Anfal1995
2012-07-26, 19:20
عشرون وصية طبية في شهر رمضان
هل علينا شهر رمضان ، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار . ومع
إطلالة هذا الشهر المبارك يحلو الحديث عن الفوائد الروحية والنفسية
والجسدية لصيام رمضان , ولكن هناك وقفات صحية ، ووصايا طبية ، لا
بد أن نعيرها شيئا من الانتباه ليكون لنا رمضان أيضا الصحة والنشاط
والعطاء .
ونستعرض في هذا المقال بعضا من تلك الوصايا :
- كلوا واشربوا ولا تسرفوا "الأعراف "
تلك هي آية في كتاب الله ، جمعت علم الغذاء كله في ثلاث كلمات .
فإذا جاء شهر رمضان ، والتزم الصائم بهذه الآية ، وتجنب الإفراط في
الدهون والحلويات والأطعمة الثقيلة ، وخرج في نهاية شهر رمضان ،
وقد نقص وزنه قليلا ، وانخفضت الدهون ، يكون في غاية الصحة
والسعادة ، وبذلك يجد في رمضان وقاية لقلبه ، وارتياحا في جسده .
فالكنافة والقطائف وكثير من الحلويات واللحوم والدسم تتحول في
الجسم إلى دهون ، وزيادة في الوزن ، وعبء على القلب . وقد اعتاد
الكثير منا على حشو بطنه بأصناف الطعام ، ثم يطفئ لهيب المعدة
بزجاجات المياه الغازية أو المثلجات .
وقد أكد الباحثون أنه على الرغم من عدم التزام الكثير من المسلمين،
للأسف الشديد ، بقواعد الإسلام الصحية في غذاء رمضان ورغم
إسرافهم في تناول الأطباق الرمضانية الدسمة والحلويات ، فإن صيام
رمضان قد يحقق نقصا في وزن الصائمين بمقدار 2-3 كيلوجرامات في عدد من الدراسات العلمية .
2 ـ لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر .
حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم متفق عليه . وفي التعجيل
بالإفطار آثار صحية ونفسية هامة . فالصائم يكون في ذلك الوقت بحاجة
ماسة إلى ما يعوضه عما فقد من ماء وطاقة أثناء النهار والتأخير في
الإفطار يزيد من انخفاض سكر الدم ، مما يؤدي إلى شعور بالهبوط
والإعياء العام وفي ذلك تعذيب نفسي لا طائل منه ، ولا ترضاه الشريعة السمحاء .
3- إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر :
وهذا حديث آخر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رواه الأربعة . وعن
أنس رضي الله عنه " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفطر قبل أن
يصلي على رطيبات ، فإن لم تكن رطيبات فتمرات ، فإن لم تكن تمرات
حسا حسوات من الماء " رواه الترمذي وأبو داود ، فالصائم عند الإفطار
بحاجة إلى مصدر سكري سريع ، يدفع عنه الجوع ، مثلما هو بحاجة
إلى الماء . والإفطار على التمر والماء يحقق الهدفين وهما دفع الجوع
والعطش . وتستطيع المعدة والأمعاء الخالية امتصاص المواد السكرية
بسرعة كبيرة ، كما يحتوي الرطب والتمر على كمية من الألياف مما
يقي من الإمساك ، ويعطي الإنسان شعورا بالامتلاء فلا يكثر الصائم
من تناول مختلف أنواع الطعام .
4- أفطر على مرحلتين :
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجل فطره على تمرات أو
ماء ، ثم يعجل صلاة المغرب ، ويقدمها على إكمال طعام إفطاره .
وفي ذلك حكمة نبوية رائعة . فتناول شيء من التمر والماء ينبه المعدة
تنبيها حقيقيا ، وخلال فترة الصلاة تقوم المعدة بامتصاص المادة
السكرية والماء ، ويزول الشعور بالعطش والجوع . ويعود الصائم بعد
الصلاة إلى إكمال إفطاره، وقد زال عنه الشعور بالنهم .
ومن المعروف أن تناول كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدة وبسرعة
قد يؤدي إلى انتفاخ المعدة وحدوث تلبك معوي وعسر هضم .
