ليتيم الشافعي
2009-02-16, 19:31
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قال أبو وداعة كنت ألازم مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم طلبا للعلم وكنت أداوم على حلقة سعيد بن المسيب وأزاحم الناس في الحلقة وكان الشيخ يهتم بي اهتماما خاصا حتى تغيبت عن الحلقة أياما وتفقدني سعيد وظن أنه أصابني مرض فسأل عنّي من حولي فلم يجد عند أحد منهم خبرا.
وبعد أيام رجعت إلى الحلقة ورحب بي سعيد وسألني أين كنت يا أبا وداعة فقلت توفيت زوجتي واشتغلت بأمرها.
قال هلا أخبرتنا يا أبا وداعة فنواسيك ونشهد جنازتها معك ونعينك على ما أنت فيه فقلت جزاك الله خيرا وهممت أن أرجع فاستبقاني وقال لي اجلس.
حتى انصرف جميع من في المجلس وبقيت وحدي معه فقال أما فكرت في استحداث زوجة لك..........؟
فقلت يا إمام يرحمك الله ومن يزوجني فأنا شاب نشأت فقيرا وعشت فقيرا لا أملك إلا درهمين أو ثلاث دراهم فقال أنا أزوجك ابنتي.
فانعقد لساني وقلت أنت تزوجني ابنتك بعد ما عرفت من حالتي ما عرفت.
فقال نعم نحن إذا جاءنا من نرضى دينه وخلقه زوجناه وأنت عندنا مرضي الدين والخلق.
طبعا هناك سبب ثاني لاستعجال سعيد في تزويج ابنته وهو إنه في هذا اليوم كان قد وصل خطاب من الخليفة عبد الملك بن مروان لسعيد يخطب منه يد ابنته لابنه الوليد ولي العهد.
وهو يريد أن يتخلص من هذه الخطبة خطبة الخليفة ويريد أن يزوج ابنته حتى يقول إنكم لم تلحقوا بها لأنها تزوجت ولن يجد أفضل من أبو وداعة زوجا صالحا ذا خلق لابنته.
نادى القريبين منه فأقبلوا وحمد سعيد الله تعالى وأثنى عليه وصلى على النبي ثم قال لأبي وداعة زوجتك ابنتي فلانة وجعلت مهرها درهمين اثنين هل قبلت.
قال أبو وداعة قبلت ثم قال أبو وداعة قمت من المجلس وأنا لا أدري ماذا والدهشة بادية على وجهي من زواجي خلال لحظات من بنت أعلم المسلمين سعيد بن المسيب.
ثم قصدت بيتي وكنت صائما ونسيت صومي وقلت ويحك يا أبا وداعة ماذا صنعت وأنت لا تملك شيئا من أجل الزواج ومن الذي سيقرضك في هذا الوقت ويعينك على نفقات الزواج.
وظللت على حالي حتى أذن المغرب فصليت المكتوبة وبدأت أفطر على خبز وزيت ولم آكل من الطعام لقمة أو لقمتين حتى قرع الباب فقلت من الطارق........؟
قال سعيد يقول أبو وداعة فخطر في بالي كل رجل اسمه سعيد إلا سعيد ابن المسيب لأنه لم ير منذ أربعين سنة إلا بين بيته والمسجد النبوي.
وهو القائل عن نفسه ما فاتتني صلاة أربعين سنة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم.
وما فاتتني تكبيرة الإحرام.
إلا في ذلك اليوم الذي ذكر فيه هذه المقولة ذهب إلى المسجد وقد أخطأ التوقيت فلم يدرك الجماعة والناس قد انصرفوا من المسجد.
يقول أبو وداعة ما كان يرى سعيد إلا في بيته أو في المسجد فتحت الباب فإذا أمامي إمام المسلمين سعيد بن المسيب فظننت أنه غيّر رأيه في زواج ابنته وقلت أبا محمد هلا ناديتني فآتيك.
قال بل أنت أحق بأن آتيك اليوم قلت له تفضل قال كلا ما جئت لأدخل وإنما جئت لأمر.
قال وما هو.....؟
قال ابنتي أصبحت زوجة لك بشرع الله تعالى وأنا أعلم أنه ليس معك أحد يؤنس وحشتك فكرهت أن تبيت أنت بمكان وزوجتك بمكان آخر فجئتك بها ثم التفت إلى ابنته وقال لها وهي خلفه ادخلي إلى بيت زوجك يا ابنتي على اسم الله وبركته.
قال فأرادت أن تمشي فتعثرت من شدة حيائها وأنا مندهش لا "أدري ماذا أفعل فدخلت البيت بسرعة أرتبه وأهيئه وتركنا سعيد ومضى.
تركت زوجتي في البيت وناديت جيراني من على السطح وأقبلوا ظنا منهم أنه أصابني شيء.
