ابو إبراهيم
2009-02-17, 10:01
بسم الله الرحمـــــــــــن الرحيــم
نداء الى اهل الصومال
-1 مقدمة الشيخ سلمان العودة
:الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، وصلوات الله وسلامه على إمام الدعاة وسيد الهداة، وقائد المصلحين، محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه واقتفى أثره وهداه، أما بعد:
فهذه كلمات ملؤها الأمل والتطلع والتفاؤل، دافعها الحب والصدق والنصح الذي نضمره في قلوبنا لكل مسلم، كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال جرير رضي الله عنه: "فورب هذا البيت إني لناصح لكم". ونرجو أن يكون هذا دأبنا ودأب كل مسلم غيور على دينه.
وإن الإخوة في الصومال كبيرهم وصغيرهم ـ وليس فيهم صغير ـ هم على منزلة واحدة، لا تمييز بينهم ولا تفاوت، ومن هذا المنطلق جاءت هذه الكلمات التي أرجو أن تقع موقعها في نفوسهم الطيبة المباركة المخلصة لهذا الدين.
2- ألم وأمل:
إن شعبنا المسلم في الصومال عانى من ويلات الحرب واختلاف الكلمة وتمزق النسيج الاجتماعي بسبب الحرب والاختلاف، وما ترتب عليه من سفك الدماء والتشريد في داخل البلاد وخارجها، وحان الوقت لهذا الشعب أن يستظل بظلال الأمن والأمان ويبني دولته ومؤسساته الاجتماعية والتنموية والاقتصادية والثقافية والعلمية ... إلخ.. على أسس راسخة من العدل والمساواة وسيادة القانون واستقلال القضاء، من خلال مرجعيته الإسلامية.
إننا نناشد الفصائل الصومالية أن تلتف حول الرئيس الجديد الذي وصل إلى سدة الحكم من خلال مؤسسات الشعب الصومالي، والشيخ شريف معروف لدى الفصائل الصومالية في الداخل والخارج، وعُرف بأخلاقه ووقوفه مع الشريعة، وإخلاصه لدينه ووطنه ـ نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً ـ.
قد آن الوقت لوضع السلاح وجلوس الفصائل الصومالية للحوار والنقاش من أجل المصلحة العليا للشعب الصومالي، لكي يصلوا إلى اتفاق يحبه ربنا ويرجع بالخير العميم على الشعب الصومالي الجريح، وعلى أمتكم التي تتشوق لوحدة صفكم واجتماع كلمتكم. كما نناشد الأخ الرئيس أن يضع يده في يد إخوانه مشاورة ومشاركة واستماعاً وأن لا يقطع أمراً دونهم، وأن يمتثل في كل موقف حساسية الأمر ودقته وحاجته الشديدة للحكمة والتريث وطول النفس، أسوة بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في سياسته مع الناس.
3- الاحتكام إلى الشريعة:
إننا ندعوكم إلى تحكيم الإسلام فيما بينكم من خلاف، قال الله تعالى: (وَمَااخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُاللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ). وقال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا).
إن الاحتكام إلى الشريعة وتطبيقها ليس مقصوراً على الحدود والعقوبات، كما يتوهم من لا فقه عنده، بل هو معنى عام يقتضي حفظ ضروريات الدين والحياة التي هي:
1- الدين 2- النفس والدم 3- المال
4- العقل 5- العرض 6- الاجتماع
ولا يتم حفظ ذلك كله إلا بالأمن والاستقرار.
وتطبيق الشريعة يعني تطبيق الأخلاق الفاضلة لأنها من أعظم مقاصدها وقيمها كما قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ"، رواه مالك وأحمد وسنده صحيح.
ومن ذلك الشجاعة فهي خلق فاضل عظيم والشجاعة تكون مع النفس وتكون مع الأتباع، كما تكون مع الأعداء، ولذا جاء في الصحيحين: "إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِى يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ".
وليست الشجاعة كل الأخلاق بل هي خلق واحد، وكذلك الحلم والأناة كما مدح بها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أشج عبد القيس كما في صحيح مسلم "إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ الْحِلْمُ وَالأَنَاةُ".
وكذا التسامح والعفو فهي ممدوحة بالكتاب والسنة، محمودة في الطباع البشرية ولا يداوي الجراح ويزيل الوحشة والشحناء مثل الكرم والتسامح والتغافل، كما قال الشافعي رضي الله عنه: "الكيس العاقل هو الفطن المتغافل". وقيل لأحمد: إن فلاناً يقول تسعة أعشار العقل في التغافل؟، قال: بل هو العقل كله.
فالإحساس المفرط بالمؤامرة يولد سوء الظن ويُحضّر للمواجهة، ويحمل كل فرد أو فصيل أن يبادر بالشر على قاعدة جاهلية هي: "تغد به قبل أن يتعشى بك". بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن المشركين كما في صحيح مسلم "دَعُوهُمْ يَكُنْ لَهُمْ بَدْءُ الْفُجُورِ وَثِنَاهُ".
إن الهدوء وسعة البال والاعتدال في تقدير الأمور ضروري لاتخاذ الموقف السليم خاصة في أوقات الاضطراب والفتنة، وما أخال إخوتي بغافلين عن ذلك.
4- حق الإخاء:
إننا ندعوكم للحرص على الأخوة فيما بينكم، فهذا الأمر من مقاصد دينكم الإسلامي العظيم، فبه تحفظون وحدة الصف وقوة التلاحم ومتانة التماسك بين أفراد المسلمين، فالإخوة منحة من الله عز وجل، قال الله تعالى: (الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ).