5- اختر لنفسك غذاء صحيا متا :
فاحرص على أن يكون غذاؤك متنوعا وشاملا لكافة العناصر الغذائية ،
واجعل في طعام إفطارك مقدارا وافرا من السلطة ، فهي غنية
بالألياف ، كما تعطيك إحساسا بالامتلاء والشبع ، فتأكل كمية أقل من
باقي الطعام . وتجنب التوابل البهارات والمخللات قدر الإمكان .
كما يستحسن تجنب المقالي والمسبكات ، فقد تسبب عسر الهضم
وتلبك الأمعاء .
6 – فقد أوصي الرسول صلى الله عليه وسلم بضرورة تناول وجبة السحور .
ولا شك في أن تناول السحور يفيد في منع حدوث الإعياء والصداع
أثناء نهار رمضان ، ويخفف من الشعور بالعطش الشديد .
كما حث الرسول صلى الله عليه وسلم على تأخير السحور فقال :
"ما تزال أمتي بخير ما تجملوا ما عجلوا الإفطار وأخروا السحور "
ويستحسن أن يحتوي طعام السحور على أغذية سهلة الهضم
كاللبن الزبادي والعسل والفواكه وغيرها .
7- وصية لتجنب الإحساس بالعطش :
حاول تجنب الأغذية الشديدة الملوحة ، وتجنب التوابل والبهارات
وخاصة عند السحور لأنها تزيد الاحساس بالعطش .
ويستحسن تجنب استعمال الأغذية المحفوظة ، أو الوجبات السريعة
التحضير . واشرب كمية كافية من الماء مع عدم المبالغة في ذلك.
8- وصية لتجنب الإمساك :
وإذا كنت ممن يصابون بالإمساك ، فأكثر من تناول الأغذية الغنية
بالألياف الموجودة في السلطات والبقول والفواكه والخضار ، وحاول أن
تكثر من الفواكه بدلا من الحلويات الرمضانية ، واحرص على صلاة
التراويح وأداء النشاط الحركي المعتاد.
9- تجنب النوم بعد الإفطار
بعض الناس يلجأ إلى النوم بعد الإفطار والحقيقة ، فإن النوم بعد تناول
وجبة طعام كبيرة ودسمة قد يزيد من خمول الإنسان وكسله .
ولا بأس من الإسترخاء قليلا بعد تناول الطعام .
وتظل النصيحة الذهبية لهؤلاء الناس هي ضرورة الاعتدال في تناول
طعامهم ، ثم النهوض لصلاة العشاء والتراويح ، فهي تساعد على
هضم الطعام ، وتعيد لهم نشاطهم وحيويتهم .
10- رمضان فرصة للتوقف على التدخين
من المؤكد أن فوائد التوقف عن التدخين تبدأ منذ اليوم الأول الذي يقلع
فيه المرء عن التدخين ، فمتى توقف عن التدخين بدأ الدم يمتص
الأوكسيجين بدلا من غاز أول أكسيد الكربون السام ، وبذلك تستقبل
أعضاء الجسم دما مليئا بالأوكسجين ، وتخف الأعباء الملقاة على
القلب شيئا فشيئا .
والمدخنون الذين يريدون الإقلاع عن هذه العادة الذميمة سوف يجدون
في رمضان فرصة جيدة للتدرب على ذلك . فإذا كنت أيها الصائم
تستطيع الإقلاع عن التدخين لساعات طويلة أثناء النهار ، فلماذا لا
تداوم على ذلك . وليس هذا صعب بالتأكيد، لكنه يحتاج إلى عزيمة
صادقة ، وتخيل دائم لما تسببه السيجارة من مصائب لك ولمن حولك .
11- إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يغضب
حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم متفق عليه . فماذا يفعل
الغضب في رمضان ؟ من المعلوم أن الغضب يزيد من إفراز هرمون
الأدرينالين في الجسم بمقدار كبير ، وإذا ما حدث ذلك في أول الصيام
( أي أثناء هضم الطعام ) فقد يضطرب الهضم ويسوء الامتصاص ، وإذا
حدث أثناء النهار تحول شيء من الجليكوجين في الكبد إلى سكر
الجلوكوز ليمد الجسم بطاقة تدفعه للعراك ، وهي بالطبع طاقة ضائعة .
