يا من أعتقه مولاه من النار! إياك أن تعود بعد أن صرت حراً إلى رق الأوزار، أيبعدك مولاك عن النار وأنت تتقرب منها؟ وينقذك منها وأنت توقع نفسك فيها ولا تحيد عنها؟ !

فينبغي لمن يرجو العتق في شهر رمضان من النار أن يأتي بأسباب توجب العتق من النار، وهي متيسرة في هذا الشهر؛ ففي صحيح ابن خزيمه: ( فاستكثروا فيه من أربع خصال: خصلتان تُرضون بهما ربكم، وخصلتين لا غناء بكم عنهما. فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله والاستغفار. وأما اللتان لا غناء لكم عنهما فتسألون الله الجنة، وتعوذون به من النار ).

فهذه الخصال الأربع المذكورة في هذا الحديث كل منها سبب للعتق والمغفرة. فأما كلمة التوحيد فإنها تهدم الذنوب وتمحوها محواً، ولا تبقي ذنباً، ولا يسبقها عمل، وهي تعدل عتق الرقاب الذي يوجب العتق من النار. وأما كلمة الاستغفار فمن أعظم أسباب المغفرة، فإن الاستغفار دعاء بالمغفرة، ودعاء الصائم مستجاب في حال صيامه وعند فطره، وأنفع الاستغفار ما قارنته التوبة، فمن استغفر بلسانه وقلبه على المعصية معقود، وعزمه أن يرجع إلى المعاصي بعد الشهر ويعود، فصومه عليه مردود، وباب القبول عنه مسدود. وأما سؤال الجنة والاستعاذة من النار فمن أهم الدعاء، وقد قال النبي : { حولهما نُدَندنُ } [رواه أبو داود وابن ماجة].
http://www.welcome2net.com/forum/data/thumbnails/1/Arabmobile_0425a.gif

وداعاً رمضان

عباد الله، إن شهر رمضان قد عزم على الرحيل، ولم يبق منه إلا القليل، فمن منكم أحسن فيه فعليه التمام، ومن كان فرط فليختمه بالحسنى، فالعمل بالختام، فاستمتعوا منه فيما بقى من الليالي اليسيرة والأيام، واستودعوه عملاً صالحاً يشهد لكم به عند الملك العلام، وودِّعُوه عند فراقه بأزكى تحية وسلام.

يا شهر رمضان ترفّق، دموع المحبين تُدفَق، قلوبهم من ألم الفراق تَشَقّق، عسى وقفة للوداع تطفىء من نار الشوق ما أحرق، عسى ساعة توبة وإقلاع ترفو من الصيام كل ما تخرّق، عسى منقطع عن ركب المقبولين يلحق، عسى أسير الأوزار يُطلَق، عسى من استوجب النار يُعتق، عسى رحمة المولى لها العاصي يُوفّق.

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
http://www.welcome2net.com/forum/data/thumbnails/1/Arabmobile_0425a.gif

من كتاب ( لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف ) للحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى
منقولة من شبكة سحاب السلفية

والحمد لله رب العالمين
أعاننا الله وإياكم على الصيام والقيام وصالح الأعمال
وجعلنا وإياكم ممن يدركون ليلة القدر فيُغفر لهم برحمةٍ من الله وفضل


اهــ
فضل الاعتكاف وأعمال العشر الأواخر من رمضان (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1049021)

ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2012-08-08, 21:00
بارك الله فيك
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا

**د لا ل**
2012-08-09, 02:37
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كفيت ووفيت اخي الكريم

جزاك الله كل خير وجعلها في ميزان حسناتك باذن الله

وبلغك الله وايانا ليلة القدر ان شاء الله

والله يتقبل منا ومنكم صالح الاعمال

بوووووورك فيك اخي

وسلمت يمناك على الطرح القيم

صَمْـتْــــ~
2012-08-09, 12:15
بارك الله فيك أخي عليّ..