فأقبلوا وهم يقولون ما شأنك فقلت لهم عقد لي سعيد بن المسيب على ابنته في المسجد وجاءني بها الآن على غفلة فآنسوها حتى أنادي أمي من منزلها البعيد.
فقالت عجوز ويحك هل فيك شيء.....؟
يزوجك سعيد ابنته ويحملها إليك بنفسه هل هناك أحد يفعل ما تقول.
قال والله لقد زوجها لي وهي في البيت تعالوا فانظروا صدق ما أقول.
فتوجه النساء إلى داره ليروا صدق ما يقول وبالفعل رأوا ابنة سعيد عنده فرحبوا بها وآنسوا وحشتها.
قال أبو وداعة فأحضرت أمي ولما رأتها قالت وجهي من وجهك حرام حتى تدعني أزفها لك كما تزف حرائر النساء.
قال أنت وما تريدين فسعيد فعل هذا ثم أخذتها معها إلى بيتها وبقيت عندها ثلاثة أيام وجهزتها ثم زفتها إلي فإذا هي من أجمل نساء المدينة وأحفظ النساء لكتاب الله عز وجل وأعلم نساء المدينة بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وأعرف النساء بالزوج.
جمال وعلم وتربية ونسب لذلك خطبها الخليفة لابنه.
قال فزفوها إلي ومكثت معها أياما ما زارني فيها أحد من أهلي ولا من أهلها ثم ذهبت إلى حلقة الشيخ فسلمت عليه فرد علي السلام ولم يكلمني ولما انفض المجلس ولم يبق غيري قال:
ما حال زوجتك يا أبا وداعة فقلت هي على ما يحب الصديق ويكره العدو فقال الحمد لله ولما عدت إلى بيتي وجدته قد وجّه إليها مبلغا وفيرا من المال نستعين به على حياتنا.
هذه القصة يقصها جليس عبد الملك بن مروان على ابن عبد الملك بن مروان فقال ابن عبد الملك عجيب أمر هذا الرجل فقال رجل من أهل المدينة:
وما وجه العجب فيه يا أمير رجل جعل دنياه مطية لأخراه واشترى لنفسه الباقية أي الآخرة بالفانية الدنيا والله ما بخل على ابن أمير المؤمنين بابنته ولم ير أنه ليس كفئا لها وإنما خاف عليها فتنة الدنيا.
*******
منقول
اللهم إجعل أولياء الأمور مثل هذا الإمام...واجعل شبابنا مثل هذا الشاب ....واجعل نسائنا مثل هذه المرأة.
قال أبو وداعة كنت ألازم مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم طلبا للعلم وكنت أداوم على حلقة سعيد بن المسيب وأزاحم الناس في الحلقة وكان الشيخ يهتم بي اهتماما خاصا حتى تغيبت عن الحلقة أياما وتفقدني سعيد وظن أنه أصابني مرض فسأل عنّي من حولي فلم يجد عند أحد منهم خبرا.
وبعد أيام رجعت إلى الحلقة ورحب بي سعيد وسألني أين كنت يا أبا وداعة فقلت توفيت زوجتي واشتغلت بأمرها.
قال هلا أخبرتنا يا أبا وداعة فنواسيك ونشهد جنازتها معك ونعينك على ما أنت فيه فقلت جزاك الله خيرا وهممت أن أرجع فاستبقاني وقال لي اجلس.
حتى انصرف جميع من في المجلس وبقيت وحدي معه فقال أما فكرت في استحداث زوجة لك..........؟
فقلت يا إمام يرحمك الله ومن يزوجني فأنا شاب نشأت فقيرا وعشت فقيرا لا أملك إلا درهمين أو ثلاث دراهم فقال أنا أزوجك ابنتي.
فانعقد لساني وقلت أنت تزوجني ابنتك بعد ما عرفت من حالتي ما عرفت.
فقال نعم نحن إذا جاءنا من نرضى دينه وخلقه زوجناه وأنت عندنا مرضي الدين والخلق.
طبعا هناك سبب ثاني لاستعجال سعيد في تزويج ابنته وهو إنه في هذا اليوم كان قد وصل خطاب من الخليفة عبد الملك بن مروان لسعيد يخطب منه يد ابنته لابنه الوليد ولي العهد.
وهو يريد أن يتخلص من هذه الخطبة خطبة الخليفة ويريد أن يزوج ابنته حتى يقول إنكم لم تلحقوا بها لأنها تزوجت ولن يجد أفضل من أبو وداعة زوجا صالحا ذا خلق لابنته.
نادى القريبين منه فأقبلوا وحمد سعيد الله تعالى وأثنى عليه وصلى على النبي ثم قال لأبي وداعة زوجتك ابنتي فلانة وجعلت مهرها درهمين اثنين هل قبلت.
قال أبو وداعة قبلت ثم قال أبو وداعة قمت من المجلس وأنا لا أدري ماذا والدهشة بادية على وجهي من زواجي خلال لحظات من بنت أعلم المسلمين سعيد بن المسيب.