وقد يؤدي ارتفاع الأدرينالين إلى حدوث نوبة ذبحة صدرية عند المصابين
بهذا المصابين بهذا المرض ، كما أن التعرض المتكرر للضغوط النفسية
يزيد من تشكل النوع الضار من الكولسترول ، وهو أحد الأسباب
الرئيسية لتصلب الشرايين .
12- وصية للحامل والمرضع في شهر رمضان :
ينبغي على الحامل والمرضع استشارة الطبيب فإذا سمح لها بالصيام
فينبغي عليها عدم التهام كمية كبيرة من الطعام عند الإفطار ، وتوزيع
طعام الإفطار المعتدل إلى وجبتين : الأولى عند الإفطار ، والباقي بعد
أربع ساعات . كما تنصح بتأخير وجبة السحور ، والإكثار من اللبن
الزبادي ، والإقلال من الطعام الدسم والحلويات .
أما لمرضع ، فإن صامت فيجب أن توفر للمولود كمية إضافية من الماء
والسوائل ليشربها خلال ساعات الحر بجانب الرضاعة من ثدي الأم
وعليها الاهتمام بغذائها من حيث الكمية والنوعية . كما ينبغي أن تكثر
من الرضعات في الفترة بين الإفطار والسحور . فإذا ما شعرت بالتعب
والإرهاق فعليها إنها صومها واستشارة الطبيب .
13- دربوا أطفالكم على الصيام برفق ولين :
ينبغي تدريب الطفل على الصيام بعد سن السابعة ، وتعتبر السنة
العاشرة السنة النموذجية لصيام الطفل ، ولا يجوز ضربهم أو إجبارهم
على الصيام لأن ذلك قد يدفع الطفل إلى تناول المفطرات سرا ،وتكبر
معه هذه الخيانة ، ويراعى التدرج في صيام الطفل عاما بعد عام .
وعلى الأم أن تراقب طفلها أثناء صيامه ، فإذا شعرت بمرضه أو إرهاقه
وجب عليها أن تسارع بإفطاره . وهناك عدد من الأمراض التي تمنع
الطفل من الصيام كمرض السكر وفقر الدم وأمراض الكلى وغيرها .
وينصح الأباء والأمهات بأن يحتوي طعام الطفل على كافة العناصر
الغذائية ، وأن يحرصوا على إعطائه وجبة السحور .
14 – فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة أيام أخر "البقرة 184"
فمن رحمةالله بعبادة أن رخص للمريض الإفطار في شهر رمضان ، فإذا
أخبر الطبيب المسلم مريضه أنه إذا صام أدى صيامه إلى زيادة المرض
عليه أو إلى إهلاكه وجب عليه الإفطار .
والفطور رخصة للمريض ، كما هي للمسافر ، ولكن لو تحامل المريض
على نفسه وصام أجزاه الصوم ، ولا قضاء عليه ، غير أنه إذا شق عليه
الصوم مشقة شديدة ، فليس من البر الصوم في المرض ، بل ربما كان
المريض أولى من المسافر بهذا ، لأن المسافر الذي يشق عليه
السفر يجب عليه الفطر خشية المرض ، فالمرض أشد خطرا ، ولهذا
قدم في القرآن على السفر .
15 – إن كنت مريضا راجع طبيبك قبل البدء بالصيام :
فالقول الفصل في الصيام المريض أو عدمه هو للطبيب المسلم المعالج
، فهو أدري بحالة المريض وعلاجه ، وهو الذي يعطي المريض النصيحة
المثلى والإرشادات المناسبة . فإذا سمح لمريضه بالصيام ، حدد خطة
العلاج ، وقد يضطر لتعديل طريقة تناول الدواء أو عدد جرعات الدواء .
16 – وصية لمرضى القلب :
يستطيع كثير من مرضى القلب الصيام ، فعدم حدوث عملية الهضم
أثناء النهار تعني جهدا أقل لعضلة القلب وراحة أكبر . فإن عشرة في
المائة من كمية الدم التي يدفع بها القلب إلى الجسم تذهب إلى
الجهاز الهضمي أثناء عملية الهضم .