وقال الله تعالى: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ..).
.... /...
نداء الى اهل الصومال
-1 مقدمة الشيخ سلمان العودة
:الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، وصلوات الله وسلامه على إمام الدعاة وسيد الهداة، وقائد المصلحين، محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه واقتفى أثره وهداه، أما بعد:
فهذه كلمات ملؤها الأمل والتطلع والتفاؤل، دافعها الحب والصدق والنصح الذي نضمره في قلوبنا لكل مسلم، كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال جرير رضي الله عنه: "فورب هذا البيت إني لناصح لكم". ونرجو أن يكون هذا دأبنا ودأب كل مسلم غيور على دينه.
وإن الإخوة في الصومال كبيرهم وصغيرهم ـ وليس فيهم صغير ـ هم على منزلة واحدة، لا تمييز بينهم ولا تفاوت، ومن هذا المنطلق جاءت هذه الكلمات التي أرجو أن تقع موقعها في نفوسهم الطيبة المباركة المخلصة لهذا الدين.
2- ألم وأمل:
إن شعبنا المسلم في الصومال عانى من ويلات الحرب واختلاف الكلمة وتمزق النسيج الاجتماعي بسبب الحرب والاختلاف، وما ترتب عليه من سفك الدماء والتشريد في داخل البلاد وخارجها، وحان الوقت لهذا الشعب أن يستظل بظلال الأمن والأمان ويبني دولته ومؤسساته الاجتماعية والتنموية والاقتصادية والثقافية والعلمية ... إلخ.. على أسس راسخة من العدل والمساواة وسيادة القانون واستقلال القضاء، من خلال مرجعيته الإسلامية.
إننا نناشد الفصائل الصومالية أن تلتف حول الرئيس الجديد الذي وصل إلى سدة الحكم من خلال مؤسسات الشعب الصومالي، والشيخ شريف معروف لدى الفصائل الصومالية في الداخل والخارج، وعُرف بأخلاقه ووقوفه مع الشريعة، وإخلاصه لدينه ووطنه ـ نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً ـ.
قد آن الوقت لوضع السلاح وجلوس الفصائل الصومالية للحوار والنقاش من أجل المصلحة العليا للشعب الصومالي، لكي يصلوا إلى اتفاق يحبه ربنا ويرجع بالخير العميم على الشعب الصومالي الجريح، وعلى أمتكم التي تتشوق لوحدة صفكم واجتماع كلمتكم. كما نناشد الأخ الرئيس أن يضع يده في يد إخوانه مشاورة ومشاركة واستماعاً وأن لا يقطع أمراً دونهم، وأن يمتثل في كل موقف حساسية الأمر ودقته وحاجته الشديدة للحكمة والتريث وطول النفس، أسوة بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في سياسته مع الناس.
3- الاحتكام إلى الشريعة:
إننا ندعوكم إلى تحكيم الإسلام فيما بينكم من خلاف، قال الله تعالى: (وَمَااخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُاللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ). وقال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا).
إن الاحتكام إلى الشريعة وتطبيقها ليس مقصوراً على الحدود والعقوبات، كما يتوهم من لا فقه عنده، بل هو معنى عام يقتضي حفظ ضروريات الدين والحياة التي هي:
1- الدين 2- النفس والدم 3- المال
4- العقل 5- العرض 6- الاجتماع
ولا يتم حفظ ذلك كله إلا بالأمن والاستقرار.
وتطبيق الشريعة يعني تطبيق الأخلاق الفاضلة لأنها من أعظم مقاصدها وقيمها كما قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ"، رواه مالك وأحمد وسنده صحيح.
ومن ذلك الشجاعة فهي خلق فاضل عظيم والشجاعة تكون مع النفس وتكون مع الأتباع، كما تكون مع الأعداء، ولذا جاء في الصحيحين: "إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِى يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ".
وليست الشجاعة كل الأخلاق بل هي خلق واحد، وكذلك الحلم والأناة كما مدح بها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أشج عبد القيس كما في صحيح مسلم "إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ الْحِلْمُ وَالأَنَاةُ".
وكذا التسامح والعفو فهي ممدوحة بالكتاب والسنة، محمودة في الطباع البشرية ولا يداوي الجراح ويزيل الوحشة والشحناء مثل الكرم والتسامح والتغافل، كما قال الشافعي رضي الله عنه: "الكيس العاقل هو الفطن المتغافل". وقيل لأحمد: إن فلاناً يقول تسعة أعشار العقل في التغافل؟، قال: بل هو العقل كله.
فالإحساس المفرط بالمؤامرة يولد سوء الظن ويُحضّر للمواجهة، ويحمل كل فرد أو فصيل أن يبادر بالشر على قاعدة جاهلية هي: "تغد به قبل أن يتعشى بك". بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن المشركين كما في صحيح مسلم "دَعُوهُمْ يَكُنْ لَهُمْ بَدْءُ الْفُجُورِ وَثِنَاهُ".
إن الهدوء وسعة البال والاعتدال في تقدير الأمور ضروري لاتخاذ الموقف السليم خاصة في أوقات الاضطراب والفتنة، وما أخال إخوتي بغافلين عن ذلك.
4- حق الإخاء:
إننا ندعوكم للحرص على الأخوة فيما بينكم، فهذا الأمر من مقاصد دينكم الإسلامي العظيم، فبه تحفظون وحدة الصف وقوة التلاحم ومتانة التماسك بين أفراد المسلمين، فالإخوة منحة من الله عز وجل، قال الله تعالى: (الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ).
وقال الله تعالى: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ..).
.... /...