مشاهدة النسخة كاملة : رمضان، ثم ما أدراك ما شهر رمضان،
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2012-07-19, 09:58
لحمدُ لله الجواد الكريم، الغني الوهَّاب، الذي جعل الصيام جُنَّة من النَّار وعذابها، ومكفِّرًا للخطايا والآثام، ومضاعِفًا للأجر والثواب، ودافِعًا إلى زيادة البرِّ والإحسان، وشافعًا لأهله يوم الجزاء والحساب.
وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وهو العليُّ العظيم، البَرُّ الرحيم، وأشهد أن محمَّدًا عبده ورسوله، وخير من صلَّى لربِّه وقام، وأتقى مَن حجَّ له وصام، فصلَّى الله وسلَّم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه البررة الكرام، ما تعاقب ليل مع نهار.
**********
وإنَّ من أجلِّ هذه النِّعم، وأرفع هذه العطايا، وأجمل هذه المِنن، هي فرضه عليكم صوم شهر رمضان، وما أدراك ما شهر رمضان، ثم ما أدراك ما شهر رمضان، يقول النبي-صلَّى الله عليه وسلَّم-في بيان كبير شأنه، وجليل أمره: ((إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ)) رواه البخاري (3277)، ومسلم (
1079).
فلئن كنتم أيُّها المؤمنون بالله ربكم تريدون مغفرة الخطايا، وإذهاب السيئات؛ فاطلبوا ذلك في الصيام، فقد قال النبي-صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)) رواه البخاري (38)، ومسلم (760).
وقال-صلى الله عليه وسلم-: ((الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ)) رواه مسلم (233).
وإن كنتم تطلبون مضاعفة الحسنات، والرِّفعة في الدرجات، فعليكم بالصيام، فقد قال رسول الله-صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي)) رواه البخاري (7054و1894و7492)، ومسلم (1151) واللفظ له.
وإن كنتم تودُّون أن تكونوا من أهل الجنَّة المنعَّمِين السعداء فلا تغفلوا عن صوم شهر رمضان، فقد ثبت عن النبي-صلَّى الله عليه وسلَّم-أنه خَطب النَّاس في حجَّة الوداع فقال لهم: ((اتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ، وَصَلُّوا خَمْسَكُمْ، وَصُومُوا شَهْرَكُمْ، وَأَدُّوا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ، وَأَطِيعُوا ذَا أَمْرِكُمْ تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ)) رواه أحمد (22161و22258و22260)، والترمذي (616) واللفظ له، والحاكم (19و1436و1741)، وابن حبان (4563).
وإن كان بكم شوقٌ إلى دخول الجنَّة من باب الرَّيان فكونوا من أهل الصيام؛ فقد قال النبي-صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((إِنَّ فِي الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ)) رواه البخاري (1896) واللفظ له، ومسلم (1152).
وإن كنتم تبغُون وقاية النَّفس من حَرِّ النار ولهبِها فأقبلوا على الصيام، فقد ثبت عن النبي-صلَّى الله عليه وسلَّم-أنه قال: ((الصِّيَامُ جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ كَجُنَّةِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْقِتَالِ)) رواه أحمد (16278و17902)، والنسائي (2230)، وابن ماجه (1639)، وابن خزيمة (1891).وإن كنتم تَتمنُّون الشفاعة يوم الحشر والعَرْض وتتشوَّفُون لها فإنَّ من أسباب نَيلها الصيام؛ فقد ثبت عن النبي-صلَّى الله عليه وسلَّم-أنه قال: ((الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ)) رواه أحمد (6626)، وابن المبارك في كتاب «الزهد» (385)، والحاكم (2036 ) وغيرهم.
