هيثم 10
2012-07-17, 21:39
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الصيام في الحر:
حديث الساعة وحديث كل ساعة فيما يأتي من أيام هو حديث حول رمضان المبارك شهر الصيام، وهو حديث تعددت مضامينه واختلفت معاينه، وأشير في هذه الكلمة إلى أحد ما يدور على ألسنتنا من الخوف من شدة الحر مع الصيام، والتوجس من وجود المشقة الشديدة في ذلك، وهو وإن كان تخوفا يبدو معقولا بالنظر إلى أيام الحر الشديدة التي مرت علينا والتي يتناول المرء فيها وفي كل لحظة ماء عذبا باردا نميرا، ونشعر مع ذلك بضعف شديد وعدم القدرة على مقاومة شدة الحر ، فكيف إذا اجتمع مع هذه الحرارة ضرورة الالتزام بعدم شرب الماء من الساعة الرابعة صباحا إلى الثامنة مساء أي : 16 ساعة كاملة .
غير أن الذي يهون ذلك، بل ويدفع المسلم الجاد إلى انتظار تلك الأيام ليصومها وحاله كله يقول : إني عبد لله أأتمر بأمره على المشقة واليسر، وفي المنشط والمكره، وعلى ما تحب النفس وتنفر، بل إنه يستطيب مثل هذا الصيام لأن فيه إرضاء رب العالمين وتظهر فيه معاني العبودية بجلاء، وتحلو فيه الطاعة وتسمو معانيها ، وهي معاني لا يتذوقها إلا من جربها ..
أقول : الذي يهون ذلك هو انتظار الأجر من رب العالمين والأمل في أن يفتح باب الريان أمامه يوم القيامة حتى ينسى أيام العطش في الدنيا، مع العلم أن الأجر على قدر النصب، والثواب على قدر التعب ، وقد كان السلف الصالحون ينظرون إلى هذه المعاني فيتذوقون معنى الصيام في الهواجر المحرقة ...فمعاذ بن جبل يتأسف عند موته على ما يفوته من ظمإ الهواجر ، .. ووصى عمر رضي الله عنه عند موته ابنه عبد الله فقال له : عليك بخصال الإيمان وسمى أولها : الصوم في شدة الحر في الصيف... وكانت بعض الصالحات تتوخى أشد الأيام حرا فتصومه فيقال لها في ذلك فتقول : إن السعر إذا رخص اشتراه كل أحد ..
ونزل الحجاج في بعض أسفاره بماء بين مكة و المدينة فدعا بغدائه ورأى أعرابيا فدعاه إلى الغداء معه فقال : دعاني من هو خير منك فأجبته، قال : ومن هو ؟ قال : الله تعالى دعاني إلى الصيام فصمت قال : في هذا الحر الشديد ؟ قال : نعم صمت ليوم أشد منه حرا قال : فافطر وصم غدا قال : إن ضمنت لي البقاء إلى غد قال : ليس ذلك إلي قال : فكيف تسألني عاجلا بآجل لا تقدر عليها ... وكان أبو الدرداء يقول : صوموا يوما شديدا حره لحر يوم النشور، وصلوا ركعتين في ظلمة الليل لظلمة القبور .. وفي الصحيحين عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : ( لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره في اليوم الحار الشديد الحر، وإن الرجل ليضع يده على رأسه من شدة الحر، وما في القوم أحد صائم إلا رسول الله صلى الله عليه و سلم و عبد الله بن رواحة.
وأبشر الشباب بالخصوص ـ وليعذرني الشيوخ والكهول ـ بما قاله الحسن البصري رحمه الله : تقول الحوراء لولي الله وهو متكئ معها على نهر الخمر في الجنة، تعاطيه الكأس في أنعم عيشه، أتدري أي يوم زوجنيك الله؟، إنه نظر إليك في يوم صائف بعيد ما بين الطرفين، وأنت في ظمأ هاجرة من جهد العطش، فباهى بك الملائكة وقال: انظروا إلى عبدي ترك زوجته ولذته وطعامه وشرابه من أجلي رغبة فيما عندي، اشهدوا أني قد غفرت له فغفر لك يومئذ وزوجنيك ...
فهل بقيت الشكوى بعد هذا قائمة أم هونها ما ذكرته لكم؟ .. بلغنا الله رمضان وجعلنا من المقبولين فيه ..