نسأل الله أن يبلّغنا ليلة القدر ويتقبّل أعمالنا
ويرحمنا ويعفو عنّا ويعتق رقابنا من النّار

ام مؤمن
2012-08-09, 14:07
بارك الله فيك .................

اللهم بلغنا ليلة القدر

اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا

علي الجزائري
2012-08-10, 15:53
تنوير اليقضان
بجواز القنوت في الوتر في شهر رمضان (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1054825)

۝●۝●۝

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فهذا بحث مختصر في مشروعية القنوت في الوتر في رمضان وضعته لِما رأيت من كثرة الحديث والنقاش والجدال في هذه المسألة في كل رمضان .

۝●۝●۝

أخرج النسائي بسنده قال: حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ مَيْمُونٍ الرَّقِّىُّ حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ زُبَيْدٍ الْيَامِىِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُبَىِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
( كَانَ يُوتِرُ فَيَقْنُتُ قَبْلَ الرُّكُوعِ ).
(1698)، وابن ماجه (1238)، وصححه الألباني ثَمَّ، وأخرجه الضياء في "المختارة" (2/112) وقال: "إسناده صحيح".

وقال الألباني: "هذا إسناد جيد . رجاله رجال الشيخين؛ غير علي بن ميمون، وهو ثقة ـ كما في "التقريب" ـ.

وقد تابعه فِطْرُ بن خليفة، ومِسْعَرُ بن كِدَام عن زبيد. أخرج عن الأول الدارقطني (175)، و {البيهقي [3/40]}.

وعن الآخرِ البيهقي (3/40)، وذكرهما أبو داود تعليقاً. وبذلك يصير الإسناد صحيحاً.

وله إسناد آخر عن سعيد بن عبد الرحمن عند الدارقطني ـ {ومن طريقه البيهقي (3/39)} ـ قال: ـ وذكر السند ـ . قال الألباني: وهذا سند صحيح أيضاً". "صفة الصلاة" (3/968).

۝●۝●۝

قال أبو فريحان: الرواية المشار إليها عند الدارقطني بسنده، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُبَىِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ:
( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُوتِرُ بِثَلاَثِ رَكَعَاتٍ يَقْرَأُ فِيهَا بِ ( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى ) وَ ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ) وَ ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) وَكَانَ يَقْنُتُ قَبْلَ الرُّكُوعِ ).
(2/31)، وهو عند النسائي ( 1698).

قال أبو الطيب الآبادي: "وأخرجه النسائي وأحمد من حديث أبي بن كعب، وعبد الرحمن بن أبزى عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال العراقي: وكلاهما عند النسائي بإسناد صحيح".
"التعليق المغني على الدارقظني" (2/31ـ32).


قال البيهقي: "وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ: مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِى عُثْمَانَ قَالَ : صَلَّيْتُ خَلْفَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَرَأَ ثَمَانِينَ آيَةً مِنَ الْبَقَرَةِ ، وَقَنَتَ بَعْدَ الرُّكُوعِ ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ ، وَرَفَعَ صَوْتَهُ بِالدُّعَاءِ حَتَّى سَمِعَ مَنْ وَرَاءَ الْحَائِطِ.

وَبِهَذَا الإِسْنَادِ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ وَبَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ جَمِيعًا عَنْ أَبِى رَافِعٍ قَالَ : صَلَّيْتُ خَلْفَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَنَتَ بَعْدَ الرُّكُوعِ وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَجَهَرَ بِالدُّعَاءِ. قَالَ قَتَادَةُ : وَكَانَ الْحَسَنُ يَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ.

وَهَذَا عَنْ عُمَرَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ صَحِيحٌ.

وَرُوِىَ عَنْ عَلِىٍّ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ بِإِسْنَادٍ فِيهِ ضَعْفٌ ، وَرُوِىَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَأَبِى هُرَيْرَةَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِى قُنُوتِ الْوِتْرِ".
"السنن الكبرى" (2/212)، "الصغرى"(1/277)، و"معرفة السنن والآثار" (2/83).

