تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : امنيه انتظار لهفه شوق حب خوف رجاء


jackluis2008
2007-07-31, 12:38
بسم الله الرحمن الرحيم
اخوانى واخواتى الاعزاء الكرام
الى كل اب وام
الى كل اسره تنتظر رحمه الله
اليكم جميعا
اهديكم هذه المناجاه الرائعه من أب ينتظر قدوم ابنه الى الحياه



وهي مناجاة تمتزج فيها مشاعر الأبوة الحانية بتعاليم الإسلام الباقية، وترجمة الأحاسيس.


أي بني!


منذ لحظة وصول نبأ مولدك إليّ، وأنا أودّ لو سابقت الريح إليك، لتكتحل عيناي بإلقاء نظرة عليك، وطبع قبلة حانية على خديك، والتمتع بمصافحة يديك ومداعبة شفتيك ومطالعة نور البهجة في عينيك..
سبحانك ربي.. هأنت ذا قد منحتني ولدا يجفف في الحياة دمعي، ويكون لي بمثابة بصري وسمعي، أصِل به وجودي، وأحقق به موعودي، وأستثمر فيه ذاتي، وأمنحه معارفي وخبراتي، أتناوله بين أحضاني، وأضعه في قلبي ووجداني، وأكون له ناصحا معلما، وأجعل منه صديقا متفهما..


يا ولدي..

إنك أجمل نعم الله عليّ وأجلّها، انتظرتك طويلا بالأمس، وخشيت ألا أراك وقد كادت تغرب الشمس، فبالله ما أبدع خلقك، وأوسع رزقك، وما أرق جوارحك، وما أحلى ملامحك.. تبارك مولاك الذي خلقك فسوّاك فعدلك، في أي صورة ما شاء ركبك! سبحان من بيده مقاليد السموات والأرض سبحان من خلق فسوى، وقدر فهدى {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}. !.. سبحان {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ} سورة السجدة. {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} 78_ النحل.


سبحان من خلق كل شيء فقدره تقديرا.

سبحان من فتح عينيك، وخطّ حاجبيك، وحرّك شفتيك، ومدّ ذراعيك، ووضع الدنيا كلها تحت قدميك..
لقد عانقتْكَ الحياة يا ولدي وقد أخذت الأرض زخرفها وازينت، وظن أهلها أنهم قادرون عليها.. عانقتك الحياة يا ولدي وقد تبدل الزمان غير الزمان.
أتى الزمانَ بنوه في شبيبته

فسرّهم، وأتيناه على الهرم!
أتيت يا بني وقد سرى ظلام المادة في النفوس، وتسلل حب الدنيا إلى القلوب، وغاب عن البصائر والأبصار نور الأمن والإيمان، وفقد الإنسان مشاعر الأخوة والرحمة لأخيه الإنسان، وخطف الأبصار بريق الدرهم والدينار فبالله ماذا أنت صانع في خضم هذا التيار؟ وكيف تذود عن نفسك وحسّك كل هذه الأخطار؟ أكنت تحدس كل ذلك حين استهللت صارخا بالبكاء، كأنما تشكو هذا البلاء لرب الأرض والسماء؟ لقد أذكرتني هذه الأبيات الحكيمة لابن الرومي حين صاح قائلا:
لما تؤذنْ الدنيا به من صروفها

يكون بكاء الطفل ساعة يولد
وإلا فما يبكيه منها وإنها

لأوسع مما كان عيشا وأرغد
إذا أبصر الدنيا استهلّ كأنه

بما سوف يلقى من أذاها يهدد.
أرسل معاوية إلى الأحنف بن قيس فلما أتاه قال: "يا أبا بحر. ما تقول في الولد؟" قال: "يا أمير المؤمنين ثمار قلوبنا، وعماد ظهورنا ونحن لهم أرض ذليلة، وسماء ظليلة، فإن طلبوا فأعطهم، وإن غضبوا فأرضهم يمنحوك ودهم، ويحبوك جهدهم، ولا تكن عليهم ثقيلا فيملوا حياتك ويودوا وفاتك، وكرهوا قربك.."