الصيام في الحر:
حديث الساعة وحديث كل ساعة فيما يأتي من أيام هو حديث حول رمضان المبارك شهر الصيام، وهو حديث تعددت مضامينه واختلفت معاينه، وأشير في هذه الكلمة إلى أحد ما يدور على ألسنتنا من الخوف من شدة الحر مع الصيام، والتوجس من وجود المشقة الشديدة في ذلك، وهو وإن كان تخوفا يبدو معقولا بالنظر إلى أيام الحر الشديدة التي مرت علينا والتي يتناول المرء فيها وفي كل لحظة ماء عذبا باردا نميرا، ونشعر مع ذلك بضعف شديد وعدم القدرة على مقاومة شدة الحر ، فكيف إذا اجتمع مع هذه الحرارة ضرورة الالتزام بعدم شرب الماء من الساعة الرابعة صباحا إلى الثامنة مساء أي : 16 ساعة كاملة .
غير أن الذي يهون ذلك، بل ويدفع المسلم الجاد إلى انتظار تلك الأيام ليصومها وحاله كله يقول : إني عبد لله أأتمر بأمره على المشقة واليسر، وفي المنشط والمكره، وعلى ما تحب النفس وتنفر، بل إنه يستطيب مثل هذا الصيام لأن فيه إرضاء رب العالمين وتظهر فيه معاني العبودية بجلاء، وتحلو فيه الطاعة وتسمو معانيها ، وهي معاني لا يتذوقها إلا من جربها ..
أقول : الذي يهون ذلك هو انتظار الأجر من رب العالمين والأمل في أن يفتح باب الريان أمامه يوم القيامة حتى ينسى أيام العطش في الدنيا، مع العلم أن الأجر على قدر النصب، والثواب على قدر التعب ، وقد كان السلف الصالحون ينظرون إلى هذه المعاني فيتذوقون معنى الصيام في الهواجر المحرقة ...فمعاذ بن جبل يتأسف عند موته على ما يفوته من ظمإ الهواجر ، .. ووصى عمر رضي الله عنه عند موته ابنه عبد الله فقال له : عليك بخصال الإيمان وسمى أولها : الصوم في شدة الحر في الصيف... وكانت بعض الصالحات تتوخى أشد الأيام حرا فتصومه فيقال لها في ذلك فتقول : إن السعر إذا رخص اشتراه كل أحد ..
ونزل الحجاج في بعض أسفاره بماء بين مكة و المدينة فدعا بغدائه ورأى أعرابيا فدعاه إلى الغداء معه فقال : دعاني من هو خير منك فأجبته، قال : ومن هو ؟ قال : الله تعالى دعاني إلى الصيام فصمت قال : في هذا الحر الشديد ؟ قال : نعم صمت ليوم أشد منه حرا قال : فافطر وصم غدا قال : إن ضمنت لي البقاء إلى غد قال : ليس ذلك إلي قال : فكيف تسألني عاجلا بآجل لا تقدر عليها ... وكان أبو الدرداء يقول : صوموا يوما شديدا حره لحر يوم النشور، وصلوا ركعتين في ظلمة الليل لظلمة القبور .. وفي الصحيحين عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : ( لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره في اليوم الحار الشديد الحر، وإن الرجل ليضع يده على رأسه من شدة الحر، وما في القوم أحد صائم إلا رسول الله صلى الله عليه و سلم و عبد الله بن رواحة.
وأبشر الشباب بالخصوص ـ وليعذرني الشيوخ والكهول ـ بما قاله الحسن البصري رحمه الله : تقول الحوراء لولي الله وهو متكئ معها على نهر الخمر في الجنة، تعاطيه الكأس في أنعم عيشه، أتدري أي يوم زوجنيك الله؟، إنه نظر إليك في يوم صائف بعيد ما بين الطرفين، وأنت في ظمأ هاجرة من جهد العطش، فباهى بك الملائكة وقال: انظروا إلى عبدي ترك زوجته ولذته وطعامه وشرابه من أجلي رغبة فيما عندي، اشهدوا أني قد غفرت له فغفر لك يومئذ وزوجنيك ...
فهل بقيت الشكوى بعد هذا قائمة أم هونها ما ذكرته لكم؟ .. بلغنا الله رمضان وجعلنا من المقبولين فيه ..