وإن كانت نفوسكم تهفُو وتتطلَّع لأن تكون من أهل المنازل العالية الرفعية، فقد ثبت أن رجلاً جاء إلى النبي-صلَّى الله عليه وسلَّم-فقال له: ((يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَرَأَيْتَ إِنْ شَهِدْتُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، وَصَلَّيْتُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ، وَأَدَّيْتُ الزَّكَاةَ، وَصُمْتُ رَمَضَانَ وَقُمْتُهُ، فَمِمَّن أنا؟ قال: أَنْتَ مِنَ الصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ)) رواه ابن معين في جزءٍ له (190)، ومن طريقه ابن حبان (3438) وغيرهما.
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2012-07-19, 10:04
فقد ثبت عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي-صلَّى الله عليه وسلَّم-صَعِد المنبر، فقال: ((إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي، فَقَالَ: مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ،…)) الحديث، رواه ابن خزيمة (1888)، وأبو يعلَى (5922)، وابن حبان (907و409) واللفظ له، وغيرهم
فقد قال النبي-صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ)) رواه البخاري (1903).
والمراد بـ ((الزُّور)): كلُّ قولٍ مُحرَّم.
فيدخلُ فيه: الكذب، وشهادة الزُّورِ، والغِيبة، والنميمة، والقذف، والإفك، والبهتان، والغناء، والاستهزاء، والسخرية، وسائر ألوان الباطل من الكلام.
وثبت عنه-صلَّى الله عليه وسلَّم-أنه قال: ((رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ، وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ)) رواه أحمد (8856)، وابن خزيمة (1997)، والحاكم (1571)، وابن حبان (3481 ).
وثبت عنه-صلَّى الله عليه وسلَّم-أنه قال: ((لَيْسَ الصِّيَامُ مِنَ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ، إِنَّمَا الصِّيَامُ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، فَإِنْ سَابَّكَ أَحَدٌ أَوْ جَهِلَ عَلَيْكَ فَلْتَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ، إِنِّي صَائِمٌ)) رواه ابن خزيمة (1996) واللفظ له، والحاكم (1570)، وابن حبان (3479).
وصحَّ عن أبي المتوكل الناجي-رحمه الله-أنه قال: ((كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَأَصْحَابُهُ إِذَا صَامُوا جَلَسُوا فِي الْمَسْجِدِ قَالُوا: نُطَهِّرُ صِيَامَنَا)) رواه ابن أبي شيبة (8881)، وهنَّاد بن السَّري في «الزهد» (1207) واالفظ له، وأبو نُعيم في «الحلية» (1/282) وغيره.
وقال جابر بن عبد الله-رضي الله عنه-: ((إِذَا صُمْتَ فَلْيَصُمْ سَمْعُكَ وَبَصَرُكَ وَلِسَانُكَ عَنِ الْكَذِبِ، وَدَعْ عَنْكَ أَذَى الْخَادِمِ، وَلْيَكُنْ عَلَيْكَ سَكِينَةٌ وَوَقَارٌ، وَلَا تَجْعَلْ يَوْمَ صَوْمِكَ وَيَوْمَ فِطْرِكَ سَوَاءً)) رواه ابن أبي شيبة (8880)، وابن المبارك في «الزهد» (460و1308)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (3374).وثبت عن أبي صالح الحنفي عن أخيه طَلِيق بن قيس أنه قال: قال أبو ذر-رضي الله عنه-: ((«إِذَا صُمْتَ فَتَحَفَّظْ مَا اسْتَطَعْتَ»، وَكَانَ طَلِيقٌ إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِهِ دَخَلَ فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَّا لِصَلَاةٍ)) رواه ابن أبي شيبة (8878)، ومن طريقه البيهقي في «فضائل الأوقات» ( 63).
وصحَّ عن عطاء بن السائب-رحمه الله-أنه قال: ((كان أصحابنا يقولون: أَهْوَنُ الصِّيَامِ تَرْكُ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ)) رواه مُسدَّدٌ في «مسنده» (1018من المطالب العالية).
وثبت عن جعفر بن برقان-رحمه الله-أنه قال: ((سَمِعْتُ مَيْمُونًا، يَقُولُ: إِنَّ أَهْوَنَ الصَّوْمِ تَرْكُ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ)) رواه ابن أبي شيبة (8883)، وأبو نُعيم في «الحلية» (4/90) وغيره.
وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي-رحمه الله-في كتابه «لطائف المعارف» (ص127) عند قول النبي-صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)):
.
فقال العلامة الشوكاني-رحمه الله-في «تفسيره» (4/401) عند هذه الآية:
قوله: ﴿أَعَدَّ اللَّـهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ أي: مغفرةً لذنوبهم التي أذنبوها، وأجرًا عظيمًا على طاعاتهم التي فعلوها من الإسلام، والإيمان، والقنوت، والصدق، والصبر، والخشوع، والتصدُّق، والصوم، والعَفاف، والذِّكر، ووصفَ الأجر بالعِظَم للدلالة على أنه بالغ غاية المبالغ، ولا شيء أعظم من أجر هو الجنَّة، ونعيمها الدائم الذي لا ينقطع ولا ينفد، اللهم اغفِر ذنوبَنا، وأعظِم أجورنا.اهـ
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي-رحمه الله-في كتابه «لطائف المعارف» (ص214):
مَن رُحِم في رمضان فهو المرحوم، ومن حُرِم خيرُه فهو المحروم، ومَن لم يتزود لمعاده فيه فهو مَلُوم،.. [و] مَن لم يربح في هذا الشهر ففي أيّ وقت يربح؟ ومَن لم يقرب فيه مِن مولاه فهو على بُعدٍ لا يبرح.اهـ
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2012-07-19, 10:08
ولقد كان -صلَّى الله عليه وسلَّم-يُقبل على القرآن في هذا الشهر إقبالاً خاصًّا، فكان يتدارسه مع جبريل-عليه السلام-كلَّ ليلة؛ إذ قال عبدُ الله بن عباس-رضي الله عنهما-: ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ)) رواه البخاري (6) واللفظ له، ومسلم (2308).
وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي-رحمه الله-في كتابه «لطائف المعارف» (242-243):
دلَّ الحديثُ على استحباب دراسة القرآن في رمضان، والاجتماع على ذلك، وعَرْض القرآن على مَن هو أحفظ منه، وفيه دليلٌ على استحباب الإكثار من تلاوة القرآن في شهر رمضان.اهـ
وقال الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله ـ في كتابه “فضائل القرآن”(ص37):
ولهذا يستحب إكثار تلاوة القرآن فى شهر رمضان، لأنه ابتدئ بنزوله, ولهذا كان جبريل يعارض به رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في كل سنة في شهر رمضان، ولما كانت السنة التي توفي فيه عارضه به مرتين تأكيداَ وتثبيتاً.اهـ
ولقد كان لسلفكم الصالح-رحمهم الله-مع القرآن في هذا الشهر الجليل شأنًا عظيمًا، وحالاً عَجَبًا؛ فقد كانوا يُقبلون عليه إقبالاً كبيرًا، ويهتمُّون به اهتمامًا متزايدًا، ويتزوَّدُون من قراءته كثيرًا.
فقد صحَّ عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه: ((أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي رَمَضَانَ فِي ثَلَاثٍ)) رواه القاسم بن سلام (234) والفريابي (132) في كتابيهما «فضائل القرآن»، وسعيد بن منصور في «سننه» (150 قِسمُ التفسير).
وصحَّ عن إبراهيم النخعي-رحمه الله-أنه قال: ((كَانَ الْأَسْوَدُ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فِي كُلِّ لَيْلَتَيْنِ)) رواه أبو عبيد (235) والفريابي (141) في كتابيهما «فضائل القرآن»، وسعيد بن منصور في «سننه» (151قِسمُ التفسير).
وأخرج عبد الرزاق في «مصنفه» (5955) عن الثوري عن مغيرة عن عمران عن إبراهيم النخعي: ((أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي رَمَضَانَ فِي كُلِّ ثَلَاثٍ، فَإِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ قَرَأَهُ فِي لَيْلَتَيْنِ، وَاغْتَسَلَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ)).