والمصابون بارتفاع ضغط الدم يستطيعون عادة الصيام شريطة تناول
أدويتهم بانتظام ، وهناك حاليا العديد من الأدوية التي يمكن إعطاؤها
مرة واحدة أو مرتين في اليوم .
وينبغي على هؤلاء المرضى تجنب الموالح والمخللات والإقلال من ملح
الطعام ، أما المصابون بالذبحة الصدرية المستقرة فيمكنهم عادة
الصيام مع الاستمرار في تناول الدواء بانتظام .
وهناك عدد من حالات القلب التي لا يسمح فيها بالصيام كمرضى
الجلطة الحديثة ، والمصابين بهبوط ( فشل ) القلب الحاد ، والمصابين
بالذبحة القلبية غير المستقرة وغيرهم .
17- وصية للمصابين بالحصيات الكلوية :
إذا لم يكن لدى المرء حصيات كلوية من قبل فلا داعي للقلق في
رمضان . أما إذا كانت لديهم حصيات ، أو قصة تكر حدوث حصيات كلوية
فيمكن أن تزداد حالتهم سوءا إذا لم يشرب المريض السوائل بكميات
كافية . ويستحسن في مرضى الحصيات بالذات الامتناع عن الصيام
في الأيام الشديدة الحرارة ، حيث تقل كمية البول بدرجة ملحوظة .
ويعود تقدير ذلك للطبيب المعالج ، وعموما ينصح مرضى الحصيات
الكلوية بتناول كميات كافية من السوائل في المساء وعند السحور ،
مع تجنب التعرض للحر والمجهود المضني أثناء النهار ، كما ينصح
هؤلاء بالإقلال من تناول اللحوم ومواد معينة مثل السبانخ والسلق
والمكسرات وغيرها .
18- وصية لمرضى السكر :
إذا قرر الطبيب أنه بإمكان مريض السكر الصيام ، فينبغي على المريض
الالتزام بوصايا الطبيب ، والمحافظة على نفس كمية ونوعية الغذاء
الذي وصفه له .
وتقسم هذه الكمية إلى ثلاثة أجزاء متساوية ، بحيث يتناول الأولى
عند الإفطار ، والثانية بعد صلاة التراويح ، والثالثة عند السحور .
ويفضل تأجيل وجبة السحور قدر الإمكان ، والإكثار من تناول الماء ،
والإقلال من النشاط الجسدي أثناء فترة الصيام ، وخاصة في الفترة
الحرجة ما بين العصر والمغرب . وإذا شعر المريض بأعراض انخفاض
السكر فعليه أن يفطر ولا ينتظر وقت الإفطار ولو كان ذلك الوقت قريبا .
19- وصية للمصابين بعسر الهضم
كثيرا ما تتحسن حالة هؤلاء المرضى في شهر رمضان ، شريطة ألا
تكون لديهم قرحة حادة في المعدة أو الإثنى عشر أو التهاب في المرئ أو أي سبب عضوي آخر .
وينصح هؤلاء بتناول وجبات صغيرة من الطعام ، وتجنب التخمة
والأطعمة الدسمة والحلويات ، كما ينصح بتجنب التعرض للضغوط
النفسية الشديدة ، والابتعاد عن البهارات والمسبكات .
20 – وصية أخيرة : هل حقا نحن نصوم رمضان ؟
فالصيام حركة في النهار سعيا وراء الرزق الحلال . وهو حركة في الليل
في صلاة التراويح ، وهو دعوة لجسم سليم ..وقلب تائب لله ، طامع
في رحمته .
ولكن للأسف الشديد ، فإن الصيام الذي يمارسه البعض منا ، ليس هو
الصيام الذي شرعه الخالق ، فهو نوم لمعظم النهار ، وغضب لأتفه
الأسباب بدعوى الصيام .
فالصيام عند البعض كسل جسدي ، وانفعال نفسي في النهار ،
وتخمة وسهر في اللهو والعبث في ليل رمضان .
أليس حراما أن نضيع هذا الموسم الفياض بالخيرات كل عام ؟
أليس رمضان موسما للطاعة والعبادة ، وموسما للصحة والسعادة ،
وفوق هذا وذاك رحمة ومغفرة وعتقا من النار ؟!
المصدر – مجلة أهلا وسهلا
هل علينا شهر رمضان ، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار . ومع
إطلالة هذا الشهر المبارك يحلو الحديث عن الفوائد الروحية والنفسية
والجسدية لصيام رمضان , ولكن هناك وقفات صحية ، ووصايا طبية ، لا
بد أن نعيرها شيئا من الانتباه ليكون لنا رمضان أيضا الصحة والنشاط
والعطاء .
ونستعرض في هذا المقال بعضا من تلك الوصايا :
- كلوا واشربوا ولا تسرفوا "الأعراف "
تلك هي آية في كتاب الله ، جمعت علم الغذاء كله في ثلاث كلمات .
فإذا جاء شهر رمضان ، والتزم الصائم بهذه الآية ، وتجنب الإفراط في
الدهون والحلويات والأطعمة الثقيلة ، وخرج في نهاية شهر رمضان ،
وقد نقص وزنه قليلا ، وانخفضت الدهون ، يكون في غاية الصحة
والسعادة ، وبذلك يجد في رمضان وقاية لقلبه ، وارتياحا في جسده .
فالكنافة والقطائف وكثير من الحلويات واللحوم والدسم تتحول في
الجسم إلى دهون ، وزيادة في الوزن ، وعبء على القلب . وقد اعتاد
الكثير منا على حشو بطنه بأصناف الطعام ، ثم يطفئ لهيب المعدة
بزجاجات المياه الغازية أو المثلجات .
وقد أكد الباحثون أنه على الرغم من عدم التزام الكثير من المسلمين،
للأسف الشديد ، بقواعد الإسلام الصحية في غذاء رمضان ورغم
إسرافهم في تناول الأطباق الرمضانية الدسمة والحلويات ، فإن صيام
رمضان قد يحقق نقصا في وزن الصائمين بمقدار 2-3 كيلوجرامات في عدد من الدراسات العلمية .
2 ـ لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر .
حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم متفق عليه . وفي التعجيل
بالإفطار آثار صحية ونفسية هامة . فالصائم يكون في ذلك الوقت بحاجة
ماسة إلى ما يعوضه عما فقد من ماء وطاقة أثناء النهار والتأخير في
الإفطار يزيد من انخفاض سكر الدم ، مما يؤدي إلى شعور بالهبوط
والإعياء العام وفي ذلك تعذيب نفسي لا طائل منه ، ولا ترضاه الشريعة السمحاء .
3- إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر :
وهذا حديث آخر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رواه الأربعة . وعن
أنس رضي الله عنه " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفطر قبل أن
يصلي على رطيبات ، فإن لم تكن رطيبات فتمرات ، فإن لم تكن تمرات
حسا حسوات من الماء " رواه الترمذي وأبو داود ، فالصائم عند الإفطار
بحاجة إلى مصدر سكري سريع ، يدفع عنه الجوع ، مثلما هو بحاجة
إلى الماء . والإفطار على التمر والماء يحقق الهدفين وهما دفع الجوع
والعطش . وتستطيع المعدة والأمعاء الخالية امتصاص المواد السكرية
بسرعة كبيرة ، كما يحتوي الرطب والتمر على كمية من الألياف مما
يقي من الإمساك ، ويعطي الإنسان شعورا بالامتلاء فلا يكثر الصائم
من تناول مختلف أنواع الطعام .
4- أفطر على مرحلتين :
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجل فطره على تمرات أو
ماء ، ثم يعجل صلاة المغرب ، ويقدمها على إكمال طعام إفطاره .
وفي ذلك حكمة نبوية رائعة . فتناول شيء من التمر والماء ينبه المعدة
تنبيها حقيقيا ، وخلال فترة الصلاة تقوم المعدة بامتصاص المادة
السكرية والماء ، ويزول الشعور بالعطش والجوع . ويعود الصائم بعد
الصلاة إلى إكمال إفطاره، وقد زال عنه الشعور بالنهم .
ومن المعروف أن تناول كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدة وبسرعة
قد يؤدي إلى انتفاخ المعدة وحدوث تلبك معوي وعسر هضم .
5- اختر لنفسك غذاء صحيا متا :
فاحرص على أن يكون غذاؤك متنوعا وشاملا لكافة العناصر الغذائية ،
واجعل في طعام إفطارك مقدارا وافرا من السلطة ، فهي غنية
بالألياف ، كما تعطيك إحساسا بالامتلاء والشبع ، فتأكل كمية أقل من
باقي الطعام . وتجنب التوابل البهارات والمخللات قدر الإمكان .
كما يستحسن تجنب المقالي والمسبكات ، فقد تسبب عسر الهضم
وتلبك الأمعاء .
6 – فقد أوصي الرسول صلى الله عليه وسلم بضرورة تناول وجبة السحور .
ولا شك في أن تناول السحور يفيد في منع حدوث الإعياء والصداع
أثناء نهار رمضان ، ويخفف من الشعور بالعطش الشديد .
كما حث الرسول صلى الله عليه وسلم على تأخير السحور فقال :
"ما تزال أمتي بخير ما تجملوا ما عجلوا الإفطار وأخروا السحور "
ويستحسن أن يحتوي طعام السحور على أغذية سهلة الهضم
كاللبن الزبادي والعسل والفواكه وغيرها .
7- وصية لتجنب الإحساس بالعطش :
حاول تجنب الأغذية الشديدة الملوحة ، وتجنب التوابل والبهارات
وخاصة عند السحور لأنها تزيد الاحساس بالعطش .
ويستحسن تجنب استعمال الأغذية المحفوظة ، أو الوجبات السريعة
التحضير . واشرب كمية كافية من الماء مع عدم المبالغة في ذلك.
8- وصية لتجنب الإمساك :
وإذا كنت ممن يصابون بالإمساك ، فأكثر من تناول الأغذية الغنية
بالألياف الموجودة في السلطات والبقول والفواكه والخضار ، وحاول أن
تكثر من الفواكه بدلا من الحلويات الرمضانية ، واحرص على صلاة
التراويح وأداء النشاط الحركي المعتاد.
9- تجنب النوم بعد الإفطار
بعض الناس يلجأ إلى النوم بعد الإفطار والحقيقة ، فإن النوم بعد تناول
وجبة طعام كبيرة ودسمة قد يزيد من خمول الإنسان وكسله .
ولا بأس من الإسترخاء قليلا بعد تناول الطعام .
وتظل النصيحة الذهبية لهؤلاء الناس هي ضرورة الاعتدال في تناول
طعامهم ، ثم النهوض لصلاة العشاء والتراويح ، فهي تساعد على
هضم الطعام ، وتعيد لهم نشاطهم وحيويتهم .
10- رمضان فرصة للتوقف على التدخين
من المؤكد أن فوائد التوقف عن التدخين تبدأ منذ اليوم الأول الذي يقلع
فيه المرء عن التدخين ، فمتى توقف عن التدخين بدأ الدم يمتص
الأوكسيجين بدلا من غاز أول أكسيد الكربون السام ، وبذلك تستقبل
أعضاء الجسم دما مليئا بالأوكسجين ، وتخف الأعباء الملقاة على
القلب شيئا فشيئا .
والمدخنون الذين يريدون الإقلاع عن هذه العادة الذميمة سوف يجدون
في رمضان فرصة جيدة للتدرب على ذلك . فإذا كنت أيها الصائم
تستطيع الإقلاع عن التدخين لساعات طويلة أثناء النهار ، فلماذا لا
تداوم على ذلك . وليس هذا صعب بالتأكيد، لكنه يحتاج إلى عزيمة
صادقة ، وتخيل دائم لما تسببه السيجارة من مصائب لك ولمن حولك .
11- إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يغضب
حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم متفق عليه . فماذا يفعل
الغضب في رمضان ؟ من المعلوم أن الغضب يزيد من إفراز هرمون
الأدرينالين في الجسم بمقدار كبير ، وإذا ما حدث ذلك في أول الصيام
( أي أثناء هضم الطعام ) فقد يضطرب الهضم ويسوء الامتصاص ، وإذا
حدث أثناء النهار تحول شيء من الجليكوجين في الكبد إلى سكر
الجلوكوز ليمد الجسم بطاقة تدفعه للعراك ، وهي بالطبع طاقة ضائعة .
وقد يؤدي ارتفاع الأدرينالين إلى حدوث نوبة ذبحة صدرية عند المصابين
بهذا المصابين بهذا المرض ، كما أن التعرض المتكرر للضغوط النفسية
يزيد من تشكل النوع الضار من الكولسترول ، وهو أحد الأسباب
الرئيسية لتصلب الشرايين .
12- وصية للحامل والمرضع في شهر رمضان :
ينبغي على الحامل والمرضع استشارة الطبيب فإذا سمح لها بالصيام
فينبغي عليها عدم التهام كمية كبيرة من الطعام عند الإفطار ، وتوزيع
طعام الإفطار المعتدل إلى وجبتين : الأولى عند الإفطار ، والباقي بعد
أربع ساعات . كما تنصح بتأخير وجبة السحور ، والإكثار من اللبن
الزبادي ، والإقلال من الطعام الدسم والحلويات .
أما لمرضع ، فإن صامت فيجب أن توفر للمولود كمية إضافية من الماء
والسوائل ليشربها خلال ساعات الحر بجانب الرضاعة من ثدي الأم
وعليها الاهتمام بغذائها من حيث الكمية والنوعية . كما ينبغي أن تكثر
من الرضعات في الفترة بين الإفطار والسحور . فإذا ما شعرت بالتعب
والإرهاق فعليها إنها صومها واستشارة الطبيب .
13- دربوا أطفالكم على الصيام برفق ولين :
ينبغي تدريب الطفل على الصيام بعد سن السابعة ، وتعتبر السنة
العاشرة السنة النموذجية لصيام الطفل ، ولا يجوز ضربهم أو إجبارهم
على الصيام لأن ذلك قد يدفع الطفل إلى تناول المفطرات سرا ،وتكبر
معه هذه الخيانة ، ويراعى التدرج في صيام الطفل عاما بعد عام .
وعلى الأم أن تراقب طفلها أثناء صيامه ، فإذا شعرت بمرضه أو إرهاقه
وجب عليها أن تسارع بإفطاره . وهناك عدد من الأمراض التي تمنع
الطفل من الصيام كمرض السكر وفقر الدم وأمراض الكلى وغيرها .
وينصح الأباء والأمهات بأن يحتوي طعام الطفل على كافة العناصر
الغذائية ، وأن يحرصوا على إعطائه وجبة السحور .
14 – فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة أيام أخر "البقرة 184"
فمن رحمةالله بعبادة أن رخص للمريض الإفطار في شهر رمضان ، فإذا
أخبر الطبيب المسلم مريضه أنه إذا صام أدى صيامه إلى زيادة المرض
عليه أو إلى إهلاكه وجب عليه الإفطار .
والفطور رخصة للمريض ، كما هي للمسافر ، ولكن لو تحامل المريض
على نفسه وصام أجزاه الصوم ، ولا قضاء عليه ، غير أنه إذا شق عليه
الصوم مشقة شديدة ، فليس من البر الصوم في المرض ، بل ربما كان
المريض أولى من المسافر بهذا ، لأن المسافر الذي يشق عليه
السفر يجب عليه الفطر خشية المرض ، فالمرض أشد خطرا ، ولهذا
قدم في القرآن على السفر .
15 – إن كنت مريضا راجع طبيبك قبل البدء بالصيام :
فالقول الفصل في الصيام المريض أو عدمه هو للطبيب المسلم المعالج
، فهو أدري بحالة المريض وعلاجه ، وهو الذي يعطي المريض النصيحة
المثلى والإرشادات المناسبة . فإذا سمح لمريضه بالصيام ، حدد خطة
العلاج ، وقد يضطر لتعديل طريقة تناول الدواء أو عدد جرعات الدواء .
16 – وصية لمرضى القلب :
يستطيع كثير من مرضى القلب الصيام ، فعدم حدوث عملية الهضم
أثناء النهار تعني جهدا أقل لعضلة القلب وراحة أكبر . فإن عشرة في
المائة من كمية الدم التي يدفع بها القلب إلى الجسم تذهب إلى
الجهاز الهضمي أثناء عملية الهضم .