قال ابن حجر : "حَدِيثُ رَفْعِ الْيَدَيْنِ فِي الْقُنُوتِ : رُوِيَ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَعُمَرَ ، وَعُثْمَانَ ، أَمَّا ابْنُ مَسْعُودٍ : فَرَوَاهُ ابْنُ الْمُنْذِرِ وَالْبَيْهَقِيُّ ، وَأَمَّا عُمَرَ : فَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ وَغَيْرُهُ ، وَهُوَ فِي رَفْعِ الْيَدَيْنِ لِلْبُخَارِيِّ ، وَأَمَّا عُثْمَانُ : فَلَمْ أَرَهُ ، وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ : رُوِيَ أَيْضًا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ" .
"التلخيص الحبير" (1/273).

۝●۝●۝

قال أبو فريحان: أثر عمر أخرجه البخاري في كتاب "رفع اليدين في الصلاة" قال: حدثنا قُبيصة حدثنا سفيان عن أبي علي ـ هو جعفر بن ميمون بياع الأنماط ـ قال: سمعت أبا عثمان ـ النهدي ـ قال: " كان عمر يرفع يديه في القنوت".
(ص: 146/ أثر "162"). تحقيق: بديع الدين الراشدي.

قال المحقق في الحاشية: [قال الكاشميري: لي ترددٌ في أثر الفاروق بأن الرفع هل كان مثل الرفع عند التحريمة أو مثل الرفع للدعاء؟ وبعض الألفاظ يومئ إلى الثاني كما في "معارف السنن" للبنوري (2:246) (الأثري)]. اهـ.

وأثر ابن مسعود أخرجه ابن أبي شيبة من طريق عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عبد الله ـ ابن مسعود ـ: "أنه كان يرفع يديه في قنوت الوتر".
"المصنف" (2/206).


وأخرجه البخاري في جزء " رفع اليدين في الصلاة " من طريق عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عبد الله ـ ابن مسعود ـ:
" أنه كان يقرأ في آخر ركعة من الوتر { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } ثم يرفع يديه ويقنت قبل الركعة ".
(ص: 146/ أثر "162"). تحقيق: بديع الدين الراشدي.


قال الشوكاني: " وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ كَانَ يَقْنُتُ فِي النِّصْفِ الْأَخِيرِ مِنْ رَمَضَانَ وَهُوَ مِنْ رِوَايَةِ الْحَارِثِ عَنْهُ .

وَرَوَى أَبُو دَاوُد أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ جَمَعَ النَّاسَ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَكَانَ يُصَلِّي لَهُمْ عِشْرِينَ لَيْلَةً ، وَلَا يَقْنُتُ إلَّا فِي النِّصْفِ الْبَاقِي مِنْ رَمَضَانَ .

وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ لَا يَقْنُتُ فِي الصُّبْحِ وَلَا فِي الْوِتْرِ إلَّا فِي النِّصْفِ الْآخِرِ مِنْ رَمَضَانَ.

وَرَوَى الْعِرَاقِيُّ عَنْ مُعَاذِ بْنِ الْحَارِث الْأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ كَانَ إذَا انْتَصَفَ رَمَضَانُ لَعَنَ الْكَفَرَةُ .

قَالَ : وَعَنْ الْحَسَنِ : كَانُوا يَقْنُتُونَ فِي النِّصْفِ الْأَخِيرِ مِنْ رَمَضَانَ .

وَرُوِيَ أَيْضًا عَنْ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ : لَا قُنُوتَ فِي السَّنَةِ كُلِّهَا إلَّا فِي النِّصْفِ الْأَخِيرِ مِنْ رَمَضَانَ .

