تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فضل الاعتكاف وأعمال العشر الأواخر من رمضان


مهاجرة إلى ربي
2012-08-02, 15:43
http://files2.fatakat.com/2010/11/12905287741543.gif

من رسالة " قيام رمضان " للشيخ الألباني رحمه الله تعالى منقولة من شبكة الإمام الآجري http://www.welcome2net.com/forum/data/thumbnails/1/Arabmobile_0425a.gif


مشروعيته :
1- والاعتكاف سنة في رمضان وغيره من أيام السنة ، والأصل في ذلك قوله تعالى : {وأنتم عاكفون في المساجد} ، مع توارد الأحاديث الصحيحة في اعتكافه -صلى الله عليه وسلم-، وتواتر الآثار عن السلف بذلك ، وهي مذكورة في "المصنف" لابن أبي شيبة وعبد الرزاق ( 1 ).
وقد ثبت أن النبي- صلى الله عليه وسلم- اعتكف آخر العشر من شوال ( 2 ) ، وأن عمر-رضي الله عنه- قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: كنت نذرت في الجاهلية أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام ؟ قال : فأوف بنذرك ، ( فاعتكف ليلةً ) (3 ) .
2- وآكَدُه في رمضان لحديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعتكف في كل رمضان عشرة أيام ، فلما كان العام الذي قُبِضَ فيه اعتكف عشرين يوماً( 4 ) .
3- وأفضله آخر رمضان ، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل ( 5 ).
http://www.welcome2net.com/forum/data/thumbnails/1/Arabmobile_0425a.gif

* شروطه :
1- ولا يشرع إلا في المساجد لقوله تعالى : {ولا تباشروهن ( 6 ) وأنتم عاكفون في المساجد}(7 )، وقالت السيدة عائشة-رضي الله عنها- :
( السنة في المعتكف أن لا يخرج إلا لحاجته التي لا بد له منها ، ولا يعود مريضاً ، ولا يمس أمراته ،
ولا يباشرها ، ولا اعتكاف إلا في مسجد جماعة ، والسنة فيمن اعتكف أن يصوم ) ( 8 ) .
2- وينبغي أن يكون مسجداً جامعاً لكي لا يضطر للخروج منه لصلاة الجمعة ، فإن الخروج لها واجب عليه ، لقول عائشة في رواية عنها في حديثها : (...ولا اعتكاف إلا في مسجد جامع)( 9 ).
ثم وقفت على حديث صحيح صريح يُخصص ( المساجد ) المذكورة في الآية بالمساجد الثلاثة : المسجد الحرام ، والمسجد النبوي ، والمسجد الأقصى ، وهو قوله -صلى الله عليه وسلم-: لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة( 10 ) .
وقد قال به من السلف فيما اطلعت حذيفة بن اليمان ، وسعيد بن المسيب ، وعطاء ، إلا أنه لم يذكر المسجد الأقصى ، وقال غيرهم بالمسجد الجامع مطلقاً ، وخالف آخرون فقالوا : ولو في مسجد بيته .
ولا يخفى أن الأخذ بما وافق الحديث منها هو الذي ينبغي المصير إليه ، والله سبحانه وتعالى أعلم .
3- والسنة فيمن اعتكف أن يصوم كما تقدم عن عائشة رضي الله عنها ( 11 ) .
http://www.welcome2net.com/forum/data/thumbnails/1/Arabmobile_0425a.gif


* ما يجوز للمعتكف :
1-ويجوز له الخروج منه لقضاء الحاجة ، وأن يخرج رأسه من المسجد لِيُـغْسَلَ ويُسَرَّح ، قالت عائشة -رضي الله عنها- :
( وإن كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليدخل علَيَّ رأسَه وهو ( معتكف ) في المسجد ، ( وأنا في حجرتي ) فأُرَجلُــهُ ، ( وفي رواية : فأغسله وإن بيني وبينه لعتبة الباب وأنا حائض ) ، وكان لا يدخل البيت
إلا لحاجة ( الإنسان ) ، إذا كان معتكفاً ) ( 12 ) .
2- ويجوز للمعتكف وغيره أن يتوضأ في المسجد لقول رجل خدم النبي -صلى الله عليه وسلم-: توضأ النبي -صلى الله عليه وسلم-في المسجد وضوأً خفيفاً ( 13 ).
3- وله أن يتخذ خيمة صغيرة في مؤخرة المسجد يعتكف فيها ، لأن عائشة رضي الله عنها كانت تضرب للنبي -صلى الله عليه وسلم- خِـبَاءً ( 14 ) إذا اعتكف ، وكان ذلك بأمره -صلى الله عليه وسلم-(15 ).

واعتكف مرة في قُبَّةٍ تُركيَّةٍ (16 ) على سُدَّتِها حصير ( 17 ) .
http://www.welcome2net.com/forum/data/thumbnails/1/Arabmobile_0425a.gif

* إباحة اعتكاف المرأة وزيارتها زوجها في المسجد :
4- ويجوز للمرأة أن تزور زوجها وهو في معتكفه ، وأن يودعها إلى باب المسجد لقول صفية رضي الله عنها : " كان النبي -صلى الله عليه وسلم- معتكفاً (في المسجد في العشر الأواخر من رمضان) فأتيته أزوره ليلاً ، (وعنده أزواجه ، فَرُحْنَ) ، فحدثتُـهُ (ساعة) ، ثم قمت لأنقلبَ ، (فقال : لا تعجلي حتى أنصرف معك) ، فقام معي ليقلبني ، وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد (حتى إذا كان عند باب المسجد الذي عند باب أم سلمة) ، فمر رجلان من الأنصار ، فلما رأيا النبي -صلى الله عليه وسلم- أسرعا ، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: على رسْـلِكُما ؛ إنها صفية بنت حيي ، فقالا : سبحان الله ! يا رسول الله ! قال : إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم ، وإني خشيتُ أن يقذف في قلوبكما شراً ، أو قال : شيئاً ( 18 ).
بل يجوز لها أن تعتكف مع زوجها ، أو لوحدها لقول عائشة رضي الله عنها :
(اعتكفتْ مع رسول الله رامرأة مستحاضة (وفي رواية أنها أم سلمة) من أزواجه ، فكانت ترى الحمرة والصفرة ، فربما وضعنا الطَّسْت تحتها وهي تصلي) ( 19 ).


وقال أيضاً :
(كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله،ثم اعتكف أزواجه من بعده) ( 20 ).
قلت : وفيه دليل على جواز اعتكاف النساء أيضاً ، ولا شك أن ذلك مقيد بإذن أوليائهن بذلك ، وأمن الفتنة والخلوه مع الرجال ؛ للأدلة الكثيرة في ذلك ، والقاعدة الفقهية : درء المفاسد مقدم على جلب المصالح .
5* ويبطله الجماع لقوله تعالى : {ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد}.
وقال ابن عباس :
(إذا جامع المعتكف بطل اعتكافه ، وأستأنف) ( 21 ).
ولا كفارة عليه لعدم ورود ذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه .
وسبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك

(1 ) (http://www.akssa.org/vb/#_ftnref1) : كان هنا في الطبعة السابقة حديث في فضل " من اعتكف يوماً . . " فحذفته ؛ لأنه تبين لي ضعفه ، بعد أن خرجته وتكلمت عليه بتفصيل في "سلسلة الأحاديث الضعيفة" (5347) ، فكشفت فيه عن علته التي كانت خفيت علي ، وعلى الهيثمي قبلي !
(2 ) (http://www.akssa.org/vb/#_ftnref2) : هو قطعة من حديث لعائشة ، رواه الشيخان وابن خزيمة في "صحاحهم" ، وهو مخرج في "صحيح أبي داود" (2127) .
( 3 ) (http://www.akssa.org/vb/#_ftnref3) : رواه الشيخان وابن خزيمة ، والزيادة للبخاري في رواية كما في "مختصره" (995) ، وهو مخرج في "صحيح أبي داود" أيضاً
(2136-2137) .
( 4 ) (http://www.akssa.org/vb/#_ftnref4) : رواه البخاري وابن خزيمة في "صحيحيهما" ، وهو مخرج في المصدر السابق (2126-2130) .
( 5) (http://www.akssa.org/vb/#_ftnref5) : رواه الشيخان وابن خزيمة (2223) ، وهو مخرج في "الإرواء" (966) و "صحيح أبي داود" (2125) .
( 6 ) (http://www.akssa.org/vb/#_ftnref6) : أي لا تجامعوهن . قال ابن عباس : المباشرة والملامسة والمس جماع كله ، ولكن الله عز وجل يكني ما شاء بما شاء . رواه البيهقي (4/321) بسند رجاله ثقات .
(7) (http://www.akssa.org/vb/#_ftnref7) : ( البقرة : 187 ) ، قد استدل الإمام البخاري على ما ذكرناه بهذه الآية . قال الحافظ : ( ووجه الدلالة من الآية أنه لو صح في غير المسجد لم يخص تحريم المباشرة به ، لأن الجماع مناف للاعتكاف بالإجماع ، فعلم من ذكر المساجد أن المراد أن الاعتكاف لا يكون إلا في فيها ) .
( 8 ) (http://www.akssa.org/vb/#_ftnref8) : رواه البيهقي بسند صحيح ، وأبو داود بسند حسن ، والراوية الآتية عن عائشة له ، وهو مخرج في "صحيح أبي داود" (2135) و "الإرواء" (966) .
( 9 ) (http://www.akssa.org/vb/#_ftnref9) : روى البيهقي عن ابن عباس قال : إن أبغض الأمور إلى الله البدع ، وإن من البدع الاعتكاف في المساجد التي في الدور .
(10 ) (http://www.akssa.org/vb/#_ftnref10) : أخرجه الطحاوي والإسماعيلي والبيهقي بإسناد صحيح عن حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه ، وهو مخرج في "الصحيحة" (رقم 2786) ، مع الآثار الموافقة له مما ذكرنا أعلاه ، وكلها صحيحة .
( 11) (http://www.akssa.org/vb/#_ftnref11) : رواه البيهقي بسند صحيح ، وأبو داود بسند حسن ، وقال الإمام ابن القيم في "زاد المعاد" : ( ولم ينقل عن النبي rأنه اعتكف مفطراً ، بل قد قالت عائشة : لا اعتكاف إلا بصوم ، ولم يذكر سبحانه الاعتكاف إلا مع الصوم ، ولا فعله rإلا مع الصوم ، فالقول الراجح في الدليل الذي عليه جمهور السلف أن الصوم شرط في الاعتكاف وهو الذي كان يرجحه شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية ) .
قلت : ويترتب عليه أنه لا يشرع لمن قصد المسجد للصلاة أو غيرهما أن ينوي الاعتكاف مدة لبثه فيه ، وهو ما صرح به شيخ الإسلام في "الاختيارات" .
( 12 ) (http://www.akssa.org/vb/#_ftnref12) : رواه الشيخان ، وابن ابي شيبة ، وأحمد ، والزيادة الأولى لهما ، وهو مخرج في "صحيح أبي داود" (2131-2132) .
( 13) (http://www.akssa.org/vb/#_ftnref13) : رواه البيهقي بسند جيد ، وأحمد (5/364) مختصراً بسند صحيح .
(14 ) (http://www.akssa.org/vb/#_ftnref14) : الخِـباء أحد بيوت العرب من وَبَرٍ أو صوف ولا يكون من شعَر ، ويكون على عمودين أو ثلاثة . "نهاية" .
( 15 ) (http://www.akssa.org/vb/#_ftnref15) : رواه الشيخان من حديث عائشة ، وفعلها للبخاري ، والأمر لمسلم ، وتقدم تخريجه (ص34) التعليق (2) .
( 16 ) (http://www.akssa.org/vb/#_ftnref16) : أي قبة صغيرة .
والسّدة كالظـلّة على الباب لتقي الباب من المطر ، والمراد أنه وضع قطعة حصير على سدتها لئلا يقع فيها نظرُ أحد كما قال السندي ، وأوْلى أن يقال : لكي لا ينشغل بالُ المعتكف بمن قد يمر أمامه تحصيلاً لمقصود الاعتكاف وروحِه ، كما قال الإمام ابن القيم : ( عكس ما يفعله الجهال من اتخاذ المُـعْـتَـكَـفِ موضعَ عِشْرةٍ ومجلبة الزائرين وأخذهم بأطراف الأحاديث بينهم ، فهذا لون ، والاعتكاف النبوي لون ، والله الموفق ) .
( 17 ) (http://www.akssa.org/vb/#_ftnref17) : هو طرف من حديث لأبي سعيد الخدري ، رواه مسلم وابن خزيمة في "صحيحيهما" وهو مخرج في "صحيح أبي داود"(1251).
( 18) (http://www.akssa.org/vb/#_ftnref18) : أخرجه الشيخان ، وأبو داود ، والزيادة الأخيرة له ، وهو مخرج في "صحيح أبي داود" (2133و2134) .
(19 ) (http://www.akssa.org/vb/#_ftnref19) : رواه البخاري وهو مخرج في "صحيح أبي داود" (2138) ، والرواية الأخرى لسعيد بن منصور كما في "الفتح" (4/281) لكن سماها الدارمي (1/22) : ( زينب ) . والله أعلم .
( 20) (http://www.akssa.org/vb/#_ftnref20) : أخرجه الشيخان وغيرهما ، وسبق تخريجه (ص35) التعليق رقم (2) .
(21) (http://www.akssa.org/vb/#_ftnref21) : رواه ابن أبي شيبة (3/92) وعبد الرزاق (4/363) بسند صحيح . والمراد من قوله : ( استأنف ) أي أعاد اعتكافه ) . .

يُتبع إن شاء الله تعالى

مهاجرة إلى ربي
2012-08-02, 15:49
الاعتكاف وبعض أحكامه
http://www.welcome2net.com/forum/data/thumbnails/1/Arabmobile_0425a.gif

ماهو الاعتكاف، وإذا أراد الإنسان أن يعتكف فماذا عليه أن يفعل، وماذا عليه أن يمتنع، وهل يجوز للمرأة أن تعتكف في البيت الحرام، وكيف يكون ذلك؟
http://www.welcome2net.com/forum/data/thumbnails/1/Arabmobile_0425a.gif

الاعتكاف عبادة وسنة والأصل أن يكون في رمضان، في أي مسجد تقام فيه الجماعة، كما قال تعالى: ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد، فلا مانع من الاعتكاف في المسجد الحرام والمسجد المدني للرجل والمرأة، إذا كان لا يضر المصلين ولا يؤذي أحداً فلا بأس بذلك، والمعتكف يلزم معتكفه ويكثر من ذكر الله والعبادة، ولا يخرج إلا لحاجة الإنسان كالبول والغائط ونحو ذلك، أو لحاجة الطعام إذا كان ما تيسر له أن يأتي بالطعام، يخرج لحاجته، فكان النبي يخرج لحاجته عليه الصلاة والسلام، ولا يجوز للمرأة أن يأتيها زوجها وهي في الاعتكاف، وكذلك المعتكف لا يجوز له أن يأتي زوجته وهو معتكف، لأن الله قال: ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد، والأفضل له ألا يتحدث مع الناس كثيراً، بل يلتزم العبادة والطاعة لكن لو زاره بعض إخوانه أو زار المرأة بعض محارمها أو بعض أخواتها في الله تتحدث معهم فلا بأس، كان النبي - صلى الله عليه وسلم-يزوره نساؤه وهو معتكف ويتحدث معهن ثم ينصرفن لا حرج في ذلك. إذن الاعتكاف هو لزوم المسجد؟ لزوم المسجد لطاعة الله جل وعلا، سواء قليل أو كثير لا يتحدد بيوم ولا بيومين ليس له حد محدود ليس في القلة ولا في الكثرة على الصحيح. وهو مشروع كما تفضلتم؟ عبادة مشروعة؛ إلا نذر صار لازماً بالنذر. وفي حق الرجل والمرأة سواء؟ نعم، ولا يشترط أن يكون معه صوم على الصحيح، لو اعتكف الرجل وهو مفطر فلا بأس في غير رمضان

ابن باز رحمه الله رحمة واسعة.

ابو مسلم السلفي
2012-08-02, 15:51
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جوزيت يا فاضلة ووفقتم لمزيد من الخير
كنت اقراء صباح اليوم ذا الدرس للشيخ الجبرين رحمه الله واسكنه وايانا فسيح جنان وكنت اريد انزاله هاهنا فسبقت فكان اليه وفزت
فكان ذا اضافة لو تسمحين وفقكم الله ونصر بكم السنة واحيها وقمع بكم البدعة وانهاها

الاعتكاف

تقديم فضيلة الشيخ ابن جبرين. (http://majdah.maktoob.com/vb/redirectLink.php?link=http%3A%2F%2Fwww.ibn-jebreen.com%2Fbooks%2Fadabseam%2Fad1-1.htm)





مدة الاعتكاف

إذا أراد المسلم أن يعتكف؛ فأقل الاعتكاف يوم و ليلة، يعني أربعاً و عشرين ساعة حتى يصدق عليه أنه معتكف، و ما عدا ذلك فيه خلاف؛ فبعضهم يرى أن من اعتكف يوماً أي من طلوع الشمس إلى غروبها، أو ليلة من غروبها إلى طلوعها يكون اعتكافاً، و بعضهم يرى أنه لابد من يوم و ليلة حتى يتحقق الحديث.

