تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المظلومية هي الستار


أبو هاجر القحطاني
2012-07-17, 21:46
و لا تقصد"المظلومية" المزعومة "ظالما" سوى السنة. لا إسرائيل و لا الولايات المتحدة و لا الاستعمار القديم أو الحديث، و لا الإمبريالية، و لا التخلف الاجتماعي أو الاقتصادي، ولا أي شيء آخر. الظالمون من وجهة نظر الصفويين هم السنة. هم الإسلام الذي يمثلوه و العبادة التي يعبدونها، والصلاة التي يصلونها (مكتوفي اليد أمام الله). هؤلاء هم الظالمون. و لا أحد سواهم. و ليست أعمال القتل التي يتعرضون لها سوى نوع من "تصفية حساب" تاريخية للظلم "التاريخي" الذي تعرض له "الشيعة".
و قد يكون أهل السنة أي إنسان برئ، جاري و جارك، إلا أنهم من منظور "المظلومية" أعداء، و يجوز قتلهم في حمى الثأر من "تاريخ" لم يروه و لا عاشوا أحداثه و لا مارسوا ظلماً فيه.
هؤلاء هم الأعداء. و ليس الغزاة. فهؤلاء بالتواطؤ الضمني الراهن حلفاء و أصدقاء.
و ماذا كان "الظلم"؟
"الظلم" المزعوم هو أن الخلافة لم تذهب لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم. كما أنها لم تذهب لأبنائه من بعده من دون سائر الصحابة و المبشرين بالجنة، دع عنك سائر خلق الله.
و الخلافة سلطة. و الصراع عليها أمر كان قائماً في قريش قبل الإسلام، وظل قائماً بعده.
الخلفاء الذين تولوا السلطة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ، بنوا دولة مترامية الأطراف، و حكموها بالكثير من قيم الإسلام و أخلاقياته، وبالقليل مما يفعل البشر من أخطاء، و هي آلت إلى علي بن أبي طالب، و لم يخسرها إلا طعنا من داخل معسكره. و كان من الطبيعي أن تؤول إلى الطرف الأقوى.
"المظلومية" في الصراع كان يمكن أن تكون مظلومية للأمويين الذين خسروا الخلافة للعباسيين، و لهؤلاء تجاه المغول، و لكنها لم تبق حكراً على التشيع الصفوي إلا لأنها كانت تغذي العداء تجاه السنة.
التشيع الصفوي، على أي حال لم ينشأ كحزب سياسي، إلا بعد مرور تسعة قرون من وفاة علي بن أبي طالب عام 661م.
خلال تلك القرون كان "حب آل البيت" جزءً من الإسلام، لا مشروعاً مضاداً لهدم الإسلام. و هو ما بقي الشيعة العراقيون يجسدونه. وظلت العروبة حاديهم فيه. ليروا أنها أصل من أصول الإسلام، و من هذا الأصل جاء قوله تعالى: "إنا أنزلنا قرآنا عربيا لعلكم تعقلون".
و لكن ثمة قرآن آخر، فارسي، تملأه البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان، كما تغمره الأكاذيب وأعمال التزوير التاريخية. أما ستاره فكان نفاق "المحبة" المزعومة لآل البيت. و لكن، ليس كأي محبة، و إنما المحبة في مواجهة خصوم من قبيل أبي بكر الصديق، و عمر بن الخطاب، و عثمان بن عفان و عائشة (رضي الله عنهم)، و من قبيل كل الذين نصروا الإسلام و آزروه و قادوا دولته و لم يكونوا من أبناء فاطمة الزهراء.
قرآن التشيع الصفوي هذا ظهر على أيدي صفي الدين الأردبيلي قبل أن يتحول إلى مذهب رسمي للدولة الفارسية على أيدي إسماعيل ميرزا، أو الشاه إسماعيل الأول بين عامي1501 و 1524 م، الذي استخدمه لتوحيد إيران عن سبيل القهر و القسر و الفرض.
وكانت إيران، قبل ظهور مشروع الإستشياع، دولة إسلام تتبع فيه فقها متنوعا، و تأخذ بسنة رسول الله، من دون أن تعرف، كغيرها من دول الإسلام، إنها "سنية" بالمعنى السياسي المضاد.
و نجح المشروع الصفوي ببعث دولة بدت موحدة و قوية.
و بفضل القهر، أصبح السنة هم العدو الأوحد للإستشياع الصفوي.
و منذ ذلك الوقت عزموا على إبادة أهل السنة و مساجدهم و مدارسهم وأصبحت تهدم تحت شعار "المظلومية".
وكان من الطبيعي لآيات النفاق الصفوي أن يجمعوا الأمرين معا: قتل الأبرياء، و اللطم على الحسين؛ اغتصاب النساء، و تأليه فاطمة الزهراء؛ التواطؤ مع الغزاة، و الزعم أنهم أعداء؛ هدم بيوت الله، و الزعم أنهم مسلمون، و الإسلام منهم براء.
قد تكفي فكرة "المظلومية" وحدها لتبدو كفضيحة قائمة بذاتها، لأنها تستعدي مسلمين أبرياء و تهدم بيت دينهم من داخله. ولكن هدم المساجد بالجرافات، و القتل على الهوية، يكفي دليلاً على حقد أعمى ضد الإسلام نفسه.

حـبـيـبو عـبـدو السوفي
2012-07-20, 04:39
لا حول ولا قوة الا بالله