وكان الإمام الشافعي-رحمه الله-يختمه في كلِّ يومٍ وليلة من شهر رمضان مرتين.
وكان الإمام البخاري-رحمه الله-يقرأ في كلِّ يومٍ وليلة من رمضان ختمةً واحدة.
وكيف لا يكون هذا هو حال السَّلف الصالح-رحمهم الله-مع القرآن العزيز، ورمضانُ هو شهر نزوله، وشهر مدارسة جبريل-عليه السلام-له مع سيِّد الناس-صلَّى الله عليه وسلَّم-، وزمنه أفضل الأزمان، والحسنات فيه مضاعفة متزيدة.
وقد صحَّ عن عبد الله بن مسعود-رضي الله عنه-أنه قال: ((تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يُكْتَبُ بِكُلِّ حَرْفٍ مِنْهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَيُكَفَّرُ بِهِ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، أَمَا إِنِّي لَا أَقُولُ: ﴿ الم ﴾ وَلَكِنْ أَقُولُ: أَلِفٌ عَشْرٌ، وَلَامٌ عَشْرٌ، وَمِيمٌ عَشْرٌ)) رواه ابن أبي شيبة (29932)، وأحمد في «الزهد» (1825)، وأبو عبيد (21) والفريابي (57) في كتابيهما «فضائل القرآن».
وثبت عن عبد الله بن عباس-رضي الله عنهما-أنه قال: ((مَا يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ إِذَا رَجَعَ مِنْ سُوقِهِ أَوْ مِنْ حَاجَتِهِ إِلَى أَهْلِهِ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ فَيَكُونَ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرُ حَسَنَاتٍ)) رواه ابن المبارك في «الزهد» ( 807).
ضوْء ذَهَبي ~
2012-07-19, 10:09
الســـلــآم ع ـليكم
جزآآآآآآآكـ الله خيرآآ
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2012-07-19, 10:11
وقد ثبت عن النبي-صلَّى الله عليه وسلَّم-أنه قال في بيان عقوبة من يفطرون قبل تحلَّة صومهم وإتمامه: ((بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ أَتَانِي رَجُلَانِ، فَأَخَذَا بِضَبْعَيَّ، فَأَتَيَا بِي جَبَلًا وَعْرًا، فَقَالَا: اصْعَدْ، فَقُلْتُ: إِنِّي لَا أُطِيقُهُ، فَقَالَا: إِنَّا سَنُسَهِّلُهُ لَكَ، فَصَعِدْتُ حَتَّى إِذَا كُنْتُ فِي سَوَاءِ الْجَبَلِ إِذَا بِأَصْوَاتٍ شَدِيدَةٍ، قُلْتُ: مَا هَذِهِ الْأَصْوَاتُ؟ قَالُوا: هَذَا عُوَاءُ أَهْلِ النَّارِ، ثُمَّ انْطُلِقَ بِي، فَإِذَا أَنَا بِقَوْمٍ مُعَلَّقِينَ بِعَرَاقِيبِهِمْ، مُشَقَّقَةٍ أَشْدَاقُهُمْ، تَسِيلُ أَشْدَاقُهُمْ دَمًا قَالَ: قُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُفْطِرُونَ قَبْلَ تَحِلَّةِ صَوْمِهِمْ …)) الحديث، رواه ابن خزيمة (1986)، والحاكم (1568و2837) وابن حبان (
ومن الجود بالخير في شهر رمضان تفطيرُ الصائمين من القرابة والجيران والأصحاب والفقراء والخدم والعمال، فقد ثبت عن النبي-صلَّى الله عليه وسلم-أنه قال مُرغِّبًا في فِعله، وحاثًّا عليه، ومبيِّنًا عظيم أجره، وكبير فضله، وحُسن عائِده على فاعله:((مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، إِلَّا أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْءٌ)) رواه أحمد (17033و21676) واللفظ له، والترمذي (807)، وابن ماجه (1746)، وابن حبان (3429).491).