محظورات الاعتكاف:

يشتغل المعتكف بكل ما يقربه إلى الله عز و جل من صلاة و تلاوة للقرآن الكريم و مدارسته، كما أنه ينقطع عن العلاقات الدنيوية فينقطع عن الزيارات، فلا يفتح باب الزيارة لمن يزوره إلا قليلاً لحاجته. فقد ثبت أن بعض نساء النبي صلى الله عليه و سلم كنّ يأتين إليه و هو معتكف و يتحدثن معه قليلاً.

أما فتح باب الزيارة للأهل و الأولاد و الأصدقاء فإنه يجعل المسجد كالبيت، لا فرق بينهما، كما أنه يفتح الباب أمام الكلام الذي لا فائدة منه.

و كذلك على المعتكف ألا ينشغل بالدنيا و بأهلها، فلا يسال من رأى، و لا من سمع عن أمر من أمور الدنيا، و لا عن خبر من أخبارها، و لا يهتم بأمر من أمورها. و بعد ذلك يعكف على العبادة؛ فينتقل من جنس الصلاة سواء التراويح أو غيرها، أو التقرب بالرواتب و نحوها، ينتقل إلى القراءة و الذكر، و الدعاء و الابتهال إلى الله، و ما أشبه ذلك مع حضور القلب حتى يجمع بين خشوع القلب و حضوره، و بين التكلم باللسان مع اتصافه أيضاً بالخشوع و الخضوع.

و لأجل ذلك ذكر ابن رجب أن بعضهم يقول في تعريف الاعتكاف: (أنه قطع العلائق عن الخلائق للاتصال بخدمة الخالق). و العلائق بمعنى العلاقات فتقطع علاقتك بفلان و فلان، و تنقطع منها عن جميع الخلائق، و يتصل قلبك بربك بحيث يكون ذكر الله على قلبك دائماً، نائماً و يقظان، قائماً و قاعداً و مضطجعاً.

تذكر الله في كل حالاتك، و تتأمل، و تعقل ما تقول إذا كنت مشتغلاً بذلك. و إن قرأت القرآن قرأته بتدبر.

و قد أدركنا قبل أربعين سنة، أو خمسين سنة آباءنا و مشايخنا كانوا يعتكفون، و لا يُخلُّونَ بالاعتكاف، و كانوا يعكفون على القرآن، حيث رزقهم الله حفظ القرآن و سهولته، فكانوا يختمونه كل يوم غالباً، أو كل يومين مع التدبر!! ذلك لأنه شغلهم الشاغل في ليلهم و نهارهم، إلا أنه فقط يؤتى بأكله، بفطوره و سحوره، و أحياناً يقتصر على السحور. فيتناول في الإفطار تمرات قليلة،و لا يتناول عشاءً، و يجعل عشاءه سحوراً.

هكذا أدركنا مشايخنا؛ يخرج الواحد منهم لقضاء الحاجة فقط، و للوضوء، لا يعود مريضاً، و لا يشهد جنازة، و لا يعود أهله، و لا يفتح باب زيارة و لا غير ذلك.

هكذا المعتكف الذي يريد أن يكتب له أجر هذا الاعتكاف، و يقتدي في ذلك بسنة نبيه صلى الله عليه و سلم، فإنه صلى الله عليه و سلم ما ترك الاعتكاف في سنة من السنوات إلا سنة واحدة في رمضان لما دخل معتكفه اعتكف معه بعض نسائه، و ضربت كل واحدة منهن قبة، فلما رأى الأقبية في المسجد أنكر ذلك، و عرف أن هذا منافسة. فعند ذلك ترك الاعتكاف تلك السنة و اعتكف في شوال، و كان في الغالب يعتكف في العشر الأواخر من رمضان. و اعتكف مرة أو مرتين في العشر الأوسط.

و الاعتكاف -كما سبق- كان للاستكثار من الطاعة، و لطلب أن يحظى العبد بالمغفرة، و المغفرة لها أسباب، و من أسبابها في رمضان: الصيام إيماناً و احتساباً. و قيام رمضان إيماناً و احتساباً. و كذلك قيام ليلة القدر إيماناً و احتساباً. فيحرص العبد على أن يحظى بسبب من أسباب مغفرة الذنوب التي اقترفها فيما مضى من عمره.

نهج السلف
2012-08-02, 15:59
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته و مغفرته

بارك الله فيك أخيتي و جزاك خيرا

سنة الإعتكاف تكاد تكون مهجورة

فقط سؤال , هل المساجد تبقى مفتوحة خلال شهر رمضان أم أنها تغلق , و كيف لمن يريد الإعتكاف أن يفعل ؟