ثم قصدت بيتي وكنت صائما ونسيت صومي وقلت ويحك يا أبا وداعة ماذا صنعت وأنت لا تملك شيئا من أجل الزواج ومن الذي سيقرضك في هذا الوقت ويعينك على نفقات الزواج.
وظللت على حالي حتى أذن المغرب فصليت المكتوبة وبدأت أفطر على خبز وزيت ولم آكل من الطعام لقمة أو لقمتين حتى قرع الباب فقلت من الطارق........؟
قال سعيد يقول أبو وداعة فخطر في بالي كل رجل اسمه سعيد إلا سعيد ابن المسيب لأنه لم ير منذ أربعين سنة إلا بين بيته والمسجد النبوي.
وهو القائل عن نفسه ما فاتتني صلاة أربعين سنة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم.
وما فاتتني تكبيرة الإحرام.
إلا في ذلك اليوم الذي ذكر فيه هذه المقولة ذهب إلى المسجد وقد أخطأ التوقيت فلم يدرك الجماعة والناس قد انصرفوا من المسجد.
يقول أبو وداعة ما كان يرى سعيد إلا في بيته أو في المسجد فتحت الباب فإذا أمامي إمام المسلمين سعيد بن المسيب فظننت أنه غيّر رأيه في زواج ابنته وقلت أبا محمد هلا ناديتني فآتيك.
قال بل أنت أحق بأن آتيك اليوم قلت له تفضل قال كلا ما جئت لأدخل وإنما جئت لأمر.
قال وما هو.....؟
قال ابنتي أصبحت زوجة لك بشرع الله تعالى وأنا أعلم أنه ليس معك أحد يؤنس وحشتك فكرهت أن تبيت أنت بمكان وزوجتك بمكان آخر فجئتك بها ثم التفت إلى ابنته وقال لها وهي خلفه ادخلي إلى بيت زوجك يا ابنتي على اسم الله وبركته.
قال فأرادت أن تمشي فتعثرت من شدة حيائها وأنا مندهش لا "أدري ماذا أفعل فدخلت البيت بسرعة أرتبه وأهيئه وتركنا سعيد ومضى.
تركت زوجتي في البيت وناديت جيراني من على السطح وأقبلوا ظنا منهم أنه أصابني شيء.
فأقبلوا وهم يقولون ما شأنك فقلت لهم عقد لي سعيد بن المسيب على ابنته في المسجد وجاءني بها الآن على غفلة فآنسوها حتى أنادي أمي من منزلها البعيد.
فقالت عجوز ويحك هل فيك شيء.....؟
يزوجك سعيد ابنته ويحملها إليك بنفسه هل هناك أحد يفعل ما تقول.
قال والله لقد زوجها لي وهي في البيت تعالوا فانظروا صدق ما أقول.
فتوجه النساء إلى داره ليروا صدق ما يقول وبالفعل رأوا ابنة سعيد عنده فرحبوا بها وآنسوا وحشتها.
قال أبو وداعة فأحضرت أمي ولما رأتها قالت وجهي من وجهك حرام حتى تدعني أزفها لك كما تزف حرائر النساء.
قال أنت وما تريدين فسعيد فعل هذا ثم أخذتها معها إلى بيتها وبقيت عندها ثلاثة أيام وجهزتها ثم زفتها إلي فإذا هي من أجمل نساء المدينة وأحفظ النساء لكتاب الله عز وجل وأعلم نساء المدينة بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وأعرف النساء بالزوج.
جمال وعلم وتربية ونسب لذلك خطبها الخليفة لابنه.
قال فزفوها إلي ومكثت معها أياما ما زارني فيها أحد من أهلي ولا من أهلها ثم ذهبت إلى حلقة الشيخ فسلمت عليه فرد علي السلام ولم يكلمني ولما انفض المجلس ولم يبق غيري قال:
ما حال زوجتك يا أبا وداعة فقلت هي على ما يحب الصديق ويكره العدو فقال الحمد لله ولما عدت إلى بيتي وجدته قد وجّه إليها مبلغا وفيرا من المال نستعين به على حياتنا.
هذه القصة يقصها جليس عبد الملك بن مروان على ابن عبد الملك بن مروان فقال ابن عبد الملك عجيب أمر هذا الرجل فقال رجل من أهل المدينة:
وما وجه العجب فيه يا أمير رجل جعل دنياه مطية لأخراه واشترى لنفسه الباقية أي الآخرة بالفانية الدنيا والله ما بخل على ابن أمير المؤمنين بابنته ولم ير أنه ليس كفئا لها وإنما خاف عليها فتنة الدنيا.
*******
منقول
اللهم إجعل أولياء الأمور مثل هذا الإمام...واجعل شبابنا مثل هذا الشاب ....واجعل نسائنا مثل هذه المرأة.