وَذَهَبَ مَالِكٌ فِيمَا حَكَاهُ النَّوَوِيُّ فِي شَرْحِ الْمُهَذَّبِ وَهُوَ وَجْهٌ لِبَعْضِ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ كَمَا قَالَ الْعِرَاقِيُّ إلَى مَشْرُوعِيَّةِ الْقُنُوتِ فِي جَمِيعِ رَمَضَانَ دُونَ بَقِيَّةِ السَّنَةِ ، وَذَهَبَ الْحَسَنُ وَقَتَادَةُ وَمَعْمَرٌ ، كَمَا رَوَى ذَلِكَ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ عَنْهُمْ أَنَّهُ يَقْنُتُ فِي جَمِيعِ السَّنَةِ إلَّا فِي النِّصْفِ الْأَوَّلِ مِنْ رَمَضَانَ .

وَقَدْ رُوِيَ عَنْ الْحَسَنِ فِي جَمِيعِ السَّنَةِ كَمَا تَقَدَّمَ .

، وَذَهَبَ طَاوُسٌ إلَى أَنَّ الْقُنُوتَ فِي الْوِتْرِ بِدْعَةٌ .

وَرَوَى ذَلِكَ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ .

وَرُوِيَ عَنْ مَالِكٍ مِثْلُ ذَلِكَ قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِ مَالِكٍ : سَأَلْتُ مَالِكًا عَنْ الرَّجُلِ يَقُومُ لِأَهْلِهِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ، أَتَرَى أَنْ يَقْنُتَ بِهِمْ فِي النِّصْفِ الْبَاقِي مِنْ الشَّهْر ؟

فَقَالَ مَالِكٌ : لَمْ أَسْمَعْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَنَتَ وَلَا أَحَدًا مِنْ أُولَئِكَ ، وَمَا هُوَ مِنْ الْأَمْرِ الْقَدِيمِ ، وَمَا أَفْعَلُهُ أَنَا فِي رَمَضَانَ ، وَلَا أَعْرِفُ الْقُنُوتَ قَدِيمًا .

وَقَالَ مَعْنُ بْنُ عِيسَى : لَا يُقْنَتُ فِي الْوِتْرِ عِنْدنَا .

وَقَالَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ : اخْتَلَفَ قَوْلُ مَالِكٍ فِيهِ فِي صَلَاةِ رَمَضَانَ ، قَالَ : وَالْحَدِيث لَمْ يَصِحَّ ، وَالصَّحِيحُ عِنْدِي تَرْكُهُ إذْ لَمْ يَصِحَّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِعْله وَلَا قَوْله. ا هـ .

قَالَ الْعِرَاقِيُّ : قُلْت : بَلْ هُوَ صَحِيحٌ أَوْ حَسَنٌ .

وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ أَنَّهُ سُئِلَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنْ بَدْءِ الْقُنُوتِ فِي الْوِتْرِ فَقَالَ : بَعَثَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ جَيْشًا فَتَوَرَّطُوا مُتَوَرَّطًا خَافَ عَلَيْهِمْ ، فَلَمَّا كَانَ النِّصْفُ الْآخِرُ مِنْ رَمَضَانَ قَنَتَ يَدْعُو لَهُمْ فَهَذِهِ خَمْسَةُ مَذَاهِبَ فِي الْقُنُوتِ ، وَبِهَا يَتَبَيَّنُ عَدَم صِحَّةِ دَعْوَى الْمَهْدِيّ فِي الْبَحْرِ أَنَّهُ مُجْمَعٌ عَلَيْهِ فِي النِّصْفِ الْأَخِيرِ مِنْ رَمَضَانَ" .اهـ.
"نيل الأوطار" (3/44).

۝●۝●۝

قال الألباني: " رفع اليدين في القنوت سنة ثابتة عن البني صلى الله عليه وسلم في قنوت النوازل، وثابتة عن بعض الصحابة في قنوت الوتر كعمر وكابن مسعود ".
"شريط رقم (395) الهدى والنور" ( الدقيقة: "29:42 ـ 29:57").