مهاجرة إلى ربي
2012-08-02, 15:59
ورد في كتاب لطائف المعارف فيما للمواسم من وظائف:
"و أما العمل في ليلة القدر فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : [ من قام ليلة القدر إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ] و قيامها إنما هو إحياؤها بالتهجد فيها و الصلاة و قد أمر عائشة بالدعاء فيها أيضا قال سفيان الثوري الدعاء في تلك الليلة أحب إلي من الصلاة قال : "و إذا كان يقرأ و هو يدعو و يرغب إلى الله في الدعاء و المسألة لعله يوافق" انتهى
و مراده أن كثرة الدعاء أفضل من الصلاة التي لا يكثر فيها الدعاء و إن قرأ و دعا كان حسنا و قد كان النبي صلى الله عليه و سلم يتهجد في ليالي رمضان و يقرأ قراءة مرتلة لا يمر بآية فيها رحمة إلا سأل و لا بآية فيها عذاب إلا تعوذ فيجمع بين الصلاة و القراءة و الدعاء و التفكر و هذا أفضل الأعمال و أكملها في ليالي العشر و غيرها و الله أعلم و قد قال الشعبي في ليلة القدر : ليلها كنهارها و قال الشافعي في القديم : استحب أن يكون اجتهاده في نهارها كاجتهاده في ليلها و هذا يقتضي استحباب الإجتهاد في جميع زمان العشر الأواخر ليله و نهاره و الله أعلم المحبون تطول عليهم الليالي فيعدونها غدا لانتظار ليالي العشر في كل عام فإذا ظفروا بها نالوا مطلوبهم و خدموا محبوبهم
( قد مزق الحب قميص الصبر ... و قد غدوت حائرا في أمري )
( آه على تلك الليالي الغر ... ما كن إلا كليالي القدر )
( إن عدن لي من بعد هذا الهجر ... وفيت لله بكل نذر )
( و قام بالحمد خطيب شكري )
رياح هذه الأسحار تحمل أنين المذنبين و أنفاس المحبين و قصص التائبين ثم تعود برد الجواب بلا كتاب
( أعلمتمو أن النسيم إذا سرى ... حمل الحديث إلى الحبيب كما جرى )
( جهل الحبيب بأنني في حبهم ... سهر الدجى عندي ألذ من الكرى )
فإذا ورد يريد برد السحر بحمل ملطفات الألطاف لم يفهمها غير من كتبت إليه
( نسيم صبا نجد متى جئت حاملا ... تحيتهم فاطو الحديث عن الركب )
( و لا تذع السر المصون فإنني ... أغار على ذكر الأحبة من صحبي )
يا يعقوب الهجر قد هبت ريح يوسف الوصل فلو استنشقت لعدت بعد العمى بصيرا و لوجدت ما كنت لفقده فقيرا
( كان لي قلب أعيش به ... ضاع مني في تقلبه )
( رب فاردده علي فقد ... عيل صبري في تطلبه )
( و أغثني ما دام بي رمق ... يا غياث المستغيث به )
لو قام المذنبون في هذه الأسحار على أقدام الإنكسار و رفعوا قصص الإعتذار مضمونها : { يا أيها العزيز مسنا و أهلنا الضر و جئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل و تصدق علينا } لبرز لهم التوقيع عليها : { لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم و هو أرحم الراحمين }
( أشكو إلى الله كما قد شكى ... أولاد يعقوب إلى يوسف )
( قد مسني الضر و أنت الذي ... تعلم حالي و ترى موقفي )
( بضاعتي المزجاة محتاجة ... إلى سماح من كريم وفي )
( فقد أتى المسكين مستمطرا ... جودك فارحم ذله و اعطف )
( فاوف كيلي و تصدق على ... هذا المقل البائس الأضعف )
قالت عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه و سلم : أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها قال : [ قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ] العفو من أسماء الله تعالى و هو يتجاوز عن سيئات عباده الماحي لأثارهم عنهم و هو يحب العفو فيحب أن يعفو عن عباده و يحب من عباده أن يعفو بعضهم عن بعض فإذا عفا بعضهم عن بعض عاملهم بعفوه و عفوه أحب إليه من عقوبته و كان النبي صلى الله عليه و سلم يقول : [ أعوذ برضاك من سخطك و عفوك من عقوبتك ] قال يحيى بن معاذ : لو لم يكن العفو أحب الأشياء إليه لم يبتل بالذنب أكرم الناس عليه يشير إلى أنه ابتلى كثيرا من أوليائه و أحبابه بشيء من الذنوب ليعاملهم بالعفو فإنه يحب العفو قال بعض السلف الصالح : لو علمت أحب الأعمال إلى الله تعالى لأجهدت نفسي فيه فرأى قائلا يقول له في منامه : إنك تريد ما لا يكون إن الله يحب أن يعفو و يغفر و إنما أحب أن يعفو ليكون العباد كلهم تحت عفوه و لا يدل عليه أحد منهم بعمل و قد جاء في [ حديث ابن عباس مرفوعا : إن الله ينظر ليلة القدر إلى المؤمنين من أمة محمد صلى الله عليه و سلم فيعفو عنهم و يرحمهم إلا أربعة : مدمن خمر و عاقا و مشاحنا و قاطع رحم ] لما عرف العارفون بجلاله خضعوا و لما سمع المذنبون بعفوه طمعوا ما تم إلا عفو الله أو النار لولا طمع المذنبين في العفو لاحترقت قلوبهم باليأس من الرحمة و لكن إذا ذكرت عفو الله استروحت إلى برد عفوه .كان بعض المتقدمين يقول في دعائه : اللهم إن ذنوبي قد عظمت فجلت عن الصفة و إنها صغيرة في جنب عفوك فاعف عني و قال آخر منهم : جرمي عظيم و عفوك كثير فاجمع بين جرمي و عفوك يا كريم.
يا كبير الذنب عفو الله من ذنبك أكبر ,أكبر الأوزار في جنب عفو الله يصغر و إنما أمر بسؤال العفو في ليلة القدر بعد الإجتهاد في الأعمال فيها و في ليالي العشر لأن العارفين يجتهدون في الأعمال ثم لا يرون لأنفسهم عملا صالحا و لا حالا و لا مقالا فيرجعون إلى سؤال العفو كحال المذنب المقصر قال يحيى بن معاذ : ليس بعارف من لم يكن غاية أمله من الله العفو
( إن كنت لا أصلح للقرب ... فشأنك عفو عن الذنب )
كان مطرف يقول في دعائه : اللهم ارض عنا فإن لم ترض عنا فاعف عنا من عظمت ذنوبه في نفسه لم يطمع في الرضا و كان غاية أمله أن يطمع في العفو و من كملت معرفته لم ير نفسه إلا في هذه المنزلة
( يا رب عبدك قد أتا ... ك و قد أساء و قد هفا )
( يكفيه منك حياؤه ... من سوء ما قد أسلفا )
( حمل الذنوب على الذنو ... ب الموبقات و أسرفا )
( و قد استجار بذيل عفو ... ك من عقابك ملحفا )
( رب اعف و عافه ... فلأنت أولى من عفا )" انتهى.

النقل من الآجري سدد الله القائمين عليها

مهاجرة إلى ربي
2012-08-02, 16:00
مطوية العشر الأواخر من رمضان
للشيخ سالم العجمي حفظه الله تعالى
التحميل :
[ هنا (https://www.box.com/shared/mqmoqdxc262eml6qh4ml)]

مهاجرة إلى ربي
2012-08-02, 16:04
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته و مغفرته

بارك الله فيك أخيتي و جزاك خيرا

سنة الإعتكاف تكاد تكون مهجورة

فقط سؤال , هل المساجد تبقى مفتوحة خلال شهر رمضان أم أنها تغلق , و كيف لمن يريد الإعتكاف أن يفعل ؟

وفيك يبارك الله أخيتي وجزاك خيرا
بالنسبة هل تبقى المساجد مفتوحة في بلادنا
فهذه الله أعلم ربما يفيدك الإخوة أكثر
أما بالنسبة لنا نحن النساء فالأمر يكاد يكون مستحيل والله المستعان

الاميرال
2012-08-02, 16:13
بارك الله فيكم

جرح أليم
2012-08-02, 16:17
فقط سؤال , هل المساجد تبقى مفتوحة خلال شهر رمضان أم أنها تغلق , و كيف لمن يريد الإعتكاف أن يفعل ؟


نعم المفروض مفتوحة ومن أراد الإعتكاف فليراسل إما مديرية الشؤون الدينية أو إمام المسجد المعتكف فيه نسيت أيهما هو المسؤول ويسلم بطاقة التعريف الوطنية وبعض الأمور للتعريف به وهناك ربما تحقيق على ما اظن لأن البلاد ماهيش صافية

مع العلم ان هناك مساجد مخصصة للإعتكاف وليس طلها
هذا ما لدي
وللأسف في فصل الصيف الإعتكاف أصبح في النهار

مهاجرة إلى ربي
2012-08-02, 16:18
الأعمال الخاصة بالعشر الأواخر من رمضان
http://www.welcome2net.com/forum/data/thumbnails/1/Arabmobile_0425a.gif

كان النبي يخص العشر الأواخر من رمضان بأعمال لا يعلمها في بقية الشهر:

فمنها: إحياء الليل؛ فيحتمل أن المراد إحياء الليل كله، ففي حديث عائشة قالت: { كان النبي يخلط العشرين بصلاة ونوم، فإذا كان العشر - يعني الأخير - شمّر وشدّ المئزر } [رواه أحمد]. ويحتمل أن يريد بإحياء الليل إحياء غالبه، ويؤيده ما في صحيح مسلم عن عائشة، قالت: { ما أعلمه قام ليلة حتى الصباح }.
ومنها: أن النبي كان يوقظ أهله للصلاة في ليالي العشر دون غيره من الليالي، قال سفيان الثوري: أحب إليّ إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل، ويجتهد فيه، ويُنهض أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك. وقد صح عن النبي أنه كان يطرق فاطمة وعلياً ليلاً فيقول لهما: { ألا تقومان فُتصليان } [رواه البخاري ومسلم].

وكان يوقظ عائشة بالليل إذا قضى تهجده وأراد أن يُوتر. وورد الترغيب في إيقاظ أحد الزوجين صاحبه للصلاة، ونضح الماء في وجهه. وفي الموطأ أن عمر بن الخطاب كان يصلي من الليل ما شاء الله أن يصلي، حتى إذا كان نصف الليل أيقظ أهله للصلاة، يقول لهم: الصلاة الصلاة، ويتلو هذه الآية: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا [طه:132].
وكانت امرأة أبي محمد حبيب الفارسي تقول له بالليل: ( قد ذهب الليل وبين أيدينا طريق بعيد، وزادنا قليل، وقوافل الصالحين قد سارت قدامنا، ونحن قد بقينا ).


يا نائماً بالليل كم ترقد *** قم ياحبيبي قد دنا الموعد


وخُذ من الليل وأوقاته *** ورِداً إذا ما هجع الرّقد


من نام حتى ينقضي ليله *** ثم يبلغ المنزل أو يجهد

ومنها: أن النبي كان يشدّ المئزر. واختلفوا في تفسيره ؛ فمنهم من قال: هو كناية عن شدة جدِّه واجتهاده في العبادة، وهذا فيه نظر، والصحيح أن المراد اعتزاله للنساء، وبذلك فسره السلف والأئمة المتقدمون منهم سفيان الثوري، وورد تفسيره بأنه لم يأوِِ إلى فراشه حتى ينسلخ رمضان. وفي حديث أنس: {وطوى فراشه، واعتزل النساء }.
وقد قال طائفة من السلف في تفسير قوله تعالى: فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ [البقرة:187]: إنه طلب ليلة القدر. والمعنى في ذلك أن الله تعالى لما أباح مباشرة النساء في ليالي الصيام إلى أن يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، أمر مع ذلك بطلب ليلة القدر؛ لئلا يشتغل المسلمون في طول ليالي الشهر بالاستماع المباح، فيفوتهم طلب ليلة القدر، فأمر مع ذلك بطلب ليلة القدر بالتهجد من الليل، خصوصاً في الليالي المرجو فيها ليلة القدر، فمن ها هنا كان النبي يصيب من أهله في العشرين من رمضان، ثم يعتزل نساءه ويتفرغ لطلب ليلة القدر في العشر الأواخر.

