بلقاسمي الجزائري
2009-02-12, 15:08
في الذكرى الستين لاغتيال حسن البنا رحمه الله
في 12 فيفري من كل عام يتذكر أتباع الشيخ حسن البنا مؤسس دعوة الإخوان المسلمين شيخهم الذي اغتيل غدرا وظلما عام1949
اعتقادا من الجناة المنفذين لهذه الجريمة البشعة ومن يساندهم من قوى الطغيان الخارجي من بريطانيا واسرائيل وفرنسا وأمريكا أن الدعوة ستنتهي وتندثر بمقتل حسن البنا لكنهم ساهموا من حيث لا يشعروا في نشرها في العالم كله
فمن هو الشيخ حسن البنا وما هي حقيقة دعوته ؟
من حسن البنا ؟
ولد حسن البنا في محافظة المحمودية بمصر سنة 1906 في أسرة محافظة متدينة، والده أحمد عبد الرحمن البنا كان عالماً أزهرياً مهتماً بعلوم السنة فألف فيها كتباً قيمة منها (الفتح الرباني لترتيب مسند أحمد بن حنبل ) 24 مجلداً حيث رتبه ترتيباً فقهياً ليسهل الاستفادة منه بعدما صاغه مؤلفه الإمام أحمد على حسب الرواة وليس الموضوعات .
وكان أيضاً يمارس الساعاتي حيث نقل عنه هذه الحرفة ابنه حسن ، و حينما بدأ الابن يميز أدخله مدرسة الرشاد الدينية فحفظ فيها نصف القرآن و تعلم مبادئ الدين و اللغة العربية ، كما كان يحضر جلسات أبيه العلمية مع الناس كما استفاد كثيراً من مكتبته الضخمة القيمة ولم يكمل دراسته في تلك المدرسة حتى تحول إلى مدرسة إعدادية ولم يبلغ السن أربعة عشر حتى حفظ القرآن كله ، وكانت علامات النبوغ و الذكاء بادية عليه و حب الدعوة و الحركة من سماته فألف مع زملائه عدة جمعيات للأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ( و مكارم الأخلاق ) ..
و في السنة 1923 انتقل إلى القاهرة حيث التحق بدار العلوم و هناك تفتقت مواهبه و تضاعف نشاطه الدعوي العلمي حسب الاحتكاك برجال الفكر و الثقافة من جهة و علماء الأزهر من جهة أخرى ولم ينهي دراسته سنة 1927 حتى اقتنع بضرورة التغيير و الإصلاح لواقع أمته المتردي في شتى المجالات .
و بمجرد أن بدأ العمل في التدريس بالإسكندرية حتى أسس مع بعض الأفراد المؤمنين بدعوته جماعة الإخوان المسلمين.
الظروف العامة قبل تأسيس الجماعة :
*سياسياً : لما نضج فكره و اتسعت مداركه اقتنع بأن النظام السياسي لبلده (الملكية) في ظل الاحتلال الإنجليزي لمصر متردي و لابد من تغيره و كذلك حال الأمة الإسلامية خصوصاً بعد سقوط الخلافة الإسلامية سنة 1924 على يد أتاتورك العلماني و رأى أن الأحزاب ليس لها هم يومئذ إلاَّ التكالب على المناصب و إثارة النعرات بين الناس .
*أخلاقياً: كما لاحظ بعينه و هو طالب في عاصمه البلاد تدهور الأخلاق و انتشار المحرمات و الازدراء بمظاهر التدين و الالتزام، ساهم فيها رجال فكر كبار بكتاباتهم المسمومة تأثراً بالحضارة الغربية .
*ثقافياً: في هذه المرحلة كانت الصولة للمثقفين المسلوبين حضارياً سواء ممن درس في الغرب أو تثقف على كتب مفكري المستعمر . و هؤلاء التغريبيين العلمانيين ساهموا بكتاباتهم بالتشكيك في عروبة مصر و إسلامها و نشر الأفكار الهدامة ، و قلَّت الأقلام و الأصوات المدافعة عن ثوابت الأمة خصوصاً علماء الأزهر الذين كانت الخلافات الفقهية تشغلهم عن الردّ و تصحيح المفاهيم إلا ما رحم ربي .و لعل من أشهر الكتب الطاعنة في دين الأمة و ثقافتها و تاريخها كتاب " أصول الحكم في الإسلام " لعبد الرازق . "مستقبل الثقافة في مصر" لطه حسين .
* دينيـاً : كان يومئذ مفهوم الإسلام عند الناس و حتى رجال الدين منحصر في الشعائر التعبدية و الاهتمام به داخل المسجد ، بالإضافة إلى فرقة المسلمين واختلافهم بسبب التعصب المذهبي .