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2012-07-19, 10:14
الســـلــآم ع ـليكم
جزآآآآآآآكـ الله خيرآآ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزيت خيرا حبيبتي
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2012-07-19, 10:18
أيُّها الإخوة والأخوات:
بادروا إلى ربكم-عزَّ وجل-في هذا الشهر الجليل المبارك العظيم بالتوبة النَّصوح من جميعِ الذنوب والآثام، من ذنوب الأقوال والأفعال، ومن ذنوب الشُّبهات والشَّهوات، ومن الشِّركيات الشَّنيعة الْمُهلكة، والبدع القبيحة الفظيعة، والمعاصي الكريهة المخزية.
توبوا إليه-سبحانه-من عبادةِ الأولياء والصالحين معه، بدعائِهم والاستغاثة بهم، أو الذبح والنذر لهم، أو الطواف بقبورهم.
توبوا إليه-سبحانه-من الحلف بالنبي-صلَّى الله عليه وسلَّم-والأولياءِ والصالحين والشَّرف والجاه والآباء والأمهات والأمانة والذِّمة.
توبوا إليه-سبحانه-من بناء المساجد أو القباب أو المقصورات على قبور الصالحين، ومن التبرُّك والتمسُّح بها، والعكوف عليها.
توبوا إليه-سبحانه-من البدع في الموالد، والمآتم، والأعراس، والشهور والأيام، والأوراد والأذكار.
توبوا إليه-سبحانه-من الغِيبة والنميمة، والكذب والبهتان، والسَّب واللعن، والقذف والشتم، ورمي الناس بالباطل.
توبوا إليه-سبحانه-من الغِل والحقد والحسد، والبغي والظلم والعدوان، والإيذاء والسخرية، والاستهزاء والاحتقار.
توبوا إليه-سبحانه-من سماع غناء المغنين والمغنيات، وعزف آلات المعازف وأجهزتها.
توبوا إليه-سبحانه-من مشاهدة الصور والمناظر المحرمة في الفضائيات، والإنترنت، والهاتف الجوال، والصحف والمجلات، والوتساب وتويتر، وإرسالِها ونشرها بين الناس.
توبوا إليه-سبحانه-من التهاون في أوقات الصلوات، والتكاسل عن الجُمَع والجماعات.
فإنه مَن لم يتب في هذا الشهر الطيب الجليل فمتى يتوب؟
ومن لم يقلع عن ذنوبه وآثامه ومعاصيه في هذا الشهر العزيز فمتى يقلع؟
ومن لم يرحم نَفْسَه التي بين جنبَيه في هذا الشهر العظيم فمتى يرحمها؟!
نوال المسلمة
2012-07-19, 10:24
جزآآآآآآآكـ الله خيرآآ
محى شرقاوى
2012-07-19, 14:15
موضوع جميل سلمت يداك ودام نهل قلمك لا ينض ب
محى شرقاوى
2012-07-19, 14:16
دمت بخير وعافية دائما متالق بمواضيعك الرائعة
محى شرقاوى
2012-07-19, 14:17
موضوع كتير جميل بانتظار المزيد من ابداعاتك
محى شرقاوى
2012-07-19, 14:18
تسلم يداك اخى الكريم موضوعاتك بقمة الروعة
محى شرقاوى
2012-07-19, 14:19
جزاك الله خيرا موضوع راائع جدا تسلم الايادى
محى شرقاوى
2012-07-19, 14:20
يستطيع المرأ ان يكتب ولكن لا يستطيع ان يبدع حقا ابدعت
محى شرقاوى
2012-07-19, 14:21
بانتظار المزيد من ابداعاتك تسلم يداك
محى شرقاوى
2012-07-19, 14:25
رائع جدا بما تعنيه من كلمة
أبو عبد الرحمن الجزائري
2012-07-19, 15:54
جزاك الله خيرا
اضيف اختي في الله
اغتنموا شهر رمضان...لشيخ العلامة ا.بن باز-رحمه الله
شهر رمضان, شهر الصيام والقيام, شهر العتق والغفران, شهر الصدقات والإحسان, شهر تفتح فيه أبواب الجنان, وتضاعف فيه الحسنات, وتقال فيه العثرات, شهر تجاب فيه الدعوات, وترفع فيه الدرجات, وتغفر فيه السيئات, شهر يجود فيه الله سبحانه على عباده بأنواع الكرامات, ويجزل فيه لأوليائه العطايات, شهر جعل الله صيامه أحد أركان الإسلام, فصامه المصطفى عليه الصلاة والسلام وأمر الناس بصيامه وأخبر عليه الصلاة والسلام أن من صامه إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه, ومن قامه إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه, شهر فيه ليلة خير من ألف شهر, من حرم خيرها فقد حرم, فاستقبلوه رحمكم الله بالفرح والسرور والعزيمة الصادقة على صيامه وقيامه, والمسابقة فيه إلى الخيرات.