ومنها: تأخيره للفطور إلى السحر: رُوي عنه من حديث عائشة وأنس أنه كان في ليالي العشر يجعل عشاءه سحوراً. ولفظ حديث عائشة: { كان رسول الله إذا كان رمضان قام ونام، فإذا دخل العشر شدّ المئزر، واجتنب النساء، واغتسل بين الأذانين، وجعل العشاء سحوراً } [رواه ابن أبي عاصم]. وعن أبي سعيد الخدري، عن النبي ، قال: { لا تواصلوا، فأيكم أراد أن يواصل فليواصل إلى السحر }، قالوا: فإنك تواصل يا رسول الله؟ قال: { إني لست كهيئتكم، إني أبيت لي مُطعم يُطعمني وساقٍ يسقيني } [رواه البخاري].

وظاهر هذا يدل على أنه كان يواصل الليل كله، وقد يكون إنما فعل ذلك لأنه رآه أنشط له على الاجتهاد في ليالي العشر، ولم يكن ذلك مضعفاً له عن العمل؛ فإن الله كان يطعمه ويسقيه.

ومنها: اغتساله بين العشاءين، وقد تقدم من حديث عائشة: { واغتسل بين الأذانين } والمراد: أذان المغرب والعشاء، قال ابن جرير: كانوا يستحبون أن يغتسلوا كل ليلة من ليالي العشر الأواخر. وكان النخعي يغتسل في العشر كل ليلة، ومنهم من كان يغتسل ويتطيب في الليالي التي تكون أرجى لليلة القدر. وكان أيوب السختياني يغتسل ليلة ثلاث وعشرين وأربع وعشرين، ويلبس ثوبين جديدين، ويستجمر ويقول: ليلة ثلاث وعشرين هي ليلة أهل المدينة، والتي تليها ليلتنا، يعني البصريين.

فتبين بهذا أنه يستحب في الليالي التي ترجى فيها ليلة القدر التنظف والتزين، والتطيب بالغسل والطيب واللباس الحسن، كما يشرع ذلك في الجُمع والأعياد. وكذلك يُشرع أخذ الزينة بالثياب في سائر الصلوات، ولا يكمل التزين الظاهر إلا بتزين الباطن بالتوبة والإنابة إلى الله تعالى، وتطهيره من أدناس الذنوب؛ فإن زينة الظاهر مع خراب الباطن لا تغني شيئاً.

ولا يصلح لمناجاة الملوك في الخلوات إلا من زين ظاهره وباطنه وطهرهما، خصوصاً ملك الملوك الذي يعلم السر وأخفى، وهو لا ينظر إلى صوركم، وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعماكم، فمن وقف بين يديه فليزين له ظاهره باللباس، وباطنه بلباس التقوى.


إذا المرء لم يلبس ثياباً من التقوى *** تقلب عُرياناً وإن كان كاسياً
ومنها: الاعتكاف، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى. وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه،
{ كان رسول الله يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قُبض فيه اعتكف عشرين }. وإنما كان يعتكف النبي في هذه العشر التي يُطلب فيها ليلة القدر، قطعاً لأشغاله، وتفريغاً لباله، وتخلياً لمناجاة ربه وذكره ودعائه.

فالمعتكف قد حبس نفسه على طاعة الله وذكره، وقطع عن نفسه كل شاغل يشغله عنه، وعكف بقلبه وقالبه على ربه وما يقربه منه، فما بقى له هم سوى الله وما يُرضيه عنه. وكما قويت المعرفة والمحبة له والأنس به أورثت صاحبها الانقطاع إلى الله تعالى بالكلية على كل حال.
يُتبع إن شاء الله تعالى

مهاجرة إلى ربي
2012-08-02, 16:27
ليلة القدر
http://www.welcome2net.com/forum/data/thumbnails/1/Arabmobile_0425a.gif


قال تعالى: إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ [القدر:1-3]. وعن أبي هريرة عن النبي أنه قال في شهر رمضان: { فيه ليلة خير من ألف شهر، منَ حُرم خيرها فقد حُرم } [رواه أحمد والنسائي]. وقال مالك: بلغني أن رسول الله صلى اللّه عليه وسلم أُرِي أعمار الناس قبله، أو ما شاء الله من ذلك، فكأنه تقاصر أعمار أمته ألا يبلغوا من العمل الذي بلغ غيرهم في طول العُمر، فأعطاه الله ليلة القدر خيراً من ألف شهر.

وأما العمل في ليلة القدر فقد ثبت عن النبي أنه قال: { من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه } وقيامها إنما هو إحياؤها بالتهجد فيها والصلاة، وقد أمر عائشة بالدعاء فيها أيضاً.

قال سفيان الثوري: الدعاء في تلك الليلة أحب إليَّ من الصلاة. ومراده أن كثرة الدعاء أفضل من الصلاة التي لا يكثر فيها الدعاء، وإن قرأ ودعا كان حسناً. وقد كان النبي يتهجد في ليالي رمضان، ويقرأ قراءة مرتلة، لا يمر بآية فيها رحمة إلا سأل، ولا بآية فيها عذاب إلا تعوذ، فيجمع بين الصلاة والقراءة والدعاء والتفكير. وهذا أفضل الأعمال وأكملها في ليالي العشر وغيرها.

وقالت عائشة رضي الله عنها للنبي : أرأيت إن وافقت ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: { قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فأعفُ عني } والعفو من أسماء الله تعالى، وهو المتجاوز عن سيئات عباده، الماحي لآثارها عنهم، وهو يُحبُ العفو ؛ فيحب أن يعفو عن عباده، ويحب من عباده أن يعفو بعضهم عن بعض ؛ فإذا عفا بعضهم عن بعض عاملهم بعفوه، وعفوه أحب إليه من عقوبته. وكان النبي يقول: { أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك } [رواه مسلم].

وإنما أمر بسؤال العفو في ليلة القدر بعد الاجتهاد في الأعمال فيها وفي ليالي العشر؛ لأن العارفين يجتهدون في الأعمال، ثم لا يرون لأنفسهم عملاً صالحاً ولا حالاً ولا مقالاً، فيرجعون إلى سؤال العفو الُمذنب المقصر.
http://www.welcome2net.com/forum/data/thumbnails/1/Arabmobile_0425a.gif


أسباب المغفرة في رمضان



عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى عليه وسلم قال: { من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه }رواه مسلم وعنه قال: قال : { من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه } [ رواهما البخاري ومسلم ].

دل حديث أبي هريرة على أن هذه الأسباب الثلاثة كل واحد منها مكفر لما سلف من الذنوب، وهي صيام رمضان، وقيامه، وقيام ليلة القدر، فقيام ليلة القدر بمجرده يكفر الذنوب لمن وقعت له، سواء كانت في أول العشر أو أوسطه أو آخره، وسواء شعر بها أو لم يشعر، ولا يتأخر تكفير الذنوب بها إلى انقضاء الشهر.

وأما صيام رمضان وقيامه فيتوقف التكفير بهما على تمام الشهر، فإذا تم الشهر فقد كمل للمؤمن صيام رمضان وقيامه، فيترتب له على ذلك مغفرة ما تقدم من ذنبه بتمام السببين، وهما صيام رمضان وقيامه.

فإذا كمل الصائمون صيام رمضان وقيامه فقد وفوا ما عليهم من العمل، وبقى ما لهم من الأجر وهو المغفرة؛ فإذا خرجوا يوم عيد الفطر إلى الصلاة قُسمت عليهم أجورهم، فرجعوا إلى منازلهم وقد استوفوا الأجر واستكملوه، ومن نقص من العمل الذي عليه نُقص من الأجر بحسب نَقصِه، فلا يَلُم إلا نفسه. قال سلمان: الصلاة مكيال، فمن وفى وفي له، ومن طفف فقد علمتم ما قيل في المطففين. فالصيام وسائر الأعمال على هذا المنوال؛ من وفاها فهو من خيار عباد الله الموفين، ومن طفف فيها فويل للمطففين. أما يستحي من يستوفي مكيال شهواته، ويطفف في مكيال صيامه وصلاته.