۝●۝●۝

سئل الإمام أحمد عن القنوت في الوتر قبل الركوع أم بعده ، وهل ترفع الأيدي في الدعاء فيالوتر ؟

فقال : القنوت بعد الركوع ، ويرفع يديه ، وذلك على قياس فعل النبي صلى الله عليه وسلم في القنوت في الغداة ".
"مختصر قيام الليل" (ص/318).

۝●۝●۝

وقال أبو داود : " سمعت أحمد سئل ، يرفع يديه في القنوت ؟ قال: نعم يعجبني . قال أبو داود : فرأيت أحمد يرفع يديه في القنوت ".
"مسائل الإمام أحمد لأبي داود" (ص/ 66).

۝●۝●۝

قال الإمام ابن باز: " يشرع رفع اليدين في قنوت الوتر؛ لأنه من جنس القنوت في النوازل ، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه رفع يديه حين دعائه في قنوت النوازل . خرجه البيهقي -رحمه الله - بإسناد صحيح " .
"مجموع الفتاوى والمسائل" (30/ 51).

۝●۝●۝

قال الشيخ العثيمين: " من السنة أن يرفع الإنسان يديه عند دعاء القنوت؛ لأن ذلك وارد عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في قنوته حين كان يقنت في الفرائض عند النوازل ، وكذلك صح عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - رفع اليدين في قنوت الوتر ، وهو أحد الخلفاء الراشدين الذين أمرنا باتباعهم ".
"مجموع الفتاوى" (14/136).

۝●۝●۝

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين,,,

۝●۝●۝

كتبه
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي
5/9/1432هـ.

المصدر: منتديات نور اليقين (http://vb.noor-alyaqeen.com)

أبو عبد الرحمن الجزائري
2012-08-10, 16:21
مرة أخرى اخي أبا الحسن
بارك الله فيك بما نثرت لنا من درر نفيسة ..

نَبيل
2012-08-10, 19:42
بارك الله فيك أخي علي

وتقبل الله منا ومنكم

علي الجزائري
2012-08-10, 20:44
العبادة في العشر الأواخر
للشيخ محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى
للتحميل
هنــــــــــا (http://www.rslan.info/mp3//463_01.mp3)

قطــــوف الجنــــة
2012-08-10, 20:46
جزاكم الله خيرا على الفائدة

علي الجزائري
2012-08-10, 20:53
صوتيات للتحميل
للشيخ محمد سعيد رسلان حفظه الله

من خصائص العشر وليلة القدر (http://www.rslan.info/mp3//462_01.mp3)



ليلة السلام (http://www.rslan.info/mp3//464_01.mp3)


كيف تفوز بليلة القدر؟ (http://www.rslan.info/mp3//573_01.mp3)



فضائل ليلة القدر (http://www.rslan.info/mp3//575_01.mp3)



ليلة القدر في ( الأشفاع ) أحيانًا (http://www.rslan.org/mp3//641_01.mp3)



حقيقة الاعتكاف (http://www.rslan.org/mp3//723_01.mp3)



مفتاح العشر الأواخر (http://www.rslan.org/mp3//816_01.mp3)



دعاء ليلة القدر (http://www.rslan.info/mp32//882_01.mp3)

الذكر .. عبادة العشر (http://www.rslan.info/mp3//469_01.mp3)

علي الجزائري
2012-08-11, 02:34
http://www.rslan.com/images/index/Lemaza.jpg (http://www.rslan.org/mp33//1043-Lemaza_01.mp3)

خطبة الجمعة بتاريخ
الجمعة 22 من رمضان 1433هـ الموافق 10-8-2012م
لفضيلة الشيخ محمد سعيد رسلان حفظه الله