في قرارة الموجة:

أي بني الحبيب.. ربما تناوشتك في مهيع حياتك عقبات عديدة، إلا أنها لن تكون بعون الله شديدة.. ستجد الملل والنحل، والمذاهب والعقائد، والأفكار والآراء، ينادَى عليها في أسواق الإعلام ومنابر الدعاية وبطون الكتب وأنهار الصحف.. كما ينادى على السلع الرديئة والجيدة، والبضائع الغثة والسمينة.. وسترى هذا كله وتضرب أخماسا لأسداس، متعجبا لما أصاب نفوس الناس! ماذا ستأخذ بحظك منه يا بني..؟ إن الاختيار كله بيديك، وأمر العقيدة لن يكون إلا إليك، لكن نتائج اختيارك حتما ستكون لك أو عليك.. وليت الأمر أشبه باختيار ثوب يلبس، أو طعام يؤكل، أو شراب يحتسى.. بل إنه لأخطر وأكبر…
إنه أمر عقيدة تمتزج بدمك، وتسري في مخ عظامك، وتتغلغل في حنايا روحك، وتقتضيك بذل النفس والنفيس، والغالي والرخيص، من أجل أن تكون بها أو لا تكون أبدا.
وما قيمة المرء بدون عقيدة تحييه وتبعث الأمل فيه؟ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ}. ما قيمة حياتك إن عشت والعياذ بالله دون هدف؟ كالعجماوات التي ترتع وتلعب انتظارا ليوم الذبح! لا! لن تكون أبدا ذلك الذبيح على معبد الشهوات، وإن الله تعالى لأرحم بي وبك من أن يجعلني في موضع الرثاء لك والإزراء عليك، أو يجعلك في موقف الذل الذي تجلبه المعصية، أو الشماتة التي يعقبها الشيطان.
والمسألة يا بني ليست مسألة رأى وهوى، فإن رسولنا صلى الله عليه وسلم قال: "لن يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به".



مولود على الفطرة:



دعنا أيها المولود السعيد نقف موقفا حاسما من أمر معاشك ومعادك..

إنك الآن يا قرة العين مولود على الفطرة بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه". وقد اختار الله لنا ولك الإسلام دينا. وتالله إنه لأكمل الأديان وأجملها، وكتابه المجيد أحكم الكتب المقدسة وأشملها ونبيه الكريم أفضل الأنبياء وخاتمها. وهو دين الفطرة الحكيمة يا بني. دين البشرية التي تعرف مقاصدها وتتلمس طريقها من أجل خلاصها. دين لا يأمر بفرض إلا ذكر علته في تقدم الإنسانية ورقيها وعزها، ولا ينهى عن أمر إلا ذكر أثره السيئ في إيلام النفس وإذلالها. دين يقف موقف الاعتدال من الطبيعة البشرية، فلا يكتم أنفاسها مرة واحدة، ولا يُرخي لها العنان في مجال العصيان. دين يستقيم مع فطرة البشر وسلوك الإنسان ولا يكلفنا من أمرنا شططا: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} 30 - الروم.
ولسوف تنمو يا بنيي عظامك، ويشتد عودك، ويصلب ساعدك، وينضج تفكيرك، وعندها يتحتم عليك أن تهجر سنة التقليد، وتعود إلى الإيمان بفكر جديد، ورأي سديد واختيار رشيد، فما أريدك يا بني مقلدا في إيمانك، أو تابعا جاهلا لإمامك، أو ملفقا للأحكام في عبادتك ومعاملاتك.. لا، بل أريدك مؤمنا بالله تعالى عن يقين نابع من العلم، وتبصر قائم على الاجتهاد، لتكون من بعد ذلك كله أسدا من أسود الدعوة، وكوكبا في سماء الإرشاد والهداية، ولكي تنضم إلى ركب المجاهدين الأعلام، والمناضلين من أجل الإسلام، الذين يرفعون اللواء ويكابدون اللأواء، ويواجهون الصعاب ويستعذبون العذاب، لكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى والله عزيز حكيم!



طيفك في الرؤيا:

كم يسعدني الآن يا صغيري أن أرى في المنام طيفك، وقد ضاعفت لله تعالى خوفك، وشهرت لإعلاء كلمته سيفك، وملأت بعبادته خريفك وشتاءك وربيعك وصيفك، وطهرت له من السحت والحرام جوفك، وأقريت في الشدة والرخاء ضيفك، وكففت في الغضب والرضا ظلمك وحيفك..
إذن لفاخرت بك الأقربين والأبعدين وشرفت بصحبتك في أعلى عليين، ودعوت ربي أن يحقق فينا قوله المبين: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} 21- الطور.
نعم.. يا ولدي ! أولست تدري أن الولد الصالح امتداد لعمل أبيه في الآخرة؟ أو لست تدري كيف تكون أرواح المؤمنين بالشوق إلى أبنائهم طائرة؟ وكيف أعينهم بالرجاء إليهم يوم القيامة ناظرة؟
ثم.. أو لست تدري يا بني، أنك امتداد لي في الصالحات بعد وفاتي؟ وأنك زيادة لي في كفة الحسنات بعد مماتي؟ اقرأ إن شئت قول الصادق المصدوق محمد صلى الله عليه وسلم: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له".
ولسوف تكون إن شاء الله ولدي الصالح. نعم يا ولدي.. ستكون إن شاء الله ولدي الصالح، النقي السيرة والسريرة الطاهر الذيل من غبار العار، المستقيم على الطريقة وإن كثر فيها السراب، الرافض للخطيئة وإن امتزجت بأحلى شراب. وإذا لم تكنه يا بني، وأعوذ بالله من ذلك، فمن ذا تكون؟؟