معالم و أهداف دعوة الإخوان :لقد ألفت عشرات الكتب في بيان معالم و أهداف دعوة الإخوان و أهم إنجازات الجماعة في شتى المجالات و لكن سنكتفي بمعالم تناسب المقام .
فالإمام حسن البنا بعد دراسته لواقع أمته و التفقه في دينه تبيّن له أن لا سبيل للتغيير إلاَّ من خلال عمل جماعي منظم قوي له أهداف معلومة و خطوات مرسومة .
فأعلن بأن جماعته إسلامية تعمل على نشر الدعوة بين الناس و أنها دعوة شاملة شمول الإسلام فهي عقيدة و شريعة أو دين و دولة و ثقافة و اقتصاد و سيف و مصحف وكما قال الإمام (رسالة امتدت طولا حتى شملت أماد الزمن ، و امتدت عرضاً حتى انتظمت آفاق الأمم ، و امتدت عمقاً حتى استوعبت شؤون الدنيا و الآخرة)
فكانت فكرة شمولية الإسلام شبه جديدة يومئذ على فهم المسلمين حتى العلماء و المفكرين .
و رغم اعتماد الجماعة في نشاطها على الكتاب و السنة و فهم السلف الصالح فقد أبدع أساليب عصرية لنشر الإسلام بين الناس عموماً و الشباب خصوصاً قال الإمام حسن البنا و هو يوضح معالم دعوته:{ " لسنا حزباً سياسياً و إن كانت السياسة على قواعد الإسلام من صميم فكرتنا ..."" و لسنا جمعية خيرية إصلاحية و إن كان عمل الخير و الإصلاح من أعظم مقاصدنا و لسنا فرقة رياضية و إن كانت الرياضة البدنية و الروحية من أهم وسائلنا و لسنا شيئاً من هذه التشكيلات فإنها جمعيات تخلقها غاية محدودة لمدّة معدودة ..." }.و لعل من أشهر العبارات اختصارا و دقة التي تعبر عن خصائص دعوة الإخوان هي " دعوة سلفية و طريقة سنية و حقيقة صوفية و هيئة سياسية و جماعة رياضية و رابطة علمية ثقافية و شركة اقتصادية و فكرة اجتماعية" و هكذا تبدو شمولية معنى الإسلام الذي جاءت دعوة الإخوان لبيانه و العمل به من خلال هذه المعالم .
في 12 فيفري من كل عام يتذكر أتباع الشيخ حسن البنا مؤسس دعوة الإخوان المسلمين شيخهم الذي اغتيل غدرا وظلما عام1949
اعتقادا من الجناة المنفذين لهذه الجريمة البشعة ومن يساندهم من قوى الطغيان الخارجي من بريطانيا واسرائيل وفرنسا وأمريكا أن الدعوة ستنتهي وتندثر بمقتل حسن البنا لكنهم ساهموا من حيث لا يشعروا في نشرها في العالم كله
فمن هو الشيخ حسن البنا وما هي حقيقة دعوته ؟
من حسن البنا ؟
ولد حسن البنا في محافظة المحمودية بمصر سنة 1906 في أسرة محافظة متدينة، والده أحمد عبد الرحمن البنا كان عالماً أزهرياً مهتماً بعلوم السنة فألف فيها كتباً قيمة منها (الفتح الرباني لترتيب مسند أحمد بن حنبل ) 24 مجلداً حيث رتبه ترتيباً فقهياً ليسهل الاستفادة منه بعدما صاغه مؤلفه الإمام أحمد على حسب الرواة وليس الموضوعات .
وكان أيضاً يمارس الساعاتي حيث نقل عنه هذه الحرفة ابنه حسن ، و حينما بدأ الابن يميز أدخله مدرسة الرشاد الدينية فحفظ فيها نصف القرآن و تعلم مبادئ الدين و اللغة العربية ، كما كان يحضر جلسات أبيه العلمية مع الناس كما استفاد كثيراً من مكتبته الضخمة القيمة ولم يكمل دراسته في تلك المدرسة حتى تحول إلى مدرسة إعدادية ولم يبلغ السن أربعة عشر حتى حفظ القرآن كله ، وكانت علامات النبوغ و الذكاء بادية عليه و حب الدعوة و الحركة من سماته فألف مع زملائه عدة جمعيات للأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ( و مكارم الأخلاق ) ..
و في السنة 1923 انتقل إلى القاهرة حيث التحق بدار العلوم و هناك تفتقت مواهبه و تضاعف نشاطه الدعوي العلمي حسب الاحتكاك برجال الفكر و الثقافة من جهة و علماء الأزهر من جهة أخرى ولم ينهي دراسته سنة 1927 حتى اقتنع بضرورة التغيير و الإصلاح لواقع أمته المتردي في شتى المجالات .