هنــــــا للتحميل (http://www.rslan.org/mp33//1043-Lemaza_01.mp3)

bengou
2012-08-12, 23:40
اللهم انك عفوا تحبوا العفوا فاعفوا عنا

siphaxs93
2012-08-13, 02:05
جزاك الله خيرا
أخي الكريم

علي الجزائري
2012-08-13, 04:20
سئل العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله :

إذا نويت الإقامة في الحرم العشر الأواخر فهل أنا في حكم المسافر والحال أني لست من أهل الحرم؟ ( 00:33:15 )
هنــــــــــــــــــــــــا لتحميل الإجابة (http://www.alalbany.ws/alalbany/audio/246/246_06.rm)


هل يصح تقسيم قيام الليل في العشر الأواخر إلى تراويح وتهجد .؟ ( 00:39:51 )
هنــــــــــــــــــــــــا لتحميل الإجابة (http://www.alalbany.ws/alalbany/audio/719/719_18.rm)


هل الوصف الوارد في ليلة القدر( لا حارة ولا باردة) خاص بالمدينة أم هو عام .؟ ( 00...36 )
هنــــــــــــــــــــــــا لتحميل الإجابة (http://www.alalbany.ws/alalbany/audio/679/679_10.rm)

nadir19bb
2012-08-13, 12:33
جزاك الله خيرا اخي الفاضل

علي الجزائري
2012-08-17, 01:56
[ مهم جدا ] تطهير الجنان من القول أنها كانت تلك ليلة القدر في رمضان (http://djelfa.info/vb/showthread.php?p=11222687&posted=1)

http://files2.fatakat.com/2010/11/12905287741543.gif


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والآه.
أما بعد:
فإن الله تعالى يعطي الخير الكثير على العمل اليسير فضلاً منه ونعمة.
وجعل للميدان سباقاً يستبق فيه المؤمنون وأخفى أوقاتاً أخبر عن فضلها وعميم ثوابه فيها لمن نالها وحصّلها واجتهد فيها .
فمن ذلك ساعة في نهار الجمعة، وكذلك ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
وإخفاء ليلة القدر فيه أسرار عظيمة منها:
١) الاجتهاد في العبادة رجاء الربح العظيم.
٢) بيان كمال الذُّل والخضوع لله تعالى.
٣) حاجة العبد لمولاه فهو يجد ويجتهد في عبادة مولاه كي يحصل على رضاه وينال الدرجات الرفيعة.




فلوحِظ في هذه الأزمنة من أناسٍ نحسبهم على خير؛ يتحدثون عن صبيحة بعض ليال العشر الأخيرة من رمضان على أنه رأى الشمس طلعت من غير شعاع بل ويصورها بجواله ويتحدث عن ذلك ويشرح، ولست اتحدث عن شخص بعينه وإنما هذه كلمة عامة اكتبها عندما تكرر هذا الأمر من أشخاصٍ عدة، فقد جاءتني صور للشمس صبيحة إحدى وعشرين، ثلاثة وعشرين ، وسبعة وعشرين، كلٌ يدعي أن ليلة القدر كانت البارحة حسب رؤيته وتصوره وقراره.


http://www.welcome2net.com/forum/data/thumbnails/1/Arabmobile_0425a.gif


وفي هذا من المحاذير ما لا يعلمه إلا الله، منها:




١) نخشى أن يكون تقول على الله تعالى في الحكم لأننا مهما اجتهدنا فلن نحسن الضابط في قدر الشعاع وقوته ، ومع صفاء السماء من الغيون والغبار والمعكرات من عدمها.




٢) في ذلك وهن للنفس عن الاجتهاد في العبادة بقية العشر، وهو سر خفاء ليلة القدر.




٣) في ذلك فتح باب لكل من .... أن يتجرئ على دين الله تعالى ويقول ما يراه من نفسه.