إنه ليس من أهلك:

هكذا خاطب رب العباد القاهر نبيه نوحا من فوق سبع سموات، مبينا قانون السماء في العلاقة الأبوية الصادقة والصلة البنويّة الموافقة. ذلك أنه عندما ظن ولد نوح أنه ناج بالصخرة العالية من الموجة العاتية: {قَالَ سَآوي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} سورة هود.
هذا منطق السماء في تحديد العلاقة بين الأبناء والآباء، فالطاعة للخالق هي أساس الصلة الطبيعية بين الناس، فإذا ما شذ إنسان عن طاعة الرحمن فقد انفصمت عرى المودة بيننا وبينه، كما أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. وحتى لو عصى والدك الله تعالى - والعياذ بالله - فلا طاعة له عليك، تهتكت أستاره، وشاعت في ماخور المعصية أخباره، وأوشك في جحيم الغضب الإلهي عليه أن تحرقه ناره، اللهم إلا أن تصاحبه بمعروف وتغيثه كملهوف: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَاوَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} 15- لقمان.



مالك وما عليك:

أيها الولد.. لله ولي عليك أن تكون جادا في حياتك، مخلصا لربك ثم لوالديك إلى حين مماتك، قائما بصلاتك مؤديا لزكاتك، مخبتا لله في غدواتكوروحاتك، متبعا سنة نبيك ورسولك، محسنا علاقاتك بأهلك وجيرانك، وإخوانك، متحريا حسن الاختيار لرفقائك وأصدقائك، كريما في الإحسان لمن أساء إليك، حليما في البطش بمن غدر بك، مسلما الأمر فيه لربك.
ولك عليّ، أيها العزيز، أن أرعى حق الله فيك بقدر ما وهبني الله من مقدرة على إكرامك وإعزازك ورعاية قدومك في هذا العالم! لك عليّ أن أحسّن اسمك، وأرعى نفسك وجسمك وأذود الشرور بكل سرور عنك، وأوجهك إلى الخير ولا أهجره، وأجنبك الخطأ ولا آتيه، وأكون معك في السراء رائدا وقائدا، وفي الضراء عائدا وذائدا، ألاحقك بدعواتي وصلواتي، وأبتغي لك من العلم والهدى ما يفوق ثرواتي وثمراتي..


قال الشاعر العربي:



وإنما أولادنا بيننا




أكبادنا تمشي على الأرض



لو هبت الريح على بعضهم




لامتنعت عيني من الغمض



ويا ولدي الحبيب..



يحوطك قلبي بين القوم إن طافت بعيني سنة من النوم..



وتحميك الروح إذا هبت الريح لكيلا تحيا بقلب جريح..



ويفديك الجنان إذا خرس اللسان. فلا تخف عني شكاوى الزمان!

وتالله ما عدوت في حبك أمر الله فيك، فلقد أوصاك بحسن رعايتي، وإكرامي في شيخوختي، والدعاء لي بعد موتي - ولكنه لم يوصني بحسن رعايتك لأنه تعالى يعلم كم أنتم معشر الأبناء ملوك على عرش القلوب، متسلطون منا على الرقاب، آخذون منا باليمين، مدللون في أعيننا مهما مرّ بكم من سنين!


فيالك من مضغة صارت جسدا..



ويالك من رشفة صارت عسلا..



ويالك من بسمة صارت للجمال أصلا!



ويالك من فرحة صارت في كتاب السعادة فصلا!



ويالك من مخلوق أصبح على قدرة الخالق دليلا!



ويالك من مولود غرس في قلبي هناء طويلا..!



{رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً}.
ان شاء الله
اتمنى ان ينعم الله على كل المنتظرين بذريه صالحه
والى كل ابن اقول
ابرغم كل هذا الحب
لاترحمهم فى الكبر
هذا سؤال الى كل ابن عاق
بوالديه
وتقبلوا شكرى وتقديرى

بوشادى
2010-07-01, 10:07
بارك الله فيك