والمبادرة فيه إلى التوبة النصوح من سائر الذنوب والسيئات, والتناصح والتعاون على البر والتقوى, والتواصي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, والدعوة إلى كل خير, لتفوزوا بالكرامة والأجر العظيم"... ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يبشر أصحابه بمجيء شهر رمضان ويخبرهم عليه الصلاة والسلام أنه شهر تفتح فيه أبواب الرحمة وأبواب الجنة وتغلق فيه أبواب جهنم وتغل فيه الشياطين، ويقول صلى الله عليه وسلم: "إذا كانت أول ليلة من رمضان فتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وغلقت أبواب جهنم فلم يفتح منها باب وصفدت الشياطين وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة".
ويقول عليه الصلاة والسلام: "جاءكم شهر رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء ينظر الله إلى تنافسكم فيه فيباهي بكم ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيرًا فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله"...
فيا معشر المسلمين, اغتنموا هذا الشهر العظيم, وعظموه رحمكم الله بأنواع العبادات والقربات, وسارعوا فيه إلى الطاعات, فهو شهر عظيم جعله الله ميدانًا لعباده, يتسابقون فيه بالطاعات, ويتنافسون فيه بأنواع الخيرات, فأكثروا فيه رحمكم الله من الصلاة والصدقات, وقراءة القرآن الكريم بالتدبر والتعقل, والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير, والاستغفار والإكثار من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم, والإحسان إلى الفقراء والمساكين والأيتام وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان. فاقتدوا به رحمكم الله في مضاعفة الجود والإحسان, واحتسبوا أجر ذلك عند الملك العلام, واحفظوا صيامكم عما حرم الله عليكم من الأوزار والآثام فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه".
وقال عليه الصلاة والسلام: "الصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن امرؤ سابه أحد فليقل إني امرؤ صائم" وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ليس الصيام عن الطعام والشراب وإنما الصيام من اللغو والرفث". وخرج ابن حبان في صحيحه عن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان وعرف حدوده وتحفظ مما ينبغي له أن يتحفظ منه كفر ما قبله", وقال جابر بن عبد الله الأنصاري - رضي الله عنهما - "إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ودع أذى الجار وليكن عليك وقار وسكينة ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء"...