غداً تُوفّى النفوس ما كسبت *** ويحصد الزارعون ما زرعوا


إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم *** وإن أساءوا فبئس ما صنعوا

كان السلف الصالح يجتهدون في إتمام العمل وإكماله وإتقانه، ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله، ويخافون من رده، وهؤلاء الذين يُؤتُونَ مَاآتَوا وَقُلُوبُهُم وَجِلَةٌ [المؤمنون:60]. رُوي عن علي رضي اللّه عنه، قال: كونوا لقبول العمل أشد اهتماماً منكم بالعمل، ألم تسمعوا الله عز وجل يقول: إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ [المائدة:27].

وعن الحسن قال: ( إن الله جعل شهر رمضان مضماراً لخلقه، يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته، فسبق قوم ففازوا، وتخلف آخرون فخابوا ). فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون ويخسر فيه المبطلون.

ومن أسباب المغفرة فيه أيضاً: تفطير الصوام، والتخفيف عن المملوك، ومنها الذكر، ومنها الاستغفار، والاستغفار طلب المغفرة، ودعاء الصائم يستجاب في صيامه وعند فطره، ومنها استغفار الملائكة للصائمين حتى يفطروا، فلما كثرت أسباب المغفرة في رمضان كان الذي تفوته المغفرة فيه محروماً غاية الحرمان.

فمتى يُغفر لمن لا يغفر له في هذا الشهر؟ متى يُقبل من رُد في ليلة القدر؟ متى يصلح من لا يصلح في رمضان؟ متى يصح من كان به فيه من داء الجهالة والغفلة مرضان؟ كلّ ما لا يثمر من الأشجار في أوان الثمار فإنه يُقطع ثم يوقد في النار، من فرط في الزرع في وقت البِذار لم يحصد يوم الحصاد غير الندم والخسار.
http://www.welcome2net.com/forum/data/thumbnails/1/Arabmobile_0425a.gif


رمضان شهر العتق من النيران

وأما آخر الشهر فُيعتق فيه من النار من أوبقته الأوزار، واستوجب النار بالذنوب الكبار، فإذا كان يوم الفطر من رمضان أعتق الله فيه أهل الكبائر من الصائمين من النار، فيلتحق فيه المذنبون بالأبرار.

ولما كانت المغفرة والعتق من النار كل منهما مرتباً على صيام رمضان وقيامه، أمر الله سبحانه وتعالى عند إكمال العدة بتكبيره وشكره، فقال: وَلتُكمِلُوا العِدةَ وَلِتُكَبِرُوا اللّه عَلَى مَا هَدَاكُم وَلَعَلَكُم تَشكُرُنَ [البقرة:185]. فشُكرُ من أنعم على عباده بتوفيقهم للصيام وإعانتهم عليه، ومغفرته لهم به، وعتقهم من النار، أن يذكروه ويشكروه ويتقوه حق تقاته.

يا من أعتقه مولاه من النار! إياك أن تعود بعد أن صرت حراً إلى رق الأوزار، أيبعدك مولاك عن النار وأنت تتقرب منها؟ وينقذك منها وأنت توقع نفسك فيها ولا تحيد عنها؟ !

فينبغي لمن يرجو العتق في شهر رمضان من النار أن يأتي بأسباب توجب العتق من النار، وهي متيسرة في هذا الشهر؛ ففي صحيح ابن خزيمه: ( فاستكثروا فيه من أربع خصال: خصلتان تُرضون بهما ربكم، وخصلتين لا غناء بكم عنهما. فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله والاستغفار. وأما اللتان لا غناء لكم عنهما فتسألون الله الجنة، وتعوذون به من النار ).

فهذه الخصال الأربع المذكورة في هذا الحديث كل منها سبب للعتق والمغفرة. فأما كلمة التوحيد فإنها تهدم الذنوب وتمحوها محواً، ولا تبقي ذنباً، ولا يسبقها عمل، وهي تعدل عتق الرقاب الذي يوجب العتق من النار. وأما كلمة الاستغفار فمن أعظم أسباب المغفرة، فإن الاستغفار دعاء بالمغفرة، ودعاء الصائم مستجاب في حال صيامه وعند فطره، وأنفع الاستغفار ما قارنته التوبة، فمن استغفر بلسانه وقلبه على المعصية معقود، وعزمه أن يرجع إلى المعاصي بعد الشهر ويعود، فصومه عليه مردود، وباب القبول عنه مسدود. وأما سؤال الجنة والاستعاذة من النار فمن أهم الدعاء، وقد قال النبي : { حولهما نُدَندنُ } [رواه أبو داود وابن ماجة].
http://www.welcome2net.com/forum/data/thumbnails/1/Arabmobile_0425a.gif

وداعاً رمضان

عباد الله، إن شهر رمضان قد عزم على الرحيل، ولم يبق منه إلا القليل، فمن منكم أحسن فيه فعليه التمام، ومن كان فرط فليختمه بالحسنى، فالعمل بالختام، فاستمتعوا منه فيما بقى من الليالي اليسيرة والأيام، واستودعوه عملاً صالحاً يشهد لكم به عند الملك العلام، وودِّعُوه عند فراقه بأزكى تحية وسلام.

يا شهر رمضان ترفّق، دموع المحبين تُدفَق، قلوبهم من ألم الفراق تَشَقّق، عسى وقفة للوداع تطفىء من نار الشوق ما أحرق، عسى ساعة توبة وإقلاع ترفو من الصيام كل ما تخرّق، عسى منقطع عن ركب المقبولين يلحق، عسى أسير الأوزار يُطلَق، عسى من استوجب النار يُعتق، عسى رحمة المولى لها العاصي يُوفّق.

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
http://www.welcome2net.com/forum/data/thumbnails/1/Arabmobile_0425a.gif

من كتاب ( لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف ) للحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى
منقولة من شبكة سحاب السلفية

والحمد لله رب العالمين
أعاننا الله وإياكم على الصيام والقيام وصالح الأعمال
وجعلنا وإياكم ممن يدركون ليلة القدر فيُغفر لهم برحمةٍ من الله وفضل

نهج السلف
2012-08-03, 13:38
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

يرفع للفائدة رفع الله قدر صاحبة الموضوع و قدركم

مهاجرة إلى ربي
2012-08-06, 00:36
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

يرفع للفائدة رفع الله قدر صاحبة الموضوع و قدركم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
رفع الله قدرك يا أمّ ســــارة في الدنيا والآخرة

ب.علي
2012-08-06, 02:33
السلام عليكم

اللهم أعنا على صيام رمضان وقيامه

اللهم اعنا على صيام رمضان وقيامه

اللهم اجعلنا ممن يصوم رمضآن إيمان واحتسابا

اللهم اجعلنا من العتقاء من النار

اللهم اعنا على صيام رمضان وقيامه واجعلنا مما يتسابقون بالطاعات وثبتنا

اللهم تقبل منا انك انت السميع العليم

اللهم اغفرلنا وولوالدينا وازواجنا واخواننا وجميع المسلمين

اللهم ارزقنا توبة قبل الموت

اللهم احسن خاتمتنا واجعل قبورنا روضة من رياض الجنه

مهاجرة إلى ربي
2012-08-06, 10:05
السلام عليكم

اللهم أعنا على صيام رمضان وقيامه

اللهم اعنا على صيام رمضان وقيامه

اللهم اجعلنا ممن يصوم رمضآن إيمان واحتسابا

اللهم اجعلنا من العتقاء من النار

اللهم اعنا على صيام رمضان وقيامه واجعلنا مما يتسابقون بالطاعات وثبتنا

اللهم تقبل منا انك انت السميع العليم

اللهم اغفرلنا وولوالدينا وازواجنا واخواننا وجميع المسلمين

اللهم ارزقنا توبة قبل الموت

اللهم احسن خاتمتنا واجعل قبورنا روضة من رياض الجنه





وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين آمين آمين
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى وأصحابه أجمعين
جزاكم الله خيرا ووفقنا الله وإياكم

mooh1985
2012-08-06, 10:06
حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات
موضوع مفيد جدا جعله الله في ميزان حسناتك

مهاجرة إلى ربي
2012-08-06, 10:14
ليلة القدر
للشيخ عبد الرزاق العباد البدر حفظه الله
التحميل
[ هنا (http://archive.org/download/matwiyatramadaniya/laylatelkadr-elbadr.pdf)]

مهاجرة إلى ربي
2012-08-06, 10:16
حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات
موضوع مفيد جدا جعله الله في ميزان حسناتك


آمين
بارك الله فيكم

مهاجرة إلى ربي
2012-08-08, 03:35
عباد الله، إن شهر رمضان قد عزم على الرحيل، ولم يبق منه إلا القليل، فمن منكم أحسن فيه فعليه التمام، ومن كان فرط فليختمه بالحسنى، فالعمل بالختام، فاستمتعوا منه فيما بقى من الليالي اليسيرة والأيام، واستودعوه عملاً صالحاً يشهد لكم به عند الملك العلام، وودِّعُوه عند فراقه بأزكى تحية وسلام.

يا شهر رمضان ترفّق، دموع المحبين تُدفَق، قلوبهم من ألم الفراق تَشَقّق، عسى وقفة للوداع تطفىء من نار الشوق ما أحرق، عسى ساعة توبة وإقلاع ترفو من الصيام كل ما تخرّق، عسى منقطع عن ركب المقبولين يلحق، عسى أسير الأوزار يُطلَق، عسى من استوجب النار يُعتق، عسى رحمة المولى لها العاصي يُوفّق.
من كلام الحافظ ابن رجب رحمه الله ، أعلاه
*************
أقبلت العشر إخوتي
فهل نحن مشمِّرون!!

اللهم إنّك عفوٌّ تحبُّ العفو فاعف عنا

مسافرة الى الله
2012-08-20, 10:40
رحم الله بطنا انجبتك اختي دمت بخير وعافية

kimokimoki
2012-08-21, 05:34
الله الله الله

~أمة الله~
2013-07-27, 19:05
للرفع ، لاقتراب العشر
بلغنا وإياكم ليلة القدر

أم يـاسـمـيـن
2013-07-28, 05:23
سبحان الله وبحمده

حقائب فرح
2013-07-28, 14:41
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا لكن اريد من فضلك توضيح اكثر عن مدة الاعتكاف سمعت من فقيه ان الاعتكاف ليست ساعة او 4ساعات بل ليلة فهمت هذا ولكن هل يمكن لك التوضيح اكثر من حيث المدة جزاك الله خيرا

nabi1 m
2013-07-28, 15:04
السلام عليكم
شكرا على هذه الإستفاضة في الشرح والتفصيل
تقبل الله منا الصيم والقيام ووفقنا إلى اتمام ما بقي من رمضان على الوجه الذي يرضيه عنا.
آمين

~أمة الله~
2013-07-28, 17:58
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا لكن اريد من فضلك توضيح اكثر عن مدة الاعتكاف سمعت من فقيه ان الاعتكاف ليست ساعة او 4ساعات بل ليلة فهمت هذا ولكن هل يمكن لك التوضيح اكثر من حيث المدة جزاك الله خيرا
وعليكِ السلام ورحمةُ الله وبركاته
أهلا بكِ أخية، تفضلي الجواب على سؤالك :
قال العلامة النجمي رحمه الله :

سابعاً : اختلف أهل العلم في جواز الاعتكاف أقل من يوم كامل ومن ليلة كاملة فأجازه بعضهم بالنية لأنه إذا جلس في المسجد ونوى اعتكاف ساعة اعتبر ذلك عباده
وخالف في ذلك آخرون ومنعوه والقول الأول فيما أرى هو الأصح لأن ما شرع أصله بيوم أو أكثر فلا مانع من شرعيته بأقل من يوم وبالله التوفيق . [ تأسيس الأحكام \ باب الاعتكاف]

وقال شيخ الإسلام ابن باز رحمه الله :

الاعتكاف سنة، وهو لزوم المسجد لطاعة الله -عز وجل-؛ للتفرغ للعبادة، في الليل أو النهار، ساعة أو يوماً أو ليلةً أو أياماً أو ليالي سنة، كما قال الله -جل وعلا- وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ[البقرة: 187]، وقد ثبت عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنه اعتكف العشر الأواخر من رمضان، وفي بعض السنوات تركها لبعض الأسباب واعتكف العشر الأول من شوال، فهو سنة وفي رمضان أفضل، في رمضان وفي العشر الأخيرة أفضل، وإن اعتكف في غير رمضان كشوال أو ذي القعدة أو ذي الحجة أو محرم أو غير ذلك فلا بأس، سنةٌ مطلقة في جميع الزمان..." [ نور على الدرب]

شبكة سحاب (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=122792)

~أمة الله~
2013-07-28, 18:12
«فضائل العشر الأواخر من رمضان»

http://vb.noor-alyaqeen.com/imgcache/16591.imgcache.png




سُئِلَ الإمام / محمَّد بن صالح العُثيمين -رَحِمَهُ اللَّـهُ تَعَالَىٰ-: للعشر الأواخر فضل عظيم ومنزلة كبيرة -العشر الأواخر مِنْ رمضان-، المستمع عبد الله آل حمد يقول فيه: نرجُو مِنْ شيخ محمَّد بيان فضل في هذه العشر الأواخر؟

فقالَ -رَحِمَهُ اللَّـهُ تَعَالَىٰ-: الحمدُ للَّـهِ ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام علىٰ نَبيِّنا محمَّدٍ، وعلىٰ آلهِ وأصْحابه أجمعين. هذه العشر الأواخر مِنْ رمضان هي أفضل شهر رمضان، ولهذا كانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخصُّها بالاعتكاف طلبًا لليلة القدر، وكانَ فيها ليلة القدر الَّتي قالَ اللَّـهُ عَنْهَا: ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ‌ خَيْرٌ‌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾‌ ﴿القدر: ٣﴾، وكانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخصُّ هذه اللَّيالي بقيام اللَّيل كلّه.

فينبغي للإنسان في هذه اللَّيالي العشر: أنْ يحرص علىٰ قيام اللَّيل، ويُطيل فيها القراءة، والرُّكوع والسُّجود، وإذا كان مع الإمام فليُلازمه حتَّىٰ ينصرف، لأنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: ((مَنْ قامَ معَ الإمام حتَّىٰ ينصرف كُتِبَ لهُ قيام ليلة)).

وفي آخر هذه الأيَّام، -بل عند انتهائها-: يكون تكبير الله عَزَّ وَجَلَّ، ويكون دفع زكاة الفطر، لقوله تَعَالَىٰ: ﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُ‌وا اللَّـهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُ‌ونَ﴾ ﴿البقرة: ١٨٥﴾، ولقول النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في زكاة الفطر: ((مَنْ أدَّاها قبل الصَّلاة فَهِيَ زكاةٌ مقبولة))، وأمر صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنْ تؤدَّى زكاة الفطر قبل الصَّلاة، أيْ: يوم العيد. نعم.اهـ.

([«فتاوىٰ نورٌ علىٰ الدَّرب» الشَّريط رقم: (154) الوجه الأوَّل /الفتوىٰ رقم: (1)])




حمِّل الملف الصَّوتيّ~




¤°¤°¤


وأيضًا سُئِلَ معالي الشَّيخ الدُّكتور/ صالح بن فوزان الفوزان -حَفِظَهُ اللَّـهُ تَعَالَىٰ-: أرجو الإفادة عن فضائل العشر الأواخر من رمضان‏؟‏

فقالَ -حَفِظَهُ اللَّـهُ تَعَالَىٰ-: فضائل العشر الأواخر عظيمة، وذلك لأنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يجتهد فيها أكثر مِنْ اِجْتهاده في أوَّل الشَّهر‏:‏

• فكان عليه الصَّلاة والسَّلام يجتهد في التَّهجد في هذه اللَّيالي أكثر من تهجده في أوَّل الشَّهر.‏

• وكانَ عليه الصَّلاة والسَّلام يعتكف في العشر الأواخر مِنْ رمضان، بمعنىٰ‏:‏ أنَّهُ يمكث في المسجد لذكر اللَّـه وللعبادة، ولا يخرج منهُ إلاَّ لحاجة الإنسان طيلة العشر الأواخر؛ ممَّا يدل علىٰ مزيتها وفضيلتها‏.‏

• كذلك فإنَّ أكثر ما يُرجىٰ مصادفة ليلة القدر في هذه العشر الأواخر؛ لأنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخبر أنَّها تُرجىٰ في العشر الأواخر خاصَّة، فكان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجتهد في هذه العشر طلبًا لليلة القدر‏.‏اهـ.