ولبيان المسألة وتوضيحها نقول مستعينين بالله تعالى ونجمع الأحاديث في المسألة باختصار:

http://www.welcome2net.com/forum/data/thumbnails/1/Arabmobile_0425a.gif



الأول:
1981 - ‏ ‏ وحَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏شُعْبَةُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عُقْبَةَ وَهُوَ ابْنُ حُرَيْثٍ ‏ ‏قَالَ سَمِعْتُ ‏ ‏ابْنَ عُمَرَ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ‏ ‏يَقُولُ:‏ (‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏: ( ‏الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ) ‏( من رمضان ) ( ‏(في كل وتر ‏). أحمد، مسلم،ابو داود، والترمذي.
وهذا حديث عام في العشر الأخيرة.




http://www.welcome2net.com/forum/data/thumbnails/1/Arabmobile_0425a.gif




الثاني:
‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ عَبَّاسٍ ‏ ( ‏عَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ فِي تَاسِعَةٍ تَبْقَى وَفِي سَابِعَةٍ تَبْقَى وَفِي خَامِسَةٍ تَبْقَى ‏ ). أحمد، والبخاري.




وهذا الحديث بين أنها في الليالي الوتر على حساب البواقي من ليالي الشهر .


http://www.welcome2net.com/forum/data/thumbnails/1/Arabmobile_0425a.gif


وجاء إيضاح ذلك في الحديث،
الثالث:
فعَنْ ‏ ‏أَبِي نَضْرٓةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏ ‏قَالَ ‏ ( ‏اعْتَكَفَ ‏ ‏رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏الْعَشْرَ الْأَوْسَطَ مِنْ رَمَضَانَ يَلْتَمِسُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ قَبْلَ أَنْ ‏ ‏تُبَانَ‏ ‏لَهُ فَلَمَّا انْقَضَيْنَ أَمَرَ بِالْبِنَاءِ ‏ ‏فَقُوِّضَ ‏ ‏ثُمَّ أُبِينَتْ لَهُ أَنَّهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ فَأَمَرَ بِالْبِنَاءِ فَأُعِيدَ ثُمَّ خَرَجَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهَا كَانَتْ ‏ ‏أُبِينَتْ لِي لَيْلَةُ الْقَدْرِ وَإِنِّي خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بِهَا فَجَاءَ رَجُلَانِ يَحْتَقَّانِ مَعَهُمَا الشَّيْطَانُ فَنُسِّيتُهَا فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ الْتَمِسُوهَا فِي التَّاسِعَةِ وَالسَّابِعَةِ وَالْخَامِسَةِ قَالَ قُلْتُ يَا ‏ ‏أَبَا سَعِيدٍ‏ ‏إِنَّكُمْ أَعْلَمُ بِالْعَدَدِ مِنَّا قَالَ أَجَلْ نَحْنُ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْكُمْ قَالَ قُلْتُ مَا التَّاسِعَةُ وَالسَّابِعَةُ وَالْخَامِسَةُ قَالَ إِذَا مَضَتْ وَاحِدَةٌ وَعِشْرُونَ فَالَّتِي تَلِيهَا ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَهِيَ التَّاسِعَةُ فَإِذَا مَضَتْ ثَلَاثٌ وَعِشْرُونَ فَالَّتِي تَلِيهَا السَّابِعَةُ فَإِذَا مَضَى خَمْسٌ وَعِشْرُونَ فَالَّتِي تَلِيهَا الْخَامِسَةُ ‏) ‏‏. مسلم، وأبو داود.

http://www.welcome2net.com/forum/data/thumbnails/1/Arabmobile_0425a.gif



الرابع:




عن أبي بكرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( التمسوها في العشر الأواخر لتسع يبقين أو لسبع يبقين أو لخمس أو لثلاث أو آخر ليلة ). أحمد . وإسناده صحيح.




ففي هذا الحديث ليلة القدر قد تكون في آخر ليلة من رمضان ليلة وتر على اعتبار أن الشهر (٢٩ يوماً) .
وإما تكون ليلة شفع باعتبار أن الشهر (٣٠ يوما). فهي تسمى وتراً باعتبار الليالي الباقية و لواحدة تبقى وهي الأخيرة . والله أعلم.




فتبين بمجموع هذه الأحاديث العامة والمقيدة والمخصِّصة الآتي:




أنها في الوتر لا شك في ذلك لاجتماع الروايات على ذلك ، ولكن على حساب أي وتر ؟
الجواب على حساب الوتر من ليالي رمضان في علم الله تعالى في تقدير عدد أيام الشهر في ذلك العام .
فإن كان الشهر ( ٣٠ يوما) فنطبق حديث ابي سعيد الخدري الثالث ، يعني أننا نلتمس ليلة القدر ليلة ( ٢٢) على تفسير أبي سعيد للحديث وهكذا باقي ليالي العشر .




أما إن كان شهر رمضان في علم الله تعالى ( ٢٩ يوماً ) في هذا العام؛ فيكون (يوم ٢٠) يمضي والليلة التي تليه تكون تاسعة تبقى فهي ليلة وتر وهكذا بقية الليالي تُحسب على أن الشهر (٢٩ يوم) .
ولكن من ذا الذي يعلم الغيب إلا الله تعالى ؟؟؟




وفي الحديث الرابع ليلة القدر قد تكون في آخر ليلة من رمضان ليلة وتر على اعتبار أن الشهر (٢٩ يوماً) .
وإما أن تكون ليلة شفع باعتبار أن الشهر (٣٠ يوما). فهي تسمى وتراً باعتبارها واحدة تبقى وهي الأخيرة المذكورة في حديث أبي بكرة الرابع . والله أعلم.








فلا ينبغي لأحد من الناس اليوم أن يجزم أنها كانت في ليلة كذا أو كذا بمجرد أنه نظر في طلوع الشمس .




ولو أن أحداً تبينت له بعض علاماتها في ليلتها وتبين له في عينيه طلوع الشمس بلا شعاع ؛ فهذا فضل الله يؤتيه من يشاء فعليه أن يحمد الله على التوفيق و أن لا يعلن ذلك حتى لا يقع في الغرور أو يقع في التخرص .








قَالَ ‏ ‏أَبُو عِيسَى ‏الترمذي في "جامعه": قَالَ ‏ ‏الشَّافِعِيُّ :‏ ‏"كَأَنَّ هَذَا عِنْدِي وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏كَانَ يُجِيبُ عَلَى نَحْوِ مَا يُسْأَلُ عَنْهُ يُقَالُ لَهُ نَلْتَمِسُهَا فِي لَيْلَةِ كَذَا فَيَقُولُ الْتَمِسُوهَا فِي لَيْلَةِ كَذَا".






كتبته هذا نصحاً لعباد الله تعالى وصيانة لدينه تعالى والله أعلم بالسريرة.




وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.




كتبه
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي
الأربعاء ٢٧ / رمضان / ١٤٣٣هـ.
المصدر: منتديات نور اليقين

قطــــوف الجنــــة
2013-07-31, 16:21
بارك الله فيكم

جَسَّاس
2013-08-01, 04:41
بــــارك الله فـــيــك

رحاب القرآن
2013-08-03, 09:49
بارك الله فيك والله ليلة يشتاق الإنسان إليها كل عام نتمنى أنها تكون لنا نعم الثواب والخاتمة إن شاء الله يا رب إغفر لنا و لإخواننا الذي سبقونا بالإيمان و لا تضلنا عن طريق الحق آمين .

nassirah
2013-08-03, 23:16
جزاكم الله خيراً

لقاء الجنة
2013-08-08, 06:59
حَفِظَكَ الله وَ وَفَقَكَ لِكُلِ خَيْر..

يوسف رقـــــة
2013-08-13, 17:18
جزاك الله خيرا

علي الجزائري
2014-07-18, 14:56
جزاك الله خيرا

آمين و إياك ....

aminelaclass
2014-07-20, 15:55
بارك الله فيك