و بمجرد أن بدأ العمل في التدريس بالإسكندرية حتى أسس مع بعض الأفراد المؤمنين بدعوته جماعة الإخوان المسلمين.
الظروف العامة قبل تأسيس الجماعة :
*سياسياً : لما نضج فكره و اتسعت مداركه اقتنع بأن النظام السياسي لبلده (الملكية) في ظل الاحتلال الإنجليزي لمصر متردي و لابد من تغيره و كذلك حال الأمة الإسلامية خصوصاً بعد سقوط الخلافة الإسلامية سنة 1924 على يد أتاتورك العلماني و رأى أن الأحزاب ليس لها هم يومئذ إلاَّ التكالب على المناصب و إثارة النعرات بين الناس .
*أخلاقياً: كما لاحظ بعينه و هو طالب في عاصمه البلاد تدهور الأخلاق و انتشار المحرمات و الازدراء بمظاهر التدين و الالتزام، ساهم فيها رجال فكر كبار بكتاباتهم المسمومة تأثراً بالحضارة الغربية .
*ثقافياً: في هذه المرحلة كانت الصولة للمثقفين المسلوبين حضارياً سواء ممن درس في الغرب أو تثقف على كتب مفكري المستعمر . و هؤلاء التغريبيين العلمانيين ساهموا بكتاباتهم بالتشكيك في عروبة مصر و إسلامها و نشر الأفكار الهدامة ، و قلَّت الأقلام و الأصوات المدافعة عن ثوابت الأمة خصوصاً علماء الأزهر الذين كانت الخلافات الفقهية تشغلهم عن الردّ و تصحيح المفاهيم إلا ما رحم ربي .و لعل من أشهر الكتب الطاعنة في دين الأمة و ثقافتها و تاريخها كتاب " أصول الحكم في الإسلام " لعبد الرازق . "مستقبل الثقافة في مصر" لطه حسين .
* دينيـاً : كان يومئذ مفهوم الإسلام عند الناس و حتى رجال الدين منحصر في الشعائر التعبدية و الاهتمام به داخل المسجد ، بالإضافة إلى فرقة المسلمين واختلافهم بسبب التعصب المذهبي .
معالم و أهداف دعوة الإخوان :لقد ألفت عشرات الكتب في بيان معالم و أهداف دعوة الإخوان و أهم إنجازات الجماعة في شتى المجالات و لكن سنكتفي بمعالم تناسب المقام .
فالإمام حسن البنا بعد دراسته لواقع أمته و التفقه في دينه تبيّن له أن لا سبيل للتغيير إلاَّ من خلال عمل جماعي منظم قوي له أهداف معلومة و خطوات مرسومة .
فأعلن بأن جماعته إسلامية تعمل على نشر الدعوة بين الناس و أنها دعوة شاملة شمول الإسلام فهي عقيدة و شريعة أو دين و دولة و ثقافة و اقتصاد و سيف و مصحف وكما قال الإمام (رسالة امتدت طولا حتى شملت أماد الزمن ، و امتدت عرضاً حتى انتظمت آفاق الأمم ، و امتدت عمقاً حتى استوعبت شؤون الدنيا و الآخرة)
فكانت فكرة شمولية الإسلام شبه جديدة يومئذ على فهم المسلمين حتى العلماء و المفكرين .
و رغم اعتماد الجماعة في نشاطها على الكتاب و السنة و فهم السلف الصالح فقد أبدع أساليب عصرية لنشر الإسلام بين الناس عموماً و الشباب خصوصاً قال الإمام حسن البنا و هو يوضح معالم دعوته:{ " لسنا حزباً سياسياً و إن كانت السياسة على قواعد الإسلام من صميم فكرتنا ..."" و لسنا جمعية خيرية إصلاحية و إن كان عمل الخير و الإصلاح من أعظم مقاصدنا و لسنا فرقة رياضية و إن كانت الرياضة البدنية و الروحية من أهم وسائلنا و لسنا شيئاً من هذه التشكيلات فإنها جمعيات تخلقها غاية محدودة لمدّة معدودة ..." }.و لعل من أشهر العبارات اختصارا و دقة التي تعبر عن خصائص دعوة الإخوان هي " دعوة سلفية و طريقة سنية و حقيقة صوفية و هيئة سياسية و جماعة رياضية و رابطة علمية ثقافية و شركة اقتصادية و فكرة اجتماعية" و هكذا تبدو شمولية معنى الإسلام الذي جاءت دعوة الإخوان لبيانه و العمل به من خلال هذه المعالم .