([«المنتقىٰ مِنْ فتاوىٰ الشَّيخ صالح الفوزان» / (3/102،103) / الفتوىٰ رقم: (234)])


المصدر: منتديات نور اليقين (http://vb.noor-alyaqeen.com)

abdoubem
2013-07-28, 18:39
جزاك الله خيرا

حقائب فرح
2013-07-30, 18:27
وعليكِ السلام ورحمةُ الله وبركاته
أهلا بكِ أخية، تفضلي الجواب على سؤالك :
قال العلامة النجمي رحمه الله :

سابعاً : اختلف أهل العلم في جواز الاعتكاف أقل من يوم كامل ومن ليلة كاملة فأجازه بعضهم بالنية لأنه إذا جلس في المسجد ونوى اعتكاف ساعة اعتبر ذلك عباده
وخالف في ذلك آخرون ومنعوه والقول الأول فيما أرى هو الأصح لأن ما شرع أصله بيوم أو أكثر فلا مانع من شرعيته بأقل من يوم وبالله التوفيق . [ تأسيس الأحكام \ باب الاعتكاف]

وقال شيخ الإسلام ابن باز رحمه الله :

الاعتكاف سنة، وهو لزوم المسجد لطاعة الله -عز وجل-؛ للتفرغ للعبادة، في الليل أو النهار، ساعة أو يوماً أو ليلةً أو أياماً أو ليالي سنة، كما قال الله -جل وعلا- وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ[البقرة: 187]، وقد ثبت عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنه اعتكف العشر الأواخر من رمضان، وفي بعض السنوات تركها لبعض الأسباب واعتكف العشر الأول من شوال، فهو سنة وفي رمضان أفضل، في رمضان وفي العشر الأخيرة أفضل، وإن اعتكف في غير رمضان كشوال أو ذي القعدة أو ذي الحجة أو محرم أو غير ذلك فلا بأس، سنةٌ مطلقة في جميع الزمان..." [ نور على الدرب]

شبكة سحاب (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=122792)

جزاك الله خيرا اختاه وجعلها الله في ميزان حسناتك

~أمة الله~
2013-07-31, 00:21
الثمر المستطاب فيما جاء في ليلة القدر من علامات وآداب

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فهذه مباحث مختصرة في فضل ليلة القدر انتقيتها وليس لي فيها إلا الجمع والترتيب.
أبو أسامة سمير الجزائري


وقت ليلة القدر

وردت أحاديث كثيرة في ذلك ، فقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( التمسوها في العشر الأواخر ، في الوتر) رواه البخاري ( 1912 ) وانظر ( 1913 ) ورواه مسلم ( 1167 ) وانظر ( 1165 )

وفي الأوتار منها بالذات ، أي ليالي : إحدى وعشرين ، وثلاث وعشرين ، وخمس وعشرين ، وسبع وعشرين ، وتسع وعشرين.
ورجّح بعض العلماء أنها تتنقل وليست في ليلة معينة كل عام ، قال النووي رحمه الله : ( وهذا هو الظاهر المختار لتعارض الأحاديث الصحيحة في ذلك ، ولا طريق إلى الجمع بين الأحاديث إلا بانتقالها ) المجموع 6/450 .


سبب تسميتها بليلة القدر

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى
أولا : سميت ليلة القدر من القدر وهو الشرف كما تقول فلان ذو قدر عظيم ، أي ذو شرف
ثانيا : أنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة ، فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام ، وهذا من حكمة الله عز وجل وبيان إتقان صنعه وخلقه .
ثالثا : وقيل لأن للعبادة فيها قدر عظيم لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه

وقوله " فيها يفرق كل أمر حكيم " أي تقدّر في تلك الليلة مقادير الخلائق على مدى العام ، فيكتب فيها الأحياء والأموات والناجون والهالكون والسعداء والأشقياء والعزيز والذليل والجدب والقحط وكل ما أراده الله تعالى في تلك السنة .

والمقصود بكتابة مقادير الخلائق في ليلة القدر -والله أعلم - أنها تنقل في ليلة القدر من اللوح المحفوظ .

قال ابن عباس " أن الرجل يُرى يفرش الفرش ويزرع الزرع وأنه لفي الأموات " أي انه كتب في ليلة القدر انه من الأموات . وقيل أن المعنى أن المقادير تبين في هذه الليلة للملائكة .

ومعنى ( القدر) التعظيم ، أي أنها ليلة ذات قدر ، لهذه الخصائص التي اختصت بها ، أو أن الذي يحييها يصير ذا قدر . وقيل : القدر التضييق ، ومعنى التضييق فيها : إخفاؤها عن العلم بتعيينها ، وقال الخليل بن أحمد : إنما سميت ليلة القدر ، لأن الأرض تضيق بالملائكة لكثرتهم فيها تلك الليلة ، من ( القدر ) وهو التضييق ، قال تعالى : ( وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه ) سورة الفجر /16 ، أي ضيق عليه رزقه .

وقيل : القدر بمعنى القدَر - بفتح الدال - وذلك أنه يُقدّر فيها أحكام السنة كما قال تعالى : (فيها يفرق كل أمر حكيم)
ولأن المقادير تقدر وتكتب فيها .

فسماها الله تعالى ليلة القدر وذلك لعظم قدرها وجلالة مكانتها عند الله ولكثرة مغفرة الذنوب وستر العيوب فيها فهي ليلة المغفرة كما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) البخاري ( 1910) ، ومسلم ( 760 ).


معنى قيام ليلة القدر إيماناً واحتساباً


كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ إيماناً واحتساباً‏.‏

الإيمان هو ‏:‏ التصديق بفضلها، والتصديق بمشروعية العمل فيها‏.‏ والعمل المشروع فيها هو الصلاة، والقراءة، والدعاء، والابتهال، والخشوع، ونحوذلك‏.‏‏.‏ فإن عليك أن تؤمن بأن الله أمر به، وشرعه، ورغب فيه، فمشروعيته متأكدة‏.‏

وإيمان المرء بذلك تصديقه بأن الله أمر به، وأنه يثيب عليه‏.‏

وقوله: (إيماناً واحتسابا) أي تصديقاً بوعد الله بالثواب عليه وطلباً للأجر لا لقصد آخر من رياء أو نحوه . فتح الباري 4/251 .

وأما الاحتساب‏:‏ فمعناه خلوص النية، وصدق الطوية، بحيث لا يكون في قلبه شك ولا تردد، وبحيث لا يريد من صلاته، ولا من قيامه شيئاً من حطام الدنيا، ولا شيئاً من المدح، ولا الثناء عليه، ولا يريد مراءاة الناس ليروه، ولا يمدحوه ويثنوا عليه، إنما يريد أجره من الله تعالى، فهذا هو معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم‏:‏ إيماناً واحتساباً‏.‏

وأما غفران الذنوب فإنه مقيد في بعض الروايات بغفران الخطايا التي دون الكبائر، أما الكبائر فلابد لها من التوبة النصوح، فالكبائر يجب أن يتوب الإنسان منها، ويقلع عنها ويندم‏.‏

أما الصغائر فإن الله يمحوها عن العبد بمثل هذه الأعمال، والمحافظة عليها، ومنها‏:‏ صيام رمضان، وقيامه، وقيام هذه الليلة‏.‏


العلامات التي تُعرف بها ليلة القدر


ما جاء في حديث أبي بن كعب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها" خرجه مسلم.
والمقصود أنه لكثرة اختلاف الملائكة في ليلتها ونزولها إلى الأرض وصعودها بما تنزل به، سترت بأجنحتها وأجسامها اللطيفة ضوء الشمس وشعاعها"ا.هـ.

وأما غير ذلك من العلامات، فلا يثبت فيها حديث، ككونها ليلة ساكنة، لا حارة ولا باردة، ولا يُرى فيها بنجم، ولا يحل للشيطان أن يخرج مع الشمس يومئذ.

وهناك علامات لا أصل لها، وليست بصحيحة، كالأشجار تسجد على الأرض ثم تعود إلى مكانها، وأن المياه المالحة تصبح في ليلة القدر حلوة، وأن الكلاب لا تنبح فيها، وأن الأنوار تكون في كل مكان.
ليلة القدر ليست للمصلين فقط
بل هي للنفساء والحائض، والمسافر والمقيم، وقد قال الضحاك: "لهم في ليلة القدر نصيب، كلُ من تقبل الله عمله، سيعطيه نصيبه من ليلة القدر".
وينبغي للإنسان أن يشغل عامة وقته بالدعاء والصلاة، قال الشافعي: استحب أن يكون اجتهاده في نهارها، كاجتهاده في ليلها. وقال سفيان الثوري: "الدعاء في الليلة أحب إلي من الصلاة".
قال النووي: ويُستحب أن يُكثر فيها من الدعوات بمهمات المسلمين، فهذا شعار الصالحين، وعباد الله العارفين"ا.هـ.
وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


أبو أسامة سمير الجزائري
-غفر الله له ما تقدم وما تأخر من ذنبه-
بلعباس
21 رمضان 1434 الموافق 29 جويلية 2013