والمصابون بارتفاع ضغط الدم يستطيعون عادة الصيام شريطة تناول
أدويتهم بانتظام ، وهناك حاليا العديد من الأدوية التي يمكن إعطاؤها
مرة واحدة أو مرتين في اليوم .
وينبغي على هؤلاء المرضى تجنب الموالح والمخللات والإقلال من ملح
الطعام ، أما المصابون بالذبحة الصدرية المستقرة فيمكنهم عادة
الصيام مع الاستمرار في تناول الدواء بانتظام .
وهناك عدد من حالات القلب التي لا يسمح فيها بالصيام كمرضى
الجلطة الحديثة ، والمصابين بهبوط ( فشل ) القلب الحاد ، والمصابين
بالذبحة القلبية غير المستقرة وغيرهم .
17- وصية للمصابين بالحصيات الكلوية :
إذا لم يكن لدى المرء حصيات كلوية من قبل فلا داعي للقلق في
رمضان . أما إذا كانت لديهم حصيات ، أو قصة تكر حدوث حصيات كلوية
فيمكن أن تزداد حالتهم سوءا إذا لم يشرب المريض السوائل بكميات
كافية . ويستحسن في مرضى الحصيات بالذات الامتناع عن الصيام
في الأيام الشديدة الحرارة ، حيث تقل كمية البول بدرجة ملحوظة .
ويعود تقدير ذلك للطبيب المعالج ، وعموما ينصح مرضى الحصيات
الكلوية بتناول كميات كافية من السوائل في المساء وعند السحور ،
مع تجنب التعرض للحر والمجهود المضني أثناء النهار ، كما ينصح
هؤلاء بالإقلال من تناول اللحوم ومواد معينة مثل السبانخ والسلق
والمكسرات وغيرها .
18- وصية لمرضى السكر :
إذا قرر الطبيب أنه بإمكان مريض السكر الصيام ، فينبغي على المريض
الالتزام بوصايا الطبيب ، والمحافظة على نفس كمية ونوعية الغذاء
الذي وصفه له .
وتقسم هذه الكمية إلى ثلاثة أجزاء متساوية ، بحيث يتناول الأولى
عند الإفطار ، والثانية بعد صلاة التراويح ، والثالثة عند السحور .
ويفضل تأجيل وجبة السحور قدر الإمكان ، والإكثار من تناول الماء ،
والإقلال من النشاط الجسدي أثناء فترة الصيام ، وخاصة في الفترة
الحرجة ما بين العصر والمغرب . وإذا شعر المريض بأعراض انخفاض
السكر فعليه أن يفطر ولا ينتظر وقت الإفطار ولو كان ذلك الوقت قريبا .
19- وصية للمصابين بعسر الهضم
كثيرا ما تتحسن حالة هؤلاء المرضى في شهر رمضان ، شريطة ألا
تكون لديهم قرحة حادة في المعدة أو الإثنى عشر أو التهاب في المرئ أو أي سبب عضوي آخر .
وينصح هؤلاء بتناول وجبات صغيرة من الطعام ، وتجنب التخمة
والأطعمة الدسمة والحلويات ، كما ينصح بتجنب التعرض للضغوط
النفسية الشديدة ، والابتعاد عن البهارات والمسبكات .
20 – وصية أخيرة : هل حقا نحن نصوم رمضان ؟
فالصيام حركة في النهار سعيا وراء الرزق الحلال . وهو حركة في الليل
في صلاة التراويح ، وهو دعوة لجسم سليم ..وقلب تائب لله ، طامع
في رحمته .
ولكن للأسف الشديد ، فإن الصيام الذي يمارسه البعض منا ، ليس هو
الصيام الذي شرعه الخالق ، فهو نوم لمعظم النهار ، وغضب لأتفه
الأسباب بدعوى الصيام .
فالصيام عند البعض كسل جسدي ، وانفعال نفسي في النهار ،
وتخمة وسهر في اللهو والعبث في ليل رمضان .
أليس حراما أن نضيع هذا الموسم الفياض بالخيرات كل عام ؟
أليس رمضان موسما للطاعة والعبادة ، وموسما للصحة والسعادة ،
وفوق هذا وذاك رحمة ومغفرة وعتقا من النار ؟!
المصدر – مجلة أهلا وسهلا