من المفيد في مجالس شهر رمضان لسماحة العلاّمة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز-رحمه الله
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2012-07-19, 17:47
موضوع كتير جميل بانتظار المزيد من ابداعاتك
تسلم يداك اخى الكريم موضوعاتك بقمة الروعة
جزاك الله خيرا موضوع راائع جدا تسلم الايادى
يستطيع المرأ ان يكتب ولكن لا يستطيع ان يبدع حقا ابدعت
بانتظار المزيد من ابداعاتك تسلم يداك
رائع جدا بما تعنيه من كلمة
لاحول ولاقوة الا بالله انا لا استحق كل هذا
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2012-07-19, 17:49
جزاك الله خيرا
اضيف اختي في الله
اغتنموا شهر رمضان...لشيخ العلامة ا.بن باز-رحمه الله
شهر رمضان, شهر الصيام والقيام, شهر العتق والغفران, شهر الصدقات والإحسان, شهر تفتح فيه أبواب الجنان, وتضاعف فيه الحسنات, وتقال فيه العثرات, شهر تجاب فيه الدعوات, وترفع فيه الدرجات, وتغفر فيه السيئات, شهر يجود فيه الله سبحانه على عباده بأنواع الكرامات, ويجزل فيه لأوليائه العطايات, شهر جعل الله صيامه أحد أركان الإسلام, فصامه المصطفى عليه الصلاة والسلام وأمر الناس بصيامه وأخبر عليه الصلاة والسلام أن من صامه إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه, ومن قامه إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه, شهر فيه ليلة خير من ألف شهر, من حرم خيرها فقد حرم, فاستقبلوه رحمكم الله بالفرح والسرور والعزيمة الصادقة على صيامه وقيامه, والمسابقة فيه إلى الخيرات.
والمبادرة فيه إلى التوبة النصوح من سائر الذنوب والسيئات, والتناصح والتعاون على البر والتقوى, والتواصي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, والدعوة إلى كل خير, لتفوزوا بالكرامة والأجر العظيم"... ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يبشر أصحابه بمجيء شهر رمضان ويخبرهم عليه الصلاة والسلام أنه شهر تفتح فيه أبواب الرحمة وأبواب الجنة وتغلق فيه أبواب جهنم وتغل فيه الشياطين، ويقول صلى الله عليه وسلم: "إذا كانت أول ليلة من رمضان فتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وغلقت أبواب جهنم فلم يفتح منها باب وصفدت الشياطين وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة".
ويقول عليه الصلاة والسلام: "جاءكم شهر رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء ينظر الله إلى تنافسكم فيه فيباهي بكم ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيرًا فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله"...
فيا معشر المسلمين, اغتنموا هذا الشهر العظيم, وعظموه رحمكم الله بأنواع العبادات والقربات, وسارعوا فيه إلى الطاعات, فهو شهر عظيم جعله الله ميدانًا لعباده, يتسابقون فيه بالطاعات, ويتنافسون فيه بأنواع الخيرات, فأكثروا فيه رحمكم الله من الصلاة والصدقات, وقراءة القرآن الكريم بالتدبر والتعقل, والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير, والاستغفار والإكثار من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم, والإحسان إلى الفقراء والمساكين والأيتام وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان. فاقتدوا به رحمكم الله في مضاعفة الجود والإحسان, واحتسبوا أجر ذلك عند الملك العلام, واحفظوا صيامكم عما حرم الله عليكم من الأوزار والآثام فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه".
وقال عليه الصلاة والسلام: "الصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن امرؤ سابه أحد فليقل إني امرؤ صائم" وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ليس الصيام عن الطعام والشراب وإنما الصيام من اللغو والرفث". وخرج ابن حبان في صحيحه عن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان وعرف حدوده وتحفظ مما ينبغي له أن يتحفظ منه كفر ما قبله", وقال جابر بن عبد الله الأنصاري - رضي الله عنهما - "إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ودع أذى الجار وليكن عليك وقار وسكينة ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء"...
من المفيد في مجالس شهر رمضان لسماحة العلاّمة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز-رحمه الله
جزاك الله خيرا على الاضافة القيمة
ورحم الله العلامة عبد العزيز ابن الباز
أبو عبد الرحمن الجزائري
2012-07-20, 11:13
لرفع.....................
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2013-07-08, 17:20
بارك الله فيك
https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/1002779_189796881189732_1567518147_n.jpg
selmasousou
2014-01-04, 10:18
chokrane 3ala elmawdo3
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir